- 'النهار'
'من يظُن أنه مُحصَّن يقع'
سركيس نعوم:
سألت المسؤول الرفيع جداً في اكبر تجمّع للجمعيات اليهودية الاميركية عن زيارة قام بها أخيراً 'زميل' له لسوريا قابل فيها الرئيس بشار الاسد. اجاب: 'لا استطيع ان اتحدث بالتفصيل عنها. ما علمته انه اجتمع مع الاسد ثلاث ساعات. ولم يحضر اجتماعهما احد. خاضا في موضوعات كثيرة، لكنهما لم يتطرقا الى موضوع ايران. كانت المحادثات جيدة جداً. ويبدو ان الاسد يريد استمرار الحوار مع زميلي هذا، وعرّجا في حديثهما على لبنان. تحدثا طويلاً عن سوريا واسرائيل وقضايا اخرى. بعد ذلك زار زميلي اسرائيل وقابل رئيس حكومتها بنيامين نتنياهو واطلعه على تفاصيلها. وبعد عودته الى بلاده زار البيت الأبيض واخبر عدداً من العاملين الكبار فيه كل شيء يتعلق بالزيارة'. ماذا قال 'زميلك' او 'رفيقك' للبيت الابيض ايضا؟ سألتُ. اجاب: 'حذّرهم من ان دور البحرين سيأتي بعد مصر، وكذلك دور قازاخستان، ودولة اخرى في تلك المنطقة (امتنع عن ذكر اسمها). ودعاهم الى الانتباه والى مواكبة حلفاء اميركا في المنطقة ومساعدتهم لإدارة الانتقال السلس من انظمة قمعية الى انظمة ديموقراطية وإن في الحد الادنى'.
ماذا عن حوادث سوريا التي بدأت اثناء زيارة 'زميلك' لدمشق او بعد بدئها؟ سألتُ. اجاب: 'ظل على اتصال مع دمشق بعد عودته الى واشنطن. والانطباع الذي كوّنه عن قيادتها يشير الى اقتناعها بقدرتها على تجاوز 'الازمة' الراهنة. طبعاً انا اعتقد و'رفيقي' ايضاً ان المبالغة في الثقة بالذات لا تجوز لأنها قد تكون مؤذية. عندما تعتقد انك مُحصَّن تقع. نجح الاسد في 'ترتيب' تظاهرات دمشق ومدن اخرى وانتهى منها. لكن ربما تسير تظاهرات اخرى. هناك يوم الجمعة او ايام جمعة مقبلة وهناك قتلى وجرحى. قد تفلت الامور من ايدي السلطة والمسؤولين. في حال كهذه ماذا يحصل؟ هل يسقط النظام السوري ورأسه بشار الاسد؟ هل يقوم الجيش السوري بانقلاب؟ وهل يَسمح بسقوط النظام ورحيل بشار بحمايته للتظاهرات الشعبية؟ هل عند الجيش السوري قدرة على الانقلاب؟ هذه اسئلة كثيرة وكبيرة. فهل لديك اجوبة عنها؟ على كل رُفِعت في درعا شعارات تقول: لا نموت من اجل ايران. ماذا يعني ذلك؟' اجبت: في رأيي، وقد اكون مخطئاً، لم يعد ممكناً حصول انقلاب عسكري ناجح في سوريا. القوات الخاصة والاجهزة الأمنية والقيادات الاساسية في الجيش كلها في يد النظام 'البعثي' إسماً ذي 'العصبية' المعروفة جوهراً. وذلك يحول دون تكوّن فريق يمثّل كل الفئات في سوريا قادر على إنجاح اي انقلاب. وفي سوريا كما تعرف هناك، ليس 'الحزب' فقط، هناك ايضاً العائلة والعشيرة والطائفة والمذهب. الاحتمال الاكثر ترجيحاً في حال فشل نظام الاسد في ضبط الاوضاع ولجم التدهور الشعبي - الامني، ليس الانتقال الى نظام جديد، بل الى اقتتال اهلي.
سأل: 'هل تقصد يمكن ان تندلع اشتباكات سنّية – علوية وان تحصل ربما مجازر؟' اجبتُ: 'صحيح. ذلك ممكن، لكنه قد يُطلِق قتالاً يدوم طويلاً وربما سنوات. تذكَّر فقط حرب لبنان التي بدأت عام 1975 وانتهت عسكرياً عام 1990، والتي لا تزال مندلعة سياسياً. تذكَّر لبنان بكل ما حصل فيه اذ ربما يعيد التاريخ نفسه في سوريا وفيه ايضاً.
كما يمكن ربما ان تسطّر التطورات تاريخاً جديداً لا يمكن الجزم منذ الآن بصلاحه او بسوئه. سأل: 'ايران ماذا تفعل؟ انها مؤثرة في سوريا وموجودة في كل مكان. هل ترسل قوات عسكرية لمساعدة نظام الاسد؟' اجبت: ايران تساعد سوريا من زمان اقتصادياً وتسليحياً. لكنها تساعد ايضاً في تدريب وحدات عسكرية سورية. وتساعد على نحو غير مباشر ولا سيما في لبنان . طبعاً هذا الدعم من خلال لبنان قد يتحول ضغطاً اذا ساءت العلاقة بين دمشق وطهران. إلا أن هذا الاحتمال غير مطروح حالياً عند الدولتين. علّق. 'اتصلت بالبيت الابيض. قلت لاصدقاء فيه لماذا لا تقولون كلمة عن لبنان؟ مئات الآلاف تظاهروا وخاطروا بأرواحهم للقول 'لا لسلاح 'حزب الله'. لماذا لا تقولون شيئا؟ ماذا تريدون؟' علّقت: ربما لأنهم لا يريدون او لا يعرفون. على كل لبنان و'الحزب' جزء من مشكلة اقليمية اكبر لا يمكن حلها انطلاقاً من لبنان الضعيف والمفكك بل من امكنة اخرى. ولبنان ليس في حساب احد اميركياً واقليمياً.
بماذا علّق المسؤول الرفيع جداً في اكبر تجمّع للجمعيات اليهودية الاميركية؟
- 'النهار'
مهلة التريث لميقاتي قد تكون الأخيرة: إما الاعتذار وإما حكومة 'الأمر الواقع'؟
هدى شديد:
صحيح ان دورة جديدة من دورات مسار التأليف المتعثّر قد انتهت عند حائط مسدود. وصحيح أيضاً ان الرئيس المكلّف نجيب ميقاتي كان متجهاً فعلاً الى خيار الحسم النهائي خلال هذا 'الويك - أند'، وعرض حكومة 'أمر واقع' على رئيس الجمهورية ميشال سليمان، بعدما استنفد كل محاولاته التوفيقية دون جدوى. ولكن وفق معلومات 'النهار'، فإن ميقاتي لم يعدل عن خياره هذا، بل تريّث في الساعات الأخيرة استجابةً لتمني المعنيين بحركة الاتصالات في الأكثرية الجديدة، وفي مقدمهم رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي دخل شخصياً على خط الوساطة، في اتجاهات ثلاثة: بدءاً من بعبدا، والرابية أول من أمس، واستكمل حركته امس مع 'جاره' الرئيس المكلّف في فردان.هذا التحرك الجديد، بادر اليه بصمت رئيس المجلس، بإخراجه الملف الحكومي من 'كفنه' الى 'غرفة الإنعاش'، واضعاً جميع الأطراف المعنيين في الأكثرية الجديدة أمام خطورة الفشل في تشكيل حكومة. من هنا انطلق العمل الجاد خلال الساعات الأخيرة لإيجاد حلّ وسط لحقيبة الداخلية يمكن ان ينسحب حلحلة متسلسلة على العقد الأخرى، وخصوصاً مع بروز نيات جدية لدى رئيس الجمهورية والعماد ميشال عون من أجل التسهيل من دون انكسار. وفي آخر المعلومات ان البحث يجري عن شخصية مدنية معروفة بحيادها للداخلية. ولم تكن الزيارة التي قام بها النائب السابق ناظم خوري للرئيس المكلف أمس موفداً من رئيس الجمهورية ببعيدة عن المسعى الجديد.وعلمت 'النهار'، من مصادر مواكبة، أن ميقاتي كان دخل قبل نهاية الأسبوع في دراسة معمّقة للخيارات المتاحة أمامه إزاء استمرار 'الشروط التعجيزية' التي منعته إلى الآن من تشكيل الحكومة. وهذه الخيارات محصورة بثلاثة: الاعتذار، أو تقديم حكومة وفق رؤيته، أو الاستمرار في حال المراوحة. ولمن يتابع ميقاتي في يومياته، من الطبيعي أن يلاحظ لديه هواجس من كل من هذه الخيارات: فالاعتذار غير وارد لسببين: الأول، أنه سيدخل البلد في متاهة استشارات جديدة قد تعيد الاحتقان الذي كان سائداً عشية تكليفه وهو الذي جاءت تسميته مخرجاً لواقع البلد الذي كان مأزوماً ومتجهاً نحو مشكلة كبيرة. والثاني لأن أي مشاورات لتسمية رئيس للحكومة لن تغيّر في الواقع شيئاً وستعود الأمور إلى الدوامة ذاتها مع احتمال أن يشكّل ذلك انتكاسة للاستقرار القائم.أما خيار 'حكومة الأمر الواقع' فإنه يخضع لدراسة معمّقة على مستوى النتائج والتداعيات. ومعلوم أن الرئيس ميقاتي الذي يتلقى السهام من 'شركائه' في الحكومة، فيما ترتفع الأصوات المطالبة بأن يحسم أمره بإعلان تشكيلته، لا يريد في هذا الوقت أن يقول كل ما لديه وأن يضع النقاط على الحروف في المسؤولية عن التأخير. وهو في الوقت عينه لم يعد يقبل أن ترمى المسؤولية عليه بينما هو أكثر المستعجلين لإعلان الحكومة. ومعلوم ايضاً ان تشكيل 'حكومة أمر واقع' يشكّل ضربة للأهداف التي وضعها نصب عينيه، وفي مقدّمها المحافظة على الاستقرار. وفضلاً عن كل ذلك، يعلم ميقاتي، أن هذه الخطوة ستحشر جميع شركائه في الحكومة وستؤدي إلى مشكلة بينه وبينهم. وهو لا يجهل طبعاً أن لا فرصة في الحياة طويلاً لمثل هذه الحكومة، إما بعدم نيلها ثقة المجلس النيابي وإما باستقالة وزراء فريق 8 آذار الذين يشكّلون أكثر من الثلث.وفي الخيار الثالث، أي الرهان على عامل الوقت والمراوحة والانتظار، فهو يعرف أن وهج تسميته بدأ يبهت وطنياً، بسبب التأخر في تشكيل الحكومة، رغم معرفته أن شارعه يقف إلى جانبه ويؤازره ضد محاولات التعدّي على صلاحيات رئاسة الحكومة، وخصوصاً بعد أن أظهر لهذا الشارع أنه من أكثر رؤساء الحكومات حرصاً على موقع رئاسة الحكومة وصلابة وعناداً في الدفاع عنها. وأبعد من ذلك، يعلم ميقاتي أن لهذا الخيار أضراراً عليه أكثر منها على لبنان الذي يبدو أنه بدأ يتعايش مع الواقع خياراً أفضل من الذهاب إلى خيارات مكلفة وطنياً.هل سيقلب الرئيس المكلف الطاولة في وجه الجميع بالاعتذار أو بـ'حكومة الأمر الواقع' مع ما لكل من الخيارين من ضرر كبير على البلد في هذه اللحظة من انعدام الوزن السياسي؟ لا شكّ في أن لميقاتي، من وجهة نظر المواكبين له، فوائد شخصية في اللجوء إلى أحد الخيارين، بحيث أنه يحفظ نفسه سياسياً. ولكن هل يختار مصلحته الشخصية أم يضطر إلى التضحية بالشخصي لحماية لبنان من الانهيار، وعلى قاعدة أن الضرر القليل المتراكم أفضل بكثير من الخطر الكبير الداهم؟ من انتظر طويلاً، يمكنه أن ينتظر الإجابة خلال أيام قليلة، هي مهلة الوعد الجديد الذي أعطاه ميقاتي بالتريّث، وبعدها حتماً سيحسم...
- 'السفير'
داود رمال:
... أوضحت أوساط سياسية واسعة الاطلاع &laqascii117o;ان هناك ثلاثة عناوين تتحكم بأبعاد تشكيل الحكومة وهي:
اولا، البعد السياسي، اذ ما زالت المشاورات جارية في هذا الاطار بين مختلف الافرقاء إما مباشرة أو بالواسطة.
ثانيا، اقتصادي، وسط المحاذير والمخاوف من انعكاسات استمرار حالة الفراغ على الواقع الاقتصادي، خصوصا أن لبنان على أبواب موسم السياحة والاصطياف والذي سيتركز هذا العام على شهري حزيران وتموز كون مصادفة شهر رمضان المبارك في آب، وبالتالي تشكيل الحكومة سيوفر إطارا مريحا لهذا الموسم السياحي الواعد.
ثالثا، أمني، يرتبط بأهمية الحفاظ على الاستقرار والهدوء وهذا الامر قائم حاليا، ويتم عرضه أسبوعيا وكلما دعت الحاجة، خلال زيارة العماد قهوجي للقصر الجمهوري. ومن هذا البعد يمكن مقاربة دور المؤسسة العسكرية التي يريحها جدا انتظام عمل مؤسسة مجلس الوزراء الذي يؤمن الغطاء السياسي لها ولكل الاجهزة الامنية للقيام بعملها ومهامها، خصوصا اذا حصل أي مستجد، وهي تخضع للقرار السياسي.
وحول ما أشيع عن طرح توزير قائد الجيش كمخرج لعقدة الداخلية لفتت الاوساط الانتباه الى ان &laqascii117o;هذا الامر لم يتم التداول به على مستوى رئاسة الجمهورية، وحتى لو كان هذا الطرح جديا، فإنه فات البعض محاذير آنية واستثنائية ناجمة عن كون موقع رئيس الاركان في الجيش اللبناني شاغرا، واذا شغر ايضا موقع قائد الجيش فإن المؤسسة العسكرية تصبح بلا رأس، وهذا الامر في غاية الخطورة ولا يصح التعاطي معه بخفة". واستغربت الاوساط &laqascii117o;محاولات الإيحاء من البعض، وكأن الرئاسة، وقيادة الجيش في موقعين مختلفين، ولعله من الاجدى لهم ان يكفوا عن الخوض في أمور كهذه بعيدة كل البعد عن الواقع، فالحرص مشترك من رئيس الجمهورية والعماد قهوجي على عدم الزج بالمؤسسة العسكرية في السجالات السياسية والنأي بها عن أي اصطفاف، ولن تنجح محاولات دق إسفين بين المؤسسة العسكرية والرئاسة الأولى".
- 'الأخبار'
&laqascii117o;سين ـ سين" بري مجدّداً: مناورة أم مبادرة؟
ثائر غندور:
... أمّا الجنرال ميشال عون، فيرفع سقوفه الإعلاميّة يوماً بعد آخر، ويخوض معركة حادّة مع رئيس الجمهوريّة. ويطال ميقاتي بسهامه، لا لسبب إلّا لأن رئيس الحكومة المكلّف يقف بينه وبين سليمان. ثم إن عون يُفاوض رئيس حكومة فقد الثقة به مطلقاً. ويتصرّف عون تصرّف العارف أن حزب الله يحتاج إليه. لا يُقدّم تنازلات جديّة. بينما لا يُمارس حزب الله ضغوطاً جديّة لتأليف الحكومة. هو يُعلن ويؤكّد أنه يُريد الحكومة في أسرع وقت، لكن هناك من يتشكّك في هذا الكلام. فالأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله يستطيع أن يدعو المعنيين بملف الحكومة إلى اجتماع في الضاحية، ويضع أمامهم كلّ المعطيات، ويضغط لتأليف الحكومة. هو لم يفعل هذا حتى الساعة. ولا تُسمع من الضاحية أصداء انزعاج من أيٍّ من اللاعبين الحكوميين، ما عدا ميشال سليمان، بينما ينتقل بعض المقرّبين من حزب الله من منطقة إلى أخرى لمحاربة &laqascii117o;انتشار الكحول" وكأن كلّ شيء على ما يُرام، ولا ينقص لبنان ليُصبح جمهوريّةً كاملة سوى منع الكحول.أمّا &laqascii117o;مخضرما" السياسة اللبنانيّة، الرئيس نبيه بري والنائب وليد جنبلاط، فيُعلنان يأسهما من التأليف. فبري يدعو إلى الصلوات من دون نتيجة. يُحدّد مواعيد من دون تحقيقها. وجنبلاط يُعلن أنه لا يستطيع فعل المزيد. أوّل من أمس، لعب برّي لعبته المفضّلة. أبلغ عون أن الوقت لم يعد مفتوحاً أمام حكومة ميقاتي؛ لأن البديل هو عودة &laqascii117o;سين ـــــ سين". ربما كان بري قد رمى من وراء هذا الكلام إلى الضغط على عون بطريقة غير مباشرةٍ، فهو يعرف مدى حساسيّة الرجل تجاه الرئيس سعد الحريري. لكن، قد يكون كلامه إشارة إلى اتفاق يُعَدّ بين سوريا والسعوديّة، وخصوصاً أن دمشق تحتاج اليوم إلى حكومة في لبنان، وتحتاج إلى علاقة ممتازة مع السعوديّة لتصرفها في وضعها الداخلي.بغض النظر عن جديّة كلام بري، أو أنه مناورة، إلّا أن كلام وزيرة المال عن التحديّات الماليّة أمام الدولة، هو تعبير عن عودة اللعب على أعصاب اللبنانيين وتحذيرهم من أن منقذهم الوحيد مالياً هو سعد الحريري، وكأن السياسات الاقتصاديّة للحريريّة بدأت منذ يومين. وكأن اللبنانيين لم يُعانوا ما يكفي من هذه السياسات.
- 'النهار'
ابراهيم بيرم:
... برز رأيان في داخل اوساط الاكثرية الجديدة، الاول يزعم ان ميقاتي الطامح الى ان يحجز لنفسه مقاما محمودا في نادي رؤساء الوزراء في لبنان، والذي لم يكن قد مضى زمن على حمله 'جمرة' الامانة الملتهبة، لن يقدم على هذا الفعل الذي هو اقرب الى ان يكون فعل اليائسين الذين سدت امامهم المنافذ واستنفدوا الحيل.والثاني يقول ان ميقاتي لم يصل بعد الى هذه المرحلة التي من شأنها ان توصد الابواب بينه وبين قوى الاكثرية الجديدة التي لها حضورها القوي في الداخل، ولن يهدم حيطان العمار التي ارتفعت منذ زمن غير بعيد بينه وبين دمشق، بعد اعوام من القطيعة.وبناء على هذه المعطيات، بدا واضحا حينها، وبحسب قراءة اطراف الاكثرية النيابية الجديدة ان ميقاتي بسماحه بترويج هذا المصطلح، يريد ان يمارس مناورة سياسية جديدة في نوعها وغير مألوفة في جوهرها وتوقيتها، ويريد من خلال كل ذلك ان يحقق الآتي:
1 – ان يقول لمن يعنيهم الامر، انه ممسك بما انطوى عليه الدستور من حقوق له من خلال موقعه كرئيس وزراء مكلف.
2 – انه يريد ان يبعث برسالة الى من حاول التشكيك بـ'سنيته'، انه محافظ على موقع الرئاسة الأولى أكثر من سلفه الذي ارتكب 'خطأ قاتلاً' يوم سمح لزعيم 'التيار الوطني الحر' النائب العماد ميشال عون أن يسمي من الرابية وزراءه في حكومة الوحدة الوطنية المقالة مخالفاً الاعراف وجوهر الدستور، وهو خطأ ضرب الحريري حينذاك، الصفح عنه.
3 – ان ميقاتي يريد ان يعطي انطباعاً فحواه انه لا يتحرك ولا يسير في مهمته، تحت وطأة وضغوط من هنا وهناك، ولا تحت وطأة تهويلات تصدر عن هذه الجهة او تلك.
4 – وأبعد من ذلك كله، ان حكومة الأمر الواقع لا تتكامل وتتحول الى امر واقع الا نتيجة تفاهم سياسي تام بينه وبين الرئاسة الاولى، طرفاه ان هناك من يقدم التشكيلة الحكومية العتيدة وهناك من يوقع مراسيمها ويصدرها.
- 'السفير'
ضعف أميركا في قوتها
سمير كرم:
عندما بدأت ثورات العرب ـ تونس ثم مصر ـ قبل شهور قليلة، بدا بوضوح في رد الفعل الاميركي الشعبي، ان ثمة &laqascii117o;غيرة" اميركية من مقدرة الشعوب العربية للتصدي لحكامها المستبدين الذين يملكون من أساليب القهر والقمع ما لم تعرفه اميركا في اي مرحلة من تاريخها.وقتها اظهرت ردود الفعل الاميركية وجود حاجة ماسة لدى الشعب الاميركي لتحدي نظام الحكم القديم الذي يرسخ على إرادته من إدارة جمهورية الى إدارة ديموقراطية. بدا بوضوح ان الشعب الاميركي ـ العمال ومحدودي الدخل والفقراء الذين يمثلون، شأن اي شعب آخر في العالم، الاغلبية الاكبر من السكان ـ يريد ان يؤكد ذاته في مواجهة هذا النظام الذي يفترض العالم الخارجي انه الاكثر ديموقراطية، وان لم يجرؤ احد على ان يعتبره الاكثر مساواة. ان الشعب الاميركي يريد ان يسمع صوته للدنيا على النحو الذي فعله المصريون في ميدان التحرير.واعتبر العمال الاميركيون ـ الذين تزامنت تظاهراتهم في ولاية ويسكونسين مع مليونيات ميدان التحرير في القاهرة انهم يستمدون إلهاما من هذه التظاهرات المصرية. وبدا الامر لنا على هذا الجانب من العالم انه لا يصدق او على الأقل لا يكاد يصدق. انما بقيت الحقيقة التي تؤكد ان الشعب الاميركي يتوق لأن يخرج في الميادين &laqascii117o;يمشي كما المصريين" معبراً عن احتجاجه واعتراضه على الاوضاع السائدة في بلاده. الاوضاع التي تجعل رجل الشارع الاميركي مغبونا ومديونا ومنكسرا ومستغلا، شأنه شأن الذين يثورون في الشرق الاوسط العربي وينالون تأييد النظام الاميركي الحاكم.هذه هي الخلفية الحقيقية التي عليها تم تنفيذ خطة اغتيال اسامة بن لادن بنجاح في مدينة أبوت أباد الباكستانية، والتي ادت اذاعة خبرها ببيان قرأه الرئيس الاميركي باراك اوباما بنفسه على الشعب الاميركي. اما لماذا نعتبر ان هذه هي الخلفية الاميركية الحقيقية لاغتيال بن لادن، فإن لهذا أسباباً عديدة: اولها ان من المؤكد ان القوات الخاصة الاميركية سبق ان نفذت خلال السنوات العشر الماضية عدة عمليات اغتيال ضد بن لادن، او عمليات كانت ترمي الى اعتقاله ونقله الى الولايات المتحدة لمحاكمته، ولكن هذه العمليات وتلك فشلت وطوتها سياسة السرية التي احاطت بها الى النهاية. وثانيها ان المعلومات الاميركية نفسها سبق ان كشفت ان الولايات المتحدة عرفت منذ عام 2008 محل اقامة بن لادن في مدينة ابوت اباد الباكستانية، ولكنها لم تقدم على محاولة اغتياله طوال ثلاث سنوات، كان يمكنها خلالها ان تنفذ الخطة نفسها التي نفذت قبل ايام. ثالثا انه كان بإمكان القوات الخاصة الباكستانية ان تنفذ خطة اغتيال زعيم القاعدة بمجرد ان كشفت مسكنه الحقيقي في هذه المدينة الباكستانية، وأغلب الظن ان الولايات المتحدة منعت الباكستانيين من تنفيذ مثل هذه الخطة لتبقى امتيازاً لها وحدها. وبالمقابل فإن الرئيس الاميركي اعلن ان تعاون الولايات المتحدة مع باكستان في مكافحة الارهاب قد ساعد اميركا على الوصول الى بن لادن والى المجمع السكني الذي كان يختبئ فيه.ويمكن ان تكون هناك اسباب رابعة وخامسة وسادسة لحقيقة ان الخلفية الحقيقية لعملية اغتيال بن لادن ـ والتوقيت الذي اختارته واشنطن الرسمية لها ـ تتعلق بمد الشعب الاميركي بما يعوضه عن الشعور بالغيرة ازاء خروج التظاهرات الثورية العربية بكل الزخم الذي خرجت به وقهرت نهائياً اثنين من اعتى نظم الحكم في المنطقة العربية. انما لا بد من التأكيد في هذا السياق ان قرار واشنطن الرسمية ـ واشنطن الرئاسة والمخابرات - بأن تكون غاية الخطة هي اغتيال بن لادن وليس اسره ونقله الى الولايات المتحدة، إنما يرجع الى رغبتها الأكيدة في ان تعفي الاميركيين من تعقيدات تنشأ عن اقوال يدلي بها بن لادن اثناء محاكمته، ويكون من شأن هذه الأقوال ان تكشف او تثير الشكوك حول علاقات المخابرات الاميركية بتنظيم القاعدة وبن لادن نفسه. وهنا لا يمكن استبعاد احتمال ان تكون المخابرات الاميركية هي التي قررت ان يكون الهدف المباشر هو اغتيال بن لادن.. أي إسكاته الى الأبد وإرساله الى قبره ومعه كل ما يعرف من اسرار العلاقات الاميركية مع القاعدة.وهنا ايضا لا يمكن استبعاد ان تكون السعودية قد طلبت ان يتم اغتيال بن لادن حين يبدو ذلك ممكناً وليس أسره او محاكمته. فالسعودية احرص على سمعة علاقاتها بالمخابرات الاميركية من ناحية وبتنظيم القاعدة من ناحية اخرى، وكذلك تنظيمات الجهاديين الدينيين والسلفيين الأخرى على إطلاقها. ولا شك ان القاعدة الاساسية التي تراعيها واشنطن الرسمية بالنسبة للعلاقات الاميركية ـ السعودية هي ان السعودية ابقى، وينبغي ان تكون ابقى، من اي تنظيم &laqascii117o;ارهابي" محلي او إقليمي او عالمي. وبتعبير اوضح: يذهب بن لادن وتبقى السعودية. ولهذا فإن الحكومة الاميركية حريصة كل الحرص على ان لا تتفوه بكلمة عن انتماء بن لادن الاصلي للسعودية بل للطبقة الحاكمة السعودية.ولا تحب الاجهزة الاميركية ان تأتي من بعيد او من قريب على سيرة المنشأ الاميركي لتنظيم القاعدة برئاسة بن لادن منذ ايام الاحتلال السوفياتي لأفغانستان. وذلك على الرغم من ان هذا لم يعد سراً او هو سر يعرفه الجميع.ونعود الى الخلفية الحقيقية لاغتيال بن لادن وهي المشاعر المضغوطة لدى الشعب الاميركي في مواجهة نظامه الحاكم. وقد رأينا بأنفسنا كيف ان إذاعة نبأ نجاح عملية اغتيال بن لادن قد أطلق مشاعر الاميركيين من عقالها. لقد بدت التظاهرات الليلية امام البيت الابيض وفي مكان مأساة برجي التجارة العالمية وكأنها جزء من تظاهرات مدينة العزيزية في تونس او تظاهرات ميدان التحرير في القاهرة. بالأحرى بدا واضحاً ان الشعب الاميركي وجد في اغتيال زعيم القاعدة فرصة لا يمكن تفويتها للتعبير عن مشاعر شعبية غامرة. هاهي اميركا تنجح فيما فشلت فيه لعقود طويلة. هاهو الشعب الاميركي يجد الفرصة التي لم تتح له من قبل ليؤكد انه يستطيع ان يتظاهر عفوياً وأن يعبر عن مشاعره... حتى وإن لم يستطع في مثل هذه المناسبة ان يعبر عن ثورة او انتفاضة او حتى مجرد سخط. نجح باراك اوباما في ان يتيح للأميركيين ما لم يتحه غيره من الرؤساء الاميركيين الذين سبقوه. وهو أن يخرجوا في تظاهرة صاخبة تعلن ولاءها للولايات المتحدة الاميركية. نجح في أن يتيح للأميركيين ما هو بديل عن الثورة. وسيؤدي هذا بالتأكيد الى تأجيل هذه الرغبة العارمة الغيورة في ثورة حقيقية، ثورة على غرار الثورة المصرية او التونسية. لكن الشيء الذي لم يستطع الرئيس الاميركي ان يعد به الاميركيين هو ان تنتهي حرب اميركا في افغانستان (وباكستان). انه لم يستطع ان يصور اغتيال بن لادن كأنه انتصار استراتيجي يسمح للقوات الاميركية في افغانستان (التي زادت الى ثلاثة امثال ما كانت عليه قبل ان يتولى الرئاسة في عام 2009) بأن تعود الى بلادها. ليست هذه احدى النتائج التي يمكن ان يجرؤ مسؤول اميركي على الزعم بها، حتى ولا الرئيس الاميركي نفسه.بل ان الرئيس اوباما لم يستطع ان يعد الشعب الاميركي، بعد التخلص من اخطر عدو لأميركا في العالم، بأن يكف عن التوسع في القوة العسكرية الاميركية المنتشرة في انحاء العالم. فالحقيقة الساطعة هي انه لم يكن لبن لادن دور في حرب اميركا في افغانستان او العراق او ليبيا، وهي الحروب الخارجية الثلاث التي تتدخل الولايات المتحدة فيها على حساب الشعب الاميركي أرواحاً وأموالاً.ويحق لنا ان نتساءل ـ ما دام اوباما قد اهتم الى اقصى حد بتفاصيل التفاصيل في خطة اغتيال بن لادن وكيفية الاعلان عن نجاحها ـ هل تعمد الرئيس الاميركي ان يكون تنفيذ الخطة والاعلان عنها في اليوم نفسه الذي احتفلت فيه اسرائيل بذكرى المحرقة (الهولوكوست) التي ارتكبها الالمان النازيون ضد اليهود إبان الحرب العالمية الثانية؟ ام ان الصدفة وحدها جعلت المناسبتين تأتيان في يوم واحد؟ليس هذا ـ كما قد يبدو من الوهلة الاولى ـ سؤالاً عربياً بحتاً، بل الاحرى ان يكون سؤالاً اميركياً لأنه يرتبط اكثر ما يرتبط بالسؤال التلقائي الذي اثارته عملية اغتيال بن لادن بعد ثلاثة اعوام من معرفة المخابرات الاميركية بالموقع الذي كان يختبئ فيه زعيم القاعدة، ونعني السؤال عما اذا كان اوباما قد قصد بهذا التوقيت إنعاش الفرص لإعادة انتخابه لفترة رئاسة ثانية؟
لقد ردد المتظاهرون امام البيت الابيض يوم الاثنين الماضي شعار: &laqascii117o;اربع سنوات اخرى". ولكن هل يظل هذا الشعار مسموعاً في آذان الاميركيين حتى يوم الانتخابات الرئاسية في يوم الثلاثاء التالي لأول يوم اثنين من شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2013؟ اغلب الظن ان الشهور العشرين من الآن حتى موعد انتخابات الرئاسة الاميركية ستحفل بأحداث اميركية وعالمية لا يمكن حصرها من الآن وستكون لهذه الأحداث تأثيراتها على نتائج الانتخابات. هذا مع افتراض ان اوباما سيجتاز داخل حزبه الديموقراطي عقبة الانتخابات الاولية التي يختار فيها كل حزب مرشحه. ولعل الاهم وسط كل هذه الاحداث هو تاثير الازمة الاقتصادية التي لا تزال تعتصر حياة الاميركيين والتي يبذل الاعلام الاميركي اقصى ما بوسعه من جهد لتصويرها على انها تتزحزح ببطء شديد.لكن الأهم اننا هنا لا بد ان نفكر فيما سيكون من امر الثورات العربية التي يمكن ان تستمر في إلهام الشعب الاميركي طموحه لأن يتحدى النظام الحاكم.ستكون معركة انتخابات الرئاسة الاميركية القادمة اخطر معركة يخوضها الشعب الاميركي من موقع يدرك فيه ان اميركا قد ضعفت الى حد يجعل من قوتها المعروفة نظرياً السبب الاول لضعفها. والأرجح ان اميركا ستكون وقتها ـ كما هي الآن ـ متورطة في حروبها الراهنة الثلاث. والأرجح ايضا انها ستكون ـ كما هي الآن ـ تحت تأثير ازمتها الاقتصادية الكبرى. والأرجح ـ ثالثا ـ انها ستكون ـ كما هي الآن ـ متورطة في &laqascii117o;الحرب العالمية على الإرهاب" التي اعلنتها بنفسها قبل اكثر من عشر سنوات وربما تكون قد حققت بعض النتائج الجزئية، انما غير الحاسمة، فيها.ترى كيف سيكون العالم بعد عشرين شهراً من الآن؟هل سيكون في حالة مواجهة مع اميركا؟ ام انه سيكون في حالة رضوخ جزئي لإرادتها؟ أم أن رحلة الغروب عن دور الدولة الأعظم ستكون قد بدأت؟اياً كان الحال عندئذ فإن ذكرى اغتيال بن لادن لن تكون باقية في الأذهان.وستكون باقية في الأذهان حقيقة ان الثورات العربية غيرت المنطقة والإقليم والعالم، وليس الإرهاب في أي من درجاته أو أشكاله.وستكون باقية في الأذهان ان اميركا مارست قوتها في العالم بطرق خاطئة ولأهداف غير قابلة للتحقق حتى وصلت الى الخط الذي فيه اصبح ضعفها في قوتها.
- 'النهار'
الأسد واللاءات الدولية الأربع
عبد الكريم أبو النصر:
'السوريون ليسوا وحدهم والمجتمع الدولي لن يتخلى عنهم بل ان الجهات الاقليمية والدولية المعنية بالأمر قررت توزيع الأدوار والمهمات في ما بينها ومساعدة الشعب السوري بطرق مجدية ومناسبة على تحقيق مطالبه الحيوية المشروعة، من خلال تبني استراتيجية اللاءات الأربع في التعامل مع نظام الرئيس بشار الأسد'.هكذا حدد مسؤول أوروبي مطّلع الموقف الدولي الحقيقي من التطورات البالغة الأهمية التي تشهدها سوريا، موضحاً بناء لمعلوماته، ان استراتيجية اللاءات الأربع تتضمن الآتي: أولاً- الامتناع عن مساعدة السوريين على اسقاط نظام الأسد بالقوة المسلحة لأنهم يرفضون أساساً هذا الخيار وهذا النوع من التدخل الأجنبي ويريدون أن يتحقق التغيير في بلدهم سلمياً من الداخل. ثانياً - الامتناع عن مطالبة مجلس الأمن باصدار قرار جديد يسمح باستخدام القوة المسلحة في سوريا لأن الدول البارزة، ولأسباب عدة، ليست راغبة في تكرار تجربة العراق أو تطبيق التجربة الليبية في التعامل مع الواقع السوري المعقد. ثالثاً - رفض تشجيع السوريين على امتلاك السلاح واستخدامه وتبني خيار المواجهة المسلحة مع نظام الاسد لأن ذلك يخدم مخططات النظام وينقل المعركة الى الساحة الأمنية مما يتناقض ومصالح الشعب السوري. رابعاً - رفض التساهل والتسامح مع نظام الأسد وتركه يتصرف بحرية ويواصل التعامل مع المحتجين بالوسائل القمعية متجاهلاً حقوقهم وتطلعاتهم المشروعة المدعومة دوليا'.والعقوبات والاجراءات الأميركية - الأوروبية - الدولية المتنوعة ضد نظام الأسد، غير المسبوقة منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، تدخل ضمن استراتيجية اللاءات الأربع وترمي الى تحقيق هدفين أساسيين، استناداً الى هذا المسؤول الأوروبي: الهدف الأول هو طمأنة الشعب السوري الى ان الدول البارزة ترفض التساهل والتسامح مع نظام الأسد وانها لن تعقد أي صفقة معه على حساب المصالح المشروعة للسوريين بل انها انتقلت من مرحلة الانفتاح عليه والتعاون المشروط معه الى مرحلة المحاسبة الجدية والتشدد في التعامل معه وتصعيد الضغوط عليه أكثر فأكثر لدفعه الى وقف العنف وتبني نهج التغيير والاصلاح. واذا لم يرضخ النظام فسوف تتخذ اجراءات اشد قسوة وتأثيراً عليه قد تستهدف الرئيس الأسد شخصياً. الهدف الثاني هو تعميق النقاش الجدي الذي بدأ داخل القيادة السورية وفي الجيش وبين مكونات الحكم في شأن خطورة انكار الحقائق وجدوى مواصلة 'السياسة الانتحارية' الحالية التي يخسر فيها الجميع. وتأمل دول غربية بارزة في أن يؤدي هذا النقاش الداخلي الى انشقاقات مهمة وتصدعات حقيقية في النظام مما يضعفه ويساعد على انجاز التغيير.لماذا لم تطالب أميركا ودول غربية أخرى برحيل الأسد وبنزع الشرعية عنه الى الآن كما فعلت في تعاملها مع حسني مبارك ومعمر القذافي وصدام حسين؟ ديبلوماسي أوروبي مطلع قال لنا ان ذلك لم يحدث الى الآن لثلاثة أسباب رئيسية هي: أولاً - هذا المطلب لن يكون مجدياً ومؤثراً، ما لم ترافقه اجراءات محددة عسكرية أو غير عسكرية لاسقاط النظام، ثانياً - طرح هذا المطلب يدفع النظام الى تصعيد المواجهة مع المحتجين، ثالثاً - هذا المطلب يقضي على جهود تبذلها تركيا وجهات أخرى لمحاولة اقناع الأسد بالتخلي عن العنف والتحاور جدياً مع مواطنيه من أجل التوصل الى عقد سياسي جديد معهم.
ولخص الديبلوماسي الأوروبي الوضع: 'أخطأ الأسد في حساباته ورهاناته اللبنانية عامي 2004 و2005 فاضطر، اثر ضغوط لبنانية واقليمية ودولية كبيرة، الى الانسحاب من لبنان والتخلي عن حكم هذا البلد من غير أن تحتاج الدول البارزة الى أن تستخدم القوة المسلحة ضده. والرئيس السوري يخطئ اليوم في حساباته ورهاناته الداخلية والخارجية اذ انه يخسر العالم والدول البارزة فيه ويخسر ثقة الكثير من السوريين به ويجد نفسه يواجه أخطر أزمة منذ تسلمه السلطة من غير أن يمتلك القدرة على احتوائها ومعالجتها ومن غير أن يرى النور في نهاية النفق. والدرس الأساسي من هذه المأساة السورية المفجعة ان التمسك بالسلطة بأي ثمن ليس كافياً وحده لحماية النظام ولو امتلك هذا النظام قدرات وامكانات عسكرية وأمنية ضخمة. وسوريا ليست غنية أو قوية أو مكتفية ذاتياً كايران مثلاً لكي يتمكن نظامها من الصمود طويلاً أمام التحديات والتهديدات المتنوعة والخطرة في الداخل والخارج. وتراجع نظام الأسد عن سياسته المتشددة الحالية سيبدل أكيداً تركيبة هذا النظام وطبيعته وتوجهاته، لكنه ينقذ سوريا من الأسوأ'.
- 'النهار'
بعدما عطّلت عمل الحكومات وشلّت المؤسسات.. قوى 8 آذار تحاول إفشال عهد سليمان
اميل خوري:
... لكن قوى 8 آذار التي دأبت منذ قيامها على ممارسة سياسة التعطيل، حالت دون تمكين الحكومات التي شاركت فيها من العمل والانتاج ولم تمكن الرئيس سليمان من تحقيق الانجازات التي وعد بها خلال المدّة التي انقضت من ولايته، وقد لا تمكّنه من ذلك خلال المدّة الباقية لتجعل عهده مخيباً لآمال الناس.وعندما خالفت هذه القوى اتفاق الدوحة باستقالة وزرائها من حكومة الرئيس الحريري، ظنّت أنها تستطيع تشكيل حكومة منها فتستأثر عندئذ باتخاذ القرارات المهمة وبالتعيينات لعلها تضمن الفوز لمرشيحها في الانتخابات المقبلة. لكن حساب حقلها لم يطابق حساب البيدر، فلا استطاعت تشكيل حكومة منها، ليس بسبب الخلاف على الحصص والحقائب فحسب، بل بسبب الأحداث التي عصفت وتعصف بعدد من دول المنطقة وبات على سوريا أن تتخذ موقفاً صريحاً وواضحاً من الصراع العربي والاقليمي والدولي فيها، وهو موقف يضعها أمام خيارات صعبة قد يكون أحلاها مرّ.وفي انتظار ذلك، تظلّ قوى 8 آذار تجلس قلقة في غرفة الانتظار ولا تعرف أي شكل سيكون للحكومة العتيدة لأن الخيار السوري حيال الصراع في المنطقة هو الذي يقرّر شكلها.
- 'النهار'
الموارنة غارقون في معارك انتخابية مبكرة وترقب لإمكان تدوير جنبلاط زوايا الأزمة
هيام القصيفي:
... فالطرف الشيعي حسم خياره، منذ اللحظة الاولى. ورغم الهزة التي أحدثتها البرقيات الاميركية عن وزراء حركة 'امل' والرئيس نبيه يري، فإن الامين العام في 'حزب الله' السيد حسن نصرالله أطلّ خصيصا ليقفل الباب امام اي اجتهادات قد تساهم في 'خردقة' الصف الشيعي. فما يواجهه الشيعة في افريقيا والخليج كاف ليجعل الصف متراصاً تجاه أي محاولة لخرقه داخليا. الا ان الاصطفاف الشيعي اصطدم ايضا بالتطورات الاقليمية والسورية، وبدا تسليم بري بتعثر الحكومة، بعد سلسلة تبشيرات، ينذر بأن المخرج بات في غير يد هذا الطرف.اما الطرف السني الاقوى، اي 'تيار المستقبل'، فعاد الى حركة داخلية نشطة، اعادت تنشيط كوادره مستفيدا من عدم قدرة 8 آذار على تشكيل الحكومة، ومن التسريبات السورية الاعلامية ضده، ليستعيد حركته الداخلية والخارجية من أجل إعادة تزخيم الصف السني في 14 آذار. وتعكس الحركة الخارجية لرئيسه سعد الحريري والرئيس فؤاد السنيورة، نوعا من 'خلية ازمة' تواكب انعكاسات الاحداث العربية وتحديدا السورية، واستطلاع آفاق كل الاتجاهات الممكنة في دمشق، ومدى تأثيرها على لبنان.ثم ان ميقاتي المبتعد قدر الامكان عن استفزاز 'المستقبل'، يسعى بدوره الى تقزيم ما يمكن ان يرتد سلبا عليه وعلى الصف السني ، ازاء تشكيل حكومة مواجهة، ولو كانت الكلفة ارتدادا عليه، بفعل الضغط الاميركي والسعودي. لكن الحريري وميقاتي ايضا غير قادرين على صوغ حل خارج اطار تفاهم متكامل، بعيداً من التحديات.اما الموارنة تحديدا، من بين المسيحيين، فهم خارج اللعبة بالكامل، ويبدون عاجزين عن الخروج باقتراحات حلول ورسم خطط واضحة، ما دامت القضية تحولت صراعات شخصية غير موجودة لدى الطوائف الاخرى. فمن صراع ميشال عون – سمير جعجع، وخلاف جعجع – سليمان فرنجيه، وخلاف عون – ميشال سليمان، اضيف ملف آخر أدخل الجيش في صراع قيادات الصف الاول المارونية، تحت ستار حقيبة الداخلية والحرص على امن البلد واستقراره. وهو صراع له حسابات مستقبلية ضمن محاولات التطويق المبكرة لمراحل سياسية مقبلة. والمشكلة ان القيادات المارونية دخلت، او ادخلها البعض منها، باكراً في معارك مناطقية ووزارية ونيابية ورئاسية، بذرائع واهية، وتوريط شخصيات عسكرية وسياسية وديبلوماسية في اتون الصراعات الخاصة، فيما مصير البلد كله على كف عفريت.
- 'الأخبار'
'جنازة الغائب' لبن لادن... اليوم
عبد الكافي الصمد:
... ففي صفوف أغلب الإسلاميين في طرابلس، فضلاً عن الوسط السّني في الشمال بأكمله، يتضح أن ما يربطهم بالقاعدة ليس أكثر من أجواء تعاطف، وأن سقف هذا الارتباط لم يبتعد أكثر من ذلك، رغم أن بعض القوى (فتح الإسلام مثلاً) حاولت التقرب أكثر من غيرها من أفكار القاعدة، وقدمت بنحو مباشر أو غير مباشر &laqascii117o;طلب انتساب" إلى التنظيم العالمي الذي يرأسه &laqascii117o;الشيخ أسامة"، لكن الطلب &laqascii117o;لم يُقبل" وتوقفت الأمور عند هذا الحد، ما جعل أي &laqascii117o;ارتباط عضوي" بين القاعدة والإسلاميين في طرابلس والشمال، غير موجود عملياً.هذا التباعد بين الحركات والجماعات والتيارات الإسلامية في طرابلس وبين تنظيم القاعدة، يعود إلى جملة عوامل، أوّلها أن الإسلاميين في طرابلس ليسوا أحزاباً أو تنظيمات سياسية بالمعنى الفعلي للكلمة، وهم لا يقومون عادة بالفعل بل يغرقون غالباً في ردود الفعل، التي تكون معظم الأحيان عاطفية وذات منطلقات طائفية بالمعنى السلبي. كذلك ليس عندهم &laqascii117o;أجندات" سياسية يعتمدونها في نشاطاتهم.ثاني عوامل التباعد بين إسلاميي طرابلس والقاعدة هو أن الإسلاميين لم يمارسوا العمل السياسي بمعناه التقليدي، وبالتالي فهم لم يدخلوا إلى الحلبة السياسية في لبنان، بل إن قوى وأحزاباً وتيارات سياسية علمانية هي من تدير اللعبة فيه، ما جعل أغلب القوى والحركات والجماعات الإسلامية السّنية إما يدور في فلك تيار المستقبل وحلفائه، وإما لا يخرج عن فلك حزب الله وسوريا، مع تسجيل مفارقة هي أن طرفي الإسلاميين في طرابلس يبدوان مرعوبين من احتمال سقوط النظام في سوريا ووصول الأصولية السّنية إلى الحكم في دمشق!
أما ثالث عوامل التباعد بين إسلاميي طرابلس والقاعدة، فهو أن أغلب الإسلاميين على اختلافهم يقفون ضمن الاصطفاف السياسي مع أحد طرفي النزاع في لبنان، 8 و14 آذار، وهذان الطرفان، لم يخفيا يوماً تعاطفهما وتأييدهما لمبدأ محاربة الإرهاب والتطرف، ولو عبّر كل طرف عن ذلك بأسلوبه الخاص وعلى طريقته، مع ملاحظة إجماعهم على أن تنظيم القاعدة هو &laqascii117o;عدو" مشترك لهما، وهو تفاهم غير مباشر بين الطرفين أسهم، بل مثّل أكبر &laqascii117o;كابح" لقيام حملة تعاطف وتأييد واسعة مع بن لادن في صفوف الإسلاميين في طرابلس ولبنان؛ لكن هذا التفاهم كان مقدراً له أن يتلاشى وتنعدم كوابحه لو كان هناك توتر مرتفع السقف بين تيار المستقبل وحزب الله، إذ إن تيار المستقبل ما كان ليتوانى في تلك الحالة عن استغلال قضية بن لادن ليضعها في صراعه مع حزب الله...