قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 4/5/2011

ـ "الديار"
تحليل اللوبي الإسرائيلي ــ البريطاني لأحداث سوريا
ياسر الحريري:

تزايدت اهتمامات الجماعات اليهودية ومنظمات اللوبي الإسرائيلي المنتشرة في سائر أنحاء العالم، بالتطورات الجارية في سوريا، وفي هذا الخصوص نشر الموقع الالكتروني الخاص بمنظمة اللوبي الإسرائيلي البريطانية ورقة بحثية ركزت على أحداث سوريا الجارية وتداعياتها على إسرائيل: فما هو مضمون رؤية اللوبي الإسرائيلي البريطاني لهذه الأحداث وكيف ينظر إلى تأثيراتها على إسرائيل؟
تحليل اللوبي الإسرائيلي البريطاني: المحتوى والمضمون
تضمنت ورقة اللوبي الإسرائيلي البريطاني تحليلاً سياسياً للأحداث الجارية في سوريا ، وسعت الورقة منذ الوهلة الأولى إلى تحديد معطيات فحص وتدقيق هذه العلاقة وفقاً للآتي:
* متغير العلاقة بين الفعل ورد الفعل.
* متغير التباين بين الحدث التونسي ـ المصري والحدث السوري.
* متغير التأثير المزدوج على خط دمشق ـ تل أبيب، وعلى خط دمشق ـ طهران.
هذا، وعلى أساس الاعتبارات المتعلقة بمحتوى ومضمون الدراسة التحليلية التي أعدها اللوبي الإسرائيلي البريطاني، نلاحظ أنها:
* اعتمدت تقنية أكثر دقة وإحكاماً من الدراسات التحليلية .
توصيف ورقة اللوبي الإسرائيلي ـ البريطاني
على أساس الاعتبارات البحثية، التي التزمت بها الورقة، يمكن الإشارة إلى معطيات هذه الورقة على النحو الآتي:
* التوصيف الشكلي: سعت الورقة إلى عرض الموضوع من خلال المفاصل الآتية:
ـ النقاط الرئيسية: وتتمثل في ثلاثة متغيرات تم فحصها لجهة علاقتها بموضوع الورقة الرئيسي وهو: العلاقة بين الحدث السوري وتداعياته على إسرائيل.
ـ سورياً: التطورات الأخيرة، وفي هذا الجانب سعت الورقة إلى تقديم وصف مختصرللأحداث.ـ
ما المحتمل حدوثه؟ تحديد مستقبل واقع الحدث السوري.
ـ ما الذي يعنيه الحدث السوري بالنسبة لإسرائيل؟
* التوصيف التحليلي: على أساس اعتبارات تحليل المضمون، يمكن الإشارة إلى عمليات تفكيك وتركيب المتغيرات وفحص الارتباطات بين المتغيرات وما أسفرت عنه من نتائج، على النحو الآتي:
ـ وقائع الحدث السوري: أشارت الورقة إلى أن الأحداث قد دخلت أسبوعها الرابع، وما زالت مستمرة ـ بين الحين والآخر، وتحديداً في أيام الجمعة ـ وأضافت الورقة بأن قدرة دمشق على البقاء والاستمرار ما تزال موجودة وفاعلة، وإضافة لذلك أشارت الورقة إلى «أحداث درعا» و«أحداث القامشلي والحسكة» واصفة هذه المناطق بأنها مناطق سنية إسلامية، مع التأكيد على الطبيعة الإثنية الكردية لكل من القامشلي والحسكة.
ـ السيناريو المحتمل: اعتمدت الورقة على ما أطلقت عليه تسمية «الأحاديث والمناقشات الخاصة» مع رموز المعارضة السورية، و سعت الورقة إلى تحديد الآتي:
* أن المظاهرات التي حدثت هائلة وكبيرة وعمت سائر الأنحاء. ومن المحتمل أن تقوم دمشق بمواجهات حاسمة لجهة «احتواء» المظاهرات.
* تتمتع دمشق بولاء كبير في أوساط الدولة والعديد من مناطق سوريا، وهو أمر يجعل من الصعب توسيع نطاق الاحتجاجات.
* تتمتع دمشق بروابط وتحالفات شرق أوسطية قوية، وإذا تصاعدت المواجهات فإن تأثيراتها سوف تكون أكثر خطورة، وبسبب إدراك الأطراف الغربية الأوروبية والأميركية، لذلك، فمن غير المحتمل أن تسعى أي من هذه الأطراف إلى التدخل والتورط في ملف سوريا الداخلي.
هذا، وعلى أساس المؤشرات التحليلية، استنتجت الورقة الآتي:
* ما حدث في النموذج التونسي ـ المصري من غير الممكن حدوثه في سوريا، وذلك لاختلاف طبيعة وخصوصية الأوضاع التونسية ـ المصرية عن الأوضاع السورية.
* من المتوقع أن تؤدي هذه الأحداث إلى خلق جذور لصراع ممتد ينطوي على توسيع مخزونات الاحتقانات الكامنة وعلى وجه الخصوص في المناطق التي تصاعدت فيها حدة الأحداث.
أما بالنسبة لتداعيات الحدث السوري على إسرائيل، فقد استنتجت الورقة الآتي:
* سعى السيناتور الأميركي جون كيري إلى إعادة فتح قناة المفاوضات السورية ـ الإسرائيلية، والوقائع الجارية سوف تقلل من احتمالات تجديد المفاوضات بين الطرفين.
* سوف تكون دمشق مشغولة خلال الفترة القادمة بالقضايا الداخلية، وبالتالي لن تسعى إلى إطلاق مبادرات السلام مع إسرائيل أو حتى البحث عنها.
*تصاعد التوترات الداخلية السورية سوف يؤدي بالضرورة إلى تصاعد التوترات في بقية منطقة الشرق الأوسط، وسوف لن تكون إسرائيل بمنأى عن تأثيرات وتداعيات هذه التوترات.
وبالنسبة للإدراك الإسرائيلي إزاء تطورات وقائع الحدث السوري ، فقد استنتجت الورقة الآتي:
* يتميز الإدراك الإسرائيلي إزاء الحدث السوري بالمزيد من الشكوك واللايقين المؤديان إلى عجز تل أبيب عن تصور ما يمكن أن يحدث في المستقبل.
* يعتقد الإسرائيليون، بإمكانية وجود عوامل إيجابية لتداعيات الحدث السوري، وتتمثل هذه التداعيات الإيجابية لموقف إسرائيل في الآتي:
ـ يسعى خصوم إسرائيل إلى الصعود في اليمن والبحرين وربما في بعض المناطق الأخرى كالمغرب والأردن مثلاً، وبالتالي من الممكن لحلفاء إسرائيل استخدام الحدث السوري كغطاء، والقيام بقمع واحتواء التوترات الجارية في صنعاء والمنامة وعمان والدار البيضاء، بما يؤدي بالضرورة إلى الإبقاء على حلفاء محور واشنطن ـ تل أبيب من جهة، ومن الجهة الأخرى حرمان دمشق وطهران من مزايا صعود حلفائهما في هذه المناطق.
ـ يوجد لغز محير أمام الخبراء الإسرائيليين، وذلك لأن الصعود الأصولي السني الإسلامي سوف يشكل تهديداً كبيراً لإسرائيل. وفي نفس الوقت فإن بقاء دمشق الحالية يفيد لجهة استمرار دعم دمشق لحزب الله اللبناني. وبالتالي، يجد الإسرائيليون صعوبة بالغة في المفاضلة بين الخطرين، وبرغم ذلك يوجد اعتقاد لدى البعض بأن الصعود الأصولي السني الإسلامي لن يستطيع أن يشكل خطراً أكبر من ذلك الذي يشكله الآن حلفاء دمشق وعلى وجه الخصوص حزب الله اللبناني الذي أتقن لعبة شن المواجهات اللامتماثلة مع الإسرائيليين، وهو ما لن تستطيع القيام به القوى الأصولية الإسلامية السنية، والتي أكدت التجارب بأن استئناسها ممكن. وبالذات على يد الأميركيين والسعوديين. على غرار ما حدث بالنسبة للحركات الوهابية السعودية خلال حرب صيف عام 2006 م.
هذا، وتمثل الاستنتاج النهائي للورقة في التأكيد على أن مصلحة إسرائيل تتمثل في استمرار التوترات والاضطرابات بشكل دائم بحيث لا يتغلب أي طرف على الآخر. بما يؤدي إلى إضعاف قدرات سوريا في الساحات العربية والإسلامية والشرق أوسطية.


ـ "المستقبل"
حزب الله" .."بلع الموس"
عبد السلام موسى:

استناداً إلى ما نشرته الزميلة "الجمهورية" من وثائق "ويكيليكس"، يُسجل لرئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي أنه قال الحقيقة بوصفه "حزب الله" بـ"السرطان"، ولكن ما لن يسجله له التاريخ أنه في يوم من الأيام أعان هذا "الورم" على التفشي في جسم الوطن، بعد أن ارتضى أن يكون رئيساً مكلفاً للحكومة بقوة سلاح "حزب الله" ووهجه، وهو السلاح المتفلت من أي شرعية إلا شرعية "الولي الفقيه" أو "الحرس الثوري" في الجمهورية الإسلامية في إيران، وقول ميقاتي "ان هدف "حزب الله" الاساسي هو اقامة قاعدة عسكرية ايرانية على البحر المتوسط" خير دليل على ذلك.
وتقول مصادر سياسية واسعة الإطلاع أن ما نُسب إلى ميقاتي يجسد قناعاته التي تخلى عنها مؤخراً، وهنا بيت القصيد، أي أن الوثائق تفضح التبدل الكبير بقناعاته. فلا وسطية في الحق، وميقاتي قال الحقيقة، لكنه أخيرا وضعها جانباً كي يصبح رئيساً للحكومة، وهذا ما جعل الثقة به مهزوزة، فكيف بـ"حزب الله" الذي لا يثق إلا بسلاحه؟ هل يثق بمن يصفه بـ"الورم السرطاني"؟. وكيف سيرد "حزب الله" على ميقاتي بعد أن تبين أنه يرتدي أكثر من قناع؟ وهل سيرد أصلاً؟ وهل يعقل أن لا يرد، وهو من سخر وثائق "ويكيليكس" لينعت قادة "14 آذار" بالعملاء والخونة لأنهم يدركون حقيقته، ولأنهم يفضحون مخططه الساعي إلى تحويل لبنان إلى "محمية إيرانية"؟ هل سينعت "حزب الله" ميقاتي بـ"المتآمر" و"الخائن" و"العميل" أسوة بنعوته التي عممها على قادة "14 آذار"؟.ولكن ذلك مستبعد، برأي هذه المصادر فـ"حزب الله" بحاجة إلى ميقاتي "لإستكمال إنقلابه، طالما أن لا خيارات بديلة، في انتظار أن يأتي يوم الحساب".
وتوضح المصادر "لا يسعنا إلا الترقب، وإن كان السيناريو الآتي هو المتوقع كي يحفظ الطرفان "ماء الوجه"، ويقطعا هذه الأزمة: ميقاتي يضطر للتبرير على طريقة النائب وليد جنبلاط، و"حزب الله" بلسان أمينه العام السيد حسن نصر الله يضطر انتقائياً، كما فعل في حالة جنبلاط، للصفح عن ميقاتي، بحجة أنها "زلة لسان"، او أنه قال ما قاله في "لحظة تخل"، أو أن يخصص الحيز الأكبر من خطاب يبتدع له مناسبة لامتداح ميقاتي، أسوة بما فعل بمديحه حركة "امل" بعد ما نشرته "الأخبار" من انتقادات لاذعة وجهها قياديو "أمل" لـ"حزب الله".
وبنظر هذه المصادر، فإن "حزب الله" مضطر أن "يبلع الموس"، ولا خيارات أخرى لديه، فما كشفته وثائق "ويكيليكس"، سواء التي نشرتها "الأخبار" عن قادة "14 آذار" والرئيس نبيه بري والوزير محمد جواد خليفة والنواب العونيين، أو التي نشرتها "الجمهورية" عن الرئيس ميقاتي، تؤكد حقيقة واحدة، هي حجم الرفض لـ"حزب الله" الذي يأخذ البلد إلى خيارات لا يريدها ابناؤه بمختلف أطيافهم وإنتماءاتهم. وتسأل: "هل يعيد "حزب الله" النظر بخياراته في ظل عزلته وغربته عن المجتمع اللبناني، ومن ضمنه المجتمع الشيعي أيضاً، بدليل ما نسب إلى قياديي حركة "امل"، الأمر الذي يعمق عدم الثقة والحذر والصراع ما بين اطراف "8 آذار" تحديداً؟".
وترى هذه المصادر انه "مهما يكن رد "حزب الله"، لن تتغير الحقيقة القائلة بأن "شهوة الرئاسة الثالثة" فعلت فعلها بميقاتي، تماماً كما حولت "شهوة الرئاسة الأولى" الجنرال ميشال عون إلى "رجل مجنون" على حد تعبير ميقاتي أيضاً. والحقيقة تقول أيضاً أن الرجلين، أي ميقاتي وعون، تحولا "شاهدي زور" على حقيقة "حزب الله"، وكل ذلك من أجل الكرسي. ولا داعي لاستذكار مواقف عون من "حزب الله" وسلاحه. ولكن، إذا غض "حزب الله" الطرف واضطر إلى أن "يبلع الموس"، هل سيسكت عون عن وصفه من قبل ميقاتي بـ"الرجل المجنون" و"النكتة"؟ خصوصاً وأنه يتصارع مع ميقاتي في تأليف الحكومة، ويريده أن يرحل، ويحمله مسؤولية التأخير".


ـ "المستقبل"
بيوت حديثة محمية من قوى الأمر الواقع
عمر حرقوص:

قصّة البناء غير الشرعي على الأملاك الخاصة والمشاعات في مرحلتها الجديدة بدأت بشكل فعلي مع الانقلاب الذي مارسه فريق الثامن من آذار على حكومة الوحدة قبل أشهر. انقلاب كان بدأ قبل ذلك بمرحلة طويلة، حيث كان قياديو ورموز فريق الثامن من آذار يتولون خلال الفترة الأخيرة من حكومة الوحدة الوطنية مهمّة التحريض على الدولة كمكّون مشترك بين كل اللبنانيين، كما كانوا يدعون إلى العصيان المدني عبر تصرفاتهم داخل مجلس الوزراء أو عبر منعهم وزاراتهم من تسليم أموال الدولة لوزارة المالية، كما عبر منع اقرار الموازنة في المجلس النيابي.
لا أحد ينسى ما قام به رئيس تكتل "التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون ومنذ فترة طويلة من تحريض على عدم الإلتزام بالقانون باعتبار أن القانون يمثله الطرف الآخر أي قوى آذار، وكذلك طلبه في منتصف أيلول المنصرم من المواطنين رفض التجاوب مع ما تطلبه القوى الأمنية منهم. هذا بالإضافة إلى خطابات غيرها أطلقها الجنرال وحلفاؤه ودعوا الناس فيها للعصيان كأنما الدولة ملك خاص وليست مشاركة عامة من السياسيين والمواطنين، وأتت هذه الدعوات إضافة إلى الغطاء السياسي الذي وفرته أحزاب الثامن من آذار لمناصريها لتفتح الباب على ما نراه اليوم من اعتداء على الأملاك اللبناني.
كل ذلك يتم و"على عينك ياتاجر" كما يقول المثل، وعلى وقع أغنية "عمّر يا معلم العمار وعلّيحارتنا"، فيما هذا "الإعمار" يتم من دون الاهتمام بالسلامة العامة والخاصة، ومن دون القيام بدراسة حول قدرة هذه المنازل على تحمّل أي هزة أرضية خفيفة، وليس زلزالاً وتسونامي كما يتحدث "المنجمون" التلفزيونيون. يومها ولدى سؤال أحد أصحاب البيوت من آل المقداد عن سبب هدم البيت الذي بناه في محاذاة سور المطار وتمييزه عن بعض المنازل القريبة منه؟، قال إن أصحاب بعض البيوت الحديثة البناء محميين من قوى الأمر الواقع الحزبية، حيث أنه ممنوع الاقتراب منها لأنها تقع في مناطق محسوبة على "المقاومة" وعلى الأحزاب المقربة والمتحالفة معها . ولفت إلى أنه قد تكون تلك المنازل بنيت في إطار التصدي لأي عدوان يقوم به العدو الإسرائيلي، ولذلك فالاقتراب منها أو حتى تصويرها ممنوع، أما منزله فاعتبر أن المشكلة بينه وبين أحد جيرانه الحزبيين الذي اشتكى عليه، فيما لم يجد أحداً من الحزبيين ينصره كما نصر غيره.
وفي عودة إلى جولة الأوزاعي، وأثناء جولة الإعلاميين، تعرضوا للملاحقة من سيارات ودراجات نارية، وسئلوا عن انتماءات مؤسساتهم الإعلامية وهدّدوا بحال لم يرحلوا سريعاً عن تلك المنطقة، كما تعرض أحدهم لمحاولة اعتقال أو لما يمكن تسميته دعوة للدخول إلى غرفة "العمليات" للاطلاع على الصور التي التقطها. في هذا الوقت لم تستطع القوى الأمنية التدخل، لأنها غير ملزمة حين دخولها تلك المناطق بتقديم عملها فقط بالمطلوب منها وليس الاهتمام بكل شيء، وذلك بسبب وقوع اوتوستراد الأوزاعي في المربع الأمني الكبير الذي يقع فيه الوطن.
القرار السياسي الذي أخذته الأحزاب والقوى السياسية الموجودة على الأرض بمنع المخالفات أتى انتقائياً كما يلاحظ المارون من تلك المنطقة وغيرها من سياراتهم أو الطائرات القادمة إلى بيروت.
لكن قبل هذه المرحلة وفي السابع من أيار في العام 2008 وبعد الهجوم الذي نفذه "حزب الله" وحلفاؤه على بيروت والجبل وغيرها من المناطق، قام عدد كبير من الناس بالبناء غير الشرعي، ولكن هذا "الإعمار" لم يستمر طويلاً بسبب اتفاق الدوحة الذي أعاد الأمور إلى نصاب تهدوي ومنع الاشكالات الكبيرة ومنها الاعتداءات على المشاعات والأملاك الخاصة.
بعد انقلاب "حزب الله" وحلفاؤه على اتفاق الدوحة والاستقالة من الحكومة (مع رجلهم الحادي عشر) في كانون الثاني الماضي، بدأت أعمال البناء في قرى الجنوب بشكل بسيط من دون ان يظهر ذلك على الشكل الذي اتخذه لاحقاً، لكن هذا البناء لم يتم من دون قرار حزبي بذلك كما قال أحد المتابعين لموضوع البناء جنوباً. ففي منطقة الزهراني حاول أحد المسؤولين الحزبيين "التنقير" على أحد القياديين السياسيين وذلك من خلال السماح للناس بالبناء في مشاعات كبيرة تحاول زوجة القيادي وضع اليد عليها، فطار المشاع وطارت معه سيرة عودة البناء في المشاعات على كل لسان، فاستغلها الناس فرصة مشفوعة بغطاءات حزبية للقيام بالبناء من دون أي دون أي رقيب.أما في منطقة الشريط الحدودي فقصة الاعتداء على المشاعات ليست بجديدة، فبعض هذه المناطق وبعد انسحاب العدو الإسرائيلي منها في العام 2000 دخلها عناصر حزبيون ووضعوا اليد عليها باعتبار أنها مناطق مغلقة للمقاومة، فيما أهالي تلك البلدات لا يستطيعون الاعتراض على ما حصل ويحصل، ويتم الاستيلاء على الأرض عبر دفع رشاوى مالية، أو استعمال الترهيب، حيث تم وضع اليد على آلاف الدونمات ومن ثم بيعها عبر البلديات بأسعار رمزية جداً، وتسجيلها في الدوائر العقارية بأسماء أفراد حزبيين.


ـ "المستقبل"
انطلاقاً من أنها "ليست أكبر من 7 أيار"القضاء يسعى الى المصالحة في أحداث عائشة بكار

تسعى رئيسة محكمة الجنايات في بيروت القاضية هيلانة اسكندر إلى فتح "كوة مصالحة" في جدار "الإشكال" الذي وقع في محلة عائشة بكار في الثامن والعشرين من حزيران عام 2009 وأدى إلى مقتل زينة الميري، فاسحة المجال للمصالحة بين فريقي الدعوى، اللذين يتمثلان بعائلة المغدورة من جهة الادعاء، وبالمتهم موسى ضاهر أحد مسؤولي حركة "أمل" والملقب بـ"عذاب" والموقوف الوحيد في القضية واثني عشر ظنيناً.
وأعلنت القاضية اسكندر قبل رفع جلسة الأمس إلى 14 حزيران المقبل لسماع شهود الحق العام عن رغبتها في عقد جلسة في مكتبها خلال الشهر الجاري للمصالحة بين الفريقين، لأنها تريد بذلك حل هذه القضية التي تحمل طابعاً سياسياً، بنية صافية، فهي ليست أكبر من حوادث 7 أيار ولا من حوادث الطريق الجديدة، وفق ما ذكرت أمام المعنيين في القضية، طارحة على المحامي جميل قمبريس الذي يمثل جهة الادعاء إمكانية الحصول على إسقاط من المدّعين الشخصيين.


ـ "اللواء"
مقتل أسامة بن لادن ومتغيّرات الظروف
رضوان السيد:

رضوان السيّد إنزعج وسينزعج الكثيرون من العرب والمسلمين، لمقتل ابن لادن• وليس ذلك لأنهم كانوا يؤيدونه أو يحبونه، بل لأن الأميركيين بدوا منتصرين بقتل زعيم القاعدة، ليس على الإرهاب وحسب، بل وعلى العرب والمسلمين أيضاً! ولو أن الأمر مع الأميركيين اقتصر على معاقبتهم لابن لادن والقاعدة بأفغانستان (على فظاعة ما حصل حتى الآن) لأمكن تبرير ذلك بأن ابن لادن هاجم الأميركيين في ديارهم، وقتل ثلاثة آلاف منهم كلّهم من المدنيين، وتابع عملياته في إفريقيا وآسيا وأوروبا، فسقط مئات القتلى ومعظمهم من المدنيين أيضاً• إنما الذي حصل أن الرئيس بوش أقدم على غزو العراق وبدون داعٍ أو مبرّر، لا من أسلحة الدمار الشامل، ولا من التورّط مع الإرهاب• وقد خرَّب الغزو وبقرارات واضحة الدولة العراقية (القديمة) ومرافقها وجيشها وشرطتها ومؤسساتها، وقتل زُهاء المليون إنسان عراقي• ثم أدّى استئثار السادة الجدد وميليشياتهم والحرب الطائفية التي نشبت بعد الغزو، الى تهجير أكثر من مليونين إلى خارج العراق، كما تهجّر مليونان بداخله• وإذا كان ابن لادن قد وجد من يُعاقبه على جرائمه (وهي ليست بالقليلة)، فمن الذي سوف يُعاقب الولايات المتحدة على ما فعلته بالعراق، وبأنحاء كثيرة من العالم• ولو لم يكن في سجل الإمبريالية الأميركية غير غزو العراق، لكفاها بذلك عاراً وشناراً• فكيف والعرب والمسلمون يستطيعون أن يذكروا فلسطين ودعم الولايات المتحدة للاحتلال الصهيوني بشتّى الوسائل؟!
بيد أن تنكّرنا لنفاق الولايات المتحدة وجبروتها، لا ينبغي أن يصرفنا عن كشف السلبيات الهائلة لظاهرة ابن لادن وتجربته على العرب والمسلمين• فقد اجتاح ومنذ أواسط التسعينات من القرن الماضي، نواحي عديدة في أنحاء العالم (وبخاصةٍ في ديار العرب والمسلمين) قاتلاً وعاسفاً بالمدنيين في الأعمّ الأغلب، وكل ذلك بقصد مصارعة الصليبيين واليهود والأميركيين والكفار والمشركين، فيما زعم• وفضلاً عن النفوس البريئة التي أزهقها، فقد ألحق بصورة العرب والمسلمين بالغرب والشرق أضراراً لا تُنسى ولا تكاد تُغتفر• وما أدّى ذلك فقط إلى فشل جهود قرن ونصف من عمل المثقفين والمفكّرين العرب والمسلمين في تغيير الصورة، وفي تحقيق الانفتاح والشراكة، بل أدّى أيضاً الى مضايقة ملايين المسلمين بالغرب بسبب اتهامهم بالعنف والأصولية والاستعصاء على الحداثة والاندماج•
لقد تساءل عديدون عندما قُتل ابن لادن عن إمكان استمرار جاذبيته وتنظيمه• والأمران مختلفان• فالتنظيم يتضمن بعض الحزبيين الذين صار مصيرهم محتوماً منذ حوالى العقد، ولا مخرج لهم غير الاستمرار• إنما ما بقي لهم ملجأ غير إيران، ولا مصلحة لإيران (وسط تأزم مشروعها التوسعي) في استمرار الارتباط بالقاعدة ولو من طريق سرّي واستخباري، وبخاصة أنها تتخلى الآن بالتدريج حتى عن حمل راية فلسطين (الموافقة على مصالحة فتح وحماس)! أما سؤال الجاذبية، فهو الذي يستحق الاعتبار• ولكي نفهم أصول المسألة علينا العودة إلى أصول ظاهرة ابن لادن، بل سائر ظواهر التمرّد الإسلامي العنيف منذ السبعينات من القرن الماضي• فقد حصل التمرّد الاسلامي، وقبله التمرّد القومي/ اليساري، من أجل التصدي لمشكلتين حقيقيتين وليستا وهميتين هما: عجز الأنظمة القائمة عن صون المصالج الوطنية والقومية والإسلامية، والهجمة الضارية للصهاينة والأميركيين على الديار العربية براً وبحراً وجواً• بيد أن التصدي بطرائق التكفير والتهجير والعمليات الانتحارية وأشكال الإرهاب، وإن ألحق أضراراً بالغُزاة وأحياناً بالأنظمة، لكنه ولّد أضراراً أكبر، والأهمّ من ذلك أنه ما حلّ ولا أجدى بالنسبة للمشكلتين الضاريتين: تغيير الأنظمة أو سياساتها، ومنع الغزو الأجنبي• بل حدث العكس، فالأنظمة ازدادت قوة بالتحالف أو الدخول تحت جناح الغُزاة والاحتجاج بإرهاب وعنف الإسلاميين من أجل البقاء، والغُزاة ما يزالون يسرحون ويمرحون في أفغانستان والعراق وفلسطين، وفي بحارنا وأجوائنا•
كل ذلك حدث خلال العقود الثلاثة الماضية، من الجدب والاستنزاف وجبروت الأنظمة والغُزاة• ثم ومنذ أربعة أشهر ونيّف بدأت ثورات التصحيح والتغيير العربية• لقد نزل الجمهور إلى الشارع بعد غياب طال،وهو يريد بمجموعه التغيير لصون المصالح، وللتصدي للغُزاة، من طريق مُباشرة الأمور بنفسه إرادة وإدارة: يُزيل الاستبداد، ويصنع الديمقراطية، ويصون السيادة، ويتصدى للتحرير• وبذلك صارت الأنظمة وصار خصومها من الإسلاميين وغيرهم ماضياً من الماضي• لقد قامت قوة ابن لادن ونموذجه عملياً على أساسين: جبروت الأنظمة، وجبروت الغُزاة• وقد اختار الجمهور أن يستعيد إدارته للشأن العام من خلال التغيير الكامل والشامل، مستغنياً عن الأنظمة الاستبدادية المُعيقة، وعن خصومها من الطليعيين والثوريين القوميين والإسلاميين• وهذه هي الإجابة الصحيحة فيما نعتقد على ظاهرة ابن لادن وأسباب قوتها وانتشارها• إنه وإنها مرحلة مضت وانقضت بعد أن كادت تُهلك الحرث والنسل• وعادت الأمة أملاً وواقعاً، وعاد الجمهور الى الشارع، ولن يخرج منه إلا باكتمال التغيير الشامل: وإنّ اليوم وليس الغد هو موضع النظر والعمل وموضوعه!


ـ "الشرق"
بن جدو: لا اخفي علاقتي الشخصية بحسن نصرالله منذ حوالى 19 سنة
ميرفت سيوفي:

الأسرع في تاريخ «الجزيرة» غسان بن جدّو قدم استقالته فقبلت بعد 3 أيام بن جدو مدير مكتب «التركية» الحقيقي وزكي ألبان الصوري
حاول البعض أن يُشيع أن غسان بن جدو «لم ينتظر البقاء لشهرين إضافيين في «الجزيرة»، وهي المدة التي تفرضها عقود العمل في القناة اثر التقدم بالاستقالات، لا سيما أن خلافه مع القناة لم يحمل طابعاً شخصياً مع أحد، فتفهمت الإدارة رغبته بالمغادرة السريعة»، عملياً تعتبر استقالة بن جدّو الأسرع في تاريخ قناة الجزيرة فقد قبلت بعد تقديمه إياها بثلاثة أيام، كانت الأوراق قد أصبحت مكشوفة وواضحة، لم يعد باستطاعة القناة قبول أن يكون مدير مكتبها في بيروت، مديراً من تحت الطاولة لقناة التركيّة، انغمس بن جدّو في تجارة الانتاج، وأحسن اقتناص التوقيت ليخرج بأقل خسائر ممكنة ويستطيع في الوقت نفسه أن يوظّف هذه الاستقالة على كيس سورية و»حزب الله» وإيران...

مدير قناة «الزير والبير»

«نحن هنا في اسطنبول نؤرخ لإطلاقها رسميا هذا الأحد 4 نيسان 2010، طبعا لا نريد أن نعطي المسألة حجما يتجاوز إطارها الواقعي فلا شك أن هذه القناة وكما يقال بالعامية المشرقية «ما رح تشيل الزير من البير»، فالتواضع بل الواقعية تقتضي القول إنها قناة فضائية جديدة أهلا ومرحباً بها، لكنها بالتأكيد خطوة تدفعنا لنسأل بلا تأخير ماذا تريد بها ومن خلالها تركيا الراهنة، أهي مجرد رسالة رمزية وربما مجرد تقليد كوميدي كما قرأته وفعلته أميركا وروسيا والصين وإيران بقنواتهم الناطقة بالعربية أم هي رسالة سياسية ذات أهداف أشمل وأعمق؟ أهي تعبير عن رغبة في مزيد الانفتاح على العرب أم هي أداة احتواء لبعض العرب؟» بهذه الكلمات تساءل غسان بن جدو عن قناة التركية ليلة استضاف في برنامجه «حوار مفتوح» سفر طوران مدير القناة»...
رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان اختار بنفسه سفر طوران مديراً للقناة، وسفر طوران الذي يجيد اللغة العربية بطلاقة أمضى أكثر من عشرة أعوام متجولاً في البلاد العربية كمدير للأخبار الخارجية في القناة السابعة التركية، قدم برنامج الشرق والغرب في قناة -أولكه تي في- التركية، إلا أنّ المفاجأة جاءت في اختيار الحاج زكي ألبان مديراً لمكتب بيروت، هو الآتي من عالم تجاة الأحذية، لا يعرف الفرق بين الكاميرا والبروحكتور ، وكلّ ميزته أنه يتحدّث التركيّة والعربيّة .

«ما قاعدين ع بنك»...

لم يتأخر العاملون في القناة عن اكتشاف أن المدير الحقيقي لهم هو غسّان بن جدّو وأنّ زكي ألبان مجرّد صورة يختفي خلفها الأوّل، هو يفرض ضيوفاً ويستبعد آخرين، وفي نفس الوقت الذي كان سفر طوران يحدّث هؤلاء ويشجعهم بقوله إن الميزانية المرصودة للمحطة كبيرة، كان غسان بن جدّو وزكي ألبان يقولان: «ما قاعدين ع بنك»، ولن تكون مهمة مستحيلة القضم من ميزانية حلقة رصد لها 6 آلاف دولار واختصارها إلى الفين فقط...
عندما ارتفعت الشكوى من تسلّط غسان على الأسماء والمواضيع وبعدما فاحت رائحة إدارته غير المعلنة للتركية، حاول زكي ألبان الظهور بمظهر المدير الحقيقي، إلا أن كلّ سؤال عن هذا الضيف أو ذاك كان يقابله باستمهال «للتفكير»، بات يلعب دور الوسيط في تنفيذ تعليمات بن جدو ... وعمل مخرج برنامج حوار مفتوح طوني عون مخرجاً لبرنامج مدارات، وظلّ البرنامج يبثّ لمدّة أشهر أربعة من دون إسم مخرج، إلى أن استعين بمخرج آخر بعدما باتت اللعبة مكشوفة...

«شوفينيّة» الأب والإبن

عندما كتبنا عن «أمير الحسيني» أو «مهاب بن جدو» الشاب المتدرب في سات لينك، استغرب البعض حاجة الإبن إلى اسم مستعار، عملياً لا يُلام الابن فهو على خطى والده والإبن سرّ أبيه، وهو على طريقة والده في تعظيم حجمه سواء في أحاديثه الصحفيّة، أو جلساته الخاصّة، متحدثاً على طريقة: «لما حكيني الأمير امبارح»، على هكذا النسق يتحدّث الإبن: «بكرا بس تعرفو أنا ابن مين رح تتفاجأوا»!! هذا إذا تجاوزنا عن حديثه «المذهبي» الذي لا يليق أن نستخدمه لأنه منفّر ومقزّر وهو ينفي كلّ ما يدّعيه الأب من فضائل ترفّعه!!

الخامنئي و«أنا»

في لقاء لبن جدو في إحدى الصحف المحلية في 7 شباط 2011 تحدّث عن مرشد الجمهورية الإيرانية فقال: «المرشد الخامنئي، بحسب ما أعرفه عنه، هو رجل دولة وحركة ثورية، و كان رجلا ميدانيا في الحركة الثورية السرية. يجمع ما بين كونه قائدا ثوريا ورجل دولة، يتقن العربية ويحب الشعر كثيراً... على الصعيد الشخصي، أعتبر أنه لديه منهجا خاصا في القيادة يختلف عن الخميني. رجل استطاع أن يحمي الثورة التي أتى منها. وهو من رموز المنطقة. في إحدى فترات حكمه وبعد انتخاب الرئيس محمد خاتمي، وظهور توجهين في القيادة الإيرانية، الأول محافظ والآخر إصلاحي، ولم أخفِ انتقادي له بعدما أظهر انحيازه إلى الخط المحافظ، والتحفظ على حرية الصحافة والتعبير... دفعني ذلك إلى القول في إحدى حلقات برنامجي ـ وعلمت لاحقاً أنه شاهدها ـ أن الفرق بين الإمام الخامنئي وشاه إيران، أن الشاه كان يضع تاجاً أما الخامنئي فيضع عمامةً، تعرضت إثر ذلك إلى الكثير من المضايقات والضغوطات. ولكن ما أعجبني أن رجلا بمركزه وبقوته كل ما فعل هو أن اتصل بالرئيس خاتمي وقال له «غسان بن جدو زوّدها، حاول احكي معو»، لو كنت في أي بلد عربي مثلا وفعلت ما فعلت، لكنت حرقت بالأسيد»!!

استثمار ضاحية الصمود
علينا أن نفهم جيداً، حديث بن جدو عن ابتعاده مؤقتاً عن الإعلام، وحديثه عن الاستثمار في ضاحية الصمود، مشروع سلسلة المقاهي الذي أعلن جدو عن افتتاحه قريباً، ليس فكرة حديثة فقد أعدّ العدّة والخرائط والديكور له منذ 3 سنوات، فالرجل يريد أن يستثمر شهرته في دعم المقاومة والممانعة و»حزب الله» والسيّد حسن نصرالله، يكفي أن يعلن الرجل أنه صديقي شخصي للسيّّد حتى يتبرّك به زبائن جمهور الصمود في الضاحية، وهو مهّد لذلك بإعلانه أنّ السيّد أهداه «عباءته» في حرب تموز، وفي آخر أحاديثه الصحافية قال: «أنا لا اخفي علاقتي الشخصية بحسن نصرالله منذ حوالى 19 سنة، وهذه العلاقة استمرت بمعزل عن الأمور الصحافية، أنا أفصل تماماً بين عملي وعلاقاتي الشخصية، ألتقي الكثير من القيادات والمسؤولين بصفتي الشخصية وليس كصحافي...
بصرف النظر عمّا يقوله الحزب أو نفيه للعلاقة التمثيليّة بينه وبين غسان بن جدّو أو وضعها في إطار تبادل الخدمات الإعلاميّة، كلا الطرفين استخدما بعضهما حتى الاستنزاف، يستعدّ بن جدّو لدوره الجديد «صاحب سلسلة مقاهي ومطاعم»، بالتأكيد الدور الجديد له علاقة بالإعلام، والمشهد لن يكون ببعيد أبداً عن الفيلم الشهير «كشف المستور» ومشهد المطعم الشهير بـ»شجرة العصافير» الذي امتلكه جهاز مخابرات ليسمع «زقزقة وأحاديث الزائرين»!!


ـ "الاخبار"
ما هذا... باراك معنا في الخندق؟
ابراهيم الأمين:

التناقض في الروايات بشأن ما يجري في سوريا لا يمنع رؤية صورة وافية من المشهد هناك. الحكم بقيادة الرئيس بشار الأسد أخذ برأي جهات أمنية تشير إلى تعاظم نفوذ مجموعات مسلحة في مناطق عدة، وخصوصاً في درعا. وأوصت هذه الجهات بضرورة العمل سريعاً لاحتواء هؤلاء قبل أن ينجحوا في تحويل كل الاحتجاج إلى حركات تمرد مسلحة. وبناءً على ذلك، تقررت الحملة العسكرية في درعا ومحيطها. وثمة الكثير من المعلومات التي لم تصل بعد إلى الجمهور، وخصوصاً عن حجم الخسائر البشرية في صفوف المدنيين والعسكريين وأعداد المعتقلين، وعن حقيقة الوضع القائم هناك الآن. لكن ما قاله مسؤولون سوريون لمتصلين بهم من بيروت، أنه جرى احتواء الظاهرة المسلحة بدرجة عالية، وأنه بات بالإمكان الحديث عن انحسار في هذه الموجة، وأنه يتوقع انعكاس للأمر على مناطق أخرى في ريف دمشق أو في مناطق الساحل.
وبمعزل عن كل الروايات التي يسوقها الإعلام السوري، أو تلك التي يقول النظام إنه سيكشف عنها في وقت قريب، لا يزال المشهد السياسي والشعبي في سوريا على درجة عالية من القلق، وخصوصاً أن الظاهرة المسلحة لا تمثّل في أقصى حدودها 15 إلى 20 في المئة من مجموع المتظاهرين الذين خرجوا في مناطق عدة من سوريا يطالبون بالإصلاح. وحتى أجهزة الأمن هناك، لا تتوقع انحساراً كلياً لظاهرة الاحتجاجات، لكنها تأمل ـــــ على ما يبدو ـــــ أن تُضبَط مسارات هذه الاحتجاجات ومستوياتها.
وبانتظار الأيام المقبلة، وخصوصاً يوم الجمعة المقبل، ستظل الأنظار شاخصة إلى ما يجري الآن داخل سوريا. لكن من المهم النظر أيضاً إلى ما يجري خارج سوريا؛ لأنّ من الغباء عدم الالتفات إلى استعجال الغرب وبعض العواصم العربية لاستثمار موجة الاحتجاجات القائمة الآن بقصد القيام بخطوات تهدف إلى النيل من نظام الحكم في سوريا، ليس بسبب ما يجري، بل لأسباب تتصل بالمصالح السياسية لهذه العواصم.
في هذا السياق، من المفيد التوقف جدياً عند المواقف الأخيرة الصادرة عن الولايات المتحدة الأميركية وفرنسا وألمانيا وإسرائيل، التي انتقلت من مرحلة المراقبة والتحليل إلى مرحلة الفعل. وهذه العواصم التي فعلت الأمر نفسه في ليبيا قبل أن تطلب من عربها، ومن قسم من منتفضي شرق ليبيا أن يناشدوها التدخل العسكري لمواجهة قوات النظام هناك، رغم أن الغرب لا يزال مرتبكاً حيال إعلان موقف واضح وحاسم من حكم الرئيس الأسد. وربما كان ذلك يعود مرة جديدة إلى أن هذا الغرب لديه أجندة مطالب، فإذا التزم بها الأسد، خرج الرؤساء ووزراء الخارجية والناطقون باسم الحكومات ليطلبوا من الشعب السوري مساعدة الرئيس في تنفيذ الإصلاحات، وليعلنوا رفضهم التدخل في الشؤون الداخلية السورية. وبما أن الأمر لن يحصل؛ لأنه يصعب على عاقل أن يتوقع قبولاً سورياً بالمطالب الغربية التي تعني فعلاً نهاية النظام، يجب توقع موجة جديدة من الضغط الغربي، وهذه الموجة الجديدة لن تقف عند حدود البيانات والتصريحات، بل ستلامس في المرحلة الأولى سقف العقوبات، وهي التي تكون تمهيداً لمستوى آخر يهدف إلى العزل، وربما بعدها إلى شيء آخر، علماً بأن من الأفضل للمراهنين على تدخل خارجي في سوريا التدقيق في مآل التدخل القائم في ليبيا حيث العجز عن تحقيق نتائج فعلية، ما جعل الغرب يقفز فوق التفويض المعطى له بالضغط على القذافي إلى مستوى العمل على التخلص منه بحجة أن العلاج يكون هكذا.
لكن الأهم هو الانتباه إلى تصريحات وزير حرب العدو إيهود باراك لجهة قوله إنه «ليس على إسرائيل أن تفزع؛ لأن العملية التي بدأت في سائر أرجاء الشرق الأوسط واعدة جداً وتبعث آمالاً على المدى البعيد».
هل انضم الأخ باراك إلى جبهة المنتفضين، أم ماذا؟


ـ "السفير"
ما بعد مقتل بن لادن: ليس لـ«القاعدة».. قاعدة في لبنان
دينيز رحمة:

هل حقاً أصبح العالم أكثر أماناً بعد مقتل زعيم تنظيم «القاعدة» اسامة بن لادن؟ على الارجح لا. لكنه بالتأكيد دفن وجها من وجوه الارهاب. يبقى ذلك رأيا شخصيا، على الرغم من اتساع عدد الذين يتشاركونه. ففي امكنة كثيرة من العالم ثمة من شعروا بالقهر والظلم والخسارة لموت بن لادن. لهؤلاء «منطقهم» ومنطلقاتهم ومبرراتهم التي يصعب على كثيرين تقبلها وفهمها. لا يشذ لبنان عن ذلك. ليس لبن لادن مناصرون علنيون كثر. بعض الجماعات الاصولية تبدي تعاطفاً معه وتبنياً لـ«قضاياه المحقة». لكنها هي نفسها تسجل ملاحظات كثيرة على اسلوبه وسلوكه، وحتى على بعض مقارباته السياسية والدينية.
لكن ليس لـ«القاعدة» قاعدة في لبنان بعد. اقله هذا ما تؤكده اكثر من جهة امنية، وإن كانت تؤشر الى «وجود عدد لا يستهان به من المتشددين والاصوليين، انما غير المنضوين في تنظيم مؤطر واحد وواضح».
لذا فإن مقتل بن لادن سُجل في الحياة السياسية اللبنانية كحدث كبير، انما يعني آخرين اكثر مما يعني الداخل اللبناني المنشغل بهمومه الحكومية والمعيشية المتفاقمة. لكن هذه الهموم بالذات تشّرع باب القلق من تداعيات اي حادث عابر فكيف اذا كان بحجم اغتيال رمز «القاعدة» وسط الكلام عن ردود فعل متوقعة؟


ـ "النهار"

الجيش المصري ليس كالجيش التركي !
سركيس نعوم:

بدأ المستشار المهم لمرجع اميركي كبير سابق حديثه عن الشرق الاوسط ومشكلاته بمصر، قال: "لو تجاوب مبارك منذ بداية الاحتجاجات الشعبية مع بعض المطالب فلربما كان نجح في اكمال ما تبقى من ولايته الرئاسية. لكنه لم يفعل. اللواء عمر سليمان مدير المخابرات العامة والساعد الايمن لمبارك كان يعتقد انه سيقبل مطالب معينة. وعندما بدأ عملية التنازل كان الوقت قد تأخر. وبدا انه صار ضعيفاً. احرق مبارك عمر سليمان الذي كانت تعتقد الادارة الاميركية انه قادر على مواكبة مرحلة التغيير بمهارة. إذ انه كان يشرف على اكثر الملفات اهمية. ما تهم اميركا هو اسرائيل، ومعاهدة السلام بينها وبين مصر، ووضع قطاع غزة الذي تسيطر عليه "حماس" وامكان تحوله قاعدة معادية للإثنين وخطيرة.
ماذا سيحصل لكل ذلك؟ سأل. اجبت: قبل سنوات نفّذت اسرائيل عملية عسكرية قاسية جداً في غزة. "صمد" مبارك، اي لم يفعل شيئاً لمساعدة فلسطينيي غزة، واقفل المعابر بين بلاده وغزة، ولم يتأثر السلام بين مصر واسرائيل من جراء ذلك.
سأل: "هل يحصل الشيء نفسه الآن في حال نفّذت اسرائيل عملية عسكرية مماثلة للسابقة او اكثر قسوة على غزة؟" أجبت: لا تجرّبوا الجيش المصري، فهو وقف على الحياد بين شعب مصر وحاكمها ونظامها وأمّن انتقالاً هادئاً وسلساً للسلطة. وبذلك ارسى اسس ثقة بينه وبين جماهير شعبه. واي حرب اسرائيلية الآن على غزة ستستفز المصريين كلهم. و"الإخوان المسلمون" منظمون وحاضرون ومستنفرون ولن يتحملوا حرباً كهذه. كما ان الجيش المصري نفسه قد لا يتحمّلها. فتكون اسرائيل بحربها هي التي تهدد السلام القائم بينها وبين مصر. علماً انها قد تهدد ايضاً بذلك استقرار مصر المنتقلة  الى نظام آخر يؤمل في ان يكون اكثر ديموقراطية.
علّق: "الجيش المصري مثل الجيش التركي. ولذلك فإنه يشكّل ضمانا". رددت: هذان الجيشان ليسا متماثلين. كل منهما وليد تجربة مختلفة. تركيا نظامها علماني أسّسه اتاتورك وأوكل حمايته الى الجيش العلماني الذي استمر علمانياً عقوداً طويلة.. اما مصر فهي دولة اسلامية شعبها مَؤمِن، وجيشها مُسلِم بغالبيته الساحقة ومؤمن. طبعاً قياداته العليا مسلمة ايضاً ومؤمنة، ولكنها قد تشكّل ضماناً للاستقرار الذي "تريده" اميركا في مصر وسلامها مع اسرائيل. لكن من يعرف ما هي المواقف الفعلية لعناصر هذا الجيش وللضباط الصغار فيه؟ ومن يعرف اذا كان مخترقاً من اسلاميين معتدلين يقول "الإخوان" انهم واجهتهم او من اسلاميين متطرفين؟ ومن يدري قد يحصل تواطؤ بين الجيش كقيادة و"الإخوان". لذلك كله لا تجوز المقارنة بين جيشي مصر وتركيا.
اما القرضاوي فقد سمح له بالعودة الى مصر للتهدئة. لكن يبدو انه "هيّج" الشارع اكثر.
سأل: "ماذا عن القذافي"؟  اجبت: لا بد ان ينتهي في وقت ما. لكن مواجهته للثوار قد تطول. اميركا لا تستطيع ان تساعد عسكرياً وبفاعلية، وخصوصاً برياً، لأن العرب او بعضهم قد يرفضون ذلك ومعهم قوى كبرى. سأل: "كيف ترى الجزائر وسوريا؟ انا شخصياً اعتقد ان الثورة في سوريا صعبة، وفي الجزائر ليست سهلة ايضاً اذ وجهت دعوات للتظاهر لكنها لم تلبَّ كما يجب كما ان الحكومة تحوطت لها باجراءات كثيفة وشديدة". بماذا علّقتُ؟


ـ "السفير"

أحبّ المقاومة... وأحبّ الموسيقى
محمد حمدان:

كيف لي أن أقبل أن يكون المنطق الديني والطائفي ركيزة خياراتي السياسية؟ فالانتماء السياسي لا بدّ أن يعبّر في مضمونه عن نظرتي إلى المجتمع. وبرغم أنّ المجتمع كما أراه غير ممثلٍ بأيّ طرف من الأطراف السياسية المتصارعة في لبنان، إلاّ أنّ إيماني بالمقاومة، مقاومة المشروع الصهيوني، والأداء السياسي لحزب الله، بخاصة أداء أمينه العام، قد جعلاني أميل إلى طرف سياسي دون غيره.
وحرصاً على المقاومــة، مشــروعاً وممارسة، آثرت عدم الخوض في العقيدة الدينية والطائفية للحزب. غير أني حين استمعت إلى موعظة الشــيخ نعيم قاسم على شاشة المنار اعتراني شعور بالغربة. يدعو الشيخ نعيــم قاسم الشــباب المؤمن إلى الكفّ عن معاشرة من لم يسلك طريق الإيمان، وإن كان هذا الأخير صـديق طفولتهم. «لا ولا ولا للموسيقى ولا لمجالسة الخمر...».
استوقفني هذا الطرح، وتملكني العجب وتساءلت: ما هو مفهوم الشيخ قاسم، كونه مسؤولاً في حزب سياسي، للانتماء الوطني؟ وهل يتقبّل الشيخ فكرة أن يمضي المرء قدماً في دعمه للمقاومة والدفاع عنها من جهة، وفي استمراره في السعي إلى التمتّع بالموسيقى والطرب والانفتاح على الآخر من جهة أخرى؟
أتوجّه بالسؤال إلى الشيخ قاسم، كرجل سياسة لا كرجل دين: هل يكــون التفاهم بين حزب الله والتيار الوطني الحرّ مجرّد تفاهم بين طرفين طائفيين في وجه الأطراف الطائفية الأخرى؟ ألا تدعو مثل هذه الطروحات إلى تخفيض حاد في سقف التوقعات التي انطوى عليها التفاهم الذي اعتقدت أنّه خــطوة أولى نــحو بناء دولة يعلو فيه الانتماء الوطني على سائر الانتماءات؟
وكيف لي أن لا أخاف على المقاومة حين تلحّ عليّ هذه التساؤلات؟
كيف لي أن لا أخاف على هذه المقاومة حين أجد فوارق جوهرية بين خطاب الأمين العام لحزب الله وخطاب نائبه؟
أخاف على المقاومة... وليس منها!
ولن تدفعني هذه التساؤلات إلى محاربة المقاومة ومعاداتها، ولا إلى مساندة من يحاصرها في الداخل من منطلق طائفي أو مذهبي.
أخاف على المقاومة... وليس منها!
وتزداد قناعتي بضرورة فصل الدين عن السياسة وعن الدولة. فهذا الفصل هو الكفيل الوحيد بحماية المقاومة في وجه إسرائيل ومشروعها الديني.
على نعيم قاسم أن يختار: إمّا أن يكون واعظاً دينياً، وإما نائباً للأمين العام لحزب سياسي.
عليه أن يختار: إمّا أن يكون مشروعه مشروعاُ مبنياً على الانتماء الطائفي والديني، على غرار عدّوه اللدود إسرائيل، وإما أن يرقى فوق الاعتبارات الطائفية بحيث يكون مشروعه مشروعاً وطنياً مقاوماً شامخاً يتجاوز الانتماءات الدينية.
عليه أن يختار فالتاريخ لا يرحم.
أخاف على المقاومة وليس منها.. وأحلم.
وفي انتظار تحقق الحلم.. ليس أمامي سوى التعبير عن رفضي للنظام الطائفي.
ليس لي إلاّ أن لا أقبل.. فأثور.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد