قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 27/4/2011

ـ 'الجمهورية'
'ويكيليكس' 'الجمهورية' خلال أيّام
مدير التحرير جورج سولاج:

يتعرّض الرأي العام اللبناني منذ أشهر لعمليّة ضخّ معلومات وتحليلات واستنتاجات تحت عنوان 'ويكيليكس'. وقد هدفت هذه العملية إلى النّيل من فريق معيّن عبر التركيز على ما نسب إلى بعض أركانه، ثم استثماره في تشويه صورة الشخصيّة السياسيّة المستهدَفة، فيما استثنت الفريق الثاني وحجبت كلّ الوثائق التي تخصّه، وما أخطرها، عن الرأي العام، ما خلا بعض الوثائق اليتيمة التي نشرت لـ'أسباب تكتيكيّة'. بَدءا من الثلثاء المقبل, تنشر 'الجمهورية' ما لم يُنشر من وثائق 'ويكيليكس'، لتضع بين أيدي قرّائها كلّ الحقائق بلا تحفّظ ولا مواربة. بدءا من الثلثاء، ستكشف 'الجمهورية' المستور، ولا سيّما منه ما حاول البعض حجبه أو تجاهله، سواء لاعتبارات 'التحالف' أو 'التكتيك السياسي'، أو لأيّ اعتبارات أخرى. ولن تكون هناك انتقائيّة ولا انتقاميّة في اختيار الوثائق التي سننشرها. وحدها الصّدقيّة هي الدافع إلى نشر المحاضر والتقارير بلا تجزئة ولا تحوير. لا استهداف ولا هدف لـدى 'الجمهورية غير الإيفاء بوعدها لقرّائها منذ اليوم الأوّل لمعاودة الصدور: 'عندما أصبح الصمت خيانة... تكلّمت الجمهورية'. لا سفرات ولا سفارات، مكّنت 'الجمهورية' من الحصول على وثائق 'ويكيليكس'. بكل بساطة الأدوات المهنيّة التي اعتمدتها وسائل إعلام زميلة هي ذاتها التي وفّرت لـ 'الجمهورية' آلاف أضعاف المستندات عن لبنان والعالم العربي والدولي، التي تحتاج إلى سنوات لنشرها، وليس أسابيع أو أشهر فقط، ويمكن للقرّاء أن يستفيدوا منها في مكتباتهم. وبالتالي لا مبرّر للاستنتاج والاسترسال في دنيا الخيال. لن نحمل على أحد، ولن نداري أحدا. ومن يسأل ردّا أو توضيحا على وثيقة طاوَلَته، سيجد لدى 'الجمهورية' ما يَنشُد من رحابة صدر وترحيب به على صدر صفحاتها، ليتلاقى حقّه في الردّ مع حقّ القارئ في اكتساب المعلومة ومقارعة الرأي بالرأي الآخر. خلال أيّام ، تقدّم 'الجمهورية' للرأي العام ولقرّائها ما تمّ إخفاؤه عنهم... ولهم وحدَهم أن يحلّلوا ويستنتجوا ويحكموا. فإلى اللقاء.


ـ 'الجمهورية'
عُقَد التأليف الداخليّة تغطّي العوامل الخارجيّة / الأمير بندر: لا مصلحة لنا بانهيار النظام السوريّ
طارق ترشيشي:

(...) يستفيد فريق 14 آذار ممّا يُنقل إليه من أجواء سعودية، تشير إلى أنّ الاتصالات بين القيادتين السورية والسعودية متواصلة ولم تنقطع على رغم ما تشهده سوريا من اضطرابات، وكذلك على رغم الانشغال السعودي بقضيّتي اليمن والبحرين، بالتعاون مع بقية دول مجلس التعاون الخليجي. وينقل سياسيّون من هذا الفريق زاروا الرياض أخيرا عن مسؤولين سعوديّين كبار تأكيدهم أنهم 'لا يريدون للوضع السوري أن ينهار، وأنّ أيّ تغيير في سوريا لا يناسب المملكة'.وينقل هؤلاء الزوّار عن المسؤولين السعوديّين أيضا نصيحتهم لبعض أركان فريق 14 آذار بعدم الردّ على أي هجوم أو اتهام توجّهه دمشق إلى أيّ منهم بالتورّط في دعم المحتجّين السوريين على النظام. وأكثر من ذلك يقول الزوّار أنفسهم 'إنّ أكثر المتشدّدين في القيادة السعودية لا يريدون للنظام السوري أن ينهار'.
ويؤكّدون أنهم سمعوا من مسؤولين سعوديّين تأكيدهم 'أنّ جميع المسؤولين في المملكة يقفون إلى جانب خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز في موقفه المؤيّد لدمشق'.
كما ينقل أحد زوّار الرياض عن رئيس مجلس الأمن الوطني السعودي الأمير بندر بن سلطان دعوته بعض أقطاب قوى 14 آذار إلى عدم الردّ على أي اتهام سوري ويقول: 'لقد قيل عني يوما إنّ السوريّين اعتقلوني ولم أردّ على ذلك، مع العلم أنّ صداقة متينة كانت تربطني بالرئيس بشّار الأسد، وقد تمكّنت في أيّام الرئيس جورج بوش من إعادة الاتصالات بين دمشق وواشنطن، ولم أردّ على كلّ ما قيل عنّي في سوريا. وأنني لا أحبّذ انهيار النظام السوري أبدا، وأنصحكم بعدم الردّ على أيّ اتهام سوري يوجّه إليكم، وأن تكون عقولكم كبيرة في هذا المجال، لأنّ سوريا تمرّ الآن في أزمة'. وينسب زوّار الرياض من قوى 14 آذارعن مسؤولين سعوديّين أيضا قولهم إنهم 'لا يحبّذون إطلاقا انهيار النظام السوري، لأنّ البديل سيكون ظهور حركات أصولية خطرة، ومن حسنات هذا النظام أنّه يضع حدّا لهذه الحركات منذ عشرات السنين. ولذلك نحن جميعا مع الملك في موقفه الداعم النظام السوري'.


ـ 'السفير'

&laqascii117o;اذا كانت مواقف الثنائي الشيعي من مخالفات البناء شكلية.. فلماذا لا يتم إحراجهما"
&laqascii117o;حزب الله" في مرمى الخصوم: ليتعظ من تجارب غيره في زمن الحرب
دنيز عطاالله حداد:

سهّل أداء الأكثرية الجديدة انتقادها وتسجيل ملاحظات عليها سواء كفريق واحد أو على كل مكون من مكوناتها. لكن تبقى &laqascii117o;حصة الأسد" لـ&laqascii117o;حزب الله"، مباشرة حينا أو مداورة في أحيان أخرى.
&laqascii117o;حزب الله" يعرف ذلك. وله قراءته ومعطياته وتحليله، وهو لم يتوان في الكثير من المناسبات عن التأكيد على &laqascii117o;الاستهداف المستمر للمقاومة" و&laqascii117o;التآمر عليها". لكن خصومه يعتبرون في كلامه &laqascii117o;هروبا الى الامام". وهم اليوم يراكمون &laqascii117o;اخطاءه وسلوكياته" ويحذرون من انعكاسها &laqascii117o;على طائفة بكاملها"، وبالتالي &laqascii117o;على الوطن وصيغته وما توافق عليه اللبنانيون طوعا في اتفاق الطائف". يتحدث مسؤول سياسي في حزب &laqascii117o;يميني" مسيحي مستفيضا في محاولة التشبيه بين حزبه في زمن الحرب اللبنانية وبين &laqascii117o;حزب الله" اليوم.. و&laqascii117o;ضرورة استخلاص العبر". يقول القيادي &laqascii117o;اليميني" ان كل ما يحصل في البيئة الحاضنة اليوم للحزب &laqascii117o;يتحمل هو مسؤوليته. من منع الدولة من الدخول الى بعض مناطقه الا بإذن مسبق. والقوى الامنية، على اختلافها، عليها ان تنسق معه للدخول بسلاحها الى اي منطقة من مناطق نفوذه، لذلك راحت هذه القوى تتجنب دخول تلك المناطق مما راكم فوضى وتسيبا، وغياب الحد الادنى من صورة الدولة وتراجع هيبتها. وما سمح بالتالي بتفشي ظواهر وآفات لا يرتضيها الحزب نفسه وتتعارض مع قناعاته. وهذا ما عرفناه نحن واختبرناه سابقا في الحرب. فقوى الامر الواقع التي تملك السلاح وبالتالي السلطة على الارض، تشعر بقدرتها على الامساك بكل شيء لكنها سرعان ما تكتشف عجزها عند محطات مفصلية فتحاول لملمة الوضع لكنها تواجه بالخسارة على مستويين: على مستوى المعالجة، كما على مستوى الشعبية".

يضيف المسؤول: لقد أطلق &laqascii117o;حزب الله" حملة &laqascii117o;النظام من الايمان". أراد تسخير الدين لتطبيق النظام وجعله رادعا للمخالفات. ومع ذلك فشلت تلك الحملة وانتهت الى ما دون الحد الادنى المعّول عليه منها. واليوم فُتح ملف المخالفات والاعتداءات على الاملاك العامة. وحتى الآن، لم يتمكن &laqascii117o;حزب الله &laqascii117o; ولا حركة &laqascii117o;أمل" من اقناع أحد بأنهما لم يشرعا، تلك المخالفات، اقله عن طريق غض الطرف تواطؤا. وغدا، حتى لو اراد الطرفان التراجع عما سمحا به، سيجدان أنهما يتواجهان مع جمهورهما الواحد. هذا ما سبق لنا ان اختبرناه. وعاش الشارع المسيحي صراعات انتهت الى تراجع احزاب او حتى زوالها نتيجة محاولتها تنظيم تفلت جمهورها. تعلمنا ان لا احد يمكنه ان يحل محل الدولة. ومهما تضخم دور فئة او حزب او طائفة ومهما استقوت او احتمت وراء مطالب سياسية او اجتماعية فإن الدولة هي الحاضن الوحيد والحامي الوحيد وحصانة الجميع" . القيادي المسيحي نفسه يشير الى أن &laqascii117o;هذا ما نحاول منذ 2005 ان نجعل &laqascii117o;حزب الله" يدركه لكنه رفض ان يتعظ من تجارب من سبقوه مفترضا انه مختلف او محصن، لكنه سيتبين له انه مخطئ. وسيدفع، ويُدّفع معه اللبنانيين، ثمن تكراره لسيناريو قديم".  ويرى نائب في تيار &laqascii117o;المستقبل" ان &laqascii117o;كل التجاوزات التي يغطيها &laqascii117o;حزب الله" وبأعذار واهية هي اقرب الى ربط نزاع في انتظار اللحظة السياسية". ويطرح النائب جملة اسئلة حول &laqascii117o;تحريك ملف السجون ومخالفات البناء وتوقيتهما" معتبرا &laqascii117o;ان الحزب يخلق اجواء متوترة. يستنفر بيئته ويصورها في دائرة الاستهداف ويواصل سياسة التحريض تحت عناوين مختلفة". ويبدي النائب تخوفا من &laqascii117o;ان يكون الحزب ينتظر تطور الاوضاع الاقليمية ولا سيما في سوريا وأن يكون في وارد التمهيد لتحرك ما على الارض. فيستغل حادثة ما عفوية او مفتعلة ليدخل لبنان في أتون صراعات المنطقة".
لكن النائب نفسه يراهن &laqascii117o;على حكمة بعض قياديي &laqascii117o;حزب الله" لكي يجنبوا اللبنانيين الانغماس في صراع تُعرف بداياته وإن كان يصعب التكهن بنهاياته. فالحزب هو الطرف الوحيد اليوم القادر على اشعال لبنان او تهدئة الامور فيه وابقاء الصراع في السياسة. لكننا نخاف من تأثيرات الخارج عليه. وهي تأثيرات ليست بسيطة".
يتفق نائب &laqascii117o;المستقبل" والمسؤول الحزبي اليميني على اعتبار &laqascii117o;الاحساس بالقدرة على الحسم عسكريا مصدرا من مصادر تهميش الدولة وتهشيم صورتها". ويسأل المسؤول الحزبي &laqascii117o;ما الذي يمنع الاجهزية الامنية من المبادرة مثلا الى إزالة كل المخالفات بعد ان أمّن لها &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل" التغطية المطلوبة عبر بيانهما المشترك برفع الغطاء عن كل المخالفين؟ ليوضع الجميع امام مسؤولياتهم وليتحمل كل فريق تبعات مواقفه. فإذا كانت مواقف الحزب والحركة شكلية فليتم احراجهما. وإذا كانت جدية فلنعالج مشكلة ولتبسط الدولة سلطتها. يجب البدء من مكان ما. فلم يعد مقبولا استمرار تآكل الدولة والصمت على هدر هيبتها. يجب ان تُكسر هذه الحلقة المفرغة. وصاحب شعار &laqascii117o;اللي طّلع الحمار على المئذنة فلينزله" هو الرئيس نبيه بري. ونحن اليوم نكرر له ما قاله سابقا.


ـ 'السفير'
عندما تنقلب قطر فجأة على &laqascii117o;صورتها المقاومة" في لبنان وفلسطين:
رأس حربة ضد النظام السوري... وفي التعتيم على مجزرة البحرين
داود رمال:

من إمارة صغيرة ومثيرة للضجر إلى إمارة منتفخة ومنتشية ومثيرة للجدل وطامحة للعب دور أشبه بأدوار الدول الكبرى. إنها قطر التي لطالما حصدت أثمان تطبيعها المبكر مع اسرائيل، قبل أن تحصد، ومن دون سابق استعداد، أثمان انحيازها الاعلامي، الى المقاومة في لبنان وفلسطين والعراق، من دون أن تغادر دورها الأول.
ازدواجية غريبة عجيبة ميّزت السياسة القطرية حيال القضايا العربية، فهي من جهة مناصرة لحركات المقاومة بمواقفها وإعلامها ولا سيما فضائية &laqascii117o;الجزيرة"، ومن جهة ثانية ترتبط بعلاقات وطيدة مع إسرائيل، الى حد أنها أول من افتتح ممثلية لها في الدوحة. ومع استمرار رسم علامات استفهام كبرى حول خلفية وأبعاد دور هذه الدولة الصغيرة، الا ان ما فاجأ الجميع مؤخرا هو الانقلاب المفاجئ في الادوار والانتقال من موقع التوازن في صياغة الموقف والعلاقات مع الدول العربية ومع اسرائيل في آن معا، مع لحظ حيز من الخصومة إن لم نقل العداء للمملكة العربية السعودية، الى موقع الطرف الكامل الاوصاف والادوار في لعبة &laqascii117o;الثورات" و&laqascii117o;الانتفاضات" و&laqascii117o;التحركات" في عدد من الدول العربية، وخاصة في ليبيا ومصر وتونس واليمن.

ولعل أبرز ما استوقف المراقبين هو الانقلاب القطري على الصديق والحليف والاخ السوري، ففي حين كانت القيادة القطرية تنتقد الانظمة التي كانت ولاّدة للاصوليات والرافضة لكل انواع الحريات لا سيما دور المرأة في المجتمع وتثني على القيادة السورية ذات التوجه العلماني مع حماية المعتقدات الدينية، اختارت قطر دورا معاكسا لم يلعبه خصوم سوريا من العرب والغرب وشنّت حملة شعواء على النظام في سوريا ضاربة عرض الحائط كل المعايير السياسية والمهنية التي ميّزت أداء فضائيتها الأبرز عربيا.
ويقول خبراء وسياسيون إن &laqascii117o;التحول القطري بدأ في التعاطي مع المسألة الليبية حيت تحولت الدوحة الى رأس حربة تتولى التسويق للتدخل العسكري الدولي في ليبيا وهي اول من اعترف بالمجلس الانتقالي هناك واعلنت مشاركتها في الضربات الجوية ضد مواقع كتائب القذافي. وهي وراء اجتماع مجلس التعاون الخليجي الذي اتخذ موقفا شكّل غطاء للتدخل الغربي في ليبيا وتقدم بشكوى ضد ايران على قاعدة مزاعم تدخلها في الشؤون الداخلية لدول مجلس التعاون لا سيما البحرين". ويرى المراقبون &laqascii117o;ان النظام القطري كان صلة الوصل بين اميركا والعرب، واستفاد من علاقاته مع اميركا لافتعال دور اكبر من حجمه بكثير على صعيد قضايا المنطقة واحتضن على ربوعه اكبر قاعدة عسكرية اميركية في المنطقة وذلك في موازاة التنطح لما أسمي &laqascii117o;لعب دور قومي" تحت عنوان &laqascii117o;حماية الحقوق العربية"، غير ان التناقض في الادوار القطرية واضح وجلي بدءا من الممثلية الاسرائيلية في الدوحة يقابله دعم الفلسطينيين واللبنانيين في مواجهة العدوان الاسرائيلي،
واللافت للانتباه أن امير قطر هو آخر رئيس عربي زار الولايات المتحدة الاميركية وعقد قمة مع رئيسها باراك أوباما، أعقبها تطور كبير في الاداء القطري، فقناة &laqascii117o;الجزيرة" التي تعبر عن السياسة الرسمية القطرية تحولت الى منبر للمعارضة السورية وقاعدة لضخ أوسع دعاية معادية للنظام السوري. وما الاستقالات التي شهدتها &laqascii117o;الجزيرة" بدءا من الاعلامي الزميل غسان بن جدو وصولا الى المذيعة لونا الشبل الا نتيجة للانحراف عن القضايا القومية".
&laqascii117o;عندما يقع الخلاف بين الايراني والعربي، فقطر مع العرب، واذا تم الخلاف مع السوري والخليجي فهي مع الخليجي، والثمن المطلوب من سوريا لوقف الحملة عليها هو فك التحالف مع ايران ووقف دعم حركات المقاومة لا سيما &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;حزب الله"، والقيادة القطرية هي من يتولى التسويق لهذا الطرح وعلنا، والمستغرب ان تكون قطر هي من تحرّك دول مجلس التعاون الخليجي في وقتنا الحاضر" يقول أحد الدبلوماسيين العرب في بيروت.

ويتوقف الدبلوماسي نفسه عند دعوة امير قطر للرئيس اوباما الى حضور كأس العالم في العام 2022 في الدوحة، &laqascii117o;وهذا يدل على اطمئنان ما بعده اطمئنان بان التوازنات ستبقى كما هي الآن وحتى ذاك التاريخ"، علما ان احتمال ان يكون مصير امير قطر كمصير والده الذي انقلب عليه &laqascii117o;ليس مستبعدا على الاطلاق". ويوضح &laqascii117o;ان ما تقوم به القيادة القطرية يتماهى كليا مع التوجه الاميركي الذي عبّرت عنه مراكز الدراسات الأميركية المرموقة والتي اجمعت على اعتبار ان &laqascii117o;الرئيس السوري الشاب بشار الاسد برهن عن حنكة في التعامل مع الضغوطات الخارجية على سوريا مستفيدا من الدروس التي حفظها من السياسة الخارجية لوالده، اما اليوم ومن اجل تفادي وقوع مزيد من الدماء يتعين عليه التحرك بعيدا عن التفكير بآليات توفر له الحماية فحسب (...)". وهذه الخلاصة تعني &laqascii117o;ان على الاسد التخلي عن الخيارات الاستراتيجية التي انتهجها كاستمرار للنهج السوري منذ أيام الرئيس الراحل حافظ الاسد وابرزها فك التحالف مع ايران و&laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حماس"، ويقود ذلك الى الارتماء في احضان اميركا والغرب كخيار وحيد للحفاظ على النظام مع ما يعنيه ذلك من جلوس الى طاولة مفاوضات مباشرة مع اسرائيل بعدما أصبح اعزل من كل عناصر القوة". ويؤكد المراقبون ان &laqascii117o;قيادة قطر عبر اعلامها تعاطت بازدواجية فاقعة ففي حين انساقت في حملة تحريض مكشوفة ضد بعض الدول على غرار ما يجري في سوريا تجاهلت في المقابل ما يجري في دول اخرى، فالاعلام القطري لعب دورا مشبوها في احداث سوريا واختلق احداثا لم تكن موجودة مطلقا واتى أحيانا بشهود عيان لا وجود لهم وفي الوقت الذي تعاطى فيه بالتضخيم مع احداث سوريا قرر التعتيم على احداث اخرى وتحديدا ما يجري في البحرين التي تسيل فيها دماء المدنيين العزّل وتدمر دور العبادة و تنتهك الخصوصيات ويستباح كل شيء فيها".
ويرى الدبلوماسيون العرب &laqascii117o;ان الاعلام القطري سقط في الامتحان لأن الأمر الموضوعي هو ان ما يحصل في مصر وليبيا يحصل في البحرين، ومن يطالب بالديموقراطية وبالحرية في دول عربية معينة فان معظم دول مجلس التعاون الخليجي تفتقد لابسط مقومات الديموقراطية والحرية، باستثناء التجربة الكويتية الخاصة والفريدة في هذا المجال. وما نشاهده عبر الاعلام القطري وتحديدا قناة &laqascii117o;الجزيرة" في ما يخص سوريا، بلغ في كثير من الأحيان حديث احداث قبل حصولها أو أنها لم تحصل نهائيا".

ويقول الدبلوماسيون &laqascii117o;إن قطر دولة ضعيفة جدا في حجمها وتشكيلها وبنيانها القائم على حكم اميري مطلق وهكذا نظام لا يمكن تسويقه في الغرب الا اذا تحول الى خادم للقوى الكبرى. وهو حضّر لهذا الدور من خلال الخلط بين علاقة ممتازة مع اسرائيل واميركا، وفي الوقت ذاته تحولت قطر الى قاعدة اساسية لدعم المقاومات العربية والاسلامية وفي مقدمها قضية فلسطين، وما حصل مع لبنان إبان عدوان تموز 2006 خير دليل على ذلك، ففي حين كانت قطر محطة للطائرات الاميركية الناقلة للذخيرة والصواريخ الى اسرائيل بعد نفاد مخزونها الذي افرغته على الشعب اللبناني الاعزل، وبعد عجز اسرائيل عن حسم المعركة لصالحها، وبعد فشل رهان دول الاعتدال على هزيمة &laqascii117o;حزب الله"، تمهيدا لترجمة ذلك سياسيا في لبنان، فان القيادة القطرية قامت بما عجزت عنه دول الاعتدال العربي عبر الدخول من بوابة اعادة اعمار ما دمره العدوان مقدمة لادارة المرحلة اللاحقة ومنع &laqascii117o;حزب الله" وحلفائه من توظيف انتصار تموز سياسيا ثم جاءت محطة الدوحة في أيار 2008، التي حصلت بنتيجتها القوى المتحالفة مع الاعتدال العربي على مكاسب اساسية في حين تم تفريغ انتصار تموز بشكل تدريجي من مضمونه الأساسي تحت عناوين الحرب على السلاح في الداخل... ليجد &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;امل" أن كل تهليلهما لقطر ودورها وأميرها ووزير خارجيتها طار فجأة في موسم الثورات العربية"... وتكشف المصادر الدبلوماسية العربية نفسها &laqascii117o;ان دولة قطر رصدت موازنة ضخمة لاسقاط النظام السوري ووزعت جزءا من هذا المبلغ على وسائل اعلامية عربية ولبنانية، اضافة الى احتضان المعارضة السورية، وخاصة &laqascii117o;الأخوان المسلمين" بالتنسيق مع الأتراك، وتزويدها بكل ما تحتاجه من دعم مالي واعلامي وسياسي". والسؤال الذي يطرح نفسه، ماذا لو استطاع النظام السوري ان يتجاوز القطوع الأمني ـ السياسي؟ إن المؤشرات الأولية، تضيف المصادر الدبلوماسية العربية، تفيد ان القيادة السورية تتجه الى حسم الموقف في مواجهة ما تسمى &laqascii117o;الخلايا الارهابية المسلحة"، وذلك في اطار توجه يهدف الى عدم التراجع عن الخيار الاصلاحي ومن ثم ادارة حوار سياسي وطني واسع، يمهد لترجمة الاصلاحات، بحيث تعود سوريا اقوى واكثر صلابة ومعها قوى المقاومة في لبنان وفلسطين (...)، فاذا كان النظام السوري هو المانع لتقسيم العراق فان تجاوزه للأزمة سيشكل ضمانة للاستقرار في لبنان ورادعا في مواجهة محاولات انهاء القضية الفلسطينية وتصفيتها، والمحافظة على وحدة العراق، وحينها تسقط مقولة &laqascii117o;عفا الله عما مضى".


ـ 'النهار'

سليمان وبري نسّقا موقف لبنان في مجلس الأمن جنبلاط العائد من سوريا يربط الاستقرار بالإصلاحات
رضوان عقيل:

تابع رئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس مجلس النواب نبيه بري مساء امس الموقف الذي سيتخذه لبنان في مجلس الامن في البيان الذي يناقشه الاخير في موضوع تعامل سوريا مع الاحتجاجات والتظاهرات الشعبية في مدنها، واخطر فصولها ما تشهده مدينة درعا حيث تقوم وحدات من الجيش بـ'تنظيفها' من الخلايا السلفية على قول نائب مقرّب من السوريين لـ'النهار'.واستحوذ موقف لبنان هذا على حيّز لا بأس به من الاتصالات بين دوائر القصر الجمهوري وعين التينة ووزارة الخارجية، التي ابلغ وزيرها علي الشامي مندوب لبنان في مجلس الامن نواف سلام عدم الموافقة على مشروع البيان الصحافي عن الاحداث في سوريا وعدم السير به.ولم يجر الاكتفاء بهذا الامر بعد اتصال اجراه الشامي بسلام، بل ان الاخير ابلغ الأمر الى رئيس الجمهورية عبر احد مستشاريه وخصوصاً ان الموافقة على هذا البيان تحتاج الى اجماع الدول الاعضاء في مجلس الامن وان صوت لبنان كفيل بتعطيله.
وفي التفاصيل ان اتصالاً جرى بين سليمان وبري وضعا فيه المخرج لسلام ليتخذه في اجتماع مجلس الامن، واتفقا على الآتي:
- ان يدعو سلام الى تأجيل الاجتماع في انتظار الموقف الذي تتخذه جامعة الدول العربية.
- اذا لم يأت ممثلو الدول الاعضاء على ذكر التأجيل فإن موقف لبنان سيكون الرفض لاي قرار أو مشروع يجلب الضرر على دمشق، ولا سيما ان ثمة تنسيقاً في هذا الموضوع بين سلام ومندوب سوريا في الامم المتحدة.
وجاء رد لبنان الرسمي هذا في ظل 'العيش' في حكومة تصريف الاعمال والانقسام الظاهر بين القوى السياسية، وانتظار لبنان استحقاقات عدة ومنها ترشيح الامين العام لجامعة الدول العربية خلفاً لعمرو موسى، واين سيقف لبنان من المرشحين المصري مصطفى الفقي والقطري عبد الرحمن العطية.
من جهته، كان بري واضحاً في تعامله مع هذه المسألة الحسّاسة في مجلس الأمن، ولسان حاله هو رفض أي قرار يمسّ بسوريا ويزعج قيادتها السياسية، وقال كلاماً لا يحتمل الالتباس في حفل تكريم الشاعر الراحل نجيب جمال الدين مساء أمس، فانطلق في كلمته من الشعر الى أثقال السياسة والتهديدات التي تواجه لبنان إذا تفاقمت الأمور في سوريا.
وأوضح في دردشة مع 'النهار' بعد الاحتفال ان سوريا ستكون من أول المستفيدين من تأليف الحكومة في لبنان، اقله بالنسبة اليها، إذ يصبح في إمكان القوى الأمنية ان تضع حواجز عسكرية على الحدود مع سوريا، وانه مطلوب من المعنيين الاسراع في انضاج هذه الحكومة، ولا يفرح أحد إذا عمّت الفوضى في سوريا لا سمح الله.
وذكرت أوساط متابعة لـ'النهار' أن الاجتماع الأول بين بري والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي بعد عطلة عيد الفصح تختصره جملة واحدة هي 'التفتيش عن مخارج'، لأن عقدة الاتفاق على من يتولى وزارة الداخلية لا تزال على حالها.على صعيد آخر، تبقى أنظار جميع الافرقاء في اتجاه الاحداث في سوريا وخصوصاً في درعا التي انطلقت منها شرارة المواجهات. وتلقت جهات في 8 آذار مواكبة للحركة خارج الحدود معلومات تفيد أن السلطات الأمنية نجحت في اليومين الماضيين في 'جذب' فرق سلفية مسلحة خرجت من مخابئها في درعا، وان المهمة نفسها ستطبق في بانياس في ظل الحديث عن مشاركة عناصر اسلامية عربية في القتال كان لعدد منها تجربة في العراق.وعلى خط سوريا، عاد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط من دمشق أمس بعد لقائه واللواء محمد ناصيف.وقال جنبلاط لـ'النهار': زرت سوريا اليوم وهي تمر في أزمة كبيرة، وأصررت على زيارتها لاشارك مع المسؤولين عنها الهموم وكيفية معالجة تلك الأزمة التي يجب ألا يتغافل اللبنانيون عنها لأن أمن لبنان من أمن سوريا، والعكس صحيح. ويجب العمل من أجل التوصل الى ثوابت تؤكد الاصلاحات التي أعلن عنها الرئيس بشار الأسد لمواكبة الاستقرار والوحدة الوطنية'.


ـ 'السفير'

ملفّات شهود الزور نموذجاً بيلمــار يعطّــل العدالــة
علي الموسوي:

لا يجري المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دانيال بيلمار خلف العدالة، بقدر ما يجري وراء السياسة.
فكلّ خطواته وتحرّكاته توحي بأنّ السياسة تديره مع التحقيق الذي يشرف عليه، وذلك بغضّ النظر عن وجود جيش جرّار من المحقّقين من مختلف الجنسيات والشعوب والدول ضمن فريقه، فإنْ تحدّث، بانت ملامح سياسية في طيّات كلامه، مع أنّه بات في الفترة الأخيرة قليل الكلام، لعدم الحاجة السياسية إليه في تدعيم وجهة نظرها أو قراراتها في أمر ما، وإنْ طلب منه العمل قانونيا في مسألة ملفّ شهود الزور والمفترين جنائياً، سلك درب المماطلة، وإلا فكيف يفسّر للرأي العام، أنّه لا يتعمّد تأخير بتّ هذا الملفّ، على الرغم من أهمّيته وإمكانية كشف قتلة الرئيس رفيق الحريري الحقيقيين في ما لو تمّ الغوص عميقاً في بحر إفادات الزور وأصحابها وشركائهم المعروفين مثل وضوح الشمس؟ فمنذ سنة والقاضي بيلمار يعزف على وتر التهرّب من مواجهة الحقيقة المرّة في ملفّ شهود الزور الذين استمع إليهم هو أو فريق عمله مراراً، وفي مراحل مختلفة، سواء أيّام لجنة التحقيق وعملها استمراري مهما تبدّلت شخصيات المسؤولين فيها ومنهجيتهم في التحقيق وإدارة الملفّ، أو في مكتب المدعي العام.
تارة كان بيلمار لا يعترف بوجود شهود الزور وفي مقدّمتهم كبيرهم الذي تعلّم فنون تضليل التحقيق بغطاء دولي كثيف، زهير محمّد الصدّيق، وكان يقول إنّ هذا الأخير لا يتمتّع بالمصداقية التي تخوّله دخول مضمار البحث عن قتلة الرئيس الحريري، فيردّ عليه الأخير بشكل غير مباشر في إطلالاته الإعلامية التي تتخذ من شخصيته فقط، نافذة لإطلاق الكلام غير المسؤول، بأنّه يخضع لبرنامج حماية الشهود من دون أن يوضح من الذي أعطاه هذه الحصانة، ومن دون أن يؤكّد بيلمار أو فريقه، أو أيّ مسؤول في المحكمة، صحّة هذا الادعاء الصديقي أو يكذّبه ولو بطريقة دبلوماسية اعتاد بيلمار ومسؤولون كثر في المحكمة على اعتمادها نهج حياة وسلوك.

وطوراً كان يخرج بيلمار بحجج واهية يدعي أنّها تمنعه من التساهل في تسليم اللواء الركن جميل السيّد الأدلّة المطلوبة على أشخاص تسبّبوا بزجّه في الاعتقال التعسفي ثلاث سنوات وثمانية أشهر، علماً أنّ ما ظهر من إفادات مسجّلة صوتياً على شاشات التلفزيونات عن التحقيق وبألسنة أصحابها الحقيقيين، وفي وثائق &laqascii117o;ويكيليكس" ولا سيّما كلام بيلمار مع مسؤولين أميركيين في لبنان، يؤكّد أنّ هذه التسجيلات الخارجة من رحم التحقيق والمحكمة، بيعت بحفنة من الدولارات وبطرق ملتوية غير قانونية، فيما صاحب الحقّ في الحصول عليها، أيّ اللواء جميل السيّد، طرق أبواب المحكمة لنيلها بالطرق القانونية المشروعة، وليس بهدف استغلال إعلامي، بل لتحصيل حقّه في إيداعهم السجن ولكشف من يقف وراءهم، ومن جنّدهم، ومن موّلهم، ومن رعاهم، ومن لقّنهم، ومن حفّظهم الإفادات، وقدّم لهم الغطاء للبقاء بعيدين عن التوقيف والتحقيق والسجن. ولكنْ في كلّ هذه الأوقات، كان بيلمار يحرق المراحل في هذا الملفّ عبر اتباع التسويف أسلوباً لعدم كشف شهود الزور وشركائهم، وفي الوقت نفسه، كان يخسر الكثير من رصيده وسمعته كقاض دولي بنيت آمال كثيرة عليه، لسوق المجرمين الفعليين إلى قفص الاتهام. وهذا يؤكّد أنّ بيلمار في رئاسة لجنة التحقيق الدولية، هو غيره بيلمار في منصب المدعي العام، وإنْ كانت الشخصية واحدة، وعملهما مشتركا ومتمّما للآخر. صحيح أنّ بيلمار لم يعترض ضمن المهلة الزمنية القانونية المسموحة له، على الإفراج عن الضبّاط الأربعة من السجن في 29 نيسان 2009، مسلّماً ببراءتهم من كلّ التهم التي سيقت ضدّهم، إلا أنّه لم يستطع أن يفعل العكس، لأنّه على يقين تام، بأنّ الإفادات المعطاة ضدّ هؤلاء الضبّاط غير صحيحة ومفبركة، ولا يمكن التعويل عليها لإطالة أمد اعتقالهم التعسفي والمخالف للقانون ولحقوق الإنسان، وبأنّه إنْ سعى وراء إبقائهم في السجن، فهو ملزم، وبحكم القانون، بتسليم القاضي فرانسين، إفادات شهود الزور، لكي يبنى على الشيء مقتضاه، ويتمكّن فرانسين من تدعيم رأيه، في ضرورة إبقائهم في زنازينهم، لأنّهم متورّطون. ويكفي أن يورد فرانسين في قراره بشأن إطلاق سراح الضبّاط اعترافاً صريحاً من بيلمار بوجود شهود تمّ بناء على إفاداتهم توقيف هؤلاء الضبّاط في عهد الرئيس الأوّل للجنة التحقيق الدولية الألماني ديتليف ميليس وبتغطية من القضاء اللبناني الذي التزم توصية غير قانونية ومن دون أن يحقّق مع أحد من هؤلاء الشهود، لكي يثبت أن بيلمار يعرف ملياً بأنّ الإفادات الكاذبة الموجودة بحوزته كانت سبباً لحرف التحقيق عن وجهته الرئيسية، ولهدر سنوات من التحقيق وإيجاد المجرمين. وبعد هذا كلّه، يبقى السؤال الأبرز: هل استعجال بيلمار تسليم فرانسين قرارين اتهاميين بمضمون واحد في مدّة زمنية وجيزة بلغت أربعةً وخمسين يوماً بين 17 كانون الثاني 2011 و11 آذار 2011، محاولة منه لتعطيل أو تأخير إصدار الأخير القرار في دعوى اللواء الركن السيّد عليه حول ملفّات شهود الزور، وعرقلة إحقاق العدالة؟
 

ـ 'النهار'
أحداث المنطقة دليل فشل سياسة أميركا
سركيس نعوم:

تحدث الباحث الاميركي من اصل عربي نفسه، الذي كان نشطاً على خط التفاوض غير المباشر بين سوريا واسرائيل مدة طويلة، عن اسباب تسريب اسرائيلي مشارك في هذا التفاوض تفاصيل اتفاق كان تم التوصل اليه الى الإعلام، قال: 'قيل وقتها ان رغبة المُسرِّب في الدعاية لنفسه دفعته الى التسريب. لكن يقال ايضاً ان تركيا دفعت له اموالاً لنشر الاتفاق بغية اجهاضه، لأن سوريا رفضت في تلك الفترة دخولها على خط الوساطة والتفاوض. علماً انها نجحت في الدخول على الخط المذكور بعد الفشل بسنوات لكنها لم تحقق شيئاً'. ماذا يضمن الا يؤدي تسرّب جديد لأي جهد او مشروع الى فشل مماثل؟ سألتُ. اجاب: 'يجب ان تكون هناك سرية مطلقة. يجب ان يكون هناك ضمان للسرية وخصوصاً في هذه المرحلة. على كل اوباما مستعد للقاء الاسد في اوروبا. واميركا مستعدة للقاء احد مسؤولي 'حزب الله' في لبنان. وهي تريد حواراً جدياً مع ايران. لكن كل ذلك في السر. هل ايران جاهزة لذلك'؟ سأل. اجبت: ايران تريد الحوار مع اميركا. لكنها لا تزال غير جاهزة لذلك. سوريا تريده ايضاً، لكنها على ما اعتقد لا تثق كثيراً بأميركا. علماً ان هناك أمراً آخر يعبّر عنه بوضوح التساؤل الآتي: هل سوريا حرة وغير مقيّدة في سعيها الى السلام مع اسرائيل ولا سيما في ظل استمرار بل تصاعد المواجهة المفتوحة بين ايران الحليف الاستراتيجي لدمشق واميركا واسرائيل؟ لا تنسَ ان مساعدات ايران لسوريا تبلغ سنوياً قرابة سبعة مليارات دولار اميركي او خمسة وفقاً لحسابات اميركا. ولا تنسَ ما تقوم به ايران داخل سوريا. ولا تنسَ لبنان و'حزب الله' فيه. ربما يجعل ذلك صعباً على سوريا التقدم في اتجاه سلام مع اسرائيل بكل مفاعيله الاقليمية وان ارادت ذلك. علّق: 'ما يجري في المنطقة دليل على فشل السياسة الاميركية الشرق الاوسطية. طلبت من الاسرائيليين بوسائل عدة ان يكونوا مفتاح اعادة العلاقة الجيدة بين واشنطن ودمشق. أبدوا استعدادهم للقيام بذلك. واكدوا انهم راغبون في السلام مع سوريا'. هل تعتقد ان ما يجري في العالم العربي من 'انتفاضات' او ثورات شعبية قد ينتقل الى سوريا؟ سألت. اجاب: 'استبعد ذلك. اجهزة الأمن السورية ممسكة بالاوضاع بقوة. اذا حصلت تحركات معينة فستُقمع بسرعة على طريقة حماه 1982 او بطريقة تشبهها. الناس لم ينسوا بعد. 'الاخوان المسلمون&rdqascii117o; انكسرت شوكتهم. لا يريد السوريون ان يحصل في بلادهم ما حصل وما قد يحصل مجدداً في العراق اي حرب اهلية. يريدون ان يعيشوا في استقرار. والسياسة العامة للنظام (فلسطين – اسرائيل – اميركا) غير مختلفة عن سياستهم&rdqascii117o;.


ـ 'النهار'
سركيس نعوم:
 
(...) يدرك ميقاتي بلا شك انه بدأ يدفع من رصيده السياسي، وهو اكثر المستعجلين على اعلان الحكومة وان يكن في نظر البعض، يبدو عكس ذلك، فهو يحاول استنفاد كل ما يمكن عمله لتشكيل حكومة ترضي الجميع وان بالحد الادنى. ولكن وقت الانتظار بدوره بدأ ينفد عند الجميع، وبدأت الاصوات تتعالى، سياسيا وشعبيا، في دعوته الى حسم امره واعلان الحكومة وان 'زعل' البعض. وقد قالها الرئيس سليم الحص للرئيس ميقاتي اكثر من مرة: 'اذا كنت تعتقد ان في استطاعتك ارضاء الجميع، فيفترض ان تكون قد استنتجت ان ذلك مستحيل'. ومنذ البداية قال الحص لميقاتي عندما زاره ضمن الجولة التقليدية على الرؤساء السابقين للحكومة: 'انصحك بحكومة تكنوقراط من خارج الاصطفافات السياسية والحزبية، واذا امكن من الافضل ان يكون بين وزرائها سياسيون يوحون الثقة ويرضون الطرفين'. وبعد ثلاثة اشهر ويوم على التكليف كرر الحص نصيحته لميقاتي امس: 'قل كلمتك وامش. أقدِم وضع الصيغة التي تراها متوازنة ومناسبة، وليحجبوا عنك الثقة'.
وردا على نصيحة الحص تقول اوساط ميقاتي انه يدرس كل الخيارات المتاحة امامه، ولكنها تسأل في الوقت نفسه: 'هل المطلوب حكومة تصريف اعمال؟'. وتحرص اوساط ميقاتي على الاشارة الى ان التأخير ليس من عنده بل من عند غيره. عقدة الداخلية عند عون، ورئيس الجمهورية لن يوقع مراسيم حكومة غير مقتنع بها. وتراهن هذه الاوساط كما اوساط رئيس الجمهورية على 'مساعي الحلفاء' مع عون ولا سيما حليفه الاساسي وربما الوحيد عمليا 'حزب الله'.وتقول اوساط رئيس الجمهورية انها تتوقع تنسيقا بين اطراف الاكثرية الجديدة، إذ تلاحظ ان 'في هذه الاكثرية من هو مستعجل لتشكيل الحكومة، وهناك من هو غير مستعجل'.


ـ 'النهار'
على مؤشّر درعا؟
نبيل بومنصف:

ثمة حسابات مختلفة لكل قوى الاكثرية على مشارف مجهول - معلوم التحقت به سوريا ونظامها ولو ان الحدث لا يزال عند البدايات المتفجرة. وليس من الضرورة ان تكون هذه الحسابات متكئة على السوابق التي حصلت في بلدان عربية اخرى. فاقتحام درعا مثلا مستعيداً 'ميني حماه' قد يكون اوحى لاطراف في الاكثرية بوجوب التمهل والتريث اكثر فاكثر لان تشكيل حكومة على نار حسم عسكري موعود للثورة السورية سيختلف اختلافا جذريا عن حكومة تمليها حالة ميوعة بين النظام ومعارضيه. وكذلك الامر في حال ارتدت عملية درعا على النظام واسقطت من يده بقايا تفضيل دولي لبقائه وحولت المجتمع الدولي من حالة المهادنة الضمنية معه الى حالة ضاغطة عليه بقوة. في هذه الحال سيطول الاستنزاف الى حدود يستحيل التكهن بها وستكون الاكثرية امام الاسوأ اطلاقا، أي امام اللاخيار تماما في ضؤ التقديرات 'المفزعة' التي يرسمها مؤشر صاعد وهابط بعنف تبعا للتطورات الدامية في سوريا. ولعل المفارقة التي يجب الا تغيب عن افرقاء الاكثرية هي انها تغامر بخطورة شديدة بفقدان فرصتها النادرة لتأليف الحكومة مع كل يوم تأخير. بل انه حتى ضمن معايير الصراع الداخلي يبقى تأليف الحكومة افضل انواع التحصين الداخلي اللهم اذا ارادت الاكثرية ان تثبت قدرتها على ان تكون سلطة مسؤولة وان يكف فريق منها عن هوايته المرضية في التنمر على سائر الآخرين. اما ذروة الخطورة فهي في ان تكون هناك 'احلام' حسم من وحي درعا وبذريعة اتهام الخصوم بالرهان على سقوط النظام السوري. عندذاك يبدأ استدراج لبنان الى ما يفوق الفوضى خطورة.


ـ 'الجمهورية'

الحكومة والقرار الاتهامي... والمنطقة!
طوني عيسى:

(...) إنّ القراءة الأساسية لتأخير صدور القرار الاتهامي توحي بالآتي: 1- إذا كانت المحكمة الدولية تحرص على إصدار قرار اتهامي شفّاف وبعيد عن التسييس، وأن يؤسس لمحاكمة عادلة و'معنيّة'، فإن ذلك لا يعني أن مواعيد إصدار القرار الاتهامي وبدء المحاكمات يجب ألا تأخذ العوامل السياسية في الاعتبار. ولا يمكن مثلا 'رَمي' قرار اتهامي بالغ الخطورة في ساحة ملتهبة، وبعد ذلك، البحث عن سبيل لإطفاء النار وإتاحة المجال لبدء المحاكمات في شكل طبيعي. فالمحكمة الدولية تنتظر اليوم وجود حكومة قادرة على توَلّي مسؤولية جلب الشهود، وما يستتبعه من خطوات إدارية وقضائية وأمنية، فيما الرئيس نجيب ميقاتي محاصر بالعراقيل التي تحول دون تأليفه للحكومة، لأسباب عديدة، ومنها المحكمة الدولية التي من اجلها سقطت حكومة الحريري، وتمّ تكليفه تأليف الحكومة الجديدة. ويدرك ميقاتي ان المستحيل يكمُن في أنه لا يمكنه أن يترأس حكومة تواجه المحكمة الدولية والمجتمع الدولي (للقراءة)


ـ 'النهار'
حكومة جديدة لمن... ولماذا؟
عبد الوهاب بدرخان:

من الواضح ان استيلاد الحكومة الجديدة بات اكثر صعوبة مما تصورته سوريا وايران وقوى الاكثرية المعلّبة. اصبح مفهوماً ان التأخير مرتبط عضوياً بتطوّر الاوضاع في سوريا، وهذه لا تبدو نهايتها قريبة. في البدء، غداة الانقلاب، اعتقد كثيرون ان هذه الحكومة ستضرب الرقم القياسي في سرعة التشكيل والتأليف ونيل الثقة. ثم فرض التباطؤ نفسه لان دمشق ارادت تسويق ما حصل على انه تطور سياسي لبناني داخلي ولا ضير او خطر في قبوله، عربياً ودولياً، لكنها حصدت خيبة امل لم تطمئنها، فمالت الى التمهل والانتظار. والآن، خرج الوضع الداخلي في سوريا نفسها عن السيطرة، وبالتالي لم يعد الطباخون اللبنانيون يعرفون لمن ستشكل الحكومة ولماذا.
كل الكلام عن شروط العماد ميشال عون، و'ثوابت' نجيب ميقاتي، و'ضوابط' حزب الله'، او 'توسط' نبيه بري، هو فقط للايحاء بأن اللعبة الحكومية محلية. فإشارة الانطلاقة تأتي من دمشق او لا تأتي، ودمشق دخلت في نفق محنة لم تتوقعها، ولا تعرف على اي حال متى وكيف ستخرج منها. فقبل ان تسمح بظهور الحكومة التي ستديرها في لبنان تريد ان تتأكد من استتباب الامر عندها. لكن، في الوقت الراهن، قد لا تكون قادرة على تركيب هذه الحكومة. بل لعل الافضل لسوريا، اذا ارادت تفجير الوضع اللبناني، ان يحصل ذلك في ظل حكومة تصريف الاعمال القائمة، بغية ابتزازها. وفقاً لمعلومات متداولة، تلقت دمشق اخيراً نصائح وتحذيرات دولية، بعضها عبر موفدين عرب وبعضها الآخر عبر سفراء سوريين، وقد استخدمت فيها معطيات ذات علاقة بالتحقيق في جرائم الاغتيال في لبنان. تناولت النصائح المضي في اصلاحات جوهرية وتجنب سفك الدماء، فيما ركزت التحذيرات على ان محاولة ابتزاز الاطراف الدولية في لبنان او في العراق لن تكون مجدية. في البحث عن البدائل والمخارج يبدو الاكثر رواجاً ان 'حزب الله' قد يضغط لتشكيل حكومة من لون واحد وقد يعود الى سيناريوات السيطرة التي كان يهدد بها طوال شهور مضت. لكن اي قرار بهذا الشأن رهن تقدير الموقف الذي تجرى بلورته حالياً في طهران لحسم مسألة تحريك الشيعة في عموم المنطقة. وهنا ايضاً يطرح التساؤل: السيطرة على ماذا ولأي هدف، وهل المطلوب منها خدمة النظام السوري امام مصالح ايران. ثمة مخاوف وعدم وضوح لدى الايرانيين، فبمقدار ما هم متأكدون من متانة نظام دمشق بمقدار ما يزعجهم ان يضعف وينشغل ولا يعود متفرغاً لـ'الممانعة' التي يشتغلون عليها وبها. مع ذلك، اذا اعتبر الايرانيون ان التحوّط واجب، وان احكام السيطرة اكثر أماناً لهم ولحلفائهم، فهذا ايضاً يبدو الافضل ان يتم ذلك في ظل حكومة تصريف الاعمال تفادياً لاحراق حكومة قلبوا الاكثرية من اجلها.


ـ 'السفير'

فصل عنصري باسم القانون يحدث في إسرائيل / عن تجربة السجناء السياسيين وعائلاتهم (2)
جنان عبده: ([) باحثة وناشطة فلسطينية مقيمة في حيفا، وزوجة المعتقل السياسي أمير مخول

جدار فصل زجاجي للسجين السياسي الفلسطيني . ان الخط الفاصل بين ما هو عربي وما هو يهودي والانقسام الاستعاري في الجهاز القضائي بين ما هو عربي وما هو يهودي، بين من يُجرِم بمخالفة جنائية وبين من يجرم بمخالفة أمنية، يستمر داخل السجون ويتحول الى انقسام عملي لا استعاري. ويتحول الحاجز غير المرئي الى حاجز مرئي ومحسوس وقائم. وفق القانون الإسرائيلي تصب المخالفات السياسية والتي يسميها القانون &laqascii117o;أمنية"، وغالبيتها العظمى هي ضد عرب، ضمن مجموعة المخالفات الجنائـية، الا ان التطبيقات من قبل مصلحة السجون تتعامل بشكل مختلف مع &laqascii117o;السجناء الأمنيين"!. وتضع تعليمات خاصة حول كيفية التعامل معهم بمفهوم التضييق عليهم ترسِّخ التمييز البنيوي ضدهم. وترفض إدارة السجون والمحاكم استعمال مصطلح &laqascii117o;سجين سياسيّ"، وبالتالي فهي تنكر عليهم كونهم مناضلين لأجل الحرية، يقاومون نظامًا أجنبيا أو نظامًا مستبدّا. وعليه فإنّ معارضة تصنيفهم على هذا النحو هي تنكّر عميق ـ عادة ما يكون مؤسسيًّا ـ لعدالة نضالهم وعليه فالذي يقف خلف التسمية &laqascii117o;الأمنية" هو، &laqascii117o;قبل كلّ شيء، الرغبة في محو المعنى السياسي، ومن الواضح أنّه لا يوجد أمر سياسيّ أكثر من الرغبة في محو السياسة" كما تؤكد د. عنات مطر. بناءً على ما تقدّم، تؤكد مطر أنّ التسمية &laqascii117o;الأمنية" تدمج فائدتين معًا: فهي تسمح بسلب السجناء السياسيين حقوقهم الأساسية كأفراد يختلف أحدهم عن الآخر، وفي الوقت نفسه تتيح ممارسة اللا-تسييس لأفعالهم، وطمس مطامحهم السياسية. وما يجمع هاتين الفائدتين معًا هو سلب الفردانيّة من السجناء ـ سواء كأشخاص فرديين يستحقّون التعاطي الفردي، أو كلاعبين عقلانيين، أحرارٍ بجوهرهم، ويسعون لتحقيق حرّيتهم. إنّ المصطلح &laqascii117o;الأمنيّ" يمحو كونهم أفرادًا ويجعلهم أغراضًا: غرض ـ كحائط منهار، كسطح مشتعل، كحجر مقلاع أو سكّين أو أظفار ـ من شأنه تشكيل خطر أمني، يجب الاحتراس منه حفاظًا على أنفسنا. في المقابل، فالذات، هي سياسية، سياسية على الدّوام. إنّ سلب الخانة السياسية من هؤلاء السجناء وتسميتهم &laqascii117o;أمنيين" بشكل جماعيّ يشكّلان، إذًا، سلبًا لإنسانيّتهم على الصعيدين المذكورين: سلب فردانيّتهم وسلب كينونتهم السياسية.

وعليه فإن تطبيق القانون بعد الحكم وإثناءه للمعتقل والموقوف، يبين وجود مسارين أيضا، مسار &laqascii117o;للأمني" وآخر للجنائي. والأمني بهذه الحالة عربي وهو من قام حسب الادانه او الاتهام بمخالفة ضد ما يسمى &laqascii117o;امن الدولة". وكما عرفناه بقاموسنا السجين السياسي والجنائي بهذه الحالة هو السارق والقاتل والمغتصب. وهناك تعليمات لمصلحة السجون وفق أنظمة مصلحة السجون - تعرف من هو السجين الأمني بشكل منفصل وكيف يجب التعامل معه. وتتحدث عن المسموحات والممنوعات وعن التضييقات وهي الغالبة في هذه الحال. ونجد أن نظام السجن ومبناه وهدفه للسجين الجنائي بعد الحكم، هو التقبل والتأهيل ومساعدة السجين على العودة للحياة خارج السجن، ويضمن له عدم الانقطاع عن العالم الخارجي بما فيه التواصل المباشر مع عائلته، مهما بلغت خطورته ونوعية إجرامه. اما بالنسبة للسجين السياسي/ &laqascii117o;الأمني" فإن السجن يهدف الى القمع وتضييق الحريات، والسجن هو حيز للإقصاء والإلغاء والتضييق، تضييق كل إمكانيات التواصل الطبيعي مع الخارج وضمنه العائلة. هدف السجن بهذه الحالة هو العقاب والنيل من السجين قدر الإمكان. ومحو ذاكرته، ذاكرة المكان خارج السجن وخنق أمله بالحرية والتحرر. وأيضا الأهم وفق مفاهيم الأمن الإسرائيلي - ضمان ان يكون الحكم - العقاب والسجن رادعا لغيره.
في حالة السجين الجنائي فهو يلتقي عائلته بشكل حر مباشر في غرفة اللقاء داخل السجن، وله الحق بمكالمات هاتفية للخارج - لخارج السجن وله حق في عطل، واحتمالات ان يحصل على تخفيض مدة المحكومية الى الثلث، واردة وع

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد