ـ 'الحياة
طلاق معلن!
حازم صاغيّة:
لم يخطئ السيّد حسن نصرالله بتاتاً. لا خدع أحداً ولا مارس الغشّ الأيديولوجيّ أو استعرض الوعي الزائف.
قال بالفم الملآن: إمّا المقاومة في لبنان وإمّا الانتفاضة في سوريّة. هكذا هكذا وإلا فلا لا، وفقاً للغة المتنبّي.
الأيديولوجيّون الذين طالما راهنوا على تزويج الفيل بالنملة، أوقعهم الأمين العامّ في حيرة تشبه حيرة الشيوعيّين الذين ظنّوا أنّ ستالين يسخّر الاتّحاد السوفياتيّ لخدمة الثورة العالميّة، ويرون بأمّ العين أنّه يسخّر الثورة العالميّة لخدمة الاتّحاد السوفياتيّ.
ستالين ونصرالله ابنان نجيبان للواقع – للواقع البالغ الواقعيّة الذي لا مكان فيه لأحلام الحالمين، ناهيك عن أوهامهم. أنصارهما ومحازبوهما، في المقابل، أبناء نجباء للأوهام التي لا تتّسع لأيّ واقع.
هم ينسبون إلى المقاومة ما لم تقله مرّة عن نفسها: وصفوها بمناهضة الإمبرياليّة المفضية وحدها إلى أفق وطنيّ وديموقراطيّ وعلمانيّ. هي، من ناحيتها، كانت واضحة وضوح الشمس في كونها حركة ذات لون مذهبيّ، وفي أنّها دينيّة موغلة في دينيّتها، يقودها رجال دين معمّمون يستلهمون بعض أكثر التأويلات الدينيّة صرامة وتشدّداً، ومن الدين والمذهب تُستقى أفكارها ورموزها وشعاراتها وخطب قادتها.
وبعيداً عمّا ينسبه الحالمون الأيديولوجيّون لنصرالله، فإنّ الأخير ما كان ممكناً، ولن يكون ممكناً، إلا أن يقف إلى جانب النظام السوريّ.
ففي التاريخ، تنتمي مقاومة &laqascii117o;حزب الله" إلى ما ترسّب عن نزاع عربيّ – إسرائيليّ أصيب بالضمور، وبدأت مدّة صلاحيّته تنفد، لا يديمها إلا صلف نتانياهو. هكذا كان انحصار ذاك النزاع في لبنان أبلغ علامات ضموره وتحوّله مادّةً ملتهبة للنزاعات الأهليّة، ولتوظيف الأنظمة له إمّا تحسيناً لمواقعها أو التفافاً على هموم مجتمعاتها. أمّا الانتفاضة السوريّة وباقي الانتفاضات فتنتمي إلى طور لا يزال تعريفه التفصيليّ غامضاً، إلا أنّه حصراً يقع في ما بعد أولويّة النزاع العربيّ – الإسرائيليّ على ما عداه.
وفي الشكل، ومن دون أن يكون الشكل شكليّاً، تمثّل المقاومة، تعريفاً، حركة عنفيّة وسلاحيّة. إنّها بنادق وصواريخ قبل كل شيء. أمّا الانتفاضة فحركة سلميّة على ما يقول أحد أبرز شعاراتها وهتافاتها. وفي مقابل افتقارها إلى قيادة وتنظيم وأيديولوجيا مُحكَمَة، تنهض المقاومة على قيادة وتنظيم حديديّين وعلى أيديولوجيا يلتقي فيها الأرضيّ بالسماويّ.وفي الوجهتين فوارق ضخمة. فإذا آلت الانتفاضة إلى نظام ديموقراطيّ، وهذا بالطبع أمر إشكاليّ، غدا إنجادها للمقاومة بالسلاح والعتاد، وربّما بالمال، عرضة للنقاش المفتوح وتصويت البرلمان ولجانه. ثمّ إنّ سوريّة ديموقراطيّة قد تريد الخروج من هذا الطور &laqascii117o;الممانع" برمّته، هو الذي تسبّب لها بعسكرة برّرت استبداد الحزب الواحد بها، وقد تريد تالياً استعادة الجولان بالسياسة والديبلوماسيّة وكفى المؤمنين القتال. ذاك أنّ نجاح الانتفاضة يعني بناء داخلٍ للمجتمع، داخلٍ تبلوره الحياة السياسيّة ويُستدلّ عليه في الأمن والاقتصاد والصحّة والتعليم والقيم. لكنّ نجاح المقاومة يعني إلحاق الداخل بالخارج، وهو ما يعبّر عنه رمزيّاً تجاوز الحدود الوطنيّة الذي لا مقاومة من دونه.
وبين تحالفات الطرفين بون شاسع. فالمقاومة حليفة النظام السوريّ الذي تنهض الانتفاضة في مواجهته، كما أنّها حليفة إيران التي تنهض الانتفاضة في وجه حليفها الدمشقيّ الذي يهرّب أسلحتها إلى لبنان.والطلاق المعلن هذا يُحدث زلزالاً في المعنى العربيّ المتداول لـ &laqascii117o;الثورة"، زلزالاً يلتفّ عليه البعض كلاميّاً بالحديث عن &laqascii117o;خطف" الثورات. وكان الأجدى أن يثير الأمر مراجعة عميقة للخرافات التي غذّت، جيلاً بعد جيل، منظومات فكريّة وسياسيّة شتّى.
فقد سادت قبيل الحرب الأهليّة – الإقليميّة في لبنان، عام 1975، نظريّة مفادها أنّ الدفاع عن المقاومة الفلسطينيّة وجه آخر لدحر النظام الطائفيّ. وقبل أن تنتهي الحرب، بما عرفته من قتل على الهويّة وقصف عشوائيّ للأحياء السكنيّة، كانت الطائفيّة قد استكملت استحواذها على كلّ شيء تقريباً. يومها استدرك بعض الذين آثروا ألاّ يراجعوا النظريّةَ السابقة بنظريّة أخرى: نعم، هناك خطأ حصل في تلك الحرب، أمّا الثانية فينبغي تنظيمها على نحو أفضل!إنّ الطلاق صار أكبر من أن يتستّر عليه بيت وهميّ لا تقيم وحدته إلا في الخرافات، ولا يفضي &laqascii117o;تنظيمه" إلا إلى استحضار المزيد منها
ـ 'الشرق الأوسط'
عندما أحرق السوريون صور نصر الله
طارق الحميد:
رد السوريون سريعا على الدعوات التي أطلقها قبل أيام زعيم حزب الله وطالبهم فيها بضرورة الوقوف مع النظام السوري &laqascii117o;المقاوم والممانع"، بحسب قوله، وجاء الرد السوري الشعبي بإحراق صور حسن نصر الله نفسه في جمعة &laqascii117o;حماة الديار".وهذا الرد ليس الأول من نوعه، بل قبله كان الشعار الذي ردده المتظاهرون السوريون ويقول: &laqascii117o;لا إيران ولا حزب الله.. بدنا واحد يخاف الله"، وهذا يعني أن قراءة حزب الله، وقياداته، للانتفاضة السورية خاطئة، كما كانت قراءتهم خاطئة لباقي أحداث المنطقة. ونقول خاطئة، وإلا لما خرج نصر الله قبل أيام يدعو السوريين إلى &laqascii117o;الحفاظ على بلدهم ونظامهم المقاوم والممانع"، فيخرج السوريون ليحرقوا صوره بعدها بأيام قليلة جدا!وعليه، فنحن هنا أمام عدة احتمالات؛ فإما أن نصر الله يصدق الرواية الرسمية السورية، وهذا أمر لا يصدق. ولكن إذا كان بالفعل يصدق الرواية الرسمية، فلا عذر له اليوم بعد أن رأى إحراق صوره في سوريا، بل واجبه نصح النظام السوري بأنه من المفروض اليوم تغيير الخطاب الإعلامي الرسمي، والاحتمال الآخر أن نصر الله لا يشاهد إلا قناة &laqascii117o;المنار"، وبالتالي فإن على قيادات الحزب أن يقوموا بتغيير القناة عبر الريموت كنترول، مثل المشاهدين العرب الذين غيروا ريموتهم منذ احتلال حزب الله لبيروت. وبالطبع يجب ألا يشاهد قياديو الحزب قناة &laqascii117o;العالم" الإيرانية، فذلك يعني أن لا شيء قد تغير، بل يجب مشاهدة محطات محترمة، ولا بد طبعا من قراءة الصحف، حيث تمنحهم العمق، وتساعدهم على التفكير.
هذا ليس تهكما، بل إنه المنطق. فلو تنبه زعيم حزب الله للأخطاء التي ارتكبها بتدخله في الشأن السوري لاتفق مع هذا الكلام. ففي خطابه الأخير أراد نصر الله أن يقول إن حزبه لا يتدخل في سوريا، لكن خطابه بحد ذاته كان تدخلا صارخا في الشأن السوري، ودفاعا فعليا عن النظام ضد الشعب المقموع. ويكفي أن حزب الله وحده في منطقتنا الذي أدان فرض عقوبات على النظام السوري ورموزه، رغم كل ما يحدث للشعب السوري!
والأمر الآخر الذي لم يتنبه إليه نصر الله هو أنه لم يعد هناك قيمة لخطاباته، سواء أنها تحولت لمصدر إدانة للحزب، أو كونها تضره أكثر ما تفيده، وهو أمر يثبت يوما بعد آخر. فقيادات الحزب لم تتنبه بعد إلى أن الحزب بات معزولا اليوم في المنطقة، ومعه إيران الغارقة في انقساماتها. والأدلة على عزلة حزب الله كثيرة حيث لم يستطع الحزب تشكيل حكومته في لبنان إلى اليوم، ومنذ أربعة أشهر، وما زالت تطارده محكمة الراحل رفيق الحريري، وها هم السوريون ينتفضون ضد النظام الحليف له ولإيران، ويحرقون صوره أيضا، وها هي حماس تدخل مرحلة &laqascii117o;الاعتدال الإيجابي" بعيدة عن الحزب وإيران وسوريا!لذا، فمن الواضح اليوم أن حزب الله لم يستطع رؤية كل ذلك، أو هو غير مصدق من هول الصدمة. لكن بعد إحراق صور نصر الله نفسه في سوريا، لم يعد هناك عذر للحزب حيث علق الشعب السوري الجرس لهم، ولآخرين بالطبع.
ـ 'الأخبار'
الابن الشاذّ للاستخبارات الإسرائيليّة
فراس خطيب:
الوحدة 504، هي وحدة تشغيل العملاء التابعة للجيش الإسرائيلي، تختلف في مضمونها عن جهاز الأمن الإسرائيلي العام &laqascii117o;الشاباك"، وعن &laqascii117o;الموساد". هذه الوحدة، التي تعمل في الظل، خرجت إلى النور في برنامج تلفزيوني ليظهر دورها في تجنيد العملاء على مدى سنوات
حيفا | كشفت الصحافية الإسرائيلية إيلانة ديّان، في برنامج التحقيقات التلفزيوني &laqascii117o;عوفدا"، عن طريقة عمل الوحدة 504، وتجنيدها العملاء، وخصوصاً في لبنان، وطريقة العمل معهم والعلاقات التي تربط الجاسوس بمشغّله، علاقة تتجاوز أحياناً المتعارَف عليه في لغة الجاسوسية وتصل إلى مستويات عديدة، قد تؤدي أحياناً إلى جرائم قتل. عدد من أفراد الوحدة يتحدثون عن &laqascii117o;معاناتهم" فيها، بينما لا يزال جزء آخر يدافع عنها وعن طريقة عملها وضرورة استمرارها. بين هذين الموقفين، يتطرق التحقيق إلى قضية جورج خليل، أحد الجواسيس اللبنانيين الذي وصل إلى إسرائيل عام 1988ولم يعد إلى لبنان.
&laqascii117o;ط" بحسب التقرير، هو ضابط سابق في الوحدة، يقول إن الاستقبال الوحيد في الوحدة، هو لافتة تقول إنّ &laqascii117o;العمل الأكثر قذارةً يجب تنفيذه بالأيدي الأكثر نظافة". وعلّق &laqascii117o;ط" بالقول: &laqascii117o;هذا هو الشعار، لكن أنا أعتقد بأنّ هناك الكثير من النفاق في هذه المقولة. لأنّه في كثير من الحالات، الوحدة تربّي وحشاً". وأضاف &laqascii117o;أنا كنت كذلك. لقد تحولت إلى حيوان. لم يكن ممكناً التحدث إليّ في البيت، لقد دمرت تقريباً بيتي".
وأشار التحقيق الإسرائيلي إلى أنّ هذه الوحدة عملت، على مدار سنوات، في الظلمة. مشغّلو الجواسيس التابعون لوحدة 504 هم فعلياً وحدة التجسس التابعة للجيش الإسرائيلي. وتقول ديان إنها تحدثت إلى كثير من الضباط الإسرائيليين وتقريباً اتفق الجميع على أن الوحدة سجلت &laqascii117o;إنجازات" كثيرة، وأن هناك من العملاء من جلبوا &laqascii117o;معلومة الذهب". لكن مع هذا، قالت ديان، &laqascii117o;ثمة ما هو أساسي اعوّج في هذه الوحدة"، مبينةً أنّ هناك شيئاً &laqascii117o;متسرعاً" أكثر من اللازم لا مهنياً أو ذكياً بما يكفي، مشددّةً على أنه مقارنةً بـ&laqascii117o;الشقيق الذكي" من الموساد و&laqascii117o;الشقيق الناجع" من الشاباك، فإنّ &laqascii117o;وحدة 504 كانت دائماً الابن الشاذ لأجهزة الاستخبارات (الإسرائيلية). ابن شاذ وإشكالي".
وتابع التقرير إن هذه الوحدة سجلت على اسمها كثيراً من الفضائح الأمنية الخطيرة. &laqascii117o;ضباط كذبوا وسرقوا وخانوا وأخفقوا في تشغيل مصادر"، إلا أنّ البرنامج الإسرائيلي أشار إلى أنّه ممنوع الحديث عن معطم هذه الأحداث، لكنْ هناك &laqascii117o;أمور من الصعب إخفاؤها". أحدها جرى في شباط 1996، حيث وقع، بحسب ما نشر في وسائل إعلام أجنبية، الرجل الذي أرسل (أي حاول) لاغتيال القيادي في حزب الله، عماد مغنية. في حديث هاتفي قيل إنه مع أحد محامي ذلك العميل في بيروت، قال المحامي واصفاً الاعتقال: &laqascii117o;دفعوه نحو السيارة، وجلبوه إلى شمال لبنان وبدأوا التحقيق معه". وهل أعدموه؟ سألت المقدمة، فأجاب: &laqascii117o;نعم قتلوه". كان الحديث يجري عن العميل أحمد الحلاق، الذي أعدم في أيلول 1996.
لكن هناك من دافع عن الوحدة ووجودها. منهم دورون عمير، الضابط السابق في الوحدة 504، الذي اعترف بأنّ هناك أخطاءً، لكنه شدّد على أنّ هذه الوحدة &laqascii117o;سببّت اختفاء أناس أشرار. وكانت مزوّد الأهداف الرقم واحد لشعب إسرائيل من دون أدنى شك".
جان الراز : تطرق التقرير الى إحدى القضايا المثيرة والمعقدة في وحدة 504، قضية جان الراز. في آذار 2001 اخترق ضابط الاحتياط جان الراز مخزن السلاح في كيبوتس منارة في إسرائيل وقتل ضابط الأمن هناك. أشار التقرير إلى أنَّ &laqascii117o;الراز هو العلم الأكثر سواداً، أو على الأقل الأكثر وضوحاً الذي يلوح فوق الوحدة. فهو مشغّل عملاء أُدين بالتهريب ومن بعدها صار قاتلاً". لكن قتل ضابط الأمن في منارة، لم يكن، على ما يبدو، القضية الوحيدة المختبئة من وراء الراز، فبعد قضية عام 2001، انفتحت قضية أخرى: في مقابلة مع إذاعة الجيش الإسرائيلي عام 2001 قال أحد الضباط في وحدة 504 عن الراز &laqascii117o;في رأيي هذا الرجل قتل أيضاً شخصاً آخر، لكن لا جثة ولا إثباتات ولا يمكن محاكمته على هذا. وأنا أتحدث عن متعاون لبناني"، هو جورج خليل.
ينتقل التحقيق إلى كلير، زوجة جورج التي تعيش في إسرائيل. وبحسب التقرير، فإنّ كلير عرفت أن زوجها جورج كان متعاوناً مع إسرائيل، وعرفت أن جان الراز كان مشغّله. وأشارت مقدمة البرنامج إلى أن الراز (المحكوم عليه بالمؤبد الآن) عمل في حينة بتهريبات من لبنان، وعلى ما يبدو فإن جورج &laqascii117o;عرف معلومات (عنه) أكثر من اللازم".في ليلة الخامس عشر من تموز 1988، دعا الراز العميل جورج خليل الى محادثة عند الحدود. زوجة خليل، كلير، قالت: &laqascii117o;انتظرت حتى يوم الأحد، فتشت في أغراضه وملابسه عندها شاهدت رقم هاتف فاتصلت مباشرةً بمكتبهم (الوحدة 504) في نهاريا وقلت، زوجي ذهب اليكم منذ يوم الجمعة ولم يعد لماذا؟ فرد عليها أحدهم: سنفحص ونعود إليكِ". بحسب التقرير، فإنَّ خليل لم يعد إلى البيت منذ ذلك التاريخ وحتى بعد مضي 23 عاماً. على ما يبدو فإن جان الراز كان آخر من شاهده.
جان الراز لم يعترف بهذه القضية، بل قال في اتصال مع البرنامج من السجن &laqascii117o;في الخامس عشر من تموز 1988 أعدته إلى المكان الذي أخذته منه". في إجابة عن سؤال الى أين أعدته؟ أجاب الراز &laqascii117o;الى داخل لبنان. وهم يعرفون هذا وتحققوا منه، ومن أن لا مشكلة".
ينتهي التحقيق بإعادة شهاده أحد العملاء منذ عام 1998: &laqascii117o;بدأت العمل مع الاستخبارات الإسرائيلية، المشغّلون طلبوا مني أن أنقل إليهم معلومات عن انتشار الجيش اللبناني، كانت المهمة المقبلة تجنيد ضابط في الجيش اللبناني، وبعدها نقلت إليه أوراقاً مزورة. في مرحلة ما طلبوا مني أن أُشير الى أهداف فلسطينية على صور جوية. كانت تلك مغامرة مشوّقة، لكنها في نفس الوقت كانت مثل السير في حقل ألغام. في السابع من نيسان 1999 قررت أن أُفصح عن كل شيء للاستخبارات اللبنانية. نقلت إليهم أسماء أصدقائي والأرقام السرية وكل طرق العمل التي تعودتها. أردت أن أُنقذ نفسي من سنوات السجن الطويلة، ببساطة انكسرت".
ويختم التقرير بتعليق من الجيش الإسرائيلي على عمل الوحدة. يقول الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي &laqascii117o;للوحدة 504 نجاحات عسكرية ذات معنى فازت في أعقابها بجوائز وامتيازات، منها جائزة هيئة الأركان للوحدة العسكرية. بطبيعة الحال، نجاحات الوحدة مخفيّة عن أعين الجمهور، وهكذا من الأفضل أن تبقى. عملياتها أنقذت وتنقذ حياة إسرائيليين كثيرين، وهي تجري أيضاً في هذه اللحظات وسط مخاطرة حياة"
ـ 'الأخبار'
الأمن الداخلي في عهد ريفي: ثمرة الحريريّة وذراعها
حسن عليق:
ليست المرة الأولى التي يتمرّد فيها المدير العام للأمن الداخلي على قرار وزير الداخلية، فقيادة المديرية لم تعتد وجود رقيب عليها، لكونها، منذ عام 2005، حظيت بغطاء سياسي وفّر لها العمل خلافاً للقانون، والقفز من الأمن إلى السياسة برشاقة فائقة
ثمانون رجل أمن، في مقابل ثمانين آخرين من زملائهم. هكذا كان الميدان داخل المبنى التابع لوزارة الاتصالات في منطقة العدلية خلال اليومين الماضيين. المشكلة لم تكن فقط في أن أفراداً من جهاز أمني رسمي واحد كانوا على وشك ارتكاب مجزرة بعضهم بحق بعضهم، بل إن الخطورة الأكبر تكمن في الانقسام الطائفي لهؤلاء. والتوتر المذهبي بين الفريقين كان على أشده، في حادثة يندر أن تشهدها الأجهزة الأمنية اللبنانية، لكن هذا التوتر (الذي جرى تداركه سريعاً) يصبح طبيعياً في المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، التي لم تُراعَ فيها القوانين ولا الأنظمة طوال السنوات الخمس الماضية.
المدير العام الحالي، اللواء أشرف ريفي، هو أحد أقرب الضباط في لبنان إلى الرئيس الشهيد رفيق الحريري، ونجله الرئيس سعد الحريري. وريفي لا &laqascii117o;يُلَوْفِك" في تحديد موقعه السياسي. يقولها صراحة: &laqascii117o;نحن ثمرة قوى 14 آذار. وأتينا إلى مواقعنا من ضمن خط سياسي، وسنغادر متى تغيرت موازين القوى".
منذ وصوله إلى المديرية عام 2005، كانت مهمة ريفي مواكبة عمل لجنة التحقيق الدولية في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري. في تلك المهمة، اختلط السياسي بالأمني، وامّحى الحد الفاصل بينهما. وفي عهد ما بعد انسحاب الجيش السوري من لبنان، تدفقت المساعدات من الدول العربية (الخليجية خاصة) والغربية على القوى الأمنية اللبنانية، التي صارت تلهج بلغة &laqascii117o;مكافحة الإرهاب". وفي ظل غطاء سياسي غير مسبوق تحظى به المديرية من الرئيس سعد الحريري، بدأ فريق تيار المستقبل في قوى الأمن الداخلي تنفيذ مشروعه: تغيير طبيعة المديرية وتحويلها من مؤسسة شرطة مغرقة في التقليدية، إلى جهاز أمني يواكب ما يصفه ريفي في مجالسه الخاصة بـ&laqascii117o;الانقلاب السياسي" على سلطة الوصاية السورية.
وضع هذا الفريق لنفسه هدفين: بناء جهاز استعلامات وتحقيق، وتعزيز قوة ضاربة تواكب هذا الجهاز. سريعاً بدأ التنفيذ: فرع المعلومات والقوى السيارة (من ضمنها سرية الفهود). ومن أجل تحقيق الهدفين، لم يقف أحد أمام النصوص القانونية ليسأل عما إذا كانت المديرية تلتزمها أم تخرقها، فـ&laqascii117o;لا صوت يعلو فوق صوت المعركة". هذا ما يقوله لسان حال ريفي وفريق المستقبل في المديرية. لا همّ إذاً إن أنشِئت أجهزة وعُدِّلت أنظمة من دون نيل موافقة مجلس الوزراء عليها. ولا ضير في عودة مستشار رئيس كتلة المستقبل سعد الحريري، العقيد المستقيل وسام الحسن، عن استقالته ليتولى رئاسة فرع المعلومات، قبل تحويلها إلى شعبة، من خارج النص القانوني. ومعه، بدأت المديرية تخوض غمار عمل أمني لم تعتده سابقاً. أثمر الجهد سريعاً. فإنجازات الجهاز الوليد ظهرت في عدد كبير من الملفات الأمنية الحساسة، وخصوصاً في مجال &laqascii117o;مكافحة الإرهاب"، في ظل تطور تقني نوعي في عمله، أتاحته عوامل متداخلة، أبرزها الدعم المالي الكبير والغطاء السياسي غير المحدود والكفاءة التي تميزت بها مجموعة صغيرة من الضباط والرتباء والمجندين الذين مَنحوا عملهم كلّ جهد ووقت ممكنين. لكن ما حققته المديرية خلال السنوات الماضية، لم يُستَثمر لإزالة الصبغة السياسية التي طغت على قيادتها، على حد قول متابعين لشؤون المديرية. وبالأصل، فإن ريفي وفريق &laqascii117o;المستقبل" لم يبذلا أي جهد يُذكر من أجل التخفيف من وقع تلك الصبغة. فريفي والحسن مارسا دوماً دور مستشارين للحريري. ورغم أن هذا الدور وفّر قناة اتصال مع خصوم الحريري لم تنقطع في عز الانقسام السياسي الذي شهدته البلاد، لم يستطع الأمنيان، اللذان حكما المديرية منذ عام 2006، المحافظة على وحدتها (يصعب توزيع المسؤوليات بدقّة في هذا الصدد على فريق ريفي ـــــ الحسن وخصومه في المؤسسة). فالمديرية أشبه بـ&laqascii117o;رسم تقريبي" لواقع القوى السياسية في لبنان. وكلما سعى فريق تيار المستقبل إلى السيطرة على زمام القيادة، كانت لمعارضيه القدرة على النقض. وبناءً على ذلك، ارتضى الثنائي المستقبلي تقاسم النفوذ مع الآخرين من ممثلي المِلل والطوائف والقوى السياسية في المؤسسة، مع احتفاظهما باليد العليا في معظم القضايا، بسبب الواقع الإداري الذي يمنح المدير العام صلاحيات واسعة من جهة، ولأن فرع المعلومات توسّع يوماً بعد آخر واشتد عوده، ليفرض نفسه جهازاً مكتمل المعالم.
لكن المديرية بقيت تسير بتعثّر منذ عام 2007، حين شهد مجلس قيادتها أول انقسام جدي إلى فريقين يمكن وضعهما بسهولة في خانة 8 و14 آذار. وضمن فريق 14 آذار، بقيت &laqascii117o;النقزة" مسيطرة مدةً طويلة على نظرة مسيحيي هذا الفريق إلى أداء ثنائي الحريري في المديرية، وخصوصاً لناحية ما رأوه &laqascii117o;محاولات لتحويل المؤسسة إلى ذراع أمنية للطائفة السنية"، على حد ما ورد في عدد من البرقيات الصادرة عن السفارة الأميركية في بيروت. وعندما حاول رئيس الجمهورية ميشال سليمان ووزير داخليته زياد بارود إعادة توحيد المؤسسة خلال النصف الثاني من عام 2008، باءت محاولتهما بالفشل الذريع. وبالعكس من ذلك، فإن الشرخ تعمّق داخل المديرية، ووصل الخلاف بين المدير العام اللواء أشرف ريفي وقائد الدرك العميد أنطوان شكور إلى حد الانفجار عام 2009. ولم يستجب الرجلان لطلب وزير الداخلية التراجع أحدهما أمام الآخر. وفي ذلك الحين، كان تصرف ريفي شبيهاً بما فعله خلال الأسبوع الجاري في وزارة الاتصالات. أمَرَ قوة من وحدة القوى السيارة بالتمركز في ثكنة المقر العام للمديرية بهدف منع قائد الدرك العميد أنطوان شكور من دخول مكتبه، لأن الأخير رفض الانصياع لعقوبة أصدرها ريفي بحقه، بعدما رفض المدير العام الاستجابة لطلب وزير الداخلية عدم معاقبة شكور. تمرّد وتمرد مضاد، وسط عجز بارود عن ضبط المديرية. فثنائي الحريري يعرف جيداً حجم قوته السياسية، ويدرك أن رئيس الجمهورية لا يريد إغضاب الرئيس سعد الحريري، وبالتالي، فإن سليمان سيضغط على بارود للتنازل أمام المدير العام.يوماً بعد آخر، ترسّخت قاعدة مخالفة القانون والأوامر داخل المديرية. وعندما طلب بارود تسوية الوضع القانوني لـ&laqascii117o;شعبة" المعلومات، سقط اقتراح ريفي القاضي بتشريعها كما هي داخل مجلس القيادة، إلا أن ذلك لم يمنع ريفي من المحافظة عليها أمراً واقعاً. وبموازاتها، بدأ ريفي تعميم قرارات فصل الضباط التي تصدر عنه، من دون موافقة مجلس القيادة، مع ما يعنيه ذلك من أن معظم ضباط المديرية موجودون اليوم في مراكزهم خلافاً للقانون. وكلما حاول بارود إعادة بعض التوازن إلى المديرية، من خلال تعيين قادة أصلاء للوحدات الشاغرة بسبب تقاعد رؤسائها، كان يُواجَه برفض الرئيس سعد الحريري. فالأخير، أصرّ طوال وجوده في السرايا على عدم تعيين أعضاء جدد في مجلس قيادة الأمن الداخلي، إلا وفقاً لمشيئة الثنائي ريفي ـــــ الحسن.
الرقابة المفقودة
لم يعتد المدير العام لقوى الأمن الداخلي، اللواء أشرف ريفي، ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، وجود وزير وصيّ عليهما. ففي حكومة الرئيس فؤاد السنيورة الأولى، لم يكن ثنائي ريفي ـــــ الحسن يعاني أي مشكلة مع وزير الداخلية (الأصيل حسن السبع والوكيل أحمد فتفت) الذي كان ينتمي إلى فريقهما السياسي. وكان العقيد وسام الحسن &laqascii117o;أقوى من الوزير نفوذاً في الدائرة المحيطة بالحريري"، بحسب ما يؤكد عدد كبير من المقربين من الحريري. وبالتالي، فإنّ حاكمَي المديرية لم يعانيا قبل منتصف عام 2008 عوارض الرقابة السابقة أو اللاحقة على عملهما. وفي عهد الوزير زياد بارود، لم يكن الوضع أفضل حالاً. فبارود، وبحسب فريق ريفي ـــــ الحسن، لم يدافع يوماً عن المديرية التابعة له عندما تعرضت للهجوم السياسي، وبالتالي، &laqascii117o;لم يعد له حق في منعنا من الدفاع عن أنفسنا، ولو اقتضى ذلك دخولنا في معارك سياسية".
ـ 'الأخبار'
يوم اقترح الحريري مقابلة بن لادن
جان عزيز:
على سيرة المواجهة بين سعد الدين الحريري وشربل نحاس، بعد 25 يوماً على سقوط أسامة بن لادن، قد لا تكون مصادفة تلك الواقعة. كان ذلك قبل عقد كامل من الأعوام، وتحديداً قبل أسابيع قليلة من أحداث 11 أيلول 2001 في الولايات المتحدة الأميركية. فجأة، ومن دون رابط سببي أو وقائعي، استدعى رفيق الحريري مسؤول مكتب إحدى كبريات الفضائيات الأميركية في بيروت، وهو كان قد أصبح على علاقة صداقة معه منذ حرب &laqascii117o;عناقيد الغضب" الشهيرة في تموز 1996. بلا مقدمات، سأل رئيس الحكومة اللبنانية الراحل الصحافي الشهير: هل أنت مهتم بمقابلة تلفزيونية مع أسامة بن لادن؟ ووسط مفاجأة ضيفه، تابع سيّد قريطم الكبير: بإمكان بعض معارفي تأمين الاتصال، والباقي عليّ.
طبعاً لم يكن الحريري الكبير على علاقة بالأصولي الأشهر في العالم. غير أن شبكة اتصالاته كانت قادرة حتماً على الوصول إليه. وقطعاً لم يكن الحريري الكبير ينوي التسويق لبن لادن، ولا الترويج لشخصه وأفكاره، بل العكس تماماً: يعتقد العارفون أنه يومها كان جوّ الانفجار الوشيك بين واشنطن والأصوليين السنة، يُستشعر في أجواء واشنطن والرياض، ولم يكن الحريري غريباً عنهما، لا بل كان من أبرز لواقطهما ومجساتهما الحساسة. ففكر الحريري في تقديم الأصولي الأبرز، على الشاشة الأميركية الأشهر، في ذلك الوقت بالذات. كان يعتقد بأن تظهير السني السعودي الأصولي، سيكون تلميعاً لصورة السني السعودي المعتدل، وبأن وصول صورة الإرهاب الإسلامي الى الهواء الأميركي، يساعد حتماً على هروب المناخ الأميركي أكثر فأكثر صوب الإسلام الذي يمثّله الحريري نفسه.
كل الذين عرفوا الحريري الكبير يُجمعون على أن تلك المعادلة المقارنة بين الإرهاب الإسلامي والاعتدال الإسلامي كوّنت ركيزة أساسية من ركائز استراتيجيته السياسية حيال الغرب عموماً وواشنطن خصوصاً، حتى إنه بعد اغتياله بثلاثة أيام فقط، كتب ألكسندر أدلر، الباحث الفرنسي الشهير، وصاحب &laqascii117o;الاتصالات" الموثوقة، أن رئيس الحكومة اللبنانية الأسبق سقط في بيروت، نتيجة الصراع الذي كان قائماً يومها في بغداد. ملمحاً الى أن الحريري الكبير، كان قد بدأ منذ الاجتياح الأميركي للعراق في نيسان 2003، يعمل على استيعاب حالة سنية عراقية معتدلة، تعمل لصالح واشنطن في مواجهة الحالة السنية العراقية المتطرفة التي انخرطت في مقاومة الاحتلال الأميركي، وأن الحريري كان قد نجح في تسديد ضربات موجعة الى تلك &laqascii117o;المقاومة" عبر تحقيقه خروقاً مهمة في بنية العديد من التركيبات العشائرية السنية العراقية، تمهيداً لاستيعابها من النظام الجديد &laqascii117o;المتعاون" في بغداد.مهما تكن صحة سيناريو أدلر حول الجريمة ودوافعها، يظل أكيداً أن الحريري الكبير التزم طوال حياته السياسية ذلك النهج: الاعتدال مع ناسه وبيئته وشعبه، والالتزام حيال مقاومة أعدائهم الذين هم أعداؤه: محاوراً مع حزب الله، مقاوماً الى جانبه ضد اسرائيل، بدليل تفاهم تموز وبدليل سهرات &laqascii117o;المانغا" الشهيرة والطويلة مع &laqascii117o;السيد"، وبدليل كل تصرفه الدولتي طوال عقد ونيف. والنهج نفسه طبّقه حيال سوريا وحيال المحيط وفي علاقته مع الغرب.في 14 شباط 2005 سقط الحريري الكبير. وبعد مخاض عائلي مستور وسري، جاء الحريري الابن. منذ اللحظة الأولى لم يبدُ كأنه ـــــ سرّ أبيه ـــــ بل عقدته. منذ وصوله متأخراً الى قريطم ذاك المساء المهيب، وانتظاره لرحيل المطران بولس مطر لتكون له كرسي موازية لكرسي شقيقه الأكبر. ومنذ بداية حركته وكلامه وإطلالاته في السياسة والإعلام... في كل تلك، بدا كأنه في صراع مجالِد أبدي ـــــ لا مع خصومه ـــــ بل مع والده: كأنما الحريري الكبير جاء من مناخات القوميين العرب، فيما الحريري الابن جاء من ردهات فندق &laqascii117o;فور سينز" في جورجتاون. الحريري الكبير لملم أوراق وديع حداد يوم حاولت اسرائيل اغتيال المناضل الفلسطيني المسيحي الكبير... الحريري الابن ترك عالماً بكامله يلملم أشلاء لبنان وشيعته تحت الدمار الاسرائيلي في تموز 2006. الحريري الكبير يبني ثروة من لا شيء. الحريري الابن يجعلها في أزمة سيولة، من أجل لا شيء. الحريري الكبير يستوعب سنّة العراق لصالح واشنطن. الحريري الابن يحرض واشنطن على استخدام الإخوان المسلمين قنابل بشرية في سوريا...وسط هذه المماثلة المتنافرة والشاملة، تصير مفهومة معركة الحريري الابن على سلالم مبنى العدلية. فوالده كانت حربه مع بن لادن، نموذجاً للتطرف والأصولية والإرهاب. أما هو فمن المنطقي أن تكون حروبه مع شربل نحاس، نموذجاً للحداثة والشفافية والإصلاح. وفي كل تلك الحروب، ليست مشكلة الحريري الابن مع خصومه، بل هي عقدته حيال والده، وحربه عليه. لا لسبب، إلا لأن الراحل ربما كان الحريري الكبير.
- 'السفير'
كثر من فراغ حكومي
سليمان تقي الدين:
لا يمكن تبرير الفراغ الحكومي بأي ذريعة. يتجاوز الضرر مسألة إدارة شؤون المواطنين على أهميتها إلى الشأن الوطني ببعديه السياسي والأمني. حين لا ندرك خطورة هذا الفراغ فهناك سوء تقدير كبير يمتد إلى قضايا استراتيجية. فشل النظام السياسي هو فشل لمشروع الدولة. ليست النوايا مهمة بل الوقائع. عدم القدرة على تأليف حكومة مهما كانت الأسباب هو عجز سياسي يحتاج إلى مراجعة وإلى معالجة. تتراجع هيبة الدولة ومؤسساتها ويتراجع الولاء للدولة لصالح جهات وفئات لا بد أن تملأ الفراغ.
تتراكم المشكلات وتتفاقم اقتصادياً واجتماعياً وتأخذ الجمهور إلى البحث عن بدائل من خارج سلطة الدولة. هكذا تتقوّى الولاءات والخيارات الطائفية ومعها الأصوليات والسلفيات. نظامنا المركزي في الظاهر لم ينجح في جمع أطراف البلاد في عز قوته. هو الآن لا يملك أية جاذبية أصلاً وتتراجع شرعيته كل يوم وتتقوى الاتجاهات الانفصالية فيه من أعلى إلى أدنى. كل النزاع على &laqascii117o;الشراكة" وعلى &laqascii117o;المحاصصة" مهما كانت توصيفاته الدستورية ينعكس نفوراً بين الجمهور والدولة. هذا المناخ له تأثير خطير على القضايا الوطنية الأخرى. لا يتقدم الشعور بما يفترض أنه مشتركات لا في ميدان موجبات الدفاع عن لبنان في أمنه وسيادته، ولا في تطوير المثل المشتركة في رؤية مسألة العدالة ولا التنمية ولا التضامن الاجتماعي.
لكن لبنان ليس بلداً هامشياً متروكاً لقضاياه الداخلية. هو اليوم على خط الزلازل والصراعات الكبرى وتحدق به الأخطار والمطامع من كل جانب. القضية الفلسطينية التي تشابكت مع تاريخ لبنان منذ نشأتها عادت بقوة تلقي بثقلها عليه. محاولات تصفيتها أو زعم &laqascii117o;حلها" وفق التوجهات الإسرائيلية والأميركية لها تداعيات على لبنان من باب تطويع هذا البلد وما يمثل ومن باب إشغاله وإغراقه بالأزمات. ليس بسيطاً في المفهوم الجيوسياسي ما يحصل في سوريا كمفصل ثان من حيث مضاعفاته على لبنان. كانت سوريا تستثمر بالأمن في الداخل وفي دول الجوار. في المدى المنظور المعابر والحدود التي لعبت سوريا من خلالها الدور الإقليمي الفعال تتحول إلى معابر وحدود اختراق لأمنها واستقرارها. النزاعات التي كانت سوريا تساهم في حلها يُراد لها اليوم، وقد بدأت تتحول إلى مشكلات داخلية. كل هذه المستجدات تواكبها أميركا بسياسة الضغوط التي تحرّض على إسقاط مناعة المجتمعات العربية.ما قاله الرئيس الأميركي في خطابه الأخير هو جدول أعمال حافل لتحريك كل أشكال التناقض في العالم العربي. أعلن أوباما شكلاً جديداً من الحرب السياسية والاقتصادية والأمنية. يجب أن نتوقف عند كلماته عن &laqascii117o;الصواريخ والسيارات المفخخة والاغتيال السياسي".
حروب التدخل الأميركية في العالم قبل أن تخرج بجيوشها إلى الحرب الاستباقية والاحتلال، كانت تستخدم هذه الوسائل في الحروب السرية، ولديها تاريخ حافل في كل العالم. ما هو أساسي في خطة أوباما أنه يعلن حرباً بوسائل أخرى من بينها استخدام &laqascii117o;القوة الناعمة" و&laqascii117o;الشرعية الدولية" ويعيد ترتيب علاقات أميركا بأقطاب العالم الآخرين ويطرح &laqascii117o;الشرق الأوسط وشمال أفريقيا" كوليمة أساسية للنهب الاقتصادي وتوزيع النفوذ السياسي.لبنان في هذه الخارطة مهم بذاته بعناصر قوته وضعفه وبعلاقته العضوية في الصراع مع إسرائيل وفي امتداده الإقليمي. لا أفق لأي مشروع يحاول الهروب إلى الأمام بدل مواجهة ترتيب البيت اللبناني أو إعماره كما هي حال جميع دول المنطقة وشعوبها التي أعادت وتعيد النظر بأولوياتها تحت ضغط المستجدات. هناك تفكك سياسي في المشهد الإقليمي يفرضه فتح ملفات الإصلاح والتغيير وإعادة تحجيم أدوار القوى ذات النفوذ أو الطموح للعب دور خارج حدودها.تعثرت خطة إنتاج تعاون استراتيجي عربي تركي إيراني وجرى خلط كبير للأوراق حيث اشتعلت &laqascii117o;الحرب المضادة" في شمال أفريقيا والخليج بعد نجاح الثورة المصرية. ما يحتاجه لبنان في هذه اللحظة هو الخروج من دوامة المواجهة بين الفرقاء في الداخل وقد لامس حدود الأمن، وإعادة صياغة خطة الحماية لوحدته الوطنية والتأسيس لكبح المناخ الدولي والإقليمي الجديدين. ربما كان تأجيل تشكيل الحكومة فرصة لعدم تصعيد النزاع فيمكن الآن فتح حوار وطني عاجل لإنتاج تفاهمات سياسية وتوافقات على برنامج من شقين: حماية لبنان من النزاعات الطائفية ومكافحة ظواهر التطرف السياسي المؤذن بزعزعة الاستقرار، ووضع خطة عمل إصلاحية لا يمكن تأجيلها أو تجاهل حتميتها انطلاقاً من المناخ العربي ومن حاجات وطنية ملحة. هذا النظام السياسي لم يعد قابلاً للحياة كما تجري ممارسته خلافاً للأحكام الدستورية وبمنطق سياسات الأمر الواقع الطوائفية المتنافرة. نعرف عقم الطبقة السياسية ونعرف مدى تشبثها بامتيازاتها وتبريراتها لهذا السلوك. لكن ما صار واضحاً أن العجز عن إدارة البلد ومخاطر الانهيار واحتمالات اندلاع العنف وقصور مشاريع الهيمنة بأشكالها المختلفة قد يكون مدعاة إلى الاستجابة لإصلاحات هي شرط أولي لبقاء لبنان.
ـ 'السفير'
الحوار ينطلق مع المعارضة السورية الداخلية .. وتحرك عربي للمعلم
غاصب المختار:
يقول لبنانيون على صلة وثيقة بالقيادة السورية، إن سوريا تجاوزت بنسبة كبيرة ما كان يُحضر لها من مشاريع للفتنة وإضعاف النظام تحت ستار التغيير والإصلاح الديموقراطي والسياسي، وانها تتوقع الانتهاء خلال أسابيع، من &laqascii117o;ورشة" تحقيق الإصلاحات الداخلية ومكافحة العناصر المسلحة المندسة التي دخلت الاراضي السورية خلسة من أكثر من دولة حدودية، وعاثت فساداً وتخريباً وقتلاً في بعض المدن، وتم اعتقال العشرات من عناصرها، وبينهم لبنانيون، وسيُعلن عن كل شيء بعد عودة الاوضاع الى طبيعتها.
ولا يقلل المقربون من القيادة السورية من حجم ما تعرضت له سوريا، لا سيما على المستوى الامني، معتبرين &laqascii117o;أنها حرب عالمية سياسية وإعلامية وأمنية ضد التوجهات السياسية السورية الاستراتيجية حيال ملفات المنطقة وأوضاعها، وتم التعبير عن هذه الحرب وأدواتها الضاغطة، مباشرة هذه المرة وعلى ألسنة المسؤولين الاميركيين والاوروبيين شخصياً، وآخرها ما قاله الرئيس الاميركي باراك أوباما في خطابيه عن رؤيته لأوضاع المنطقة العربية وعملية التسوية فيها، وما قاله رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو في خطابه أمام الكونغرس الاميركي، وهو ما حاولت الادارات الاميركية والاسرائيلية المتعاقبة فرضه على سوريا، تارة بالحصار وطوراً بالدبلوماسية وأحيانا بالاستهداف الأمني والعسكري".
ولا يستغرب هؤلاء استنفار كل أدوات الإعلام والسياسة والمنظمات الدولية، إضافة الى الضغط المسلح، في هذه المعركة ضد سوريا، التي يراد من خلالها إعادة رسم خريطة أميركية - اسرائيلية جديدة للمنطقة تحت عناوين السلام والاصلاح الديموقراطي، ويشيرون الى أن الادارة الاميركية والغرب فتحوا دفعة واحدة بوجه سوريا ملفات المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، ومؤخرا ما يسمى الملف النووي السوري، ودعم &laqascii117o;حزب الله" بالسلاح، إضافة الى ما سُمّي ملف حقوق الانسان والحريات والديموقراطية، ما يدل على أن المُراد من سوريا لا الاصلاح السياسي وتوفير الحريات والتعددية للناس، بل إنهاك النظام السوري ودفعه للتنازل في العناوين الكبرى التي تهم إسرائيل والادارة الاميركية حاليا.
ويوضح مرجع سياسي التقى قيادات سورية رفيعة المستوى &laqascii117o;ان القيادة السورية إذ تؤكد تمسكها بخطوات الاصلاح السياسي والاداري والتنمية الاقتصادية ومعالجة المشكلات المعيشية التي شكا منها السوريون علنا في الاسابيع الاخيرة، فإنها ماضية في مواجهة هذه الحرب المستعرة ضدها على أكثر من جبهة، وتؤكد تمسكها بثوابتها السياسية حيال القضايا العربية، وما لم ينجح الغرب في انتزاعه من سوريا بوسائل الترغيب والترهيب خلال السنوات الماضية، لن ينتزعه بوسائل اخرى داخل البيت السوري، لأن الناس باتت واعية لما يُحاك، وتساهم في تطويق عناصر وعوامل التوتير الداخلي، ونجحت في القضاء عليها الى حد كبير".
ويدعو المرجع &laqascii117o;المراهنين على إضعاف النظام السوري الى عدم المبالغة في هذا الرهان، كما يدعو المتحمسين لشعارات الاصلاح وتطبيق الديموقراطية والتغيير السياسي في سوريا إلى عدم الانزلاق وراء هذه الشعارات ولو عن حسن نية وبداعي الحرص على سوريا، لأن ما تعبر عنه الادارة الاميركية بات واضحا وغير ملتبس، وآخره ما قاله مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان امس الاول، من أن الرياح تغيرت وأن سوريا أصبحت مثل كوريا، وستعاني من حصار دولي وعربي واسع".
لذلك يفضّل المرجع السياسي &laqascii117o;التنبّه الى ما يدبر للمنطقة العربية وخاصة لسوريا والمقاومة في لبنان وفلسطين، وينصح بعض القوى اللبنانية بعدم المساهمة في ما يُدبّر لسوريا لأنه سيطال بالضرر كل الشرائح اللبنانية لو نجح، معتبراً انه اذا كان بعض الاطراف في لبنان يلعب دور حصان طروادة، وينتظر الفرصة المناسبة للانقضاض على سوريا عبر إجراءات دولية عقابية معينة فلن يصل الى مبتغاه، حتى ان بعض من يدعي اليوم حسن العلاقة والصداقة مع سوريا قد ينقلب عليها اذا نجحت المؤامرة ضدها، وهذا لا يفيد لبنان".
وتفيد مصادر رسمية زارت دمشق في الساعات الأخيرة بأن الامور بدأت تتخذ طريقها الى الحوار الداخلي، بعد تشكيل لجنة خاصة للحوار مع قوى المعارضة والفعاليات الوطنية، وتضم اللجنة نائب الرئيس السوري فاروق الشرع ومعاونه اللواء محمد ناصيف ومستشارة الرئيس السيدة بثينة شعبان ووزيرة الثقافة السابقة السيدة نجاح العطار، وعدداً من الشخصيات الرسمية، وهي باشرت اتصالاتها مع شخصيات وأحزاب وقوى معارضة ومع الفعاليات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، بهدف تحديد أسس الحوار وعناوينه وأولوياته، تمهيدا للبدء به في أقرب فرصة، كما باشرت اللجان الاخرى المختصة بتعديل ووضع قوانين للاحزاب والإعلام والانتخاب ومكافحة الفساد والاصلاح القضائي عملها كل في مجالها.
وحسب المصادر، &laqascii117o;تركت إجراءات الحكومة السورية ارتياحا لدى المواطنين، لكن الامر الذي ما زال بحاجة لمتابعة يومية دقيقة هو الموضوع الامني، وضبط المجموعات المسلحة التي تحاول استدراج الدم بإطلاق النار على القوى الامنية، ولا سيما الجيش، الذي يضطر للرد، وذلك بهدف استغلال هذا الدم في الحملات الإعلامية والسياسية المنظمة القائمة ضد النظام".
وتشير المصادر الى أن ثمة إجماعاً في سوريا على أن الحل الأمني وحده ليس كافياً وأنه لا بد من ولوج الخيار السياسي عبر إطلاق ورشة حوار موازية للإصلاحات، وأن الرئيس السوري بشار الأسد سيطل على الشعب السوري في الوقت المناسب من أجل تقديم جردة بما أنجز ومن أجل مقاربة ما يجري من زاوية تقاطع مصالح خارجية وداخلية. وتضيف المصادر أن هناك شقاً دبلوماسياً تعمل عليه السلطات السورية لتوضيح حقيقة ما يجري، بدأه وزير الخارجية وليد المعلم، بهدف شرح موضوع العقوبات الدولية على سوريا والموقف العربي المطلوب حيالها. وأشارت المصادر الى أن السلطات السورية تعمل على امتصاص الصدمة واستعياب الأمور بهدوء وبلا أي موقف سلبي من أي بلد عربي، وهي أبدت ارتياحها للموقف اللبناني الرسمي والشعبي المتضامن، وأوضحت أن التنسيق الامني بين الجيشين السوري واللبناني ما زال قائما، خاصة في موضوع ضبط الحدود، عدا التنسيق والاتصالات القائمة بين الرئيسين السوري واللبناني، وآخرها اتصال جرى قبل أيام قليلة من الرئيس بشار الأسد بالرئيس ميشال سليمان وعبر خلاله عن تقديره للموقف اللبناني الذي أبلغ للدبلوماسية الأميركية حول موضوع العقوبات على سوريا.
ـ 'الأخبار'
احتكامٌ دائمٌ إلى الجيش في كل خلاف سياسي
نقولا ناصيف:
في ظلّ تعذّر تأليف الحكومة وتفاقم الاحتقان الداخلي، وأخصّه شقّه المذهبي، لا أحد يتوقع أين تصيبه الصدمة. بإهدار مزيد من الوقت بلا إحداث خرق رئيسي في صلب الأزمة، وهي استعصاء تأليف سلطة إجرائية جديدة، تمسي ردود الفعل الأمنية خيارات وحيدة.فتح النزاع الأخير بين وزير الاتصالات شربل نحاس والمديرية العامة لقوى الأمن الداخلي، وتبعاً لذلك رد فعل وزير الداخلية والبلديات زياد بارود على عدم الامتثال لأوامره بالاستقالة من داخل الاستقالة، الباب واسعاً على تداخل الخلاف السياسي بالتوتر الأمني الذي يصبح عندئذ منفذاً حتمياً.
بل تصوّر أزمة الخميس الماضي حدثاً متوقعاً في أي وقت، في ضوء تنامي تشنّج المواقف، وارتباط بعضها بمنحى مذهبي، وطرفاها المباشران، المعلنان حتى إشعار آخر، في واقعتين لم تفصل بينهما سوى ساعات قليلة قبل يومين، هما التيار الوطني الحرّ والفريق السنّي. ردّ مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني على الرئيس ميشال عون حيال كلام منسوب إلى الأخير نفاه مَن نسبه إليه أولاً، ثم نفاه عون بدوره وقال إنه وضعه في عهدة القضاء. إلا أن قباني، لدوافع تتصل باتخاذ موقف متصلّب يغطي من خلاله الشارع السنّي أكثر منه رد فعل على كلام ملتبس، أصرّ على تحميل عون هذا الموقف، وإن لم يكن قد قاله كما قال المفتي نفسه، لكنه يفترض أن عون يقوله. ثم كان الاشتباك بين نحاس والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي الذي تصدّر عن فرع المعلومات في المديرية المواجهة.
أضف إلى هاتين الواقعتين، الأزمة المفتوحة بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي وعون بإزاء تأليف الحكومة، وأصبحت تتخطى التأليف إلى تمحورها حول إشكالية نصفها دستوري ونصفها الآخر مذهبي: يؤلف ميقاتي حكومة عملاً بصلاحياته الدستورية، أم يُفرض عليه التأليف والانتقاص من تلك الصلاحيات تالياً؟ أما الجانب الآخر من الإشكالية نفسها، ونصفه غير دستوري فيما النصف الآخر مذهبي، فهو أن الجنرال يريد أن يسمّي بنفسه وزراء طائفته، شأن ما يفعل أقرانه زعماء طوائفهم. أضف إلى هذا وذاك، الاشتباك الآخر المزمن بين التيار الوطني الحرّ وفرع المعلومات كجزء لا يتجزأ من نزاع آخر مفتوح بين رئيس تكتّل التغيير والإصلاح ورئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، كانت وزارة الداخلية، المحسوبة حقيبة مارونية منذ عام 2008، مسرحاً له من خلال الدور الاستثنائي الذي يضطلع به ريفي ورئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن.
كلاهما استمد هذا الدور، بصلاحيات استثنائية كذلك، في ظلّ حكومتي الرئيس فؤاد السنيورة عامي 2005 و2008 ثم حكومة الحريري عام 2009، من غير أن يكتما انحيازهما إلى الحريري مرجِعاً لهما بصفته رئيساً لمجلس الوزراء، وبصفته كذلك زعيماً لتيّار المستقبل يدينان بالولاء له.
هكذا راكمت أسباب شتى لتدهور علاقة عون والتيار الوطني الحرّ بالشارع السنّي، ثم انتقلت عدواها إلى علاقته بميقاتي من غير أن يكون الرئيس المكلف، في ما مضى، جزءاً منها. تدرّج التدهور من الخلاف على تقويم مرحلة الرئيس رفيق الحريري وسياسته المالية إلى مواجهة نفوذ الحريري الابن بعد السنيورة، وصولاً إلى توجيه الاتهام إلى وزارة المال، ثم مطالبة عون بإدراجها في حصته في حكومة 2009.
من بيت الجنرال في الرابية، وهو المكان الذي أبصرت فيه النور، أسقطت حكومة الحريري، انتهاءً بالخلاف المحدث على وزارة الداخلية كان الحريري في منأى عنه، فأضحى ميقاتي بعد رئيس الجمهورية ميشال سليمان هدفاً له. عُني الرئيس المكلف بتفادي أي انتقام سياسي من ريفي يحمّله عبئاً مذهبياً في شارعه، وعُني سليمان بإبقاء الحقيبة في حصته بذريعة معلنة هي فك اشتباك الشارع السنّي، السياسي كما المذهبي، مع زعيم الغالبية المسيحية في قوى 8 آذار وزعيم الأكثرية من داخل الأكثرية.
لم يُحرّك حادث الخ