قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 3/5/2011

ـ 'الأخبار'
إزالة مخالفات الأوزاعي: &laqascii117o;بدّو يصير مذبحة"!
محمد نزال:

&laqascii117o;من قال لك ذلك؟ أبداً، المشكلة لم تُحلّ بعد. ما جرى هو إزالة بعض مخالفات البناء القريبة من سور المطار فقط". هذا جواب مسؤول أمني، معنيّ بملف البناء غير القانوني، عن سؤال يتعلق بصحة ما أشيع عن انتهاء إزالة المخالفات عن الأملاك العامة.
كلام المسؤول تؤكّده النظرة الميدانية لمنطقة الأوزاعي، ومعها بقية مناطق الضاحية الجنوبية، من طريق المطار ـــــ الرمل العالي، مروراً بالليلكي وحي السلم، وليس انتهاءً بصحراء الشويفات.
في ما خصّ منطقة الأوزاعي، صاحبة حصة الأسد من المخالفات، فإن الاسمنت ما زال آخذاً بالارتفاع نحو السماء. تعطي يمينك لمحطة &laqascii117o;الأيتام" على طريق المطار وتتجه نزولاً نحو الخط البحري ـــــ المرامل. إلى يسارك، ثمة مساحة واسعة كانت قبل أسابيع قليلة خالية من &laqascii117o;الباطون". أما اليوم، فعربات تنقل البحص والترابة إلى ورش تقام عليها، وعمّال يعملون ليل نهار. ظهر أمس كانوا يعملون بصورة طبيعية. إلى جانب تلك المساحة، لناحية طريق المطار، أقيم ملعب لكرة القدم (ميني فوتبول) وسيّج بإطار معدني. هكذا، يتضح أنه ليس كل البناء للسكن، إذ إن للمشاريع الاستثمارية مكاناً أيضاً. تستمر نزولاً حتى تصل إلى الخط المحاذي للشاطئ، فتجد أنك عاجز عن إحصاء عدد الورش التي رأيتها على طول الطريق. لديك خياران، إما أن تذهب يميناً أو يساراً، لا فرق، فأين ولّيت وجهك فثمة &laqascii117o;سقالات".
&laqascii117o;القادم أصعب"... يقولها المسؤول الأمني دون تردد. هو العارف بالمنطقة وأهلها منذ أكثر من 30 سنة، والعارف بطرق الوصول إلى أدمغة أصحاب المخالفات. &laqascii117o;بتنا، كقوى أمن على الأرض، الحلقة الأضعف في هذه اللعبة. قبل 3 أيام، ضربونا أثناء إزالة مخالفات سور المطار. 3 من الضباط أصيبوا. نبقى وحدنا، نحن الذين على الأرض لا في المكاتب، دون سند أو حماية، فلا يتدخل الجيش إلا في الحالات الطارئة". يوضح المسؤول أن بعض أصحاب الورش لديهم أسهم في الأرض، وخاصة تلك القريبة من طريق المطار، مثلاً يكون لدى شخص 3 أسهم شرعية، لكن تراه يبني على 20 سهماً، كيف ستحل مع هؤلاء؟
ثمة جملة يوردها المسؤول الأمني، لا يمكن السكوت عليها إن صحت، يقول أنها وصلته بطريقة موثقة عبر أشخاص معنيين: &laqascii117o;سوف تحصل مذبحة إن أردتم استئناف إزالة المخالفات في الأوزاعي". جملة كفيلة بزرع القلق في قلب المسؤول. إلى ذلك، يناشد المسؤول كل الفاعليات الحزبية والسياسية والعائلية، لعقد اجتماع موسع والتفاهم على وضع آليات للحل. &laqascii117o;ربما تكون هيبتنا كقوى أمنية قد سقطت في عيون بعض الناس، لكن التأثير للأحزاب، وخاصة أن مونة العائلات على أبنائها ما زالت قائمة. يمكننا الاستفادة من هذا الأمر للوصول إلى حل". ويضيف المسؤول: &laqascii117o;قبل أيام، انهار سقف أحد المنازل الذي بني على نحو مخالف في منطقة بئر حسن، أصيب 3 أشخاص، وهم اليوم في المستشفيات بحال الخطر. هل يتصور أصحاب المخالفات أنهم في مأمن من وقوع بيوتهم عليهم؟ وخاصة أنها مبنية بطريقة مخالفة لأبسط معايير الهندسة والسلامة العامة. هل يعلمون أن أي هزّة أرضية، ولو بدرجة خفيفة، كفيلة بأن تسقط كل هذا البناء المخالف على رؤوس قاطنيه؟ نعم، عندها ربما يتحرك الجميع لإيجاد حل، لكن بعد ماذا؟ بعد أن نكون أمام كارثة وطنية بكل ما للكلمة من معنى. للأسف، نحن في بلد لا يحركنا إلا الدم". أين هم رؤساء البلديات مما يجري؟ المسؤول الأمني يناشد رؤساء البلديات الحضور إلى الأهالي، والتواصل معهم أثناء حضور القوى الأمنية، &laqascii117o;فهم لهم تأثير بين الناس، وخاصة أنهم منتخبون، وبكل الأحوال فليلتزموا بالقانون وليحضروا عند إزالة كل مخالفة، ولا يبقوا هواتفهم الخلوية مقفلة".


ـ 'الديار'
زينا الخوري:

في تصريح بالغ الاهمية ، قال وزير خارجية ايطاليا فرانكو فراتيني كلاما خطيراً جدا يتعلق بقوات &laqascii117o;اليوينفيل" وبالقرار 1701. ثلاث نقاط جوهرية في حديثة تدفعنا الى القلق الشديد. وتوجب على لبنان طرح اسئلة على ايطاليا والامم المتحدة والاتحاد الاوروبي.
النقطة الاولى قول فراتيني: &laqascii117o;اذا شعر &laqascii117o;حزب الله" بالضعف نتيجة الوضع في سوريا من الممكن ان يصبح اكثر عدوانية... عندها يجب تغيير طبيعة مهمة اليونيفيل".
فهل يتوقع الوزير الايطالي مواجهة قريبة بين &laqascii117o;حزب الله" واليوينفيل؟
هذا يعني دخول لبنان في حالة حرب جديدة يؤكدها الشق الثاني من التصريح الذي جاء فيه: &laqascii117o;يمكن لليونيفيل ان تصبح رادعاً ممتازاً... ولكن بالتأكيد ليس وفق آلية القرار1701".
وهذا يعني احد امرين لا نعرف ايهما اخطر من الاخر. الاول: ان هناك من يخطط لتحويل قوات اليونيفيل الى قوة عسكرية ضاربة، يعززها الحلف الاطلسي بالطائرات والمدافع والدبابات، لتقوم بمهمة قتالية على الطريقة الليبية... في حال صحّ هذا التصوّر فانه يعني دمار لبنان!
والثاني: ان هناك من يخطط لتغيير (او تعديل) القرار1701. وهذا يعني تبديل الوضع القائم حاليا في جنوب لبنان، والعودة الى حالة سبقت تموز 2006. وهذا جنون يدمّر الوطن ايضاًَ!
اما الشق الثالث من التصريح الايطالي فمحيّر لان الوزير يقول: &laqascii117o;ان التزامنا مهمة اليونيفيل سينخفض كثيرا.. كما قررت الحكومة الايطالية. فهل قررت ايطاليا خفض قواتها في اليونيفيل؟ وعلى اي اساس؟ وهل هناك مشروع اطلسي للبنان يتم تحضيره... وتتحفظ عليه ايطاليا؟
لبنان بلا حكومة. وبلا مرجعية بينما المخاوف التي يثيرها كلام وزير خارجية ايطاليا اكبر من ذلك بكثير، وتستدعي استنفارا وطنياً شاملاً، وعلى اعلى المستويات، وتستوجب قيام حكومة (فورا) تواجه هذه المرحلة البالغة الدقة حيث مستقبل الوطن على كف عفريت!


ـ 'الديار'
رضوان الديب:  

... وعن عقدة توزير المعارضة السنية، اشارت الاوساط الى انه لا مشكلة في الامر، وهذا الموضوع اخترعه الاعلام والرئيس ميقاتي لا يعارض توزير سنة المعارضة، لكن موضوع توزير فيصل عمر كرامي لم يطرح، والرئيس ميقاتي طالب اكثر من مرة الرئيس عمر كرامي بتسمية شخصية لادخالها في الحكومة، والعلاقة بين فيصل كرامي والرئيس ميقاتي جيدة، واللقاء بينهما كان جيدا، لكن هناك مشكلة داخل بيت آل كرامي، تحتاج الى حل ولكن الرئيس ميقاتي لا يعارض تمثيل المعارضة. وحسب الاوساط السياسية المتابعة للتشكيل فان الخليلين قاما اخيرا بمقاربة جديدة للملف الحكومي، وانهما استمزجا رأي قيادات وطرحوا اسم العميد بول مطر للداخلية كحل توافقي وان الرئيس ميقاتي وافق على الطرح وكذلك العماد عون فيما التريث جاء من الرئيس سليمان. وبالتالي تشير اوساط ميقاتي الى ان تقريب وجهات النظر بين سليمان وعون سيسهل تشكيل الحكومة ويجب العمل على هذا الخط.


ـ 'النهار'
سركيس نعوم:

علّق الموظف الاميركي السابق والباحث النشط على خط السلام في الشرق الاوسط نفسه على قولي انه كان على ملك البحرين تقديم تنازلات يطلبها 70 في المئة من شعبه فيما لا يمثل هو الا نحو 30 في المئة منه، قال: '70 في المئة من شعب البحرين يستطيعون ان يغيّروا. لكن 30 في المئة من شعب السعودية، (هي نسبة الشيعة من الشعب السعودي في رأيه) لا يستطيعون ان يفعلوا ذلك'. هذا صحيح. علّقتُ. لكنهم يستطيعون ان يؤثروا على الاستقرار في السعودية اذا كان البعض منهم مدعوماً من خارج اقليمي ما. علّق بسؤال: 'ما هي السياسة التي تعتقد ان على اميركا انتهاجها لمواجهة ازمات المنطقة'؟. اجبتُ: حقيقة لا اعرف، وانا لست من الذين يظنون انهم يعرفون مصالح الدول الكبرى اكثر من قادتها، ولذلك لا أقترح على اميركا ما تفعله حفاظاً على مصالحها. لكن انت قلت في سياق الحديث ان على اميركا محاربة الإرهاب الاسلامي المنتشر كالفطر في العالم الاسلامي ذي الغالبية السنية الساحقة. ايران الشيعية تخاف الارهاب السنّي، ومثلها اميركا، لذلك يمكن ان يحصل تلاقٍ في المصالح بين الفريقين. ردّ: 'هذا امر سابق لأوانه. يتطلب وقتاً. ماذا عن لبنان؟ هل 'الانقلاب الدستوري' كما تصفه الذي حصل في لبنان اخيراً سببه المحكمة الدولية؟'. اجبت: هذه المحكمة كانت احد ابرز اسباب الانقلاب.
سأل: 'هل ستنفتح الحدود المصرية – الاسرائيلية امام ادخال الاسلحة والارهابيين الى اسرائيل؟' اجبت: لا اعتقد لأن الجيش هو المُمسك وحده بالمعابر الحدودية مع اسرائيل وغزة. وهو مقبول من شعب مصر وشبابها الثائر. بل محبوب منهم.
 سأل: 'ماذا عن لبنان؟ هل سيضرب 'حزب الله' اسرائيل؟'. اجبتُ: لا اعرف، لكن ما اعرفه هو ان 'حزب الله' لن يضرب اسرائيل الا اذا ضربته او تعرّضت ايران لضربة اسرائيلية، سأل: 'هل انت متأكد؟'. اجبت: لست عضواً في 'حزب الله' ولا اعرف اسراره. لكنني متابع له ولحليفتيه ايران وسوريا. هو لن يستدرج اسرائيل الى حرب تدمر كل شيء في لبنان. علماً ان النجاح الإسرائيلي فيها قد لا يكون مضموناً. وحده الدمار سيكون المضمون، فضلاً عن ان سوريا لا مصلحة لها في استدراج الحزب اسرائيل الى حرب اذ ربما عرّضها ذلك لضربات انتقامية، إلا طبعاً اذا صارت سوريا ترى ان لها مصلحة في الحرب مع اسرائيل ربما للتخلص من مأزق داخلي ما. سأل: 'هل سيشمل سوريا ما جرى ويجري في المنطقة؟' اجبت: لا اعرف. سوريا الاسد لا تزال الافضل لاميركا وتالياً لاسرائيل لأن التدخل فيها قد يكون راعبا في نظرهما. علّق: 'نحن لا نفهم المنطقة رغم كل معرفتنا'. رددت: مشكلتكم انكم تملكون كمّاً هائلاً من المعلومات لكنكم غير 'شاطرين' في تحليلها او تفسيرها.
سأل: 'ماذا عن لبنان؟ ماذا نفعل له؟ في 13 آذار الجاري مهرجان شعبي في ذكرى اغتيال الرئيس رفيق الحريري. ما رأيك فيه؟' اجبت: انه رسمياً حلقة في سلسلة مهرجانات 'ثورة الارز'. لكنه عملياً سيكون استعراضاً سنّياً للقوة في وجه 'حزب الله' والكتلة الشيعية الكبيرة في البلاد. ومن شأن ذلك رفع نسبة الاحتقان المذهبي الاسلامي في لبنان، العالية اساساً. وربما يطلق الاحتقان فتنة اذا وقع حادث ما عفوياً كان أو مقصوداً. سأل: 'من تدعم السعودية الآن في لبنان'؟ اجبت: انها تدعم الرئيس سعد الحريري و'تيار المستقبل' الذي يترأسه وفريق 14 آذار. صحيح انها بادارتها الملف اللبناني منذ مصالحتها مع سوريا الاسد في الكويت احرجت نفسها اكثر من مرة واحرجت الحريري، لكنها ادركت متأخرة ان المطلوب من سوريا استسلام الحريري بموافقتها وذلك من خلال استغلال عدم دقتها وعدم حبها للتفاصيل. وادركت متأخرة ايضاً ان قدرة سوريا على تليين موقف ايران منها ومن الخليج غير كبيرة، ولذلك نفضت يدها من تسوية كان تم التوصل اليها في لبنان بعدما تراجعت سوريا عنها. علّق: 'يعني ذلك ان الحريري رجل السعودية'؟ رددت: اعتقد ذلك. والسعودية تقول الآن لسوريا والعالم ان سنّة لبنان في حمايتي. علّق: 'المنطقة تغلي والعالم مشغول بها. سوريا تفعل ما تريد. لا احد يهتم فعلاً بلبنان'. علّقتُ: سوريا فقط تهتم بلبنان لأنه مجالها الحيوي. اما اميركا فاهتمامها هو بوجود 'حزب الله' فيه نظراً الى خطره على اسرائيل فقط.


- 'النهار'
علي حمادة:

تمر الايام و الاسابيع و الشهور و لبنان من دون حكومة. فيوم اسقاط حكومة سعد الحريري بمناورة أعد لها بين النظام السوري و'حزب الله'، ساد الاعتقاد ان موازين القوى في لبنان انقلبت في شكل دراماتيكي لا عودة عنه. وكم سمعنا في تلك الفترة كلاما بهذا المعنى، حتى ان جنبلاط الذي حيّد نفسه في العلن عن عملية اسقاط الحكومة، عاد واستسلم لما اعتبره انقلابا في موازين القوى على الارض وفي المنطقة، فقاد عملية اقصاء سعد الحريري عن رئاسة الحكومة بخوضه معركة تجميع أصوات كافية للاتيان بنجيب ميقاتي المرشح الحقيقي لبشار الاسد والسيد حسن نصرالله رئيسا للوزراء.
و لعل المتغيرين الاساسيين اللذين حوّلا نعمة تكليف ميقاتي نقمة، وبالتالي زادا هشاشة مواقف البعض، ان 'حزب الله' تورط في أزمة البحرين ففاقم مشكلة ميقاتي وزاد العقبات في وجه التأليف، ثم اشتعل الوضع الداخلي في سوريا بحركة احتجاجية في البداية، ليتحول بعد أسابيع الى ما يشبه الثورة العارمة على نظام ستاليني.
ازاء هذه المتغيرات ما عاد من الممكن لنجيب ميقاتي الذي اختبر خلال الاسابيع الماضية خطورة 'الرقص' مع 'حزب الله' في موضوع البنك اللبناني الكندي، ان يشكل حكومة طبيعية تستطيع ان تفتح بوجهه مستقبلا آمنا من الناحية السياسية. فبين 'حزب الله' المدرج في جميع لوائح الارهاب العالمي، والنظام السوري الذي أوغل في قتل مواطنيه العزّل بالمئات، ما عادت للحكومة العتيدة مرجعية يمكن استظلالها. وربما كان هذا هو السبب الذي جعل ميقاتي يناور في موضوع التأليف لعلمه ان حكومة يكون سندها الاقليمي بشار الاسد، والمحلي 'حزب الله' ستولد ميتة.


ـ 'النهار'
غسان حجار:

مهما قيل عن ازالة مخالفات البناء على المشاعات والأملاك العامة وأملاك الغير في غير منطقة، يبقى ان حجم تلك المخالفات كبير كبير، لا يمكن معه الدولة ان تستعيد هيبتها وتفرض سلطتها.وما اقدام النائب عبد المجيد صالح على هدم مبان تخصه وعائلته في صور الا واجهة اعلامية تخفي وراءها كما كبيرا من الفضائح في هذا المجال. هذه الفضائح، وان تكن مشتركة في غير منطقة، الا ان الواقع يؤكد ان طائفة محددة تستأثر بها، من دون الحاجة الى ارقام واحصاءات وشهود العيان.
واذا كان اتهام طائفة ما يعتبر تحريضا، فإنه من الافضل، لعدم التعميم، تحميل الحزبين الرئيسيين القابضين على الطائفة الشيعية، المسؤولية كاملة، لا عن قضم بعض الاراضي، والاستيلاء على اخرى بقوة الشارع، بل مسؤولية تفكيك بنية الدولة وتقويض اساساتها غير المتينة اصلا.
فالمخالفات على طريق المطار كانت بادية امس للمارين الى الجنوب، وثمة ورش بناء لم تتوقف، والامر ليس حكرا على تلك المنطقة، اذ يبلغ عمق الضاحية في حارة حريك وبرج البراجنة والليلكي وحي السلم والمريجة، وقد رفع اصحاب عقارات في تلك المناطق ظلامتهم الى نواب وقيادات سياسية ودينية مرارا وتكرارا.ثم ماذا عن التعديات على تلك الاملاك في البقاع الشمالي، وفي البقاع الغربي؟ ألم نقرأ قبل مدة بيانا لاهالي لبّايا يشكون فيه مصادرة المشاعات بغطاء بلدي لمصلحة 'حزب الله'؟ وماذا عن عقارات في الجنوب تباع عنوة، او يكون مصيرها الاستملاك للمصلحة العامة؟ وقد صودر بعضها لمصلحة المكبات، وكأن القرى ضاقت بأهلها او بعقارات تخص ابناء الطائفة نفسها حتى تصادر عقارات اقليات تعيش هناك او اضطرت الى هجر مسقطها!


ـ 'الشرق'
الفرد نوار:

توحي تصرفات حزب الله بالنسبة الى ما هو مطلوب منه لتسهيل الحكومة وكأنها غير تصرفات حليفه رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون، مع علم من هم على صلة بمساعي التسوية السياسية ان "الحزب يعمل لعصر عون لما فيه مصلحته، والعكس صحيح ايضا&laqascii117o; طالما استمر التعقيد على ما هو عليه بعد رفض رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس المكلف نجيب ميقاتي شروط عون والحزب معا وهي تنحصر ظاهرا بحقيبة وزارة الداخلية وبمهام المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومسؤول فرع المعلومات العقيد وسام الحسن!
المرجع في المستقبل المنظور الكلام على مجموعة شخصيات لبنانية معرضة لخلطة حسابات مختلفة، في حال اختلفت تحالفاتها بشكل او بآخر (…) ومعها وسائل الدعم الخارجي، ما يستدعي التحسب لامكان افتعال احداث توفر ظروفا افضل لمن لم يحصل على ما يعزز مواقعه ان كان حزب الله والدائرين في فلكه او التيار العوني الذي يتخوف مما يقال عن ان التخلي عن الرئيس المكلف او تنازل الاخير عن مهمته سيؤدي تلقائيا الى تغيير في معادلة الاكثرية الجديدة حيث هناك كلام على تغيير غير مستبعد في مواقف بعض من انقلب على قوى 14 اذار وبين هؤلاء الرئيس ميقاتي والوزير محمد الصفدي والنائب نقولا فتوش وبعض نواب جبهة النضال الوطني وعندها سيكون كلام آخر على اغلبية واقلية ومشروع دولة تعرف الى اين يمكنها الوصول؟!


ـ 'الأخبار'
&laqascii117o;الشعب يريد إسقاط النظام الطائفيّ... ورموزه": تمرينٌ في النقد والنقد الذاتيّ
سماح إدريس:

يَشهد لبنان منذ ثلاثة شهور حراكاً شعبياً متفاوت الحجم والتأثير من أجل &laqascii117o;إسقاط النظام الطائفيّ... ورموزه". هنا أطرح، في القسم الأوّل، إشكاليّات نظريّة تسود حراكَنا حتى اللحظة، ويجسّدها شعاره المركزي، ثم أنتقل في القسم الثاني إلى بعض العوائق الذاتيّة... مع التنبيه إلى أنّني أعبّر ههنا عن رأيي الشخصيّ، لا غير. (...)
أ ـــــ &laqascii117o;الشعب يريد". هل ثمة شعبٌ في لبنان؟ في لبنان قُرْطة عالم (بتعبير زياد الرحباني)، أو شعوبٌ لبنانيّة (بتعبير نصري الصايغ)، لا تُجْمع على هويّة مشتركة، ولا على عدوّ مشترك، ولا على صديق مشترك. وليس أدلّ على ذلك من تسريبات ويكيليكس أثناء عدوان تمّوز 2006، إذ كان يُفترض أن يتوحّد زعماء البلد ضدّ المحتلّ الخارجيّ (فكيف إذا كان إسرائيل؟)، فإذا بنا نجد غير زعيم أو &laqascii117o;نائب للأمّة" يحرِّض الأميركيّين على أن &laqascii117o;ينصحوا" الإسرائيليّين بتجنّب قصف مناطق لا تَخْضع لسيطرة المقاومة &laqascii117o;الشيعيّة"، لكي لا يؤلّبوا المسيحيّ والسنّيّ والدرزيّ عليهم! بمعنى آخر، في عزّ العدوان الخارجيّ، تغلّب ولاء زعماء ونوّاب لمذهبهم و/أو طائفتهم على الولاء المفترض لبلدهم و&laqascii117o;شعبهم على اختلاف طوائفه ومذاهبه..." (إلى آخر الأسطوانة الكاذبة)، كأنّ هذا العدوان استهدف الشيعة وحدهم، أو كأنّ إسرائيل لم يسبقْ أن اعتدتْ على لبنان، قبل أن يتسلّح هؤلاء. وما يزيد الأمرَ فضائحيّةً أن يبزّ نوّابُ تيّارٍ وَقّع ورقة تفاهُمٍ مع حزب الله (أمثال أحد تلاميذِ البروفسور الليكوديّ اللبنانيّ فؤاد عجمي) خصومَهم الداخليين من أعداء المقاومة، في تحريض الإدارة الأميركيّة على &laqascii117o;نصح" العدوّ الإسرائيليّ.(...)
ب ـ &laqascii117o;إسقاط النظام الطائفيّ... ورموزه". بعضُنا، داخل الحراك نفسه، لا يريد إسقاط النظام الطائفيّ، بل جانبٍ منه فحسب، هو الطائفيّة السياسيّة، لا طائفيّة الأحوال الشخصيّة مثلاً. لذا فهو لا يتردّد في رفض الزواج المدنيّ، ولو كان اختيارياً. غير أنّ الأمانة تقتضي القولَ إنّ بين رافضي إدراج بند الزواج المدنيّ الاختياريّ ضمن بنود الإصلاح المنشود مَن يفعلون ذلك حرصاً على عدم تنفير الملتزمين (إسلامياً خصوصاً)، لا عن قناعةٍ راسخةٍ برفضه مطلقاً. ومع ذلك، تبقى الأسئلة الآتية مشروعةً:
هل يمْكن إسقاطُ النظام الطائفيّ (ورموزِه) من دون إسقاط تحكُّم المؤسّسة الدينيّة في عواطفنا وأجسادنا وإرثنا وأولادنا، ورغبتنا في المزيد من الحريّة؟ وهل يمْكن حصرُ &laqascii117o;إسقاط النظام الطائفيّ"، ولو تكتيكاً، بسنّ قانون انتخابٍ نسبيّ جديد، على أهمّيّة المطلب الأخير الفائقة؟ وهل يمْكن، أخلاقياً في الحدّ الأقلّ، تأجيلُ المطالبة بالحريّات الفرديّة إلى حين تحقيق النصر على جبهة القانون الانتخابيّ المرغوب عملاً بمنطق الأنظمة العربيّة &laqascii117o;لا صوت يعلو فوق صوت المعركة"؟ وفي هذه الحال، ما تراه يكون الفرقُ بيننا وبين حركاتٍ طائفيّة، أو مشوبةٍ بالطائفيّة، أقصى طموحِها الإصلاحيّ سنُّ ذلك القانون الانتخابيّ؟!
هذا في ما يخصّ عبارة &laqascii117o;إسقاط النظام الطائفيّ" في شعارنا. أمّا &laqascii117o;...ورموزه" فتستحقّ حديثاً آخر، هاكم تفصيله، وهو متعلّقٌ إلى حدٍّ ما بالسؤال الأخير أعلاه.
يخيّل إليّ أنّ المنظّمين أضافوا حرفَ العطف والاسمَ المعطوف، بعدما استشعروا محاولةً حثيثةً من بعض رموز السلطة الطائفيّة (أحد جناحَي الشيعيّة السياسيّة تحديداً) لركوب حراكنا. الإضافة مفهومة ومبرّرة إذا كان منطلقَها الحرصُ على النأي بالحراك عن المعسكريْن الطائفيّيْن (14 و8 آذار)، لكنّ مجرّدَ ذكْر سعينا إلى قانونٍ جديدٍ للأحوال الشخصيّة، بما في ذلك الزواجُ المدنيّ (الاختياريّ)، قد يُبْعد الرموزَ الطائفيّة تلقائياً! هذا من ناحية. ومن ناحيةٍ ثانية، يجب طرحُ سؤالٍ جوهريّ آخر: هل رموزُ حزب الله، مثلاً، رموزٌ طائفيّة فقط، أمْ أنّهم أيضاً رموزٌ لمقاومة العدوّ الإسرائيليّ؟
هنا حصل بعضُ الارتباك لدى بعض طارحي &laqascii117o;...ورموزه" أنفسهم؛ وإلّا فلماذا وَضَعَ الرفاقُ الأعزّاء في حملة &laqascii117o;حلّوا عنّا!" (وهم جزءٌ من الحراك) صورة النائب الحاجّ محمّد رعد إلى جانب زعماء النظام الطائفيّ اللبنانيّ، بدلاً من صورة السيّد حسن نصر الله بالذات؟ هل مجرّدُ كون رعد رئيسَ الكتلة النيابيّة في البرلمان الطائفيّ يمنحه &laqascii117o;شرفَ" تبوّء منصب تمثيل أحد جناحَي الشيعيّة السياسيّة في النظام، بدلاً من القائد الفعليّ لحزبه؟
وقد ينطبق الأمرُ، ولو إلى حدّ أقلّ، على العماد ميشال عون. فوقوفُه الصلب والمشرّف، في العلن والسرّ (باستثناء بعض نوّابه على ما فضحتْ ويكيليكس ذلك)، إلى جانب المقاومة &laqascii117o;الشيعيّة" أثناء عدوان تمّوز وما بعد بعد تمّوز، لا يمكن أن يَحْشره في خانة الرموز الطائفيّة دون غيرِها من الخانات، على الرغم من تراجعه أشواطاً كبيرةً عن أطروحاته العَلمانيّة التي كان قد أعلنها بعيْد رجوعِه من منفاه القسريّ عام 2005، وعلى الرغم من طموحِه المتصاعد، من ثمّ، إلى أن يكون الممثّلَ الأوّل للمسيحيين. وقد يقال إنّ رموزَ النظام الطائفيّ قد تشمل رئيسَ الجمهوريّة نفسَه، فضلاً عن مختلف المرجعيّات الدينية؛ وإنّ عدمَ إدراجها بالاسم والصورة تراجعٌ مفاجئٌ مِن قِبلنا أمام &laqascii117o;الحساسيّات" المتعدّدة.
وباختصار، فإنّ إضافة &laqascii117o;...ورموزه"، في رأيي، ربّما كانت مبرّرةً أوّل الأمر من أجل تظهير هويّتنا الفكريّة المغايرة لمعسكرَي الطبقة الحاكمة؛ لكنّها تورِّطُنا في سجالاتٍ قد لا نعْرف كيف نخرج منها. زدْ على ذلك أنّها تنفّر كثيرين مِن الذين يتململون من النظام الطائفيّ لكنّهم يشْعرون (ولا تسألوني عن السبب) بالاستفزاز إذا تعرّضتْ &laqascii117o;رموزُهم" للتشهير! وربّما يَلْزم اليومَ التفكيرُ في إبدال &laqascii117o;...ورموزِه" بشيءٍ عن المؤسّسات الطائفيّة التي هي عصبُ النظام الطائفيّ وأداتُه التنفيذيّة والتشريعيّة.(...)


حول بن لادن

ـ 'السفير'
هكذا يبدو أسامة بن لادن في عيون أصولية لبنانية
عماد مرمل:

إذا كانت حياة زعيم تنظيم &laqascii117o;القاعدة" أسامة بن لادن مثيرة للجدل الى أقصى الحدود فإن موته، سواء في طريقته أو تداعياته، لن يكون أقل إثارة للجدل.
بعد سنوات من الكرّ والفرّ سقط الرجل بالضربة الأميركية القاضية في باكستان، مخلّفا وراءه مشاعر متفاوتة، تراوحت بين ذروة السعادة لدى الغرب وإسرائيل ومعظم الأنظمة العربية، وذروة الحزن في أوساط &laqascii117o;قاعدة" بن لادن وجمهوره في العالمين العربي والإسلامي وصولا إلى العديد من الحركات السلفية والأصولية التي انبثقت &laqascii117o;جينيا" عن خطه الفكري، أو تلك التي كان يحتضنها بـ&laqascii117o;التبني"، وإن كانت لا تنتمي &laqascii117o;بيولوجيا" إلى تنظيم &laqascii117o;القاعدة".
لم يكن هناك من مجال أمام الحلول العاطفية الوسط في التعامل مع عملية قتل بن لادن، وكما انقسم العالم في حياته بين من هو معه ومن هو ضده، هكذا كانت طبيعة الانقسام حول مماته. وفي كل الحالات، وسواء كنت من محبي الرجل أو كارهيه، فإن الأكيد أنه شكل حالة استثنائية ومركبة، تحتاج إلى التفكيك بعناية وتدقيق بعمق، قبل إصدار حكم نهائي عليها.
ليس خافيا أن جزءا كبيرا من كاريزما بن لادن في العالمين العربي والإسلامي إنما هي مستمدة بالدرجة الأولى من عدائه الشديد للولايات المتحدة وشجاعته في محاربتها، ولكن امتناعه عن مواجهة إسرائيل وخلو سجلات &laqascii117o;القاعدة" من أي عملية ضدها أثارا العديد من علامات الاستفهام حول سبب عدم ضم العدو الأخطر إلى &laqascii117o;بنك الأهداف" للتنظيم الذي يملك فروعا في قارات أربع، برغم أن قضية احتلال فلسطين هي القضية المركزية، وما تبقى هو الفرع وليس الأصل.
إشكالية أخرى، أرخت بظلالها على تجربة بن لادن، وتمثلت في رؤيته الفقهية التي كانت تقوم على أساس فرز مذهبي حاد، يُفترض أنه يتناقض بشكل جذري مع متطلبات الحرب على أميركا. إذ بدل أن تكون الأولوية هي لتحسين شروط خوض هذه الحرب من خلال تجاوز التناقضات الثانوية لصالح توسع جبهة الحلفاء على قاعدة التناقض الأساسي، لم يتردد بن لادن خلال عز &laqascii117o;فتوحاته" في التصويب على مجموعات إسلامية معادية للولايات المتحدة وإسرائيل، ولكنها تختلف فقهيا أو مذهبيا مع &laqascii117o;القاعدة"، كما حصل على سبيل المثال لا الحصر حين هاجم تأييد حزب الله للقرار 1701 وقبوله بوجود القوات الدولية في جنوب لبنان، قافزاً فوق الانتصار الذي تحقق في مواجهة عدوان تموز 2006، أو كما جرى عندما انتقد قبول حركة &laqascii117o;حماس" بالمشاركة في الانتخابات الفلسطينية، من دون أن يتوقف كثيراً عند مساهمتها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي على أرض فلسطين.
ولئن كانت مبارزات بن لادن مع &laqascii117o;الكاوبوي" الأميركي في ساحات عدة، قد أثارت إعجاب الغاضبين على واشنطن والناقمين على سياستها، حتى لو لم يكونوا من المتطرفين دينياً، إلا أن هؤلاء لا يغفلون في معرض المراجعة أن الولايات المتحدة وجدت في هجمات &laqascii117o;القاعدة"، وخاصة هجمات أيلول 2001 ذريعة ذهبية لشن حملة عسكرية استعمارية على الشرق الأوسط، قادتها أولا إلى أفغانستان ثم العراق، ما يبرر من وجهة نظرهم اتهام بن لادن بالقصور في المقاربات الاستراتيجية، فيما ذهب آخرون إلى حد الكلام عن دور أشد تعقيداً له، يصل إلى حد الافتراض بأنه خدم مصالح الولايات المتحدة أكثر مما أساء إليها.
لكن بن لادن يظل في عيون أنصاره ومحبيه رمزاً لمقاومة الطغيان الأميركي، في عقر البيت الأبيض حيث لا يجرؤ الآخرون، والملاحظات على تكتيكاته يجب ألا تخفي، وفق قراءتهم، الجوهر الرئيسي الكامن في أن زعيم &laqascii117o;القاعدة" ضرب كبرياء الولايات المتحدة في الصميم من خلال عملية 11 أيلول الشهيرة التي حطمت برجي نيويورك العملاقين وأصابت مبنى البنتاغون، والأهم أنها زعزعت هيبة القوة الأعظم في العالم، قبل أن يمرغ لاحقا وجهها في الوحل الأفغاني ثم العراقي.
كيف تلقى إسلاميو لبنان خبر مقتل بن لادن؟
ترك موت زعيم &laqascii117o;القاعدة" وقع مدوياً في الأوساط الأصولية والسلفية على الساحة الإسلامية في لبنان، وبدا أن مناخا من التأثر والتعاطف ساد صفوفها، في أعقاب انتشار نبأ تصفيته.
وتؤكد شخصية أصولية بارزة في لبنان، &laqascii117o;إنه يوم كئيب"، مشيرة إلى إنها حزنت لـ&laqascii117o;استشهاد بن لادن"، إذ يكفي برأيها أن يكون مقتله قد أفرح أميركا وإسرائيل، حتى يصبح ذلك مدعاة للأسى والألم لدى أعدائهما.
وإذ تلفت تلك الشخصية الانتباه إلى أن لديها العديد من الملاحظات الجوهرية على سلوك بن لادن وخياراته، تشير إلى وجوب الاعتراف في الوقت ذاته بأنه كان صاحب شكيمة قوية ومخلصا لأفكاره ودينه، وأنه استبدل عن سابق تصور وتصميم الحياة الرغيدة بشظف العيش في الأدغال، دفاعا عن قناعاته وتبشيراً بها.
وتعتقد الشخصية الأصولية نفسها أنه ما دام جرح فلسطين المحتلة نازفا، فإن العشرات من &laqascii117o;أسامة بن لادن" سيظهرون تباعاً، وإذا كان الأميركيون قد قتلوا واحداً منهم اليوم فإن غيره سيولد غداً، بالتالي فهم لن يشعروا بالاستقرار والأمان، إن أصروا على الاستمرار في التعامل مع نتائج الكره لهم، ولم يعالجوا الأسباب التي تفرز مشاعر الغضب وأعمال العنف ضدهم، والتي يمكن اختصارها بانحيازهم التام إلى جانب إسرائيل وعدائهم لحقوق الفلسطينيين ومعاندتهم لتطلعات الشعوب العربية.
وترى هذه الشخصية أن بن لادن، وبرغم تطرف بعض طروحاته، إلا أن ورثته المحتملين قد يكونون أخطر منه، باعتبارهم يملكون رؤى سياسية وفقهية تتجاوز في حدتها وتشددها ما ذهب إليه زعيم &laqascii117o;القاعدة"، ولعل أبو مصعب الزرقاوي الذي قتل في العراق يرمز إلى هذا المنحى في التفكير.
ولا تتوقع الشخصية الأصولية انهيار &laqascii117o;القاعدة" وأخواتها بعد مقتل قائدها، لافتة الانتباه إلى أن بن لادن توقف عن الإدارة الميدانية للخلايا المسلحة منذ وقت طويل بفعل الظروف التي تحيط به، ما جعل دوره يقتصر إلى حد كبير على الجانب الإيحائي والفكري، ولذلك فإن فعالية الخلايا قد لا تتأثر كثيراً على الصعيد العملاني، والأرجح أنها ستواصل عملها انطلاقا من قاعدة &laqascii117o;اللامركزية" التي تعتمدها.
وتوضح الشخصية نفسها أن مآخذها على تجربة بن لادن تتلخص بأمرين:
الأول، يتصل برؤيته السياسية المشوشة والتي أوهمته بأنه يحارب &laqascii117o;الصليبية العالمية"، في حين أن هذا المفهوم ليس دقيقا، والأصح أن الحرب هي مع الصهيونية العالمية بامتداداتها المختلفة. وهكذا، قاده سوء التشخيص إلى توسيع بيكار معركته وفتح جبهات عدة، في وقت واحد، ما أدى إلى بعثرة طاقته وإكثار أعدائه من دون طائل، علماً أن دولاً مثل فرنسا وروسيا والفاتيكان على سبيل المثال كانت ضد الغزو الأميركي للعراق، وكان يمكن تحييدها في ذاك الظرف، بدلا من وضع العالم كله، من أميركا إلى الأنظمة العربية مررواً بأوروبا وحتى بعض الحركات الإسلامية، في سلة واحدة.
والمأخذ الثاني، وفق قراءة الأصولية اللبنانية، يتعلق بنظرة بن لادن الفقهية الضيقة والتي كانت تلغي الآخر المختلف عنه أو معه في الاجتهاد، وهذه الغشاوة جعلته يتجاهل انتصار المقاومة عام 2006، حيث لم يميّز بينه وبين خلافه المذهبي مع &laqascii117o;حزب الله"، وحتى حركة &laqascii117o;حماس" التي يُفترض أن تكون أقرب إليه لجهة الانتماء الديني لم تنجُ من انتقاداته أحيانا نتيجة اعتراضه على انخراطها في آليات السلطة الفلسطينية، من دون أن يعير اهتماما كبيراً لدورها في مقاومة الاحتلال الإسرائيلي.


ـ 'السفير'
أميركا تقتل أبناءها
ساطع نور الدين:

(...) الخبر صحيح، لكن تفاصيله مريبة، بل معيبة بحق الأميركيين الذين أثبتوا أن مخيلتهم الواسعة تعادل قوتهم الهائلة، ولا يمكن أن يقعوا مثلاً في خطأ الإعلان عن دفن بن لادن في البحر، حسب الطريقة الإسلامية التي لم تعرف في التاريخ إلقاء ميت في الماء، كما لا يمكن أن يقعوا في خطأ الاعتقاد أن زعيم تنظيم القاعدة بالذات يمكن أن يوصي بقبر محدد وشاهد مرئي، حتى لا يتحول ذلك القبر يوماً إلى مقام أو إلى مزار!
المهم أنه قتل، بطريقة غير أسطورية وغير بطولية، لا من جانبه ولا من جانب الأميركيين الذين تمكنوا أخيرا من التخلص من أحد أبرز أبنائهم... وما زالوا يتابعون تصفية الآخرين الواحد تلو الآخر.


ـ 'الأخبار'
وردة علـى بـحر العـرب
إبراهيم الأمين:

لا مكان للعقل. لا أريد لعقلي أن يعمل. ليس فيه ما يفيد في هذه اللحظات. لا مكان للعقل. ولا أريد له أن يحضر الآن. لا أريد لأحد أن يضع لي حداً، أو حاجزاً، أو فاصلة أو قل أي شيء.
ليحضر بعض ما في قلبي، ولو لوجهة واحدة، أو لبعض الوقت فقط. وما يعنيني الآن هو أن غيظي يمسك بي، بكل ما لديّ من حواس وحراك. ولست أتحمّل أولئك المجرمين المنتشرين في القصور وقاعات الجيوش، في كل الغرب، وفي كل عروش أزلامهم في أنحاء العالم، وهم يعبّرون بسرور عن موت الرجل..
لا مكان إلا لنقطة كبيرة في القلب. حيث كنت، مثلي، ملايين البشر، الذين يطاردهم الموت الأميركي والغربي كل ساعة وكل ثانية. أنظر إلى الرجل، بكل قسوته، وأخطائه، على أنه خصم يؤرّق هؤلاء القتلة الذين حملتهم إلى مواقع القرار شعوب غبية، حاقدة، تافهة، وظالمة، وتستحق ما يصيبها بسبب من تختاره زعيماً أو قائداً أو ناطقاً باسمها.
لا مكان للعقل. ولا داعي له الآن، ولا في أي زمان نواجه فيه الجنون الذي يسكن عقل أولئك الذين يستمرون بقتلنا كل ساعة، في كل مكان من الأرض. لا شيء عندهم يستحق الحياة سوى عائلاتهم القذرة مثلهم. ولا مكان للحياة عندهم سوى لمن يقبل أن يكون خادماً حقيراً في قصورهم، وفي بلاطهم.
لا مكان سوى للقلب المنفطر في هذه اللحظة. أشعر بالغثيان وأنا أرى وجه السيد الأميركي مبتسماً. وأشعر بالقهر وأنا أرى أزلامه في كل العالم يقدمون له التهانئ. وأشعر بالغيظ وأنا أرى فيهم الخصم المستمر في موقعه إلى يوم الدين.
لم يطلق أي أميركي رصاصة خارج أرضه إلا لقتل أبرياء. لا مكان لصرف القوة الأميركية إلا على أجساد الفقراء والأحرار في كل العالم.
لكن الخوف هو المسيطر على كل حواس هؤلاء. عندما هاجموه، وعندما أطلقوا الرصاص عليه، وعندما قتلوه، وعندما فحصوه ليتأكدوا من جريمتهم. لكن الخوف الذي يسكنهم. لا يريدون له مكاناً يتحول مزاراً، ولا علامة تصبح مقصداً، ولا بقية جسد، أو بقية نظرة من عين الصقر!.
ألقوه في البحر. لكنهم لا يعرفون شيئاً عن البحر... ولن يعرفوا.
ليس مثل البحر من حولنا. البحر وحده له الصفات نفسها في كل العالم.
البحر وحده، إذا قرر الغضب يمكنه أن يمحو العالم. البحر وحده لا يميّز عنصرياَ ولا طائفياً أو إثنياً. لا يهتم للون ولا لهوية ولا لمكان ولا لطبقة ولا لشكل.
البحر وحده لا يقول كلامين، ولا يغش من حوله. والبحر وحده يتكلم كل لغات العالم ويفهم كل لغات العالم. والبحر وحده يفهم لغة الصمت كما لغة الإشارات.
البحر وحده مستعد لأن يوسع صدره لكل البشر في الوقت نفسه ولا يعلن يأسه. البحر وحده من يواجه الشمس القاسية التي تمثّل العدم حتى وهي تمنحنا الحياة.
البحر وحده يعوّض لنا عن قساوة الشمس. وهو لا يحمّلها وزر أعمالها. والبحر وحده لا يخشاها، ويعرف أنها قادرة على إزالته متى أرادت. لكنه يعرف أنها ستصاب بالسأم والملل. حتى إذا قررت الانتحار، ستحتاج إليه، لأنه المكان الوحيد الذي يمكنها أن تطفئ شعلتها فيه.
البحر وحده بلون واحد، وطبيعة واحدة، وهو الأكثر احتراماً للنوم عندما يقرر أحد أن يغفو عند رجليه، أو صخرة تريد أن ترتاح من تعب البشر. فالبحر يوفر الغطاء، وعندما يحين الصباح يبتعد البحر ليترك الآخر يستيقظ بهدوء.
والبحر وحده يملأ الدنيا صخباً متى أراد لفت الانتباه، ووحده من ينزوي احتراماً لأحزان الآخرين. وما تلفظه الأرض يستقبله، يكرّمه إلى حدود جعله جزءاً منه، يندمج فيه ويدمجه في نفسه.
غداً، في الصباح، ستحمل الشواطئ، كلها، في بحر العرب وفي غيره، رائحة الرجل. سترتسم صورته فوق كل المياه، سيكون بمقدور الجميع أن يلقي التحية على الرجل، وسيكون بمقدوره هو الابتسام أيضاً.
لا مكان للعقل هنا. ولا مكان إلا لبعض القلب. حبّ يحفظ ما في الرجل من أشياء جيدة، وهي كثيرة، وحقد يرمي بنفسه على قاتليه، أو المسرورين بقتله، أو المبتهجين لغيابه.. ألا يعرف هؤلاء أن للتاريخ حكاية واحدة، وأن الموت لا يخفي حقيقة، ولا يمنع روحاً من العبور فوق الجميع. ألا يعرف هؤلاء الأغبياء أن القتل إنما يستولد القتل، وأن الغياب يستحضر الصورة التي يحبها كثيرون
لا مكان هنا للعقل. ولست في وارد احتمال ضغطه. وإلى جهنم كل منطق يقبل بهذا القهر. وإلى ما بعد جهنم كل علم يقول بحقائق مرة كحقيقة الموت التي أصابت الرجل. وإلى ما بعد جهنم كل الحسابات التي تنتهي مثل مقاصة، لكن على أحلام مقهورين وطموحاتهم.
ولمن يريد أن يسمع ولا يقبل. لم يلحق بأسامة بن لادن إلا من شعر بالقهر ينخر عظامه. ولم يبايعه إلا من شعر بأن الحياة مع الظلم لا طعم لها. ولم يقتنع به إلا من شعر بأن الحرية تحتاج إلى أشياء وأشياء، لكنها لا تحتمل المساومة...
كل نقاش في الرجل وأفكاره بات الآن بلا معنى. وكل بحث في ما قام به وما انتهى إليه صار بلا جدوى، ولم يبق في المشهد غير صورته شهيداً، وغير صورة القاتل، تحفظ في ذاكرة كل حرّ في العالم، أنه هو القاتل نفسه، من نفس الشعب، ومن نفس التربية، ومن نفس البيئة والأفكار. وهذا القاتل لم يعد له من عقاب سوى القتل، كيفما اتفق، وأينما اتفق...
وردة على بحر العرب.!

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد