ـ 'النهار'
7 ايار جديد؟
نايلة تويني:
ترى ماذا يفعل 'حزب الله' هذه الايام؟ أينطلق من الوضع السوري لإحكام سيطرته على بعض الداخل ام يفيد من الضعف السوري ومن التلهي عن اوضاع لبنان فينفذ خطة ايرانية للسيطرة ووضع دمشق امام واقع جديد تفاوض طهران عليه لاحقا؟ ام هو يرد على الحملة على السلاح بطريقة احداث فوضى تحت شعار المجتمع المدني والاهالي ليشعر الآخرون بالخطر فيتهيبون كما حصل مع النائب وليد جنبلاط خلال احداث 7 ايار 2008؟
في الوقائع الخطرة لا يظهر 'حزب الله' في الموقع المقاوم، بل في موقع المنقض على الدولة واجهزتها وقوانينها. فالتمرد في سجن روميه ما زال ماثلا امامنا، والذين تحركوا كانوا من لون واحد، ولم يلجأ الحزب الى ادانة التطاول على الامن، بل على العكس دافع عن المتمردين ووفر الغطاء للتحركات التي قامت في المناطق التي يسيطر عليها. اما موضوع التعدي على المشاعات وعلى العقارات المملوكة من الدولة. مباشرة فحدث ولا حرج، فهذا مسلسل طويل في المناطق حيث تقوى الاحزاب وتضعف الدولة. وثمة احياء كاملة في الضاحية قامت على ارض الغير، ولم تتوافر لها التسويات حتى تاريخه، ناهيك بالتعديات الجديدة في الايام الاخيرة والتي استدعت تعديات مقابلة تحت شعار 'توازن الرعب' والذي لم ينفع حتى الساعة في لجم المعتدين . وهو امر بات يشكك بالرغبة الحقيقية في قيام دولة.
اما النبطية فأمر آخر، اذ حرك الحزب مجموعات تابعة له لتهديد اصحاب محال بيع الكحول المرخص لها من الدولة، ورفعت لافتات تندد بوجود تلك المحال التي مضى عليها زمن، ولم تنفع تدخلات واتصالات، فتهرب المحافظ وابتعد نواب ' امل' عن التدخل للمعالجة لعدم الوقوع في مواجهة مع الحزب الذي 'سلف' امينه العام قبل ايام الرئيس نبيه بري موقفا في موضوع وثائق 'ويكيليكس'، واكد المسؤولون المحليون انه قرار يراعي خصوصية المنطقة مما يعني، بطريقة او بأخرى، استمرار منطق الكانتونات وعدم احترام حقوق الاقليات سواء كانت دينية او سياسية او علمانية.
ان ما ظهر في كلام 'ويكيليكس' يبين بوضوح ان الانزعاج من ممارسات الحزب مشتركة بين جميع الاطراف، الاقربين قبل الابعدين، وهذا يتطلب من الامين العام السيد حسن نصرالله الاوسع افقا من المسؤولين المحليين، ان يبادر الى اعادة النظر الجدية في مسار الحزب للبننته بشكل افضل، فلا يبقى في اطار الحزب المسلح الذي بدل ان يقاوم العدو، يفيد من قوته لقمع مواطنيه، ولقتل التنوع والتعدد في البلاد، ولفرض ارادته على المؤسسات الامنية والمدنية، فلا يبقى له مؤيد الا من له مصلحة معه ومن يطمع في تبوّؤ منصب بواسطته.
يرى البعض في 8 آذار في الحزب بوسطة للحمل والنقل لبلوغ الاهداف، لكن حذار ان يتحول الحزب 'بوسطة عين الرمانة'.
ـ 'المستقبل'
الأمن أهم
فيصل سلمان:
يقولون في الأمثال: 'عند تغيير الدول أحفظ رأسك' ولكنهم في الوقت نفسه يلومون نجيب ميقاتي ويضغطون عليه لكي يوافق على حكومة تناسبهم. ها هي الدول من حول لبنان ومن حول البحر الأبيض المتوسط تنهار وتتغير، لا يحق للميقاتي أن يفكر في رأسه؟ يقولون ان ما يجري من انهيارات سبب أكثر من مقنع لكي نسرع ونؤلف حكومة تعالج شؤون الناس وتحرك مصالح الدولة. هذا كلام ظاهره جيد وباطنه مقلق، إذ ان حكومة من النوع الذي يفكرون فيه سوف تسعى لمعالجة ما يرونه هم مناسباً. وإلآ ما معنى هذه الضغوطات وما معنى هذه التهجمات على شخص ميقاتي وتقصد نبش ملفات الهاتف الخلوي الذي كان أول من أطلقه في لبنان؟ في الأسبوع الماضي ذكر في الصحف ان اتصالاً هاتفياً جرى بين الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله وبين الوزير جبران باسيل جرى في خلاله التداول في الشأن الحكومي.ولأننا لم نقرأ نفياً لهذا الخبر بات من حقنا ان نتساءل: هل كان الأمر ضرورياً الى حد ان 'السيد' يعرّض أمنه للخطر؟سبق للسيد وقال ان ظروفه الأمنية تفرض عليه لقاء شخصيات سياسية في الضاحية الجنوبية، ونحن نقبل تماماً هذا الكلام، ونعرف ان العدو الإسرائيلي يراقب الاتصالات الهاتفية، فأي أمر جلل دفع بالسيد الى الاتصال بباسيل؟إذاً، ربما يكون وراء نشر الخبر سبب آخر يدل على اهتمام السيد بالتشكيلة الحكومية.. فلماذا لم يجر الاتصال مع ميقاتي؟الجميع يريد حكومة ولكن حكومة للجميع، وحكومات العالم كله لا تساوي الحرص على أمن 'السيد' الذي سيكون حائلاً دون لقاء مباشر مع البطريرك بشارة الراعي.طائفتان لا تساوي وطناً بل تساوي ثورة داخل الوطن سبق وعايشنا مثلها في العام 1958 وما زلنا منذ الثمانينات.
ـ 'السفير'
الحلفاء يتضامنون.. والخصوم يشككون بالاعترافات ودمشق لا تغفر الذنوب
لماذا يجزم &laqascii117o;حزب الله" بتورّط &laqascii117o;المستقبل" في سوريا؟
نبيل هيثم:
أمر طبيعي جدا أن يقف حلفاء سوريا في لبنان معها في لحظات الشدة والأزمة، وان ينتصروا لها في مواجهة ما تتعرض له من محاولات خارجية للنيل من أمنها واستقرارها، وذلك من منطلق المسؤولية الأخلاقية. ولعل كل واحد من هؤلاء الحلفاء قد عبر عن نفسه على طريقته، وقال ما رأى انه من الواجب عليه ان يقوله في معرض تثبيت الرواية الرسمية السورية حول تورط جهات داخلية لبنانية في محاولات هز استقرار سوريا.
انقسم المزاج اللبناني حيال تلك الرواية السورية، فكما فرز بثـُّها عبر التلفزيون السوري مساحة متضامنين مع سوريا ومتبنين كل ما ورد فيها، وجد &laqascii117o;تيار المستقبل" في المقابل، من يتضامن معه من حلفائه خصوم سوريا، ومن يسوّق انه مجني عليه مما قال المتضامنون معه انها &laqascii117o;فبركات ظالمة" اكبر من حجم &laqascii117o;التيار" وقدرته على القيام بها. لكن هذا الواقع الانقسامي يحمل على طرح السؤال التالي: هناك فريق يشكك بالاعترافات ويعتبرها فاقدة للمصداقية في غياب الأدلة والاثباتات، وهناك فريق آخر يتبناها جملة وتفصيلا، لا بل يتهم &laqascii117o;المستقبل" سياسيا، بالقيام بأكثر مما نسب اليه، وهو لا يملك الاثباتات او عناصر الاسناد، وبالتالي قد تكون الخلفية العاطفية هي التي حكمت مجمل الموقف من هنا أو هناك. لكن ماذا عن خلفية موقف &laqascii117o;حزب الله"، ليس لكونه الحليف الاقرب الى سوريا، بل بوصفه الحزب المعروف بقدراته الامنية والاستخبارية. فهل كان ليتورط في توجيه الاتهام المباشر الى تيار المستقبل بالتدخل في الشؤون السورية، وبالقول ان ما عرضه الاعلام السوري هو &laqascii117o;عيّنة من تورط حزب المستقبل"، لو لم يكن يمتلك ما يثبت قوله ويسنده؟
لقد اعطى &laqascii117o;حزب الله" للاتهام السوري لـ&laqascii117o;المستقبل" بعدا نوعيا، ليس على صعيد تضامنه مع دمشق ومشاركتها في الاتهام المباشر لفريق لبناني، بل على صعيد الداخل اللبناني ايضا ومستقبل العلاقة المتوترة أصلا بين العمودين الفقريين لكل من 8 و14 آذار. وبدت مواقف قيادات &laqascii117o;حزب الله" كما البيان الذي وصف بـ&laqascii117o;المدروس جدا" لكتلة الوفاء للمقاومة، كأنها كلها تنطوي على مضامين &laqascii117o;مشفـَّرة" مندرجة في سياق اتهامي يوحي بأن &laqascii117o;حزب الله" يملك معلومات تدين &laqascii117o;المستقبل".
ولعل ما حمل &laqascii117o;حزب الله" على ارتقاء منصة الاتهام، كما يقول الحزبيون، ليس &laqascii117o;رد الإجر" على الحملة التي يتعرض لها من قبل سعد الحريري وتياره منذ إقالة الحريري من رئاسة الحكومة، بل أمران، أولهما يقين الحزب بانغماس لبنانيين في الأحداث السورية والاعترافات وغيرها أيضا مما قد يظهر لاحقا، وله علاقة بما تردد عن &laqascii117o;اللوبي الاعلامي" الذي واكب الأحداث السورية من بيروت، وأشرك في الحملة المبرمجة لبنانيين ومعارضين سوريين، وارتكز دور المنظومة على &laqascii117o;فبركة" وقائع وصور وخلق مدونات وترويج معلومات للوكالات الإخبارية والفضائيات العربية والعالمية، &laqascii117o;حتى قبل حدوثها"، بحسب معلومات متداولة في أوساط &laqascii117o;حزب الله"، ما اظهر ان لبنان يُستخدم كسكين في الظهر السوري، وهذا ما حاولت ان تقوله دمشق رسميا عبر بث الاعترافات من خلال التلفزيون السوري، وأيضا من خلال الاطلالة المتعمدة للسفير السوري في لبنان علي عبد الكريم والرسائل المباشرة التي انطوى عليها كلامه المنتقى كلمة كلمة.
أما الامر الثاني، فهو ان المسألة لم تعد تحتمل مراهنات هوجاء، لذلك كان لا بد من مسارعة الحزب الى إلقاء المسؤولية على الجميع لقطع الطريق على محاولة جعل البلد اسير عقلية مغامرة دأبت منذ العام 2005 حتى اليوم على الانتقال بلبنان من ازمة الى ازمة، وبالتالي كان لا بد من ارسال رسالة شديدة اللهجة الى من يريد ان يسمعها في لبنان، وتفيد بان اللبنانيين معنيون بأمن سوريا واستقرارها اكثر مما هي معنية بأمن لبنان واستقراره، فهي تشكل سياسيا واقتصاديا وجغرافيا رئة التنفس شبه الوحيدة للبنان، وإنْ مُسّت تلك الرئة فسينقطع الهواء عن لبنان حتما، ويصبح مهددا بالدخول في المجهول.
معنى ذلك، ان &laqascii117o;حزب الله" اراد القول من خلال تلك الرسالة ان لبنان لا يمكن أن يتحول الى منصة لاشعال فتنة او حرب اهلية في سوريا، كما اراد ان يستشعر اللبنانيون ان خراب سوريا معناه &laqascii117o;خراب لبنان"، وربما يكون هناك من يعلم أو لا يعلم بأن هذه اللعبة خطيرة ةأقرب ما تكون الى لعبة &laqascii117o;الروليت الروسية".
ولقد صب الكلام الاخير للسفير السوري في الغاية التي ترمي اليها رسالة &laqascii117o;حزب الله"، علما بأن المعلومات تفيد ان دمشق، بالتوازي مع بث الاعترافات، ابلغت المعنيين في لبنان بوجوب أن تبادر السلطات المعنية الى اتخاذ موقف رسمي، فكان موقف السلطات المعنية اللبنانية وجوب الاستناد الى ملفات يتم تبادلها عبر القنوات المعنية بين البلدين. وهناك من يقول ان التواصل اللبناني السوري اندرج في سياق اتصالات جرت ين دمشق ودول الجوار استعرضت فيها عناصر المؤامرة التي تتعرض لها سوريا، مع تحديد مصادرها ومن ضمنها لبنان. وجرى فيها الحديث من قبل الجانب السوري عن &laqascii117o;مسؤوليات" و&laqascii117o;تبعات" و&laqascii117o;عواقب". وهناك من بات يؤكد ربطا بتلك الاتصالات، وجود تعاون اردني ملموس مع دمشق، وكذلك وجود تعاون عراقي مهم.
ـ 'السفير'
الكنيسة المارونية ترى في بقاء النظام السوري حماية للمسيحيين"
هل يشكل لقاء الراعي ـ نصر الله أول ثمار الدعم الفاتيكاني؟
نبيل هيثم:
لا يمكن فصل زيارة &laqascii117o;ردّ الإجر" الفاتيكانية للبطريرك الماروني بشارة الراعي، عن خاتمة تصريحاته على أرض مطار بيروت. ففي نهاية الشوط الأول من جولاته الخارجية، سجّل &laqascii117o;بطريرك الكلام" هدفا ذهبيا في مرمى شعاره &laqascii117o;شركة ومحبة" بإعلانه عن ترحيبه بفكرة اللقاء مع الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله. يصبّ هذا الموقف البطريركي المتقدم في خانة بحثه المتواصل، منذ توليته، عما يمكن تسميته &laqascii117o;الإجماعات الوطنية". موقف الراعي جاء بمثابة صفارة انطلاق لـ&laqascii117o;حوار جدي وحقيقي انطلاقا من أن لا أحد يمتلك بمفرده الحقيقة بكليتها".&laqascii117o;الحالة" المختلفة التي يمضي الراعي في رسم معالمها بتحركاته وتصريحاته ومواقفه، يمكن تلمسها حتى بالشكل. فالبطريرك الجديد، وبخلاف سلفه البطريرك نصر الله صفير، حمل في القداس الذي ترأسه في روما عصا الكنيسة الشرقية السريانية التي تحمل شعار الكرة الأرضية والصليب، علما أنه درجت العادة أن يحمل البطريرك &laqascii117o;العصا الغربية" التي يتناقلها البطاركة منذ أيام نابوليون الى اليوم وهي &laqascii117o;معكوفة" الرأس. العصوان، الشرقية والغربية، ذهبيتان في الشكل ولكن رسالة كل منهما عالية الدوي، خصوصا أن الراعي اختار حمل &laqascii117o;الشرقية" كذلك في جولاته الراعوية التي سبقت توجهه لزيارة الأعتاب الفاتيكانية.
وعلى سيرة الأعتاب، يسجل المراقبون &laqascii117o;سابقة" فتح كل الأبواب البابوية أمام بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق بهذه الحفاوة، &laqascii117o;فالأعتاب الفاتيكانية فتحت أمامه وسمح للمرة الأولى بإقامة مائدة غداء عملاقة على شرفه في المتحف الفاتيكاني ورافقه أكثر من كاردينال... وهو دعم لم يحظ به أي من بطاركة الكنائس الشرقية، كأن يسير البطريرك مثلا في افتتاح القداس وأمامه عدد من الكرادلة في موكب مهيب جامع رأس الشرق وجسما يضم الشرق وبعضا من روما معقل الكنيسة الكاثوليكية في العالم".
وعلى طاولة خريطة المنطقة التي يعاد رسم بعضها يمكن تلمس إشارتين في زيارة الراعي الفاتيكانية: الأولى، ارتياح لا بل دعم الكرسي الرسولي لرسالة الانفتاح التي يقرأها الراعي في كل &laqascii117o;مزامير" تصريحاته. فـ&laqascii117o;المطلوب إحياء الوحدة الوطنية اللبنانية لمجابهة كل التحديات المقبلة وتحصين الداخل اللبناني". ومن هنا، يمكن فهم اهتمام بعض المطارنة واستيضاحهم بعض النواب والوزراء الذين رافقوا البطريرك عن &laqascii117o;مدى خطورة الأوضاع في سوريا". ثمة خشية من تمدّد &laqascii117o;الحركة الإسلامية" في ساحات الثورة المتفجرة في براكين بعض الدول العربية... وهذا ما قد يشرح &laqascii117o;حرص الكنيسة المارونية، بدعم فاتيكاني، على أهمية استقرار النظام السوري ليس حبا به بل لأن لا بديل عنه يعطي شعور الطمأنينة الذي ينعم به المسيحيون هناك ومعهم كل مسيحيي المشرق".الإشارة الثانية تتجسد في نجاح الراعي في إظهار لبنان &laqascii117o;وجها تعدديا لا تتحول اختلافاته الى خلافات وهذا ما سيعطيه مساحة لكي يؤدي مهامه الراعوية في إنطاكيا كافة". قد يقرأ البعض في كلام الراعي عن نصر الله بعض التكبّر لناحية قوله &laqascii117o;إن السيد المسيح نزل من السماء لكي يتحاور مع شعبه فلماذا لا أتحاور مع السيد نصر الله". ليشير آخرون الى رسالة مغايرة تماما تعتبر الراعي يحاول التبرير لكل من لا يرحب بلقاء الهامتين &laqascii117o;المسيحية المارونية" و&laqascii117o;الشيعية المقاومة"، مشيرة الى أنه &laqascii117o;اتخذ في كلامه السيد المسيح قدوة". ويضيف أحد الكنسيين: &laqascii117o;السيد المسيح تناول طعام العشاء لدى المرابي ووقف ضده حينها جميع المرائين وأصحاب المصالح الخاصة".
أن يكمل الراعي قراءة مزاميره الانفتاحية، للداخل والمحيط، هذا يعني أنه وضع &laqascii117o;ترخيصا فاتيكانيا داعما" في جيبه. وتحت تلك المظلة البابوية، يمكن إدراج كذلك أي &laqascii117o;ضربة معلم" قد ينفذها الراعي بعصاه الشرقية أو الغربية خصوصا أنه يستعد للقاء الثلاثاء بعد ان عاد من روما مظفرا. الحوار. الحوار. الحوار... مسيحيا ولبنانيا ومع الجيران وفي طليعتهم سوريا.
ـ 'السفير'
جمع &laqascii117o;الديوك" الموارنة في بكركي لن يتعارض مع ورشة &laqascii117o;حزب الله"
من بكركي إلى طهران مروراً بالضاحية.. الراعي &laqascii117o;غير" صفير!
ملاك عقيل:
يمكن ممثل الجمهورية الإسلامية الإيرانية في لبنان السفير غضنفر ركن ابادي أن يتباهى أمام نظرائه في سفارات دول العالم بأنه &laqascii117o;خبير" في خارطة الطريق التي تقوده إلى بكركي، وفي تعداد المناطق المتنية ثم الكسروانية الفاصلة عن مقر البطريركية المارونية.في عزّ الخلاف السياسي بين &laqascii117o;حزب الله" والبطريرك السابق نصر الله صفير، لم يستثن الدبلوماسي الإيراني بكركي من جدول زياراته البروتوكولية، الى المرجعيات الروحية والسياسية، بعد تعيينه سفيراً في لبنان في ايار 2010. لقاء التعارف، الذي أعلن خلاله ابادي وقوف طهران على مسافة واحدة من جميع الأفرقاء في لبنان، أثمر جلستين ودّيتين في ايلول وتشرين الاول من العام نفسه. باكورة اللقاءات توجيهه دعوة الى صفير لزيارة طهران، والكشف عن &laqascii117o;وعد" الأخير بتلبيتها وتعيين ممثل من قبله للتنسيق مع السفارة الايرانية في بيروت حول توقيت الزيارة وجدولها.
من تسنّى له جسّ نبض صفير يومها حول مدى حماسته لاستكشاف أرض &laqascii117o;ولاية الفقيه" سمع منه عبارة لا تحتمل الكثير من الاجتهاد في تفسير مغزاها &laqascii117o;وشو في بطهران حتى نزورها الآن؟"...
&laqascii117o;ويكيليكسيو" بكركي استفاضوا أكثر في كشف الجانب غير المعلن في موقف الصرح من العلاقة مع ايران، واستطرادا &laqascii117o;حزب الله": يدرك صفير أن المسيحيين في طهران، رغم كونهم أقلية، يشكّلون مكونا أساسيا من نسيج المجتمع الايراني، ويتمتعون بكامل الحقوق السياسية والاجتماعية والمدنية وحرية إقامة المراسم الدينية ولهم ثلاثة نواب في مجلس الشورى الاسلامي (البرلمان) رغم انهم يقدّرون بنحو 2 في المئة من سكان الجمهورية الاسلامية الايرانية... واقع يسقطه صفير من اعتباراته متى تحضر حسابات الفرز الضيقة. فما دام &laqascii117o;فرع" طهران المسلّح في لبنان، أي &laqascii117o;حزب الله"، يستريح فوق ترسانة صواريخ، ويتصرّف على أساس أنه &laqascii117o;دويلة ضمن الدولة"، ويستعرض عضلاته بالقمصان السود ويجد نفسه في معادلة &laqascii117o;7 أيار"... فما نفع تعزيز جسور التواصل الدبلوماسي مع ايران؟
لم يتغيّر موقف طهران من ملفات الداخل اللبناني، ولم يحد &laqascii117o;حزب الله" عن ثوابته. لكن الطرفين تسنّى لهما مؤخرا التعرّف على &laqascii117o;الوجه الآخر" لبكركي. ولأن المكتوب يقرأ من عنوانه، يبدو أن الآتي من كرسيّ الصرح سيدشّن عصرا جديدا من الانفتاح على &laqascii117o;ما يسمّى &laqascii117o;حزب الله""، كما نعته صفير قبل أشهر، ومع &laqascii117o;مرجعيته" الايرانية المسؤولة، برأي البطريرك السابق، عن تغطية حالة الحزب &laqascii117o;الشاذة" وإمكانية قيامه بـ&laqascii117o;انقلاب" في لبنان. من السلف الى الخلف لن يتأخر السفير الايراني في &laqascii117o;تجيير" الدعوة الى البطريرك الجديد بشارة الراعي. وكما سمع المحيطون بسيّد بكركي، استعداده لتلبية الدعوة التي وجّهها اليه السفير السوري علي عبد الكريم علي لزيارة دمشق &laqascii117o;قريبا جداً"، فإن هؤلاء يتوقعون حماسة أكبر لدى &laqascii117o;سيّدنا" في الاستجابة لأي دعوة تصبّ في خانة تقريب المسافات وحماية مصالح المسيحيين في المنطقة.
&laqascii117o;الحجّ" الحزبللاوي ـ الايراني الى بكركي بعد انتخاب الراعي لم يكن مجرد مشهد معزول عن مشروع متكامل يبدو أن الراعي يعمل على تجميع &laqascii117o;بازل" مكوناته. وجزء من لوحة &laqascii117o;الشركة والمحبة" أمكن قراءة خطوطها في احتفال تثبيت التولية في الفاتيكان. ينتدب &laqascii117o;حزب الله" الوزير السابق طراد حماده ليمثّله ويكون في عداد الوفد اللبناني المرافق للبطريرك تلبية لدعوة &laqascii117o;المؤسسة المارونية للانتشار" التي تولّت تنظيم المشاركة اللبنانية في الحدث. ويحضر السفير الايراني لدى دولة الفاتيكان علي الناصري خصيصا لتهنئة البطريرك الجديد بانتخابه. المصافحة الحارة، التي رصدتها الكاميرات بين الرجلين، جاءت منسجمة مع ما أعلنه الفاتيكان، خلال تقديم السفير الناصري أوراق اعتماده أمام البابا في 29 تشرين الاول 2009، برغبته في تعزيز العلاقات مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وتفعيل التفاهم والتعاون المتبادل، مشيدا آنذاك بما أسماه &laqascii117o;التقاليد الروحية العريقة" لإيران. أما في الجانب الايراني فتبرز رغبة واضحة في تفعيل لغة التواصل مع الفاتيكان، والتي يبرز أحد أهم تجلّياتها على الساحة اللبنانية، حيث تشير مصادر مقربة من طهران الى أن مشاركة السفير الايراني علي الناصري في حفل الاستقبال الذي أعدّ للراعي يشكّل إشارة الى الحرص الايراني على احترام خصوصية التعاطي مع المسيحيين والرهان على حقبة مثمرة لدور الكنيسة المارونية.
كل ذلك، وسط قناعة لدى المقرّبين من الراعي بأن انفتاح بكركي لن يكون مجرد شعار بل سمة مرحلة ستطبع &laqascii117o;سياسة" بكركي في السنوات المقبلة. قناعة لا يلبث سيّد الصرح، ومن حاضرة الفاتيكان، أن يقرنها بالفعل بدعوته الصريحة الى إنعاش لجنة الحوار مع &laqascii117o;حزب الله"، ولاحقا بعد عودته الى بيروت، بإعلان استعداده لفتح قنوات الحوار المباشر مع الامين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله تحت عنوان تفضيله لقاءات الـ&laqascii117o;وجهاً لوجه". تتعاطى الضاحية بقدر كبير من الإيجابية والتقدير مع إشارات الراعي. مسؤولو &laqascii117o;حزب الله" يتحدثون بلغة العارف عن &laqascii117o;فتح صفحة أولى في كتاب جديد". لكن دعوة الراعي لإحياء لجنة الحوار بين بكركي والحزب وإعلان استعداده للقاء نصر الله، خطوات يفترض أن يسبقها، وفق المعلومات، مشروع ترتيب البيت البطريركي الداخلي لناحية إجراء تعيينات جديدة واستكمال الراعي تشكيل فريقه المساعد. وفي هذه الحال قد تدخل تعديلات على اللجنة المكلفة سابقا بإدارة الحوار مع الضاحية والمؤلفة من المطران سمير مظلوم واللواء حارث شهاب، ومن جانب الحزب عضو المجلس السياسي غالب ابو زينب والحاج محمود قماطي.
حتى هذه الساعة لم يحصل أي إيعاز من بكركي لتحريك المياه الراكدة مع الضاحية، وان كان الاتفاق الاولي قد تمّ بين الجانبين على ضرورة الشروع في مسيرة ترميم الجسور وتكليف المطران مظلوم &laqascii117o;بإجراء اللازم"، خلال زيارة التهنئة التي قام بها وفد موسّع من &laqascii117o;حزب الله" الى بكركي في 18 الشهر الماضي. وثمة تأكيدات من جانب بكركي والضاحية بأن &laqascii117o;ورشة" جمع &laqascii117o;الديوك" الموارنة في الصرح البطريركي، وما قد يستتبعها من اجتماعات لاحقة، لا تتعارض مع الورشة المفتوحة مع حارة حريك. واذا كان الراعي يفضّل لقاءً وجهاً لوجه مع نصر الله، فإن مسؤولي الحزب يذكّرون &laqascii117o;بأن الرغبة بالتلاقي كانت متوافرة دوما لدى &laqascii117o;حزب الله"، واليوم نرى أن مساحات ترجمتها باتت أكثر واقعية".
ـ 'النهار'
وثائق 'ويكيليكس' فتحت نقاشاً عن الموقف الملتبس من المقاومة
إطلالة نصر الله دفاعاً عن بري خفّفت حدة الحراك
لم يكن في استطاعة قيادة 'حزب الله' صم الآذان عن نقاش كانت ترتفع وتيرته في بعض الاوساط الشيعية على ايقاع نشر وثائق 'ويكيليكس' التي كشفت ما تضمره للحزب بعض الشخصيات الشيعية القريبة من حركة 'امل' وبينها مستشارون للرئيس نبيه بري. ولهذا السبب اضطر الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله الى توضيح جوانب العلاقة مع بري بعدما خطت الازمة الصامتة بين الطرفين في اتجاه يتجاوز ما نشر في الوثائق عن وزيرين ليسا منتسبين تنظيميا الى 'امل'.
بدأ هذا النقاش مع نشر جريدة 'الاخبار' وثائق تتضمن كلاما لوزير الصحة العامة في حكومة تصريف الاعمال محمد جواد خليفة الذي يكشف موقفا ملتبسا من المقاومة، وعملية اسر الجنديين الاسرائيليين في 12 تموز 2006. وقارب في وصفه هذه العملية الوصف السعودي الذي أطلق صفة 'المغامرين على عناصر المقاومة'. ثم ارتفعت وتيرة النقاش الشيعي الداخلي، واتخذت من صفحات 'الفايسبوك' منبرا للمجاهرة بانتقادات لم توفر 'قادة الصف الاول'. واحتدم النقاش مع نشر المزيد من الوثائق لشخصيات محسوبة على 'امل'، وانقسمت الآراء ما بين فريقين، الاول ينحو في اتجاه تحميل الرئيس بري تبعة ما ادلى به المقربون منه، في الوقت الذي انبرى الفريق الثاني للدفاع عن هؤلاء وتعداد انجازاتهم على غير صعيد. وكان الامر ليتوقف عند هذا الحد حتى جاء بيان 'امل' الناري والمتكىء الى تعابير 'التآمر في مطبخ يديره عملاء' وكأن فيه اشارة ضمنية تشي بأن 'حزب الله' يقف خلف نشر هذه الوثائق في صحيفة يصف البعض علاقة القيمين عليها بالممتازة مع المقاومة، علما ان هؤلاء لا يخفونها بل يتباهون بها.
تلاوة حكم البراءة
لم تكد تمضي 48 ساعة على 'البيان الناري' لـ'امل' حتى اطل السيد نصرالله عبر شاشة 'المنار'، بعدما اخرج بري الامر عن حدوده الطبيعية، مما دفع حليفه الى تخصيص جزء لافت من خطابه لاعادة وصف علاقة الحزب بـ'امل'، علما ان نصرالله تطرق الى 5 عناوين في حديثه. لكن الكلام على الرئيس بري و'ويكيليكس' استهلك نحو 4000 كلمة من اصل 8000 قالها سيد المقاومة، وفحواها اقرب الى 'تلاوة حكم البراءة لحليفه الشيعي بعدما اصابت بعض شظايا الوثائق زجاج نوافذ الطبقة الثانية في دارة عين التينة'، عدا عن وزير كان حتى الأمس القريب من الثوابت في الحكومات المتعاقبة منذ خريف عام 2004، وآخر كان يستعد لاستعادة لقب صاحب المعالي في وزارة سيادية.
لكن هل ما ورد في تلك الوثائق جاء مفاجئا لمتابعي الشأن الشيعي في السنوات الاخيرة؟.
قد لا تكون الاجابة عن هذا السؤال معقدة لان التنظيمين الشيعيين يشبههما بري بـ'سيف الامام علي: قبضة واحدة واتجاهان'، لكن سبر اغوار العلاقة بينهما يظهر في بعض الاحيان استعداد 'حزب الله' لتقديم التنازلات لمصلحة حليفه، تحت عنوان 'وحدة الطائفة وحمايتها'. وفي مثال لم يجف حبره بعد فان 'حزب الله' ادى دوراً مؤثراً في انجاح لائحة الاكثرية الجديدة الأخيرة في نقابة المهندسين في بيروت، اذ اظهرت الارقام ان عدد المهندسين الذين سجلوا اسماءهم لدى الماكينات الانتخابية لـ'التجمع الاسلامي للمهندسين' تجاوز الالفي مهندس، من اصل قرابة 3300 مهندس شيعي اقترعوا للائحة الفائزة. وعلى رغم هذا الحجم التمثيلي فان الحزب تخلى عن مرشحه (المهندس سعيد غصن) وتمسك بمرشح 'امل' (المهندس مصطفى فواز). طبعا هذا المثال ينسحب على الانتخابات النيابية الاخيرة حين تخلى الحزب عن مرشحه في بيروت (النائب السابق امين شري) لمصلحة النائب الحركي هاني قبيسي. اكثر من ذلك فالحزب لا يقاسم 'امل' الوظائف العامة المخصصة للشيعة.
اما في الدعم المتبادل عند المفاصل الاساسية، فان الحزب لم يقبل ما عرض عليه لاختيار شخصية شيعية تخلف الرئيس بري في مجلس النواب، وتمسك بـ'الاستاذ' ولا يزال، كما انه لا يتوانى في الدفاع عن بري في حال 'استهدافه سياسيا' من الخصوم. في المقابل تتأخر احيانا 'أمل' في الدفاع عن 'حزب الله' في الاوقات العصيبة، خصوصا بعد ما نشرته 'در شبيغل' عن اتهام عناصر من الحزب بجريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ورغم اطلالات نصرالله الاعلامية المتكررة فان موقفا لاحقا ملتبسا صدر عن بري خلال حفلة افتتاح مستشفى بنت جبيل الحكومي في 31 تموز الفائت في حضور امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. قد لا يكون الامر عن سوء نية، وربما هو تقصير غير متعمد وايضا رغبة 'الاستاذ' في ان يبقي خطوط التواصل مفتوحة مع الخصوم السياسيين للمقاومة، استشعارا منه بضرورة الاضطلاع بدور الاطفائي في اللحظات المصيرية.
الثنائي والخط الثالث
بعيدا من نقاش مضمون الوثائق، وما اذا كان من الصواب في مكان البناء على مضمونها، فإن التنظيمين الشيعيين شكلا ثنائيا صلبا، ليس في وجه خصومهما السياسيين من الاحزاب والطوائف الاخرى فحسب، وانما في وجه اي حراك شيعي لطرف ثالث خارج الاطر التنظيمية والعقائدية بمفهومها العام لهذا الثنائي، والامثلة على ذلك كثيرة، ليست الانتخابات البلدية الاخيرة الا احد اوجهها، ان كان على مستوى رفض هذا الطرف طريقة التعامل الفوقية للثنائي مع الجمهور الشيعي، والاخير اصلا ليس معاديا للمقاومة وهو يشكل 'وقود المواجهات بين الثنائي وخصومه في الداخل' في مرحلة ما بعد اغتيال الرئيس الحريري، علما ان كلا التنظيمين الشيعيين ظهرا كفصيل واحد رغم التفاوت بينهما في امور جمة. لكن ما بعد اطلالة السيد لم يعد كما قبلها، لان الرئيس بري استعاد الحصول على تفويض من الامين العام لـ'حزب الله' يسمح له باعادة الامساك بزمام الامور، واكثر من ذلك توزير من يشاء من الشخصيات الشيعية من دون ان يبرر لاحد دافع التوزير، خصوصا ان 'الاستاذ' يتقن فن اللعبة السياسية ويستطيع تحويل خسارته ربحا وايضا البناء على التناقضات في اي علاقة، حتى لو كانت بين حليفين. وفي كل الاحوال يستمر هذا النقاش تحت السقف المرسوم ولن تتراجع وتيرته في المدى المنظور، على أمل الا يكون في حاجة الى منازلة مع الخصوم الداخليين لاهماده قبل اشتداد حدته.
ـ 'النهار'
لبنان في مهب الرياح الخمسينية من دمشق وطهران
عبدالله زخيا (محام):
الرياح الخمسينية المستبدة بارادة الشعوب من دمشق الى طهران التي تنفخ في شراع مثلث نصرالله – بري – عون تهدد وحدة الوطن وحرية الشعب في لبنان.
دخل نصرالله اللعبة كإمام جديد معصوم عن الخطأ وهو يضطلع بدور وكيل المهدي المنتظر منذ الف وخمسمئة سنة وقد غيب قبل ان يبلغ الخامسة من العمر. وكيل الامام كالامام نفسه هو الحقيقة ولا حقيقة سواه ويحميها من اي تشكيك بسيف المقاومة المصلت فوق رؤوس الجميع وحتى على المقاومة الوطنية نفسها وعلى الشرعية، بعد ان اصبحت حكراً على &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; وانتقلت نشاطاتها من الاراضي المحتلة الى الاراضي المحررة (من الجنوب الى ازقة بيروت والجبل ومن خطف جندي اسرائيلي الى اسقاط طوافة الجيش اللبناني وقتل قائدها سامر حنا واطلاق الجاني) اصبح الشعب والجيش رهينتين في يد المقاومة.
أما بري ففقد صوته العلماني العابر للطوائف والمذاهب الذي عرفناه في مكتب عبدالله لحود الانسان بامتياز، واصبح يردد صوت معلمه الجديد فانقلبت معه المعايير والمقاييس واصبحت الديموقراطية اقفال مجلس الشعب وحصر كل صلاحياته به.
وعون هو مصدر الاستقرار، لان مواقفه وراءه تغيرت بسرعة دولاب الهواء. فقط عندما يحتل رئاسة الجمهورية الجديدة جمهورية دولاب الهواء ثلاثي المراوح تستقر دويلة الحق الالهي ويتحقق الاستقرار.
ويعود عون أخيراً على رؤوس مناصريه الى مسقط رأسه في حارة حريك حيث حرم حتى الآن من حق العودة رغم توقيعه اتفاقية كنيسة مار مخايل، ورغم مطالبته مع نصرالله وبري وكل اللبنانيين بحق عودة اللاجئين الفلسطينيين. فالمواطن اللبناني يتساءل: لماذا لا يزال عون ومحازبوه محرومين من حق العودة المقدس؟
اما جنبلاط فالى أين، بعد ان حاصرته القمصان السود في الجبل وهي التي نشرت سابقا الفاشية في اوروبا بين الحربين العالميتين؟ فالادوار تتغير بسرعة بعد ان ارتد جنبلاط عن نفسه وعن كمال جنبلاط فاصبح يتمايل مع &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o; في الوقت الذي رفض سمير جعجع الوزارة بنكهة سورية وتفضيله السجن تحت الارض اكثر من احدى عشر سنة، ورغم حربه السابقة مع الفريق الجنبلاطي فحل مكان وليد كالابن الروحي لكمال جنبلاط. وليد جنبلاط يبتعد عن كمال، وجعجع يقترب من كمال، وما يقرب بينهما الاقتناع بنظرية الاب تيار دي شردان في التطور.جاءت المحكمة الدولية تشد حزام الامان لأمراء الحرب المتجددين وكأنهم في طائرة واحدة يعبرون فوق القرار الظني المنتظر صدوره وكلهم يخشونه لسبب او آخر، لذا قرروا ان تكون الحقيقة على لسان نصرالله، واية حقيقة؟ والعدالة على يد بري، واية عدالة؟ والاستقرار في ذهن عون، واي استقرار؟ وبدأوا معا اقامة حائط شهود الزور في وجه القرار الظني.
ومن المضحك، انه عندما يشكك كل من الثلاثة في المحكمة الدولية التي اقرها مجلس الامن بالاجماع واعترفت بها جميع الدول، هذه المحكمة وحدها تطبق شرعية حقوق الانسان في موضوع المحاكمات، فهم يلتزمون الصمت المطبق والخشوع على اقدام المحاكم السورية، وخلافاً لكل القوانين المعروفة الخاصة والدولية باصدار مذكرات احضار في حق العديد من الشخصيات اللبنانية البارزة.
هذه المواقف الثلاثية تؤدي الى تشريع الاغتيالات السياسية وحماية افراد سلك الاغتيالات من العقاب بالغاء المحكمة الدولية وتجهيل الفاعل وطمس الحقيقة وتهديد الشهود بتحويلهم شهودا للزور، بحيث تصبح هذه الجريمة اكبر من جريمة القتل عمداً وعن سابق تصور وتصميم فيصبح اللبنانيون الابرياء مصلوبين على دولاب الهواء وعبقرية الرئيس بري حاضرة، جاهزة لتشريع كل ذلك.
في مواقف أمراء الحرب الجدد استخفاف كبير بعقول المواطنين، اذ نجد تفسيراً له في تركيبة نصرالله وعون النفسية واختصاصهما في الاجتهاد الطائفي والعسكري، ولكن موقف بري المختلفة نفسيته عنهما واختصاصه في القانون يبقى سراً كبيراً، واترك لفطنة القارىء ان يكتشف بنفسه هذا السر.
من المؤسف تجيير القانون والحق والعدالة والاستقرار لدى بعض المسؤولين لدوران دولاب الهواء باجنحته الثلاثة لأهوائهم واطماعهم وغاياتهم لانشاء دويلتهم الالهية مكان الدولة المدنية العلمانية.
ـ 'اللواء'
ألم يكن الأجدى الدعوة لحوار سعودي - إيراني؟
ماذا جرى حول البند الثالث في مناقشة التوصيات
أحمد الأيوبي (رئيس هيئة السكينة الإسلامية في لبنان):
لم ينجُ المؤتمر القومي ? الإسلامي في دورته الثامنة المنعقدة في بيروت يومي السبت والأحد الماضيين من الإرباك الذي أحدثته الثورات المندلعة في العالم العربي، وانعكست في جلساته إشكالياتٍ كبرى تطرح نفسها اليوم على القوى والحركات الإسلامية والقومية والعروبية، في إطار صياغة مواقفها مما يجري في ليبيا وسوريا والبحرين واليمن&bascii117ll;&bascii117ll; وهذا ما تبيّن من خلال مسودة <توصيات لجنة الانتفاضات الشعبية والمقاومات في الوطن العربي>&bascii117ll; وفيما حاول البعض تعميم معادلة أن حماية النظام السوري واحتضانه لحركات المقاومة الفلسطينية يكفي لدعمه في وجه المطالب الشعبية بالحرية والعدالة، وجرى زرع ألغام موقعة باسم <الديمقراطية والحرية المدروسة> و<التأكيد على مكانة الحاكم كوصي على النظام وليس كمتسلط على العباد> وفق ما جاء في البندين الأول والثاني من فقرة <المستوى السياسي> في المسودة التي طرحت على الأعضاء، في حين سعى البعض الآخر إلى الموازنة بين رغبة الحاكم في البقاء وبين حق الشعب في الحرية بالدعوة إلى سلمية التحركات الشعبية ورفض القمع الدموي لها&bascii117ll;&bascii117ll;
كما شكل الوضع في ليبيا نقطة نقاش حاد حول جدوى طلب التدخل الأجنبي، حيث جاءت إدانة دور حلف شمال الأطلسي بصيغة ملتبسة غيّبت من الناحية الفعلية مأساة الشعب الليبي وما يتعرض له على يد كتائب القذافي&bascii117ll;
ففي المسودة الأولى لتوصيات <لجنة الانتفاضات الشعبية والمقاومات في الوطن العربي> وتحت البند الرابع الذي احتوى أربعة بنود تتناول <التدخل الأجنبي> جاء في الموضوع الليبي:<الوقوف بحزم أمام مختلف أشكال التدخل الأجنبي، وبالأخص تدخل حلف الأطلسي في ليبيا، والالتفاف على الثورات العربية تحت أي مسمى كان>&bascii117ll; وهذه الصيغة حملت رائحة رغبة البعض في تجاهل ما يرتكبه القذافي لعوامل مختلفة، منها ذاتي مرتبط بهذه التيارات التي كانت في مراحل سابقة على صلة بالقذافي، أو برغبة بعض الأنظمة العربية في صمود زعيم ارتكب سوابق لم يجاره فيه أحد، وخاصة استقدامه للمرتزقة من الخارج وإعطاؤه الأوامر بقتل المدنيين&bascii117ll;&bascii117ll;
وقد أثار هذا الطرح اعتراض مشاركين كثر، طالبوا بربط رفض التدخل الأجنبي بإدانة ما يرتكبه القذافي من جرائم، وبدعم الشعب الليبي في وجه آلة القتل المنفلتة من عقالها&bascii117ll;&bascii117ll; في وقت دعا فيه أحد المشاركين الليبيين إلى حرمان القذافي من الإفادة من البيان الختامي لأنه يركز فقط على إدانة التدخل الأجنبي، مطالباً بإرفاق هذا الرفض بإدانة المتسبب به وهو القذافي&bascii117ll; وقد توقف بعض المشاركين عند البند المتعلق بدعم الثورات الشعبية ومطالبها، في بنده الثالث الذي جاء فيه:<على المقاومة دعم الثورات وإفادتها من تجربتها>، الأمر الذي أفسح المجال لتفسير هذا الطرح بأنه تبرير لتدخل المقاومة في حركة التغيير مما يوقعها في إشكاليات كبرى، وتحدث من دعا إلى أن تدعم الثورات العربية المقاومات، لتبقى محل إجماع وتأييد&bascii117ll;&bascii117ll;
وفي سياق الاحتجاجات برزت كلمة للممثل المقاومة العراقية الشيخ فضل، الذي أبدى تبرّمه من الإدارة المعلنة والخفية للمؤتمر، وهي إدارة لم تلتزم بإعطاء كلمة للمقاومة العراقية في الافتتاح، ثم همشتها في بنود التوصيات، <قولوا لنا لا تأتوا&bascii117ll;&bascii117ll;العراق ذُبح لأجل فلسطين ولولاها لجرى احتلال سوريا>، مقترحاً عقد لقاء تنسيقي بين المقاومات الثلاثة ويصدر عنه آلية تنسيق واضحة لمواجهة التحدي المشترك&bascii117ll;&bascii117ll;!!>&bascii117ll;
إلا أن البند الأكثر استفزازاً ونفوراً كمن في البند الثالث من فقرة التدخل الأجنبي التي حملت <الدعوة إلى وقف تدخل المملكة العربية السعودية وبأكثر من شكل في أكثر من بلد عربي>، في حين تم تحصين إيران تحت بند <المخاطر المحدقة> بدعوى <التنبيه من الصراعات المذهبية التي يحاول البعض إثارتها كما الصراعات القبلية>، الأمر الذي رفضه عدد من المشاركين العرب، منتقدين تسمية المملكة وتجاهل الدول الأخرى في ظل احتدام الخلاف الإيراني الخليجي&bascii117ll; من لبنان دعا الأمين العام لدار الفتوى الشيخ خلدون عريمط إلى سحب هذا البند، موضحاً أن الدخول إلى البحرين كان دخولاً خليجياً عبر قوات درع الجزيرة التي تضم قوات إماراتية وكويتية، وإذا كان هذا الدخول <تدخلاً أجنبياً> فماذا نقول عن التدخل الإيراني في العراق والبحرين وغيرهما&bascii117ll;&bascii117ll; وهنا تدخل المشاركون من <حزب الله> طالبين من الشيخ عريمط وقف النقاش لأنه سيفجر الجلسة، فأصر الشيخ على موقفه، موضحاً أنه يطرح وجهة نظر يحق للآخرين الاختلاف معه حولها ولكنه مصرّ عليها، إلا أن مسؤولي الحزب أصروا على وقف النقاش، مما دفع بالنائب الكويتي طالب الصانع إلى التدخل بعنف طالباً إضافة رفض التدخل الإيراني في الكويت والبحرين والعراق، وإدانة التدخل السوري في لبنان&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;
وساد هرج ومرج استمر قرابة ربع ساعة اضطرت معه رئاسة الجلسة لرفعها&bascii117ll;
بعد استئناف الجلسة كان الدور للنائب الصانع، فلفت انتباه قيادة المؤتمر إلى أن الدنيا تغيرت، وأنه كان يتوقع دعوة شباب الثورات العربية للمؤتمر، وأصرّ على مناقشة التدخل الإيراني، قائلاً:>نحن لا نريد التفرقة، ولكن لن نسمح لهذه العبارات بالتسلل إلى المؤتمر>، معتبراً أن المطلوب صيغة تخرج عن المجاملة لا أن توضع فقرات خاصة بهذه الدولة أو تلك&bascii117ll;&bascii117ll;كاد السجال أن يطيح بالمؤتمر الذي شهد ثغرات أبرزها غياب الحضور الإسلامي عن لجنة التنسيق بين التيارين المنظمين، ولولا سحب البند المستهدف للسعودية لكان انفرط العقد وتفرق عشاق التلاقي القومي الإسلامي، ولكن الأخطر أن هذا التجمع انتهى بتفويت فرصة جادة للتشاور والحوار الجاد بين نخب تقود، كلٌ حسب حجمه وقدراته، المجتمعات العربية والإسلامية، حول سبل الخروج من مأزق الاصطفاف المذهبي والإقليمي، وكيفية الإفادة من هذا الملتقى لطرح معالجات حميدة لأزمات تستمر في التفاعل، ويمكن في هذا السياق مناقشة الآتي:
ــ ألم يكن من الأفضل لـ>حزب الله> لو أنه طرح وتفاهم على بند يدعو إلى فتح أبواب الحوار بين المرجعيات الشيعية والسنية وبين إيران والمملكة العربية السعودية، وأن يشكل المؤتمر القومي ? الإسلامي وفداً يسهم في تقريب وجهات النظر ويسهم في وئد الفتن التي تطل برأسها في البحرين ودول الخليج ولبنان وإيران&bascii117ll;&bascii117ll;؟!
ــ ألم يكن من الأفضل أن يتحرك المشاركون في المؤتمر لرأب الصدع في سوريا والدعوة إلى مصالحة شاملة تستجيب لرغبات الشعب السوري، بدل وقوعه بين التمسك بالحرية والتضحية بالاستقرار؟! خاصة أنه كان بين الحاضرين قيادات إسلامية وقومية ذات وزن ينبغي توظيفه في هذه اللحظات الحاسمة، لا أن تتخذ هذه القيادات موقف المتفرج&bascii117ll;&bascii117ll;
ــ لم يكن الذين اعترضوا على بند وصف الدخول السعودي إلى البحرين بالتدخل الأجنبي من المتعصبين، بل إن أبرز شخصيتين عارضتا هذا البند هما الشيخ خلدون عريمط والنائب الصانع&bascii117ll;
أما النائب الصانع، فرغم لهجته الحادة التي استعملها نتيجة محاولة إسكاته وإسكات الشيخ عريمط، غير أنه كان من الفاعلين في مبادرة نوعية لعلماء وفاعليات كويتية قصدت البحرين وحاورت مرجعيات وقيادات الشيعة والسنة في هذه المملكة، على قاعدة الأخوّة في الإسلام، واحترام الانتماء للوطن وحسن الجوار&bascii117ll;&bascii117ll; وهم ممن يرفضون التكفير والتعصب ومن دعاة العقلانية في مقاربة العلاقات السنية ? الشيعية&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;
ــ إن المملكة العربية السعودية لها موقع القلب في العالم الإسلامي، ويجب أن يدرك <حزب الله> وإيران أن أي تعرّض لها سيعني صباً للزيت على النار، وهي أنها تبقى دولة الإسلام وحاضنة المقدسات وأي مسٍ بها أو بوحدتها ومكوناتها يعتبر استفزازاً خطراً لمشاعر أهل السنة والجماعة&bascii117ll;&bascii117ll; فلينظر المصرحون والمسؤولون ماذا هم فاعلون!
ـ 'الجمهورية'
أي سوريا نريد
الياس المر:
سؤال يطرح في هذه الأيام والمنطقة مشتعلة وسوريا مضطربة.
سؤال يحتم علينا كلبنانيين أن نسأل اي سوريا نريد؟
في هذه الأيام الدقيقة، من السهل ان ننجر في اجواء حماسية ونقول: ليتغير النظام في سوريا!
ولكن ماذا بعد؟
اي نظام جديد نتكلم عنه؟
اي سوريا نتكلم عنها؟
اي نوع من العلاقة بين البلدين نتكلم عنه؟
الجواب واضح.. المجهول.
هل يحتمل لبنان المجازفة نحو المجهول؟
أكيد، لا.
هل يتحمل شعب لبنان بعد، ان يتعرف على نظام جديد في سوريا وما هو هذا النظام وما لديه من طبيعة، واستراتيجية ونظرة الى لبنان؟
اذا كان لدى البعض ملاحظات حول طبيعة العلاقة بين لبنان وسوريا اليوم، فهي مجرد ملاحظات، ولكن إذا ذهبنا بغوغائية البعض الذي يراهن تكتيكياً على متغيرات في سوريا، فماذا ستكون النتائج؟
ونحن نسأل:
الى اين، والى اي نظام، وعلى اي طبيعة في العلاقات اللبنانية – السورية تراهنون؟
انا متأكد ان لا جواب لأحد من المراهنين على هذه الأسئلة إذا صح القول آملاً من ألا يكون هناك مراهنون.
اكتب اليوم وأنا مرتاح الضمير، لا علاقة لدي مع سوريا لا من قريب ولا من بعيد، ولكن من محبتي للبنان وخوفي عليه، اكتب اليوم لكي اقول لكل مراهن: إذا أدّت تلك الرهانات بلبنان وشعبه الى المجهول، فإن المجهول هو بحد ذاته اليوم كارثة بالنسبة لبلد مثل لبنان.
اردتُ كلمتي اليوم ان تكون في ظل هذه الظروف، لأن الجرأة في ان نقول كلمتنا - والاوضاع في سوريا كما هي اليوم - وليس ان نقولها حسب النتيجة التي ستكون عليها غداً، فمن السهل ان نكتب الرأي اذا بقي النظام او اذا تم تغييره. ولكن هذا موقف اردت ان اسجله للتاريخ..
ادعموا هذا النظام، وخاصة انه يريد التغيير، وبدأ بالاصلاح لأنه الضمانة الوحيدة استراتيجياً للبنان مهما كانت الظروف السابقة، والشوائب السابقة، فإنها زوبعة في فنجان ولا تستحق ان نلعب بمصير اولادنا وبلدنا ونراهن على المجهول. أقولها عالياً ولو تغيرت الظروف غداً، فالقناعة هي موقف مهما كانت المتغيرات.
ادعموا هذا النظام برئاسة الاسد لكي لا نندم...
ـ 'الشرق الأوسط'
الثورات الشعبية العربية في الخطاب الإعلامي الإيراني
عودتنا الآلة الدعائية للخطاب الإعلامي الإيراني على تصوير موقف إيران ووكلائها من الثورات العربية بأنه موقف الداعم لهذه الثورات، على اعتبار أنها امتداد لثورة الخميني