ـ 'النهار'
الإنقلابيون أسرى انقلابهم
عبد الوهاب بدرخان:
مع اطلاق 'حوار وطني' او ما يشبهه في سوريا، اذا انطلق، يمكن ان تعطي دمشق اشارة البدء بتشكيل الحكومة في لبنان، من قبيل الايحاء بان الازمة تتحلحل هنا وهناك. بالنسبة الى ذاك 'الحوار' بذلت جهود وتُبذل اجتهادات لاظهار انه يشمل معارضين و'مستقلين'، وسيعتمد على هؤلاء لاعطاء الحوار صدقية، وليس معروفا الى اي حد سيمكنهم اسماع اصواتهم وافكارهم تحت سقف الدولة الامنية والحزب الحاكم والاحزاب التابعة، خصوصا ان مؤتمر المعارضة في انطاليا (تركيا) رفع سقف المطالب بدعوة الرئيس الى الاستقالة. اما حكومة لبنان، اذا شكلت، فمن المؤكد انها لن تضم معارضين، وستكتفي بمشاركة رمزية لـ'مستقلين' موالين صراحة او محسوبين فعليا على سوريا، ولن يكون لهم دور او صوت وسط ضجيج 'اللون الواحد' الموالي رسميا لسوريا.
من المبكر، واقعيا، حتى لو بوشر 'الحوار'، اعتبار ان النظام السوري بدأ عمليا تجاوز الازمة. نعم، تستطيع فاعلية الاصدقاء الروس تخفيف الضغوط او تعطيلها على الجبهة الخارجية، لكنها لا تفيد شيئا على الجبهة الداخلية حيث تكمن الازمة فعلا. في المقابل، قد تكون دمشق استشعرت ان تأخيرها الحكومة اللبنانية لم يعد يحقق لها المصلحة التي توختها، بل لعلها بدأت تخسر، لذا اوعزت بتحريك مداولات التشكيل، ولاح 'حزب الله' و'التيار العوني' يتسابقان على التبرؤ من اسباب العرقلة والتأخير لالقاء اللوم على تدخلات وشروط خارجية، اي غير سورية، اي بالاحرى اميركية واوروبية.
لكن هواجس 'حزب الله' – وايران – بالنسبة الى المرحلة المقبلة وتحدياتها لا تزال حارة ومتوترة، ولن يطمئن الى حكومة لا يستطيع السيطرة عليها او لا تكون كاملة التواطؤ معه في مختلف تحركاته، باعتبارها حكومة الاكثرية الجديدة. غير ان الحزب يعرف ان هذه الاكثرية صنيعة سوريا، فالنواب الذين انقلبوا انما انقلبوا بأمر دمشقي. فأي تنازل سوري في التركيبة الحكومية استدراجا لتنازل غربي في الازمة السورية، لن يكون مريحا لـ'حزب الله'. في اي حال، لا شيء مؤكدا بأن مقايضة كهذه واردة، فالحسابات الدولية تغيرت، لكن النظام السوري قد يحاول، اذ ان خياراته الاخرى الدموية لا تنفك تعمق مأزقه.
في مسلسل التأخير الحكومي، المضجر والمقلق، في انتظار صفاء الذهن السوري، كان لا بد من ملء الفراغ بمسلسل إلهاء داخلي سخيف وممض هو الآخر. فمن دونكيشوتيات شربل نحاس، الى الحسابات غير الموفقة لزياد بارود، الى مسرحيات اغلاق المجلس النيابي وفتحه... كل ذلك وغيره مترافق بعبث مفزع بالقوانين وتطويعها لقذارات سياسية. فمن اوعز بالإلهاء فوجئ بمبالغات اللاعبين. هذا دليل عملي على ان حكومات الاضداد ليست مؤهلة لادارة اي بلد، ولو تحت مسمى 'التوافق'. مثال الحكومة العراقية واضح.
ـ 'الأخبار'
كتبة آل سعود: التكفيريّون الجدد
ابراهيم الأمين:
صار من الضروري أن تلاحق بعض الكتّاب على أكثر من موقع إعلامي لتعرف حقيقة ما يفكرون فيه. العاملون عند آل سعود، يخافون ـــــ ليس هناك تعبير أفضل أو أكثر واقعية ـــــ من التعبير عن آرائهم حيث يعملون. لا يسمح لهم بنشر آراء مخالفة لآراء رواد الحرية وحقوق الإنسان، وهم لا يحاولون أصلاً، ولو من خلال اللعب على حبال الكلام. ثم يكتبون ما يتناسب ومزاج صاحب المال. بعد ذلك، يذهبون إلى زواياهم الضيقة المحشورة بهم، ويطلقون العنان لأفكار وآراء، ولا ينسون أن يخرجوا من جيوبهم دفاتر صغيرة، فيعطون علامات حسن السلوك أو عدمه للآخرين، سواء من الأنصار أو المريدين أو الذين هم في جهة مقابلة. وفي ساعات المساء يشعرون بالملل. هكذا يقول الرواة عن هذه الحفنة التي تعاني وحدة قاتلة، وضائقة نفسية حوّلت أصحابها إلى مرضى يخشون مواجهة الجار، أو ناطور البناء وحتى الطبيب أيضاً.
وبعد ذلك، يكتشفون أن العالم الحديث صار له أسلوبه الجديد في التخاطب. فتراهم يتردّدون في الاقتراب من الآلة الجهنمية التي اسمها الحاسوب، وعندما يقول لهم مساعد هو ابن أو صديق أو عامل الصيانة إنهم صاروا موصولين بالعالم الافتراضي من خلال شبكة الإنترنت، يرتعدون ثم يعيدون ترتيب جلستهم. أحدهم أغلق أزرار قميصه في المرة الأولى. قال إن كل شيء سيكون مرئياً الآن. وخشية أن يتندّر عليهم أحد إن وضعوا صورة حقيقية، ولو هرمة، واسماً ضمن حساب خاص على مواقع التواصل الاجتماعي، يعمدون إلى التمويه، يضعون الأقنعة، ثم يباشرون الإدلاء بالآراء الفذّة.
خلال وقت قصير، يرتاحون، يشعرون أن في مقدورهم قول ما يريدون. يحطمون كبتهم بقول كل شيء، وخصوصاً ما لا يقدرون على كتابته أو البوح به في حضرة رب العمل. وعندما يهاجمهم البعض في مواقفهم، يحيلونه على الصفحات الإلكترونية: ألم تقرأ ما كتبته في الموقع الفلاني، أو على الصفحة الفلانية، أو في تلك المحادثة؟
ألا يحق لنا السؤال عن الأساس الأخلاقي لهذا الحشد من المنافقين الذين اجتمعوا في لحظة واحدة، بقدرة الخالق الديّوم، فتناسوا خلافاتهم وأحقادهم الدفينة، ووضعوا جانباً كل كلام السخرية والهزء، بعضهم ببعض، وقرروا خوض أم المعارك ضد شيطانهم الأكبر، ألا وهو المقاومة.
منذ عقدين حتى الآن تقريباً، لم يغيّر هؤلاء في مواقفهم. هم ضد المقاومة عندما انطلقت في مواجهة الاحتلال. هربوا من البلاد وظلوا على موقفهم، وأعلنوا رفضهم للمقاومة وهي تقاتل في جنوب لبنان وغزة. وظلوا ضدها عندما نجحت في تحرير لبنان وغزة، وعندما أنهكت الاحتلال في العراق أو في أفغانستان. وهم ضد الذين يدعمون المقاومة سراً أو في العلن، من دول وجهات وأفراد ومؤسسات تربوية أو إعلامية. وظلوا على موقفهم، وتنفّسوا الصعداء بعد 11 أيلول، ثم بعد غزو العراق وأفغانستان، ثم بعد مقتل الحريري، ثم جلسوا أمام الشاشات في صيف عام 2006 ينتظرون تجاوز إسرائيل نهر الليطاني، وعند كل انفجار كبير في الضاحية كانوا يريدون سماع نبأ مقتل فلان أو فلان... وابتهجوا عند اغتيال عماد مغنية، ولجأوا إلى عقلهم الخرافي في نسج الروايات والمؤامرات الداخلية، وهم يصلّون ليلاً ونهاراً ليصدّق دانيال فرانسين على اتهام دانيال بلمار لحزب الله وسوريا بقتل الحريري، وتحدثوا عن ارتفاع نسبة الأوكسيجين عندما قتل الألوف من أبناء فلسطين.
رفض هؤلاء المقاومة عندما كان اليسار حاضراً بقوة فيها. وقالوا إنهم مجموعة من المغامرين، يريدون الانتحار بعد فشل مشروعهم الداخلي. ثم صاروا ضد المقاومة الإسلامية لأنها ضد العلمانية. وواصلوا إدانة سوريا لأنها منعت كمال جنبلاط من السيطرة على كل لبنان وإطاحة النفوذ السياسي للمسيحيين. لكنهم أعجبوا أيّما إعجاب بأفكار نديم وسامي وبقية عائلة الجميّل.
هم أنفسهم الآن آمنوا على حين غرة، ودأبوا على قراءة ابن تيمية وأفكار الوهّابية. يرون في النظام السوري حكماً طائفياً يقوده علويّون مع مجموعة من صغار النفوس من بقيّة الطوائف.
اليوم، يتحدث هؤلاء عن الذي يجري في سوريا. أصلاً تأخروا جميعاً، جميعاً ومن دون استثناء، في الحديث عن الوضع هناك. لكنهم وجدوا أن ما يحصل يمكن أن يحقق الغاية المنشودة منذ زمن توقيع كامب ديفيد. دعوا إلى إصلاحات ليس في حدّها الأدنى ما هو موجود في بلاد من يعملون عنده، لكن لا بأس. يعملون يومياً على تغذية الصراعات الأهلية داخل سوريا، ويرون كل من يسقط في الشارع إنما سقط برصاص النظام. هم أصلاً يعتقدون أن من يعلن تأييده لبشار الأسد، من السوريين، إما هو مغلوب على أمره، وإما هو مجنَّد من الاستخبارات، أو في أحسن الأحوال مجنون بحاجة إلى مصح. لكنهم باتوا اليوم أكثر إعجاباً بالشيخ المعجزة يوسف القرضاوي، ونجليه بالفطرة: عدنان العرعور وأحمد صياصنة، ومن سيظهر قريباً على الشاشة من أمراء الوسط والشرق.
هم لا يهتمون بالتكفيريين إن حكموا سوريا. وهم يرفضون حتى مبدأ الإشارة إلى خطر هؤلاء. لا يكترثون لكل عمليات القتل في العراق، وهمّهم الوحيد هو: التخلص من العبء الأخلاقي والإنساني الذي له اسم واحد: المقاومة!
لا شيء من عبثكم سيصيب المقاومة بسوء...موتوا بغيظكم
ـ 'الأخبار'
إنجازات توافق &laqascii117o;التنمية والوفاء" وأد الخلافات
آمال خليل:
لا يكفي عام واحد لتقويم تجربة بلديات توافق حزب الله وحركة أمل في الجنوب. لكن الإنجاز الأبرز الذي سُجّل هو الهدوء النسبي بعد عاصفة تشكيلات اللوائح التي زعزعت عدداً من البلدات والعائلات.. فيما يُنتظر في الأعوام الخمس الباقية أن تصدق وعود لوائح &laqascii117o;التنمية والوفاء" التي أكّدت للناس حينها أن التوافق يدفع بعجلة الإنماء والانسجام البلدي نحو الأمام
تقترب بلدية طير حرفا (قضاء صور) من دائرة &laqascii117o;الحلّ"، إذ تقدّم ستة من أعضائها قبل أيام باستقالاتهم منها. الستة المستقيلون، رغم أن البعض يحسَبهم على حزب الله، استقالوا بسبب &laqascii117o;عدم التجانس بينهم وبين رئيس البلدية". وفيما يحكى حالياً عن محاولات جديدة تبذلها حركة أمل وحزب الله لحثّ الأعضاء الستة على الرجوع عن استقالاتهم، يرجّح البعض استقالة عضو سابع محسوب على أمل، ما قد يعني حلّ البلدية المؤلفة من 12 عضواً بعد فقدان نصابها القانوني.
الاضطرابات في طير حرفا استرعت انتباه الكثيرين بعد مرور عام على تجربة التوافق الأولى من نوعها في الجنوب. وهم يقدّمونها نموذجاً &laqascii117o;لمضارّ" التوافق، وللمصير الذي قد يؤول إليه في غيرها من القرى. فالبعض يحمّل احتكار حزب الله وأمل، وتسميتهم لرؤساء وأعضاء البلديات، مسؤولية الفشل الذي حصل في قرى أخرى مثل معركة (قضاء صور)، أو عدلون (قضاء الزهراني).
مرّ العام الأول إذاً بأقلّ الأضرار، فيما تكفل الزمن بتهدئة النفوس وإعادة الأواصر التي تزعزعت ضمن البلدة والعائلة والحزب الواحد. رغم أن تداعيات النزاعات بسبب خسارة البلدية أو الاستبعاد منها لا تزال تضرب في أنحاء مختلفة. بلدة الرمادية مثلا التي خسرت فيها لائحة التوافق أمام اللائحة المدعومة من العائلات وآل الخليل، لم تعد تشهد إلقاء قنابل صوتية أو تكسير أعمدة إنارة أو عراكاً بالأيدي بين الفريقين، بل تحولت أشكال العداوة على خلفية الفوز والخسارة الى رفع شكاوى وتوقيفات وقطع طرق ونكايات متبادلة. والكل يسأل: أين الحزب والحركة من إنقاذ البلدة ومجتمعها من براثن ما سبّبه التوافق من شرخ بين عائلاتها؟ السؤال ذاته يتكرر في بلدة البيسارية (قضاء الزهراني) التي حلّ مجلسها البلدي بعد أقل من ثلاثة أيام على انتخاب الرئيس ونائبه. الحلّ لم يلحق ببلديتها فحسب، بل بشعبة الحركة فيها التي نسفها الخلاف الداخلي بين عناصرها على تسمية أسماء دون أخرى والتمرّد على قرار قيادتهم برفض التشكيلة التي اختارتها.
لكن ماذا أنجزت البلديات التي نجت من النزاعات؟
إذا اطّلعنا على خانة الأنشطة والمشاريع في سجلات بلديات قضاء صور منذ بداية العام الجاري على سبيل المثال، نجد أنها فارغة في معظمها. وإذا ما وجدت فلا تعدو افتتاح قصور بلدية في الحلوسية ويانوح وزبقين بتمويل من الكتيبة الإيطالية، وتعبيد طريق في زبقين بتمويل إيطالي أيضاً، وتكريم طلاب متفوقين في الرمادية وإطلاق حملة تشجير في شحور وشيحين وحملات نظافة هنا وهناك. فماذا تعمل بلديات التوافق؟. من جهة، تعمل في تصريف أعمال البلديات السابقة ومتابعة تنفيذ المشاريع التي كانت قد دشنتها، مثل وضع تخطيط استراتيجي لقضاء صور وتشغيل معمل عين بعال لمعالجة النفايات ومحطة البقبوق لتكرير المياه المبتذلة وإنجاز مراحل مشروع الإرث الثقافي في مدينة صور. ومن جهة ثانية، يتجه كلّ من مكتب الشؤون البلدية في حركة أمل ومديرية العمل البلدي في حزب الله إلى البدء من الصفر: تحديد مفهوم العمل البلدي وتدريب عناصره. في هذا الإطار، يفرد الطرفان مساحة واسعة لتنظيم ورش تدريب متواصلة مشتركة ومنفصلة حول الإدارة البلدية والمالية والقوانين ووضع الخطط الاستراتيجية والمشاريع وتدريب الموظفين والشرطة. من هنا، يركّز مسؤول البلديات في حزب الله في منطقة صور فؤاد حنجول على &laqascii117o;حداثة تجربة البلديات في الجنوب التي لا تتعدى 12 عاماً، كانت قبلها ترزح تحت الاحتلال".
لكن &laqascii117o;الإخفاق" الأبرز الذي يحمله الكثيرون للتوافق وبلدياته هو عجزه حتى الآن عن معالجة أزمات أساسية تعانيها المنطقة: النفايات، شح المياه، الصرف الصحي والتعدي على المشاعات والشكوى من بطء التنمية. فماذا حقق بروتوكول التعاون المشترك بين الحزب والحركة بما تضمّنه من خطة عمل رعائية مشتركة، في ظل الاعتداد بفوائد اللون الواحد الذي لا يعكّر صفوه طرف مناوئ؟.
في الاجتماع الأخير الذي جمع رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله السيد هاشم صفي الدين مع بلديات الحزب الواقعة في منطقة جنوبي الليطاني، تلقى هؤلاء بعض اللوم على مسؤوليتهم (الجزئية) في عدم بت إيجاد مطمر للنفايات في منطقتي صور والنبطية تمهيداً لحل الأزمة المتفاقمة فيها، إلى جانب ما يلحق بهم من وزر إزاء تفاقم ظاهرة التعدي على الأملاك العامة والبحرية وسرقة المشاعات. بالنسبة إلى النفايات، يلفت حنجول إلى &laqascii117o;الثقافة الخاطئة لدى بعض الناس حول المطامر ومعالجة النفايات"، رغم المحاولات الحثيثة التي بذلها الحزب ونوابه لإقناعهم من دون جدوى. فضلاً عن غياب خطة متكاملة من الدولة لحل الأزمة في كل المناطق. أما المشاعات، &laqascii117o;فقد رفعنا الغطاء وطالبنا القوى الأمنية بتوقيف المتورطين وإزالة مخالفاتهم".
من جهة ثانية، يشير المعنيون في مكتب الشؤون البلدية في أمل إلى إطلاق العديد من المشاريع المشتركة بالتعاون مع مجلس الجنوب ووزارات الدولة لحلّ أزمة المياه، بتوسيع محطتي كفرا وصديقين وصيانة محطات توزيع الكهرباء في البلدات.
سياسياً، يؤكد النائب هاني قبيسي، الذي أدار مطبخ التوافق، أن الأخير &laqascii117o;أصعب بكثير من التنافس &laqascii117o;إذ في الحالة الثانية كلّ فريق يعدّ عدته الخاصة ويدرك مسبقاً فرص الخسارة والربح. أما التوافق، فإنه يفتح الباب على الحسابات التفصيلية بين أفراد التنظيم الواحد، فيرفض بعضهم التشكيلة التوافقية التي لا تنسجم مع طموحاتهم &laqascii117o;وما فيك ترضي الكلّ". لكن الظروف الحساسة والانقسام الذي كان يشهده لبنان قبل العام، دفع الحزب والحركة الى التوحد. وبعد عام، لمس الطرفان أن &laqascii117o;للتوافق ايجابيات بالمقارنة مع مرحلة التنافس نظراً الى أجواء التفاهم السائدة التي لا تخلو من تفاوت في الآراء أحياناً، مع طغيان جو الانسجام الذي يسمح للبلديات بالمزيد من الإنتاج".
قبيسي يقرّ في الوقت ذاته بفشل تجربة بعض البلديات رغم إمكاناتها الكبيرة، إما بسبب فريق العمل أو الاشخاص، أو لاختلاف في السياسة. لكن ما يغذي هذا الفشل هو الخبرة القليلة بالعمل البلدي لدى الناس. مع ذلك، لا يتخلّى قبيسي وتنظيمه عن البلديات التي تحتاج الى الدعم السياسي في التنمية.
رغبة العائلات!
لدى سؤال طرفَي التوافق في الجنوب عن سبب إنشاء مجالس بلدية غير متجانسة، كما هي الحال في طيرحرفا، يتنصّلان من مسؤوليتهما ويرميان بها في ملعب العائلات &laqascii117o;هي اصطفَت ممثليها إلى المجلس البلدي، الذي عكس رغبتها أيضاً، لا رغبة التوافق فقط". لكنّ الأمر مماثل في بلدة معركة، التي قدّم نائب رئيس بلديتها يوسف الحاج علي استقالته من منصبه قبل أسبوعين، إلا أن تنظيمه (أمل) &laqascii117o;وعده بتسوية الأمور وتحسين دور البلدية وخدماتها" فعاد عن قراره، علماً بأن عضوين آخرين كانا قد استقالا قبل أشهر للأسباب ذاتها، فيما يُتوقع تسجيل ثلاث استقالات جديدة في المجلس المؤلف من خمسة عشر عضواً. وفي بلدية عدلون يطغى الشلل على أعمال المجلس البلدي بسبب فقدان الانسجام بين أعضاء اللائحة التوافقية، ما يعكس خلافات دائمة داخل الجلسات إذا عُقدت.
ـ 'الأخبار'
حراك عسكري بريطاني ــ إيراني على أبواب باب المندب
يبدو اليمن اليوم في حالته غير المستقرة أرضية مغرية للاعبين دوليين يرون في الممر البحري المهم الذي يسيطر عليه، ممثلاً بمضيق باب المندب، وجهة متاحة لوضع قدم عليها، وما التحرك البريطاني ــ الإيراني الأخير في البحر الأحمر وخليج عدن سوى إشارة إلى ما يحدث
يبدو أن اليمن صار ملعباً مفتوحاً لأكثر من طرف دولي يود الاستفادة من حالة عدم الاستقرار التي يدور فيها منذ اندلاع ثورة الشباب اليمنية أوائل شباط الماضي. وتكرست هذه الحالة بنحو أكثر وضوحاً بعد حادثة الانفجار التي حصلت في المسجد التابع لدار الرئاسة الجمعة الماضية، واتضح أنها كانت محاولة اغتيال للرئيس علي عبد الله صالح. بناءً على ذلك، دخلت البلاد حالة جديدة، دفعت دولاً عديدة للتفكير عملياً في محاولة وضع قدم لها على خريطة اليمن، وخصوصاً على خليج عدن والبحر الأحمر، باعتبار أهميتهما كمنفذين حيويين يقعان تحت تهديدات سيطرة عناصر من تنظيم &laqascii117o;القاعدة" عليهما لتسهيل عمليات تسلل مقاتلين عبره إلى الضفة اليمنية. وكانت بريطانيا سباقة في اتخاذ خطوة باتجاه تدعيم وجودها في اليمن، من طريق إرسالها سفناً حربية رست قبالة خليج عدن. وفيما أكدت وزارة الدفاع البريطانية أن بعثة تقويم عسكرية بريطانية انتشرت بالقرب من اليمن، سارعت مصادر بحرية إلى نفي ما قيل عن أن سفينة الدعم البحري (فورت فيكتوريا) التي تضم 80 جندياً من مشاة البحرية الملكية، جاءت لإجلاء رعايا بريطانيين مقيمين في اليمن، وخصوصاً أن الخطوة أتت بعد أيام معدودة من خفض بريطانيا لبعثتها الدبلوماسية في اليمن.
كذلك فإن تحذير وزير الخارجية البريطاني، ويليام هيغ، من تداعيات عدم الاستقرار التي يشهدها اليمن على الأمن القومي لبريطانيا، وتأكيده ضرورة منعه &laqascii117o;من الدخول في زمرة الدول الإرهابية حماية لمصالحنا"، جعل من حجة إجلاء الرعايا تبدو واهية، وخصوصاً مع بقاء المجال الجوي في اليمن مفتوحاً بمطاريه في صنعاء وعدن، وبالتالي يكون استخدام الإجلاء الجوي هو الأقرب للتحقق عملياً.
من جهته، نفى المدير العام لخفر السواحل في قطاع خليج عدن، العقيد عبد الرحمن موسى، ما جاء في وسائل إعلام عن رسو سفن بريطانية خارج ميناء عدن للقيام بعملية إجلاء رعاياها، مؤكداً أن &laqascii117o;مثل هذه الحالات لن تمر حركتها إلا بعد التقاط الأجهزة التقنية والرادارية التي تعمل بالرصد الملاحي لحركة الملاحة الدولية في المياه الإقليمية اليمنية"، مشيراً إلى أنه إذا وجدت مثل هذه الحالات فإنها ستكون مرتبة فنياً وخاضعة للقنوات السيادية ومصرحاً لها وبمعرفة مبكرة لإجراء الترتيبات الأمنية والتقنية لتأمينها أسوة ببقية دول الجوار والعالم.
لكن جاء هذا النفي مخصصاً لجهة وجود سفن عادية مهمتها إجلاء رعايا، ولم ينف وجود سفن أخرى قدمت من إيران ترافقها غواصات إيرانية في مهمة استكشافية حول بوارج حربية لدول أخرى وعمق المياه الدولية، بحسب ما أوردته وكالة &laqascii117o;فارس" شبه الرسمية في إيران.
في هذا السياق، قال الخبير في شؤون العلاقات اليمنية البريطانية، أحمد الميتمي، إن الاهتمام البريطاني باليمن وبالجنوب خصوصاً قد ظهر جيداً على السطح منذ عام 2004، وتطور مع عقد مؤتمر المانحين في لندن لمدّ يد المساعدة للجمهورية اليمنية لعدم سقوطها في شبح الدول الفاشلة. وأكد الميتمي أن &laqascii117o;اهتمام بريطانيا يبدو أكثر وضوحاً من خلال دعمها لفكرة وضع قدمها مجدداً واستعادة تاريخها القديم في المنطقة".
كذلك لا يمكن القفز عن مسألة بقاء الأراضي البريطانية مفتوحة لإيواء معارضين جنوبيين منذ بداية الحراك الجنوبي ومدهم بدعم يمكنهم من التواصل مع قيادات الحراك الجنوبي في الداخل. ويمكن النظر إلى هذا الدعم عبر إمكان قبول بريطاني لفكرة فك الارتباط مع دولة الشمال، أو حتى الذهاب إلى الفدرالية مع حكم ذاتي تجري عبره إعادة ترتيب أوراق الجنوب بعيداً عن السلطة المركزية في صنعاء. أما بالنسبة إلى التحرك الإيراني بهذا الخصوص وإرسال بوارج بحرية عبرت خليج عدن واستقرت الآن في البحر الأحمر، فلا يمكن فصل هذا أيضاً عن الاهتمام الإيراني السابق بوضع موطئ قدم لها في هذه المنطقة البحرية الهامة من العالم. كذلك لا يمكن القفز عن تلك المعلومات التي ربطت بين التحرك السعودي في حرب الدولة اليمنية مع جماعة الحوثي عام 2009، بل جاءت بناءً على تصورات مسبقة عند جماعة الحوثي بمد خريطة الاشتباكات ناحية الجنوب باتجاه البحر الأحمر عبر منطقة ميدي الساحلية، وذلك عبر تخطيط مشترك مع إيران للسيطرة على هذه المساحة، وتركها تحت تصرف الإيرانيين كمعبر يُمَدّون من خلاله بالسلاح. وعلى الرغم من النفي الإيراني لهذه الأخبار في وقتها، لكن لا يمكن فصل هذا التحرك الجديد لبوارجها البحرية عن المعلومات السابقة.
من جهة ثانية، على صعيد إشكاليات الحدود اليمنية البرية المفتوحة على اتساع شاسع، قالت وزارة الداخلية السعودية أمس إن رجلاً لم تحدد جنسيته قتل اثنين من حرس الحدود السعودي وأصاب ثالثاً أثناء محاولته عبور حدودها إلى اليمن. ووقع تبادل إطلاق النار في منطقة نجران بعد منتصف الليل على الحدود المليئة بالثُّغَر مع اليمن، التي يستخدمها أحياناً مهربون ومهاجرون غير شرعيين ومتشددون إسلاميون. وتجدر الإشارة إلى أن منطقة الاشتباك الذي حدث هي منطقة الوديعة، وهي آخر أرض يمنية تنازلت الحكومة اليمنية عنها رسمياً في اتفاق وُقِّع عام 2005 ولقي انتقادات واسعة في حينه من المعارضة اليمنية التي عدّته تفريطاً جديداً بالسيادة اليمنية على أراضيها.
ـ 'الأخبار'
لينا زهر الدين: هذه قصتي مع &laqascii117o;الجزيرة"
ليال حداد:
غسان بن جدّو يتحدّث عن تقلّص هامش الحرية داخل &laqascii117o;الجزيرة" ويستقيل... لونا الشبل تشنّ هجوماً حاداً على الفضائية القطرية، متّهمةً إياها بـ&laqascii117o;خيانة الأمانة الصحافية"... وأخيراً لينا زهر الدين، تنشر كتاباً يفصّل تجربتها داخل قناة &laqascii117o;الرأي والرأي الآخر"، التي انتهت إلى استقالتها مع ثلاث زميلات لها قبل أكثر من عام. يبدو أن الهالة التي أحاطت طويلاً بالقناة الشهيرة لن تدوم طويلاً، بعد خروج أسرار البيت الداخلي إلى العلن.
تنفي لينا زهر الدين في حديثها لـ &laqascii117o;الأخبار" أن يكون كتابها &laqascii117o;&laqascii117o;الجزيرة".. ليست نهاية المشوار" (مكتبة &laqascii117o;بيسان")، &laqascii117o;تصفية حسابات مع القناة... بل هو سرد لتجربة شخصية ومهنية،
وانتقاد لتصرفات أشخاص محددين داخل التلفزيون". من هم هؤلاء الأشخاص؟ يأتي الجواب واضحاً في كتاب الإعلامية اللبنانية: مدير المحطة وضاح خنفر، ونائب رئيس التحرير وقتها أيمن جاب الله، ورئيسة قسم الماكياج والأزياء لويز أبو سنّة. ولا تُخفي زهر الدين &laqascii117o;أن الأوضاع العامة داخل المحطة تغيّرت مع وصول خنفر إلى إدارة القناة عام 2003". هكذا تستعيد في حديثها الكثير من الذكريات السيئة عن الأيام التي تلت هذا التغيير، وصولاً إلى استقالتها عام 2010 &laqascii117o;طيلة ثماني سنوات، كنا نتعرّض لانتقادات على تصرفاتنا، وطريقة كلامنا، وجلوسنا، وحتى حياتنا الشخصية" تقول، مؤكدةً أنّها باتت الآن تشبه العصفور الذي خرج من القفص بعد سجن طويل.
وإن كان السبب المعلن الذي تداولته وسائل الإعلام لاستقالة المذيعات الأربع، هو الاحتجاج على تدخّل الإدارة في طريقة لبسهنّ، فإن زهر الدين تعلن أن هذه الحجة لم تكن إلا القشة التي قصمت ظهر البعير &laqascii117o;وسبباً إضافياً لنشر كتابي بغية توضيح هذه المغالطة، والإضاءة على حقيقة ما كان يجري معنا داخل مكاتب الدوحة".
تبدأ لينا زهر الدين كتابها بسرد مراحل طفولتها ثم دراستها في المدرسة والجامعة، لتنتقل بعدها إلى سوق العمل وبداياتها في تلفزيون nbn، ثم انتقالها إلى قناة &laqascii117o;أبو ظبي" لتصل بعدها إلى عملها في &laqascii117o;الجزيرة"، التي انتقلت إليها عام 2002 &laqascii117o;دخلت هذه المحطة وأنا محمّلة بأحلام وطموحات كبيرة، لكن مع مرور الأيام تأكدت أن الصورة الخارجية لـ&laqascii117o;الجزيرة" لا تشبه حقيقتها... وأنه ليس كل ما يلمع ذهباً". وتختم كتابها بالثورات العربية، وتحديداً ثورة مصر &laqascii117o;وقتها شعرت بحنين معيّن إلى الشاشة، وتمنيت لو أنني على الهواء على شاشة &laqascii117o;الجزيرة" تقول لـ&laqascii117o;الأخبار"، إلا أنها تعود لتؤكد أنّ التغطية اللاحقة لباقي الثورات جعلتها تتنفّس الصعداء لأنها تركت القناة.
إذاً لا تتردّد زهر الدين في انتقاد أداء &laqascii117o;الجزيرة" في البحرين، وسوريا، وحتى ليبيا، واليمن &laqascii117o;هل يعقل ألا تتأكد محطة بحجم &laqascii117o;الجزيرة" من هوية شهود العيان أو من دقة الصور التي تردها؟" تسأل، وتؤكد أنّ هذه السياسة كانت ممنوعة أثناء عملها في الفضائية القطرية &laqascii117o;كانت كل صورة لا نتأكد من صحتها ممنوعة من الظهور على الشاشة"، إلا أن زهر الدين لا تستغرب هذا التحوّل المفاجئ في خط &laqascii117o;الجزيرة"، ففي النهاية &laqascii117o;المحطة هي لسان حال الدولة القطرية، ومخطئ من يقول إنها مستقلة. وفي لحظة معيّنة، وخصوصاً مع الاحتجاجات البحرينية، وجدت قطر نفسها مضطرة إلى تغيير سياستها بسبب عوامل مرتبطة بالأمن الخليجي، فاتخذت الخط الذي نشاهده حالياً على الشاشة".
وما هو رأيها في استقالة مدير مكتب بيروت غسان بن جدّو؟ &laqascii117o;الرجل شجاع جداً وأحيّيه على موقفه، لقد ترك شهرة ومالاً ونفوذاً كبيراً بسبب قناعاته الشخصية. توقّعت أن يحذو حذوه صحافيون لبنانيون وسوريون، لكن ذلك لم يحصل". وفي ظل كل الجدل الذي رافق استقالة الإعلامي التونسي، ترى زهر الدين أن مكتب بيروت لن يعود كما كان &laqascii117o;ما قبل غسان بن جدو لن يكون كما بعده". والتعبير عن تقديرها للخطوة التي قام بها الرجل، يقودها إلى التأكيد أنّها لو كانت لا تزال اليوم في المحطة، لكانت قد قامت بالخطوة نفسها من خلال تقديم استقالتها &laqascii117o;لأن سياسة المحطة الحالية لا تتناسب مع قناعاتي" تقول ابنة بلدة ميس الجبل الجنوبية.
اليوم تبدو لينا زهر الدين مرتاحة بعيداً عن &laqascii117o;الجزيرة" &laqascii117o;التي لن أتردّد في العودة إليها إذا رجعت إلى ما كانت عليه قبل سنوات، يوم كنّا نشعر بأننا عائلة واحدة (أي قبل وصول خنفر إلى الإدارة)". وها هي تتفرّغ لعائلتها، ولاهتماماتها الأخرى &laqascii117o;وأخيراً وجدت القليل من الوقت لي ولعائلتي". أما العودة إلى الإعلام، فمؤجّلة...
توقّع لينا زهر الدين كتابها &laqascii117o;&laqascii117o;الجزيرة"... ليست نهاية المشوار" في نقابة الصحافة (بيروت) في 12 تموز (يوليو) المقبل الساعة 18:00
استراتيجية جديدة : تستعدّ &laqascii117o;الجزيرة" لإطلاق استراتيجية جديدة مطلع الشهر المقبل، تتضمّن إعادة جدولة لشبكة أجور الموظفين... كما أن تغييرات ستطاول مكاتب الفضائية القطرية في عدد من الدول. وبعد استقالة مدير مكتب بيروت غسان بن جدّو، سُرِّبت أخبار عن أنّ القناة تتفاوض حالياً مع مراسل المحطة السابق في بيروت عباس ناصر لتسلّم المنصب، لكنّ مصادر من الدوحة تستبعد هذا الأمر بسبب الضجة الإعلامية التي أثارها ناصر بعد مغادرته المحطة، وهو ما أغضب الإدارة. كذلك فإن أخباراً أخرى تتحدّث عن إمكان انضمام ناصر إلى مكتب قناة &laqascii117o;سكاي نيوز عربية" في بيروت
ـ 'اللواء'
مسيحيّو سوريا ولبنان: وعي الأزمة ووعي البدائل
رضوان السيّد:
يمكن القول إن التأزم اللبناني والعربي، ليس تأزم واقع سياسي وحسب، بل هو أيضاً تأزّم وعي، وينال من كل الفئات، سواء التي تتحالف مع النظام السوري، أو التي تخاصمه، فعندما اجتمعت الزعامات المسيحية بالبطريركية، اهتمت بتغيير الطائف من أجل زيادة صلاحيات الرئيس، واهتمت بوظائف المسيحيين بالدولة(!)&bascii117ll; وقد فهم المراقبون من ذلك أن المسيحيين يعيشون في عالم يزداد ضيقاً، ولذا لم يهتموا إلا بأمور سطحية، في زمن ما عاد يحتمل الضيق أو المُزاح! ولست أريد الذهاب إلى ما ذهب إليه المراقبون، من أن هذا هو السبب لطرح هذه القضايا في الوقت غير الملائم، بل السبب القريب في نظري و تجنّب الحديث في مصائر النظام بسوريا، بحيث لا تدب الخلافات بينهم من جديد!&bascii117ll;
إن الواقع أن النُخب المسيحية في لبنان وسوريا، اختلفت في وعيها عن مسيحيي مصر، فرغم نصائح بابا الأقباط بالهدوء والسكينة وطاعة الرئيس مبارك، خرج شباب الأقباط بل شباب المسلمين إلى الشارع، وما يزالون فيه، رغم محاولات عدّة جهات لفرض الخوف والانتكاس عليهم بإحراق الكنائس، وبإشاعة النزاع بين المسلمين والمسيحيين في القرى والبلدات! أما النُخب المسيحية بسوريا - وقد تحدثت إلى عدد منهم - فما اعتبروا في البداية أنّ لهم علاقة&bascii117ll; ثم عندما استمرت الاحتجاجات وحدثت المواجهات الدموية، صدّق كثيرون منهم مزاعم إعلام النظام:
البلاد سائرة إلى حروب أهلية وانقسامات ومذابح ضد المسيحيين والأقليات الأخرى! وما عاد أحد منهم اليوم يصدّق كلام النظام أو بقاءه، لكنه لا يعتبر نفسه شريكاً في محاولة التغيير&bascii117ll; وما كان مطلوباً من المسيحيين اللبنانيين بالطبع الانتصار للانتفاضة السورية أو المشاركة فيها&bascii117ll; بيد أنه باستثناء أربعة أو خمسة من السياسيين والإعلاميين، فان النُخب المسيحية في لبنان اعتبرت نفسها جزءاً من التغيير العربي، وسواء أكانت من قوى 14 آذار أم 8 آذار&bascii117ll; وإذا كان مفهوماً أن يتحزّب أهل 8 آذار للنظام السوري، فإنه من غير المفهوم أن يخشى المسيحيون المستقلون أو المنتمون إلى 14 اذار، من حصول التغيير في سوريا، وسواء أكان ذلك بسبب طول تعوُّدنا جميعاً على سطوة النظام السوري بنا، أو لأن بعض المسيحيين يخشون من أصوليات الأكثرية، أكثر من انزعاجهم من استبداد الأنظمة الجمهورية الوراثية، وأكثر من انزعاجهم من سيطرة الحزبية الدينية ودويلة الحزب!&bascii117ll;
إنني لا أعتبر التردد المسيحي أو الإعراض المسيحي ببلاد الشام، عن المشاركة في حركة التغيير الطالعة، عائداً للخوف من النظام السوري أو من <حزب الله> أو للاطمئنان إليهما، بل إنه عائد لسبب أعمق هو عدم إحساس بعض النُخب بأن المسيحيين يمكن أن يكونوا جزءاً من حركة النهوض الثانية، كما كانوا طليعة في حركة النهوض العربية الأولى، وهذا إحساس أو وعي لا ينبغي النظر إليه باستخفاف، فهو حاضر بقوة لدى فئات عديدة من مسلمي الأكثرية فضلاً عن أقلياتهم، وهو وعي موروث من المرحلة الماضية الشديدة الهول والاستنزاف والتعجيز&bascii117ll;
ويحتاج الأمر إلى وقت قد يطول لكي ينتصر وعي النهوض على خيبات الانهزامية والتخاذل، ويكون علينا نحن المثقفين الخمسينيين والستينيين من المسيحيين والمسلمين، أن نوقظ في خلدنا الوعيين: وعي إمكان النهوض من الكبوة الطويلة، ووعي المصالحة مع النفس والآخر، وهما الوعيان اللذان يثبتهما اليوم شبابنا بأناشيدهم وبدمائهم وبنزعاتهم السلمية، وإصرارهم على الحرية والكرامة!&bascii117ll;
ـ 'الشرق الأوسط'
النظام أو البطة السورية
عبد الرحمن الراشد:
هل خطر ببال النظام السوري حينما كان في ذروة قوته، قبيل اغتيال رفيق الحريري، رئيس الوزراء اللبناني الراحل، أنه سيجد نفسه مطاردا دوليا ومحاصرا داخليا كما هو الآن؟ الحقيقة تكالبت عليه النوائب من كل حدب وصوب بما لا يخطر على بال أحد. سلسلة من اللطمات؛ لا ينتهي من واحدة حتى يصاب بأخرى، أعظمها هي أحدثها، حيث بات مصير النظام مهددا دوليا. فمجلس الأمن سيناقش شرعية النظام؛ يبدأ في صياغة قرار يشجب ممارساته ضد شعبه وعمليات القتل الضخمة ضد المحتجين المسالمين. وسبقتها لطمة مباشرة عندما أقرت المجموعة الأوروبية بعد تقرير من منظمة حقوق الإنسان الأوروبية جملة عقوبات ضده. وصاحبتها عقوبات أوروبية سُمي فيها الرئيس بشار الأسد بالاسم، ووضعت المجموعة اسمه على قائمة الممنوعين من السفر إليها وجمدت أرصدته. لطمة أخرى هذا الصيف حيث تبدأ المحكمة الدولية بإعلان التهم ضد قتلة الرئيس الحريري، المعركة التي أضنت حكومة دمشق وأنهكتها خلال السنوات الثلاث الماضية وهي تحاول منعها. كما بدأت المحكمة الجنائية الدولية في الاستماع للاتهامات الموجهة ضد النظام السوري، المحكمة التي يعرفها الناس باسم نجمها أوكامبو واشتهر بمطاردة الرؤساء مثل الرئيس السوداني عمر البشير، والزعيم الليبي معمر القذافي. أيضا، جاءت لطمة من جهة شبه منسية هي وكالة الطاقة الذرية التي سترفع تقريرها ضد النظام السوري بسبب مخالفات بناء مفاعل نووي قصفته إسرائيل.
لقد أصبح النظام السوري مثل البطة التي لا تتحرك في أي اتجاه إلا ويسهل صيدها.
فإن نجا النظام من عقوبات مجلس الأمن على جريمة قتل الشعب السوري، وذلك بفضل الفيتو الروسي المتوقع، فقد لا ينجو من تقرير محكمة اغتيال الحريري الدولية، ولو أنقذه طول المرافعات وبطء معاملات المحكمة، فإن تقرير أوكامبو في جرائم الإبادة سيكون جاهزا. وإذا أفلح في الإفلات من هذه أيضا، فعليه أن يواجه عقوبات في المسألة النووية، وإذا أفلت منها جميعا فعليه مواجهة تنامي الثورة السورية من الداخل التي فشلت محاولاته في قمعها، والتضليل ضدها باسم المسلحين والسلفيين، حتى إنها أصبحت أكبر الثورات العربية في التاريخ المعاصر، تضم عشرات المدن ولأكثر من ثلاثة أشهر. أين هم أصدقاء النظام؟ ثبت أن استنجاده بحزب الله وإيران وجماعة أحمد جبريل زادت كراهية الناس له وغضبهم منه. كما أن النظام الإيراني عليل مثله ولا يستطيع التمادي في إنقاذه سوى بالمزيد من السلاح. وحزب الله، مثل إيران، لا تفيد تبرعاته لأنه يواجه شعبا من 25 مليون نسمة. حزب الله الذي عاش على البروباغندا السياسية منذ عشر سنوات، لا يستطيع أن يفاخر ويجاهر بمواجهته للسوريين إلا بتسيير بضع مظاهرات في الضاحية الجنوبية من بيروت تخجل المواطن الشيعي أن يراها ضد جيرانه.
النظام السوري لا يدري بعد أنه عليل بمرض كالسرطان ينتشر رغم كل محاولات التصدي العنيفة، بالاستنجاد بالأمن ولغة الإعلام القديمة. عليه التصالح مع شعبه.. هذا هو الترياق الأخير.
ـ 'المستقبل'
الأباطيل التي ساندت إسقاط حكومة الحريري.. سقطت أيضاً!
فادي شامية:
في 18/1/2011 وفيما كان وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو يصل إلى بيروت، منضماً إلى رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، لبحث الأزمة الناشئة عن إسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، نفّذ 'حزب الله' انتشاراً ميليشوياً غير مسلح، في التقاطعات الرئيسة لبيروت، كرسالة تحذير، وتنفيذاً لتهديدات كان قد أطلقها من أن 'مرحلة صدور القرار الاتهامي (المتعلق باغتيال الرئيس الحريري وباقي الشهداء) ليست كما بعده'.
غبار الأباطيل
في الواقع؛ فقد أدت هذه 'الرسالة' فيما بعد إلى تغيير الغالبية النيابية، بعدما قرأها وليد جنبلاط جيداً، فانحاز -وشطرٌ من كتلته النيابية- إلى 'خيار المقاومة وسوريا'، وسمى الرئيس نجيب ميقاتي لرئاسة الحكومة. وما هي إلا أيام حتى قال العماد ميشال عون للرئيس الحريري: One Way Ticket (روحة بلا رجعة) فيما روّجت أوساط 'حزب الله' بأن 'لعبة الحريري انتهت': Game Over، وأن 'حلفاء الحريري تخلوا عنه'، وأنه أغضب السعودية بعدما أفشل مساعي ما عُرف بـ 'السين-السين' مستعيناً بالأميركيين، وأن وصول ميقاتي أتى بغطاء قطري-تركي- فرنسي وعدم ممانعة سعودية، بعد أن 'غضب الملك السعودي من سعد الحريري، الذي لم يحترم كلمته خلافاً لما كان يفعل والده'، وقد رُوّج لهذه الدعاية كثيراً وزيد عليها، حتى أن إحدى الصحف نشرت ما أسمته معلومات عن توجه النائب بهية الحريري إلى السعوديّة كي 'تتوسّط لمصلحة سعد الحريري... لكن الوساطة فشلت، وتبلّغ الحريري أنه لن تدوس قدماه المملكة بعد الآن... (وأن) مشكلة الملك مع الحريري تتعلّق بالعلاقة مع سوريا، (و)على الحريري أن يُعيد تعبيد الطريق مع دمشق'.!! (جريدة الأخبار نقلاً عن مصادر مطلعة في 23/2/2011)!.
وازداد المشهد إثارة بجوقة من المحللين 'الإستراتيجيين' الذين تناوبت محطات فريق الثامن من آذار على استضافتهم، حيث أكدوا أن سقوط حكومة الحريري يتعدى 'أداءه السيئ'، وأنه جزء من تغيير المشهد في منطقة الشرق الأوسط، بعد قيام تحالف استراتيجي إيراني- تركي يشمل أيضاً العراق ولبنان وفلسطين وقطر!
انقشاع الرؤية
لفترة من الزمن صدّق كثير من اللبنانيين هذه الدعاية، وربما وقع بعض السياسيين غير المطلعين ضحيتها أيضاً، لكن ما رُوج له لم يكن إلا غباراً سرعان ما زال، فانقشعت الرؤية عن حقائق، ليست مختلفة وحسب، وإنما معاكسة تماماً. كان ذلك قبل أن يتبدل المشهد الإقليمي بوصول عدوى الثورات العربية إلى سوريا، وإن كان 'الابتلاء' الذي أصيب به الفريق الذي أتى بميقاتي إلى رئاسة الحكومة قد ازداد بسبب ما يجري في سوريا.
في الواقع؛ فإنه في الوقت الذي كانت فيه الأباطيل المساندة لإسقاط حكومة الحريري واستبداله بميقاتي في رئاسة الحكومة على أشدها، كان الغضب السعودي-القطري-التركي-الفرنسي على أشده. بدأ مرجل الغضب في الغليان عندما غادر الوفد التركي والقطري بيروت سريعاً غداة ظهور 'ذوي القمصان السود'، إذ اعتبرت كل من تركيا وقطر أن ما جرى رسالة 'قلة احترام' موجهة إلى كل منهما، وتالياً فقد حمّلت كل من قطر وتركيا فريق الثامن من آذار، ومن خلفه سوريا، مسؤولية إسقاط اتفاق الدوحة. أما المملكة العربية السعودية فقد اعتبرت كما بدا لاحقاً- أن إسقاط الحريري يستهدفها كما يستهدفه، وقد بَنَت ردود أفعالها على هذا الأساس، فيما كانت خيبة الأمل هي المسيطرة في قصر الإليزيه، بعد كل ما قدّمته فرنسا للنظام السوري من دعم وإعادة تعويمٍ دولي.
هذه الحقائق التي غطى عليها غبار الأباطيل لفترة ما لبثت أن ظهرت على التوالي:
أولاً: ما يتعلق بالسعودية
أبلغت المملكة النائب وليد جنبلاط قراراً حاسماً بقطع علاقتها معه عبر الأمير مقرن بن عبد العزيز. هذه الحقيقة رواها جنبلاط نفسه في مقابلته بتاريخ 24/2/2011 على قناة LBC. قال جنبلاط: 'أتفهم ظروفه (الملك)، وربما حصل تشويش عليّ هناك، وكنت بلّغت الأمير مقرن بن عبد العزيز عندما كانوا في نيويورك بالخطوة التي سأقوم بها في ما يتعلق بالتصويت لنجيب ميقاتي، وقلت له أن يبلغ الملك، وقال لي إنه سيبلغ خادم الحرمين، وجاءني الجواب لاحقاً بأن العلاقة انقطعت... أنا عندما احتجت لدعم المملكة دعمتني، وكانت داعمة لبعض المشاريع الكبرى تاريخياً، وأتمنى أن لا ينظر الملك عبد الله إلى أن العلاقة مقطوعة مع وليد جنبلاط فقط، وأن تبقى المساعدات لهذا الجبل'!.
وبالتوازي مع قطع العلاقة مع جنبلاط أُبلغ الوزير محمد الصفدي باستياء المملكة البالغ منه بسبب تسميته حليفه الرئيس ميقاتي بدلاً من الحريري، ما اضطر الصفدي إلى إصدار بيان نفى فيه أن يكون قد تحدث أمام الإعلام عن قطع علاقة السعودية به 'وأن علاقته بالمملكة العربية السعودية علاقة طبيعية مبنية على الثقة والاحترام والتعاون' (19/3/2011).
على أي حال؛ فإن من المفارقات أن يكون إعلام فريق الثامن من آذار مهتماً هذه الأيام بعودة الحريري إلى بيروت، بعد إقامته الطويلة في السعودية، وأن يروّج إلى أنه قد 'فاز بالرضا السعودي ومُنحت شركته؛ سعودي أوجيه، مشروع بناء قطار في منطقة مكّة، وهي صفقة بقيمة 30 مليار ريال سعودي، أي ما يقارب 8 مليارات دولار أميركي'! (جريدة الأخبار 4/6/2011.
ثانياً: ما يتعلق بقطر
حمّل أمير قطر سوريا و'حزب الله' مسؤولية إسقاط اتفاق الدوحة، الذي تعب القطريون كثيراً للوصول إليه، ما دفع حمد بن جاسم آل ثاني للاتصال بالرئيس ميقاتي ناصحاً إياه بعدم الترشح لرئاسة الحكومة، لكن ميقاتي لم يستجب. هذه الحقيقة كشف عنها ميقاتي نفسه في حديث صحفي لـ 'إيلاف' في 31/5/2011. وفي معلومات إضافية أن رئيس وزراء قطر حمد بن جاسم عاد واتصل بالرئيس نجيب ميقاتي وطلب منه الاعتذار بعد تكليفه، لكنه لم يستجب أيضاً.
الأجواء القطرية هذه لمسها النائب وليد جنبلاط أثناء زيارته قطر نهاية أيار الماضي، حيث سمع من القطريين كلاماً قاسياً بحقه وبحق من أسهم معه في تغيير الغالبية النيابية وإسقاط اتفاق الدوحة، وقد شمل هذا 'العتاب' سوريا أيضاً، الأمر الذي دفع جنبلاط إلى تقليص مدة زيارته إلى يوم واحد، والتصريح للصحف بأنه عاد من قطر أكثر تشاؤماً (4/6/2011)!.
ولعل اللافت جداً في ملف علاقة فريق الثامن من آذار بقطر أنه انقلب كالسحر إلى الخصام الشديد، بعد فترة طويلة من التغني والمديح، حتى أن صحيفة السفير نشرت مقالاً مطولاً عن أمير قطر، نقلاً عن أوساط 'حزب الله'، وصلت فيه إلى حد تخوين الأمير، وأنه 'سعى لكشف موقع السيد حسن نصر الله' غداة طلب الاجتماع به، بهدف المساعدة 'على تحديد مكان وجوده عبر الأقمار الصناعية'، وأن الأمير القطري يعمل مع الأميركيين على الترويج للفتنة، وأنه انقلب على والده لحكم الإمارة...(السفير 5/5/2011)!.
ثالثاً: ما يتعلق بفرنسا
اعتبر الفرنسيون أن الرئيس السوري بشار الأسد خدعهم، بعدما مدوا له يد العون، وأن إسقاط اتفاق الدوحة كان آخر ما يتوقعونه منه. هذه الحقيقة سمعها النائب وليد جنبلاط أثناء زيارته فرنسا في وقت سابق من الشهر الماضي، مستشكفاً الوضع، ومتوسطاً لتخفيف الضغوط على سوريا، على خلفية موقف فرنسا من الاحتجاجات السورية الداخلية، لكن جنبلاط سمع كلاماً غير مطمئن، نقله عبر الوزير غازي العريضي إلى القيادة السورية، فيما اكتفى هو من بيروت بـ 'مناشدة الرئيس الأسد تحقيق الإصلاحات التي وعد بها'.
رابعاً: ما يتعلق بتركيا
لمس وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو أثناء وجوده في بيروت في 18/1/2011 بنفسه كيف تجري الأمور في لبنان، ومن يعرقل الحلول فيه، ما انعكس موقفاً رافضاً- وإن بقي غير معلن- لإسقاط حكومة الحريري وتكليف الرئيس ميقاتي تشكيل الحكومة، وتحميل سوريا و'حزب الله' مسؤولية المأزق الذي أُدخل فيه لبنان والمنطقة، ثم جاءت الاحتجاجات في سوريا لتزيد من حدة الموقف التركي تجاه الرئيس بشار الأسد، بعدما شعر التركي أن المشكلة صارت على حدوده. وفي المعلومات أن النائب وليد جنبلاط كما حاول مع فرنسا وقطر- فإنه يزمع القيام بزيارة إلى تركيا، لاستكشاف الأوضاع من هناك، وللوقوف على الموقف التركي من الملفين اللبناني والسوري، ليبنى على الشيء مقتضاه... وهو مقتضى بدأ يظهر في مواقف وتحركات جنبلاط الأخيرة على كل حال.
اللافت هنا أنه في الوقت الذي كان يحدثنا فيه 'الخبير الإستراتيجي' أنيس الصايغ وغيره أن حلفاً سورياً- تركياً- إيرانياً- لبنانياً قد تشكّل وأن وجه المنطقة قد تغير، إذا بـ'المحلل الإستراتيجي' ميشال سماحة يطل عبر 'المنار' ليهاجم 'الأخوان المسلمين' و'قلة تهذيب أردوغان' و'تآمر قطر' (3/5/2011)، وإذا بصحيفة 'الوطن' السورية تتهم أردوغان بممارسة 'الوعظ الإصلاحي المتشاوف' (12/5/2011).
لقد بات واضحاً أن فريق الثامن من آذار قد أطلق 'بروباغندا' كبيرة لتغطية 'انقلابه'، لكن يبدو أنه وقع هو نفسه ضحيتها، فتعاملت مكوناته بروحية 'اقتسام الضحية'، قبل أن تتفاجأ بأن المشهد الإقليمي قد تبدّل، وأن ثلج كانون قد ذاب وبان المرج مليئاً بحقائق مختلفة، فتعثر التشكيل، ودخل البلد حالة الانتظار القاتلة.