قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 27/5/2011

- 'الأخبار'
سوريا وحزب اللّه
خالد صاغية:

لا يكشف المرء سرّاً إن قال إنّ حزب اللّه ليس حزباً إصلاحيّاً. هو لا يملك برنامجاً إصلاحيّاً في لبنان، ولا نيّة لديه لدعم برنامج إصلاح جذريّ، إن امتلكه أيٌّ من حلفائه. وحين كان مطمئنّاً إلى أنّ ما من قوى سياسيّة جدية في البلاد ترغب في طعن المقاومة في ظهرها، لم يُعر أهمية للاشتراك في الحكومة أصلاً.وليس حزب اللّه من جماعة &laqascii117o;الديموقراطيّة أوّلاً". لا بل إنّه، كحزب أولويّته المقاومة، مستعدّ للتضحية بالكثير من أصول العمل الديموقراطيّ إذا ما تعارضت مع ما يراه مصلحة للمقاومة.هذا كلّه معروف ومستدلّ عليه بالنظريّة والممارسة. فحزب اللّه الذي نجح في تحرير الأرض وفي تحقيق انتصار تمّوز 2006، هو نفسه الحزب الذي لم يتوانَ عن ارتكاب أحداث 7 أيّار أو عن تنفيذ خطّة انتشار المعاطف السوداء. وفي الحالتين، كنّا أمام قوى سياسيّة تتعمّد إلحاق الأذى بالمقاومة، وأمام مقاومة تردّ على طريقتها التي لا تتوافق والديموقراطيّة. صحيح أنّ حزب اللّه يفضّل أن تحكم البلد أكثريّة داعمة للمقاومة، لكنّه لن يتنازل عن المقاومة إن افتقد أكثريّة كهذه.إذا كانت هذه هي نظرة الحزب إلى الإصلاح والديموقراطيّة في لبنان، فالأرجح أنّه لا يملك نظرة مختلفة إليهما في سوريا. ولن نجده في أيّ لحظة يضحّي بحليف أو صديق لكونه لا يستوفي الشروط الديموقراطيّة. لذلك، من السذاجة انتظار موقف من حزب اللّه داعم لإسقاط النظام في سوريا. وربّما كان على محترفي إضفاء الصبغة الرومانسيّة على المقاومة وعلى حزب اللّه، أن يكفّوا عن ذلك، إنصافاً للحزب ودوره، وتجنّباً لإصابتهم بإحباطات لا تنتهي. والغريب أنّ مُحبّي حزب اللّه الذين يطالبونه بموقف من النظام السوري هم، على الأرجح، من غير المعجبين بعمامات الحزب أو بأيديولوجيّته الدينيّة، وتقتصر علاقتهم بالحزب على إعجابهم بصواريخه، وهم يعرفون أنّ هذه الصواريخ لا توزّعها الدول الديموقراطيّة عادةً إعاشات على حركات المقاومة الإسلاميّة.لكن، في المقابل، يبدو أنّ حزب اللّه وقع أسير صورة فُرضت عليه. فتحدّث أمينه العام عن الإصلاح في سوريا، وذهب إلى حدّ الجزم بأنّ القيادة السوريّة عازمة على اتّخاذ خطوات إصلاحيّة كبرى، فيما لم يترجم هذا الإصلاح نفسه حتّى الآن إلا عنفاً فظّاً. ليست الوعود الإصلاحيّة السوريّة ما ينبغي انتظاره من حزب اللّه. لكنّ ما ينتظره الجميع هو أن يكون حزب اللّه حريصاً على كلّ قطرة دم سوريّة بريئة، ليكون وفيّاً لجمهور المقاومة على الأقلّ. ما ينتظره الجميع، ببساطة، هو التعزية بالشهداء الذين أحبّوا سوريا... كما لم يحبّها أحد.


- 'الأخبار'
كيف نتعلّم أن نحبّ القنبلة: في العلوم العسكريّة
عامر محسن (طالب دكتوراه في العلوم السياسيّة في جامعة كاليفورنيا ــ بيركلي):

يجدر التحذير من أنّ المقال التالي لا يصلح عموماً للّيبراليّين، ولا يُنصح بقراءته للإنسانويّين وكارهي العنف، وهو مكتوب أساساً لجمهور ذكوريّ. فالموضوع هو الحرب. والحرب هنا بمعناها الحقيقي الذي لم يتغيّر منذ الأزل، أي ما يسمّيه بلا مداورة المؤرّخ اليميني العنصري، الأميركي فيكتور دافيس هانسن، &laqascii117o;إيجاد الوسائل الأفعل والأسهل والأعنف لقتل الخصم وإزهاق روحه وإخماد حياته، وتحويل جماهير ضخمة من المواطنين الذكور الأحرار إلى آلات قتل ميكانيكيّة بلا قلب أو مشاعر تجاه العدوّ". فيكتور هانسن الذي تحوّل الى أحد الرموز الفكريّة للمحافظين الجُدد بعد 11 أيلول لا يفهم بتاتاً في السياسة، وخاصّةً في السياسة الدوليّة ـــــ إذ يحاول، مثلاً، مقاربة حرب العراق مستعيناً بدروس حملة الإسكندر المقدوني، لكنّ قلّة من المؤرّخين قادرة على توصيف المعارك التاريخيّة الشهيرة بأسلوب أدبيّ ممتع وساحر، كما هانسن.
أحاجج بأنّه من واجب الجمهور، وأيضاً &laqascii117o;المثقّفين"، الاستحصال على قدر ما من الثقافة العسكريّة، كما كان يفعل أسلافنا مرغمين لضرورات الحياة. وهذا ينطبق على نحو خاصّ على أهل منطقتنا، وأنا أؤمن بشدّة بأن أيّ شابٍّ لبنانيّ لا يعشق السلاح ويعتنق اللاعنف، يمارس عنصريّة ضد الذات. &laqascii117o;حبّ القنبلة" يصبح واجباً إجباريّاً لمن يبغي فهم السياسة ودراستها. أقول هذا ليس فقط لأنّني على مذهب تشارلز تيللي في توصيف الدولة ـــــ وهو يرى أنّ الدولة عبارة عن ذراعين، ذراع تقاتل وتبني الجيوش، وأخرى تستخرج الضرائب من المجتمع ـــــ بل لأن سياسة الشرق الأوسط وتاريخه هما، في عمقهما، مسألة عسكريّة بالدرجة الأولى.
بين جبل عامل وغروزني
التبصُّر في العلوم العسكريّة يقينا من الخرافات الكثيرة التي نسجها جيل الهزيمة حول طبيعة صراعاتنا، ويساعدنا على فهم الميزان الحقيقي للقوى. نتعلّم مثلاً أنّ القوّة البرّيّة الفاعلة في الجيش الإسرائيلي هي ثمانية ألوية نظاميّة لا أكثر ولا أقلّ. ثمانية ألوية هي كلّ ما يقف ـــــ بالمعنى الحقيقي للكلام ـــــ بيننا وبين فلسطين، ثلاثة منها مدرّعة وخمسة مشاة. لا جدوى من التقليل من قوّة الإسرائيليّين، لكن من الغباوة أن نصدّق روايات انهزاميّة انكساريّة عن &laqascii117o;استحالة النصر" في صراع نملك كلّ عناصر الظفر فيه.
في بنت جبيل عام 2006، دخلت كتيبة من لواء المظليّين البلدة ليلاً. تسلّلت سريّتان الى قلب المدينة وبقيت الثالثة خارجها للدعم. خلال دقائق من الاشتباكات، كان ثلث تعداد السّريّة &laqascii117o;أ" (أي ثلاثون جندياً) مرتمين أرضاً بين قتيل وجريح فيما قُتل ستّة جنود من السرية &laqascii117o;ج". قتل قائد السريّة &laqascii117o;أ" ونائب قائد الكتيبة ـــــ هذه كلّها من الرواية الإسرائيلية. بالمعنى العسكري للكلمة، الكتيبة بأكملها كانت قد شلّت وخرجت من الحرب كتشكيل مقاتل.
في اللواء أربع كتائب ولإسرائيل خمسة ألوية مشاة نظاميّة. من السهل تخيّل ما سيحصل لو كانت هناك أكثر من معركة &laqascii117o;بنت جبيل" تدور في وقت واحد.
تُعلّمنا العلوم العسكريّة أنّ القاعدة الأولى للحرب هي أنّه لا شيء اسمه &laqascii117o;هزيمة"، بل هناك شيء اسمه &laqascii117o;انكسار"، وهو أمر يقرّره المنهزم بنفسه، وهو نفسيّ بالدرجة الأولى. مثلاً، في حرب العراق عام 1991، لم تكن أميركا تملك ما يكفي من الصواريخ والذخائر والطائرات لقتل أكثر من مليون مقاتل عراقيّ كانوا عديد الجيش يومذاك، كما في كلّ مواجهة على مدى التاريخ، مارست أميركا الحرب عبر تسليط الضغط على الجيش حتّى يقع في حالة الانكسار والتسليم ـــــ وتلك قيمة متغيّرة. في جورجيا 2008 مثلاً، بدأت الوحدات الجورجية (التي درّبتها أميركا وإسرائيل) بالتفتّت والانهيار مع أوّل غارة جويّة روسيّة ناجحة على كتيبة مشاة جورجيّة. أمّا في لبنان 2006، يقول تقرير لكلّيّة الجيش الأميركي، فبقي عشرون مقاوماً في موقعهم المحصّن (سمّي في التقرير &laqascii117o;شاكد"، وهو قرب مارون الراس) اثنتي عشرة ساعة في قتال عنيف مع المشاة والدبابات الإسرائيليّة المتقدّمة، وهو قتال لا أمل منه بالمعنى العسكري، حتّى استشهدوا على آخرهم &laqascii117o;بلا إظهار أيّة محاولة للانسحاب أو الاستسلام".
تُعلّمنا الأدبيّات العسكريّة أنّه لا شيء اسمه &laqascii117o;مستحيل" في الحرب، وليس هناك فوارق تكنولوجية لا يمكن تذليلها. ولّت أيّام الحروب الاستعمارية القديمة حين كانت جيوش بريطانيا تهزم قوىً أكبر منها بأضعاف بسبب الفارق التكنولوجي النوعي. ولّت أيّام حروب الزولو، ومن يعرف الحرب يعلم أنّ كلّ تقدّم تكنولوجي يعطي أفضليّة للمدافع، وهذه قاعدة أزليّة.
لو كنتم من المتحسّرين على ضعف حيلة العرب واختلال ميزان القوى بينهم وبين إسرائيل، فتعلّموا شيئاً عن الشيشان. الشيشان شعب يقفز الى صفحات التاريخ مرّة تقريباً كلّ قرن. فيواجه قوّة أضخم منه بما لا يقاس في معركة بطوليّة وملحميّة تنتهي دائماً بهزيمة ماحقة، تبعثر شعب الشيشان الى حدّ الإبادة، فيستغرق الشيشانيون قرناً ليعيدوا بناء ديموغرافيتهم وحضارتهم وهويّتهم، وهلمّ جرّاً.
حين قارع الشيشانيّون (الذين لا يزيد عددهم على المليون إلّا قليلاً في موطنهم) الأمّة الروسية بقدّها وقديدها، لم يكن لديهم السلاح اللازم الذي يسمح بخرق دروع الدبابات الروسية الحديثة. الوسيلة الوحيدة لقهر مدرّعات الروس كانت في انتظارهم في شوارع المدن، حيث تفاجئهم فرق صغيرة من الشيشانيين بأسلحة خفيفة مضادّة للدروع. تقوم فرق من ثلاثة الى خمسة مقاتلين بالتناوب على ضرب الدبابة الروسية في النقطة ذاتها حتّى يُخترق الدرع وتعطب الآليّة. في الحرب الحديثة، الاقتراب الى هذا الحدّ من طوابير العدوّ هو بمثابة انتحار، لكنّ الشيشانيّين أحرقوا ألوية كاملة من الجيش الروسي في حملات غروزني الأولى وغروزني الثانية بهذه الوسائل، صابرين على الخسائر المرعبة في صفوفهم. لم يتمكّن الروس من هزم الشيشان إلّا عبر حلّ يقترب من الإبادة على الطريقة الرومانيّة: قتلوا في عقد من الحروب قرابة 40,000 شيشاني، كانوا ديموغرافياً جلّ فئة الذكور في عمر القتال.
قصص الجنوب
من المؤسف أن اللبنانيّين استنكفوا عن إعطاء مقاومتهم حقّ قدرها وحوّلوها الى موضوع &laqascii117o;انقسام" داخليّ يثير الحديث عنه الفرقة والخصام. وذلك رغم أنّ قصّة المقاومة اللبنانيّة في العقود الأخيرة كانت السرديّة الوحيدة التي تصلح لبناء وطنيّة لبنانيّة حقيقية اعتماداً عليها، ولتكون فكرةً جامعة عن تاريخ ونضال وتضحيات مشتركة، وقصّة انتصار توحّد الأمّة. لبنان دولة لا تهتمّ لشهدائها. حين تشيِّد الدولة ورأسمالها الأحياء &laqascii117o;النموذجيّة" في بيروت، وتملأها بالرموز السياسية والوطنية والاستهلاكية، يكون الحرص على إخفاء هذا الجزء من تاريخنا على أشدّه. حتّى الحرب الأهليّة القبيحة حاول عدد من المهندسين إبقاء بعض آثارها رمزيّاً في &laqascii117o;سوليدير" (بهدف التذكير)، لكن لم يقترح أحد شارعاً باسم المقاومة في قلب عاصمتها، أو نصباً للتحرير، أو تمثالاً لمقاومين ينصبون صاروخ &laqascii117o;كورنت"، حتى يتذكّر اللبنانيّون دوماً من حمى بلادهم عام 2006 وجعل لهم عاصمة. على العكس تماماً، صارت السخرية من المقاومة والمقاومين و&laqascii117o;نزع هالتها" سياسة إعلاميّة مقصودة، حتّى كانت صورة لا تنسى في أحد مهرجانات شباط منذ ثلاثة أعوام: يشمتون علناً بمقتل من هزم إسرائيل وسط تصفيق الرعاع الطائفيّة، وهذا في مهرجان لتخليد &laqascii117o;الشهداء"، وعماد مغنية لم يكن إيرانيّاً ولا هو من أميركا الجنوبية، بل هو مواطن لبناني من طيردبّا، ولد في هذه الأرض وقاتل كلّ حياته من أجلها.
لمن لا يعلم، حرب لبنان (المتواصلة) مع إسرائيل هي ـــــ بالمعنى العسكري البحت ـــــ من &laqascii117o;أجمل" حروب الغوار في القرن الماضي وأكثرها استعراضاً للإبداع والارتجال والتأقلم في الفنون العسكريّة. وهنالك مكتبة تكبر باستمرار عن الموضوع في أدبيات الدراسات العسكرية في الغرب. لا يمكن فهم حرب 2006 من دون فهم تطوّر المقاومة خلال سني الثمانينات والتسعينات. أولى البرقيّات الدبلوماسيّة الأميركيّة (في أوّل الثمانينات) عن شبان لبنانيين إسلاميين تأثروا بالثورة الإيرانية يقاتلون الإسرائيليين والقوات الغربية في لبنان، لحظت أنّ هذه التنظيمات تقاتل بطريقة احترافية وفعّالة لم تعهدها الميليشيات في البلد.
معركة وادي الحجير، التي تتبدّى نتيجتُها إعجازيّةً للوهلة الأولى، يمكن فهمها عبر مراقبة عمليّات المقاومة في التسعينيات، واستنباطها وسائل جديدة في مواجهة الدروع الإسرائيلية والتنسيق بين الفرق المضادة للدروع. حين حصلت المقاومة على صواريخ &laqascii117o;تاو" الأميركية عام 1998، قتل ثمانية جنود إسرائيليين في شهرين. صار المقاومون يوجّهون الصواريخ (كرصاصات القناص) الى داخل الغرف الإسرائيلية المحصّنة عبر نوافذها. وقبيل انسحاب إسرائيل (تحت الضغط العسكري المتزايد، لا بقرار سياسي) كانت استخبارات المقاومة قادرة على الوصول إلى جنرال إسرائيلي واغتياله، هو ايريتز غيرستين، أعلى قائد إسرائيلي رتبةً في المسرح اللبناني.
كانت هناك نظريّة خلال سنوات التسعينات، ساقها الكثيرون بحسن نيّة: أنّ المقاومة &laqascii117o;تستجلب" العدوان، وأنّه لا قبل لنا على كلفته، وأنّنا لن نحقّق شيئاً من خلال الضغط العسكري، فإسرائيل لا تُهزم، وأنّا نقاتل ونخسر من أجل الجولان وسوريا والمفاوضات، لا من أجل تحرير أرضنا. كان هذا في أوائل التسعينات، وكانت المقولة أن تحرير الأرض لن يحصل إلّا باتّفاق نحن موعودون به عن قرب ـــــ فلا داعي إلى المقاومة والتضحيات. بعد عشرين عاماً، لم يحصل اتّفاق، والجولان لا يزال محتلّاً، فيما الجنوب حرّ ـــــ بلا &laqascii117o;اتّفاق" ولا شروط ولا معاهدة ـــــ في أمثولة حيّة لمن يستوحش طريق الحقّ...
قنابل غيّرت التاريخ
في حالات معيّنة، تمتزج التقنيات العسكرية مع الإبداع ومع الشجاعة الفرديّة في أشكال تغيّر وجه التاريخ. تبدّى ذلك في لبنان بين عامي 1982 و1983. بعد اجتياح إسرائيل للبنان وتنصيبها نظام بشير الجميل، بدا الوضع يائساً بالكامل بالنسبة إلى الحركة الوطنيّة: قادتها وكوادرها فرّوا أو اعتُقلوا، جيشها الفعلي رُحّل أو صُفّي، ولبنان في طريقه ليصير مستعمرة إسرائيلية. ما هو أكثر من ذلك، تلك الفترة في لبنان كانت المرّة الأولى التي تعمل فيها أميركا، السعودية، مصر بعد كامب دايفيد، وإسرائيل كجوقة منظّمة، وبتنسيق أدوار لخلق واقع سياسي جديد في بلد عربيّ، وكان اسم هذا الواقع دولة أمين الجميّل. حضرت الدول الغربية بقوّاتها الى لبنان لتثبيت هذا الواقع. هذا ما تظهره الوثائق الرسمية الأميركية عن تلك الفترة، التي بدأ الإفراج عنها في السنوات الأخيرة، وهي توضح بلا أدنى شكّ أنّ ما يحصل اليوم في العلن كان يحصل في السرّ منذ أكثر من ثلاثين عاماً.
ثلاثة تفجيرات قلبت ذاك الواقع رأساً على عقب، أربع قنابل وثلاثة تفجيرات غيّرت كلّ تاريخ لبنان والمنطقة. قلّما حصل أن أنتجت أفعال فرديّة معدودة هذا القدر الهائل من التأثير السياسي ـــــ بصرف النظر عن حكمنا الأخلاقي على الأحداث والوسائل.
التفجير الأوّل استهدف بشير الجميّل وأنهى عمليّاً مشروع إسرائيل السياسي في لبنان.
التفجير الثاني كان في 11 تشرين الثاني عام 1982، حين أباد شابّ اسمه أحمد قصير وحدة الشاباك في الجنوب. تفجير مقرّ الحاكم العسكري في صور أفهم إسرائيل أنّه لا مجال لاستمرارها عسكرياً في البلد، وبدأت من يومها الاستعداد للانسحاب. الجيش الإسرائيلي كان مستعدّاً لخسارة مئة جنديّ في إطار حرب وجودية مع سوريا مثلاً، لكن، مع استحضار سلاح غير مسبوق في صورة العمليات الاستشهاديّة، صارت هذه الخسارة ثمناً يوميّاً لتثبيت نظام ميؤوس منه في لبنان.
الضربة الثالثة كانت في تفجيرين متزامنين لمقرّ المارينز في مطار بيروت ووحدة المظلّيّين الفرنسيين المتمركزة في مبنىً على الواجهة البحريّة للعاصمة. التأثير الهائل للهجومين لم يأتِ صدفةً، بل كان مزيجاً بين التكتيك غير المتوقع وخبرة تقنيّة مثيرة للدهشة لدى المخطّطين.من خطّط للهجومين الأخيرين لم يستعمل سيارة &laqascii117o;رينو" قديمة ويضع فيها مئة كيلوغرام من المتفجّرات. كلّا، هؤلاء كانوا يأخذون وقتهم. كانوا، أوّلاً، يحضرون شاحنة نقل ضخمة بستّة دواليب. ثمّ يحشونها ببضعة أطنان من المتفجّرات. ثمّ يحيطون هذه المتفجّرات بكمّيّة أكبر من الغاز (في أسطوانات أو مستوعبات). الهدف كان تحقيق تأثير انفجاري يدعى علميّاً &laqascii117o;التفجير المحسّن بالغاز" (gas-enhanced explosive). المفعول يشبه ما نسمّيه اصطلاحاً &laqascii117o;القنابل الفراغيّة"، حيث ينثر انفجار الشحنة الناسفة الغاز في منطقة الهدف، ثم، مع تفاعل الغاز مع الهواء خلال أقلّ من ثانية، &laqascii117o;يحترق الجوّ" فعليّاً مولّداً ضغطاً هائلاً حول مركز الانفجار. باستعمال الانتحاريّين كان بالإمكان توليد هذا المفعول داخل المبنى، لا خارجه. من هاجم مقرّ المارينز فجّر شاحنته في داخل بهو المركز، فأدّى الضغط الى ارتفاع المبنى بأكمله في الهواء (بعدما تحطّمت الأعمدة كعيدان الثقاب) وسقوطه كومة تراب. لم يخسر المارينز ذاك العدد من الجنود في يوم واحد منذ الإنزال على جزيرة ايو جيما، وخاضوا بعد بيروت حروباً كاملة ـــــ كما في بنما وهاييتي وعراق 1991ـــــ لم يخسروا في أيّ منها نصف ما خسروه في ذلك اليوم من تشرين 1983.
أمّا من فجّر نفسه في مقرّ الفرنسيّين، قبلها بدقائق، فقد أطلق الشحنة الناسفة في مرأب المبنى الواقع تحته مباشرةً، فوجد الصحافي روبرت فيسك مقرّ الفرنسيين، بعد الانفجار بلحظات، كومة حطام على بعد عشرة أمتار من المكان الأصلي للبناية.
يروي جندي المارينز الذي كان مكلّفاً بالحراسة، وهو حاول اعتراض الشاحنة المنطلقة باتّجاه مبنى قيادته مطلقاً النار عليها، أنّه استطاع أن يلمح وجه السائق وهو يتجاوزه مسرعاً في تلك اللحظة الأخيرة: كان ثغره يفترّ عن ابتسامة. كانت تلك المشهديات كافية لإخراج ريغان والقوى الغربية من لبنان خلال أشهر، وهي لم تفكّر في العودة مذّاك. العراق ومقاومته فعلا ما هو أكثر بكثير، لكن تلك قصّة أخرى، وهي لم تنتهِ بعد.


- 'الأخبار'
بعد خطاب أوباما أميركا والثورات العربية
سلامة كيلة(كاتب عربي):

بفرح ألقى باراك أوباما خطابه عن الثورات التي اجتاحت الوطن العربي، كأنّه صانعها بجد، وكأنه يضمن مآلاتها بكل ثقة. ربما بعد الرعب الذي اجتاح كلاً من الولايات المتحدة والدولة الصهيونية مما يجري في الوطن العربي، يحق له التقاط هذه اللحظة لكي يعبّر عن فرحه. فهو يعتقد بأنه حاصر الثورة في تونس والثورة في مصر من خلال &laqascii117o;لعبة ذكية" تمثّلت في انقلاب قيادة الجيش على الرئيس وإعلانها التزام &laqascii117o;مطالب الشعب". ويظنّ أنّه أغرق الثورة في ليبيا بالدماء، وماطل طويلاً في سقوط علي عبد اللّه صالح في اليمن، وسحق الثورة في البحرين عبر السعودية، وسيطر على الحراك في كل من عُمان والأردن والجزائر والمغرب، لكن أيضاً، وضع النظام السوري في زاوية حرجة يمكن أن تجعله يقبل الشروط الأميركية. وبالتالي، ينطلق أوباما من أنّه بصدد إعادة بناء المنطقة تأسيساً على المصالح الاقتصادية الأميركية، التي لم يخفِ ذكرها في خطابه.
هذا الوضع يفرض علينا أن نعيد بناء &laqascii117o;الصورة" لكي يكون الموقف الأميركي واضحاً، وكي نفهم مآلات الثورات كذلك.
فقد عملت الإمبريالية الأميركية (والإمبرياليات الأخرى كذلك، لكن أساساً أميركا) على إعادة صياغة المنطقة منذ عقود، وهدفت الى ضمان السيطرة على الاقتصاد وتكريس التبعية السياسية، وبالتالي ضمان هيمنة أميركية صهيونية طويلة المدى. وأول ما عملت عليه هو تغيير التكوين الاقتصادي في هذه البلدان واستيلاد طبقة مافيويّة تحكم وتنهب. وكان &laqascii117o;خبراء" البنك الدولي كرماء في إغداق النصائح بشأن أهمية السياحة والعقارات وأسواق الأسهم، وبالتالي التخلي عن الصناعة القائمة وإهمال الزراعة وتحويل الأرض الى &laqascii117o;مدن حديثة". وهو الوضع الذي فرض الزيادة الكبيرة في استيراد كل السلع تقريباً، الصناعية والزراعية والخدمية، التي باتت الرأسمالية معنية بتصديرها بعدما طوّرت الزراعة وأصبحت تعاني الفائض هنا كذلك، ممّا أفضى الى ربط محكم لبنية الاقتصاد المحلي بالطغم المالية الإمبريالية. فصار المال المضارب حراً في النشاط، وصارت الأسواق تستورد منتجات إمبريالية، وبات المجتمع مجالاً لعملية نهب شاملة.
وفي الوقت ذاته، تكوّنت نخب مافيويّة عائلية من حول السلطة، أصبحت هي السلطة، وباتت ملحقة بالطغم المالية الإمبريالية، وتابعة في سياساتها للسياسة الإمبريالية الأميركية خصوصاً. لقد أصبحت ملحقة &laqascii117o;أكثر مما يجب"، أي أصبحت أداة إمبريالية. وعملت الإمبريالية على تدعيم طابعها البوليسي القمعي، وتشكيلها في نظم &laqascii117o;قوية ومستقرة"، في مجتمع باتت أغلبيته مهمشة، إما بالبطالة أو بضعف الأجور، في وضع باتت أسعار السلع فيه عالمية. هذا الوضع طاول النظمَ كلّها. ربما لم تكن سوريا قد تكيّفت تماماً مع هذه التبعية، رغم أن &laqascii117o;رجال الأعمال الجدد" ساروا في المسار ذاته من حيث التكوين الاقتصادي وبنية السلطة. وتمركز الخلاف حول سلطة تدافع عن قوتها وتحكّم رجال الأعمال الجدد فيها، وميل أميركي لبناء &laqascii117o;دولة ديموقراطية"، أي هشة يمكن التحكم فيها. بمعنى أن الخلاف لم يطاول الاقتصاد، الذي هو أساس السيطرة الإمبريالية، أو حتى السياسات، حيث كان يمكن التفاهم على &laqascii117o;إنهاء الصراع"، وعلى الدور الإقليمي لسوريا.
لذلك، حين بدأت الثورات، كان الذهول الأميركي بادياً (كما الخوف الصهيوني). وتسرّبت أكثر من إشارة عن &laqascii117o;المفاجأة" الأميركية. فقد انطلقت من أن التفتيت الطائفي كفيل بحرف مسار الصراع الطبقي، حيث يندفع المهمشون إلى حروب عبثية تحت أوهام عملت الولايات المتحدة والنظم على زرعها. واعتقدت زمناً أنّها استطاعت أن تجد المعادلة الصحيحة هنا. فالمهمّشون يجب أن يأكلوا بعضهم بعضاً. وسنلمس ذلك من خلال ارتباكها في التعامل مع الوضع التونسي ثم المصري، حيث سارعت الى الالتفاف على الثورة من خلال &laqascii117o;طرد الرئيس" عبر الجيش. في تونس نجحت، وفي مصر ارتبكت نتيجة عناد مبارك. وسنلمس أن قيادة الجيش في هذين البلدين على صلة بالولايات المتحدة، وبالتالي كان يمكن أن تفتح طريقاً لترتيب بديل يعيد إنتاج السلطة ذاتها، وهو الأمر الذي توضح من خلال تمسك قادة الجيش بالنمط الاقتصادي من جهة، والمعاهدات والاتفاقات من جهة أخرى.
ثمّ جاءت الثورة في ليبيا لتعطي فرصة للإدارة الأميركية، ذلك أنّ القذافي يمتلك أسلحة متطوّرة قادرة، حسب توقُّع مسؤول الأمن القومي الأميركي، على سحق الثورة. وبالتالي، يمكن ترقّب انتصار القذافي لجعله علامة على فشل الثورات، ووقف توسُّعها الى بلدان أخرى. فقد ماطلت الولايات المتحدة أكثر من شهر قبل التدخّل، ثم تدخّلت على أمل تحقيق تقسيم ليبيا، وظلّت تعمل على إنهاك الثورة تحت حجة الدعم الجوي. وربما كانت الآن لا تريد انتصار الثورة، بل تعمل على التدمير والإنهاك من أجل دور أكبر في ما بعد. وفي اليمن، لم تخفِ أميركا دعم علي عبد الله صالح، ولم تضغط من أجل رحيله، بل أمدته بأسلحة، وما زالت لا تميل الى رحيله، بل تراهن على إنهاك الثورة التي تملأ الشوارع من دون أن تتمكّن من اقتحام القصر الجمهوري والاستيلاء على السلطة. لهذا، يتجمّد الصراع الى أن يتخثّر، وربما تفشل الثورة كما تراهن أميركا. وسنلحظ هنا، كما في ليبيا، أنّه ليس لدى الولايات المتحدة بدائل عن هؤلاء، وهو الأمر الذي لا يدفعها الى فعل ما فعلته في كل من تونس ومصر. وذلك من دون أن ننسى أنها دعمت سحق الثورة في البحرين من جانب قوات سعودية، وتخاف من ثورة في السعودية ذاتها.
ربّما كان التأخّر في حسم الصراع في كل من اليمن وليبيا قد انعكس على سرعة توسّع الثورات، وهو ما يظهر الآن في سوريا، لكنّ الأهمّ هنا، هو أنّ هذا الزمن من التعثّر أو التطوّر البطيء للثورات، وتوقّفه في بعض البلدان، أو عدم توسعه في أخرى، سمح للولايات المتحدة بأن تعيد صياغة استراتيجيتها لتضمن بقاء بنى النظم، على المستوى الاقتصادي وعلى صعيد الارتباط بسياساتها، دون أن تتجاهل &laqascii117o;ضرورة تجديدها" كي تمتص جزءاً من الأزمة المجتمعية.
ما هو مطروح في هذا المجال هو إعادة بناء السلطة السياسية من خلال دمج جماعة الإخوان المسلمين وتجديد النخب &laqascii117o;العفنة" بأخرى أقل عفونة، أو لم يُكتشف بعد مدى عفونتها. يظهر ذلك واضحاً في تونس من خلال التوافق مع الحكومة الجديدة، ويظهر في مصر من خلال التوافق مع المجلس العسكري الذي يتولى إعادة صياغة السلطة بما يحافظ على جوهرها الطبقي (سلطة المافيا) وسياستها، ووضعها في &laqascii117o;العلاقات الدولية". وهذا مطروح في فلسطين والأردن وسوريا، كما مصر وتونس.
لقد رسمت الولايات المتحدة استراتيجية مشابهة نهاية القرن الماضي، لكنّ حاجتها إلى &laqascii117o;عدوّ" فرضت عليها أن تخترع &laqascii117o;الحرب على الإرهاب"، الذي كان يجب أن يكون إسلامياً كي تنجح الاستراتيجية. ولقد انتهت هذه الحاجة منذ أن أعلن باراك أوباما التصالح مع الإسلام في خطاب القاهرة، وعمّد ذلك بـ&laqascii117o;قتل" بن لادن، لكي ينفتح أفق إعادة بناء النظم على أساس المشاركة &laqascii117o;الإسلامية، بعدما قيل إنّ هؤلاء هم قوة المعارضة الرئيسية، رغم أن الثورات في تونس ومصر واليمن وسوريا أوضحت غير ذلك.
إذاً، فكّرت الإدارة الأميركية في &laqascii117o;التغيير" بعدما عادت الثورات في سياق الالتفاف عليها إلى &laqascii117o;دفاترها القديمة" التي تجاوزها الزمن. فقد قامت هذه الثورات لأنّ كتلة مجتمعية هائلة باتت مهمشة، ولأن النظم هي الحامي لهذا التهميش. وكان شعارها الأساس: الشعب يريد إسقاط النظام، النظام الاقتصادي قبل النظام السياسي. وكل الحلول الأميركية المنفّذة عبر المافيا المحلية تقفز عن ذلك لمصلحة التغيير في شكل السلطة، ربما لجعلها &laqascii117o;أكثر ديموقراطية"، لكنه لا يغير من النمط الاقتصادي الريعي الذي هو الشكل الأفضل للمصالح الإمبريالية. إلّا أنّ الثورات ستكسر حتماً عملية الالتفاف الأميركي من أجل تحقيق تغيير عميق في النمط الاقتصادي، وفي البنية السياسية وفي كل السياسات الأخرى، فما من إمكان لتغيير النمط الاقتصادي دون الصراع مع الإمبريالية، كما مع الدولة الصهيونية. هذا هو &laqascii117o;روح" شباب الثورة في كل الوطن العربي.


- 'السفير'

السعودية بين الثروة والثورة
سمير كرم:

... وهنا لا يمكن استبعاد التنسيق الوثيق بين السعودية والولايات المتحدة بما يشبه ما حدث عام 1991. مرة اخرى تدفع السعودية لأميركا انما عن طريق اقراض مصر. واذا كانت السعودية قد اسهمت في تعويم نظام مبارك لفترة امتدت لثلاثين عاما ـ تخللها صلحه مع اسرائيل وتخللها رضوخه الكامل لسياسات اسرائيل والولايات المتحدة وتخللها إشراك أثرى الأثرياء من السعوديين في مضاعفة الفساد داخل مصر في ظل هذا النظام، فإن السعودية لا يمكن ان تستغني عن إرضاء ـ او مراضاة ـ مصر اذا تلقت من الولايات المتحدة ضمانات كافية بأنها ـ اي الولايات المتحدة ـ لن تدع تيار الربيع العربي، تيار الثورات المتلاحقة، يتغلغل الى السعودية، اذا ما قامت السعودية بواجب تمويل الاستقرار الاقتصادي في مصر، واذا سكتت على تدخل حلف الاطلسي في ليبيا، واذا اطمأنت الى ان اميركا لن تتخلى عن دورها في اليمن حتى اذا تحقق انتصار الثوريين بالإطاحة برئيس اليمن علي عبد الله صالح. هل يصل التنسيق بين السعودية والولايات المتحدة الى هذه الدرجة؟ هذا سؤال مشروع يكفي فيه تذكر ما دفعته السعودية لأميركا عام 1991 لإبعاد خطر العراق عنها. لكن السؤال يمتد الى حدود غير مشروعة اذا تحول الى: هل ينجح هذا التنسيق الاميركي ـ السعودي في احتواء ربيع الثورات العربية؟ هل يمكن لهذا التنسيق ان يطوق الربيع العربي ويحجز الثورات عن الامتداد من مصر وتونس ومن اليمن والبحرين، الى حيث تربض القواعد البحرية الأميركية في الخليج؟ ان باستطاعة الولايات المتحدة ان تحمي السعودية من احتمال غزو لاح قريباً بل وشيكاً في اواخر عام 1990 عندما كان العراق بصدد تنفيذ مشروعات توسعية بصرف النظر عن مشروعيتها او عدم مشروعيتها. لكن الولايات المتحدة لا تستطيع بكل قواعدها وقواتها البحرية والجوية والبرية، لا تستطيع ان تصمد بوجه جماهير الثورات العربية. لا تستطيع ان تصد تيار الثورة عن الوصول الى هذه النقطة او تلك على الخريطة العربية. تستطيع الولايات المتحدة ان تختبر شدة التيار الثوري لتختار اذا كانت تقرر ان تتصدى له او تقرر إظهار الوجه الديموقراطي بقصد احتواء هذا التيار. وتستطيع الولايات المتحدة ان تجعل هدفها حماية المملكة الكبيرة الثرية من اجل مصالح النفط التي ترتبط بها، ولكن هذه القدرة ستؤكد محدوديتها في الزمان وفي المكان. وقد تبقى السعودية لوقت طويل في حماية القواعد الاميركية. لكن ماذا يكون الحال حينما تصبح القواعد الاميركية نفسها هدفاً؟ إن قرار اميركا بأن تلغي مليار دولار من ديون مصر المستحقة لها وأن تتيح لها قروضاً صغيرة لا يزيد مجموعها عن مليار دولار آخر يبدو قراراً مدروساً في الأجل القصير، خاصة اذا عوضت السعودية عنه او اسهمت في مضاعفته. ولكن القرار يبقى غير مدروس بل اقرب الى الارتجال اذا كان يهدف الى احتواء الثورة التي تمت في مصر او التي لا تزال قيد الاختناق في السعودية.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد