قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 18/5/2011

دولة 'إثني عشرية'!

- 'النهار'
نبيل بو منصف:

غالبا ما كانت موجات الصراع السياسي بارتباطاتها الخارجية وتفاعلاتها الداخلية تتيح هذا الترف بذريعة 'الديموقراطية' اللبنانية العليلة، لكن الامر الآن يختلف اختلافا تاما عن السابق. هناك فريق قبض على الاكثرية وفشل في اقامة حكومته لا اكثر ولا اقل، ولا يهم السبب ولا التبرير. والانكى ان هذا الفريق الفاشل، خصوصا بقواه المعطلة لانتاج سلطة، يزدهي بأنه فريق تغييري، ولا ندري كيف يبتلع جمهوره هذه الاكذوبة. فكيف يجري التوفيق بين انجازات التعطيل حتى من ضمن ما سمي مكسبا سياسيا ومنع استيلاد حكومة قبل ان يتفشى الانهيار في سائر اتجاهات الدولة؟لعل الامر اضحى اشبه بمعادلة الانتقام من الدولة حين عز القبض على كل مفاصلها. والمفارقة ان هذا الفريق ذهب في اسوأ الاتجاهات التي ناهض نفسه عبرها ايضا، اذ بدا كمن اطلق الرصاص على رجليه من خلال تضخيم غير واقعي لقدرته على التحكم بكل القوى المنخرطة في معسكر الاكثرية الجديدة متسببا لذاته بانتكاسة الاجهاض المبكر لانجازه. ولم تستقم التجربة في اقل من اربعة اشهر، حتى انها لم تصل الى مستوى 'رفقة طريق' انتخابية على الاقل على غرار 'التفاهم الرباعي' في انتخابات عام 2005. ففي لبنان ثمة واقع هجين سائد يتيح تحالفات الاكذوبات العابرة التي تعبر عن العمق الضارب للمصالح الشخصية والذاتية في التقاطعات السياسية. ولنفرض جدلا ان فريق الاكثرية الجديدة انعقد لواؤه في كانون الثاني الماضي على رفقة طريق أملت إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، لكنها رفقة منتكسة ومبتلية ليس بالدومينو العربي المفاجئ الذي دهمها بل بسليقة سلطوية نهمة ذات طابع الغائي. وليست النتائج مفاجئة اطلاقا مع هذه السكتة الحكومية وتعليق الجمهورية على دولة اثني عشرية زاحفة بسرعة الى شتى انواع الانهيارات.


في البحرين لن تتدخّل ايران مباشرة

- 'النهار'

سركيس نعوم:

أجاب المسؤول البارز نفسه المتابع لشؤون شبه الجزيرة العربية في 'الادارة' الاميركية المهمة نفسها عن سؤال: هل يقبل ملك البحرين تحويل ملكيته دستورية؟ قال: 'لا اعرف. لكنني اسأل هل سيكون هذا كافياً؟ كلنا نعرف ان البحرين، حيث سبعون في المئة من الشعب شيعة، ليست دولة علمانية. وفي حال كهذه فان الملكية الدستورية لا بد ان تعني حكم الغالبية الشيعية في البحرين. وهذا يعني نقل الحرمان من فريق الى آخر.
ربما يجب البحث في حلول لهذا الامر، علماً انني لست رجل قانون ولا فقيهاً في الدساتير. ربما يتوصل البحث الى صيغة مشاركة تبقي للملك بعضاً من السلطة التنفيذية. الملكية البريطانية لا يمكن تطبيقها في البحرين للاسباب التي ذكرتها اعلاه. هل تمشي فيها الملكية الاردنية؟ انها ليست ملكية دستورية، لكن الحكومة الدستورية منفصلة الى حد ما عنها ولها حيثيتها ووجودها'. علّقتُ: أنا مثلك لست فقيهاً دستورياً ولا قانونياً. وانا اقل منك ايضاً فهماً للبحرين ومشكلاتها ومعرفة بتفاصيلها. لكن يمكن في اعتقادي ابقاء حق حل مجلس النواب في يد الملك في ظروف معينة وذلك بعد تخلّيه للغالبية النيابية، التي ستكون شيعية، عن قسم من صلاحياته. يمكن بل يجب ان يكون توقيع الملك مرسوم تعيين رئيس الحكومة الطالع من الغالبية المذكورة ضرورياً بل مطلوباً بقوة القانون والدستور. ردّ: 'ان ما تسمعه البحرين، والمقصود هنا المسؤولون الكبار فيها، من العربية السعودية هو: لا تتنازلوا 'إنشاً' واحداً.
على كل هناك مشكلات كثيرة يمكن ان تجهض الحوار في البحرين وتالياً يمكن ان تؤذي صدقية 'الوفاق'. مثلاً إصرار المتطرفين من المتظاهرين الشيعة على البقاء في 'دوار' اللؤلؤة أو على محاصرة وزارة الداخلية او على التخييم امام مقر رئاسة الوزراء'. سألتُ: هل يُلبَّى مطلب استقالة رئيس الوزراء البحريني؟ هل يَقبَل ذلك؟ يقال انه الرجل القوي او بالأحرى الأقوى في هذه الدولة؟ اجاب: 'انه قوي وشديد. لا اعرف اذا كان يقبل الاستقالة، او اذا كان الملك يقبل تنحّيه عن رئاسة الوزراء. هل يتسبّب ذلك بمشكلات؟ ربما. لا يزال الاستنتاج في كل ما يتعلق بأوضاع البحرين سابقاً لأوانه. كل شيء وارد. علماً ان هناك مطلباً شعبياً يتعلق بغير البحرينيين السنّة الذين 'جنّستهم' الحكومة، والذين قدموا الى البحرين من الخليج وباكستان ومصر والاردن. هؤلاء موجودون والغالبية الشيعية تصر على نزع الجنسيات الممنوحة لهم'. سألتُ: ما هي نسبة المجنسين البحرينيين الى مجموع الشعب البحريني؟ اجاب: 'الحقيقة لم تعطنا الحكومة ارقاماً او 'داتا' عن ذلك. انه موضوع غير شفاف (Opaqascii117e). وهذا دليل انه ينطوي على بعض الصحة'.
سألتُ: هل تتدخل ايران مباشرة اذا تعرّض شيعة البحرين لـ'الضرب' المباشر والحاسم؟ اجاب: 'لا اعتقد انها ستتدخل مباشرة. لا مصلحة لها في ذلك. التدخّل يؤذيها. فضلاً عن ان نظرتها الى العرب دونية كما تحدثتُ قبلاً. اشرح لي انت. هل ان شيعة لبنان العرب هم فرس ام انهم صاروا فرساً؟ وكيف تنظر اليهم ايران؟' أجبتُ: احدّثك اولاً عن شيعة العراق حتى الذين منهم لجأوا الى ايران للحماية ثم حصلوا منها على التدريب والسلاح والمال فكوّنوا 'جيوشاً' لمحاربة نظام  صدام حسين، هؤلاء اشتكوا دائماً من المعاملة 'غير اللطيفة' الايرانية لهم. وهم يتذكّرونها دائماً بعد عودتهم الى بلادهم. لكن ذلك لم يمنعهم من القول، وبسبب الطابع المذهبي للمواجهة في العراق بل في المنطقة ورغم عروبتهم التي لا يمكن ان يشك فيها احد، ان ايران هي العمق الاستراتيجي لشيعة العراق. وفي لبنان الشيعة عرب، المؤمنون منهم بولاية الفقيه او غير المؤمنين بها. وقد تكون نظرة ايران اليهم مماثلة لنظرتهم الى الشيعة العرب الآخرين. لكن بعد انجاز التحرير عام 2000 واستشراء الصراع المذهبي إسلامياً صارت ايران اكثر اعتزازاً وثقة بشيعة لبنان العرب، وصاروا هم اكثر ثقة بكونها عمقاً استراتيجياً لهم رغم بعدها الجغرافي عنهم. علّق: 'تتحدث كأن الشعب في ايران مؤلف من الشيعة فقط وفيها سنّة من اثنيات مختلفة. وهي على علاقة مع 'الاخوان المسلمين'. فضلاً عن انها تدعم حركة 'حماس'. رددت: صحيح ما تقول او فيه شيء من الصحة. لكن ذلك لا يجعل ايران سنّية كما لا يجعل 'الاخوان' و'حماس' شيعة. وهي مستعدة للعمل مع 'الاخوان' او الاكثر تطرفاً منهم بغية تنفيذ اجندتها.


انعكاس الوضع السوري على الساحة اللبنانية
حوادث الشمال والجنوب في ميزان الجيش

- 'النهار'
هيام القصيفي:

'بقدر ما تتطور الاحداث الامنية سلبا في سوريا يصبح الوضع في شمال لبنان خطرا وحساسا، وكلّما تراجعت حدتها، خف التوتر شمالا'. تختصر هذه العبارة العسكرية الوضع في شمال لبنان، لانه ليس امنيا بالمعنى المتعارف عليه بل هو انعكاس سياسي للتطورات السورية. والكلام يأتي بعدما تحولت منطقة عكار قبلة الاهتمام الاعلامي، لكونها تمثل خطًا ساخنا في ضوء التطورات الامنية التي حولت الجانب السوري في تلكلخ 'ساحة حرب' حقيقية.
وحساسية المنطقة تكمن في انها نقطة الالتقاء الاقليمية والمحلية، وتترجم التقاطعات السياسية والطائفية.
والشمال يعكس بجغرافيته والموزاييك الطائفي فيه خطورة يتلمسها ابناؤه، ويتخوف منها المراقبون الذين يخشون توترا متصاعدا نتيجة حسابات خارجية، بعد سلسلة تصريحات معبّرة لسياسيين معارضين لسوريا وردود الموالين لها عليهم. ويخشى الجيش ان يتسبب السجال السياسي بتطورات سلبية على الارض، مع العلم ان طرابلس لا تزال بفضل التقاطعات السياسية بعيدة عن اجواء التوتر، وكذلك البقاع وبيروت.
وقد اتّخذ الجيش تدابير امنية مواكبة للتطورات الميدانية في عكار، بعدما اقتربت الاحداث السورية من القرى اللبنانية وبدأ لجوء السكان السوريين اليها. وكذلك جهز نفسه لتدخل القطع الامنية الخاصة اذا استلزمت الاوضاع ذلك. لكن حتى الآن لا يزال الوضع مضبوطا، ويقتصر الامر على استقبال اللاجئين الذين بلغت اعدادهم في الايام الثلاثة الأخيرة نحو 500 عائلة، ويقوم الجيش باحصائهم وتسجيل أمكنة اقاماتهم. وبالنسبة الى الجيش، التعليمات واضحة وتقضي باستقبال جميع اللاجئين لاسباب انسانية. وتسهل القوى الامنية مرور العائلات، مع العلم ان على السلطات السياسية متابعة موضوع اللجوء من النواحي الاجتماعية والانسانية، وهذه ليست مهمة الجيش.
لكن الجيش لن يسمح قطعا بمرور المسلحين من الجهتين. وحتى الان لم يرصد اي تسلل لمسلحين من لبنان الى سوريا، على رغم وجود شكوك في ان بعض المسلحين السوريين يرمون اسلحتهم عند النهر الكبير قبيل السواتر الترابية اللبنانية لدى عبورهم الى لبنان.
لا طلبات سورية عسكرية من الجيش اللبناني، فالامور حتى الآن تسير وفق وتيرة امنية تلقائية، بمعنى ان كلا الطرفين يقوم بعمله الامني في ارضه. اما بالنسبة الى الجنديين السوريين اللذين لجأا الى لبنان (احدهما سني والآخر علوي) فهما من الهجانة السورية وقد علقا بين ناري السلطات السورية والمسلحين في تلكلخ وهربا الى الجانب اللبناني من الحدود، واعيدا الى سوريا بموجب المعاهدة الامنية المشتركة بين البلدين.
وفي موازاة الوضع الشمالي، فرض التطور الجنوبي نفسه في ذكرى النكبة، بسقوط قتلى وجرحى في اطلاق النار الاسرائيلي على المتظاهرين عند مارون الراس. وعلى رغم استنكار ما قامت به اسرائيل، سجّلت قوى سياسية تحفظها عن الجيش لسماحه بالتظاهرة، بسبب توقيتها بعد تهديد ابن خال الرئيس السوري رامي مخلوف اسرائيل، والخشية ان تحول سوريا الجنوب، ساحة لتنفيس التوتر لديها، والخوف بحسب معلومات موثوق بها ان تتجدد التظاهرات ' السلمية ' جنوبا.
لكن المعطيات تختلف بالنسبة الى الجيش. اولاً، ان منظمي التظاهرة اعطوا 'العلم والخبر' لوزارة الداخلية، والسلطة السياسية المتمثلة بحكومة تصريف الاعمال كانت على بينة منها. ثانيا، لا علاقة للجيش وتدابيره الامنية بأي رسائل سياسية متبادلة، فالجيش اتخذ تدابير امنية في المناطق التي كان يخشى ان يقترب منها المتظاهرون كبوابة فاطمة مثلا. ولم يكن احد يتصور ان يتم الاقتراب من منطقة مارون الراس المزروعة بالالغام. وحين اندفعت مجموعات من المتظاهرين الى البقع القريبة من الخط الازرق، استخدم الجيش المغاوير لردعهم، وخرق احيانا الخط الازرق من اجل مواجهتهم من الجهة المقابلة لهم. وكذلك اعطيت الاوامر للجيش باطلاق النار في الهواء مع عدم التعرض لهم، وهو ما اثار ارتياح القيادة العسكرية بعدم سقوط قتلى برصاص الجيش اللبناني.
ثالثا ظلت قيادة الجيش على تواصل مع قيادة القوة الدولية من اجل وقف النار الاسرائيلي، وابلغتها امس ان الحادث الامني على رغم اهميته محصور في زمانه ومكانه، ولا تداعيات له. ورشح من القوة الدولية ان اسرائيل ايضا تعيش الاجواء نفسها، وان لا خوف حاليا من اي توتير يتطور الى ما لا يحمد عقباه.


على قوات 'اليونيفيل' القيام بدور رادع للجم الاعتداءات الاسرائيلية

- 'الديار'
دوللي بشعلاني:

لا يبدو في الافق القريب ان حكومة الرئيس المكلف نجيب ميقاتي سوف تُشكل، حتى ان البعض بدأ يذهب في تكهنات عدم التشكيل الى ما بعد موسم الصيف بحيث يبقى الوضع الحكومي المجمّد على ما هو عليه حتى الخريف المقبل.
ويُعلّل مصدر وزاري سبب هذا التأخير بان الوضع السياسي كما هو اليوم، والذي يترافق مع الثورات الشعبية التي تشهدها بعض دول المنطقة يبدو مريحاً لجميع الافرقاء لهذا فكل ما يُسمع من هنا وهناك حول ضرورة نزع التكليف من الرئيس ميقاتي لا اساس له من الصحة، وهو لا يتعدى اطار &laqascii117o;هزّ العصا"، علّ الرئيس المكلف يُسرع في عملية التشكيل بدلاً من التراخي الحاصل حالياً.
ويؤكد المصدر ان الرئيس ميقاتي ينتظر الضوء الاخضر لا سيما من سوريا التي لا تزال تتخبّط بالتحرّكات والتظاهرات، والمهدّدة حاليا بانزال العقوبات عليها من قبل الامم المتحدة بسبب قمعها للمتظاهرين ووقوع قتلى وجرحى في صفوفهم.
ويضيف بان قضية التشكيل ليست عالقة في الداخل، على ما يعتقد البعض، بل ترتبط بالخارج الغربي والعربي كل وفق حساباته الجديدة في المنطقة خصوصاً مع التغييرات المتوقعة بالنسبة لعدد كبير من الدول العربية.
اما فيما يتعلق بانعكاس عدم التشكيل الحكومي على الوضع الاقتصادي والمالي بالنسبة للمواطنين اللبنانيين، فيقول المصدر بانه سيئ للغاية، خصوصاً وان اللبنانيين بحاجة الى حكومة تحرّك العجلة الاقتصادية وتدعم المحروقات وتقوم بالمشاريع التي تساعد الشعب على كسب لقمة عيشه.
واستبعد المصدر نفسه حصول اي مشكلة مع سوريا فيما يتعلّق بلجوء بعض السوريين الى لبنان عبر الحدود الشمالية او المعابر المفتوحة بين البلدين، في حال استمرار التظاهرات الشعبية خصوصاً وان الشعبين شقيقان، والذهاب والاياب من والى سوريا لم يتوقف يوماً، وليس من اي تخوّف من حصول اي هجرة سورية &laqascii117o;غير شرعية" في اتجاه لبنان سيما وان الشعب السوري باق في ارضه مع التطمينات التي يُرسلها نظام الرئيس بشار الاسد حول الاصلاحات اولا ثم الحوار مع الافرقاء كافة.
ويرى المصدر ان النظام السوري منذ ان بدأ بالحديث عن الاصلاحات واقامة الحوار، بدا وان من يُقدّم التنازلات عادة يكون في موقع ضعف، ما اظهر ان &laqascii117o;القبضة الحديدية" التي يحكم فيها النظام السوري بدأت تتراخى بعض الشيء ولهذا يحاول ان يبقيها قوية في بعض الدول المحيطة.
ويستبعد المصدر ان يكون ما حصل عند الحدود الجنوبية من اعتداءات اسرائيلية على المتظاهرين السلميين الفلسطينيين في يوم ذكرى النكبة، مفبرك اومهيأ له من اجل اشعال الجبهة الحدودية خصوصا وان الفلسطينيين انفسهم لم يكونوا يدركون ان سخطهم ورشقهم بالحجارة الجانب الاسرائيلي سوف يُرد عليه باطلاق النار على رؤوس المتظاهرين بدم بارد، وبان اسرائيل بالتالي سوف تُسارع لتقديم شكوى الى مجلس الامن الدولي شارحة ما حصل من وجهة نظرها، مع العلم بان لبنان قدّم في الليلة ذاتها (مساء الاحد الماضي) شكوى الى مجلس الامن حول اعتداء اسرائيل بالنار على تظاهرة سلمية. ويؤكد بان اسرائيل لا تتوانى بالرد بقساوة على اي استفزاز يحصل في اتجاهها في محاولة لفت انظار المجتمع الدولي الى ما يحصل، ولاظهار انها هي &laqascii117o;الضحية" التي تتلقى الضربات دائما، وانها تقوم بما تقوم به من باب &laqascii117o;الدفاع عن النفس"، وليس من باب الهجوم. ورأى بان لا علاقة بين التوتير الامني الذي يحصل، ان على الحدود الشمالية للبنان او عند الحدود الجنوبية، وبين موضوع تشكيل الحكومة على الرغم من ان البعض ينتظر تداعيات ما يحصل في سوريا وانعكاسه على الوضع الداخلي في لبنان. ويطمئن المصدر الى انه لن يصيب لبنان اي انعكاس سلبي من الحدود الشمالية لا سيما مع وجود الجيش اللبناني وقوى الامن الداخلي اللبناني يسيطران على الوضع الامني هناك، الا ان الخطر يبقى قائما خصوصا من الحدود الجنوبية مع الجانب الاسرائيلي الذي بامكانه الاعتداء على لبنان في اي لحظة يشاء، خصوصا وان اعتداءاته وخروقاته للسيادة اللبنانية مستمرة منذ العام 2006 من دون اي رادع دولي له، ورغم خرقه للقرارات الدولية وللشرعية الدولية ايضا، ومن هنا يرى انه على قوات &laqascii117o;اليوينفيل" التي تعمل بمؤازرة الجيش اللبناني على حفظ الامن والسلم الدوليين في المنطقة الجنوبية ان تحكم السيطرة اكثر &laqascii117o;وتردع" اسرائيل لا سيما عندما تقوم بقتل المدنيين الابرياء الموجودين على الاراضي اللبنانية، خصوصا وان مسألة &laqascii117o;عدم الردع" او الوقوف موقف المتفرج يعطي اسرائيل الحافز للامعان في اعتداءاتها بذريعة انه جرى الاعتداء عليها اولا من الجانب اللبناني، خصوصا وان المسألة تتخطى الاطار السياسي الى مبدأ حقوق الانسان.


يريدون إسقاط الاسد كقيادة داعمة للمقاومة

- 'الديار'
ياسر الحريري:

استطاع عبد الحليم خدام ان يقدم الحقيقة الكاملة لما كان يخطط لسوريا ولشعبها ولقيادتها ، والحقيقة ليس فقط سوريا وقيادتها بل ايضاً للمقاومة في لبنان وفلسطين ، ويكفي ان يخرج هذا الذي خرّب لبنان وتاجر وجماعته في لبنان بدماء وارزاق اللبنانيين على القناة الثانية الصهيونية ليؤكد انتمائه السياسي بعد تقديم اوراق اعتماده وبالتالي كل من يتعاون من لبنانيين وغير لبنانيين فهو من امثاله بالتمام والكمال ويجب احالتهم للقضاء بجرم الاتصال بخدام كونه متعاون مع الاعلام الاسرائيلي على الاقل.
خدام الذي قدّم النموذج لما ستكون عليه سوريا لو انتصر هو وجماعته يكشف ان استهداف سوريا هو جزء من استهداف دول وقوى المقاومة لذلك تهتم قوى المقاومة في تطور الاوضاع في سوريا وتدعم شعبها وقيادتها بوجه تآمر بعض العرب ـ الاسرائيلي ـ الاميركي على سوريا والرئيس بشار الاسد لأن المشروع بات واضحاً وجلياً وكيف يجري توجيهه وتمويله ودعمه بالمال والاعلام العربي (الجزيرة ـ العربية) وبعض الصحف العربية.
الا ان الرسائل الواضحة من دول المقاومة وانظمتها وقواها الفاعلة وصلت الى الولايات المتحدة واسرائيل وبعض الانظمة العربية الخليجية بالتحديد ان اللعب بالنار يفتح كل الاحتمالات في المنطقة العربية والشرق اوسطية ولن ينجو لا الامن الاسرائيلي ولا امن تلك الانظمة بمنأى عن الرد في حال استمر التآمر على سوريا مرة واخرى على حزب الله بالمحكمة الدولية والقرار الظني (اي بكل هذه العملية الاسرائيلية) تحت غطاءات وشعارات معروفة.
بالطبع المقاومة في لبنان وفي الطليعة حزب الله معني بشكل مباشر بما جرى ضدّ سوريا وقيادتها وشعبها خصوصاً ان المتآمرين عليها في لبنان والمنطقة هم انفسهم المتآمرون على سوريا.
لم يعد سراً يذاع ان بعض الموفدين العرب من وزراء خليجيين بالتحديد جاؤوا الى سوريا ابان الاحداث بل في بداياتها وطلبوا من الرئيس بشار الاسد انهاء تحالفه مع الجمهورية الاسلامية الايرانية وحزب الله وهم مستعدون لأن يعلنوا مواقف واضحة ضدّ هذة الحملات والمظاهرات.
في المقابل يعتبر العدو الصهيوني ان سوريا بقيادة الاسد عبئاً حقيقياً على امنها ووجودها كون سوريا تحمل القضية العربية الام ولم تساوم عليها ودعمت المقاومة في فلسطين ولبنان وتحديداً المقاومة الاسلامية &laqascii117o;حزب الله" وهي وحزب الله في ذات خندق المواجهة ضدّ العدو وعملائه وقد كشفت حرب 2006 والانتصار الكبير للمقاومة وهزيمة الجيش الاسرائيلي الاستراتيجية في تموز 2006 اهمية الدعم السوري للمقاومة بوجه اسرائيل لذلك فان الاحداث في سوريا مصدر ارتياح لاسرائيل كون هذة الاحداث تعرقل دعم النظام للمقاومة وتجعله يتلهى بوضعه مما يساعد بعرقلة دعم المقاومة حيث تعتقد اسرائيل ان سوريا تمرر السلاح لحزب الله.
ولم يعد خافياً ان القيادة الاسرائيلية الحالية عبر نتنياهو وباراك واركان جيشهما اعلنوا واوصلوا رسائل للولايات المتحدة الاميركية انهم مع التخلص من حكومة الرئيس بشار الاسد وحفزوا المجموعة الدولية وحركوا اللوبيات اليهودية في العالم للضغط من اجل التدخل السياسي والعسكري في سوريا لكن المحاذير الضخمة وجدية قوى المقاومة ودولها في التصدي لهذة المؤامرة وقدرة القيادة السورية وجيشها واستيعاب الجيش والشعب لحجم التآمر على امن واستقرار سوريا جعل الجميع يعيد حساباته مما يجري وانتصرت سوريا على المؤامرة.
من هنا فأن حزب الله بالتحديد وازاء هذا التآمر المشار اليه لا بد ان يفهم سريعاً طبيعة استهداف النظام المقاوم والممانع في سوريا لأن ذلك من استهدافة، وهناك دليل واضح هو المحكمة الدولية بخصوص مقتل رفيق الحريري رئيس مجلس الوزراء السابق في لبنان. اذ استهدفت سوريا بالاتهام من قبل حزب المستقبل ومن يتبع لهم عربياً ودولياً وكاد الامر ان يؤدي الى حرب ضدّ سوريا قبل وبعد هذا الاتهام، مما يؤكد ان استهداف سوريا يعني استهداف حزب الله في لبنان وكل مقاومة عربية شريفة بوجه العدو الاسرائيلي.
لذلك يريد الاميركيون من سوريا ان تبقى خارج دائرة الصراع مع العدو الاسرائيلي ويحاولون اليوم عبر ادواتهم العربية وعبر بعض الاغبياء من الاسلاميين في العالم العربي ان يقلبوا الانظمة تحت شعارات مذهبية وطائفية وتدمير المجتمعات العربية وكل ذلك من اجل ديمومة اسرائيل وابعاد الخطر عنها وهو ما يشكله نظام الاسد وحزب الله وايران وحركات المقاومة في فلسطين المحتلة والاسرائيلي والاميركي والبريطاني يتحدث عن فوائد اسقاط النظام الحالي في سوريا واهمية تحقيق هذا الامر بالنسبة الى الوجود الصهيوني في فلسطين.


تسريبات عربية عن خطاب مفصلي لأوباما ضد دمشق / انتفاضة 15 أيار اثبتت أن الاسد ونصرالله هما 'مفتاح المنطقة' / الشرق الأوسط سيتحول الى فيتنام جديدة اذا أخطأت واشنطن

- 'الديار'
رضوان الذيب:

البعض من اللبنانيين والعرب ينتظرون &laqascii117o;بفارغ الصبر" وبنشوة ما سيقوله الرئيس الاميركي اوباما في خطابه غداً عن الاوضاع في المنطقة العربية وتحديداً سوريا بعد التطورات الاخيرة، في ظل موجة من النشوة يعيشها هؤلاء بأن أوباما سيعلن اسقاط الشرعية عن النظام السوري كما اعلن سابقاً مع النظام المصري، وهذه النشوة هي التي دفعت البعض الى رفع سقف الكلام في لبنان وزيادة منسوب التحرك في الشمال كي يقطفون &laqascii117o;ثمار" انهيار النظام، وتزامن ذلك مع موجة من الشائعات عن ناشطين حقوقيين &laqascii117o;هكذا يسمون أنفسهم" عن مجازر في درعا وغيرها، وتزامن ذلك ايضاً مع رفع سقف التحريض الاعلامي ضد دمشق عبر وسائل اعلام خليجية واجراء مقابلات مع نائب الرئيس السوري عبد الحليم خدام رغم اطلالته الاعلامية على القناة الثانية الاسرائيلية، حتى هذه الاطلالة الاعلامية هناك من عمل على تبريرها اذا كانت تزيد من احتمالات فرص اسقاط النظام السوري، رغم ان محطة &laqascii117o;الجزيرة" القطرية وفي اثناء ذروة المواجهة في مارون الراس ومجدل شمس وغزة استضافت على الهواء الناطق الرسمي باسم الحكومة الاسرائيلية الذي برر عمليت قتل الذين حاولوا تحطيم الشريط الشائك، حتى ان محطة الجزيرة تجاهلت كليا وفي اليوم الثاني للمواجهات ما حصل في مجدل شمس وركزت على الوضع الداخلي السوري عبر &laqascii117o;افلام قديمة" و&laqascii117o;صور قديمة" دون تقديم اي مادة اخبارية جديدة مع التركيز على الضغوط الدولية وما قالته فرنسا وبريطانيا وواشنطن والتركيز عليه.
هؤلاء &laqascii117o;الحالمون" القدامى والجدد هم انفسهم رسموا السيناريوات القاتمة عن الوضع في دمشق، عام 2005، وسطوة جورج بوش، حتى انهم &laqascii117o;حلموا" بدخول الجيش الاميركي الى قلب دمشق وعاشوا &laqascii117o;الكوابيس" لانه لم يتحقق نتيجة صمود سوريا الذي قلب كل هذه المعادلات، والمحاولات نفسها تتكرر اليوم وبأسلوب جديد، لكن الهدف واحد هو رأس المقاومة وحماس.
وتقول الاوساط المتابعة ان &laqascii117o;السذج" الذين يخوضون المواجهة مع دمشق هم مجرد ادوات ستنتهي مع انتهاء تبدل شروط اللعبة، حيث قلب الرئيس الأسد والسيد حسن نصرالله وخالد مشعل وكل الشعب الفلسطيني بكل فئاته الصورة جذرياً يوم 15 أيار واخذوا اللعبة السياسية الى &laqascii117o;اصولها النقية" والواضحة، فظهرت اسرائيل &laqascii117o;كنمر من كرتون" ووصل المجاهدون الى قلب مجدل شمس، وظهر الاخرون &laqascii117o;ضعفاء" واهتز استقرار المنطقة لساعات، وبدأت الاتصالات الدولية وعلى اعلى المستويات ومع اصحاب القرار الفعليين الذين يملكون زمام المبادرة وادارة اللعبة، وكلها حملت تمنيات ودعوات الى الرئيس الاسد بضبط النفس، وظهر الرئيس الاسد بأنه المالك الفعلي لزمام الامور والاخرون &laqascii117o;كومبارس" و&laqascii117o;دمى متحركة" حسب الاملاءات الاميركية فيما التعامل مع الرئيس الأسد كان من &laqascii117o;الند للند" عبر دعوات للهدوء وعدم تصعيد الامور وظهر &laqascii117o;الاسد ونصرالله" بأنهما اللاعبان الاساسيان في مسار التطورات ويملكان زمام المبادرات ومفتاحي الحرب والسلام في الشرق الاوسط، لا تهزهما تهديدات من هنا وتهديدات من هناك. واثبتت الاحداث ان سوريا غير تونس او مصر او ليبيا او اي دولة عربية وهذا الامر يعرفه الاميركيون والفرنسيون والبريطانيون الذين أتوا الى هذه الارض ورحلوا مع نيوجرسي و17ا يار الذي يحاول البعض من العرب احياءه الان من البوابة السورية.
وتقول الاوساط &laqascii117o;كل ما يجري الان من عمليات تحريض وبث موجات من الفتن لن يؤثر في الموقف السوري وموقف قوى المقاومة الذين يملكون كل الاوراق وهذا ما اثبتته احداث 15 ايار من فلسطين الى الاردن وسوريا ولبنان، وظهر الاخرون خارج اللعبة كلياً وهؤلاء كما عادوا ورفعوا &laqascii117o;القبعة" لسوريا بعد عام 2005 سيعودون ويرفعون القبعة مجدداً لأن سوريا قادرة على ادارة اللعبة واوباما يدرك ان اي خطأ مع دمشق سيجعل من الجنود الاميركيين في العراق &laqascii117o;رهائن" وعندما يبدأون بالعودة &laqascii117o;بأكياس النايلون" فسيؤثر ذلك على اوباما انتخابيا ولن يعود الى البيت الابيض رغم انجازه الذي يتباهى به بقتل بن لادن.
رغم ان اوباما ايضا يحاول تمرير مشروع بقاء القوات الاميركية في العراق وهذا ايضا لا يمر بدون سوريا وايران والعراق، لذلك فان سوريا تعرف جيداً اهمية موقعها في قلب الحدث، وبأن الاخرين سيعودون اليها، وهي تعرف ايضا ان الضغوط عليها هدفه تمرير بقاء القوات الاميركية في العراق والدخول في لعبة التسوية كورقة انتخابية للرئيس اوباما، وهذا ما ترفضه مطلقا لانها ليست اوراقا عند احد، وهي مع وحدة العراق ونضال شعبه لتحرير الارض، كما هي مع المقاومة في لبنان، ويدرك اوباما جيداً ان الهدف باستقرار سوريا هو الهدف باستقرار المنطقة وبالتالي الاطاحة بكل جهوده للعودة الى البيت الابيض حيث وصل الى الحكم تحت شعار سحب الجيش الاميركي من العراق وتصحيح السياسة الاميركية في الشرق الاوسط، فيما خيار المواجهة مع سوريا والمقاومة سيدفع المنطقة الى &laqascii117o;فيتنام جديدة" وفتحها على كل الاحتمالات وهذا ليس بصالح السياسة الاميركية مطلقاً، اما الحاكمون العرب فليبقوا في احلامهم وكوابيسهم والايام القادمة شاهدة على ذلك.


الممانعة الصفوية انتظرت زحفاً 'فاطمياً' فأتاها ما لم يكن بالحسبان!

- 'المستقبل'

وسام سعادة:

مع التدخّل الأميركيّ في العراق، استكمل مصطلح الممانعة حقله الدلاليّ، وصار يعني منظومة إقليميّة، أي نظامين 'ممانعين' وفصائل 'مقاومة'. وهذه المنظومة نجحت في انتاج تقاطع استراتيجيّ بين أركانها حول المسألة العراقية، حيث وجدت المنظومة ككل نفسها مستفيدّة مما نتج عن الإحتلال الأميركيّ لأفغانستان والعراق. لكنها وجدت نفسها محاصرة أيضاً بفعل الإحتلال الأميركيّ لأفغانستان والعراق، وأيضاً بفعل المخاض الديموقراطيّ العراقيّ نفسه. وخاضت هذه المنظومة على طريقتها غمار الجولة الأخيرة من الصراع العربيّ - الإسرائيليّ. هي الجولة المتفرّعة إلى حرب تمّوز ثم حرب غزّة. النتيجة الإجمالية لهاتين الحربين كانت إيضاح أزمة الآلة الحربية الإسرائيلية أمام هذا النوع من التحدّيات، ومن جهة ثانية إفراز وضعيات سواء في جنوب لبنان أو في قطاع غزّة تخمد بنتيجتها آخر الجبهات الساخنة بين العرب وإسرائيل.بعد ذلك كان على منظومة الممانعة أن تواجه التحدّي الديموقراطيّ في عقر دارها، إنطلاقاً من 'الثورة الخضراء' للشعب الإيرانيّ المظلوم بوجه نظام الملالي و'هيملر الشرق' محمود أحمدي نجاد. وكان سبق للمنظومة نفسها أن تواجهت مع التحدّي الديموقراطيّ ولو بشكل أكثر تعقيداً ومحلويّة من خلال الوضع في لبنان. تمكّن الفرع الإيرانيّ من منظومة الممانعة من إحباط 'الثورة الخضراء' خصوصاً وأنّ هذه الأخيرة جاءت مكبّلة بقيادات متردّدة تأخّرت كثيراً في القطع مع نظام الملالي، هذا إن قطعت. ثم اعتمد الفرع الإيرانيّ للمنظومة على الإختلال الشديد في ميزان المعادلات المذهبية في المنطقة نتيجة للإحتلال الأميركيّ للعراق، وللإحتكار الفئويّ للسلاح في لبنان، ولطبيعة منظومة الممانعة نفسها، وللجمود الحاصل في منظومة الإعتدال من جهة أخرى، وأدّى كلّ ذلك إلى إظهار منظومة الممانعة بمظهر 'القويّ' المتقدّم على كافة الجبهات.


ميرفت سيوفي - السفينة الإيرانية الكاميكازيّة‮!

- الشرق'
ميرفت سيوفي:

"سنذهب لنصرة البحرين بحراً مهما كلف الثمن"، إقرار إيراني بالتدخل في شؤون دول الخليج العربي وتهديد لا لبس فيه لأمن المنطقة ولمملكة البحرين تباهى بإطلاقه مهدي أقراريان أحد قياديي ميلشيات الباسيج، أمّا اللغة التصعيدية التي لا تُفاجئ أحداً وسط احتدام المشهد الذي حرّكته إيران على أكثر من جبهة في الشرق الأوسط ومن لبنان إلى الجولان فاختصره إقراريان في إقراره أنّ &laqascii117o;المخطط الرئيسي لإيفاد القافلة البحرية الى البحرين إنه لن ينتظر موافقة من أحد، وإنه مستعد للموت إذا تم اعتراض القافلة من قبل الجيش البحراني"!! هذا هو التصعيد الأمني الأخطر بين البلدين الجارين، ويبدو أن إيران تستعدّ إلى إشعال حريق كبير في منطقة الخليج على طريقة  &laqascii117o;الكاميكاز" الياباني التي جرّت الولايات المتحدة الأميركية لدخول الحرب العالمية الثانية وتسببت في دمار هيروشيما وناكازاكي باستخدام القنابل الذريّة لأوّل مرة في الحرب، بعد عملية تدمير &laqascii117o;بيرل هاربور" اليابانيّة الانتحاريّة!!
وتحدّث الخبير العسكري الكويتي فهد الشليمي عن مشكلة انعدام التنسيق بين القيادة الإيرانية وبين الحرس الثوري أو قوات الباسيج، خصوصاً وأنها غير منضبطة حتى برأي القيادة الإيرانية، ويأتي مشهد ما أطلق عليه &laqascii117o;السفينة الانتحاريّة" في وقت يزداد فيه تصاعد الأزمة في الداخل الإيراني بين جناح مرشد الجمهوريّة على الخامنئي وبين الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وسط نار تحت رماد المشهد تشير إلى اقتراب وقوع الانقسام الكبير، فهكذا هو الصراع على السلطة عندما تكبر أطماع الممسكين بها وتطول أظافرهم إلى حدّ يجعلهم يأكلون بعضهم بعضاً!!
أدركت إيران أيضاً أن وجهها &laqascii117o;محروق" و"مكشوف" في حرف الثورات العربية على الأنظمة الديكتاتوريّة وأنها لن تسجّل أي اختراق على أياً من جبهات تأييدها لهذه الثورات وأنها عاجزة عن توظيفها للاستفادة منها، هذا عدا عن الخسارتين المتتاليتين لمشروعها سواءً العام الماضي في اليمن والحرب الحوثيّة، وفي العام الحالي مع فشلها في اختراق البحرين وإحداث انقلاب في السلطة كذاك الذي نفّذه لحسابها وحساب دمشق حزب الله في لبنان!!
طبعاً البحرين ليست لقمة سائغة فوراءها دول مجلس التعاون الخليجي، وما نفّذه حزب الله في لبنان &laqascii117o;انقلاب" على الورق إذ ليس بمقدوره أن يحكم لبنان لصالح المشروع الإيراني، وقد بات اليوم في وضع عاجز حتى عن قتال إسرائيل بصرف النظر عن كلّ المماحكات الحدوديّة المكلّف بإرسالها وفي هذا التوقيت بالذات لصالح دمشق التي تختنق بأزمتها، فكل العنف لم يفلح في إعادة الشعب إلى حظيرة الخوف بعد خلعه ثوب التدجين!! إيران تحتاج إلى مناورة تهديديّة تشغل الخارج والخليج والعالم، والعنوان لا بأس به &laqascii117o;سفينة انتحاريّة"، مع فارق بسيط جداً، إيران ليست تركيا بالنسبة لدول العالم العربي، و"السفينة الإيرانية" ليست &laqascii117o;أسطول الحرية التركي"، وغير هذا وذاك &laqascii117o;السفينة" متجهة إلى دولة عربية هي البحرين لا إلى &laqascii117o;غزّة" التي يحاصرها العدو الإسرائيلي، على رغم خطورة ورعونة الخطوة الإيرانية، نظنّ أن إيران أجبن من ان تورط نفسها في حرب مع العالم العربي وفي هذا التوقيت، خصوصاً وأن التحذير الكويتي جاء واضحاً لا لبس فيه أبداً: &laqascii117o;فقد شدد المسؤولون الكويتيون في تصريحات لصحيفة ?الأنباء? الكويتية أن أي اعتداء على شبر من أراضي مملكة البحرين يعد اعتداء على الكويت، وحذّروا إيران من محاولة استفزاز دول الخليج إذا كانت تنشد السلام في المنطقة، وعليها ألا تحاول اختبار القدرات العسكرية لدول مجلس التعاون"، ونظنّ أنّها فهمت الرسالة والتحذير على رغم كلّ الأذرع العسكرية الخبيثة التي قد تحرّكها للنيل من أمن المنطقة!!


معوقات ميقاتي

- 'الاخبار'

فداء عيتاني:

ببساطة يمكن إدراج أربعة معوقات أمام مسار رئيس الحكومة المكلف نجيب ميقاتي، وأمام مستقبله أيضاً، وهي بالتدريج: الخشية من الموقف أو ردّ الفعل الأميركي والغربي، والعربي الخليجي. السعي الدائم إلى حساب نقاطه في الشارع السنّي مقابل نقاط تيار المستقبل. الالتزام تجاه سوريا وحزب الله والنزاع مع ميشال عون. ورابعاً طموحاته الشخصية التي تدفعه أحياناً إلى التحالف مع رئيس الجمهورية.


نحو &laqascii117o;جمعة زحف" مستمرة لفلسطينيّي الشتات

- 'الاخبار'
ابراهيم الأمين:

نحن الآن أمام مشهد مشابه. صحيح أن دمشق تبعث برسالة إلى إسرائيل وإلى الولايات المتحدة وأوروبا ودول أخرى، من خلال سماحها لآلاف اللاجئين الفلسطينيين في سوريا بالسير نحو المناطق المحتلة في الجولان. لكن هذه الخطوة، معطوفة على ما حصل عند مارون الراس في جنوب لبنان، تحولت إلى معطى هو الأكثر جدية في هذه المرحلة من الصراع مع إسرائيل. وبالتالي، على الفلسطينيين أولاً، وعلى تيار المقاومة ثانياً، الاستفادة من هذه الفرصة لإدخال عنصر جديد على الاستراتيجية الخاصة بالمقاومة، يستند إلى تجربة الزحف يوم 15 أيار. وأول ما يمكن القيام به، إقرار أيام جمعة، قد لا تكون متتالية، لكنها متقاربة نسبياً، وتحويلها إلى &laqascii117o;جمعات الزحف" باتجاه فلسطين، سواء من لبنان أو سوريا أو من الأردن ومصر.
أما الأمر الآخر، فيتعلق بالنتائج العملية على المستوى السياسي وغير السياسي لما حصل يوم 15 أيار. وهو صار في صلب النقاش القائم حالياً، ولا سيما عند إسرائيل من جهة، وعند المقاومة من جهة ثانية.
وفي هذا السياق يمكن ملاحظة الآتي:
أولاً: إن الصدمة في إسرائيل ليست ناتجة من فشل استخباري محدود، بل من فشل على مستوى تقدير خطوة الخصم أو العدو. وهو لا تفيد المعلومات فيه فقط؛ إذ إن العدو كان يعتقد جازماً بأن الرئيس بشار الأسد لا يجرؤ، نعم لا يجرؤ، على القيام بأي خطوة تتعلق بالجولان، وأن أكثر ما يمكنه القيام به هو الطلب إلى حزب الله في لبنان أو إلى الفصائل الفلسطينية داخل الأراضي المحتلة، القيام بعملية إشغال للعدو من خلال نشاط عسكري أو أمني، ويكون هدفه البعث برسالة تحذير. لكن الذي حصل أن الأسد ذهب مباشرة إلى النقطة التي لا يتوقعها العدو، وقال صراحة، بلغة لم يعتدها كثيرون من سوريا، إنه مستعد للذهاب إلى الحد الأقصى إذا كان الأمر يتعلق بمؤامرة إنهاك سوريا داخلياً لإسقاط نظامه، وإنه يمكنه اللجوء إلى خطوات من النوع الذي يتعارض والصورة النمطية الثابتة في العقل الأمني والعسكري عند العدو حيال طريقة تصرف دمشق.
ثانياً: إن الرسالة بدت واضحة للخارج الذي تتهمه سوريا بأنه يلعب في داخلها، وهي تتحول تلقائياً رسالة إلى الداخل الساعي إلى إنهاك النظام أو إسقاطه، علماً بأن التطورات في المشهد السوري تشير إلى أن الحكم هناك قد تجاوز إلى حد كبير قطوع لعبة إسقاط النظام، وهو أمام فرصة جديدة لإعادة ترتيب بيته، لكن شرط إطلاق أوسع عملية إصلاحات جدية وعميقة.
ثالثاً: إن إعادة الاعتبار إلى حق اللاجئين الفلسطينيين في القيام بكل ما يرونه مناسباً لاستعادة حقهم في العودة وفي الأرض، مثلت اختراقاً كبيراً في الجمود الحاصل على جبهة الصراع مع العدو منذ سنوات. وهي أضاءت الأحمر في كل مراكز صنع القرار داخل إسرائيل وفي العواصم الداعمة لها. وبات على الجميع التوقع، لا التقدير، أنه يمكن اللجوء إلى تكرار مشهد 15 أيار في أي وقت، وفي المرات المقبلة سيكون صعباً استمرار إقفال جبهتي الأردن ومصر، رغم أن الجهة المعنية أكثر من غيرها بالأمر الآن، هي فريق &laqascii117o;الإخوان المسلمين" الذي بدا في عالم آخر، فضلاً عن أن هذا النوع من التحرك يمثل رسالة إلى القوى الفلسطينية نفسها التي تذهب نحو اتفاقية قد يستغلها الغرب لإقفال ملف الصراع من دون تحقيق العودة. وهنا لا تعود أراضي الـ1967 كافية لمحاولة إقفال باب النزاعات كما تقول إسرائيل.
ثمة قواعد جديدة يجدر بالمهتمين متابعة عناصرها يوماً بعد يوم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد