قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 22/4/2011

- 'النهار'
البناء غير المشروع من الروشة إلى الضاحية فيارين وإزالة المخالفات تسقط في دوامة الرمل العالي
عباس الصباغ:

لم يوفق احد ابناء بلدة ساحلية جنوبية في الاستيلاء على قطعة ارض في مشاع بلدته، ومخافة ان يدهمه الوقت وان تعمد القوى الأمنية الى قمع مخالفات البناء غير المشروع، سارع الى بناء طبقتين فوق منزل جاره المغترب في اوروبا، علماً ان الاخير بنى منزله على ارض مشاع قبل اكثر من ثلاثة عقود.وفور علم المغترب بالامر عاد الى بلدته وتوعد جاره باللجوء الى القضاء، وأعدّ الشكوى واطلع 'المشكو منه' عليها، فنصحه الأخير بألاّ ينسى ارفاق شكواه بصورة عن سند الملكية. عندها صرف النظر عن الشكوى، واتفق الطرفان على 'تدعيم اسس الجيرة الجديدة' على قاعدة يبقى الوضع على ما هو عليه، من دون إدخال القضاء في 'خصوصيتهما'.هذا الحدث الغريب يترافق مع اتساع الهجمة على البناء غير المشروع في مناطق لبنانية عدة، في الجنوب وبيروت وضاحيتها الجنوبية، في الوقت الذي يتقاذف بعض الاطراف السياسيين مسؤولية ما يجري، وامس تكررت حادثتا الرمل العالي للعامين 1982 و2006 وسقط ضحيتان في صور، خلال ازالة المخالفات، ما ينذر بتصاعد المواجهات بين الاهالي والقوى الامنية على خلفية هذا الملف المزمن والشائك والفضفاض.
المشاعات مستباحة منذ عقود
حكاية البناء على المشاعات والاملاك العامة وأملاك الغير، واحياناً الخاصة، ليست حديثة العهد، وتعود الى سنوات وعقود خلت، وان تركزت في الآونة الاخيرة في مناطق الضاحية الجنوبية والزهراني، وايضاً في بيروت. ووفق بعض الاحصاءات، فإن عدد ورش البناء المخالفة للقانون تجاوز الالف، وسط غياب شبه كامل للقوى الامنية، علماً ان الاخيرة حاولت قمع المخالفات في بعض المناطق، لكنها تعرضت للرشق بالحجارة وتصدي النسوة والاطفال لها، ما منعها من اتمام مهامها، مع التذكير بأنها نجحت نسبياً في ازالة عدد من الغرف المخالفة في مناطق عدة، منها الليلكي.
البناء الـ'ديليفري'
انتشرت وتيرة البناء غير المشروع ككرة النار في هشيم آب، وشرع كل من استطاع مصادرة قطعة ارض من المشاعات او احياناً شراءها، في بناء الغرف والمحال التجارية، ومن لم يستطع عمد الى البناء فوق منزله المبني اصلاً على الاملاك العامة والمشاعات. وتظهر جولة لـ'النهار' على بعض ورش البناء افتقار الأبنية المخالفة الى ادنى شروط السلامة العامة. ومثال ذلك بناء طبقات عدة فوق مبان من دون اي دراسة هندسية لمعرفة مدى توافر الشروط المطلوبة، خصوصاً ان معظم تلك المباني لم تعدّ لاستحداث انشاءات جديدة فوقها. والطريف ان تقسيم العمل في الورش ينجز على طريقة الافلام الكرتونية، حيث يقوم عامل ببناء الجدران، ويتبعه آخر لانجاز اعمال الورقة، فيما يسرع ثالث لطلاء هذه الجدران، ويذكر ان اجر العامل ارتفع من 30 الى 50 الف ليرة يومياً، بالتزامن مع ارتفاع سعر الباطون الجاهز، عدا عن 'التشبيح' الذي يتولاه السماسرة وقبضايات المناطق.
الأحزاب : لا نغطي المخالفين
تصر بعض القوى السياسية على ان الشروع في البناء غير القانوني على المشاعات والاملاك العامة بدأه مواطنون من بلدة يارين (صور) يقيمون في بلدة البيسارية (الزهراني) ويحظون بغطاء سياسي. وعندما اخفقت احدى المرجعيات في وضع حدّ لهذه التجاوزات، وعلى وقع مطالبة جمهورها بالمساواة مع اهالي يارين، كرت سبحة المخالفات وانتقلت الى مناطق عدة في الزهراني وصور، وصولاً الى الضاحية الجنوبية، ولم توفر العاصمة بيروت، ما دفع بعضو 'كتلة المستقبل' النائب محمد قباني الى رفع الصوت مستغرباً مخالفة القوانين عبر البناء غير المشروع في منطقتي عين المريسة و الروشة، وتحديداً في ميناء الدالية. ويضيف: 'نشاهد بأم العين كيف ان المكعبات الاسمنتية اضحت مقاهي (...) واللافت ان المخالفات على بعد امتار قليلة من مواقع عسكرية للجيش اللبناني، وايضاً لحواجز تابعة لقوى الامن الداخلي. ويوضح قباني ان مراجعة المعنيين لم تؤت ثمارها. اما عن البناء غير المشروع في المناطق الاخرى وما يسوقه البعض من اتهامات لـ'تيار المستقبل' بتسهيل المخالفات لبعض مناصريه من ابناء بلدة يارين، فيعلق: 'ان 'تيار المستقبل'يرفع الغطاء عن كل مخالف، ويدعو كل المسؤولين الى تطبيق القانون في مختلف المناطق اللبنانية وازالة كل المباني المخالفة'.من جهته، يؤكد عضو 'كتلة الوفاء للمقاومة' النائب الدكتور علي فياض، ان 'حزب الله'، ومنذ اللحظة الاولى، تعاطى بجدية مع الامر ودعا مع حركة 'امل' القوى الامنية 'للقيام بواجباتها، وكذلك رفع الغطاء عن كل المخالفين'، ويعتبر ان ظاهرة الاعتداء على الاملاك العامة والمشاعات شديدة الخطورة، 'وهي مسيئة وتحمل اثاراً سلبية يصعب محوها'. ويتابع: 'المطلوب عدم استخدام الفقر لتدمير ما تبقى من بيئة، ويجب البحث في الاسباب وايجاد الحلول، لان التعدي على المشاعات لا يشكل حلاً وانما يفاقم المشكلات'.اما حركة 'امل'، فتؤكد على لسان رئيس مجلس النواب نبيه بري، انها 'ترفع الغطاء عن كل المخالفين في كل المناطق وتدعو القوى الامنية الى ازالة المخالفات'. ويضيف عضو المكتب السياسي النائب هاني قبيسي، ان 'الفوضى التي نشهدها بدأت من منطقة الزهراني، وبدعم واضح من تيار سياسي، ولاحظ الاهالي الشاحنات وجبالات الباطون التي كانت تعمل على مدار الساعات الطويلة، وهي تتبع لشركة صاحبها من هذا التيار السياسي'.
الرمل العالي: مخالفات ودماء
قبل 24 عاماً على حادث الرمل العالي الاخير في تشرين الاول من العام 2006 سجل حادث مشابه في الشهر عينه من العام 1982، وللمصادفة ان ضحيتين سقطتا بعد مواجهات بين الاهالي والجيش اللبناني، وايضاً ان السيدة ام علي الحسيني التي اصيبت في المواجهات بعد محاولة رجال الجيش هدم منزلها، هي جدة الفتى الضحية محمد ناجي (11 عاماً) الذي سقط العام 2006 مع رفيقه حسين سويد (13 عاماً). ويذكر ان الجيش، عامذاك، استطاع ازالة مبان عدة في الرمل العالي، ما دفع اصحابها الى نصب خيم والاعتصام فيها احتجاجاً على فقدانهم مكان اقامتهم الذي قصدوه قسراً بعد الاجتياح الاسرائيلي للبنان في حزيران العام 1982.


- 'السفير'

أميركا الثابتة والشرق الأوسط المتغير
سمير كرم:

من أصعب الامور في الظروف الراهنة العثور على نقطة ثابتة في الشرق الاوسط لاتخاذها محورا أو معيارا لقياس التطورات الخطيرة ـ انما الواعدة ـ التي تتوالى على هذه المنطقة. صحيح ان التيار الثوري اجتاح المنطقة من مغربها الى مشرقها ومن شمالها الى جنوبها ... إلا ان التطورات ـ والتقلبات ـ لا تزال في بداياتها الاولى، حتى في أكثر بلدان المنطقة استقرارا نسبيا. فلا تزال مرحلة النتائج، فضلا عن النتائج النهائية، تلوح بعيدة، بل تلوح مستعصية على التكهن وعلى الفهم. وحيث تدور التطورات في مصر وتونس وفي ليبيا واليمن وسوريا، وحيث تلوح هذه التطورات من بعيد قادمة وحتمية في الخليج وفي السعودية ... فإن عجلة الاحداث تستعصي على التوجيه إلا من القوى الرئيسية الفاعلة، قوى الجماهير الشعبية بصرف النظر عن كل ما عداها. أما حيث تتم مراقبة هذه التطورات من بعيد ـ في الولايات المتحدة وفي أوروبا (التي أصبحت فجأة تعني حلف الاطلسي اكثر مما تعني الاتحاد الاوروبي) فإن هناك نقاط مراقبة ثابتة تتمثل في القيادات السياسية، من البيت الابيض الى وزارات الخارجية الى السفارات الاميركية والاوروبية، كما تتمثل في القوى العسكرية، ابتداء من وزارات الدفاع وقيادات القوات المسلحة وقيادات الحلف الذي يكتسب أكثر وأكثر طابعا عالميا. وينبغي عند مراقبة هذه النقاط الثابتة ان نظن ان ثمة تغييرا في المبادئ والاهداف يواكب التغيرات التي تجري في اخطر منطقة في العالم. ينبغي ان لا نعتقد ان الولايات المتحدة او اوروبا ستغير مساراتها مع تغير مسارات التيار الثوري الذي بدأ في المنطقة ولا يعرف احد الى اي خط يستقر. ان هذه الكتلة الغربية الكبرى المؤلفة من الولايات المتحدة واوروبا لا تتغير وهي ترقب التغيرات المزلزلة التي تجري في منطقة المد الاستراتيجي بالطاقة ـ المنطقة العربية والشرق الاوسط كتعبير اعم ـ فلن تغير أي من مكوناتها مبادئ سياساتها الخارجية أو أسس أهدافها الاستراتيجية والاقتصادية ولا حتى أبعاد رؤيتها الثقافية للامور. وقد نستطيع ان نجزم بأن مصالح هذه الكتلة السياسية العسكرية في الغرب تبقى كما هي بصرف النظر عن التغيرات التي ستؤدي اليها تيارات الثورة والتغيير في عالمنا. لقد ظلت الولايات المتحدة على مدى الفترة، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، تؤكد تأييدها ودعمها للديموقراطية في بلدان الوطن العربي، حتى حينما كانت هذه البلدان تعيش في ظل النظم التي تسلمت الحكم من الاستعماريين، وكانت نظما استبدادية بكل المعاني والتبعات. وأكدت الولايات المتحدة انها تؤيد الديموقراطية وتدعمها عندما قامت ثورة 23 يوليو/ تموز 1952 التي لم تعتبر لسنوات عديدة الديموقراطية هدفا اوليا لها. ولم تغير الولايات المتحدة لهجتها نفسها بعد ثورة العراق (1958) أو ثورة اليمن (1961) وثورة الجزائر (1963) وليبيا (1969)... وفي مواجهة كل التطورات التي جدت في المنطقة.
واليوم لا نسمع من الولايات المتحدة سوى التعبيرات نفسها عن وقوفها في صف الديموقراطية ودعمها لما تتطلع اليه شعوب المنطقة من تقدم... على الرغم من الاختلاف النوعي بين ظروف العقود السابقة وظروف الوقت الراهن التي ترى جماهير الشعب العربي تؤدي بنفسها الدور الذي كان يؤديه عنها طالبو الحكم من كل نوع. قبل ايام تحدثت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلنتون امام المنتدى العالمي الاميركي الاسلامي في واشنطن. قالت ان على الحكومات العربية ان تسرع بتنفيذ إصلاحات سياسية واقتصادية حقيقية، وحذرت من انه بدون السير في هذا الطريق فإن الربيع العربي سيتحول في نهاية المطاف الى سراب. وقالت الوزيرة الاميركية ان الشتاء العربي الطويل بدأ يعرف طريقه الى الدفء وللمرة الاولى منذ عقود، فإن هناك فرصة حقيقية لتغيير دائم ... وهذا يثير اسئلة مهمة لنا جميعا: هل ستنهج شعوب الشرق الاوسط والشمال الافريقي وزعماؤها نهجا جيدا اكثر شمولا للتغلب على التحديات السياسية والاقتصادية والاجتماعية المستمرة في المنطقة؟ وحثت وزيرة الخارجية الاميركية كلينتون شعوب منطقة الشرق الاوسط على &laqascii117o;ترسيخ المكاسب الديموقراطية التي تحققت في الاشهر الاخيرة لضمان ان لا تصبح أهداف الحركات الاصلاحية التي اجتاحت المنطقة سرابا ...ان الاحتجاجات التي اندلعت هذا العام بددت الخرافات القائلة بأن العالم العربي لا تناسبه الديموقراطية والحقوق العالمية". وليس أوضح في تصريحات هيلاري كلينتون هذه من تجنبها استخدام كلمة ثورة في الحديث عما يجري في المنطقة من تحولات. لكن من الواضح ايضا انها تستخدم النغمة الاميركية الثابتة عن تأييد بلادها للديموقراطية ورغبتها في ان ترى الديموقراطية تزدهر في هذه المنطقة. ولا يكاد المرء يصدق ان دعم الولايات المتحدة لرئيس اليمن علي عبد الله صالح ضد ثورة الجماهير اليمنية الى آخر وقت ممكن هو ضمن التأييد الاميركي للديموقراطية. لا يمكن أحداً ان يصدق ان الحماية العسكرية التي تكفلها الولايات المتحدة للنظام الملكي السعودي وكذلك للنظم الملكية والاماراتية الخليجية هي ايضا مواكبة لمسار الديموقراطية الذي تدعو اليه واشنطن بلسان وزير خارجيتها وايضا بألسنة الناطقين باسم البيت الابيض والبنتاغون بل بلسان الرئيس اوباما ونائبه جوزيف بايدين. غير ان المسألة لا يمكن ان تكون مسألة تصريحات أو كلمات تلقى. ان الولايات المتحدة تستخدم كل ما لديها من قوة للتأثير أو التغيير للحيلولة دون ان تستمر الثورة في مصر وتنجح وتكون للشعب المصري الكلمة النهائية بشأن من يحكم والاسس التي يقوم عليها الحكم في مصر. وأول ما تحاول الولايات المتحدة استخدامه قوة المال. انها تعرض على مصر أموالا في صورة قروض وفي صورة إلغاء قروض وفي صورة منح مالية لا ترد، انما تربط مصر بالولايات المتحدة، ربما أكثر مما ربطها بها نظام حسني مبارك. لهذا تحدثت كلينتون ايضا في الخطاب نفسه عن مبادرة جديدة لمساعدة الشركات الاميركية على الاستثمار في المنطقة او تسهيل عمليات الاستيراد والتصدير من خلال إعفاءات ضريبية. ولا تكاد كلمات كلينتون تختلف كثيرا في مضامينها وتحفيزها عما كان يردده رجال الاعمال في نظام مبارك (...) واشنطن تريد ان لا تتخطى التغييرات في مصر حدود الاصلاح، وهي تعرف جيدا وبدقة الفرق بين الاصلاح والثورة. حتى لو انتهى الامر الى حكم اسلامي يتولاه الاخوان المسلمون ـ الذين تفاوضهم اميركا منذ سنوات طويلة حتى وهي تحتضن تماما نظام مبارك - لا يهم ان يقفز الاخوان المسلمون أو السلفيون من أي نوع على السلطة انما هم يطمئنون الى ان الحكم الديني في مصر لا يتخطى حدود الاصلاح نحو الثورة، وهذا هو المطلوب. عندئذ لن تكون حالة المصالح الاميركية في مصر في مواجهة مع خطر الثورة، وهي تستطيع ان تلعب دورها كاملا في صيانة مصالحها وصيانة النظام بدرجة لا تقل عما فعلته طوال سنوات حكم مبارك. ولا يكاد يختلف اسلوب واشنطن مع تونس عن اسلوبها مع مصر. في كل الاحوال المحاولة هي الابتعاد عن مفهوم الثورة ودوافعها وأهدافها. والدولة الدينية لا تشكل خطرا على المصالح الاميركية ما دامت العلاقات الاقتصادية والاستراتيجية مضمونة ومصانة. وفي كل الاحوال ان الولايات المتحدة لا تستطيع الاستغناء عن سياسة احتواء المنطقة، واحتواء المنطقة كوسيلة انما يرمي الى تحقيق هدفين: حماية وجود وتفوق اسرائيل باعتبارها الضامن للسيطرة العسكرية الاميركية (والاطلسية من الآن فصاعدا) وتوظيف العلاقات الاميركية مع دول المنطقة لحماية المصالح الحيوية الاميركية بمعناها الاستراتيجي. ولهذا المعنى الاستراتيجي جانبان: الجانب العسكري الذي يضمن وجود وهيمنة الاسطولين الاميركيين الخامس (في الخليج) والسادس (في البحر الابيض المتوسط) والجانب المتعلق بضمان استمرار تدفق الطاقة التي تمثل شريان الحياة الرئيسي للاقتصاد الاميركي، بل للحياة الاميركية. معنى هذا ان الولايات المتحدة لا تريد تغيير خياراتها انما تثبيت خيارات المنطقة قدر الامكان. ان الولايات المتحدة لا تبحث عن خيارات جديدة لاستراتيجيتها السياسية والعسكرية انما تسعى وبكل ما تملك من وسائل لوضع حدود للتغيير الذي بدأ في المنطقة لكي لا يسير في اتجاه الثورة وبقوتها، انما ليبقى في حدود الاصلاح الذي لا يؤثر على المصالح الاميركية (واسرائيل على رأسها) ويبقي لحلف الاطلسي قدرة المناورة العسكرية التي يمكن ان تكون ساخنة وبالذخيرة الحية كما هي الحال حتى هذه الساعة في ليبيا، كما يمكن ان يكون بمجرد الوجود العسكري الذي يتخذ في بعض الاوقات صورة المناورات العسكرية المشتركة. هل تبدو الظروف الراهنة مؤاتية للولايات المتحدة وهذا التكتل الغربي؟ ام انها تبدو مؤاتية أكثر للثورات العربية؟ انه صراع اكيد وحاد بين التغيير والثبات وقد يقصر هنا ويطول هناك ولكنه صراع لن يتوقف ابدا. وسيأتي وقت تدرك فيه الولايات المتحدة ان مصالحها الاستراتيجية تستوجب التدخل المباشر ضد الثورات ـ حينما يحين دور السعودية والدلائل اليومية رغم القمع والتكتم تدل على ان الثورة آتية لا ريب فيها ـ وسيكون لهذا التدخل المباشر دوره في تأجيج الثورة في الخليج كله. وعند هذا الحد ستجد الولايات المتحدة نفسها أمام التحدي الايراني الذي كشفت الاسرار (ويكليكس) مؤخرا ان الولايات المتحدة واسرائيل اتخذتا قرارا سريا بعدم جدوى التدخل العسكري فيها. وقد برهنت التجربة - بل التجارب المتعددة - بوضوح على ان الولايات المتحدة لا تستطيع التدخل في جبهة لها هذا العرض الجغرافي الاستراتيجي تمتد من السعودية الى صغار الدول في الخليج الى ايران بينما هي مشغولة بثورات تستكمل نموها في الشمال الافريقي ابتداء من مصر وصولا الى الجزائر والمغرب وفي الغرب الآسيوي ابتداء من اليمن جنوبا الى سوريا شمالا. ان التحدي الذي يواجه الولايات المتحدة في المنطقة، خلال الاشهر بل السنوات المقبلة، هو تحد من نوع واتساع لم تألفه الولايات المتحدة منذ تحدي الحرب العالمية الثانية ... أي لم تألفه منذ ان تكونت الامبراطورية الاميركية. وينبغي ان لا ننسى انه في ظن الولايات المتحدة انها أسهمت بدور ما في بعض ـ على الاقل بعض ـ الثورات العربية وانها تعرف قادتها وعناصرها المكونة. وهذا يجعلها مستعدة للاعتقاد أنها قادرة على التأثير في مسارها. وليس هذا أكثر من وهم لا يستند الى حقيقة. فإن تفاعلات الثورة هنا وهناك قادرة على تجاوز الدور الاميركي بقدر ما كانت قادرة على ان تمنع الولايات المتحدة من ان ترى بوادر هذه الثورات قبل ان تتفجر. كما ذكرنا في البدايات فإن الثورات العربية لا تزال في مراحل البدايات، تخوض صراعات ضد الثورة المضادة الداخلية وليس الوقت حتى الآن وقت مواجهة الثورة المضادة الخارجية. وحينما تبدأ مرحلة النتائج في هذه الثورات على اختلاف درجات الوعي الثوري والشرعية الثورية فيها فسيكون من الممكن معرفة الى أي حد تؤاتي الظروف للثورات العربية لإحداث التغيير، أو تؤاتي للولايات المتحدة للتحكم في مدى التغيير ان لم يكن منعه


- 'الأخبار'

النفاق السعودي إن حكى
بدر الإبراهيم:

في الأحوال العادية، تُخَصَّص مساحات واسعة للقرع على طبلة التملق والنفاق في الإعلام السعودي. أما في الفترة الأخيرة، فتُخَصَّص مساحات أكبر وتزداد حدّة القرع المزعج، لتحاول أن تغطي على أصواتٍ تتحدث بكل صدق وشفافية عن تغييرٍ يحقق مصلحة المواطنين وطموحاتهم في مختلف المجالات.يُسَمُّون قارعي الطبول أحياناً &laqascii117o;مثقفين"، وأحياناً أخرى يسمونهم &laqascii117o;ليبراليين"، وعند التدقيق لا تجد أثراً للثقافة في ضحالة الفكر وانعدام المبدأ وضعف اللغة وتدني الأسلوب وغياب المضمون. كما لا أثر لليبرالية في إقصاء المختلفين والتحريض عليهم والحديث عن &laqascii117o;فسطاطي" حق وباطل، وفق معايير الوطنية الزائفة. لذلك، لا مناص من تسميتهم &laqascii117o;منافقين"، لأنّ في ذلك توصيفاً دقيقاً لمضمون خطابهم، والعقيدة التي يتبناها.الثقافة في هذا الخطاب المنافق مجموعة من الشعارات الاستهلاكية عن التحديث، ترتبط بالقشور والسفاسف والقضايا الصغيرة. وقد ترتبط بالقضايا الكبرى، حين يكون الحديث عن سوريا أو إيران! أما الوطن، فهو مجموعة من المصالح الشخصية والعطايا والهبات التي تتطلب الإصرار على لغة الاستجداء وعبارات التزلف، بينما تكمن الحرية في استخدام تلك اللغة وترديد عباراتها بسلاسة ودون مشاكل.يرتكز هذا الخطاب على احتكار تعريف الوطنية، ثم احتكار شرفها. ويقابل ذلك تشكيك في المختلف مع التعريف المختار، وهجوم شرس عليه، باعتبار ذلك درجةً رفيعة في إظهار الولاء الوطني. وبجانب امتلاك حق التصنيف الوطني، يظهر الاستعلاء على الشعب بترديد العبارة المستهلكة عن عدم جهوزيته لأيّ تغيير. وما يظهر للوهلة الأولى أنّه حرقة على تَسَيُّد التخلف والرجعية اجتماعياً، يتضح لاحقاً من مضامين ذلك الخطاب أنّه رفضٌ صريح لأيّ تغيير قد يهدد الطموحات والمصالح الشخصية لأصحاب هذا الخطاب. فالعبارة نفسها ترددت قبل عشر سنين، وتُرَدد الآن، وسيتواصل ترديدها، إلى أبد الآبدين. لا يتورع المنافقون عن استخدام &laqascii117o;الفزاعة الإيرانية" في تعزيز خطابهم الرافض لأي تحول ديموقراطي، من خلال الحديث عن &laqascii117o;المؤامرة" التي طالما انتقدوا مروجي نظريتها واتهموهم بالغوغائية وغياب العقلانية والهروب من استحقاقات الواقع. وهم هنا، يربطون كل مطلب تغييري وكلّ شخص لا يشاركهم جموحهم الثوري ضد &laqascii117o;المد الصفوي"، بانعدام الوطنية والعمل لأجندات خارجية، تماماً كما يردد أمثالهم على امتداد الخريطة العربية.يتمادى هؤلاء باستخدامهم لغة طائفية مقيتة في خطابهم، بعد أن كانوا دعاة الوحدة الوطنية ومروجي ثقافة التسامح في فترات ماضية. ولا يجدون حرجاً في التحذير من &laqascii117o;خطر صفوي شيعي على أهل السنة"، ولا حتى في التشكيك في ولاء أبناء وطنهم من الشيعة، والحديث عن ارتباطهم العضوي بإيران. غير أنّهم يحاولون التمايز عن الخطاب الوهابي المتطرف تجاه الشيعة، بدعوتهم إلى فك الارتباط مع الشيطان الإيراني ومنحهم لقب &laqascii117o;الإخوة" تكرماً وتعطفاً.التحالف غير المقدس بين مدعي الليبرالية من المنافقين والسلفيين المتشددين، في وجه دعاة الإصلاح والخطر الخارجي، ينتهي عند هذا الحدّ ليبدأ اشتباك مسرحي سمج بين الطرفين، على طريقة صراع الديكة الذي لا غلبة فيه لديك على آخر، ضمن مباريات طويلة تسهم في تسلية الجمهور وإلهائه؛ إذ يتلاسن الطرفان كلامياً، ويدخل رموزهما في جدل شخصي أو تنافس في &laqascii117o;النفاق الوطني" أحياناً، أو يخوض الطرفان، في أحيان أخرى، معارك حول قضايا اجتماعية صغيرة، استهلكت ما استهلكته من وقت وحبر طوال السنوات الماضية. ويجري كل ذلك في إطار مرسوم ومحدد، لا يخرج عنه الطرفان المتفقان على استبعاد أي نقاش جاد والاستخفاف بأيّ تحولات زمنية، عبر إعادة إنتاج البضاعة نفسها في كل وقت.في المحصلة، يسهم المنافقون بتناقضاتهم وتخبطاتهم وغياب المبدأ وتأثير المصلحة على مواقفهم، في رسم صورة كاريكاتورية مضحكة للإعلام السعودي، غائبة تماماً عن تطلعات المواطنين واحتياجاتهم، وفي تضليل القيادة السياسية بالكذب بشأن ما يحتاج إليه الوطن من تغيير يحقق مصلحة الجميع ويقود إلى مستقبل أفضل. ولا يأبه هؤلاء لحجم التهكم والسخرية من خطابهم في مواقع التواصل الاجتماعي والمجالس والتجمعات الشعبية، فهم يعرفون أنّ هذا ثمن &laqascii117o;النضال" في سبيل تحقيق مصالحهم الشخصية والتكسب، على حساب مصلحة الوطن وأبنائه.مساحات اللون الواحد هي العشق الأبدي لجماعات المنافقين، وهي التي توفر لهم حرية الحركة وحرية النفاق، باعتبار أنّه لا صوت إلا صوتهم ولا مكان لصوتٍ مغاير يكشف تناقضاتهم وألاعيبهم. وأسوأ ما يمكن أن يحدث لمنافق، هو الظهور في منبر تعددي للحديث من خلاله. هنا يظهر التلعثم والتخبط في الكلام وصياغة الجُمَل، لأنّ خطاب النفاق غير قادر بطبيعته على مجابهة أسئلة نقدية، هو الذي اعتاد الاطمئنان إلى الأسئلة المعلبة الجوفاء.إنّ أكبر عقاب يمكن أن يحل بالمنافقين في أي مكان هو فتح المجال لغيرهم ضمن منظومة إعلامية حرة تكسر الزواج بين الممارسة الإعلامية والثقافية وبين النفاق والتزلف، وتهدم الارتباط المزيف بين الوطنية والتملق، وتفتح الباب على مصراعيه، ليواجه خطاب النفاق أسئلة نقدية ورؤى وأفكاراً جدية في القضايا المختلفة.عند فتح المجال لحريات إعلامية وتعددية فكرية، سينحسر خطاب النفاق والتزلف تلقائياً، لأنّه لا يعيش أصلاً إلا على أحادية الفكر والرأي، وإن تزيّن بشعارات ليبيرالية. وبالتالي، ستنحسر معه معارك هامشية وأخبار مضحكة ودعايات سمجة، تبدو اليوم أساساً في العمل الإعلامي، تنفّر الناس من وسائل الإعلام التقليدية الرسمية وتدفعهم إلى السخرية منها في وسائل الإعلام الجديد التي وفرت لهم مساحاتٍ للتعبير والنقد وتسمية الأشياء بمسمياتها.النفاق نقيض الوطنية الحقة والحرية الحقيقية. النفاق آفةٌ تتمدد في مجتمعاتٍ تعاني الكبت والتقييد، وتنحسر في المجتمعات الحرة. انظروا إلى مصر وتونس لتعرفوا حال المنافقين والمتزلفين اليوم.


- 'السفير'

بعد الثورات العربية.. مأزق إسرائيل الاستراتيجي
سمير التنير:

يقول المؤرخ الاسرائيلي توم سيغيف تعليقاً على الثورات العربية المتنقلة من بلد إلى آخر: &laqascii117o;منذ وجود دولتنا ونحن نعتقد أننا أفضل من العرب. ولكننا نرى الآن أنهم لم يعودوا أناساً متخلفين. وان العالم العربي يتقدم نحو الديموقراطية. أين نحن الآن؟ كنا نعتقد أننا الدولة الديموقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط. تصاب الديموقراطية في اسرائيل بالضعف، بوجود وزير للخارجية، يمكن مقارنته بقادة اليمين المتطرف في أوروبا. لا نعرف الكثير عن العرب. كل ما نعرفه عنهم أنهم الخطر الأكبر الذي يهددنا. لقد عقدنا معاهدات للسلام مع السادات ومع الملك حسين لا مع الشعوب. واليوم يبقى نتنياهو على أفكاره القديمة. لا يريد دولة فلسطينية. يريد أن يبقي على المستوطنات. ويريد أن يبقي على المناطق المحتلة. لا أمل بتغيير أي شيء لديه". كان الرد الأول لقادة اسرائيل على الثورات العربية بأنها حركات احتجاج محلية وانتفاضات شعبية تريد تغيير الداخل العربي ولا علاقة لها بالصراع العربي الاسرائيلي. وهي رد على الأنظمة الاستبدادية والبوليسية التي كانت تكتم الأنفاس. وعلى الرغم من ذلك تعترف بأن ما يجري في العالم العربي هو الخطر الأكبر الذي يهددها منذ عقود. لذا يجب عليها الآن إعادة النظر باستراتيجيتها السياسية والعسكرية. أعرب نتنياهو عن خشيته من تحول مصر إلى جمهورية إسلامية تكنّ العداء لإسرائيل كما هي حال إيران أحمدي نجاد. بعدما كان نظام حسني مبارك يعادي إيران وسوريا وحزب الله في لبنان، وحركة حماس في غزة. كما ان قادة اسرائيليين آخرين يتخوفون من صعود قوة الاخوان المسلمين في مصر. كما يحذر خبراء آخرون من المستقبل الضبابي للنظام السياسي القادم في مصر، والذي لا بد له أن يحمل معه تعاظم قوة الاخوان المسلمين، حتى وان لم يحوزوا رئاسة الوزارة. يقول الخبير السياسي الاسرائيلي ايزي ليبلار ان الخطر من الاخوان المسلمين سيكون كبيراً حتى وان عملوا تحت غطاء ساسة ذوي وجهين كمحمد البرادعي أو عمرو موسى، مضيفاً ان الاثنين يميلان إلى إيران وسيؤدي ذلك إلى نهاية السلام البارد مع اسرائيل المستمر منذ ثلاثين عاماً، في شكل مفاجئ ما سيضطر اسرائيل حسب ليبلار إلى مواجهة جيش مصري يمتلك قوة مهمة، ويتمتع بسخاء أميركي يضمن حصوله على أحدث المعدات العسكرية!. يسود القلق في اسرائيل من تصرف مصر في حالة التحرك العسكري ضد ايران. فوفقاً للخطط الاسرائيلية الموضوعة منذ زمن قصير، والتي دخلت إلى دور التدريب، تحتاج إلى موقف مصري مساند أو حتى إلى موقف صامت، في حالة الحرب الشاملة. وهذا ما كان يؤمنه لها نظام حسني مبارك البائد. لقد شكلت معاهدة كمب دايفيد كارثة لمعظم الأقطار العربية. فعوضاً عن إحلال الاستقرار، وضعتهم تلك المعاهدة المشؤومة تحت رحمة اسرائيل. وعوضاً عن تحقيق السلام، غيبت المعاهدة السلام. على اعتبار ان اسرائيل لم تر ضرورة لإجراء تسوية مماثلة مع سوريا والفلسطينيين. وبدلاً من ذلك فتحت المعاهدة الطريق أمام اسرائيل للقيام باجتياحات واحتلالات وارتكاب المجازر في لبنان وفي الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشن هجمات على المنشآت النووية العراقية والسورية، وإطلاق تهديدات سافرة ضد ايران واحتلال الضفة الغربية على مدى 44 سنة، وفرض حصار وحشي على قطاع غزة، إلى جانب الاستمرار في بناء المستوطنات. واستخدم الرؤساء العرب تلك التداعيات لفرض نظام استبدادي بوليسي من خلال فرض إجراءات أمنية قاسية جداً على شعوبهم. لقد فرض عدم الاستقرار الطويل غضب الشعوب العربية، إلى جانب تراكم الأزمات والذي أدى أخيراً إلى الانفجار. وهو أمر لم يكن باستطاعة أحد تفاديه، او حتى التنبؤ به. في عام 2008 أي في الذكرى الـ60 لقيام الدولة، كانت اسرائيل مطمئنة لأوضاعها من كل النواحي. فهي كانت تضم ثلثي عدد اليهود في العالم، مع أقلية من السكان العرب. وكان اقتصادها المعتمد على المعرفة والعلم متطوراً جداً، مع علاقات تجارية واسعة مع مختلف دول العالم (وبينها دول عربية). كما ان الاصلاحات التي أجريت على النظام السياسي وفر لها الاستقرار. وقد خرجت معافاة من الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي جرت ما بين عامي 2000 إلى 2004 والتي أدت إلى مقتل 1947 اسرائيليا و3100 فلسطيني. كما ان الحواجز الاسرائيلية المقامة في الضفة الغربية وتعاون السلطة الفلسطينية أمنياً معها، كانا يجلبان لهم شعوراً بالاطمئنان. لقد كسر الانسحاب من قطاع غزة محرمة التخلي عن المستوطنات. أما الحرب ضد حزب الله في صيف عام 2006 فقد كانت فاشلة. الا أنها أدت إلى إعادة بناء الجيش الاسرائيلي على أسس جديدة. تقول مصادر عسكرية ان اسرائيل منذ حرب تموز عام 2006، أعادت برمجة أنظمة التسلح والخطط الاستراتيجية لدى الجيش الاسرائيلي، وإنشاء ما يشبه الجسر الجوي بينها وبين الولايات المتحدة لتعزيز قدرات الجيش بالأسلحة المتطورة والحديثة. ففي مجال سلاح الجو عملت اسرائيل على تطوير طائرة تجسس من دون طيار تحمل اسم &laqascii117o;ايتان" لديها القدرة على إصابة أهداف في الجو وعلى الأرض. ويمكنها البقاء في الجو لفترة طويلة فوق مناطق إطلاق الصواريخ لتدميرها. كما وقعت الحكومة الاسرائيلية عقداً مع الولايات المتحدة الأميركية لتزويدها بـ25 طائرة مقاتلة من طراز F 35 وشراء طائرات شحن من طراز C 130 والحصول على مقاتلات جوية من نوع F 22 &laqascii117o;رابتور" التي يمكنها التحليق وتجنب الرادارات. وهي من المقاتلات المتطورة جداً. وتسلح سلاح الجو الاسرائيلي ثلاث طائرات تجسس حديثة من طراز ايتام Eitam الأميركية الصنع. وتركز اسرائيل على تطوير ترسانتها الصاروخية وتعزيزها، حيث أجرت تجربة ناجحة على صاروخ باليستي وهمي سيستخدم في نظام متطور لاعتراض الصواريخ. وطورت مؤسسة &laqascii117o;رافئيل" صاروخاً باسم العصفور الأزرق &laqascii117o;بلو سبارو" وهو يطلق من مقاتلة على علو مرتفع. كما استخدمت أخيراً &laqascii117o;قبة الحديد" لاعتراض الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى. ولكن نجاحها لم يتأكد بعد. كانت إسرائيل قبل سنتين تواجه الخطر النووي المحتمل من قبل ايران، وإحدى أقوى المجموعات العسكرية في العالم والتي تستخدم استراتيجية حرب العصابات والمتمركزة في جنوبي لبنان، والأصولية الاسلامية المنتشرة بين الفلسطينيين. كان الجيش الاسرائيلي قد استبق تنحي مبارك بوضع خطة تحاكي مختلف السيناريوات المتوقعة في حال تدهور حالة مبارك الصحية. ولكنها وضعت بعد ذلك في الدرج. وقد سارعت قيادة الجيش الاسرائيلي، وبدأت بإعادة دراستها لملاءمتها مع الواقع الجديد. استعداداً لتنفيذها وقت الضرورة. قال الصحافي الاسرائيلي آري شافيط في جريدة &laqascii117o;هآرتس" ان الشرق الأوسط بعد شهر كانون الثاني عام 2011 لم يعد يشبه ما كان عليه قبل ذلك، ونحن نوافقه الرأي!. 

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد