ـ 'النهار'
في الشأن اللبناني سوريا ضمان مقبول!
سركيس نعوم:
عن الاوضاع في سوريا واحتمال تطورها قلت للمستشار المهم لمرجع اميركي كبير سابق:
اتخذ الرئيس بشار الاسد قبل مدة اجراءات عدة اقتصادية واجتماعية واصدر عفواً معيناً. لكنه يعرف أن عليه أن يقمع بقسوة لكي يبقى، لأن اي اصلاح جدي وحقيقي يعرّض النظام للانتهاء 'ديموقراطياً'، ولأن سقوطه من جراء الثورة ينهيه في سرعة ومعه 'عصبه'. رد: 'قال الاسد في حديثه الى 'الوول ستريت جورنال' ان لا خوف عليه وعلى نظامه لأنه تبنّى ولا يزال فكر المقاومة لأميركا واسرائيل.
هل هذا صحيح'؟ اجبت: الى حد ما. اذ تبنى مواقف غالبية الشعب السوري، وهي سنّية. سأل: 'اين ستحصل تغييرات في المنطقة؟ وكيف؟' اجبت: هناك شبه اجماع عندكم وفي المنطقة ان اليمن يمكن ان يتجه نحو حرب اهلية. ويمكن ان يؤثر ذلك على السعودية. وهناك البحرين و... علّق: 'في البحرين حصلت صدامات بين السلطة والمتظاهرين ثم توقف استعمال القوة معهم. لكن استمرت التظاهرات ولم أعد أفهم ماذا يجري وكيف ستنتهي الأمور'. واضاف: 'أخبرني عن لبنان بل عن رئيس الوزراء المكلف نجيب ميقاتي. ثمة اقتناع هنا بأنه لولا وجود ضوء اخضر او اصفر من السعودية لما كان ليقبل 'التكليف'. هل هذا صحيح؟'
شرحت الرواية التي يعطيها قريبون من ميقاتي والتي تؤكد حصوله على 'بركة' العاهل السعودي. وشرحت رواية المعارضين له التي تنفي حصوله على هذه 'البركة'. سأل عن 'ذكرى14 آذار وعن خطابات التعبئة التي بدأ يطلقها الرئيس سعد الحريري'. فأجبته: ان احياء الذكرى التي اشرت اليها تحوّل بفعل التطورات عرضاً للقوة السنّية في وجه القوة الشيعيّة.
ماذا في جعبة مستشار حالي في منظمة يهودية اميركية تتبنّى مصالح اسرائيل وسياساتها؟ بدأ الحديث عن لبنان قال: 'اذا ضرب 'حزب الله' اسرائيل تضربه. وسوريا يمكن ان تكون ضماناً مقبولاً من اميركا واسرائيل في شأن 'حزب الله' ولبنان، كما في شأن الارهاب الأصولي النائم فيه'. واستبعد 'تعرض سوريا لمشكلات او اضطرابات كالتي تعيشها دول عربية اخرى'، واعتبر 'الرئيس نجيب ميقاتي رجل 'حزب الله'. فعلّقت: لا. انه ليس رجل هذا الحزب، انه صديق لسوريا وحليفها وهي زكّته لرئاسة الحكومة. و'الحزب' وافق. رد: 'سوريا لا تزال ترسل اسلحة الى 'حزب الله' أليس ذلك صحيحا؟' اجبت: لا يحتاج 'حزب الله' الى سلاح اضافي.
ثم تناول الحديث احتمالات نشوب حرب سنية - شيعية في المنطقة. واضاف: 'ما يجري في المنطقة، وخصوصا في مصر دليل على ان اسرائيل كانت محقّة في مخاوفها من المستقبل. وقّعت سلاماً مع مصر، لكن ماذا يحصل اذا تسلم 'الاخوان المسلمون' السلطة في الأخيرة؟'. رددت: ليس ضروريا ان يتسلموا السلطة، ومن قال انهم سيلغون معاهدة السلام مع اسرائيل اذا تسلموا السلطة؟ ومن قال انهم سيرتدّون على اميركا؟ وماذا تعتقد ان الجيش المصري سيفعل في حالات كهذه؟ علق: 'ما يجري في تركيا منذ سنوات حالة اسلامية نشأت فشلّت الجيش وعطّلته ولم يعد قادرا على القيام بأي شيء'. رددت: الوضعان مختلفان. ولا مجال للمقارنة بين جيشي تركيا ومصر. علّق: 'بنيامين نتنياهو يريد السلام'. رددت: لم يرده يوماً. علّق: 'محمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية اضاع الفرصة'. رددت: اسرائيل قوّت 'حماس'. تدّعون ان اسرائيل انسحبت من غزة. علماً أنها كانت تريد تركها للشياطين. اما عباس القابع في الضفة الغربية فماذا اعطته اسرائيل وماذا اعطته اميركا؟ ليس هناك ايمان اسرائيلي بدولتين: فلسطين واسرائيل. نفى ذلك، فقلت: الايمان الموجود هو بدولة فلسطينية مفككة الأوصال تأكلها المستوطنات. على كل دعني أشر الى ان اسرائيل تشكو دائماً اذ تخاف على السلام القائم مع مصر من اي تغيير يحصل فيها.
ـ 'النهار'
مصير السلاح خارج الدولة مرتبط بنتائجها
إلى أين تذهب الانتفاضات الشعبية بالمنطقة؟
اميل خوري:
بات واضحا ان قرارات مجلس الامن ولاسيما منها القراران 1559 و1701، لن يتم التوصل الى اتفاق على تنفيذهما ما دام الخلاف قائما في هذا الشأن بين الدول المعنية وهي اسرائيل ولبنان وسوريا، وتاليا ليس لمجلس الامن حق استخدام القوة لتنفيذ هذه القرارات، وكل ما يستطيع فعله هو الاطلاع دوريا على التقارير التي يضعها الامين العام للامم المتحدة حول المراحل التي قطعتها خطوات التنفيذ والاكتفاء بتكرار دعوة الاطراف الى التعاون على تنفيذ القرارات بكل مندرجاتها.
الواقع ان القرار 1559 الصادر عام 2005 لم يتم تنفيذه كاملا، وبالاخص ما يتعلق منه بحل جميع الميليشيات اللبنانية وغير اللبنانية ونزع سلاحها كي تستطيع الدولة بسط سلطتها على كل الاراضي اللبنانية من دون منازع، لان الدولة ظلت عاجزة عن تنفيذ ذلك على رغم مرور ما يقارب الست سنوات على صدوره، لا بل ان مسؤولين وسياسيين لبنانيين يعتبرون ان هذا القرار لم يعد موجودا ما دامت اسرائيل لم تنفذ القرار 425 تنفيذا كاملا وما زالت تحتل جزءا من الاراضي في الجنوب خلافا لما يدعو اليه القرار نفسه وهو انسحاب القوات الاجنبية المتبقية من لبنان، في حين ان سوريا سحبت قواتها فيما ظلت قوات اسرائيلية تحتل بعض مناطق الجنوب وكذلك مجموعات فلسطينية مسلحة.وعلى رغم ان القرار 1701 عاد وكرر الدعوة الى تفكيك سلاح جميع المنظمات المسلحة المحلية وتسليمه الى الدولة والتأكيد في تقارير مسؤولين في منظمة الامم المتحدة ان 'حزب الله' هو من بين هذه التنظيمات، كرر الحزب اكثر من مرة انه ليس ميليشيا انما هو مقاومة ولا تسري عليه احكام هذا القرار الذي لم ينفذ منه سوى وقف الاعمال العسكرية فقط ولم يتم الانتقال الى مرحلة وقف شامل للنار.
وفي التقرير الاخير الذي صدر عن الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون ركز فيه على سلاح 'حزب الله' واهمية تسليمه الى الدولة اللبنانية لان بقاءه في ايدي الحزب وفي ايدي مجموعات اخرى يكون له انعكاسات سلبية وسيئة، اذ يمكن استعماله بحرية وبتصرف من دون الرجوع الى الحكومة. ودعا التقرير للعودة الى الحوار الوطني في القصر الجمهوري لوضع استراتيجية دفاعية للبنان من اجل معالجة هذا السلاح، بغية تحويل 'حزب الله' حزبا سياسيا. وترى اوساط سياسية من جهتها ان مصير سلاح 'حزب الله' بات مرتبطا بمصير التطورات الجارية في المنطقة سواء كان في لبنان حكومة او لم يكن لان لبنان عاجز وحده عن تنفيذ القرار 1701 بكل مندرجاته من دون ان تتعاون معه في ذلك اسرائيل وسوريا وايران. وهذا التعاون لا يزال مفقودا ما دام السلاح يمر عبر الاراضي السورية الى 'حزب الله' في لبنان والطيران الحربي الاسرائيلي يخرق الاجواء اللبنانية بحجة مراقبة دخول هذا السلاح.والتحذيرات التي اوردها الامين العام للامم المتحدة في تقريره الاخير قد لا تغير شيئا من الواقع، ولا نظرته المتشائمة الى الانتشار الواسع للاسلحة والميليشيات في لبنان والذي يثير قلقا عميقا بما يقود الى مؤثرات وانعدام للامن في لبنان والى مخاطر وطنية وسياسية لان وجود ميليشيات خارج سيطرة الحكومة يحول دون التطلعات الديموقراطية للشعب اللبناني ولا ينسجم مع تعزيز سيادة لبنان واستقلاله السياسي.
ان الوضع المعقد الذي يعيشه لبنان منذ سنوات لن تخرجه منه تأكيدات كل مسؤول دولي دعم تطبيق القرار 1701 وتكرار التزام كل مسؤول لبناني تطبيقه، انما حمل اسرائيل على الانسحاب من بقية الاراضي اللبنانية التي تحتلها كي يصير في امكان السلطة اللبنانية حمل 'حزب الله' وغيره من المجموعات المسلحة على التخلي عن سلاحها.
لقد كان للاطراف المعنيين ولا سيما منهم اميركا واسرائيل وسوريا وايران، مصلحة في استمرار 'الستاتيكو' في المنطقة مخافة ان يغير الخروج منه صورة الوضع فيها بالمواجهات الخطرة. لكن يبدو ان اميركا ومن معها لم تعد ترى مصلحة لها في استمرار 'الستاتيكو' وهي تراقب مجرى الاحداث في المنطقة وارتداداتها على عدد من الدول فيها وخصوصا لبنان وسوريا. هذه الاحداث التي قد تغيّر الانظمة ولا تغيّر بعض الحكام فيها بل تغيّر سلوكهم بحيث يصير في الامكان تنفيذ القرارات الدولية المتعلقة بتحقيق السلام في الشرق الاوسط وتصبح سوريا بعد الاضطرابات التي تواجهها اكثر استعدادا للمساعدة على تنفيذ القرار 1701 وذلك بمنع مرور الاسلحة عبر اراضيها الى 'حزب الله' ولا تعود ايران معنية بارسال الاسلحة الى هذا الحزب والى احزاب اخرى متشددة في المنطقة مثل حركة 'حماس' بعدما تم توقيع اتفاق بينها وبين 'فتح' بحيث يمكن ان يشق ذلك الطريق الى مفاوضات حاسمة تمهد لتحقيق سلام مع اسرائيل يكون الدخول اليه من بوابة الدولة الفلسطينية، وبانسحاب اسرائيل من بقية الاراضي اللبنانية، ومن هضبة الجولان، فيتحقق السلام الشامل وتنتهي وظيفة كل سلاح خارج كل دولة ولا يعود حتى لوجود القوات الدولية في الجنوب مبرر.
والسؤال الذي يبقى مطروحا هو: الى اين ستذهب الاحداث والاضطرابات بالمنطقة، هل الى السلام الشامل اذا اعادت اسرائيل حساباتها بعد احاطتها بالانتفاضات الشعبية العربية، ام الى التفكك والتقسيم وقيام الدويلات المذهبية والعرقية وإن في ظل انظمة فيديرالية او كونفيديرالية، ويكون ذلك لمصلحة اسرائيل لانها تصبح الدولة الاقوى بين الدويلات ولمصلحة اميركا التي تصبح مهيمنة على منابع النفط وممراتها؟
ـ 'المستقبل'
العجز عن تشكيل الحكومة صفعة لقوى 8 آذار
ربى كبّارة:
يشكل عجز الاكثرية الجديدة عن تشكيل حكومتها، بعد جهود استغرقت حتى الآن مئة يوم من دون نتائج محتملة في المدى المنظور، صفعة لقوى 8 آذار سواء كانت اسباب التعثر داخلية تتعلق بتقاسم الحصص بين اطراف الفريق الواحد وتراجع الثقة، او خارجية تعود الى انتظار جلاء الاوضاع في المنطقة وسوريا.
فالرئيس المكلف نجيب ميقاتي اعلن ان الاسباب داخلية تتعارض مع رغبته في قيام حكومة منسجمة لا تستفز اي فريق، وهو يتمسك بوضع الوزارات الامنية في أيد حيادية تجنبًا للكيدية.
ورغم اعتصامه بالصمت عن الاسباب الحقيقية، فقد اعلن امس الاربعاء وجود 'الكثير من المطالب من قبل الكتل والافرقاء ونقوم بمعالجتها بالتعاون مع رئيس الجمهورية بما يناسب تصورنا وما يتوافق مع احكام الدستور'.
في المقابل، يحمّل النائب ميشال عون وأعضاء كتلته البرلمانية ميقاتي ورئيس الجمهورية ميشال سليمان مسؤولية التأخير: الاول تلبية لمطالب اميركية حفاظًا على مصالحه الاقتصادية والثاني لمصالح اهمها انتخابية.
وقال عون مؤخراً إن 'مطالب ميقاتي هي التي تعرقل التأليف لا مطالب الكتل'، وتابع 'التعطيل متأت على يد رئيس الحكومة ورئيس الجمهورية'، لافتاً الى ان خلفيات عدم التأليف 'تعود لأسباب خارجية'.
وساهمت وثائق ويكيليكس، التي ستتوالى بعد ان اصبحت تنشر في صحيفتين لا صحيفة واحدة، في تفاقم انعدام الثقة بالرئيس ميقاتي وحتى بزعزعة الثقة بين اطراف قوى 8 آذار.
فقد نقلت هذه الوثائق عن الرئيس ميقاتي قوله 'لا يمكن ان يستمر لبنان مع دويلة حزب الله' واستخفافه بالنائب عون الذي اعتبره 'نكتة وشخصية مضحكة'. كما نقلت عن نائب التيار الوطني الحر ابراهيم كنعان وصفه التحالف مع 'حزب الله' بأنه 'غلطة'. وسبق لوثائق و'يكيليكس' ان استدعت في العاشر من الشهر الماضي خطابا من الامين العام لـ'حزب الله' حسن نصر الله للحؤول دون وقوع شرخ في تحالفه الاستراتيجي مع حركة 'امل' بسبب كلام نسبه الى بري بعض المقربين من رئيس البرلمان.وفي تطور لافت برزت دعوات الى طرح 'حكومة انقاذ وطني' تبدو شبه مستحيلة وسط الانقسام العمودي المستشري بين فريقي 8 و14 آذار والتي تمتنع عن المشاركة.وسبق لـ 'حزب الله' ان اعلن ان حماية سلاحه وتنصل لبنان من المحكمة الدولية هما الالتزامان اللذان سيتم اختيار الرئيس المكلف بناء على تلبيتهما. وفي سبيل هذين المطلبين أسقط 'حزب الله' حكومة الرئيس الحريري ولوح باستخدام سلاحه حتى تمكن من تغيير الاكثرية النيابية التي افرزتها انتخابات 2009.
ـ 'اللواء'
وثائق للضغط وأخرى للإبتزاز.. ووثائق بحسب الطلب
حرب 'الويكيليكس' بين 'الجمهورية' و'الأخبار'
فادي شامية:
ليست <وثائق ويكيليكس> إلا مراسلات بين السفارات الأميركية في العالم وبين الإدارة الأميركية، بحيث ينقل فيها السفير محاضر اجتماعاته، وتقارير سفارته، وما يراه مناسباً من انطباعاته&bascii117ll; لذا فإن <ما يكتبه السفير الأميركي في أي بلد في العالم قد لا يكون صحيحاً دائماً، لكن الصحيح أن هذا السفير وجد ما يكفي من الأسباب ليبعث بهذا الكلام إلى واشنطن>، والكلام هنا لجوليان أسانج مؤسس موقع ويكيليكس&bascii117ll;
كيف أوقع <حزب الله> نفسه في فخ ويكيليكس؟
في خطابه ليلة العاشر من محرم الماضي؛ أوحى السيد حسن نصر الله بأنه على ثقة تامة بكل ما ينشره موقع ويكيليكس، لدرجة أنه سمى أيامنا التي نعيشها بـ>أيام ويكيليكس>&bascii117ll; قال أمين عام حزب الله: <المحكمة سيأتيها يوم أصعب من ويكيليكس، وكل من تآمروا سيأتيهم يوم أصعب من ويكيليكس>!&bascii117ll;
موقف نصر الله هذا شكّل تناقضاً كبيراً لحظة صدوره، وتحوّل إلى سقطة هائلة اليوم&bascii117ll; التناقض يمكن ملاحظته بسهولة عند مقارنة موقف نصر الله بمواقف إيران في ذلك الحين؛ ففي حين محض نصر الله ثقته لويكيليكس؛ اعتبرت إيران رسمياً أن جوليان أسانج <متآمر>، وأن الوثائق <لا قيمة قانونية لها ولا مصداقية&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; ولعبة ويكيليكس لا تستحق التعليق عليها، ولن يضيّع أحد وقته في مراجعتها>!&bascii117ll; (كانت ويكيليكس نشرت وثائق تتحدث عن اضطهاد النظام الإيراني للأقليات الدينية والعرقية في إيران، ودورها في الانتقام من الطيارين العراقيين الذين شاركوا في قصفها إبان حكم صدام حسين، ووثائق أخرى حول علاقتها بدول الخليج&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;)&bascii117ll;
الوثائق المتعلقة بالمر قوبلت برد توضيحي منه، لكن مفاجأة المر الأقوى تمثلت بمقال افتتاحي كتبه في صحيفة <الجمهورية> التي أطلقها مؤخراً؛ خيّر فيها نصر الله بين تصديق السفير فيلتمان، وعليه في هذه الحالة أن يتقبل كل ما يرد عنه، وبين أن يقول <إن فيلتمان كذاب>، وبالتالي يخلي ساحة المر من الاتهامات&bascii117ll; كتب المر في الحادي عشر من نيسان الماضي: <أعيد السؤال إلى السيد نصر الله، ولتكن الكلمة كلمته؛ إذا رأيتم أنّ هؤلاء السفراء كاذبون في ما كتبوه وحلّلوه ونسبوه واستنتجوه، فليكن ذلك، وعليه نعتبر أنّ ما بين أيدينا من وثائق هو من النوع المركّب والمفبرك لتعميق الخلاف بين اللبنانيين، أما إذا تمسّكتم بأن تقارير فيلتمان وسيسون مقدسة ومُنزَلة، فمن حقنا أن نبني على ما لدينا من وثائق خطيرة، على أساس أنها صادقة وصحيحة&bascii117ll; الكلمة لكم: فيلتمان <كذّاب> أم لا؟>وفي اليوم التالي نشرت <الجمهورية> وثائق أخطر، لجهة كونها صادرة في العامين 2006 و2007 أي بعد توقيع تفاهم مارمخايل بين عون ونصر الله، وتتضمن أقوالاً منسوبة إلى الوزير جبران باسيل يستخف فيها بـ <حزب الله>، وأقوال منسوبة إلى النائب إبراهيم كنعان يعتبر التحالف مع <حزب الله> غلطة، وموقف للوزير طلال إرسلان يتقرّب فيه من الأمريكيين&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;! وفي الوقت نفسه كانت <الأخبار> تنشر وثائق <مضادة> حول أحداث 7 أيار ? بعد نشرها وثائق حول حرب تموز- تستهدف الياس المر شخصياً وتوقع بينه وبين رئيس الجمهورية؛ من قبيل قوله ?وفق الوثائق- في 13/5/2008 إن: <ميشال سليمان (كان قائد جيش وقتها) جبان ومتآمر، وإن <أحداث 8-10 أيار أثبتت أن كلاً من قائد الجيش العماد سليمان ومدير الاستخبارات العميد جورج خوري في جيب حزب الله
هكذا دارت <أيام ويكيليكس> على من محَضها ثقته، وثمة معلومات تنبئ بالمزيد، على صعيد المواقف السياسية، وعلى صعيد ما يتعلق بالحزب المذكور نفسه؛ من قبيل الوثائق التي تحدثت عن أداء استخدام الحزب سيارات الإسعاف في حرب تموز لنقل السلاح، والمعلومات حول ريبته من ملابسات اغتيال عماد مغنية في سوريا&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; (ذكرت <الجمهورية> في اليوم الأول لنشر الوثائق إنها <لا تبدأ بالأقوى والأخطر والأهم، وإنما تسعى إلى التدرّج من المهم إلى الأهم فالأخطر>)&bascii117ll;
وغير بعيد عن <سقطة> اعتماد ويكيليكس حجةً شرعية وإعلامية وقانونية، ثمة نقاط جديرة بالتأمل:
1- إلى أي مدى تصرفت جريدة <الأخبار> بمهنية في نشرها وثائق ويكيليكس؟! إذ كان من المفترض أن تكون حصلت على الوثائق التي نشرتها <الجمهورية>، فلماذا لم تنشرها؟! هل كان ثمة استنساب ?كما قال الوزير الياس المر- أم أن القدر شاء أن تحصل <الأخبار> على قسم من الوثائق بما يتوافق مع سياستها، وأن تحصل <الجمهورية> بالمقابل على قسم من الوثائق التي يناسب سياستها؟!
2- استطراداً من النقطة السابقة؛ أليس من حق حركة <أمل> أن تعتبر نفسها مستهدفة- وفق بيانها سابق الذكر-، وأن تحمّل <حزب الله> المسؤولية عما نشرته <الأخبار>، بعدما ظهر أن ثمة وثائق <شاء القدر> أن لا تحصل عليها <الأخبار> أو أن الصدفة شاءت أن لا تعثر عليها بين الوثائق الكثيرة التي حصلت عليها؟! (الأمر نفسه ينسحب على رئيس الجمهورية أيضاً)&bascii117ll;
3- واستنتاجاً؛ هل ما زالت ويكيليكس تتمتع بالحجية نفسها على الصعيد الإعلامي لدى <حزب الله> (على اعتبار أنها على الصعيد القانوني لا حجية لها)، أم أن ما تنشره <الأخبار> صحيح، وأن ما ينشره موقع ويكيليكس نفسه وما نشرته <الجمهورية> مزور؟! ولماذا لم يأتِ إعلام <حزب الله> ?حتى الآن- على ذكر ما نشرته صحيفة <الجمهورية> مع أنها حصلت بالطريقة نفسها التي حصلت عليها <الأخبار> على الوثائق، ونشرتها بالطريقة نفسها؟! أم أن ما تنشره <ويكيليكس-الأخبار> مقدس و <ويكيليكس- الجمهورية> مزور؟!
رغم ما سبق كله؛ فإن وثائق ويكيليكس ليست عديمة الفائدة ?فهذه المراسلات المسماة؛ وثائق تعطي مؤشراً مفيداً للدارسين والمحللين، لكن هذا المؤشر ليس حجة دامغة، خصوصاً أن المحاضر منقولة من طرف واحد، ووفق فهمٍ واحد لمضمون الكلام، والانطباعات الخاصة فيها تختلط بالنقولات عن الآخرين، فضلاً عن احتمال الكذب من المصدر&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وأهم من ذلك كله، أنه لا يمكن أن يؤخذ بعضها الذي يناسبنا، ويرفض بعضها الذي لا يناسبنا&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll; وانطلاقاً من هذا التقييم يمكن استخلاص جملة مؤشرات عامة من وثائق ويكيليكس المتعلقة بلبنان:
المؤشر الأول هو ضد <حزب الله>؛ بحيث تُظهر هذه الوثائق، وبغض النظر عن العبارات والحوارات، توجساً عاماً في لبنان، من <حزب الله> ودوره وسلاحه، يشمل ذلك خصوم الحزب وحلفاءه القدامى والمستجدين، وهو أمر ينبغي لـ<حزب الله> أن ينتبه له جيداً، وأن يطرح السؤال الآتي على نفسه: لماذا يخشون من سلاحنا ما دام في خدمة لبنان فقط؟! علماً أن <حزب الله> يتحالف اليوم، لأسباب مصلحية، مع من يعلم يقيناً حقيقة موقفهم منه ومن سلاحه، إلا إذا كان يخدع نفسه بأنهم تغيروا أو تابوا!
المؤشر الثاني هو لصالح <حزب الله>؛ إذ تُظهر الوثائق بمجملها، بغض النظر عن التفاصيل، ارتباطاً معيباً لعدد من القوى اللبنانية بالولايات المتحدة الأمريكية، وتردداً <حميمياً> على السفارة الأمريكية في بيروت، ومشاورة سفيرها في الصغير والكبير، بما يجعل منها سلطة موازية للسلطات اللبنانية أو سلطة تعلو السلطات اللبنانية، وهذا أمر لا يخدم السيادة ولا الاستقلال بأي حال
&bascii117ll; لقد أصبح المشهد في لبنان هزلياً -نتيجة التعاطي الانتقائي وغير العلمي مع وثائق ويكيليكس-؛ بحيث ينشر فريق ما يناسبه من ويكيليكس، فيرد عليه الفريق الآخر بما يناسبه من الوثائق نفسها، ويحتج فريق بما يدين الآخرين منها، ويدافع فريق بما يحميه أو يدين خصمه منها، وإذا ما احتاج فريق للضغط على شخصية ما أخرج له ما بجعبته من الوثائق ليبتزه بها&bascii117ll;&bascii117ll;&bascii117ll;كم أصبح المشهد هزلياً!
ـ 'السفير'
النظام أقوى من معارضة متفرقة... لا تجتمع على هدف واحد
كيف منع الأسد تحويل درعا... إلى &laqascii117o;بنغازي سوريا"!
نبيل هيثم:
تغيرت الصورة في سوريا في الأيام الأخيرة. لم يعد السؤال عما اذا كان نظام الرئيس بشار الاسد سيستطيع تجاوز الازمة، بل بات السؤال: متى سيُنهي معركته الاحتوائية؟
صحيح أن هناك ازمة داخلية لا يجوز التقليل من حجمها، وهناك آليات وضعها الاسد لكيفية تنفيذ الشق الاصلاحي والتدرج فيه، لكن للامن والاستقرار الاولوية المطلقة التي تتقدم كل الاولويات الاخرى مهما كانت مهمة او ملحة.
لا ينفي المسؤولون في دمشق ان سوريا اصيبت بصدمة خلفت ارتباكا واضحا بفعل مجموعة من العوامل الداخلية والخارجية التي تضافرت للف الحبل حول رقبة النظام، مقرونة بالدور الوظيفي المكمل الذي تؤديه فضائيات الاعتدال العربي في التعبئة والتحريض. وكما يقولون في سوريا، فإن الرصاصة التي لا تصيب تقوِّي، خاصة بعدما يخلع مطلقو النار اقنعتهم ويكشفون عن وجوههم، فحينها تسهل مواجهتهم والتصدي لهم وردعهم.
بناء على ذلك، فإن المعطيات لا تؤشر الى ان نظام الاسد قد اصيب في اسسه او تصدّع، وان الهجوم عليه من الداخل والخارج، جعله نظاما متهاويا او آيلا للتداعي والسقوط، بل العكس، فإن تلك المعطيات تؤشر الى ان النظام لم يُصَب كما اشتهى &laqascii117o;المهاجمون"، بل هو مصاب بنوع من الضرر المعنوي، ويقوم حاليا بمداواة نفسه في السياسة والامن، وخاصة بعدما تم حصر نقاط الوجع، والضرر المعنوي، ضمن حدود &laqascii117o;ضيقة"، وليس كما تحاول ان تبثه الفضائيات، على امتداد القطر العربي السوري، على حد تعبير احد المسؤولين السوريين.
يكشف المسؤول المذكور ان نظام الاسد دخل في ما وصفها &laqascii117o;مرحلة العلاج الاستئصالي" لكل الالتهابات التي اصابت الجسم السوري، وهي عملية قد تتطلب أسابيع قليلة. وحتى الآن، أمكن إلقاء القبض على أكثر من ستمئة شخص من المتورطين، بينهم أشخاص ينتمون إلى جنسيات عربية مختلفة، كما يقول المسؤول السوري، مشيرا الى وجود قرار مركزي باعتماد عمليات جراحية موضعية لانهاء &laqascii117o;البؤر الأمنية"، على غرار ما يجري في درعا حاليا.
هل أمسك النظام بزمام المبادرة فعليا؟
بعيدا عن الوظيفة التي تؤديها فضائيات الاعتدال العربي، فإن &laqascii117o;القراءة الحزبية" للمشهد السوري، تنطلق من &laqascii117o;الجزم بفشل حملة استهداف سوريا"، وبأن الاسد &laqascii117o;في مرحلة معالجة التداعيات والارتدادات". وتخلص تلك القراءة الى تحديد ما تسميها عناصر قوة النظام في سوريا، وهي الآتية:
اولا: هناك من راهن على ضعف الرئيس الأسد في مواجهة هول الاستهداف، وعلى عدم جرأته في الذهاب الى قرارات بحجم قرار والده الراحل حافظ الأسد في العام 1981. وقد فاجأ الاسد المراهنين بانه لم يتراجع امام الاستهداف، بل على العكس اتخذ القرار بالمواجهة الموضعيّة.
ثانيا: تماسك المؤسسات والأجهزة العسكرية والأمنية السورية. وثمة كلام لمسؤول سوري كبير يقول فيه: &laqascii117o;لقد راهنوا على انقسام الجيش السوري وتمرده، اعتقادا منهم ان هذا الجيش له امتدادات خارج النظام، كما هي حال بعض الجيوش العربية التي أطاحت بقادة دولها"، في إشارة واضحة إلى مصر وتونس.
ثالثا: الحس القومي لدى الشعب السوري، وكذلك وعي هذا الشعب، بكافة فئاته، مخاطر الاستهداف الذي تتعرض له سوريا، وتمسكه بالاستقرار ورفضه استنساخ النموذجين العراقي او الليبي وغيرهما من النماذج التفتيتية.
رابعا: عدم وجود جسم متكامل للمعارضة التي بدت عبارة عن مجموعة من الأسماء المتفرقة لا يجمعها اطار واحد او برنامج محدد او توجّه او مؤسسات ترتكز عليها، او قيادات ورموز متماسكة.
خامسا: افشال النظام أمنيا خطة خارجية بالتعاون مع مجموعات داخلية تهدف الى خلق واقع جديد في سوريا تصبح معه درعا هي قاعدة الانطلاق، ويتعاطى معها المجتمع الدولي على انها &laqascii117o;بنغازي سوريا.
سادسا: موقع دمشق المحوري، بين جملة من القضايا الحساسة في الشرق الاوسط، الذي تشكل من خلاله سوريا ضابط الايقاع لبقية الساحات المعنية بها من فلسطين الى العراق وصولا الى لبنان والاردن، مرورا بتركيا. .
سابعا: ان دمشق تدرك ان استهدافها امر يلتقي عليه كل من له مصلحة في تحقيق سلام مع اسرائيل بالشروط الاسرائيلية وبتصفية القضية الفلسطينية. وهي كما تعي أن البعد الاميركي والاوروبي للهجوم عليها هو الامن الاسرائيلي، وتعي ايضا الابعاد السعودية والقطرية والتركية والحدود والعوامل &laqascii117o;الشخصية" الكامنة خلفها، ومنها ما تبلغته دمشق مؤخرا، حول تجرّئها على خطوات اعتبرت &laqascii117o;مهينة" للمثلث السعودي القطري التركي، ومنها على سبيل المثال لا الحصر اسقاط حكومة سعد الحريري في ذروة المسعى القطري التركي وزيارة وزيري خارجيتي كلّ من قطر وتركيا دمشق وبيروت. ويقول المسؤول السوري: &laqascii117o;في ما مضى حاولوا ضرب سوريا في لبنان من خلال اغتيال الرئيس رفيق الحريري، ومن ثم خلال حرب تموز وصمدت دمشق.، وما تعرضت له سوريا في هذه المرحلة، مكمل لمحاولات الضرب وتغيير السلوك وما الى ذلك من عناوين. وكما سبق وتراجعوا وارسلت الولايات المتحدة الاميركية سفيرها الى دمشق، فهناك الآن من يطرق باب دمشق، ويتصل بنا ليأتي الينا"؟
ثامنا: لا اجماع عربيا ودوليا على استهداف سوريا. وتجلى ذلك في تعذر صياغة موقف عربي أولا، لا بل حصول تضامن من معظم العالم العربي مع النظام السوري، وكذلك الأمر في مجلس الامن، حيث كانت روسيا اشد المعترضين على هذا الاستهداف تليها الصين، ذلك ان البلد العربي الوحيد الذي توجد فيه قاعدة روسية على المياه الدافئة، هو سوريا، التي تشكل بالنسبة الى روسيا البلد الوحيد الذي تطل منه، او يمكن ان تدخل منه العالم العربي.
ـ 'السفير'
إصابة قائد سرية الدرك في الضاحية بطلق ناري:رصاصة &laqascii117o;تمرّد" .. أم عن طريق الخطأ؟
جعفر العطار:
اُصيب قائد سرية الدرك في الضاحية العقيد علي حسّونة بطلق ناري في خاصرته أمس، في أثناء زيارته للمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، في ظروف تعددت الروايات حولها: هل انطلق العيار الناري من مسدسه عن طريق الخطأ كما أعلنت المديرية، أم أنه أطلق النارعلى نفسه عمداً.
وتناقضت الإفادات حول أسباب زيارة حسونة لريفي، ففي حين ذكر شاهد عيان كان برفقته أنه توجه للقاء &laqascii117o;بغية مطالبة ريفي بنقله من منطقة الأوزاعي، واستفساره عن سبب اختياره ككبش فداء في قضية قمع المخالفات في المنطقة"، نفى مدير الدرك العميد صلاح جبران لـ&laqascii117o;السفير" أن &laqascii117o;يكون حسّونة قد قابل ريفي أصلاً" وإنما &laqascii117o;هو أتى لمقابلته كالعادة بشكل دوري".وإثر إصابة حسونة، أعلنت المديرية في بيان أن &laqascii117o;حسونة أصيب بعدما كان يستل مسدسه من وسطه، في أثناء وجوده في داخل سيارته في باحة المقر العام للمديرية العامة لقوى الامن الداخلي في الأشرفية، وانطلقت من المسدس رصاصة أدت الى اصابته بجروح طفيفة، استدعت نقله الى مستشفى &laqascii117o;أوتيل ديو".وفي حين أعرب مدير الدرك عن استغرابه &laqascii117o;لما يُقال عن أن مشادة كلامية وقعت بين حسونة وريفي"، أكد شاهد العيان أن &laqascii117o;العقيد أطلق النار على نفسه، بعد مشادة كلامية بينه وبين ريفي، على خلفية إزالة مخالفات البناء في منطقة الأوزاعي". وأوضح الشاهد أن &laqascii117o;حسّونة، الذي لا مصلحة له بالكشف عن تفاصيل ما حدث، توجه للقاء ريفي بغية مطالبته بنقله من الأوزاعي بسبب مواجهاته مع الأهالي، وخصوصاً مع عائلة شخص مقرّب من ريفي طلب من حسّونة استثناءه من قمع مخالفته الواقعة في الأوزاعي". أما مصادر ريفي فنفت أن يكون قد طلب من حسّونة استثناء أحد &laqascii117o;خصوصاً أن قرار قمع المخالفات اتخذ من قيادتي الجيش وقوى الأمن ولا رجعة عنه". وتفيد رواية الشاهد بأن &laqascii117o;حسونة وصل إلى مكتب ريفي عند العاشرة صباحاً، لكن اللواء رفض مقابلته، فوقعت مشادة كلامية بين العقيد ومدير مكتب ريفي، فخرج الأخير موجهاً سؤاله لحسونة: ماذا تريد يا علي؟، فأجابه العقيد قائلاً: هل أصبحت أنا كبش فداء الآن؟، فرد عليه ريفي: الموضوع سياسي ويُفترض أن يكون هناك ضحية". أمّا مصادر ريفي، فقد نفت أن يكون قد جرى أي حوار بينه وبين حسّونة.
كما تفاوتت الروايات حول خلاف حسّونة مع ريفي: فهل يريد حسّونة الانتقال من الأوزاعي فعلاً، بعد اتهامه بالتورّط في قضايا رشى مع الأهالي، أم أنه عرف ببرقية عسكرية تفيد بنقله من الأوزاعي، عقب تغيّبه في الفترة الأخيرة عن قمع المخالفات مقدماً تقارير صحية تفيد بأنه مرهق وبحاجة إلى نقاهة صحية؟
وأشارت مصادر أمنية إلى أن حسّونة، الذي يقطن في بيروت ويملك منزلاً في المشرف، كان قد تغيّب عن مهمة متابعة المخالفات في الأوزاعي &laqascii117o;لأسباب صحية، فنقل إلى المستشفى ثم مكث في المنزل"، لافتة إلى أن &laqascii117o;السبب الحقيقي هو أن العقيد لا يريد الاصطدام مع الأهالي لأسباب مالية". وأفادت المصادر أن حسّونة كان غاضباً في الفترة الأخيرة، بعدما استشعر أنه قد &laqascii117o;وقع في الفخ، إثر رفع كل من &laqascii117o;حركة أمل" و&laqascii117o;حزب الله" الغطاء عن المخالفين، ومطالبته بقمع كل المخالفات"، مستغربة &laqascii117o;كيف يمكن لعقيد مخضرم أن يصيب نفسه عن طريق الخطأ من جهة، ولماذا كان مسدسه ملقماً، في أثناء زيارة ريفي من جهة ثانية؟". إلى ذلك، علمت &laqascii117o;السفير" أن القوى الأمنية قد أزالت ٢٠ وحدة سكنية مخالفة في منطقة الجناح أمس، وخمس مخالفات بناء على طريق الأوزاعي البحرية أمس الأول .
ـ 'السفير'
لماذا قرر نصر الله تفادي الاجتماع مع الأمير المفدّى في تموز الفائت
ملاك عقيل:
فاضت الاقتراحات أمام &laqascii117o;حزب الله" وحركة &laqascii117o;أمل" حول البرنامج الأمثل للحفاوة بالضيف القطري عام 2010. رفعت على طول طريق المطار وفي الضاحية وفي كل الجنوب أعلام قطر وصور أميرها المفدى، واحتلت عبارة &laqascii117o;شكراً قطر" الشاشات، وخاصة &laqascii117o;المنار" و&laqascii117o;إن بي إن" و&laqascii117o;نيو تي في"، وعندما وصل &laqascii117o;أمير الغاز" و&laqascii117o;أمير الجزيرة" الى &laqascii117o;عاصمة التحرير"، ضاقت جنبات بنت جبيل بالنسوة والأطفال الذين جيء بهم منذ ساعات الصباح الأولى حاملين صور الأمير المفدى والعلم الأحمر والأسود. نثروا الهتافات والأرز والورود على الموكب الأميري ـ الرئاسي، وأعطي حمد مفتاح عاصمة التحرير، ونحرت الخراف على شرفه وكاد البعض يأتي بالجمال، لولا أن الشيخ نبيل قاووق عوّضها في الخيام، بتلك العراضة الفولكلورية التي لن تتكرر لمسؤول عربي آخر.. إلا إذا تكرر زمن جمال عبد الناصر... وكدنا للحظة نصدق أن الأمير المقاوم سينزل عند &laqascii117o;بوابة فاطمة" ويتجرأ على ما لم يتجرأ عليه أحمدي نجاد بإلقاء الحجارة على الجنود الإسرائيليين.
حتى أن أحداً لم يزعج خاطر رئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم الذي تردد أنه كان يرغب بالوصول الى مارون الراس ليشهد على بطولات المقاومين هناك من جهة، وأن يستغل المناسبة لإلقاء نظرة عبر المنظار الى منزله الاسرائيلي في تل ابيب حيث يمضي فيه إجازاته الصيفية في ايلول من كل عام.
جولة الأمير في بلدات الجنوب في تموز 2010 جمعت في كادر واحد اركان الدولة و&laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حركة امل". ولا بأس من أن تكون فرصة للرئيس سعد الحريري بأن تطأ قدماه ارض الجنوب للمرة الأولى.
وحسناً فعل السيد حسن نصرالله ما لم يجد البعض له تفسيراً، عندما تفادى أن يجتمع في &laqascii117o;كادر" واحد بالأمير القطري. قال &laqascii117o;السيد" للمعنيين بالبروتوكول القطري عبر &laqascii117o;القناة الحزبية" المعنية &laqascii117o;من غير اللائق أن يخضع أمير دولة مثل أمير قطر الذي وقف الى جانب قضيتنا في أصعب الظروف، الى الإجراءات الأمنية التي يخضع لها أي ضيف يلتقي به". هي الصدفة وربما الحنكة والحكمة التي جعلت الحزب ينأى عن ذلك اللقاء الذي يقول بعض المعنيين بالتحليل اليوم، إنه ربما كان يراد للصورة وظيفة وربما للقاء نفسه وظيفة أمنية... وفي كل الأحوال لم يكن في البد إلا ما كان ولو عاد الزمن كان &laqascii117o;حزب الله" سيتصرف كما تصرف.. وكان &laqascii117o;السيد" سيتصرف باللياقة نفسها.
سبق ذلك استكشاف الأمير &laqascii117o;المودرن" للضاحية في آب من عام 2006، ومن ثم تبنّيه إعادة إعمار القرى الأربع شبه المدمرة كلياً، عيتا الشعب وعيناثا وبنت جبيل والخيام. خطوته كان لها ايضاً مغزاها &laqascii117o;الثمين" لدى &laqascii117o;المعجبين" بصاحب الجسم المكتنز. يومها كان الغزل القطري السوري في أوجه. &laqascii117o;أمير الاستثمارات" الآتي لتوه من دمشق ينقل دعوة الى رئيس الحكومة البتراء فؤاد السنيورة من &laqascii117o;الأخ الصديق" الرئيس السوري بشار الأسد &laqascii117o;لزيارة دمشق في أي وقت". أما الرسالة الثانية التي حملها فهي نفيه لقيام بلاده بدور الوساطة بين سوريا وإسرائيل!
تدريجياً، سرعان ما انهت براكين المنطقة المتفجّرة شهر العسل القطري اللبناني السوري. قسم من الذين رافقوا الأمير في جولته في الضاحية والجنوب باتوا ينظرون اليوم بعين الريبة الى الدور المشبوه لإمارة المليارات والشيكات على بياض ـ الرشوة، قبل انفضاح الدور.
يروي أحد الظرفاء أنه عندما طلب مؤخراً من أحد المراسلين في الجنوب صورة من وحي &laqascii117o;المآثر القطرية" في احدى القرى الأربع، جاء الجواب أن عوامل الطبيعة والعواصف الأخيرة أطاحت بصور الأمير القطري وكل اللوحات المهللة بـ&laqascii117o;شكراً قطر". وعندما طلبت صورة لقرميد احدى المدارس، وهو يرمز الى علم قطر، تبين أن عوامل الطبيعة قد اختارت من بين كل مباني بنت جبيل والجنوب هذا المبنى لتنزع تلك القرميدات عنه، ولا يعود هناك من أثر للمكارم القطرية.
لم يكن مشهد استقبال الرئيس الأميركي باراك اوباما للأمير حمد في منتصف نيسان الجاري مهنئاً إياه على دور قطر في ترويج الديموقراطية في الشرق الاوسط سوى الخيط الأخير الذي قاد منتقدي الدوحة، الى تثبيت التهمة عليها، &laqascii117o;بالجرم المشهود"، في حفر اسس المشروع الفتنوي في سوريا والبحرين والمشاركة في إدخال &laqascii117o;البولدوزر" الاطلسي الى ليبيا... لترتسم شبهة المؤامرة على الكثير مما يجري في الساحات العربية منذ أربعة شهور حتى الآن.
دخلت قطر الساحة اللبنانية على &laqascii117o;جرافة" المال والإعمار وشاشة &laqascii117o;الجزيرة"، هي الدولة الفاقدة لمظلة المرجعية وحاملة &laqascii117o;عقدة" الجار السعودي. اكتسبت مصداقية عالية في الشارعين الإسلامي والعربي بتغطيتها السياسية والإعلامية لحرب تموز وللحرب الإسرائيلية على غزة وبأخذها بصدرها القضية الفلسطينية، وكسب ثقة ألد أعداء اسرائيل &laqascii117o;حماس" و&laqascii117o;حزب الله".
حصّنت حقائب الدولارات التي انعشت جيوب كبار المرجعيات السياسية والحزبية، باستثناء &laqascii117o;حزب الله"، حضور قطر، لكنها لم تمنحها &laqascii117o;دورا" إلا من البوابة السورية ومن خلال الصداقة التي نسجها امير قطر مع الرئيس بشار الأسد. هكذا شاركت الامارة الغنية في حياكة خيوط القرار 1701 في آب 2006، من خلال تمثيلها للمجموعة العربية في مجلس الامن بشخص الشيخ حمد بن جاسم، وأدارت &laqascii117o;اتفاق الدوحة" متطلّعة الى حجز دور متقدّم في معادلة الحل والربط في المنطقة. دور تجلّت آخر صوره في قدوم الموفدين رئيس الوزراء القطري ووزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو لإنعاش التسوية السورية السعودية قبل دخولها في الـ&laqascii117o;كوما" ومن دارة السيد حسن نصر الله في الضاحية الجنوبية لبيروت.
واقع الأمر، أن أياً من المصفقين للدور القطري في لبنان، حتى فريق المعارضة السابقة، لم يسقط من حساباته يوماً محور المصالح الذي جمع الامارة الصغيرة مع الادارة الاميركية وإسرائيل. هذا الفريق تحديداً، كان يلمس عبر &laqascii117o;الجزيرة"، الناطقة باسم دولة قطر، ترويجها لوجهة النظر الإسرائيلية بقدر حماسها لدعم &laqascii117o;المقاومة"، وثمة وقائع من داخل المحطة نفسها تتحدث من دون الحاجة الى التحليل، وهي التي تأتمر بأوامر أمير قطر مباشرة وليس عبر فلان أو فلان، لكنه تصرّف على اساس اقتراب قطر من خياراته السياسية وبدء انفكاكها عن المعسكر الآخر، وليس العكس. وينقل عن مرجعية سياسية قولها &laqascii117o;لم يكن بإمكاننا رفض الوساطة السياسية او مساعدات الإعمار طالما اننا لم نقدم اي تنازلات في المقابل، حتى مع إدراكنا للغة &laqascii117o;البيزنس" والمصالح التي تربطها بواشنطن وتل ابيب".لم يضع هذا الفريق في الحسبان أن قطر لا تستطيع أن تتنفس الا بقرار أميركي وثمة قاعدة أميركية قيادية على أراضيها قيد التوسيع حالياً، وأن اعتباري الغاز و&laqascii117o;الجزيرة" سقفهما ما تمليه الادارة الأميركية التي طلبت قبل سنة من جميع العاملين في مكاتبها أنه ممنوع تجاوز سقف خطاب باراك أوباما في تركيا والقاهرة، وأن مرحلة جديدة من التعاطي الأميركي مع المنطقة قد بدأت وليس بالضرورة أن تتخذ لا شكل العراق ولا أي نموذج آخر بل ثمة وسائل وآليات جديدة....
في ميزان هذا الفريق ادت المقاربات المتناقضة لقطر حيال الثورات العربية وانحيازها المفضوح في تنفيذ اجندات خارجية، عبر قناة &laqascii117o;الجزيرة"، وتأجيج مشروع الفتنة في سوريا، الى خسارة مزدوجة: فقدانها ورقة الدور المؤثر والوسيط في لبنان، دائماً من خلال دمشق، وإطلالها على القضية الفلسطينية من البوابة السورية. ثانياً خسارة رصيد المصداقية والموضوعية بعدما أدار جزء كبير من الشارع العربي ظهره لقناتها التي اخذت شعارات الحق لتبني عليها استراتيجيات الباطل. لذلك لا يشعر هذا الفريق اليوم بالخديعة &laqascii117o;ففي الحرب وقفت قطر الى جانبنا ولم يكن بإمكاننا إلا أن نلاقيها الى نصف الطريق. اما اليوم فنتعاطى مع الموضوع بكثير من البراغماتية. فمن انقلب على والده ليحظى بالإمارة قبل 16عاماً، يستطع بسهولة ان يطعن صديقه (الأسد) في الظهر. في البداية ركبت قطر موجة المقاومة بالتزامن مع مرحلة المناكفة مع السعودية، وها هي اليوم تركب موجة الثورات انسجاماً مع مشروع الرئيس باراك اوباما للتغيير في المنطقة". هو انقلاب مباح في السياسة، لكن أثمانه عرضة للأخذ والرد.... لقد عاد القطري الى قواعده سالماً بعدما قدّم ارواق اعتماده، هذه المرة علناً امام الاميركيين، بحثاً مرة اخرى عن منصب قيادي في العالم العربي أو ربما توهم بعضهم بأن قطر تملك قابلية أن تصبح دولة كبرى.
مع ذلك، تفيض قلوب بعض الناقمين على السياسة القطرية الحربائية لتطال أداء الامير نفسه الذي داوم، كما يقولون، &laqascii117o;في استوديوهات &laqascii117o;الجزيرة" ليشرف على رسم المخطط المطلوب في ليبيا والبحرين وسوريا. كما ان صاحب &laqascii117o;الخلفية الوهابية" هو نفسه من دفع أثمان استضافة كأس العالم أضعافاً". هؤلاء يتكئون على وثيقة نشرتها صحيفة &laqascii117o;يديعوت احرونوت" تبرز مجموعة الشروط التي وقعت عليها قطر لاستضافة &laqascii117o;المونديال"، منها إقناع سوريا بالتخلي عن دعم &laqascii117o;المنظمات الإرهابية"، ومتابعة الدعم لجنوب لبنان مما يقرّب امير قطر من &laqascii117o;حزب الله" والسعي لكشف موقع السيد حسن نصر الله من خلال هدايا تقدّم له تساعد على تحديد مكان وجوده عبر الأقمار الصناعية، والضغط على تركيا من اجل مقاطعة سوريا، وإثارة الملف الكردي، وتفعيل دور قناة &laqascii117o;الجزيرة" من خلال تغطيتها لملفات حساسة في كافة الدول العربية وفق مخططات تصل من مؤسسات إعلامية أميركية متخصصة بذلك، وإثارة ملفات الفساد في العالم العربي الخ...
وفي قاموس من صفّق بالامس لديناميكية قطر الزائدة في التحرّر من أثقال وجود أكبر قاعدة عسكرية اميركية للقيادة والسيطرة على اراضيها، فإن هذا الدور لم تكن غايته، برأي هؤلاء، سوى إنتاج مصداقية لقطر وشاشتها الفضائية، لكي تقوم لاحقاً بوظيفتها السياسية الاستراتيجية الكبرى في ادارة الفتن في المنطقة بهذا الشكل المفضوح في الأداء وتضخيم الأحداث. يتحدث هؤلاء عن بطيختين حملتهما قطر في اللحظة السياسية نفسها: بطيخة الصداقات السياسية المثيرة للشكوك وبطيخة دعم المقاومة. وفي منطق المصالح، لا يمكن لقطر الا ان تكون مكلّفة بهذا الدور تمهيداً لمهمة اكبر وضعها العقل الاسرائيلي في الادارة الاميركية.
ـ 'صدى البلد'
هاني فحص: بيت من حجارة وبنادق من زجاج
علي الامين:
نفت حركة امل في بيان أصدرته أمس أي مسؤولية لها عن تعرض عناصرها لمنزل العلامة السيد هاني فحص. ويأتي هذا البيان بعد اتهامات وجهت من قبل عائلة السيد ومن بعض جيرانهم الى عشرات العناصر من 'امل'، التي قامت ليل امس الاول بالاعتداء على منزل السيد، الكائن على طريق المطار قرب مقرّ المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى، الذي السيد فحص عضو فيه، وتمّ التعرض لافراد عائلته.
وفيما اكد افراد من العائلة ان المعتدين لم يخفوا هويتهم السياسية، اشاروا الى انهم اقاموا دعوى قضائية ضدّ المعتدين الذين تعرضوا حتى لزوجة السيد، في حين كان الأخير خارج لبنان، كما تعرّضو إلى نجله.
البيان الذي صدر لم يتضمن اي عبارة إستنكارية للتعرض لاحد ابرز رموز الطائفة الشيعية اللبنانية، دينيا وفكريا وثقافيا. هذا لا يعني بالضرورة ان ثمة قرارا من 'امل' بالتعدي، لكنه يظهر المدى الذي بلغه البعض في الاستخفاف بهذه الرموز ومحاولة النيل منها من دون ان يرف جفن لأصحابها.
فلو كان السيد فحص أحد المسؤولين الحزبيين العاديين في 'امل' او 'حزب الله'، هل كان جرى هذا الاعتداء، وإن من عناصر غير منضبطة او غير منظمة؟ بالتأكيد لم يكن احد ليجرؤ على التفكير في ذلك، لادراكه حجم العواقب الوخيمة على فعلته. لكن ربما تكمن جريمة السيد هاني فحص انه خارج هذه الثنائية من دون ان يضمر لها العداء، مقرا بوجودها، محتفظا لنفسه بمسافة لا تخلّ بالود والاحترام وتقر بالاختلاف والتمايز. وهذا ديدن من يماثل العالم والاديب ورجل الحوار، بأن يحتفظ بتلك المسافة التي تتيح الانسجام مع الدور الذي تفترضه شخصية عالم الدين والمثقف النقدي في السياسة والمجتمع. وهو من هو، ذو التاريخ النضالي وصاحب البصمات المضيئة في ثورة مزارعي التبغ قبل اربعة عقود، الى الثورة الفلسطينية التي لاتفارقه ولم يفترق عنها... مرورا بالثورة الاسلامية في ايران، ودوره الفاعل على مساحات الحوار المسيحي - الاسلامي والحوار اللبناني - اللبناني، الى غير ذلك من محطات مشرقة لا يطويها التاريخ، وهي مفخرة لاصحابها.
ما جرى من اسلوب ميليشيوي في التعامل مع هذا الموقع، بما يرمز اليه ويمثله، يكشف حجم التداعيات التي وصلت اليها البلاد والفوضى التي تنال من المواطنين الشرفا