قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 19/4/2011

ـ 'الجمهورية'
عون عند حزب الله: أولويّة ودَيْن إلى يوم القيامة
أسعد بشارة :

ما لم تقنع رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة المكلّف نجيب ميقاتي بأنّ حزب الله لن يفرّط بالعماد عون ولن ينحاز إليهما على حسابه، فإنّ الحكومة الجديدة لن تبصر النور.
هذا المناخ لا يعتبر تجسيدا لثقة العماد عون بنفسه، وبتحالفه مع حزب الله وتطوّر هذا التحالف إلى درجة بات معه الكلام عن هزّة أمرا مستحيلا فقط، بل يرتبط بتفاهم كنيسة مار مخايل الذي تحوّل إلى أكثر من تحالف، والذي تجاوز كلّ حقول الألغام ليصبح ديناميّة متطوّرة غير قابلة للعودة إلى الوراء.
في العام 2006 وبعد أيّام أو ساعات من اندلاع حرب تمّوز زار السفير الأميركي السابق جيفري فيلتمان الرابية واجتمع بالعماد عون، وطالبه باتّخاذ موقف ضدّ حزب الله، وبعدما رفض، عاجلَه فيلتمان بالقول بلهجة غير ديبلوماسية وواضحة: هل تدري ماذا تفعل وإلى أين أنت ذاهب؟ عدّل عون في مقعده وأخذ نفَسا عميقا وردّ على فيلتمان بسرعة وبثقة مَن يعرف ماذا يريد: 'تستطيع أن ترسل طائرة وتقصف منزلي، أو أن ترسل قنّاصا يغتالني، لكنّني لست خائفا، وسأبقى على دعمي لحزب الله'.

قصّة يرويها عون بثقة أمام أقرب المقرّبين لكي يشيع الاطمئنان إلى موقف حزب الله منه وإلى الدّعم اللامحدود، والذي يتمسّك الحزب بإعطائه لعون، ليس مِنّة، ولا ردّا للجميل على صمود الجنرال دعما للحزب في حرب تمّوز فقط، بل قناعة راسخة بأنّ ما من حليف يمكن إدارة الظهر له وعدم الخوف من غدره، كما العماد ميشال عون.
ولا بدّ أنّ العماد عون يشعر بهذه الثقة ويبادلها الثقة، وهو ما أدّى لأن تصبح العلاقة الثنائية بينه وبين حزب الله العلاقة الأمل تقلّبا في فسيفساء السياسة اللبنانية، ويمكن، إذا جاز التعبير، وصفها بالعلاقة الأكثر وضوحا: عون يدعم حزب الله على بياض في استراتيجيّة التمسك بالسلاح ومحاربة المحكمة، وحزب الله يدفع شيكات مفتوحة للجنرال في حلمه على طريق استعادة المواقع المسيحيّة من الوزارات إلى أصغر موقع إداري في الدولة، والمفارقة أنّ تجربة التفاهم دلّت على أنّ كِلا الطرفين يجدان سهولة فائقة في تبادل الخدمات، فعون استقال من المشروع الكبير في العام 2005 ولم يعد مهتمّا إلّا بالمكاسب التي تعطيه أرجحية للفوز بالنقاط بقوة الخدمات والانتشار الأفقي في الإدارة اللبنانية، وحزب الله الذي لم يكن مهتمّا أصلا بالمشروع الصغير، أضاف إلى حليفه الرئيس برّي حليفا يسهل إرضاؤه من خلال التنازل عن حصص في الحكومة والإدارة لا تعني له أكثر من أنها مجرّد وحول لا يريد الغرق فيها.

وانطلاقا من هذه التبادلية المطمئنة، فإنّ مجرّد توقع قيام حزب الله بالضغط على العماد عون لكسر مطالبه في الحكومة الجديدة، سيكون توقّعا متسرّعا، لا بل مخالفا لأبسط معايير المنطق، فالحزب الذي لديه الكثير من الوسائل الأمنية والاستعلامية يعرف جيّدا معدن خصومه وأصدقائه على السواء، وليس من قبيل الصدف أن يتمّ تسريب وثائق ويكيليكس التي يشاع أنّ حزب الله موّل شراءها، لكي تصيب الخصوم والأصدقاء على السّواء، فهذه الوثائق طالت بمضمونها معظم أطراف المشهد السياسي اللبناني، أصدقاء حزب الله وخصومه، ولكنها استثنت طرفا واحدا هو العماد عون الذي تبيّن الوثائق المنشورة أنه وصهره جبران باسيل كانا الاستثناء شبه الوحيد الذي خرج على إجماع موحّد جاء على شكل مضمون يبدي الاستياء من حزب الله ويحمّله مسؤولية النتائج الكارثية لحرب العام 2006. إذاً، ولبعض هذه الأسباب فإنّ حزب الله لن يغامر بحشر العماد عون، لا في الملفّ الحكوميّ، ولا في أيّ ملفّ آخر، وهذا ما أوضحته الأسابيع التي تلت تكليف الرئيس ميقاتي، التي كرّر فيها حزب الله الدعم نفسه الذي قدّمه لعون أثناء وقبل تشكيل حكومتي الحريري والسنيورة، وإذا كان رئيسا الجمهورية أو الحكومة المكلّف يراهنان على أن يلعب حزب الله دورا متوازنا، لولادة حكومة متوازنة فإنّ رهانهما سيصطدم كما تشير الوقائع بحائط صلب، وربّما تكون رسائل الويكيليكس الأخيرة الموجّهة إلى الرئيس سليمان المؤشّر الأبرز إلى أنّ الحزب يسعى لإضعاف رئيس الجمهورية وليس لتحصينه، وربّما من أجل ذلك ستكون محاولته الأخيرة المناورة على العلاقة المتينة بين سليمان وميقاتي لعزل الأوّل وإغراء الثاني، وعندها يمكن أن يأخذ عون من الحكومة ما يريد من حقائب. وتجاوُبا مع هذه المناورة قبِل العماد عون بالتخلّي عن الداخلية واشترط نيل المالية حصرا، وهو يعرف أنّ هذا الطلب سيرفضه ميقاتي، وحينها يصبح تمسكه بالداخلية لا عودة عنه.


ـ 'النهار'
علامَ يتكئ بري ليبرهن على ولادة 'الجبهة الوطنية'؟ وهل ينجح؟
إبراهيم بيرم:

قبل نحو ثلاثة اسابيع، اضاف رئيس مجلس النواب نبيه بري الى قاموسه السياسي مصطلحا سياسيا جديدا، اسمه 'الجبهة الوطنية' الجديدة. التسمية اطلقت في التداول السياسي في اول اربعاء نيابي، عقده رئيس المجلس في ساحة النجمة، بعد غياب قسري طويل نسبيا، كأنه اراد ان يكون باكورة حركة سياسية يعتزم المضي فيها تحاكي الحلة الجديدة لمقر المجلس بعد ورشة التحسينات المكلفة التي ادخلها على هذا المقر العريق!
واللافت انه حين اطلق بري هذا المصطلح المفاجئ في التداول، كانت ثمة مؤشرات توحي كأن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الموعودة، على وشك الولادة، وتالياً فإن الوضع السياسي على عتبة مرحلة جديدة، تطوي معها صفحة سياسية وتفتح صفحة اخرى بمواصفات ومعايير مختلفة.
ففي مقابل تبشيره بولادة 'الجبهة الوطنية' تحدث بري صراحة عن انصرام عصر فريق 8 آذار، بما يحمله المسمى من معان وابعاد بدأت رحلتها قبل نحو 6 اعوام. ولكن رياح التطورات السياسية سارت هذه المرة ايضاً عكس ما يضمره الرئيس بري ويرغب فيه، وخصوصاً الاطلالة مجدداً على المشهد السياسي بحلة سياسية جديدة، يكون فيها الى حد بعيد قطع مع الماضي القريب والبعيد، فلا الجمهور اللبناني المترقب شهد 'الصرخة الاولى' المبشرة بولادة الحكومة التي طال انتظارها، واكثر من ذلك تراكمت في الافق المرئي سلسلة دلائل تشير الى ان عملية الولادة، هي في ظهر الغيب لفترة طويلة، في انتظار ما سيلده 'مخاض' المنطقة العسير من وقائع ومعادلات سياسية جديدة، مما يعني بشكل او بآخر تأجيل تحقق حلم بري المزمن بظهور معادلة سياسية يكون فيها الى حد بعيد من سادة اللعبة السياسية متحرر اليد من معادلة 8 آذار التي لا يكون فيها له الرتبة الاولى والكلمة الفصل.

واكثر من ذلك اتت مسألة نشر وثائق 'ويكيليكس' وما تركته من تداعيات سلبية وتفاعلات داكنة في مناخ العلاقة بينه وبين حليفه 'حزب الله'، والتي استدعت 'حرده' الشهير لاكثر من 36 ساعة، إذ 'اقفل' كل هواتفه وانتقل من بيروت الى المصيلح في الجنوب، واستدعت استدعاءه على عجل قيادات حركة 'امل'، وهو امر لم ينته الا بعدما اضطر الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله الى الظهور على شاشات الاعلام يعيد 'جبر' الامور بعدما كادت تكسر وتتهشم. اتت هذه المسألة لتعيد الامور الى 'المربع الاول' ولتحجم احلام بري في التحرر من ثوب سياسي بات يعتقد جازماً انه ضاق على جسده الى درجة تكبيله عن المبادرة وتقديم الرؤى وتصورات الحل وبقائه في حيز رد الفعل والاكتفاء بوصف الاوضاع بشكل يومي وتقديم النصائح وهو ما جعله في موقع المتقاعد الناصح عن بعد، شأنه شأن 'الحكماء' الذين يقولون كلمتهم ولكن لا احد يتعظ بها في حينه. وليس جديدا ان بري كبرت اماله برؤية مشهد سياسي جديد بأبطال جدد وبلعبة تنطوي على افاق ارحب، يتكرس من خلال معادلة ينضم اليها صديقه القديم الخارج كلية من اصطفاف قوى 14 آذار، اي رئيس 'جبهة النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط ومعه الرئيس ميقاتي وحليفاه النائب محمد الصفدي واحمد كرامي، فضلاً عن الدور المعنوي لرئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، وهي في رأيه 'معادلة' تسمح للمنخرطين فيها بأداء دور 'وسطي' والاجتماع في اطار ما بكر في تسميته بـ'الجبهة الوطنية'.
ومن البديهي ان شخصية سياسية محنكة ومخضرمة، كالرئيس بري بات يعي اكثر من اي وقت مضى أن هناك حاجة ملحة على المستويين الشخصي والوطني، لكسر الاصطفاف الحاد الذي يمثله فريقا 8 و14 آذار والصراع المستعر بينهما منذ وقت، والذي شطر الساحة السياسية شطرين بينهما هوة يصعب تجسيرها في المدى المنظور.وعليه، فإن الرئيس بري وفق الذين هم على تماس معه سعى للاستفادة قدر الامكان من هذه الاكثرية الجديدة التي تضم في صفوفها من كانوا سابقاً في اصطفافات ومطارح اخرى، وبالتالي البناء عليها عسى الحل يكون قاعدة او نواة لمشروع يمكن ان يتطور وينمو لاحقاً، ليصير مشروعاً وطنياً عابراً للاصطفافات الحالية، ويمكن تالياً المراهنة عليه لانتاج حياة سياسية جديدة بمواصفات مختلفة تلاقي مرحلة ما بعد الحكومة الجديدة، التي ستخلو للمرة الاولى من ظل الحريرية السياسية التي بسطت حضورها الطاغي في اللعبة السياسية منذ ما يقارب العقدين.

الذين قدر لهم ان يواكبوا عن كثب حراك بري في العامين الماضيين، ما زالوا يذكرون ولا ريب حماسة الرجل وهو يبشر بعد وقت قصير بولادة حكومة 'الوحدة الوطنية' للرئيس سعد الحريري في عام 2009 بقرب بزوغ فجر مرحلة سياسية جديدة من عناوينها العريضة وشوك ذوبان الاصطفافين السياسيين اللذين نشأا منذ عام 2005، وما انفكا قائمين بعناد حينها ووفق العارفين بذهنية الرجل، فإن بري اتكأ على امرين اثنين، كانا في حسبانه انهما قاب قوسين او ادنى من التحقق:
1 - ان الحريري المتسلم للتو رئاسة السلطة الاجرائية، سيكون غيره، قبل ذلك، وهو بالتأكيد سيكون محتاجاً الى رفد بري ودعمه، وخصوصاً اذا شاء ان يبدأ رحلة حكم طويلة وليست عابرة، تكون على غرار رحلة والده الشهيد رفيق الحريري.
2 - ان بري مع جنبلاط الذي كان قد خرج آنذاك خروجا مدويا من رحم 14 آذار، (آب 2009)، والمتحول الى موقع الوسط، سيكون واسطة العقد والركن الاساس لأي لعبة ومعادلة سياسية جديدة. ولكن، امل بري بمثل هذا التحول لم يدم وقتاً طويلاً، اذ عادت الامور الى سيرتها الاولى، ولا سيما بعد بروز قضية المحكمة الدولية، وما نتج عنها من تداعيات وتمخض عنها من عناوين فرعية، مما فرض بقاء اصطفاف 8 و14 آذار. وبصرف النظر عن تلك التجربة غير الموفقة في حينها، فلا ريب ان ثمة في الافق السياسي الآن ما يشجع بري على الرهان مجدداً على وقائع ومعطيات جديدة، تجعله يخرج من ثوبه السياسي الذي ضاق عليه، فهل يوفق هذه المرة؟ بصرف النظر عن الجواب، الثابت ان ما من طرف سياسي تحمس لهذه الفكرة او احتفى بظهورها.


ـ 'السفير'
حريق قريطم... ما له وما عليه!
ملاك عقيل:

 لأكثر من اعتبار يصعب على خبر حريق قصر قريطم ان يمرّ مرور الكرام. البيان &laqascii117o;الرسمي" الصادر عن المكتب الإعلامي لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري قدّم مشهدا روتينيا لحادث قد يقع في أي منزل لبناني... لكن مضمونه بدا غير منسجم مع المكان والزمان. هو قصر قريطم وليس أي قصر آخر، أي قصر الملياردير والشهيد والزعيم والرمز، والحادث يسبق العودة التي يكثر الحديث عنها مؤخرا للسيدة نازك الحريري، عقيلة الرئيس الراحل رفيق الحريري، من باريس لتستقرّ في القصر الذي جمعها مع رفيق الدرب. الحريق &laqascii117o;الصغير والمحدود" الذي وقع في احد المخازن تحت الارض، كما ورد في بيان المكتب الاعلامي، دحضته روايات شهود عيان تحدثوا عن حريق هائل غطّى دخانه قصر قريطم وادى الى وقوع اصابات وضيق تنفس في صفوف رجال الاطفاء والدفاع المدني الذين بقوا يعملون لنحو أربع ساعات في محاولة احتوائه، فيما منع المصورون الصحافيون من الاقتراب من القصر، بفعل طوق أمني مفاجئ. إذا الحريق في &laqascii117o;قصر الوالدة"، كما يسميه سعد الحريري، يستولد علامات استفهام ترتسم في محيط دائرة قريطم النموذجية ليصل صداها الى باريس حيث تقطن وريثة املاك رفيق الحريري. لم يقع الحادث في مبنى القصر القديم (فيلا نجيب صالحة) بل في احدى الطبقات الارضية للمبنى الجديد العمودي الذي اضافه الحريري الأب الى الفيلا القديمة، والذي يضم غرفة كبيرة للرماية تحت الأرض كانت تشكّل فسحة لـ&laqascii117o;فشّة الخلق" لمن يريد ممارسة هواية الرماية. سعد وبهاء وعبد عرب وهاني حمود واصدقاء &laqascii117o;الشهيد" كانوا من المنتمين الى &laqascii117o;نادي الرماية" في قريطم.

في الطابق الرابع مكتب الرئيس رفيق الحريري الذي يحرص المسؤولون في القصر على الابقاء على كل تفصيل فيه كما تركه الشهيد الراحل. الطابق الثالث من هذا المبنى هو بمثابة &laqascii117o;الذاكرة" الحريرية. هنا نتحدث عن ارشيف ضخم من الصور والملفات وخزان معلوماتي لعدد لا يحصى من المراسلات والخطابات والبيانات ومحاضر الاجتماعات في لبنان والخارج والاف &laqascii117o;الفايلات"... ويتحدث البعض هنا عن ان العديد من الاسرار الحريرية يمكن ايجاد اجابات لها في البئر الارشيفي الكامن في الطابق الثالث.
واذا كان جيران قريطم الذين غطتهم في غرفهم سحب الدخان الأسود، يجزمون بان الحادث هو الاول من نوعه منذ دخول الحريري الاب الى القصر في الثمانينيات، فان العارفين في خفايا &laqascii117o;قصر الوالدة" يضيفون مجموعة من المعطيات على شكل أسئلة تظلّل سر حريق قريطم: كيف يمكن تفسير حدوث احتكاك في الاسلاك الكهربائية في مبنى يتمتع بأعلى درجات انظمة الحماية والتي تتوافر عادة في اهم منازل وفيلات وقصور اغنياء العالم؟ وكيف يمكن لاحتكاك صغير ان يؤدي الى هذا الحريق الهائل الذي تكتّمت مصادر قريطم وبيت الوادي عن كشف حجم أضراره؟ ما الرابط بين حصول الحريق وقرب عودة السيدة نازك الحريري الى القصر للسكن فيه، في وقت يتردّد فيه ان الأخيرة قد أرسلت عبر نزار دلول صهر الرئيس الراحل رسالة إلى جهة إقليمية بارزة تطلب فيها ما يشبه الضمانات بالعودة الآمنة الى قريطم؟ أين نظام الأمان وألم يكن لعشرات الكاميرات الموزعة في ارجاء مباني قريطم ان تلتقط لحظة حصول الاحتكاك بما يؤدي الى تجنّب اندلاع الحريق؟ والى اي مدى تصحّ نظرية المؤامرة والافتعال في حادث من هذا النوع، أم يجب الاكتفاء ببيان المكتب الاعلامي؟

انتقال الرئيس سعد الحريري الى بيت الوسط وبقاء الوريثة في العاصمة الباريسية لم يؤد الى اقفال باب القصر. فقسم من الموظفين التابعين لفريق عمل رئيس حكومة تصريف الاعمال يداوم هناك. و&laqascii117o;كتلة المستقبل النيابية" تعقد اسبوعيا اجتماعاتها في احدى القاعات الكبيرة. وعادة ما يستعين &laqascii117o;الشيخ سعد" بـ&laqascii117o;اوبشن" قاعات قريطم الفسيحة حين يدعو الى مآدب الغداء والعشاء الموسّعة اضافة الى مآدب الافطار، ذلك ان المطبخ الضخم لـ&laqascii117o;قصر الوالدة"، الموجود ايضا في الطابق الأرضي، هو الذي يعدّ يوميا وجبات الافطار والغداء والعشاء لـ&laqascii117o;الشيخ سعد" ولكل فريقه المساعد ولموظفي بيت الوسط. هكذا يبدو القصر كخلية نحل، تنتظم فيه ساعات العمل على ساعة بيت الوسط. لا احد ممن يدور في الفلك الحريري يقرّ باحتمال الأخذ بنظرية الحريق المفتعل. لكن هؤلاء تحديدا لا يجدون تفسيرا منطقيا لحدوث هذا النوع من الاحتكاكات في قاعة قصر يخضع لاعمال صيانة روتينية على مدى أشهر السنة. وتحلو لهم النكتة في زمن الاسئلة المشروعة: يكفينا الحديث عن المؤامرة لدى &laqascii117o;جيراننا". نحن لسنا من اصحاب نظرية المؤامرات...! ترى هل أصبح القصر مهجورا حتى يصبح الحريق مشروعا، أم أن اهمالا ما حصل؟ الجواب تنتظره السيدة نازك الحريري التي هالها خبر الحريق وبدت منفعلة عندما كانت تتحدث مع بعض الأصدقاء في بيروت، وأعطت أوامرها بأن تبدأ ورشة الترميم سريعا.
 

ـ 'السفير'
شكوك وأسئلة حول محاسبة &laqascii117o;الدب الأكبر" التي تدار &laqascii117o;على بركة الله" و&laqascii117o;حنان" وزارة المالية / &laqascii117o;مجلس الإعمار" يقترض ولا يحتسب الفوائد... يودع في &laqascii117o;المركزي" ولا يعرف رصيده!
إيلي الفرزلي: 

برغم أن مجلس الإنماء والإعمار في رديه المتتاليين على &laqascii117o;السفير"، في الأيام الأخيرة، افترض أن موضوع التقريرين المتناقضين حول سنة مالية واحدة في المجلس، قد حسم، معتبراً أنه &laqascii117o;لا يستحق الأبعاد التي أعطيت له عن قصد أو عن غير قصد"، فإن &laqascii117o;السفير"، كما وعدت قراءها، تعود اليوم لمتابعة ما بدأته الأسبوع الماضي، حين كشفت عن وجود التقريرين المتناقضين. واستناداً إلى إقرار المجلس بوجود تقريرين بالفعل، وإن اعتبر ذلك أمرا طبيعيا، وان الأرقام التي وصل الفارق بينها إلى المليارات هي ليست إلا اختلافا شكليا، إلا أنه أقر على الأقل بأن شركة التدقيق الدولية أجرت تعديلات، وإن وصفها بالملاحظات، أن التعديلات ـ الملاحظات أجريت على الحسابات التي أجراها هو، وهي تعديلات لا تتعلق برقم أو رقمين بل بمعظم بنود الموازنة. في المحصلة، فإن المجلس أكد أن اختلاف الأرقام يعود إلى تصحيح التعديلات التي نتجت من أعمال التدقيق، وبالتالي فإنه من حق القارئ أن يطلع على هذه الأخطاء المحاسبية التي ترتكبها أهم مؤسسة رسمية على أراضي الجمهورية، والتي تناط بها كل المشاريع التي تنفذها الدولة، وتغار من نفوذها كل الوزارات، لا سيما أن موازنتها تصل إلى نحو 1300 مليار ليرة سنوياً، أي 860 مليون دولار (بحسب موازنة العام 2010). 622 ملياراً منها يحصل عليها عن طريق القروض، 22 ملياراً للتشغيل، فيما الباقي، يكون يديره عبر قوانين برامج يقوم بموجبها بتنفيذ مشاريع مختلفة لصالح الوزارات، ويحصل من خلالها على 1% &laqascii117o;بدل أتعاب"! وفي ما يلي سنتناول موضوعي &laqascii117o;النقد في الصندوق" والفوائد والعمولات، الواردين في الميزانية العمومية الموقوفة بتاريخ 31 كانون الأول 2003، والتعديلات التي أجريت عليها بموجب التقرير المفصل الذي أصدره مكتب التدقيق الدولي ديلويت أند توش بتاريخ 20 كانون الأول 2004 عن حسابات المجلس. (للقراءة).


ـ 'النهار'

... إلى أزمة حكم، مثلاً؟
الياس الديري:

عقدة الحقائب كما هي معروضة على الجماهير الغفورة لا تقنع اللبنانيين كثيراً أو قليلاً. لا السياسييّن فيهم، ولا النشامى، ولا العادييّن. ولا يقنعهم، تحديداً، هذا الاختلاف الدونيكشوتي على حقيبة الداخليَّة.
في اعتقادهم أن هناك ما هو أعمق وأعظم، وربما أبعد من متانة منزلة الجنرال ميشال عون لدى 'حزب الله' ودمشق فطهران. وعندهم أنه لا يُعقل ان يكون الجنرال آخر مَنْ يعلم، فألف حاشى وكلاّ.
وإن كان في الامكان فصل التأخير في التأليف عن التطوَّرات التي انفجرت فجأة في سوريا، إلا أن من المتعذّر القول أو حتى الافتراض أنَّ لا علاقة ولا علم لدمشق وحلفائها اللبنانييّن بالتعثَّر المبهم والغامض... في التأليف والتلحين والتشكيل.ثمة لغز في الأمر 'مشرور' على هذه الاحتمالات والدروب، ولأسباب مختلفة. وثمة سرّ وكلمة سرّ، كما يجزم 'الخبراء' و'الاستراتيجيّون'. وفي هذا المثلث، وبين أطرافه.
فالتصعيد المحموم الذي يقوده 'بعضهم' في وجه الرئيس نجيب ميقاتي، والتهديد بالانتقال الى المطالبة بالاعتذار والتنحّي، يفتح القابلية والشهيَّة على الإبحار في استنتاجات شتّى، لا يخلو منها جميعها دور أركان في 8 آذار، الى دور رئيسي عَبْر الحدود. وربما الى رغبة في أزمة أكبر وأخطر.الواقع اللبناني، الوضع السياسي، الانقسامات على المستوى الطوائفي، النفوذ الإقليمي داخل السيبة اللبنانيّة، الدور السلبي جداً والشخصاني جداً والمعرِقل والمعطّل جداً، ذلك كلّه على بعضه يؤدّي الى المحصلة السلبيّة التي تحاصر الرئيس المكلَّف، وتجعله يدور هو والبلد والتشكيلة في شبه دائرة وهميّة.مما يعزِّز الرأي القائل بان وراء أكمة 8 آذار ما وراءها، وأن ثمة ما لم يعد من السهل تجاهله على صعيد الفراغ والتعطيل والشلل، وسط منطقة لا يحتاج التعريف عن ثوراتها الغاضبة وأعاصيرها الجامحة الى أكثر من متابعة التلفزة العربيَّة والدوليّة.


ـ 'النهار'
لبنان وسوريا... من يتدخل؟
الياس الديري:
 
 أما المعارضون لسوريا، ومنهم 'تيار المستقبل' المتهم الأول بالتدخل، فلا حول لهم ولا قوة في الداخل السوري، اذ ان سلاحهم، ان وجد، فهو ضعيف، ولم يتمكن من حمايتهم في 7 أيار 2008، وما الأخبار المتناقلة عن سفن تنقل السلاح عبر المرافئ اللبنانية الا محض خيال، اذ ان بحرنا مراقب دولياً منذ بدء تنفيذ القرار 1701، وبالتالي فإن كل السفن المشكوك في أمرها تخضع للتفتيش والمراقبة. وهذا الأمر أعاق حركة سلاح المقاومة منذ ذلك الحين، ليحملها على التوجه نحو مطاري بيروت ودمشق في نقل السلاح.
كما ان الحديث عن تدخل لبناني لا ينقذ الوضع في سوريا، وهو يولد اساءة اضافية للعلاقة بين البلدين، ويزيد من الأحقاد المتراكمة جراء التدخل السوري المزمن في الشأن الداخلي اللبناني. وبالتالي فإن الإصلاح الداخلي، الذي بدأ خطواته الأولى المتعثرة في سوريا، يتطلب مصالحة مع لبنان وفق أسس وقواعد جديدة للعبة حان وقتها، وليس ضرورياً ان تولد تحت الضغط، وانما من رؤية جديدة لمسار الأمور. والإعتقاد السائد ان لبنان مهيأ لها اليوم أكثر من أي وقت مضى، لأنه يشعر أيضاً بالقلق من الوضع المحيط.


ـ 'النهار'

لا تصورات مسبقة للدول حيال الوضع في سوريا / تراجع الاهتمام بلبنان يواكب تعايشه مع الفراغ
روزانا بومنصف:

هل ان تأخر تأليف الحكومة في لبنان هو احد الاسباب المباشرة للتطورات في سوريا؟ لا يسهل على متصلون ديبلوماسيون مع ما يجري في المنطقة فهم مدى السهولة التي يتعاطى معها اللبنانيون اوساطا سياسية او شعبية مع عدم وجود حكومة في لبنان وتعايشهم مع هذا الموضوع. فلا الاوساط الشعبية تبدو معنية بان شيئا يمكن ان يتغير بحيث يمكن ان يتحرك البعض ميدانيا في هذا الاتجاه من اجل الضغط والاسراع في تأليف الحكومة ولا الاوساط السياسية تبدو معنية بتسيير شؤون اللبنانيين  وتقديمها على مصالحهم المباشرة من اجل حسم هذا الموضوع الذي يستمر معلقا بين نظريات عدة. وفي حين يوفر لبنانيون كثر لهؤلاء المراقبين اسباب امكان تعايش اللبنانيين مع عدم وجود حكومة نتيجة التجربة والتعايش سابقا مع حالات مماثلة وصولا الى مرحلة تعايش مع فراغ حصل في الرئاسة الاولى ايضا، فان ابرز النظريات تربط ولادة الحكومة باستمرار رهان المعنيين بولادتها  على اشارة ما تأتي من الخارج من اجل ان تقلع او تستنقع. ولاصحاب هذه النظرية مبرراتهم الداعمة وخصوصا في حال الاستناد الى مواقف لسياسيين معروفين بقربهم من العاصمة السورية تحدثوا عن عدم اعطاء دمشق حلفاءها الضوء الاخضر بعد. ومنهم من يقول ان العقد الداخلية من ضمن الفريق الواحد تمنع الاتفاق على الحقائب والاحجام او من يقول ايضا بعقد او ضغوط اميركية على رئيس الوزراء المكلف  تساهم في منع التأليف من خلال مجموعة ضوابط تمنع تجاوبه مع طلبات فريق 8 آذار. لكن ما بين هذه النظريات ثمة امر لا يفهمه هؤلاء يتصل بواقع التنازع بين رئيس الوزراء المكلف وافرقاء 8 اذار. فالرئيس المكلف يود ان تكون الحكومة مقبولة ومطمئنة سياسيا واقتصاديا ولا يود ان تكون الحكومة التي يرئس على خلاف مع المجتمع الدولي بل في افضل العلاقات معه بعدما ابلغ صراحة ومنذ تكليفه العناوين التي تجعل الحكومة مقبولة ويمكن التعاون معها وتلك التي تحول دون ذلك اقله اميركيا واوروبيا مما يحتم عليه تاليا ان يأتي بوزراء يحظون بقبول داخلي وخارجي ويؤشر وجودهم لعدم سيطرة فريق 8 آذار على القرار الحكومي من اجل ان تتمكن الحكومة من الاقلاع. وقوى 8 اذار تريد للحكومة ان تقلع لكن بشروطها ووزرائها في حين انها تعلم جيدا، على الاقل بالنسبة الى 'حزب الله'، ان حكومة بهذه الشروط لا تقلع ولن تكون قابلة للعيش وتعاون الخارج معها للوزراء الذين يشغلون الوزارات وليس فقط بناء على البيان الوزاري وحده . وتاليا فان وزيرا محددا في وزارة الداخلية  او في وزارة الدفاع يمكن ان يعطل فاعلية الحكومة ويضرب صدقيتها.  وواقع الامور ان موضوع الحكومة لا يفهمه احد فعلا والحكومة ليست الحدث ولا تثير اهتماما ازاء ما يجري في سوريا.


ـ 'النهار'
الأسد: الصدقية هي حجر الرحى
روزانا بومنصف:

شبّه بعض المراقبين الخطاب 'التوجيهي' للحكومة الجديدة الذي ألقاه الرئيس السوري بشار الاسد بمحاضرة في القانون الاداري يصلح ان يلقي معظمها خبير في مجلس الخدمة المدنية'، فالمضمون الاداري الذي أراد الأسد الابن ان يضخمه على حساب المضمون السياسي لم يحجب المطالب الحقيقية للمواطنين السوريين ولا سيما المطالب السياسية. الازمة في سوريا سياسية بامتياز، وكل الازمات ذات البعد الاقتصادي والاجتماعي والاداري هي الفرع لا الاصل. الاصل هو كيفية الانتقال بسوريا من حقبة الستالينية الى حقبة الديموقراطية. والاهم هو تحقيق الانتقال بسلاسة وضمن شروط الاستقرار القصوى، على ان يكون الانتقال بالافعال لا بالاقوال. فالمنافذ بدأت تسدّ في وجه النظام وأهله وعلى رأسهم الرئيس بشار الأسد الابن الذي يخسر يوماً بعد يوم من رصيده. المطلوب ليس محاضرات في الادارة العامة، بل المطلوب أولاً وقبل أي شيء آخر وقف قتل الناس العزل في الشوارع والساحات، والاسراع في طرح طبيعة النظام الديكتاتورية على بساط البحث في سياق خطة للانتقال الجدي الى نظام ديموقراطي حر وتعدّدي يحفظ سوريا من شرور المواجهة التي يتمناها البعض داخل النظام، والبعض من خارجه. والعقل يملي على الأسد الابن إدراك حقيقة لا يسعه التهرب منها، هي أن العودة بسوريا الى ما قبل 15 آذار 2011 صارت مستحيلة، وأن النفخ في 'بروباغاندا' المؤامرة الخارجية، وتلفيق الاحداث المركبة، والتلويح، على ما قال وزير الخارجية وليد المعلم، بأن الامور لا يمكن ان تستمر على ما هي، كلها طرق لا تودي إلا الى نهاية سيئة للنظام، وبالتأكيد أنها درب شائك سيقضي على الاستقرار، لكون الحل الأمني الذي يتم الايحاء أنه صار على الطاولة سيلهب البلاد، ولن يقضي على مطالب الشعب، ولن يحقق استقراراً لحالة ستالينية عربية صارت خارج هذا الزمن منذ أمد بعيد.
لا يسع الاسد الابن باعتباره رئيساً مسؤولاً عن البلاد وهي في حالة من الهيجان السياسي أن يفكر بمنطق الجماعة، أو العصبة، أو حتى الطائفة، فالتحدي يشمل سوريا بأسرها، وصدقيته (المتضررة) هي الورقة الأهم التي اذا ما بدّدها نهائياً ستجعل من التغيير في الشارع مسألة وقت. ومن هنا أملنا أن يتنبه الرئيس بشار الاسد الى أن ما يبدّده من رصيد سياسي ومعنوي يستحيل، وقد انقلبت 'الموجة'، أن يعيد تحصيله. وأن كل خسارة مهما بدت محدودة أول الأمر ستكون فادحة في مرحلة يهرق فيها الدم السوري.
أياً تكن المخاوف السياسية، يجب أن يتوقف إطلاق النار على المدنيين العزل. والنصائح التي تدفع في اتجاه الحل الامني هي نصائح خرقاء وكارثية. وأول من سيدرك ذلك هو بشار الأسد نفسه إذا ما استسلم لها.


ـ 'النهار'
خيارات الشعوب والحكام
راشد فايد:
 
مفارقة مقلقة يعيشها بعض الشعوب العربية: يصر الحاكم على البقاء في سدة الحكم رافضا كل تغيير أو إصلاح، وهو ما يضع الشعب أمام خيارين، إما الرضوخ له وتمديد زمنه، وإما الدخول في مواجهة مسلحة معه تستدعي تدخل 'تحالف دولي' لإنهاء تسلطه.عملياً، يضع محتكر السلطة الشعب في مفاضلة بين حكم بالإعدام وحكم بالأشغال الشاقة المؤبدة. فالقوى الدولية ليست تحالفاً لجمعيات خيرية، وما تقوم به اليوم في ليبيا، وغداً في غيرها، لن يكون بلا مردود عليها، ليس في السياسة فحسب، بل وتحديداً في الإقتصاد وعملية إعادة بناء الدولة والبلاد، مما يتيح وصاية مقنعة، على نسق ما يشهده العراق.
في المقابل، يضع 'ربيع العرب' الحكام أمام خيار من اثنين: مواجهة المطالب بالسعي إلى تمييعها بما يؤدي إلى حتمية سقوطهم، أو تلبيتها بما يؤدي أيضاً إلى سقوطهم. فالمشكلة الحقيقية عند هؤلاء هي أن الوقت داهمهم، وحين كانت أي إصلاحات يقدمون عليها قد تحسب منّة لهم على شعوبهم، لم يقدموا لأنهم لم يتنبّهوا لوعي الشعوب المتنامي، وأن زمن أنور خوجا انتهى إلى غير رجعة، وما عاشته ألبانيا من عزلة ذاتية زمن الحرب الباردة لا يمكن تكراره في زمن العولمة.عمق المشكلة أن هذه الشعوب لم تتعرف يوماً الى صناديق الاقتراع لتمارس حقها في الاختيار، وهي حين نزلت إلى الشارع استنتجت أن ضجيج أقدامها وصل إلى من صمّ آذانه عن أصواتهــــــا طويلا، ووجـــــــدت نفسهـــــا أيضـــاً أمام خيار لا مفر منه: الانكفــــــاء عن إكمــــــال المسيرة سينهي وجودهــــــــا السياســـي والجســـــــدي، أو الاستمــــــرار حتـــى الحسم. ما يوحد الشعوب العربية، في الملكيات والجمهوريات معا، هو وحدة مطالبها، فكلها يقع تحت مظلة الحقوق الديموقراطية. أما ما يوحد الحكام فهو أنهم جميعاً يتهمون 'المؤامرة' بإيصالهم إلى ما يواجهون، من دون تسمية من دبّرها. ان المؤاتي لهم أن يبحثوا عن عدو خارجي يستطيعون ادعاء ضــــرورة اصطفــــــاف الشعب معهـــــم لمواجهته، وفي ذلك استعــــــــادة لصيغ بآليــــــــة فقدت صلاحيتها... وجمهورها.
كان للقذافي قصب السبق في السعي الى تمييع المواجهة مع شعبه بزعم وجود دور لـ'القاعدة'، ولم يلبث آخرون أن حاولوا اتباعه. ربما يجب أن يسجل التاريخ للرئيسين السابقين المصري حسني مبارك والتونسي زين العابدين بن علي أنهما فهما رسالتي شعبيهما ولبّياها ولو متأخرين، فخير أن تلبي متأخراً من ألا تلبي، فتكون السقطة أقوى دوياً.


ـ 'السفير'
عــن أي مؤامــرة تتحــدث سوريــا؟
سامي كليب:

يحلو لبعض السوريين التذكير بحجم &laqascii117o;المؤامرة الخليجية والعربية" التي تعرض لها الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر لاخماد وهجه القومي العربي في سبعينيات القرن الماضي، ويؤكدون تماما كالكثير من مسؤوليهم أن ما تتعرض له سوريا اليوم لا يرتبط بمطالب اصلاحية وانما هو تجديد لـ&laqascii117o;مؤامرة" قديمة فشلت أكثر من مرة في السابق بغية اسقاط النظام او على الاقل تشويه صورة الرئيس بشار الاسد واضعافه.
وأما المعارضون فيقولون إن تركيز النظام السوري على فكرة &laqascii117o;المؤامرة" يشير بوضوح الى عدم الرغبة وعدم القدرة أيضا على الاصلاح الجذري، ذلك ان أي اصلاح يتضمن حرية الاحزاب والانتخابات الحرة يعني بكل بساطة زوال النظام الحالي خصوصا اذا ما كانت الغالبية المذهبية هي عنوان المرحلة المقبلة.
فعن أي مؤامرة تتحدث سوريا الرسمية؟
يمكن حصر اطراف المؤامرة ضد سوريا وفق المنظور الرسمي السوري بالآتي:
[ الولايات المتحدة، فادارة باراك أوباما التي لم تحسم موقفها &laqascii117o;العلني" تماما بعد، حيال النظام السوري، بدأت ترفع مستوى شجبها لما تصفه بـ&laqascii117o;القمع الفظيع" للتظاهرات، ومن المرجح أن تكثف ضغوطها في الأسابيع المقبلة على نظام الأسد ليس لأنها متعطشة للاصلاح في سوريا وانما لدفع النظام السوري الى القبول بتنفيذ ما طلبته منه واشنطن مرارا في السنوات الماضية حيال ايران والعراق ولبنان وفلسطين وغيرها.
صحيح ان ثمة انقساما في البيت الابيض حيال سوريا بين من يريد تغيير النظام ومن يكتفي بتغيير سلوك هذا النظام، لكن الصحيح أيضا أن الالة الدعائية ضد سوريا آخذة بالتوسع في الأوساط الأميركية، تساعدها في ذلك الصور التي تبثها الفضائيات العربية والدولية حول قمع التظاهرات وعمليات &laqascii117o;الشبيحة" والتي تجاهد التلفزة السورية لنفيها أو تصحيحها وتكذيبها من دون جدوى.

ولو استمرت الأمور على وتيرتها التصاعدية، فان واشنطن ودول اوروبية اخرى ستنتقل الى مرحلة اقسى في الضغط على النظام السوري ودعم المعارضة، خصوصا ان ثمة معلومات تفيد عن لقاءات اكيدة بين مسؤولين أميركيين واطراف في المعارضة السورية وبينها &laqascii117o;الاخوان المسلمين".
وقد يدخل الفرنسيون أيضا بقوة على خط الضغط على سوريا رغم ان كلمة السر الحالية لا تزال تصب في خانة اعطاء بشار الاسد فرصة لتنفيذ ما وعد به من اصلاحات. وقد ظهر جليا من كلام وزير الخارجية الفرنسي الآن جوبيه في معهد العالم العربي في باريس قبل يومين ان فرنسا بدأت تلوح بتغيير لهجتها حيال دمشق حيث قال جوبيه عن اليمن وسوريا: &laqascii117o;لا يزال البعض فيهما يراوغ، والوضع فيهما يثير الكثير من القلق، وعلى البلدين ان يعلما ان لا خيار امامهما سوى سلوك سبيل الحوار القادر على الاستجابة للتطلعات المشروعة للشعب" ملوحا بالمثال الليبي للتذكير بآفاق الضغوط والتدخلات.

[ السلفية الاسلامية، وهنا تدخل دول عربية على خط الاتهامات السورية، وأبرزها العراق والاردن ولبنان واطراف سعودية، وقد سعت سوريا في الأيام القليلة الماضية الى تطويق ذلك حيث جرى تنسيق رفيع المستوى مع الاردن بغية قطع الطريق على اسلاميي البلدين عقب احداث درعا الحدودية، وتم الكشف عن شبكة تهريب اسلحة من العراق سبقها واعقبها تنسيق أمني مع بغداد، كما ارتفعت اللهجة السورية ضد اطراف لبنانية مع اشارات الى خلفيات سلفية تقف وراء بعض هذه الاطراف.
[ &laqascii117o;الاخوان المسلمون": ولعل هذا أكثر ما يقلق دمشق حاليا. فثمة قلق من احتمال وجود مؤامرة اسلامية مع امتدادات خليجية ودولية، وعزز هذا القلق بيان الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين الذي دعا صراحة الى تغيير الدستور واعتبر ان عصر الحزب الواحد والزعيم الواحد قد انتهى وحث الجيش على التدخل، وهذا يعني بصراحة قلب نظام الحكم الحالي وانهاء عصر السلطة العلوية والتمهيد لتولي الغالبية السنية الحكم.
هذا البيان يأتي على خلفية تطوارت لافتة في الخطاب الاسلامي &laqascii117o;الاخواني"، ذلك ان المراقب العام لـ&laqascii117o;الاخوان المسلمين" السوريين محمد رياض شقفة بات يتمتع بحرية الحركة والتصريح بين دول عربية واسلامية، فبعدما عقد مؤتمرا صحافيا في اسطنبول، ادلى مؤخرا بحديث لوكالة &laqascii117o;رويترز" من قلب السعودية. واذا كان تبرؤه من ان تكون جماعته خلف الاحداث في سوريا قد فُهم على انه تجاوب مع مساعي سعودية للتهدئة، الا ان كلامه عن &laqascii117o;انهاء احتكار حزب البعث للسلطة" ورفع حالة الطوارئ واطلاق سراح السجناء السياسيين يشير بوضوح الى الهدف النهائي لـ&laqascii117o;الاخوان" في سوريا. كما ان الداعية الاسلامي الشيخ يوسف القرضاوي ذا التأثير الكبير على الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين كان انتقد بشدة النظام السوري ودعا عمليا لإطاحته.
[ أطراف سعودية وخليجية: صحيح ان الاتصالات مستمرة بين الرئيس الاسد والملك السعودي عبد الله، الا ان الصحيح أيضا قناعة بعض السوريين بوجود أطراف سعودية اخرى تدعم المعارضة وتعمل على زعزعة الوضع الداخلي السوري، وتصل الاتهامات الى حد الاشارة الى تمويل سعودي لمجموعات لبنانية وعربية بغية تهريب السلاح والتخريب على الاراضي السورية، هذه الاطراف هي نفسها التي حاولت زعزعة النظام السوري بالتعاون مع حكم الرئيس الاميركي السابق جورج بوش الابن في اعقاب اغتيال رئيس الوزراء اللبناني رفيق الحريري.
[ عبد الحليم خدام: كان نائب الرئيس السوري السابق واضحا في رسالته الى الرئيس بشار الأسد والتي تم نشرها على مواقع الكترونية عديدة، فهو طالبه بالتنحي مذكرا اياه بنصائحه له سابقا بالاصلاح، ولكن اللافت ان بعض اطراف المعارضة السورية في الخارج تتبنى في اطلالاتها المتلفزة الخطاب نفسه الذي استخدمه خدام، خصوصا ما يتعلق منه بالهيئة التأسيسية لتغيير الدستور، وهذا يوحي بأن ثمة تنسيقا بدأ يتبلور بين اطراف المعارضة السورية وقد يؤدي لاحقا الى اقامة مجلس موحد لها يلقى دعما عربيا ودوليا ويقدم نفسه على أنه بديل للسلطة، ذلك ان الضعف الحقيقي للمعارضة السورية في الداخل والخارج يتمثل بتناقضها وتشتتها واختلاف مشاربها حتى ولو انها جميعا صارت تلتقي على هدف تغيير النظام.

[ الاشتباكات الكلامية بين ايران ودول الخليج والتي تفاقمت في الأيام الماضية ووصلت الى حد التهديدات المتبادلة، من شأنها أن تدفع المسؤولين السوريين الى الاعتقاد بأن &laqascii117o;المؤامرة" على سوريا وايران واحدة بحيث يجري العمل حاليا على تطويقهما واضعافهما بغية التأثير على علاقتهما الثنائية من جهة وتحجيم دورهما في ملفات المنطقة من العراق الى فلسطين ولبنان من جهة ثانية.
وتشكل ايران نقطة ارتكاز قوية للنظام السوري، ويدرك السوريون والايرانيون ان ثمة رغبة قوية اميركية واسرائيلية وخليجية ايضا بضرب التحالف الايراني السوري، ويعتقد البعض بان دمشق قد تجد نفسها محرجة لو تفاقم الوضع بين الخليج وطهران نتيجة الضغوط الاميركية ، ذلك ان استمرار النظام السوري بالوقوف بقوة الى جانب النظام الايراني قد يؤجج الاوضاع المذهبية ويعزز استراتيجية العاملين على الفرقة الطائفية في سوريا.
يعرف السوريون ان أي تحرك خليجي ضد ايران لا يتم عادة الا بالتنسيق الدقيق مع واشنطن، واللافت ان بيان مجلس التعاون الخليجي جاء في اعقاب زيارات هامة قام بها مسؤولون امنيون اميركيون كبار الى الخليج في الاسابيع الماضية وفي مقدمهم وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس.
[ لبنان يشغل حيزا هاما من الاهتمام بجوانب &laqascii117o;المؤامرة"، وثمة معلومات خطيرة يتم تداولها عن تهريب اسلحة وتدريب لبنانيين وسوريين على الأراضي اللبنانية، وقد تكون التسريبات المتعلقة بنائب تيار المستقبل جمال الجراح جزءا بسيطا من معلومات أكثر خطورة ستظهر تباعا وفق ما يتم تسريبه في دمشق. ويحظى لبنان باهتمام أمني سوري كبير في الوقت الراهن خصوصا ان الاستعدادات الجارية حاليا في طرابلس للتظاهر ضد النظام السوري ودعما للمنتفضين ضده تبدو من المنظور الدمشقي وكأنها استمرار لمحاولات تحويل لبنان الى خاصرة رخوة وخطيرة على الامن السوري. وثمة مقولة واحدة يمكن سماعها حيال هذا الامر: &laqascii117o;لم ولن نقبل أي اختراق للامن السوري من قبل اطراف لبنانية مشبوهة مهما كلف الامر".

واذا كان سعد الحريري وتيار المستقبل واطراف سلفية تتصدر قائمة المتهمين، فان ثمة عتبا سوريا مفاده انه &laqascii117o;لو كان لبنان يتعرض لمؤامرة كالتي نتعرض لها اليوم لكانت سوريا اول من يقف الى جانبه" واللوم لا يطال الاطراف اللبنانية المناهضة لسوريا وانما أيضا بعض الحلفاء والاصدقاء.
وفي هذا السياق يقول احد الحلفاء اللبنانيين التقليديين لسوريا: &laqascii117o;إن مشكلة بعض اللبنانيين تكمن في قصر ذاكرتهم، فدمشق عرفت كيف ترد وهي ضعيفة او مطوقة اكثر مما ردت وهي مرتاحة، ولذلك فمن الافضل عدم المجازفة باللعب بأمنها الداخلي لأن في ذلك خطأ احمر".
لماذا يتعزز الاعتقاد الرسمي السوري بوجود مؤامرة؟
لأن الرئيس بشار الأسد الذي لا يزال يحظى بشعبية جيدة في سوريا، يعتقد بأنه قدم اقصى ما يمكن تقديمه من اصلاحات، فالمعارضة كانت قد ركزت طويلا على مطلب رفع حالة الطوارئ والحريات الاعلامية والحزبية، وترى السلطات السورية انه طالما تم التجاوب مع هذه المطالب وطالما ان تنفيذها سيبدأ فعليا في خلال الاسبوع الحالي، فان استمرار التحركات على الارض تعني ان الاصلاحات ليست هي المنشودة وانما المطلوب هو رأس النظام.
وهذا يطرح السؤال عما اذا كان الرئيس بشار الاسد سيستمر على وعوده بالاصلاحات أم ان التدهور الامني على الارض سيدفع بعض صقور النظام الى الضغط باتجاه المزيد من القبضة الحديدية والتقليل من التجاوب مع مطالب الشارع. فثمة اطراف في المعارضة تعتقد بأن بعض التدهور الامني قد يكون نتيجة رفض بعض اركان النظام لأي تخل عن مصالحه الحالية وتعتقد بأن أي تنازل من قبل الرئيس بشار الاسد سيدفع الى مزيد من المطالب ما قد يؤدي الى ضرب مقومات النظام الحالي . أما المعارضة فتقول انه بدلا من الحديث عن &laqascii117o;مؤامرة &laqascii117o; داخلية وخارجية، فعلى النظام ان يقوم بالاصلاحات الحقيقية وتوسيع المشاركة في السلطة واجراء انتخابات حرة واطلاق سراح السجناء السياسيين والتخلي عن الحزب الواحد فيقطع دابر المؤامرات خصوصا ان التمييز الشعبي لا يزال قائما بين الرئيس الاسد من جهة ونظامه من جهة ثانية، ولكن الامر قد لا يتأخر.
هل لا تزال سوريا قادرة على الخروج من أزمتها الحالية؟
لم تظهر حتى الآن بوادر جدية على رغبة اميركية واوروبية بتغيير النظام السوري، وكل الضغوط تركز حاليا على تغيير السلوك وتوسيع قاعدة الاصلاحات، ولا تزال التظاهرات في سوريا أقل من أن تشكل تهديدا كبيرا للنظام الممسك بقوة أمنية كبيرة، ولكن ثمة قلقا فعليا من توسيع قاعدة التفجيرات الامنية ومن تمدد رقعة التظاهرات ما قد يساهم في توسيع قاعدة الدعاية الدولية ضد النظام السوري لتصل الى حد التفكير بفرض عقوبات عليه، فالمطالب لم تعد تقتصر على رفع حالة الطوارئ او تحسين مستوى عيش المواطن، وانما صارت منذ أيام تطال صيغة النظام الحالي برمته وصورة الرئيس، وهذا بالضبط ما يجعل المرحلة المقبلة شديدة الضبابية والخطورة بين طرف يريد الاصلاح مع الحفاظ على النظام، وأطراف اخرى تريد اطاحة النظام باسم الاصلاح والحريات.


ـ 'الأخبار'

البحرين ... أميركا إن حكت
حسين الدرازي:
 
المنامة | يبدو أن قدر البحرين أنها ستبقى دائماً على موعد مع مفاجأة أميركيّة، وعلى البحرينيّين أن يكونوا أكثر تقبّلاً لتبعية النظام لأميركا وانقياده التام لتوجّهاتها، هذه هي الخلاصة التي يخرج بها أحد نواب الوفاق المستقيلين، معطياً انطباعه الأولي بصورة تهكّمية ساخرة عن التراجع السريع للحكومة البحرينية عن قرارها المضيّ قدماً في حلّ جمعيتي &laqascii117o;الوفاق" و&laqascii117o;أمل" الإسلاميتين.تبدأ حكاية التدخل الأميركي في انتفاضة 14 شباط بعد ثلاثة أيام على بدئها؛ الموعد الأول لدخول الجيش بكامل ثقله في أزقّة المنامة، حين مهاجمة دوّار اللؤلؤة في 17 شباط عند الثالثة فجراً. حينها تدخّلت الولايات المتحدة عبر اتصالات مكثّفة دفعت الجيش إلى الانسحاب الى ثكنه في اليوم الثاني من الهجوم، فيما عاد الناس إلى الدوّار لمواصلة أعمالهم الاحتجاجية، وكان ملاحظاً تفضيل المعارضة عدم الحديث عن الدور الأميركي في سحب الجيش، لعدم ثقتها المطلقة بالتعاطي الأميركي مع الأحداث.
وبدأ التدخل الأميركي يتضّح أكثر فأكثر مع وصول مساعد وزيرة الخارجية، جيفري فيلتمان، مطلع آذار المنصرم.قيل إنه أتى ليشجّع المعارضة على الحوار مع السلطة، صار الموقف الأميركي واضحاً للمعارضة البحرينية يومها.
حدود اللعبة التي يمكن أن تسير عليها هي طاولة فضفاضة للحوار، لا تنتج شيئاً، حوار من أجل الحوار، كلام لأسابيع ليس له أي ترجمة واقعية على الأرض. فهمت المعارضة الرسالة الأميركية الثانية، وواصلت صمتها مدركة أن جيفري فيلتمان هو أكثر السياسيين الأميركيين فهماً واستيعاباً للعقل الشيعي وهواجسه
وطموحاته.التدخّل الأميركي الثالث جاء في زيارة قام بها وزير الدفاع روبرت غيتس في 11 آذار. التقى خلالها مع المسؤولين لبحث الأزمة. وخرج بكلام أعطى البحرينيين دفعة أمل، لكنه كلام للاستهلاك الإعلامي فقط. غادر غيتس وتحرّك معه الأسطول الأميركي (الخامس) بعيداً عن المياه الإقليمية، ليدخل إلى البحرين 1200 جندي سعودي تحت مظلّة درع &laqascii117o;الجزيرة"، وتدخل البلاد في نفق قانون الطوارئ.
صار الموق

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد