ـ 'النهار'
اهتمام أميركي مستمر بالمطارات خارج بيروت
حامات عسكري حتى الآن فهل يتحوّل مدنيّاً؟
هيام القصيفي:
لا يزال هبوط طائرة 'سي. 130' الاميركية في مطار حامات الاسبوع الماضي محور اسئلة، ليس لجهة توقيت الخطوة فحسب، بل عن المكان الذي حطت فيه الطائرة وخصوصية موقعه، والاهتمام الاميركي بالقاعدة الجوية الذي اعاد فتح ملف المطارات خارج بيروت.
منذ عام 2006 والتقارير الاميركية الاستخبارية تتحدث عن اهمية منطقة الشمال بالنسبة الى الوجود الاميركي في الشرق الاوسط، والى خط النفط الممتد من باكو الي تيبليسي وجيحان. حينذاك تركز الاهتمام الاميركي على قاعدة القليعات لقربها من الساحل السوري، ولأنها نقطة تواصل بين القوى الاميركية في العراق واسرائيل والقطع الاميركية البحرية التي تجوب بحار المنطقة. اهتم عدد من المسؤولين العسكريين الاميركيين الذين زاروا لبنان بعد اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وانسحاب الجيش السوري، باهمية البحث عن قاعدة جوية تقطع الطريق على اي دخول سوري من جهة الشمال وتحد من احتمال وجود روسي في المنطقة، بعد تمركز سفن روسية في بحر طرطوس، وتفرمل الاندفاعة الايرانية نحو المتوسط.
وتجدد الحديث عن قاعدة جوية وبحرية شمالا، حين اندلعت حوادث نهر البارد، وتعاملت مراكز الابحاث الاميركية في الفترة الممتدة بين ايلول وتشرين الاول من عام 2007 باهمية قصوى مع هذه المعركة ونتائجها بعد الخراب الذي لحق بمنطقة المخيم، نظرا الى انها تفتح الباب امام انشاء مرفأ بحري شمالا وقاعدة جوية للاستخدام العسكري اللبناني والاميركي. ونفت الحكومة اللبنانية برئاسة الرئيس فؤاد السنيورة في حينه في شكل رسمي الحديث عن اي قواعد اميركية، بحسب ما روجت لذلك وسائل اعلام لبنانية، وكذلك فعل السفير الاميركي آنذاك جيفري فيلتمان. ظل الحديث عن القليعات يتردد بين حين وآخر، وبدا ان ثمة خلطا بين نوعين من الخبر، قاعدة اميركية ام توسيع لمطار القليعات بحيث يستخدم في حال الطوارئ رديفا لمطار بيروت، ولا سيما ان من تابع ملف المطارات تحدث عن ان الرئيس الراحل رفيق الحريري، حين باشر توسيع مطار بيروت، رفض تعزيز اي مطار خارج العاصمة ولا سيما القليعات.
بعد احداث 7 ايار، فتحت قوى 14 آذار ملف المطارات خارج بيروت، وامكان الافادة منها، بعدما اصبح مطار بيروت في قبضة 'حزب الله'، اضافة الى ان حرب تموز 2006، جعلت معظم اللبنانيين يغادرون عبر المرافئ البحرية. فيما تولت المروحيات الاميركية نقل الرعايا والشخصيات من مقر السفارة الاميركية في عوكر الى قبرص وبالعكس. وفي تشرين الاول 2010 جرت محاولة عبر لجنة الاشغال النيابية لاحياء مطار القليعات للشحن تمهيدا لجعله يستوعب الحركة المدنية، لكن المحاولة اخمدت في مهدها.
منذ 7 ايار، بات امن المطار والطريق اليه والمرور عبر الضاحية الجنوبية يطرح على بساط البحث لدى 14 آذار. وفي كل لحظة مفصلية يعود الحديث جديا عن كيفية الاستغناء عن المطار، اذا قطعت الطريق مجددا امام العبور اليه. في عام 2009 انتقل الحديث عن القليعات الى مطار حامات، وتكررت السيناريوات عن تحوله قاعدة اميركية. وقيل حينها انه صرف النظر عن مطار القليعات نظرا الى الحساسيات الكثيرة التي يمثلها في منطقة مليئة بالتناقضات الاجتماعية والطائفية وبخليط اصولي وفلسطيني، فيما تحول قربها من سوريا نقطة سلبية لا ايجابية.بدأ الجيش اللبناني يستخدم حامات للتدريب عام 2009. واعد قائد الجيش العماد جان قهوجي العدة لتأهيل القاعدة المشرفة على المتوسط، والواقعة في منطقة صخرية في قضاء البترون. تشكل حامات نقطة استراتيجية تجمع بين الشمال وجبل لبنان، مع كل ما تحمل من خصائص طائفية واجتماعية وسياسية، فضلا عن مميزاتها التقنية التي تتيح لها استيعاب سرايا التدريب واستقبال طائرات 'البوما' التي حصل عليها لبنان من الامارات. اصر قهوجي اكثر من مرة على ان فكرة تأهيل المطار لبنانية بحت، واولى الامر اهتماما خاصا. ووضع الجيش هبوط الطائرة الاميركية في اطارها الطبيعي كون المعدات مخصصة للطائرات الموجودة في حامات، واي نقل لها من مطار بيروت الى حامات عملية مكلفة وصعبة. لكن الاميركيين هم الذين اصروا على استخدام المطار لتقديم المساعدة العسكرية. وسبق لبعثة اميركية ان استكشفت حامات قبل اعوام مع كل المطارات، لوضع خطط لنقل الرعايا الاميركيين اذا دعت الحاجة. حاليا صار المطار جاهزا لاستقبال المروحيات والطائرات الخفيفة مبدئيا بعدما اصبح مدرجه صالحا، وكذلك للحركة الليلية. لكن تحوله مطارا لاستقبال طائرات مدنية ليس امرا سهلا، لان المدرج يحتاج الى صيانة مغايرة للحالية ومكلفة اكثر. وهو اليوم مؤهل لان يكون مطارا عسكريا فقط. اما تحوله مطارا مدنيا للطائرات الخاصة فقصة اخرى، لكنه قطعا في حاجة الى تمويل وقرار، وكلاهما متلازمان.
ـ 'النهار'
مغالطات نصرالله
عبد الوهاب بدرخان:
نسي السيد حسن نصرالله، وهو يتحدث في الخطاب نفسه عن المقاومة واسرائيل وعن الثورات الشعبية خصوصا في سوريا، ان الشعوب العربية منحت انظمتها ومنها السوري اكثر من ستة عقود صمتا وصبرا وانتظارا. ولعله نسي او خشي، بل يؤلمه كما يؤلم كثيرين يتفقون معه او يختلفون، ان الاولوية الراهنة للحرية والكرامة تكاد تحجب اولويته المطلقة للمقاومة. الامر لا يتعلق الآن بإسرائيل، وليس بالمعنى الذي روجه بنيامين نتنياهو، فاسرائيل تتخوف من هذه الثورات ونتائجها على المجتمعات العربية، لا لأنها ترى فيها عودة الى خيار الحرب، وانما لأنها تفرض على اسرائيل وضعا غير مسبوق. ومع هذا الوضع يفترض ان تنتهي كذبة دولة الاحتلال كـ'ديموقراطية وحيدة' في الشرق، وكذلك كذبة ان الدول المقاومة لهذا الاحتلال مضطرة لأن تكون ديكتاتوريات. ومن الواضح ان الامر لا يتعلق ابدا بدول 'ممانعة' او 'معتدلة'، وفقا للاطروحة الخامنئية، فالثورات طاولتها جميعا وخلطت اوراقها فارضة عليها مفاهيم منصفة في تحمل المسؤوليات تجاه شعوبها.
من الواجب القول ان من يخالفون نصرالله الرأي في ثورة السوريين وفي ادارة علاقة 'حزب الله' بالشأن اللبناني، لا بد انهم يشاركونه كل معاني ذكرى تحرير الجنوب، ويشاطرونه بلا شك ردوده على خطابي اوباما ونتنياهو. لكن تكفي الاشارة الى ردود الفعل الشعبية السورية على خطابه للتأكد من خيبة الامل التي أشاعها باصطفافه وراء النظام.
وطالما ان نصرالله جهر اخيرا بموقفه المتوقع من النظام والثورة فهذه مغالطات لم يكن مضطرا للوقوع فيها:
قوله ان 'المعطيات والمعلومات' تؤكد ان 'غالبية' السوريين لا تزال تؤيد النظام، وهو بذلك يتجاهل، كما يفعل في لبنان، قراءة الغالبية الصامتة، والاهم انه بدا كمن ينكر على السوريين الحقوق التي أيدها للشعب المصري، رغم ان معاناة الشعب السوري اشد واعمق.تبنيه 'نظرية المؤامرة' واستنتاجه ان اسقاط النظام السوري بات 'مصلحة اميركية – اسرائيلية'، لكن 'المعطيات والمعلومات' بل حتى المواقف المعلنة تقول العكس، وهذا قديم ومعروف وموثق.دعا نصرالله اللبنانيين الى عدم التدخل في الشأن السوري، وهذا جيد، لكنه اتاح لنفسه، بما ومن يمثل، ان يتدخل بوقوفه الى جانب النظام ودعوته الى وقف التظاهر كي يتمكن النظام من مباشرة الاصلاحات 'بهدوء'...لم يخطئ نصرالله بقوله ان 'متطلبات' اميركية واوروبية تعطل ولادة الحكومة الجديدة لكن هذه ليست السبب الوحيد، ثم انه تجاوز الاعتراف بان العرابين السوري والايراني اخطآ حين ظنا انهما صادرا الشأن اللبناني بكامله فأعطيا الضوء الاخضر للانقلاب واطاحة الاكثرية السابقة. واخيرا لعل الخطأ الفادح ان نصرالله، كـ'قائد للمقاومة' تجاهل ان موقع المقاومة هو الى جانب الثورات، فهذا ما يتوقع منه بداهة، لكنه اختار موقعا آخر.
ـ 'السفير'
&laqascii117o;موقف رئيس الجمهورية في موضوع ريفي استنسابي وغير مفهوم"
&laqascii117o;14 آذار" بين شامت ومتعاطف ومتجاهل لوليد جنبلاط
دنيز عطا الله حداد:
اهتمت &laqascii117o;قوى 14 آذار" في اليومين الماضيين بمتابعة موقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان من &laqascii117o;إشكال الاتصالات"، كما بمواقف وليد جنبلاط و&laqascii117o;إحباطه وقرفه" المستجدين. وفي الحالتين، لا تقرأ هذه القوى من الكتاب نفسه في موضوع الرجلين. فهناك من يذهب الى حد اعتبار ان &laqascii117o;جنبلاط اخرج نفسه من الحياة السياسية لحظة انتقاله من ضفة إلى أخرى في لحظة سياسية إقليمية لم يُجدْ قراءتها" كما يقول &laqascii117o;اصدقاؤه السابقون" في &laqascii117o;الأمانة العامة لقوى 14 آذار" ويصمتون رغبة منهم بتجاهل حراك الرجل.. في أي اتجاه كان. في حين ان فريقاً ثانياً من مسيحيي &laqascii117o;14 آذار" يكتفي بالاسف &laqascii117o;لحال جنبلاط المربك وموقفه الذي لا يحسد عليه. فلعبة التشاطر ونقل البندقية بحسب الظروف والاستنتاجات والقراءات لا تنجح في كل مرة. وهي من المرات التي لم يكن فيها جنبلاط موفقا لا في القراءة ولا في التحليل والاستنتاج والخلاصات".
يعتبر مصدر في &laqascii117o;القوات اللبنانية" ان جنبلاط &laqascii117o;تمتع بشجاعة اعلان ما نعرفه كلنا من مواصفات الفريق الآخر وهي ليست جديدة. وهو يحيى على شجاعة اعلان ما اكتشفه ربما متأخرا. وهو بالتالي اكد بشكل غير مباشر كيف تغيرت الاكثرية وتمت تسمية الرئيس نجيب ميقاتي. كما انه اكتشف وكشف كيف ان العقبات التي يتم التصريح عنها في الموضوع الحكومي ليست إلا عقبات إلهائية ترمى في وجه الإعلام والجمهور".
اما فريق &laqascii117o;المستقبل" فيتوزع الادوار بين &laqascii117o;شامت" ضمناً &laqascii117o;من الخيار الجنبلاطي المتوقع النتائج اصلا"، وبين &laqascii117o;متعاطف" مع ظروف &laqascii117o;وليد بك" والتطورات في كل العالم العربي التي تجعل من الدور الذي رسمه جنبلاط لنفسه &laqascii117o;شديد التعقيد والصعوبة".
لكن الجميع يتفقون على ألا يصعّدوا كثيرا ضد وليد جنبلاط. لا في لحظات قوته ولا في لحظات ضعفه. رهان &laqascii117o;14 آذار" ان &laqascii117o;المناخ الاشتراكي معنا. الدروز الموالون لجنبلاط اقرب الى فكر وتوجهات 14 آذار. وهم لا ينسجمون مطلقا لا مع طروحات &laqascii117o;حزب الله" ولا مع نظريات (النائب العماد ميشال) عون. لا بل إن تطرف الاثنين يقلقهم. وما نقل عن نتائج مداولات الجمعية العمومية الاخيرة للحزب التقدمي الاشتراكي يعزز هذا الجو ولا يناقضه على ما اراد البعض الإيحاء". ويردفون &laqascii117o;أقله يحاول التقدمي الاشتراكي ممارسة بعض التقية السياسية وهي مبررة من وجهة نظرهم وإن كنا كـ&laqascii117o;14 آذار" لا نشاركهم هذه القناعة. فالامور اليوم لا تحتمل الالتباسات".
يتوقف احد المسؤولين في &laqascii117o;المستقبل" عند كلام جنبلاط الذي يقول فيه &laqascii117o;لقد بادرت الى إطلاق تلك الصرخة، ولم تؤد الى أية نتيجة، لذلك لن اكررها. ولا اريد ولا استطيع ان اختلف معهم". ويستخلص &laqascii117o;لو كنا في دولة بكل معنى الكلمة لاعتبر كلامه إخباراً. فكيف يمكن لزعيم سياسي ان يعترف بأنه لا يستطيع الاختلاف مع اي طرف او فريق سواء كان سياسياً او أمنياً؟". ويضيف المصدر &laqascii117o;لكن كل شيء استنسابي في البلد حتى الثواب والعقاب".
يغمز المسؤول في &laqascii117o;المستقبل" من قناة رئيس الجمهورية الذي طلب من وزير العدل إبراهيم نجار اتخاذ الإجراءات القانونية بحق مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي. لكنه يفضل عدم التعليق على الموضوع. في حين لا تتوانى مصادر اخرى في &laqascii117o;14 آذار" عن إبداء استغرابها. وهي تعتبر &laqascii117o;ان موقف رئيس الجمهورية جاء ليخلص وزيرين من مسؤوليتهما المباشرة، الوزير زياد بارود والوزير الياس المر بالوكالة، ليلقي بهذه المسؤولية على وزير ثالث هو وزير العدل إبراهيم نجار. فما دخل وزير العدل بالموضوع اذا كان احد الوزراء غير راغب بممارسة صلاحياته؟ ثم ان القضاء العسكري لا يخضع لسلطة وزارة العدل".
يضيف المصدر المستقبلي &laqascii117o;أما إذا كان موقف رئيس الجمهورية في السياسة فهو غير مفهوم ولا مبرر. فهنا لا يتعلق الأمر بإطاعة مرؤوس لرئيسه، بل هو استهداف جديد - قديم لجهاز امني لأنه غير ممسوك ولا مطواع ومتحرر من الوصاية الداخلية والخارجية. هي محاولة جديدة للتعرض لقوى الامن الداخلي وشعبة المعلومات".
يميّز حزب &laqascii117o;الكتائب" نفسه عن حلفائه في &laqascii117o;14 آذار". يصر مصدر مسؤول في الحزب على التأكيد انه &laqascii117o;في زمن الفراغ، يستنبط السياسيون اللبنانيون قضايا خلافية جانبية تتحول فجأة الى قضايا مصيرية، تهدد الامن القومي والسلم الاهلي. وكالسحرة الصغار يخرجون من أكمامهم &laqascii117o;فتنة" على قدر احجامهم. يؤدون ادوارهم ببدائية لا تنطلي الا عليهم. ينشغلون ويشغلون الرأي العام بها. اما الاساس والجوهر فمؤجل بانتظار &laqascii117o;غودو" الحكومة وتلمس الخطوات نحو بناء الدولة". ويؤكد &laqascii117o;ان الجميع يخطئ بحق لبنان وشعبه ومؤسساته. والجميع يتعامل بخفة مع الاوضاع المحيطة بنا. والخوف حقيقي وكبير من ان تصيبنا براكين المنطقة بحممها ونحن ارض خصبة. فكيف نحمي انفسنا؟ هل بتبادل التهم؟ ام بترقب موقف من هنا وتصريح تفصيلي من هناك؟ نحن في ازمة كبيرة ومعالجاتنا تصلح لخلاف في حيّ او شارع. الوضع خطير فعلا ونحن نتلهى بطبقة ثانية وثالثة وندير حوار طرشان في برج بابل مؤسساتي". واعتبر المصدر انه &laqascii117o;طالما نعيش في ظل الفراغ وغياب حكومة وطنية سنبقى ننشغل بتفاصيل التصاريح وردود الافعال عن الافعال التي نحتاجها اليوم بشكل ضروري وحاسم".
ـ 'السفير'
مسؤول دولي سابق: هجوم الرميلة قد لا يكون سوى بداية
محاولات غربية لإقناع الإيطاليين بعدم خفض عديدهم في &laqascii117o;اليونيفيل"
محمد بلوط:
ضبط نفس رسمي رداً على الهجوم على دورية &laqascii117o;اليونيفيل" الإيطالية في الرميلة. لا اتهامات علنية بانتظار جلاء التحقيقات اللبنانية والدولية عن عملية يوم الجمعة الماضي، وهي الرابعة في سلسلة هجمات تعرضت لها &laqascii117o;اليونيفيل" المعززة منذ انتشارها جنوب الليطاني في نهاية عام 2006.
ويقول مسؤول عسكري دولي سابق عن المنطقة، إنه من الصعب الجزم ما إذا كانت الكتيبة الإيطالية نفسها هي هدف العبوة التي جرى تفجيرها عن بعد. لكن مؤشرات عدة تقود إلى افتراض أن القائمين بالعملية قد عملوا على استهداف الإيطاليين من دون غيرهم في تلك المنطقة البعيدة عن منطقة عمليات &laqascii117o;اليونيفيل"، باعتبارها القوة الأكثر عديدا من بين القوات المؤلفة للقوات الدولية في الجنوب اللبناني، حيث يعمل 1780 جندياً إيطالياً، يشكلون الكتيبة الأساسية في القطاع الغربي.
ويرى المسؤول العسكري أن تراجع الإيطاليين وربما تقليص مساحة انتشارهم، كان سيقود حتما لتقليص انتشار قوات البلدان الآخرى، وتشجيعها على سحب قواتها، امام انسحاب القوات الإيطالية، خصوصاً ان بعض البلدان المشاركة يرغب في الانسحاب من العملية.
ويقول المسؤول الدولي إن الهجوم في الرميلة قد لا يكون سوى البداية إذا ما كانت الاطراف التي تقف خلفه قد أتخذت قرارها بتحويل &laqascii117o;اليونيفيل" هدفاً لعملياتها، ونقطة تجاذب بين القوى الإقليمية والدولية.
ويعد توقيت العملية أحد المؤشرات على السعي لإحداث خلافات بين البلدان المشاركة في &laqascii117o;اليونيفيل"، وحثها على الانسحاب. إذ تعكف دائرة قوات حفظ السلام في الأمم المتحدة في نيويورك على إعداد المرحلة النهائية من تقريرها السنوي عن أداء قوات &laqascii117o;اليونيفيل" في الجنوب اللبناني لرفعه إلى مجلس الأمن، خلال شهر آب المقبل للتصويت على تجديد مهمة هذه القوات سنة أخرى.
وبالمقارنة مع قوات حفظ سلام دولية أخرى، ومن بين مئة الف جندي من ذوي القبعات الزرق، تعد مهمة &laqascii117o;اليونيفيل" في لبنان، ومن قبلها قوات الطوارئ التي بدأت عملها عام 1978، أعلى المهمات كلفة في العتاد والرجال، إذ فقدت هذه القوات 292 قتيلا، ومئات الجرحى خلال قيامها بعملياتها.
وقال المسؤول الدولي السابق إن القول بتجاوز عديد القوة المنتشرة الحاجات الميدانية الحقيقية، سيساعد على تخفيض تدريجي وانسحاب غير معلن لبعض الوحدات الدولية. ولكن تعرض الوحدات إلى اعتداءات من هذا النوع ليس مفاجئاً. وقد لا تكون المهمة الدولية اليوم اخطر من الماضي، بيد أنه خلال العامين الماضيين، تراجعت تدابير الحيطة والحذر داخل &laqascii117o;اليونيفيل"، بسبب حالة من الاسترخاء والروتين في العمليات، وبالتالي أدى ذلك الى انكشاف نقاط ضعف القوة الدولية.
في السياق نفسه، قالت مصادر غربية في باريس لـ&laqascii117o;السفير" إن هناك محاولات حثيثة لإقناع الحكومة الإيطالية بالعدول عن تقليص عديد جنودها في لبنان. وتخوفت المصادر من أن يكون هذا التقليص حافزاً لدول اوروبية أخرى لفعل الامر نفسه، مضيفة أن هذا الامر سيخلق أزمة حقيقية حيث من الصعب إيجاد دول أوروبية تحديداً لتحل محل الدول المنسحبة، وهذا النقص في عديد &laqascii117o;اليونيفيل" قد يشكل فراغاً في منطقة جنوبي الليطاني قد يؤثر على الاستقرار الذي تعيشه هذه المنطقة في السنوات الاخيرة بعد تعزيز هذه القوات، وهو ما لم يكن موجوداً منذ سنوات طويلة. واعتبرت المصادر ألا مصلحة لـ&laqascii117o;حزب الله" ولا لسوريا في أن تتعرض &laqascii117o;اليونيفيل" لهذه العمليات، كما أنه يفضل ان يبقى الاوروبيون في هذه القوات لأن اوروبا تعزز الدور السياسي لهذه القوات".وأضافت إن لا معلومات لديها حول التفجير لكن المكان الذي وضع فيه، وهو قريب جدا من التفجير الذي وقع سابقاً، يمكن أن يسمح بالاستنتاج بأن الفاعلين قد يكونون متوارين في أحد المخيمات الفلسطينية القريبة.
من جهة ثانية، كشفت المصادر الغربية أن القائد العام لقوات &laqascii117o;اليونيفيل" الجنرال ألبرتو اسارتا سيتوجه قريبا إلى اسرائيل وسيبحث مع الاسرائيليين في موضوع التظاهرة اللبنانية التي ستتوجه إلى &laqascii117o;بوابة فاطمة" في كفركلا، قضاء مرجعيون، قبالة مستوطنة المطلة، وذلك يوم الأحد في الخامس من حزيران.
ورداً على سؤال، قالت المصادر نفسها إن الجيش اللبناني هو الذي طلب من &laqascii117o;اليونيفيل" عدم التواجد في منطقة مارون الراس وقت التظاهرة السابقة في الخامس عشر من أيار. واعتبرت المصادر ان الوضع في لبنان في ظل حكومة تصريف أعمال وعدم تشكيل الحكومة الجديدة، يؤدي الى الانزلاق نحو الأسوأ ولا شك ان حادثة وزارة الاتصالات (في منطقة العدلية) نموذج عن هذا الامر، كما ان لبنان &laqascii117o;يخسر من خلال استمرار الوضع الحالي فرصاً عديدة بسبب غياب حكومته وأهمها أن اسرائيل باتت تسبقه كثيرا في موضوع التنقيب عن النفط والغاز في البحر، وهو يمكنه أن يستفيد من هذا القطاع الكبير في سد ديونه".
ـ 'السفير'
الوضع الحكومي مقفل... والأكثرية الجديدة تثق بجنبلاط
ميقاتي أمام خيارين أحلاهما مر: حكومة قيصرية أو الاعتذار
داود رمال:
تسارع التطورات والأحداث داخلياً وخارجياً بما تحمله من مخاطر جدية على الصعد المختلفة، جعل من موضوع تشكيل الحكومة الجديدة في آخر سلم اهتمامات اللبنانيين، الذين يزداد قلقهم من حالة الفراغ التي بدأت تجتاح كل مؤسسات الدولة في ظل خشية متنامية على مستقبل لقمة عيشهم في حال طال الأمر ليهدد النقد الوطني اذا استمر الوضع الراهن على حاله.
الا ان تراجع الاهتمام بالشأن الحكومي ليس مرده تسارع التحولات والاحداث السياسية والأمنية المحيطة فقط &laqascii117o;والتي يجب ان تكون حافزا كبيرا للإسراع في عملية تأليف الحكومة نظرا لحجم التحديات والمخاطر والواجبات التي تنتظر لبنان في علاقاته مع الاشقاء والاصدقاء"، بحسب مرجع مسؤول، إنما مرده كما يقول الى &laqascii117o;الغياب الفعلي للمبادرات الخلاقة والارادات الصادقة والنيات الحسنة لدى الافرقاء، إذ يتم التعاطي مع هذا الاستحقاق ـ الركن في انتظام الحياة المؤسساتية وكأنه شأن ثانوي يمكن الاستمهال في معالجته، وهذا بحد ذاته جريمة بحق المواطن والوطن". ويضيف المرجع أن الرئيس نجيب ميقاتي كان يعول على تذليل العقبات التي تعترض التكليف، مستندا في ذلك الى مباركة سعودية، حصل عليها، ودعم سوري غير محدود، إلا ان هذه المظلة العربية ثبت انها لن تقيه السيل الهائل من الضغوط الدولية الاميركية والاوروبية وحتى الإقليمية، التي أدت كلها الى فرملة اندفاعته وجعلته يركن الى مقاربة تصورات جديدة مغايرة لما كان يتوقع تحقيقه، خصوصا بعد إحجام قوى 14 اذار عن المشاركة، وهذا الإحجام كان مقرونا برسائل مشفرة بأن يوم الغضب الذي رافق التكليف سيكون نقطة في بحر ما سيعقب التأليف".
ويتابع المرجع &laqascii117o;ان هذه الوقائع جابهها ميقاتي، الذي لقي كل الدعم والتشجيع والتسهيل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان وبمواكبة صادقة من قوى الاكثرية الجديدة لا سيما رئيس مجلس النواب نبيه بري ومعاونه السياسي علي حسن خليل ورئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط، والمعاون السياسي للأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" الحاج حسين خليل بطرح افكار لصيغ حكومية توحي بالثقة في الداخل ولا تغضب الخارج، الا ان هذه الصيغ سبقتها الاحداث في المنطقة لا سيما في سوريا وصولا الى خطابي رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو في واشنطن امام الكونغرس ومنظمة &laqascii117o;ايباك" وخطاب الرئيس الاميركي باراك اوباما امام &laqascii117o;ايباك" ايضا، اذ ان مضامين هذه الخطابات جعل امكانية الدخول في صيغ حكومية تحت عنوان التوازن امراً صعباً نظراً للمسارات المستقبلية التي تنتظر لبنان وسوريا والقضية الفلسطينية".
ويوضح المرجع &laqascii117o;ان هذه القيود التي حددها بوضوح مساعد وزيرة الخارجية الاميركية جيفري فيلتمان خلال زيارته الاخيرة لبنان، اطاحت بفكرة حكومة التكنوقراط وأيضاً بحكومة ما سمي الامر الواقع، الامر الذي عبر عنه بوضوح الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في خطابه في عيد المقاومة والتحرير حين اعلن صراحة رفضه لهذين الطرحين، ليس على قاعدة الصدام مع ميقاتي انما على قاعدة رفض الإملاء الاميركي والغربي، ليصبح موضوع تشكيل الحكومة بين احتمالين احلاهما مرّ:
الاول، تشكيل حكومة خارج اطار التفاهم مع الاكثرية الجديدة، وهذا الامر نتائجه معروفة سلفا وهي عدم قابلية حكومة كهذه للحياة لأنها ستجابه برفض المكونات الاساسية لهذه الاكثرية وستحمل ميقاتي مسؤولية الإقدام على خطوة بمثابة انقلاب على الائتلاف الذي كان سبباً لتكليفه.
الثاني، تشكيل حكومة سياسية بموافقة الأكثرية، الامر الذي سيجابه بمقاطعة دولية وضغوط سياسية واقتصادية على لبنان وحتى على ميقاتي شخصيا".
ويرى المرجع &laqascii117o;ان الامور دخلت في تعقيدات عصية على الحل في ظل معطيات كهذه لا تلوح منها اي بارقة امل، مما يعزز الاتجاه لإقدام ميقاتي على خطوة من اثنتين:
1 – إما تقديم تشكيلة حكومية بولادة قيصرية على قاعدة افضل الممكن تسقط فور صدور مرسوم تشكيلها، بحيث تتحول الى حكومة تصريف اعمال يصار بعدها الى تحديد موعد استشارات نيايبة جديدة.
2 – وإما توجهه الى الاعتذار، الامر الذي سيفتح الباب جدياً امام حوار جديد حول شخصية تؤمن الحد الأدنى من التوافق.
ويعتبر المرجع &laqascii117o;ان القول او الإيحاء بقدرة &laqascii117o;حزب الله" على حسم مسألة تأليف الحكومة، فيه من التجني بما لا يقبله منطق الامور، اذ ليس صحيحاً ان قيادة الحزب قادرة على فرض وقائع سياسية حكومية على حلفائها خارج ارادتهم، كما ان القيمين وفي مقدمهم الرئيس المكلف يعلمون علم اليقين حجم الانتقاد والعتب و&laqascii117o;الزعل" الذي تعرضت له قيادة الحزب جراء دعمها لتكليف ميقاتي من حلفائها، لا سيما في ما يسمى &laqascii117o;المعارضة السنية السابقة"، حتى ان طرفاً إقليمياً استغرب في سياق اللوم حجم الإصرار لديها على ان يؤلف ميقاتي الحكومة الجديدة، علماً أنه لو اقدم على بعض المبادرات التي تحمل في طياتها تنازلا في الشكل، اذا صح التعبير، لكانت الكثير من الامور سلكت طريقها الى الحل ولكن من اوضح الواضحات ان المسألة ابعد من حقيبة يطلبها هذا الطرف او ذاك، انما لائحة طويلة من الضغوط التي تبدأ ولا تنتهي".
ويضع المرجع &laqascii117o;مواقف الزعيم الجنبلاطي الاخيرة، في الاطار الوقائي لحماية خياراته التي دفع بسببها الكثير ولا يزال لتأكيد موقعه كلاعب اساسي في الاكثرية الجديدة حتى لو تقلص حجم هذه الاكثرية في حال اعتذار ميقاتي، كما ان جنبلاط شديد الحرص على الانجاز الذي حققه عبر تصويب المسار الداخلي من خلال هذه الاكثرية بعدما كان من اولى نتائجه منع الفتنة وقطع دابر الحرب الاهلية، وهذا ينم عن حس وطني رفيع جدا ومقدر اعلى تقدير من القوى الاساسية في الأكثرية، لا سيما حزب الله".
ولم يستبعد المرجع &laqascii117o;ان تشهد الأيام المقبلة نقاشاً مفتوحاً بين القيادات السياسية في سبيل التحضير الجدي للمرحلة المقبلة، تجنيبا للبنان من الوقوع في الفوضى على كل المستويات خصوصا ان الاحتمال كبير بأن يقدم الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على خطوة لكسر المراوحة، اذ ما يزال المجال مفتوحاً لصياغة حلول ولو مرحلية تؤسس لتفاهمات اوسع وأشمل وأكثر ثباتاً واستمرارية".
ـ 'المستقبل'
'حزب الله' منطق متحرك وهدف ثابت
طارق عنترازي:
يجب على الطبقة السياسية بجميع أطيافها الاعتراف بأن 'حزب الله' يعمل وفق رؤية بعيدة المدى للإمساك بجميع مفاصل الحكم في لبنان. إن مراجعة لتسلسل الأزمات السياسية اللبنانية منذ انسحاب الجيش السوري تعطي صورة مسار تصاعدي يتقدم فيه 'حزب الله' نحو الإمساك بالرئاسات الثلاث.
لذلك يجب على اللبنانيين التعامل مع حقيقة أن معركة 'حزب الله' لن تتوقف حتى يتمكن من تنصيب رئيس جمهورية جديد يدور بشكل كامل في فلكه السياسي. فتجربة الرئيس التوافقي والوسطي هي تجربة فاشلة بنظرهم.ويبدو أن تسارع الأحداث في سوريا والمنطقة فرض على 'حزب الله' تقريب موعد إنجاز خطته. 'فانتخاب' رئيس جديد لا يبدو بعيداً إذا تمكن فريق 8 آذار من إجبار مجلس النواب على عقد جلسة تشريعية بغياب حكومة حائزة على ثقته. وقد بدأت معالم المرحلة المقبلة بالظهور يوم الاربعاء الماضي بناء على ما سرب من بكائيات نواب 8 آذار ورئيس المجلس على الوضع الاقتصادي القاتم الذي يزيده الفراغ الحكومي قتامة. والسؤال الذي يطرح نفسه حين نقرأ ما سرّب في صحيفة 'السفير' عن ما قيل بعد إطفاء آلات التسجيل في مكتب الرئيس بري يوم الاربعاء هو التالي:
أين كان حرص الرئيس بري وفريق 8 آذار على الاقتصاد الوطني، حين أقفل المجلس النيابي ثلاث سنوات وحين افترشوا وسط بيروت وقطعوا أرزاق عشرات الآلاف من اللبنانيين وفوتوا على لبنان فرصة الاستفادة من الفورة الاقتصادية بين 2005 و2008؟، هذا بالطبع بالإضافة الى أفضال انتصارات 2006 وأيار 2008 على اقتصاد ومستوى معيشة جميع اللبنانيين.
لذلك، يجب على الجميع التنبه بأن التخبط الظاهر في الأداء السياسي للأكثرية الجديدة يجب أن لا يخفي أن هذا الفريق يعمل وفق استراتيجية بعيدة المدى ولأهداف لا تقل عن وضع اليد على الحكم في لبنان بشكل كامل.
فعند كل مفترق طرق تبدو الطبقة السياسية اللبنانية عاجزة عن فهم منطق 'حزب الله' وهذا ما صرح به وليد جنبلاط أخيراً.
إن عدم فهم منطق 'حزب الله' ينبع من كون الحزب يتبع منطقاً سياسياً متحركاً بحيث تتغير المعادلات السياسية تبعاً لمتطلبات المعركة. وفي ما يلي أمثلة تلقي الضوء على الطبيعة المتحركة لمنطق 8 آذار السياسي والذي يشير خطه البياني المتصاعد الى أن الهدف النهائي ليس أقل من السيطرة على لبنان عبر السيطرة على رئاساته الثلاث. نورد ما يلي أمثلة عن ذلك:
فوز 14 آذار بحوالي 60% من مقاعد مجلس النواب اللبناني خلال دورتين انتخابيتين تساوي بمنطق 'حزب الله' أكثرية وهمية مسروقة ضعيفة ولا تمثل حقيقة تطلعات الشعب اللبناني وبالتالي غير قادرة على تشكيل حكومة بمفردها بمعزل عن 8 آذار. أكثرية أربع نواب أخذت تحت رايات القمصان السود تساوي بمنطق 'حزب الله' أكثرية حقيقية ممثلة وقادرة على بناء الدولة القوية القادرة والعادلة وقادرة على تشكيل حكومة بمفردها.
زعيم وطني منتمي الى 14 آذار يساوي بمنطق 'حزب الله' كاذباً وسارقاً ولو كان الغدر رجلاً لسمي على اسمه.
نفس الزعيم تحت راية 8 آذار يساوي بمنطق 'حزب الله' زعيماً وطنياً صادقاً ومقاوماً.
الثلث الضامن لفريق 8 آذار المطلوب لتأليف حكومة برئاسة سعد الحريري يساوي بمنطق 'حزب الله' 11 وزيراً من أصل 30.الثلث الضامن المطلوب لتأليف حكومة برئاسة نجيب ميقاتي يساوي بمنطق 'حزب الله' لا شيء.حكومة قائمة بأغلبية ثلثين من أعضائها تساوي بمنطق 'حزب الله' حكومة فاقدة للشرعية والميثاقية يقفل مجلس النواب بوجهها ثلاثة أعوام.حكومة مستقيلة بوجود رئيس مكلف ورئيس حكومة تصريف أعمال تساوي بمنطق 'حزب الله' حكومة يستطيع أن يجتمع مجلس النواب للتشريع بوجودها.
والأمثلة كثيرة ولا نستطيع ذكرها في هذه العجالة.إن احتمال تغيير النظام السوري يدفع 'حزب الله' الى التعجيل بإنجاز المرحلة الأخيرة من خطته وبالتالي إسقاط رئاسة الجمهورية تمهيداً لانتخاب رئيس جديد بالنصف زائداً واحداً إذا اقتضى الأمر، فللضرورات أحكام!
وهذا الاحتمال يطرح أسئلة على كل الأطراف الفاعلة في لبنان، ماذا سيكون موقف الجيش اللبناني؟ ماذا سيكون موقف وليد جنبلاط بصفته مالك الأصوات المرجحة؟ ماذا سيكون الموقف الدولي من تحول لبنان الى دولة فاشلة (failed State)؟ ماذا تستطيع قوى 14 آذار أن تفعل لمواجهة هذا الاحتمال؟
لذلك، يجب على القيادات اللبنانية عدم التلهي بما يحصل على الصعيد الحكومي لأن الهدف الحقيقي هو رئاسة الجمهورية.فإن 'حزب الله' هو أذكى من أن يقع في خطأ قوى 14 آذار عام 2005 حين أدى ترددها في إسقاط الرئيس اميل لحود الى إجهاض ثورة الأرز.ختاماً، قد يكون من المفيد على المدى البعيد إعطاء 'حزب الله' وفريق 8 آذار فرصة حكم لبنان ليرى اللبنانيون نتيجة هذا الحكم ويقرروا إنهاء مرحلة زعيم زعماء مسيحيي الشرق وباقي أطراف الغالبية الجديدة في الانتخابات المقبلة.اللهم إلا إذا هبط الوحي على المعنيين ووجدوا حلاً يؤسس لمرحلة جديدة تنهي معاناة هذا الشعب الذي لم يذق طعم الاستقرار منذ أربعة عقود، ويبدو أن المنطق المتحرك ذاته يسير به الى أزمة جديدة أعنف من سابقاتها.
ـ 'الحياة'
أنتظر لاءات عربية جديدة ... إن بقي عرب
جهاد الخازن:
(...) نتانياهو بدأ بالقول: &laqascii117o;لا يوجد صديق لإسرائيل أفضل من أميركا، ولا يوجد صديق لأميركا أفضل من إسرائيل". أقول إن رشوة الكونغرس ليست صداقة، وإن أكبر عدو لأميركا ومصالحها هو إسرائيل، فقد دمرت سمعة أميركا حول العالم، وخلقت لها أعداء لم يكونوا موجودين، وتسببت في إطلاق جماعات إرهابية علّة وجودها الإرهاب الإسرائيلي المقابل. وأنا أحمّل إسرائيل مسؤولية كل إرهاب بما فيه إرهاب القاعدة.
وهو انتقل بسرعة الى إيران وحزب الله، وعاد في فقرة لاحقة ليحذر من نظام إسلامي متطرف في إيران يملك سلاحاً نووياً. وأقول إن حزب الله حركة تحرر وطني في وجه الإرهاب الإسرائيلي، وإن إيران لا تحتل القدس (أطالبها بالانسحاب من جزر الإمارات) ولا ترسل إرهابيين لقتل الناس في بلاد بعيدة، ثم أرجو أن تكون مخاوفه منها في محلها، وأقول عن كل كذبة وتخويفة من إيران: إن شاء الله. أقول هذا ونتانياهو يزعم أن إيران تُخضِع لبنان وقطاع غزة، وهذا مستحيل والموجود تحالفات موقتة ضد الاحتلال الإسرائيلي.
ويكذب نتانياهو مرة أخرى وهو يقول إن الفلسطينيين في إسرائيل (أي فلسطين المحتلة) هم الوحيدون بين 300 مليون عربي الذين يملكون حقوقهم الديموقراطية. هؤلاء الفلسطينيون أصحاب الأرض كلها، وقد احتلت بلادهم وقتلوا وشرد أكثرهم، واليوم أصدرت الحكومة الإسرائيلية قانوناً يمنعهم من إحياء ذكرى نكبتهم، فالديموقراطية الإسرائيلية تقضي بأن يحتفي الضحية بالجلاد، وهناك قانون يختار فيه سكان البلدات من يسكنها، والمقصود منع الفلسطينيين من السكن حيث يريدون في بلادهم، بل إن عضو كنيست مهاجرة من أوكرانيا طلبت منع الأذان حيث يوجد يهود، وتصدّى لها الدكتور محمد الطيبي وأحبط اقتراحها (...) .
ـ 'الشرق الأوسط'
الإسرائيليون في إيران!
طارق الحميد:
نعلم أن البراغماتية جزء من السياسة، وأن الساسة يتعاملون مع الرأي العام على طريقة &laqascii117o;افعل ما نقول، وليس ما نفعل"، ونعلم.. ونعلم، لكن أن يصل إلى حد علمنا اليوم في سياسة المنطقة أن سفنا إسرائيلية؛ تجارية أو خلافه، ترسو في الموانئ الإيرانية، ومنذ سنين.. فهذا أمر آخر!
ومجرد التساؤل عما إذا كانت السلطات الإسرائيلية قد سمحت بذلك أم لا، يعد مضيعة للوقت، خصوصا أن الأمر لم ينفضح في صحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية، التي يفضل زعيم حزب الله ترديد اسمها لوصف الصحف العربية المهنية التي لا تروق له، كما أنه لم يكن سبقا صحافيا كشفته محطة &laqascii117o;المنار" التابعة للحزب، أو قناة &laqascii117o;العالم" الإيرانية، المشغولتان بمساندة النظام السوري، بل انفضح أمر السفن التجارية الإسرائيلية - التي تزور طهران ومنذ سنوات لدوافع تجارية - من خلال قائمة العقوبات التي أعدتها الخارجية الأميركية ضد الشركات المتعاملة مع إيران. وبالطبع، الآن فهمنا لماذا توجد معابد يهودية في طهران بينما لا يوجد مسجد سني واحد في العاصمة الإيرانية.. فيبدو أن التسامح الديني يتم بمقدار عدد الزوار، والمصالح!
وبالطبع، يجب عدم الانشغال بالعلاقات الإسرائيلية - الإيرانية، سواء الخاصة بالسلاح أو النفط أو خلافه، بل دعونا ننظر إلى تأثير ذلك على عملاء إيران في المنطقة، سواء دول، مثل سوريا التي يردد متظاهروها: &laqascii117o;لا إيران ولا حزب الله.. بدنا مسلم يخاف الله"، أو ميليشيات، مثل حزب الله، أو حتى إعلام وجماعات متحدثة باسم الديمقراطية، مثل ما يحدث في العراق أو البحرين، أو الكويت.. وغيرها، أو حتى الوفد الشعبي المصري الذي يزور إيران لأسباب لا نعلمها، ولا نعلم من هو &laqascii117o;الحملة دار" السياسي لها.. فبالتأكيد سيكون التأثير سيئا، لكن هل هذا يهم؟ الإجابة بالتأكيد: لا. فالأهم هنا هو المواطن العربي غير الملوث بالتيارات السياسية، وليس أصحاب الهوى الإيراني، خصوصا أن الإيرانيين والمحسوبين عليهم في منطقتنا من حلفاء وعملاء، كثيرا ما يتهمون الأنظمة العربية، أو الإعلام العربي المحترم، بالعلاقة مع إسرائيل، وهذا ما نراه اليوم في الإعلام السوري الذي لا يتوانى عن صياغة الأكاذيب للنيل من الانتفاضة السورية، والتعاطف العربي معها. لذا، فإن الأهم هو تنبه المواطن العربي غير الملوث بآيديولوجيا ليرى كيف تتصرف إيران في المنطقة تحت ذريعة التصدي لإسرائيل بينما تفتح مرافئها البحرية للسفن الإسرائيلية، وما خفي كان أعظم بالطبع!
ومن المهم أيضا أن يلحظ المواطن العربي الفرق بين من يملك علاقات واضحة، ومعلنة، مع إسرائيل وفق اتفاقيات، ومن يهاجم إسرائيل صباح مساء ويفتح لها سواحله في الخفاء، ثم يدعي أنه يدعم الحق الفلسطيني، وأنه مع &laqascii117o;المقاومة" في لبنان، وسوريا، من أجل الصمود ضد إسرائيل، ويصف الأنظمة العربية المتمسكة بعروبتها ومصالحها بأنها أنظمة عميلة لإسرائيل، بينما الواقع اليوم يقول إن إيران شريك تجاري، أو أكثر، لإسرائيل في المنطقة! ولذا، نقول: هل السفن الإسرائيلية تعد فضيحة لإيران؟ الإجابة: لا. فطهران تجاوزت الفضائح بكثير، وإنما هي تنبيه للعرب المخدوعين بإيران! فهل يتنبهون؟
ـ 'اللواء'
أكثر ما يُخيف الشيعة في لبنان الوقوع في فخ الفتنة المذهبية بين المسلمين
الصدر سعى لوحدة السنّة والشيعة وشيخ الأزهر حذّر من مخطط أميركي لمنع حصولها
'ما يجري في المنطقة يفرض على القيادات الروحية عقد قمة إسلامية والخروج بموقف موحّد حيال ما يتعرّض له المسلمون من محاولات لتقسيمهم'
حسين زلغوط:
إن سعي الطائفة الشيعية لتحقيق الوحدة الاسلامية ليس ظرفياً ولا هو وليد الساعة، بل إن هذه المحاولة هي قديمة العهد حيث بذل رئيس <المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى> الإمام موسى الصدر جهوداً مضنية لبلوغ هذا الهدف، وقد حقق الصدر بعضاً من هذا بالرغم من الطريق الوعرة التي مشاها، كون أن أطرافاً عدة في الداخل والخارج وقفوا ضد محاولته ووضعوا له العصي في الدواليب مخافة أن يصبح المسلمون كتلة واحدة تؤثر على امتيازاتهم ومراكزهم التي تبوأوها تحت المظلة الطائفية والمذهبية وكان هؤلاء ينتمون إلى مختلف الطوائف والمذاهب· وقد نجح الصدر في ذاك الوقت من تقريب المسافات بين المذاهب الاسلامية عبر توضيح بعض المصطلحات وإزاحة هاجس الخوف من قلوب الذين كانوا قد تأثروا بأحداث حصلت منذ عدة قرون، وواصل <السيّد> هذه المسيرة إلى أن قضى الله أمراً كان مفعولا حيث غُيّب وهو في عز العطاء وقبل أن يكمل مسيرته الوحدوية التي كان يضعها في صلب اهتماماته، من منطلق أنه لن تقوم للمسلمين قائمة ما لم يتوحدوا ويصبحوا كالجسم الواحد إن اشتكى منه عضو تداعت له كل الأعضاء·
وقد تابع الراحل نائب رئيس <المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى> الشيخ محمد مهدي شمس الدين رحلة سلفه، حيث دعا إلى أكثر من قمة إسلامية وكانت هذه القمم تخرج بنتائج إيجابية بالرغم من الأحداث التي كانت تعصف بلبنان والأيادي الخبيثة التي كانت تلعب من الداخل والخارج لتفتيت طوائفه ومذاهبه، وقد توّج هذا العمل الوحدوي في العام 1983 حيث أمّ مفتي الجمهورية الشهيد حسن خالد الصلاة في الملعب البلدي برفقة الشيخ شمس الدين وممثل شيخ عقل الطائفية الدرزية آنذاك الشيخ محمد أبو شقرا وذلك لمعارضة سلطة الرئيس أمين الجميّل التمييزية، وكانت هذه الصلاة بمثابة نواة يؤسس عليها لتحقيق هدف الوحدة بين المسلمين·
وإذا كانت العلاقة بين هذين المذهبين تدمّرت في بعض الظروف بنوع من الاختلاف في وجهات النظر حيال بعض القضايا الدينية والدنيوية، غير أن هذا الأمر لم يصل إلى حد القطيعة أوا لمواجهة، وقد حاولت الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية في مراحل سابقة بدأت بالحرب الايرانية - العراقية وتواصلت بعد أحداث الحادي عشر من تموز، ومن ثم غزو العراق والأحداث التي جرت في أكثر من موقع وصولاً الى الأزمة التي حصلت في لبنان بُعيد اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري تغذية النعرات الطائفية والمذهبية وقد نجحت في بعض الأمكنة على نطاق ضيق وفشلت فشلاً ذريعاً في أكثر من مكان، وهي ما تزال تبذل جهوداً من أجل تحقيق هذا الهدف الذي ترى فيه انتصاراً لمشروعها في الشرق الأوسط القائم على تفتيت المنطقة إلى دويلات طائفية ومذهبية متناحرة تكون فيها اسرائيل هي الأقوى· هذا الهدف الاميركي - الصهيوني - الغربي قد تنبّه إليه العديد من القيادات الاسلامية سنّية كانت أم شيعية وعملوا على الحؤول دون تمدد نارها والسعي إلى إطفاء حريقها، وقد دعا في هذا الإطار الراحل السيّد محمد حسين فضل الله المسلمين السنّة والشيعة إلى تثقيف القاعدة الشعبية بثقافة الوحدة، وهو حذّر من الدور الذي تلعبه أميركا لضرب وحدة المسلمين من خلال إثارة الفتنة بين السنّة والشيعة، مشدداً على أن الحواجز التي تعمّق الفواصل بين المسلمين هي اليد الاستعمارية·
إن ما أسلفنا في الحديث عنه لجهة الموانع التي تحول دون تحقيق الوحدة الاسلامية ما تزال موجودة، وانطلاقاً من ذلك فإن المسلمين الشيعة في لبنان أكثر ما يخيفهم هو الوقوع في فخ الفتنة الطائفية والمذهبية، لأن هذا الوقوع في تقدير القيادات الدينية والدنيوية في هذا الفخ سيكون وبالاً على المسلمين وسيضع الدين الاسلامي في دائرة الخطر الشديد·ومن هذا المنطلق ونظراً للأحداث التي تضرب الشرق الأوسط طولاً وعرضاً، فإن هناك سعي حثيث يجري في السر والعلن للابتعاد عن شرب هذه الكأس المرّة من خلال الدعوة إلى توعية جيل الشباب ونزع صواعق الفتنة التي تحاك في الليل والنهار بدءاً بالعراق ومروراً بالبحرين وانتهاء بلبنان وإن بنسب متفاوتة، سيّما وأن هناك من يستشعر خطر فتنة قادمة تحت عناوين مختلفة يجب العمل على تحصين الساحة الاسلامية لمواجهة رياحها العاتية، والتأكيد على أن هذه الوحدة هي النقطة المركزية التي يجب التركيز عليها في ظل المتغيرات التي تشهدها المنطقة، وفي ظل هذا الغزو العسكري والثقافي الغربي لبلداننا، وهذا الأمر سبق أن حذّر منه شيخ الأزهر حيث لفت الى أن هناك مخططاً جهنمياً لضرب وحدة السنّة والشيعة· وتلاقي دار الفتوى المجلس الشيعي في العمل على درء الفتنة وتعزيز الوحدة بين المسلمين، وهي حذرت بالأمس من أي نشاط في المساجد تحت أي عنوان والدعوة الى نشر الوعي والأخاء بين أبناء الوطن الواحد وغرس قيم التسامح والتعاون· وفي هذا المجال تتساءل مصادر عن موانع عقد قمة اسلامية في هذا الظرف طالما هناك إجماع على ضرورة تكريس الموقف الاسلامي ورفض الانجرار إلى الفتنة، على غرار قمم سابقة عُقدت في ظروف لم تكن تحمل المخاطر ذاتها التي نعيشها اليوم، موضحة أن هناك سعياً على قدم وساق للإيقاع بين المسلمين يجب أن يقابل بالمزيد من التماسك ووأد الفتنة لأن ما تتعرض له المنطقة خطير وأن أي حريق مذهبي سيندلع ستطال ألسنة ناره الجميع من دون استثناء·
ـ 'الأخبار'
سوريا تحتاج إلى جسر بين النظام والمعارضة
إبراهيم الأمين:
ها هي سوريا تقف مرّة جديدة في مواجهة نفسها. ليس هناك من يريد أن يستمع إلى الآخر. المحتجّون ليسوا في واقع يمكن فيه الحديث عن قيادة موحّدة أو واضحة لهم. والحكم يحصر الكلام ضمن دائرة ضيقة، فيما الخطوات على الأرض لا توحي بأن الطرفين يستمع أحدهما إلى الآخر. المحتجّون ومَن يحاول قيادتهم قرّروا المضيّ في التحرّكات، ولو بالوتيرة نفسها التي شهدناها منذ اندلاع الاحتجاجات.
والحكم لا يريد تعديل وجهة التعامل في سياق المواجهات الدموية، الآخذة في التصاعد، بعدما قرّرت جماعات معارضة اللجوء علناً إلى السلاح. وربما هي تفعل ما تعتقد أنه خطوة ضرورية لجذب العالم إلى تدخل مباشر أكبر في سوريا، أو تعتقد أنها محقّة أو حرة في مواجهة الحكم السوري بهذه الوسيلة. وفي ظل غياب مرجعية محايدة نسبياً، لتقدير حقيقة الأمر أو القيام بمبادرة لاحتواء الموقف، تبقى الصورة رهن من يقدمها إلى الجمهور.
في هذه الحالة، يقول المحتجون إن المسلحين ليسوا ظاهرة مستجدة، وإن التسلح أمر عادي في سوريا. كذلك فإن وجود مجموعات سلفية أمر يعرفه السوريون جيداً منذ أقلّ من عشرة أعوام. وبين المواطنين من يحمّل النظام مسؤولية تكاثر هذه المجموعات أو عدم التصدي لها في الوقت المناسب. ويقول المحتجّون أيضاً، إن العنف الذي تمارسه أجهزة الدولة الأمنية والعسكرية يتحول يوماً بعد يوم إلى حالة عادية، و