قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 19/5/2011

 ـ 'السفير'
لهذه الأسباب... &laqascii117o;حزب الله" لا يضغط على عون
نبيل هيثم :

ليس صعبا تحديد مكمن العلة الداخلية، فالاساس فيها عدم القبول بالآخر بين ميشال سليمان وميشال عون واما حقيبة الداخلية فليست سوى ساحة لتظهير &laqascii117o;حرب الالغاء" من جهة، وانعدام الثقة بين نجيب ميقاتي وميشال عون من جهة ثانية.
كما أنه ليس صعبا تحديد مكمن العلة الخارجية، في ظل معطيات تمتلكها مراجع سياسية تجزم بوجود ضغط اميركي لفرض جملة ممنوعات، ومنها:
- ممنوع على ميشال سليمان ان يتنازل عن حقيبتي الداخلية والدفاع؟
- ممنوع اسناد اي من الحقائب الامنية لميشال عون وممنوع عليه حتى الشراكة في تسمية وزير الداخلية؟
- ممنوع ان تتشكل حكومة في لبنان تكمل ما يسميه الاميركيون وحلفاؤهم، &laqascii117o;العملية الانقلابية" وتمنح &laqascii117o;حزب الله" فرصة الابعاد النهائي لسعد الحريري خارج دائرة الحكم، ومن ثم ادارة البلد بغير الوجهة التي كانت تدار فيها اميركيا وبرعاية الاعتدال العربي؟
- ممنوع ان تتشكل حكومة تشكل عامل اطمئنان لنظام الاسد وتحفظ ظهره، وتضبط وقائع لبنان .
لماذا القفز فوق تلك الوقائع الداخلية والخارجية المعطلة للولادة الحكومية ومحاولة رمي المسؤولية تارة على &laqascii117o;حزب الله" واتهامه بافتعال التعطيل، وتارة اخرى على ميشال عون وحصر اسباب التعطيل فيه، ومن ثم تلقى باللائمة على &laqascii117o;حزب الله" لمماشاته حليفه البرتقالي وعدم ممارسة الضغوط عليه للرجوع عن شروطه التعجيزية غير القابلة للتطبيق كما يقول اللائمون؟
وكما ان &laqascii117o;حزب الله" تعاطى مع ميشال سليمان من موقع خصوصيته الرئاسية ودون ان يمسّها، تعاطى ايضا بالقدر نفسه من الموضوعية مع خصوصية نجيب ميقاتي ولم يقارب الهوامش الكثيرة التي يتحرك فيها الرئيس المكلف بشهادة الرئيس المكلف نفسه، واما مع حليفه ميشال عون فقد تعاطى معه بالقدر الاكبر من التفهم لمطالبه، وكما انه لم يذهب الى حد تبنيها علنا ومحاولة فرضها على بساط التأليف، لم يذهب الى ممارسة الضغط على عون، بل لم يستجب لرغبات رئاسية وسياسية ما زالت تأخذ عليه عدم مبادرته الى حمل حليفه البرتقالي على ان يقلل من سياسة التعجيز التي يبديها. ولـ&laqascii117o;حزب الله" في هذا الخصوص اسباب متعددة، ومنها:
اولا: اقل الايمان بالنسبة الى &laqascii117o;حزب الله" ان يراعي حليفه ميشال عون كما يراعي الاطراف الآخرون حلفاءهم، ومع هذه المعادلة لا تستقيم اية دعوة للضغط على عون.
ثانيا: ان &laqascii117o;حزب الله" يدرك ابعاد المطالبات القائلة بالضغط على عون، فهي بمثابة حجر يصيب عصفورين، اي يصيب الحزب ويصيب عون في آن معا، وأما جواب الحزب في هذا السياق فهو انه لا يرى نفسه في موقع الاملاء او الضغط على اي طرف. .
ثالثا: ان &laqascii117o;حزب الله" لا يرى عون في الموقع الذي يملى عليه، وليس من النوع الذي يضغط عليه، بل هو طرف اساسي له كينونته الوطنية والسياسية وخصوصيته المسيحية.
رابعا: ان &laqascii117o;حزب الله" يقرأ بوضوح الحرب الضروس التي تشن على عون وتياره من لحظة اشهار تحالفه معه بدءًا من تفاهم مار مخايل حتى الآن.
خامسا: ان &laqascii117o;حزب الله" لا يرى ان عقدة التعطيل موجودة عند عون، ويعتبر ان ما يطالب به جنرال الرابية حق مشروع له، وان التجربة معه منذ التكليف وخلافا لكل ما يقال عنه، دلت بالرغم من خطابه العالي النبرة على ان الرجل يتمتع بمرونة كافية .


ـ 'الاخبار'

وزراء المال يستبيحون حقوق المـوظّفين: صندوق أسود
رشا أبو زكي:  

العملية موثّقة بالأسماء والأرقام. منذ عام 1997، يستولي وزراء المال على مبالغ من حصص الغرامات التي يفترض أن توزّع على الموظفين، فيوزّعونها على مجموعة من المقرّبين منهم. والمدهش أن هذه التوزيعات خرجت من باب الوزارة، لتطال أيضاً المحظيّين من المقرّبين من مجلس الوزراء ومن مؤسسات تابعة للوزارة ولأشخاص مجهولين. أن يحصل، مثلاً، حاجب مكتب رئيس الحكومة السابق فؤاد السنيورة على مبلغ 135 مليون ليرة كإكرامية بعد اقتطاعها من حصص الموظفين، فهذا مثال صارخ على الاستباحة. سطو لا يمكن أن تكشف كل تفاصيله إلا عبر وضع الوزراء أمام المحاكم.
إليكم القصة الكاملة المستندة إلى قيود وزارة المال .
في عام 2000، نص قانون الموازنة العامة على إلزامية اقتطاع نسبة من الغرامات التي تحققها مديرية المالية العامة في وزارة المال، على أن توزع هذه الاقتطاعات على الموظفين العاملين في هذه المديرية. فيوزّع حاصل الغرامات المفروضة على الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة والرسوم المماثلة لها على الشكل الآتي: 70 في المئة للخزينة، و30 في المئة للموظفين.
أما حصص الموظفين (أي الـ 30 في المئة)، فتوزّع كالآتي: 7 حصص للمدير العام لوزارة المال. 6 حصص لمفوّض الحكومة لدى مصرف لبنان وموظّفي الفئة الثانية. 5 حصص لموظّفي الفئة الثالثة في مديرية المالية العامة وفي مفوضية الحكومة لدى مصرف لبنان. 4 حصص لمراقب ضرائب، مراقب جباية، محتسب، محاسب في مديرية المالية العامة ومفوضية الحكومة لدى مصرف لبنان. حصّتان ونصف لباقي موظّفي الفئة الرابعة في مديرية المالية العامة ومفوضية الحكومة في مصرف لبنان. وحصة ونصف لموظفي الفئة الخامسة والأجراء والمتعاقدين... وقد حصر القانون عملية الإفادة من الغرامات بالعاملين فعلياً في ملاك مديرية المالية العامة ومفوضية الحكومة لدى مصرف لبنان، من موظفين دائمين وموظفين مؤقتين وأجراء ومتعاقدين دون سواهم... كما شدّد القانون على أن إفادة أي عامل آخر في مديرية المالية العامة ومفوضية الحكومة لدى مصرف لبنان، أو مستشار لدى الوزير، تستوجب إصدار قانون عملاً بمبدأ الموازاة في الشكل.
صندوق أسود
ولكن تفيد المعلومات في وزارة المال بأن حصص الموظفين من الغرامات تحولت الى صندوق أسود بأيدي وزراء المال. وتلفت الى أن آلية زهق حقوق الموظفين القانونية تتم عبر اقتطاع نسبة من مستحقات الموظفين من الغرامات التي تحصّلها الوزارة مرتين سنوياً، فيبقى في صندوق الغرامات أموال يخصصها وزراء المال لتوزيع المكافآت، أو لدفع رواتب مياومين وأجراء وعاملين لديهم لا في الوزارة. وتوضح المعلومات أن الحصة الكبرى من التوزيعات تذهب الى المستشارين، وإلى العاملين في المركز الآلي الإلكتروني، وإلى المعهد المالي، وإلى موظفي ascii85NDP في الوزارة... وصولاً إلى السرايا الحكومية. ويعود عدم احتجاج الموظّفين إلى أسباب عدة، أهمها أن نسبة الاقتطاعات (التي تؤخذ من حصص حوالى 1900 موظف يحق لهم الإفادة من الغرامات) ليست كبيرة، إلا أنّ تراكمها هو الذي يجعل حجمها ضخماً، ليصبح الاستيلاء عليها جرماً حقيقياً. وقد وصل حجم الغرامات التي توزّع على دفعتين سنويّاً، في العامين الأخيرين، الى حوالى مليار و800 مليون ليرة. أمّا حجم الاقتطاعات غير القانونية من حصص الموظفين، فيتعدّى العشرين في المئة.
أتعاب المستشارين
يجيز القانون للوزراء الاستعانة بمستشار أو أكثر، شرط أن لا يتجاوز مجموع بدلات أتعاب المستشارين مبلغ 36 مليون ليرة لبنانية سنوياً، على أن يُلحظ ذلك في موازنة الوزارة. إلا أنّ عدداً من وزراء المال المتعاقبين منذ عام 1997 حتى عام 2008 لم يلتزم بالقيمة التي يفرضها القانون لدفعها للمستشارين، فعمد ستّة وزراء للمال خلال هذه الفترة الى إنفاق حوالى 452 مليون ليرة على المستشارين وحدهم.
واللافت أن عدم الالتزام بهذه القيمة حصل على مدى 4 سنوات متتالية في عهد وزيرين للمال، هما فؤاد السنيورة وجورج قرم. الأوّل دفع في عام 2001 مبلغ 45 مليوناً و800 ألف ليرة لمستشاريه، متجاوزاً ما ينصّ عليه القانون بقيمة 9 ملايين ليرة، كما دفع في عام 2002 مبلغ 51 مليون ليرة، ليتجاوز الرقم القانوني بقيمة 15 مليون ليرة... أمّا قرم، فتجاوز في عام 1999 المبلغ المرصود للمستشارين بقيمة الضعف، إذ دفع 72 مليون ليرة لمستشاريه، فيما دفع في عام 2000 حوالى 45 مليوناً و800 ألف ليرة، متجاوزاً الرقم المرصود قانوناً (36 مليون ليرة) بحوالى 9 ملايين ليرة.
والجدير ذكره في الإطار نفسه، أن كلّاً من ميشال ضعون وعبد العزيز حليس، المعتمدين مستشارين للوزيرين السنيورة وجهاد أزعور، حصلا على الحصة الكبرى من المبالغ المخصصة للمستشارين، فتقاضى ضعون خلال عمله مع الوزيرين المذكورين مبلغ 106 ملايين و600 ألف ليرة، فيما تقاضى حليس مبلغ 72 مليون ليرة!
لكن المفارقة أن الوزيرين جهاد أزعور ومحمد شطح التزما خلال ولايتهما (2006 /2007 /2008/ 2009) بمبلغ 36 مليون ليرة من دون زيادة أو نقصان... أما السنيورة، فخالف القانون مرتين، إلا أنه التزم ثلاث مرات بسقف القانون، فدفع أقل من 36 مليون ليرة لمستشاريه خلال سنوات 1997 (30،7 مليون ليرة)، 2003 (30 مليون ليرة) و2004 (27،3 مليون ليرة)... إلا أنّ التدقيق يبيّن أنّ هناك سبباً وراء هذا الالتزام الدقيق بالقانون. الالتزام الواضح من قبل أزعور وشطح والسنيورة (أحياناً) سببه اكتشافهم &laqascii117o;حنفية أموال" في وزارة المال، وهي &laqascii117o;حنفية" حصص موظفي مديرية المالية العامة من الغرامات. فقد عمد الوزراء الثلاثة إلى تخصيص إكراميات لـ&laqascii117o;جماعتهم" من الأموال المستحقة للموظفين، فعمدوا الى دفع مليارات الليرات من حساب حصة الموظفين من الغرامات لأشخاص لا حق لهم بقبض حصص من الغرامات، وبتعليمات منهم شخصياً بمخالفة فاضحة لأحكام النص القانوني الذي يحدد أصول توزيع حصص الغرامات على موظفي المديرية ومفوضي الوزارة في مصرف لبنان حصراً.
فمستشارا أزعور والسنيورة، ميشال ضعون وعبد العزيز حليس، اللذان حصلا على مبالغ لافتة من الوزيرين بصفتهما مستشارين، حصلا أيضاً على مبالغ من حصّة موظفي وزارة المال من الغرامات، وقيمة هذه &laqascii117o;الإكراميات" التي صرفت من حقوق الموظفين ليست ضئيلة، إذ حصل حليس، على دفعات، على مبلغ 18 مليون ليرة من حصص الموظفين للغرامات، فيما ضعون (الذي تقاعد من الوزارة في عام 1993 ولم يعد موظفاً منذ ذلك الوقت) حصل على مبلغ 73 مليوناً و50 ألف ليرة على دفعات.
إضافة إلى ما تقاضاه المستشارون، دفع السنيورة لمدير الموازنة ومراقبة عقد النفقات إلياس شربل في 29 أيلول 2004 مبلغ ثلاثة ملايين ليرة، كمكافآت مالية من &laqascii117o;حساب حصص غرامات الموظفين"، إضافة إلى ما قبضه من مكافآت وغرامات كموظف، ومن دون وجه حق، وذلك قبل أن تنتهي ولاية السنيورة بشهر واحد. كما دفع السنيورة كذلك الى حاجب مكتبه بسام بهلوان (غير موظّف في الوزارة) مبلغ 3 ملايين و200 ألف ليرة من حصة غرامات موظّفي الوزارة أيضاً. هذا المبلغ دفعه السنيورة على 6 دفعات، 5 منها حصلت في اليوم نفسه، أي في 31 كانون الأول 2001، والسادسة في 10 تشرين الأول 2002.
أما الفضيحة الكبرى، فهي أن عدنان سرحان، وهو حاجب لدى الوزيرين السنيورة وأزعور وغير موظّف في الوزراة، حصل على 135 مليوناً و50 ألف ليرة من حصص موظفي الوزارة من الغرامات. وتؤكد مصادر الوزارة أن كلا الوزيرين سجّلا في قيود الوزارة أن سرحان هو معتمد قبض، إلا أنّ هذا الادعاء لا أساس له من الصحة لأنه ليس موظفاً، ومن المرجح بحسب المصادر أن هذا المبلغ سجّل على اسم سرحان، فيما قبضه آخرون!
ومن الحجّاب الى سكرتيرة أزعور التي حصلت على 93 مليوناً و300 ألف ليرة، من حصة غرامات الموظفين، لا من حساب المستشارين، علماً بأنها ليست موظفة في مديرية المالية العامة... أمّا سكرتيرة شطح، فلم تكن أقلّ حظّاً، إذ حصلت على 9 ملايين و500 ألف ليرة من حصة الموظفين للغرامات، رغم أنها غير موظفة!
إلا أنّ الأعطيات تجاوزت أبواب وزارة المال. فقد حصل أيضاً بعض الموظّفين في السرايا الحكومية على مبالغ من حصص الموظفين من الغرامات، وذلك بطريقة غير قانونية، بموجب العملية رقم 22728، رقم الأمر 11704290-21-08 تاريخ 7/6/2008. كما قبضت لمياء المبيض بساط، وهي مديرة المعهد المالي، أموالاً من &laqascii117o;حساب حصص غرامات الموظفين" من دون وجه حق، وقد وصلت هذه الأموال الى 5 ملايين و800 ألف ليرة، وذلك على دفعتين: الأولى في عهد السنيورة في عام 2001، والثانية في عهد الوزير شطح في عام 2008.
واللافت في إطار المدفوعات غير القانونية، التي تتم من حصص موظفي الوزارة، هو دفع مليوني ليرة كإكرامية الى إحدى الموظفات في عهد الوزير السنيورة، ومبلغ آخر لنبيل مبيض بقيمة 42 مليوناً و680 ألف ليرة في عهد الوزير أزعور!
وإذا كان الوزراء الثلاثة قد عمدوا الى الاستيلاء على الأمانات، ودفع الإكراميات ورواتب المستشارين والمحسوبين عليهم من مستحقات موظفي الوزارة، فإن تسجيل دفع 31 ملياراً و421 مليون ليرة باسم أمين صندوق الخزينة المركزي هو لغز حقيقي! إذ ليس في الوزارة معتمدو قبض يوزعون الحصص على الموظفين، إلا أن هذا المبلغ الضخم سجل على مدى 11 سنة باسم أمين الصندوق من دون تحديد أي اسم من الأسماء المستفيدة من هذه الحصص. لا بل تبيِّن وثائق الوزارة أنه في عام 1999 دُفع الى أمين صندوق الخزينة ثلاث دفعات بقيمة 28 مليوناً و300 ألف ليرة من دون وجود رقم &laqascii117o;أمر بالدفع". كما برز في قيود الوزارة بند في عام 1999 تحت عنوان &laqascii117o;حصة الموظفين من الغرامات"، وهو بقيمة 23 مليوناً و221 ألف ليرة من دون تحديد هوية المستفيدين.


ـ 'الديار'
مسؤولية الأكثرية الجديدة بقيادة حزب الله في تشكيل الحكومة

كتب شارل أيوب:

... عندما تدقّ ساعة تأليف الحكومة، نجد الأكثرية الجديدة بقيادة حزب الله غير قادرة على تشكيل الحكومة. لذلك تسأل الناس ما هو السبب الحقيقي؟ هل العماد عون يرفض ويضع مطالبه لتشكيل الحكومة بشكل تعجيزي لأسباب تتعلق به، ام لدعم حزب الله له، وهل مبدأ الحصول على 20 وزيراً للأكثرية هو من اجل تعيينات واتخاذ قرارات بأكثرية الثلثين في مجلس الوزراء لمحو المرحلة الماضية وتغيير تركيبة التعيينات والاجهزة والدولة؟ نحن نسأل والناس تسأل معنا ايضاً، هل اذا اراد حزب الله تشكيل الحكومة جدّياً، هو غير قادر على تشكيلها، واقناع حليفه العماد عون القبول، بإعطاء رئيس الجمهورية وزير ماروني. وفق معلوماتنا، ان السيد حسن نصرالله قدّم افضل تسهيلات للرئيس ميقاتي، ولكن من جهة اخرى، ان حليف حزب الله العماد عون، يضع شروطاً غير مقبولة لتشكيل الحكومة، ولذلك نتساءل، هل حزب الله لا يريد تأليف الحكومة ام يريدها؟ وفق ما نعرفه وما سمعناه من حزب الله، ان الحزب مستعجل، والرئيس بري مستعجل اكثر، والوزير جنبلاط بات متضايقاً من عدم تأليف الحكومة، وتبقى مطالب العماد عون وصراعه مع رئيس الجمهورية بشأن وزارتي الداخلية والاتصالات. هنا نقول، الا يعتقد حزب الله ان من واجبه ان يمون على حليفه العماد عون، بإيجاد تسوية بشأن الحقائب بما يحفظ حصة التيار الوطني الحرّ، ويحفظ صلاحية رئيس الحكومة لتشكيلها والحفاط على كرامة رئيس الجمهورية بإعطائه وزير ماروني داخل وزارته.
لقد بتنا نميل الى ان حزب الله لا يريد حكومة في الظرف الراهن، كما ان العماد عون لا يمكن ان يتمسّك بمطالب سطحية بهذا الشأن، اذا كان يريد تأليف حكومة من الأكثرية الجديدة، وان العماد عون مدعوم من حزب الله بشكل يجعله قادراً على تعطيل تشكيل الحكومة، فأيّ خدمة نقدّمها للبنان اذا بقينا من دون حكومة؟ هل من الافضل تأليف حكومة، ام البقاء في فراغ المؤسسات، وهذه هي مسؤولية الاكثرية الجديدة التي حصلت على 68 نائباً في المجلس النيابي، ولا يستطيع العماد عون ولا حزب الله التنصّل من هذه المسؤولية، فهما يملكان الاكثرية الجديدة والرئيس ميقاتي غير متطلب في تأليف الوزارة الى حدّ يريد فيه تحجيم العماد عون او الخروج من تفاهم مع حزب الله.
(...) السيد نصرالله صادق، واول من يعترف بصدقه هو العدو الإسرائيلي الذي يكره حزب الله ويعتبره عدوّه الأول، وعندما نوجه السؤال الى امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، فإننا ننتظر من حزب الله جوابا عن سبب مرور اكثر من 100 يوم، طالما ان الاكثرية منسجمة مع نفسها، ومنسجمة فيما بينها. إنّ ازمة دستورية قد بدأت في البلاد نتيجة عدم تشكيل الحكومة، ونتيجة عدم اعطاء رئيس الجمهورية وزير، ونتيجة صراع العماد عون من اجل حقيبة او اثنين، فكيف يمكن ان نقيس الأمور بما حصل من انفصال في السودان وما حصل في تونس ومصر وليبيا وسوريا وغيرها مع الاهمال الحاصل في لبنان لتشكيل حكومة تحكم وتنفّذ سياستها. ذات يوم قال امين عام حزب الله السيد حسن نصرالله انه مع انتخابات مبكرة وليحكم من يفوذ بالاكثرية، والاكثرية اليوم هي مع حزب الله نيابياً، فهل نستطيع الحصول على جواب من حزب الله عن اسباب تأخير تشكيل الحكومة بعد مرور اكثر من ثلاثة اشهر؟ فاذا كان من سبب سياسي يتعلّق بالمنطقة، فليقل لنا حزب الله ذلك، لان من حق شعب المقاومة ان يعرف الحقائق. اما اذا كانت الاسباب هي وزارة الداخلية، او وزارة الاتصالات فالسبب تافه جداً، ولا يجوز لحزب الله ان يقبل بهذه العوائق لتشكيل الحكومة. نحن ننتظر من حزب الله بلسان احد مسؤوليه ان يقول للناس وللأكثرية الصامتة، ما هو سبب عدم تأليف الحكومة من الاكثرية الجديدة التي يرأسها والفاعل الاقوى فيها لمدة ثلاثة اشهر واكثر، ونتخبّط بأزمة وزارية وتغيب المؤسسات، خاصة المؤسسة التنفيذية عن الحكم؟ ومسؤولية حزب الله هي في احياء المؤسسات ووجودها، لأنها ضمانة للمقاومة، خاصة وانه يملك الاكثرية النيابية داخل المجلس، وهو امر عمل حزب الله كل جهده للحصول عليه، فلم يستطع في الماضي، فما باله عندما حصل على الاكثرية النيابية تجمّد نشاطه، وبتنا في تخبّط حول حقيبة اذا كان ذلك هو السبب.


ـ 'النهار'

'الاخوان' خطر على الأنظمة العربية؟
سركيس نعوم:

يجيب المسؤول البارز نفسه المتابع شؤون شبه الجزيرة العربية في 'الادارة' الاميركية المهمة نفسها عن سؤال لماذا، وبحسب قولك، يكره الاماراتيون والسعوديون 'الاخوان المسلمين'؟ قال: 'في السعودية مجتمع محافظ، وفي الامارات شبه مسلم متدين وبدوي. 'الاخوان' يختلفون فكريا مع 'الوهابيين' وهم في الوقت نفسه 'مودرن' ومتعلمون وحضاريون. لذلك يشكلون خطرا على الانظمة الاسلامية كلها، طبعا باستثناء دولة قطر لان الجميع يقولون ان  'الجزيرة' محطتها التلفزيونية اخوانية'.

سألت: ماذا عن المملكة العربية السعودية في ضوء ما يقال عن خلافات بين أقطاب العائلة المالكة فيها، وعن التحديات الايرانية الشيعية لها، وعن عدم نجاحها في مواجهة الحوثيين اليمنيين عندما اقتربوا من حدودها؟ أجاب: 'الامور الداخلية في المملكة غير واضحة. لكن المراقبين لأوضاعها يشعرون أن هناك خللا ما. هناك اعضاء بل مسؤولون من العائلة المالكة بلغوا من العمر عتيا. شكل الملك عبدالله بن عبد العزيز 'هيئة البيعة'. هل تقوم بدور ما؟ او هل ستقوم بدور ما؟ واذا لم يحصل منذ الآن تخلي أولاد المؤسس عبد العزيز لاولادهم أي لأحفاده، واذا لم يتم في الوقت نفسه التفاهم على آلية ثابتة للسلطة وعلى توزيع مواقع، فان وقتا سيأتي يصبح فيه الاحفاد 'ختيارية' بدورهم وتاليا عاجزين عن الحكم. ولا بد أن يؤثر ذلك في استقرار المملكة. أما في موضوع دولة المؤسسات التي يقول كثيرون من العرب والاجانب إنها غير قائمة في السعودية فانني أطلب منك أن تذكر لي أي اسم دولة مؤسسات في منطقتكم'. علقت: انت وأنا نعني بدولة المؤسسات الدولة الخاضعة للقوانين والدستور والمؤمنة بالحريات والديموقراطية وحقوق الانسان. بهذا المعنى لا دول مؤسسات في المنطقة كلها. لكن ما أقصده هو أنه حتى في الدول الديكتاتورية في المنطقة توجد مؤسسات عريقة تحاول أحيانا ان تتحرك رغم أن دورها مصادر من السلطة، ومصر هي أبرز مثل على دول كثيرة.

رد: 'أفهم ما تقول. لكن هناك محاولات يقوم بها الملك عبدالله لبناء الدولة او بالاحرى لمتابعة بنائها لانه لا يعترف بغيابها في بلاده، وربما يحول دون نجاحه في  ذلك كليا مواقف الآخرين داخل العائلة الحاكمة. أما شيعة المملكة فقد خصص ولغيرهم من مواطنيها مبلغ 37 مليار دولار اميركي لاعمار مناطقهم. فهل يكفي ذلك في رأيك؟ وهل يرضي الشيعة؟' أجبت: انها خطوة ضخمة وضرورية من دون أي شك. لكنها متأخرة، ربما لو اتخذت قبل الخوف من التطورات واحتمال انتقالها الى المملكة لكانت فائدتها وتأثيرها بالغي الأهمية. ذلك ان الجميع في المملكة والشيعة في مقدمهم كانت مناطقهم في حاجة الى تنمية. علما ان السعودية في حاجة ليس فقط الى اصلاح اقتصادي وتنمية اقتصادية. هي في حاجة ايضا الى اصلاح سياسي. ثم سألت: ماذا عن اليمن الذي كان يوصف بالسعيد'؟ أجاب: 'الرئيس اليمني علي عبدالله صالح رجل بارع ومحترف وذكي. وهو يعمل 'كومبينات وتطبيقات' ويقدم تنازلات هنا ويجري مصالحة  هناك ليمشي الحال. لكن الامور اتخذت الآن منحى آخر لم تعد تنفع معه هذه الطريقة وهذا الاسلوب. هناك 'المؤتمر الشعبي العام' (حزب الرئيس) وأحزاب المعارضة.  وكان هناك حوار جار الهدف منه عند صالح او فريقه اشراك الجميع فيه وبشكل او بآخر في 'التركيبة'، وذلك بغية ضمان فوز حزبه واعطاء هذا الفوز شرعية. أما الفريق الآخر فكان هدفه دفع الحزب الحاكم الى التساهل بغية 'الفوز' بمقاعد نيابية اضافية. فجأة الغى صالح الحوار. وأقفل الباب فبدأت الاحتجاجات الشعبية التي لها أسباب أخرى. وأخشى الآن ان يصبح المطلب اسقاط صالح وهو فعلا صار كذلك'. ماذا في جعبة مسؤول مهم على تقاطع ما مع موضوع العراق في 'الادارة' الاميركية المهمة نفسها؟ بدأت اللقاء بسؤال عن مجرى اتفاق انسحاب القوات الاميركية من العراق الذي كان مقررا أن يبدأ في آب، أجاب: 'بدأ هذا الانسحاب في التوقيت المحدد له. وسينتهي آخر السنة الجارية 2011. لكن لم توضع بعد روزنامة محددة لذلك. فالانسحاب يتم بالتدريج. لكنه تم'. سألت: هل سيبقى مدربون عسكريون في العراق بعد الانسحاب الشامل منه؟ أنا لا أسأل هنا عن قواعد عسكرية لأن الجميع في العراق ينفون رغبتهم فيها. علما أن كثيرين داخل العراق يعتقدون أنه سيبقى هناك ولفترة طويلة 'عسكر' أميركي بصفة ما. بماذا أجاب؟


ـ 'الجمهورية':
12 نيسان 2011، مستقبل الشرق رُسم في اسطنبول
أسعد بشارة:

المكان: تركيا - الزمان:12 نيسان الماضي.
الموضوع: اجتماع غير معلن نظّمته القيادة التركية لممثلين عن 'الإخوان المسلمين' في سوريا ومصر والاردن، في حضور ممثل عن امير قطر وفي رعاية اميركية تمثلت بمشاركة مسؤول بارز في وزارة الخارجية الاميركية، رجّح انه السفير جيفري فيلتمان الذائع الصيت والبالغ الخبرة بشؤون المنطقة. هي معلومات لا يتجرأ على البوح بها، والادعاء بصحة حصولها، إلا من يريد اثبات نظرية الضلوع الاميركي المباشر في الاحداث السورية، ومن هنا تبدأ المعلومات التفصيلية والوقائع الثانوية التي تثبت وجهة نظر القائلين بأن مسلسل الربيع العربي لم يكن في حقيقته، منذ تونس مرورا بمصر وليبيا، سوى استثمار اميركي لحركة التغيير في العالم العربي. استثمار عرف كيف يصبغ بعباءة تركية، اتفاقا مع الإسلام السياسي، سوف ينتهي اذا نجح باستلام هذا الإسلام الحكم في اربع دول عربية على الأقل: مصر، الاردن، سوريا واليمن، وسوف يكون حضوره مؤثرا في تونس، وربما في المتبقي من دول شمال افريقيا. وفق أنصار هذه المعادلة، فإن اجتماع اسطنبول الذي حضرته القوى المتشددة داخل تنظيمات الاخوان المسلمين غيّب عنه التيار الاعتدالي. فإخوان سوريا، على سبيل المثال، حضر عنهم رياض الشقفة وغاب صدر الدين البيانوني، واخوان مصر والاردن حضروا ايضا وكان لديهم تصوّرهم الكامل في النقاش مع الاتراك والاميركيين، لخريطة المنطقة في مرحلة ما بعد سقوط الانظمة، حيث سيستطيع 'الإخوان المسلمون' ان يكونوا، وخصوصا في هذه البلدان الاربعة، النواة لبلورة ما يمكن ان تجوز تسميته الديمقراطية الاسلامية. في هذا الاجتماع، كان نقاش بين الاسلاميين وكل من الاتراك والاميركيين، حول معالم المرحلة المقبلة. فالسوريون اشترطوا في حال تمكّنهم من الإطاحة بنظام الاسد، ألا تضغط عليهم للجلوس على طاولة التفاوض مع اسرائيل، لأن ذلك سيعني سقوطهم في بداية استلامهم الحكم، وفضلوا الا يحصل اي تفاوض إلا بعد نيل غطاء اسلامي وعربي تتصدره المملكة العربية السعودية، أما الاردنيون فركزوا على نيل المساعدة والغطاء الدولي لإسقاط نظام الملك عبد الله، او لإجباره على التنازل عن الحكم الفعلي والقبول بصيغة الملكية الدستورية، وتعهدوا في المقابل باستيعاب الفلسطينيين في الضفة الشرقية، تمهيدا لأن يكون هذا توطئة لإيجاد مخرج لقضية حق العودة تسهيلا لعملية التسوية، اما الاميركيون فقد اكدوا على الاستعداد لدعم حركة الاخوان المسلمين في سياق الانتقال الديمقراطي لهذه الدول، وتعهدوا في الموضوع السوري ان يعملوا على طمأنة اسرائيل في خوفها من سقوط نظام الاسد، وما يمكن ان يليه من متاعب لا تستطيع تحمّلها. هذا فيما أبدى ممثل 'خط الاستعداد' لتعميم تجربة المساعدة في قلب الانظمة التي نجحت في مصر وتونس وليبيا، واستعمالها في سوريا والاردن واليمن. وفي محصلة نتائج هذا الاجتماع، تجزم القوى التي تعتقد بوجود مؤامرة أساسها التحالف بين الولايات المتحدة والاسلام السياسي في العالم العربي، أن احداث سوريا قد تمّ تصعيدها بشكل منظم في دفع هذا التحالف. ونشير الى ان نظام الاسد لم يكن الوحيد الذي توجّس مما يحصل، ولم يكن الوحيد الذي عرف بتفاصيل هذا التفاهم، اذ ان الملك عبد الله ساوره القلق الشديد، على اعتبار ان حكمه وضع على اللائحة. ولهذا، قام بحركة تشاور وتنسيق مع الاسد، واوفد اليه احد مسؤولي البلاط الملكي ليحذره من خطة منظمة، حصل على معطيات منها، تهدف لربط 'الإخوان المسلمين' في الاردن وسوريا في حركة تعاون عابرة للحدود، تعمل على إسقاط النظام السوري اولا، وتنتقل بعد النجاح الى الاردن. وفي المعلومات الملكية تحذير من ثلاث مناطق سوف يحاول فيها اخوان سوريا تحويلها الى بنغازي، هي درعا وبانياس وحمص، ونصيحة بعدم تمكين هؤلاء من تحقيق اهدافهم. اما عن الراعي التركي، فتقول هذه القوى ان اردوغان، الذي يضيف على انه احد صقور 'الإخوان المسلمين' اللابس ثوب العدالة والتنمية، يطمح لأن يلعب دور القيادة في تعبئة الفراغ العربي في مرحلة ما بعد سقوط الانظمة، وإمساك قوى الديمقراطية الاسلامية لزمام الحكم. وهو دور بدأ يتوضح اكثر فأكثر، منذ ان سبق اردوغان كل زعماء المنطقة والعالم في إعلان عدم شرعية نظام مبارك، ومنذ ان رعى حركة 'الإخوان المسلمين' في سوريا وحضنها. تتخوف القوى التي تروّج لنظرية المؤامرة هذه، من ان المؤامرة لم تعد خرافة، وترجّح ان يكون الاتفاق بين الأميركيين والاسلام السياسي الصاعد، بداية لرسم مستقبل المنطقة على أسس جديدة، خصوصا اذا ما نجح هذا الاتفاق بإسقاط نظام الاسد. لكن المفارقة ان هذه القوى تتجاهل كليّا ملابسات سقوط النظامين المصري والتونسي الحليفين لأميركا، هذه الملابسات التي أعطت مؤشرا واضحا على ان الديناميّات التي ولدت الربيع العربي في هذين البلدين، هي نفسها التي حركت الثورة السورية، وهي التي وضعت الاستراتيجية الاميركية في المنطقة، في حالة إرباك، بحيث بدت الدبلوماسية الاميركية في تونس ومصر وليبيا في عجز عن اللحاق بحركة الشعوب. أما في سوريا، وهي مفارقة ثانية، فقد كانت سرعة تطور الثورة السورية اكبر بكثير من قدرة الدبلوماسية الاميركية على التفاعل مع الحدث، فهل كان ذلك ايضا التعبير عن المؤامرة المرسومة سلفا والمعدة للتنفيذ؟


ـ 'النهار'
ترقّب في الشمال للأحداث في سوريا وأدعية تردّد في المساجد ضد الأسد
رضوان عقيل:

يترقب الشارع السنّي في الشمال الأحداث الأخيرة في سوريا، ويتابع أبناء بلدات وادي خالد الحدودية بـ'الصوت والصورة' ما يحصل في القرى المجاورة لأراضيهم، وخصوصاً في تلكلخ التي تحولت 'امارة اسلامية' بحسب الجهات الرسمية السورية، ولا تزال وحدات عسكرية تعمل على 'تنظيفها' من المسلحين والمناوئين لها. وتنشط في هذا الشريط عمليات التهريب من الباب الواسع، وتشارك فيها عصابات سورية ولبنانية يجتاز أفرادها النهر الفاصل والممرات التي تؤدي الى اهدافهم المادية والعسكرية حسب المعلومات القريبة من السوريين.ولا يخفي العدد الأكبر من أبناء البلدات اللبنانية الحدودية تعاطفهم مع المنتفضين على النظام وأجهزته الأمنية التي تواصل حملاتها في أرياف حمص بعد محطات في درعا وبانياس ومناطق سورية أخرى.وكان اللافت في الساعات الـ48 الأخيرة استنفار جهات محسوبة على 'تيار المستقبل'، في مدّ النازحين السوريين بالعون والمساعدة والمواد الغذائية.

وفي ظل هذه التطورات ينشط فريق يضم نواباً شماليين ومجموعة من الوجوه الاسلامية الناشطة تعمل منذ نحو عام على استنهاض الحال السنية في الشمال، وبدأت بنشاطاتها قبل أكثر من عام بمساعدة ضابط متقاعد. ويسعى هؤلاء الى شدّ عصب هذا الجمهور في وجه الجهات التي تعارض خياراته السياسية. وكانت لهم إحدى الجولات في 'يوم الغضب' على 'تكليف الرئيس نجيب ميقاتي تأليف الحكومة.ودفعت الاحداث الأخيرة في سوريا الى تنشيط هذه المجموعة التي تحسن جمع انصارها واللعب على هواجسهم المذهبية والمناطقية ولا تنقصها الأساليب التي يستعملها افرقاء في 8 آذار في الجهة المقابلة.وارتفعت في عدد من المساجد في طرابلس ووادي خالد وبلدات عكارية أخرى أصوات في ختام خطب الجمعة الأخيرة على ألسنة مشايخ معروفين في رفع الدعاء في نهاية الركعة الأخيرة من صلواتهم، لنصرة الشعب السوري والعمل على انقاذه من 'النظام الطاغوت بقيادة آل الأسد' وفق تعبيرهم.

وانطلق هذا النوع من الرسائل الموجهة والتي تقوم على التعبئة على مسمع من الأجهزة الأمنية أعدت تقاريرها ورفعت الى قياداتها وحذّرت فيها من خطورة هذا المناخ الشمالي السائد وخطورة انعكاسه على الحياة اليومية لابناء الطائفتين السنية والعلوية.ووفر هذا الأمر لجمهور السلفيين حالاً من الانتعاش والتقاط الانفاس وسط بيئة ملائمة ومساعدة لهم على نشر افكارهم، مع تدفق الروايات التي تصلهم من سوريا، ومنها ان العلويين شكلوا مجموعات تقتل كل من يخالفهم الرأي ويحيد عن خط النظام بقيادة الاسد.وتفيد معلومات امنية ان اسعار البنادق ارتفعت في الشهرين الاخيرين، وان سعر الكلاشنيكوف لامس الـ1500 دولار اميركي من جراء ازدياد الطلب عليها وتهريبها الى البلدات السورية على ايدي عصابات تنتظر بشوق مثل هذه الفرص الذهبية. وكان لافتاً اقدام عائلات علوية قبل أيام على رفع صورة كبيرة للرئيس الأسد على عدد من الميادين في جبل محسن وسرعان ما أزيلت منعاً لأي استفزاز.ويواصل 'حزب التحرير' نصرته للشعب السوري في بلاد الشام، مع العلم ان اعتصامه الاخير كان هزيلا في عدد المشاركين، على الرغم من حملته الاعلانية في السيارات، والتي وصلت اصوات دعواتها للمشاركة في الاعتصامات عبر المكبرات الى آذان المخابرات السورية عند اطراف البلدات الحدودية.

وتمر 'الجماعة الاسلامية' في ارباك ازاء المشاهد التي تصلها من سوريا، وكانت هذه النقطة محل بحث ونقاش مستفيضين بين قياداتها والمرشد العام لـ'الاخوان المسلمين' محمد بديع اثناء زيارته الاخيرة لبيروت الاسبوع الماضي.ولدى سؤال انصارها في لبنان عن رؤيتهم لما ستؤول اليه الاوضاع في سوريا، لا يقدمون جوابا شافيا ويرددون ان لكل بلد خصوصياته لكنهم يرفضون ولا يقبلون الهجوم الذي تمارسه آلة النظام السورية ضد الشيخ يوسف القرضاوي الذي يشكل المظلة لـ'الاخوان المسلمين' في اي بقعة ينتشرون فيها.
ومن نافل القول ان احفاد المؤسس حسن البنا في لبنان وسواه من البلدان الاخرى ينتظرون رفع رايتهم في سوريا بعد رحلة شاقة لهم مع نظام حزب البعث العربي الاشتراكي. ولو كان في استطاعتهم لتحركوا وتظاهروا اقله في طرابلس، لكن ثمة ممنوعات تحول دون اقدامهم على هذه الخطوة التي لا تغيب ايضا عن جمهور لا بأس به من ابناء الطائفة السنية.


ـ 'النهار'
الاصطفاف السياسي يستعيد زخمه على وقع التطورات السورية / أي خيار ممكن للبنان: دعم النظام أم الشعب؟
هل ينقسم اللبنانيون بين دعم الشعب ودعم النظام وفقا للاصطفاف السياسي الداخلي بين قوى 8 و14 آذار؟
روزانا بومنصف:
 
لا تخفي المصادر السياسية المعنية وجود مخاوف لدى اللبنانيين من ابداء اي دعم للشعب السوري خشية تصدير الازمة الى لبنان او حتى خشية انتقامات. ولذلك يتحفظ كثر على التطرق الى هذا الموضوع او يتم تناوله بكلام مبدئي يبتعد عن التفاصيل اقله بالنسبة الى قوى 14 آذار في حين ان مواقف قوى 8 آذار وتحديدا 'حزب الله' الصامت ينبغي الا تقل احراجا مع انهيار منطق الدعم للانتفاضات في المنطقة والقائل بأن الثورات العربية لا تطاول الدول الممانعة بل الدول الملتحقة بالولايات المتحدة وان هذه الثورات تنطلق من رحم الظلم الذي تواجهه الشعوب وليست مدفوعة من الخارج.


ـ 'اللواء'
يوميات البطريرك صفير:
... شهدت العاصمة اللبنانية في تلك الفترة أعمال القمة الفرنكوفونية التي حضر سيد بكركي افتتاح أعمالها في الثامن عشر من تشرين الأول 2002 إلى جانب عدد كبير من الشخصيات ولدى انتهاء الحفل فوجيء بالرئيس الفرنسي جاك شيراك وهو يقترب منه ليسلّم عليه ويشكره على حضوره، وقال له إنّ وزير خارجيتي دومينيك فيلبان سيذهب غدا صباحا لزيارتك فشكر سيد بكريك له عاطفته. صباح اليوم التالي زار الوزير الفرنسي المكلف بالتعاون مع المنظمة الفرنكوفونية بيار اندريه ويلترز البطريركية المارونية وبرفقته مدير دائرة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في الخارجية الفرنسية برنار إيميه والسفير في لبنان، وأوضح ويلترز أنّ الأحوال المتأزمة بين الولايات المتحدة والعراق حالت دون مجيء فيلبان، كما كان وعد شيراك، ونزولا عند رغبة موفد الأخير أوجز سيد بكركي نظرته إلى المسألة اللبنانية مبتدئا من انسحاب إسرائيل من جونب لبنان سنة ألفين تحت ضربات حزب الله . بعد ذلك أطلقنا نداء طالبنا فيه بانسحاب الجيش السوري، لافتا إلى انّ هذا الإنسحاب مطلب المسيحيين والمسلمين الذين يقولون سرا ما يقوله المسيحيون علنا. وعندما سأل الوزير الفرنسي عن وضع حزب الله ، أجابه بأنه 'مؤلف من شباب لبناني احتفظ بسلاحه على الرغم من قرار اتفاق الطائف بجمع السلاح من أيدي جميع الناس في لبنان، واستعمل سلاحه لإخراج إسرائيل، ولكنه يتحرك بأمر سوريا ويتلقى السلاح من إيران، والحكومة اللبنانية عاجز عن ضبطه'.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد