قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 13/6/2011

ـ 'الأخبار'
ألّف أو اعتذر
فداء عيتاني:

على الرئيس نجيب ميقاتي إما تأليف حكومته أو الاعتذار، لكن في كلتا الحالتين عليه أن يعلم ـــــ وهو يعلم ـــــ أن سعد الحريري يشحذ سكاكينه وسواطيره منذ خمسة أشهر بانتظار أن يهن ميقاتي أو يتعثر. ومنذ 25 كانون الثاني، تاريخ تكليف ميقاتي في قصر بعبدا، الى اليوم استُنفد كل شيء، المماطلة، الفكرة السخيفة في محاولة إقناع صاحب عبارة &laqascii117o;لشو؟" بالمشاركة في الحكومة، واستدراج بعض الشخصيات المقربة من تيار المستقبل للمشاركة، ومفاوضة الأقلية النيابية المسيحية للدخول في التشكيلة الحكومية، والتفاوض مع ميشال عون عكس كل التيار الوطني، وقضاء ساعات طويلة مع جبران باسيل لاكتشاف من يجب أن يبدأ بإعلان النوايا، جبران أم ميقاتي؟في هذه الأشهر أيضاً أنتج السياسيون، ونقل عنهم الإعلام، واستهلك المواطنون كل النظريات: العثرات الداخلية، والممانعة السورية، وانتظار المحكمة الدولية، والتهديدات الأميركية، والرغبة المبطّنة السعودية، ورفض حزب الله، ومؤامرة رئيس الجمهورية، ومخاوف نجيب وهواجسه، ومفاوضات طه ميقاتي.
تقريباً وصلنا الى الحد الذي نفد فيه من السياسيين كل خيالهم، وهو أصلاً ليس بشديد الخصوبة، وحين تزور نجيب ميقاتي فهو يقابلك بوجه البريء، وقد لا يخبرك بالكثير، لكنه حتماً سيسألك &laqascii117o;ما رأيك؟"، كأنّ الأمور تستقيم عند رأي من لا يملك ولا يحكم، ولا يطاع.
وبعد استنفاد كل الأعذار وكل الوقت وكل الحلول الممكنة، وسقوط أفكار كحكومة التكنوقراط والتشكيلات نصف السياسية، ومحاولة حصد تأييد سنّي على حساب معاندة ميشال عون والتبرم من حزب الله، ومراكمة رصيد في الشارع لن يلبث أن ينقلب على ميقاتي حالما يعطى سعد الحريري الإشارة الخارجية بالانقلاب على تركيبة الأكثرية الجديدة، وبعد استقبال الوفود من الأمم المتحدة ومن السفارة الفرنسية، التي باتت تعطينا عن لسان سفيرها تعليمات وتعاليم في السياسة المحلية، وبعد استقبال فيلتمان وتشريع منزل فردان ومكتبه أمام السفيرة الأميركية، وسماع التهديدات المبطّنة، لم يعد من شيء اليوم يقف بين ميقاتي والتأليف الحكومي.
بقي أمام ميقاتي ساعات لإعلان تشكيلته الحكومية، فهو يخسر من رصيده في كل يوم يمر، وكل ساعة تمر يشتد فيها ساعد من يحفر له الحفرة، ويكبر نطاق الأضرار التي يخلّفها رجل الدولة فؤاد السنيورة وتلاميذه في وزارة المالية، وتفرغ المزيد من مخازن المعلومات في الوزارات، وتهيّئ حكومة الظل من مستشاري ascii85NDP نفسها لمرحلة الحرب المضادة الصامتة في الإدارات الحكومية.
لم يعد أمام ميقاتي إلا التأليف، فإن كان الأمر يتعلق بالتهديدات الأميركية، فهو قبل تأليف الحكومة بعدما سمّاه حزب الله وميشال عون ونبيه بري وحلفاؤهم، أي من يقف على الطرف النقيض للرضى الأميركي والمصالح الأميركية في لبنان. وإن كان الأميركيون سيخربون القطاع المصرفي، فهو خيار قائم لدى الولايات المتحدة في كل حين، بحكومة ميقاتي أو حكومة كرامي، وربما سيعين ذلك إدارة جدية على إعادة تأسيس اقتصاد محلي أوسع قاعدة.
وإن كانت العقد خارجية ويخشى ميقاتي مواجهتها، كأن يكون مصراً على عدم إزعاج المملكة العربية السعودية، فكان عليه من اللحظة الأولى عدم قبول التكليف، أو الاعتذار عنه اليوم.
أما إن كانت العقد محلية، فقد ذلّل ما كان مستعصياً منها، من العلاقة الصعبة مع ميشال عون ومطالبه التي انتهت الى حجم مقبول، وصولاً الى تفاهم أولي على الوزارات.
ما بقي من مشكلات، كحقيبة طلال أرسلان وتوزير فيصل كرامي، فميقاتي يعلم أنّ حلّهما يتوقف عليه دون سواه، إذ لن تحجب عنه الثقة لحجبه حقيبة أساسية عن ارسلان، أو رفضه توزير فيصل كرامي، وإن كان غير قادر على مواجهة عقد بهذا الحجم، فالأفضل ألا يكون رئيساً لحكومة ستواجه المحكمة الدولية، وقد تصل الى حد تنظيم انتخابات نيابية إن أذن الله بتأليفها وأطال بعمرها ما يكفي.
لو وقف الأمر عند المعارضة السنية، فربما من الضروري سماع رأي الرئيس سليم الحص بمن يرشح لموقع يمثل أبناء هذه الطائفة، ويحمل من الصدقية والفاعلية ما يمكّنه من شغل هذا الموقع السياسي.
كما من المفيد دائماً تذكير الميقاتي بما ينتظره وينتظر البلاد إذا تعثر: انظر خلفك وأمامك دولة الرئيس، إنه سعد يقف عند المفترق.


ـ 'المستقبل'

المستقبل اليوم:

هكذا إذاً، ورث النائب ميشال عون لقب المقاوم الأول عن شبيه له احتكر هذه المكرمة لسنوات طويلة.
جنرال سوق الغرب والملالة والطريق بين بعبدا والسفارة الفرنسية، تبين اليوم أنه كان مقاوماً منذ نعومة أظفاره، وأن ما أصاب إسرائيل في جنوب لبنان ودفعها الى الهرب (حرفياً) إنما كان نتيجة لبطولته في المصارعة وليّ الأذرع. وأنه بعد أن حقق ذلك الإنجاز، قرر أن يقفز خطوة إضافية باتجاه الولايات المتحدة مباشرة.
والجنرال، هذا الجنرال، على هامش ذلك، كان تكفّل عن سابق إصرار وتصميم ووعي، في ليّ ذراع الدولة اللبنانية ومؤسساتها الأمنية والعسكرية وتكسير الدنيا في حربين متتاليتين لم توصلاه الى كرسي بعبدا، بل جلّ ما أدتا اليه هو الخراب والمزيد من الخراب.
يكبّر الكلام في كل اتجاه، وعلى عادته المخلص لها، يقرأ الدنيا بالمقلوب، وبدلاً من الاقتراب شيئاً فشيئاً من منطق الأمور وبديهياتها ووضع سلامة لبنان وأمن بنيه وضرورة بناء دولته في المقام الأول، يذهب في الاتجاه المعاكس، بل هو كمن يلعب في ملعب أكبر منه بكثير، مع العلم أن 'ويكيليكس' قبل أيام كشفت عن شخص آخر مختلف تماماً رغم أن اسمه ميشال عون.
أي واحد نصدّق؟ الجنرال المقاوم في مليتا، أم الجنرال المبدع في اقتراحاته للأميركيين عن كيفية التصدي لـ'حزب الله' وسلاحه في 'ويكيليكس'؟.. أم قبل ذلك جنرال القرار 1959 في الكونغرس الأميركي؟


ـ 'النهار'
الاعتبارات الداخلية للدول تحفز ردود فعل قوية على احداث سوريا
روزانا بومنصف:

نقلت صحيفة 'النهار' عن مصادر مطلعة ان 'ردود الفعل الاكثر قوة ازاء التطورات الدموية في سوريا تحفزها اعتبارات داخلية في العواصم التي تعتمد ردود الفعل هذه اكثر منها الوضع السوري حتى في ظل الاوضاع الانسانية الصعبة'. ولفتت الى ان 'المسؤولين الاتراك وفي مقدمم رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان صعد في الايام الاخيرة لهجته التي طاولت القيادة السورية تحت وطأة الانتخابات التي جرت امس، في حين ان المؤشر لطبيعة الموقف التركي الصحيح سيكون متاحا في الايام المقبلة بعد معطيات عن زيارة يقوم بها وزير الخارجية التركي داود اوغلو لدمشق'. واوضحت ان 'الوضع نفسه ينسحب على الدول الاوروبية التي تعتمد موقفا متقدما في قيادة مشروع قرار في مجلس الامن يطالب بادانة النظام السوري'. ولفتت الى ان 'هذه الدول وفي مقدمها فرنسا تتحرك تحت وطأة ضغوط اعلامية وسياسية تضطرها الى اعتماد مواقف ترد فيها على الاتهامات لها باعتماد المعايير المزدوجة في التعامل مع الثورات العربية، اذ فيما تحرك الغرب بالقوة العسكرية لردع العقيد الليبي معمر القذافي الذي هدد بالقيام بعمليات عسكرية ضد شعبه كما اتخذت مواقف سريعة مؤيدة للمنتفضين على النظام في كل من تونس ومصر، فان هذه الدول لم تتحرك بالنسبة الى الرأي العام الغربي لردع أعمال تحصل في سوريا وتطاول المعترضين السوريين'، علما ان 'معايير احترام حقوق الشعوب في الحرية والديموقراطية تنطبق على الجميع'.
واضافت انه 'ينطبق الوضع على الاميركيين من حيث الضغوط الاعلامية والسياسية على الادارة الاميركية من اجل مواقف متقدمة من النظام السوري'. لكن الامر مختلف، وفق ما تقول هذه المصادر، ووجود 'اعتبارات خاصة قوية وراء حدة المواقف لا يلغي ان الوضع في سوريا خطير جدا ويستدعي ما قيل حتى الآن'. ورأت ان 'المواقف الاوروبية تتقدم خطوة بسيطة على الموقف الاميركي، وهذا امر مدروس يهدف الى ابقاء كل الاحتمالات مفتوحة'.


ـ 'النهار'
51 - مبارك 'فاسد' سلطوياً وليس مالياً !
سركيس نعوم:

عن سوريا ولبنان قال المسؤول المخضرم والخبير في الشرق الأدنى نفسه داخل 'الادارة' الاميركية المهمة اياها: 'لم تكن عند الرئيس بشار الاسد الخبرة الكافية عندما تسلم السلطة قبل اكثر من عشر سنين. كان في امكانه عدم التمديد للرئيس اميل لحود، وتزكية انتخاب رئيس جديد موال له، وترطيب علاقاته مع الرئيس الراحل رفيق الحريري. وهكذا كان تجنب ما حصل في لبنان عام 2005. على كل حال يبدو ان الاسد ممسك بالسلطة وحده في بلاده. ولا أحد ينازعه عليها'.
ثم تناول الحديث البطريرك الماروني الجديد في لبنان، الذي يعرفه المسؤول المذكور جيداً. وتحدثنا عن حسناته وسيئاته وسياساته السابقة لانتخابه بطريركاً التي يمكن وصفها بالمتنوعة. تحدثنا ايضاً عن العماد ميشال عون والدكتور سمير جعجع وعن المسيحيين عموماً وكان للمسؤول نفسه تقويم موضوعي وعلمي لعدد من الشخصيات لن اخوض في تفاصيله. مرَّ الحديث كذلك على وليد بك جنبلاط 'القبضاي' الذي يعرف اتجاه الريح والذي يتخذ القرار الصعب الذي لا يحبه عندما تحتم عليه ذلك مصلحة طائفته او مصلحته.
أما الرئيس سليمان فلا يبدو ان ثقة المسؤول اياه به كبيرة اذ قال' حضرت اجتماعاً له مع وزير الخارجية قبل مدة طويلة وكان ذلك أسوأ اجتماع حضرته في حياتي. لو كان السيد حسن نصر الله مشاركاً في الاجتماع لكان ربما حكى احسن منه او على نحو مختلف قليلاً. لا تنسَ ان السوريين اختاروه لقيادة الجيش'. قلت: انت تعرف انه تحت ضغط دائم من سوريا و'حزب الله' لأنهما ربما يعرفان انه لا يحبهما فعلا او ربما لأنهما يشكّان في ذلك. لذلك كله قرر ان يمشي مع الاقوى او مع الذي يربح. علّق: 'يعني يمشي مع الماشي كما تقولون في بلادكم. على كل سمعت انه يفكر في التجديد او التمديد، وتساءلت: لماذا يفكر في ذلك؟ لم يعد في رئاسة الجمهورية شيء ولا في غيرها غير الفساد (Corrascii117ption)'.
تحدثنا بعد ذلك عن البحرين والسعودية، في ضوء ارسال الاخيرة قواتها الى الأولى لمساعدتها على مواجهة الانتفاضة الاصلاحية للغالبية الشيعية فيها، وتساءلنا اذا كان ذلك سيقمع الشيعة أم سيحضهم على التحرك في كل المنطقة. فأكد انهم 'سيتحركون'. ثم سألت: ماذا عن العراق؟ فأجاب: 'فيه قليل من الاستقرار. لكنه انتقالي مثل كل شيء في هذه البلاد. ما دام هناك مئة الف جندي اميركي في العراق فإن أحداً لا يعرف ماذا سيكون عليه الوضع بعد خروجهم منه. نوري المالكي يحب السلطة وغير ودي تجاه ايران. عنده رُهاب الاجانب (Xenophobie). أياد علّاوي جيد لكنه لا يجيد ممارسة السياسة ورئاسة الحكومة'. ماذا عن ايران؟ سألت. أو هل هناك شيء ما داخل' الحرس الثوري' فيها؟ اجاب: 'داخله خلافات محدودة. لكن المرشد والولي الفقيه خامنئي على اتصال بالحرس، ويجعلهم يعرفون ماذا يريد، وما هو موقفه وخصوصاً من الخلافات التي تعصف احياناً بالعلاقات بينه وبين الرئيس احمدي نجاد ومجلس الشورى أي البرلمان. على كل يشكو الايرانيون اي النظام الايراني من قمع الانظمة العربية للمتظاهرين والمطالبين بالاصلاح والحرية. هل سألهم أحد ماذا فعلوا هم مع 'متظاهريهم' الذين فاق عددهم المليون في كل تظاهرة؟ ولماذا قمعوهم ما داموا متمسكين بالحرية وبرغبات الشعوب'؟
'علّقت: انت محق في ذلك. لكن هناك حقيقة مبنية على المعلومات وهي تفيد ان النظام الايراني لا يزال قوياً شعبياً خلافاً للانظمة العربية وخصوصاً التي انهارت. لم يعلق على ذلك بل انتقل الى الحديث عن مصر قال: 'عندي مخاوف على مصر. المشير حسين طنطاوي رئيس المجلس العسكري الانتقالي الحاكم تقليدي ومحافظ ولا يحب التغيير ولا يعرف ادارة التغيير او بالاحرى قيادته. والذين الآن في السجون من مسؤولي النظام السابق والمتعاملين معه ليسوا كلهم فاسدين.


ـ 'النهار'

المفتي يدعو 'العقلاء' إلى التغيير
نايلة تويني:

كانت لافتة دعوة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني الجمعة الفائت الشعب الصابر الى الخروج والمطالبة بالتغيير، مع تأكيده المسبق والاكيد التمسك باتفاق الطائف مدخلا الى بقاء لبنان بصيغته الفريدة. الاخطر في خطبة المفتي كان الدعوة الى المطالبة بالتغيير، والناس للخروج الى الشارع، وكلامه هذا سيف ذو حدين: اولا التغيير الحقيقي ليس ممكنا وفق كثيرين مع اتفاق الطائف، اذ بحفاظه على التوازن الطائفي جعل الدولة من دون رأس او مرجع، وثانيا لا يمكن ايضا ضبط حدود التغيير المأمول في ظل انفلات القيود والضوابط في المحيط العربي كله، وتحكّم الشارع في سيل المتغيرات التي لن ترسو عاجلا على استقرار اكيد، وفي هذا خوف من فوضى وانواع من التدخلات الخارجية.
 ثم ان المفتي قباني اعلن على الملأ يأسه من الطبقة السياسية اللبنانية المتحكمة والمحكومة بكل الامور، وخصوصا في ظل عجز بدا اكثر فاكثر في عملية تأليف الحكومة، هكذا اوقعنا سماحته في تناقض محيّر، فبين دعوته الى المطالبة بالتغيير والتمسك بالطائف، بعكس ما ذهب اليه البطريرك الماروني الذي ناقض سلفه القائل بتطبيق الاتفاق المذكور قبل العمل على تعديله، وجدنا انفسنا في حيرة من امرنا وخصوصا ان لا تعريف واضحا للعقلاء. لذا بات مطلوبا من القمة الروحية التي اجتمعت قبل مدة في بكركي واكدت الثوابت الوطنية ان تعقد حلقتها الثانية، في دار الفتوى ربما، وان تخرج بدعوة مدروسة الى التغيير الايجابي، واستباق ما قد يجري اذا ما ظل هذا السيل الجارف في عالمنا العربي ماضيا بلا هوادة.


ـ 'النهار'

هذه 'المحاسبة' إلى أين؟
نبيل بو منصف:

مع الفصل الجديد المفتوح في كتاب الازمة الحكومية العالقة ثمة ما يستدعي قرع جرس الانذار من استنباط بدائل للتغطية على الاخفاقات المتعاقبة في تأليف الحكومة بالمضي الى 'محاسبة' مزعومة  لفريق موصوف من قوى 14 آذار لان. هذا الاتجاه ينذر بتفتقات مذهبية صارخة لا ندري ما اذا كان اللاعبون بنارها يدركون الى اين يقودون البلاد عبرها. واقع الحال في المعايير السياسية الرائجة يفترض ان يساعد حلفاء الرئيس المكلف نجيب ميقاتي على تخطي كل اتجاه يحشره داخل طائفته، كما ان يساعد هو نفسه في المونة على حلفائه بمنع الاتجاهات التي تساهم في اذكاء العصبيات. غير ان ما يجري منذ واقعة وزارة الاتصالات مرورا بمسألة اثارة النزاع على جلسة مجلس النواب وصولا الى اثارة ملف وزراء المال المتعاقبين، بدأ يشكل خطا منهجيا في استهداف 'تيار المستقبل' عبر رموز سياسيين وامنيين واداريين على نحو يثير فعلا اكثر من التساؤل عما اذا كان هناك رغبة لدى الحلفاء المقتدرين والنافذين لميقاتي في استيلاد الحكومة؟ كان في ود اللبنانيين ان يصدقوا يوما ان هناك امكانا لمحاسبة كل الطبقة السياسية بكل قواها وفئاتها والتي تتطلب  معجزة وصول فريق معصوم الى السلطة يتبع الاصول.


- 'النهار'

لأن للتغيير في المنطقة انعكاسات على لبنان هل تنعقد هيئة الحوار لاتخاذ موقف موحد؟
اميل خوري:

ان لبنان قد يواجه اخطارا ينبغي العمل من الآن على تداركها بالحوار الجدي والصادق الذي يرتقي فيه الجميع الى مستوى المسؤولية الوطنية، ووضع الخلافات السياسية والشخصية جانبا من اجل لبنان.
ومن الأخطار التي قد تواجه لبنان وينبغي مواجهتها بوحدة وطنية حقيقية وموقف واحد:
اولا: الاحداث في سوريا وكيف يحتمل ان تنتهي بتغيير النظام واهله، ام بتغييره مع بقاء الرئيس الاسد لتعذر التوصل الى اتفاق على بديل. وما هو موقف لبنان الرسمي من كل حالة، هل يستطيع ان يكون له موقف واحد من قرار فرض عقوبات دولية على سوريا عند اتخاذه؟ وفي لبنان من يؤيد الوقوف ضد هذه العقوبات، ومن يؤيد الوقوف معها التزاما بالقرارات الدولية، ومن يرى الوقوف على الحياد اذا كان ذلك يشكل حلا وسطا يحول دون حصول فتنة داخلية وبالتالي انهيار الاقتصاد؟ وما هو الموقف في حال تحريك جبهة الجنوب ومعها جبهة الجولان لتشعل حربا صاروخية في المنطقة تقرر مصير السلام مع اسرائيل؟
ثانيا: موقف لبنان الرسمي من القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
ثالثا: سلاح 'حزب الله' الذي كان سببا للخلاف الدائم على وضع استراتيجية دفاعية، يصبح قابلا للحل لان رياح التغيير التي تعصف بدول المنطقة سوف تخلق واقعا جديدا اقرب ما يكون الى تحقيق سلام شامل اذ لا مصلحة لأحد بما فيها الدول الكبرى اشعال حرب لتحقيق هذا السلام الا اذا كان الهدف تفكيك الدول في المنطقة تمهيدا لتقسيمها واقامة دويلات مذهبية وعرقية فيها. وما دعوة الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله في ذكرى الخميني الى قيام الدولة في لبنان الا اعترافا بان حكم الدويلات والميليشيات وخطوط التماس كان وبالا على الجميع.وعندما تتوصل هيئة الحوار الوطني الى اتفاق على كل هذه الملفات الشائكة وعلى غيرها من الملفات المثيرة للخلاف لا يعود تشكيل الحكومة موضع خلاف، ويصير في الامكان جعل السنوات الثلاث الباقية من ولاية الرئيس سليمان سنوات سمانا، وسنوات نمو وازدهار.


- 'السفير'

الأزمة السورية والمخاوف اللبنانية
طلال سلمان:

صار يوم الجمعة الموعد الأسبوعي لتعاظم القلق في لبنان خاصة كما في سائر الأقطار العربية على سوريا، الدولة والشعب، وليس على النظام فيها فحسب.
ذلك أن حالة الاضطراب التي يعيشها السوريون والتي لم ينفع العلاج الأمني إلا في تفاقمها أخذت تطرح في التداول ضرورة التفكير باحتمالات خطرة كانت مستبعدة تماماً، ليس بسبب من قوة النظام فحسب بل أساساً بالاستناد إلى تجذر الإيمان بالوحدة الوطنية الذي عصم السوريين وحصّنهم دائماً فتجاوزوا الفروق العنصرية والتمايزات الطائفية والمذهبية وجعلتهم يظهرون دائماً موحدين وإن اختلفت مواقفهم في السياسة ومنها.
لكن المشاهد التي تنقلها الفضائيات (ولو مختلسة أو مشوشة) عن التظاهرات وما يصاحبها وينتج عنها من سقوط ضحايا، سواء من بين الجمهور المغضب أو من بين قوى الأمن، تجاوزت في خطورتها ما يمكن تفسيره بخطأ في التقدير أو في أسلوب المواجهة... ناهيك بمدى ارتباط الرصاص وضحاياه بحديث الإصلاح الذي يكاد يفقد دلالاته كبشرى بالانفراج والخروج من ليل الأزمة التي كان حتماً أن تصير &laqascii117o;دولية" وأن يبادر إلى استثمارها خصوم الصح في السياسة السورية عربياً ودولياً قبل الموقف من النظام وبعده.
ومن أسف فمع كل يوم جمعة تضيف المواجهات بضحاياها نقطة سوداء جديدة إلى سجل النظام في تعاطيه مع شعبه الذي سانده وحماه في مواجهة الضغوط الدولية والعربية، بل وعزز موقعه بين أقرانه العرب. هكذا ومع كل يوم جمعة، بحصيلته الدموية، يخسر الرئيس السوري بشار الأسد من رصيده الشعبي، ويتبدى وكأن &laqascii117o;نظامه" أقوى منه، فيتصرف أركانه بخلاف ما يتعهد به &laqascii117o;السيد الرئيس" منذ الخطأ الفادح في درعا، وصولاً إلى حديث المباشرة الفورية بالإصلاح الجذري.
ومع أن &laqascii117o;المعارضة" في سوريا ليس لها وجود تنظيمي فاعل وليست لها هوية سياسية قادرة على استقطاب جماهير يوم الجمعة، إلا أن أخطاء الأجهزة الأمنية والتأخر في مباشرة الإصلاح وإخراج مشروع الحوار الوطني إلى النور، بما يوقف موجات التظاهر بضحاياها المتزايدة، كل ذلك يفاقم من خطورة الوضع وينذر بالأسوأ.
فلم تكن للسوريين في أي يوم، مشكلة مع دولتهم، وإن كانوا تلبثوا زمناً ينتظرون الإصلاح الذي وُعدوا به والذي يحتاجه النظام أكثر مما يحتاجون إليه، فتأخرت المباشرة به حتى بات الحديث عنه يفتقد الجدية.
بل إن التردد أو التأخر أو البطء في مباشرة الإصلاح فضلاً عن إنجازه، إضافة إلى المشكلات الاجتماعية الضاغطة والتي تفاقمت خطورة في سنوات القحط الأخيرة التي هجّرت ملايين السوريين من مناطق الجزيرة التي كانت إهراءات سوريا، كل ذلك أسهم في إيقاظ مشكلات نائمة تأخر علاجها أو حسمها بأكثر ما يجوز، فأخذنا نسمع ترداداً لمفردات لم تكن تستخدم في الجمهورية العربية السورية.
وجد من يطرح مسألة الأقليات العرقية، والأكراد على وجه الخصوص، فإذا بنبرة شبه انفصالية تطل برأسها معتمدة نموذج إقليم كردستان في العراق أو ما يقاربه كمطلب... ولقد استخدم واضعو شعارات التــظاهرات الموضـــوع الكردي عنواناً لواحدة من أيام جمعة التظاهر.
ووجد من يندفع إلى الأبعد، فيقسم السوريين إلى بدو وحضر، مخصصاً يوم جمعة للعشائر، وكأنهم &laqascii117o;كيان" قائم بذاته خارج الشعب ودولته.
بل وُجد من يتخطى حاجز الحرم الذي كان السوريون قد اعتصموا به مبتعدين عن حديث الطوائف والمذاهب ونسبة كل منها إلى المجموع، والأكثرية والأقليات الدينية... بل وُجد أيضاً من يفصل في النسيج الاجتماعي للسوريين و"حلف الأقليات" الذي يواجه &laqascii117o;الأكثرية".
على أن الأخطر أن المواجهات المفتوحة مع &laqascii117o;المعارضين" الذين كانت مطالب الكتلة العظمى منهم &laqascii117o;إصلاحية" و"طبيعية" وتساعد في تحصين النظام عملياً، قد أخذت تنال من حصانة &laqascii117o;الرئيس" شخصياً، فيتناول اللغط &laqascii117o;البيت" و"الأسرة"، فهزت المكانة ولامست الحصانة التي ظل يتمتع بها &laqascii117o;الرئيس" برغم النزف الدموي الذي رافق المطالبة بالإصلاح.
كان النقد، من قبل، يتناول الحزب الذي مات ولم يجد من يدفنه، وقيادته التي لم يتغيّر الكثير من وجوهها منذ ثلث قرن أو يزيد، (كأن الأمهات لم تلد غيرهم)، أو كأن الحزب متحف لحفظ شخوص الماضي وليس &laqascii117o;قائد الدولة والمجتمع" كما ينص الدستور وكما تتطلب الحاجة وكما يفرض عليه واجبه لو أنه موجود وفاعل أو مؤثر حقاً.
.. فإذا ما تجاوز النقد الحزب شمل الحكومة والإدارة والأمن ووجوه الفساد العديدة، مع استثناء &laqascii117o;الرئيس" الذي ظل مصدراً للأمل بالتغيير، خصوصاً أنه كثيراً ما تحدث عنه في الجلسات المغلقة كما في العلن، ووعد به مؤكداً أنه شرط حياة للنظام.  لقد تأخر النظام في سوريا بأكثر مما يجب عن إنجاز وعوده بالإصلاح التي يعرف &laqascii117o;الرئيس" وأكثر من أي إنسان آخر ضرورتها ليس للنظام فحسب بل للدولة وللمجتمع في سوريا. إننا في لبنان تحديداً نعيش حالة من القلق على وحدة الشعب والدولة عندنا قد تكون أكثر اتساعاً وعمقاً من تلك التي يعيشها الإخوان السوريون. وإلحاح اللبنانيين على الرئيس السوري بشار الأسد بأن ينفذ تعهداته لشعبه بالإصلاح وإيقاف البرنامج الدموي كل يوم جمعة، ينبع من خوفهم على وطنهم الصغير بقدر ما ينبع من الخوف على سوريا الدولة والشعب والدور. والداخل هو الأساس، فمتى كانت وحدته قوية ذهبت التهديدات الدولية هباء.


- 'السفير'
الحريري يراهن على افتقادها مظلة الأمان الإقليمية الأكثرية الجديدة والحكومة: للكل مصلحة بولادتها وإنتاجها
نبيل هيثم:

إذا قُدر للحكومة الميقاتية أن تصبح مولودا حقيقيا وتحمل صورة رئيسها وهوية الأكثرية الجديدة، فإن ذلك سيُحدث بلا ادنى شك نقطة تحوّل كبرى في الحياة السياسية في لبنان، ذلك أنه بمجرّد اعلان المراسيم سيدخل لبنان حقبة سياسية جديدة يؤمل أن تطوي مفاعيل المرحلة التي حكمت البلد طيلة ست سنوات، فضلا عن سقوط رهان فريق 14 آذار على استحالة تمكن الأكثرية الحالية من تسييل نفسها في حكومة. ان مجرّد انطلاق الحكومة معناه تنامي الخشية الحريرية من ان تنجح الميقاتية السياسية في الانطلاق بزخم يمكنها من تكريس نفسها واقعا متمددا على مساحة السياسة في لبنان، وبالتالي أن تنجح في تقديم نفسها كمكون منافس للحريرية السياسية، بمعزل عن عدم توازن القوى بين الاثنين.
من هنا، يصبح السؤال ملحا عما اذا كانت الحريرية السياسية تملك اجندة معارضة حقيقية فعلية وعملانية للواقع الجديد، وما اذا كان زعيم 14 آذار سعد الحريري يملك استراتيجية داخلية واضحة العناوين والركائز لمواجهة المرحلة الجديدة، ام انه سيجد نفسه مضطرا لاستيراد عوامل القوة من الخارج لمواجهة حكومة الداخل؟
كما ان مجرّد تشكيل الحكومة، معناه في المقابل تكريس تلك المعادلة الثلاثية التي حددها الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله في خطابه ما قبل الأخير، والمكونة من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والرئيس نجيب ميقاتي ومكونات الاكثرية الجديدة، وامتزاجها ببعضها البعض.
لكن، بعدما شاب مرحلة التأليف ما شابها من تناقضات وتجاذبات، يصبح السؤال عما اذا كان تأليف الحكومة سيؤدي الى الاطاحة بكل تلك العقبات السياسية وغير السياسية التي منعت تشكيل الحكومة لما يزيد على اربعة اشهر ونصف الشهر، ام ان تلك العقبات ستنتقل اوتوماتيكيا للحكومة بعد تأليفها وتحديدا على مستوى البيان الوزاري واولويات العمل الحكومي المقبل، ومن ثم الممارسة الحكومية؟
إن تشكيل الحكومة بحد ذاته انتصار لـ&laqascii117o;حزب الله" كما لحلفائه ايضا. وهو فرصة لاعادة وضع السياق اللبناني خارج سياق الارتهان للخارج، ونجاح الحكومة عبر مزيجها السياسي في حمل الاخطار ومواجهة الآثار السابقة لحكم الحريرية السياسية.


ـ 'الاخبار'
لا مكان لفلسطين
ابراهيم الامين:

يعرف معارضو النظام في سوريا أن أي شرعية يتوسّلونها، في هذا البلد، تحتاج إلى موقف واضح من المسألة الفلسطينية. والحديث هنا ليس عن سطر يرد في بيان، أو فقرة ترد في آخر وصفة تبرّع بها خبير، بل عن موقف عملاني، لا على طريقة ما يقوم به تيار &laqascii117o;المستقبل" في لبنان وأمانته العامة. فقضية فلسطين ليست مسألة هامشية عند أهل بلاد الشام.
هي السبب الرئيسي لمعاناة أكثر من 3 ملايين فلسطيني يعيشون في لبنان وسوريا والأردن، وهي السبب الرئيسي لحروب شنت ولا تزال منذ 60 عاماً على هذه البلاد. وهي السبب الرئيسي في إنفاق بلادنا عشرات المليارات على التسلح لمواجهة العدوانية الصهيونية، وهي السبب الرئيسي لحروب وفتن داخلية ترعاها الولايات المتحدة، وهي السبب الرئيسي لعمليات خيانة قامت بها جماعات بأكملها، لا مجرد أفراد، في لبنان. برر هؤلاء فعلتهم بأنهم لا يريدون للبلد أن يتحمل ضريبة الصراع مع إسرائيل. وهي السبب الرئيسي لكل القهر الذي عانته سوريا منذ أكثر من خمسين سنة، ولا تزال تعاقب على أيدي الغرب الصهيوني، بسبب دعمها لقوى المقاومة، لا بسبب حقوق الإنسان في سوريا. وهي السبب الرئيسي لشبح حرب أهلية يحوم كل ساعة فوق الأردن الذي تريده إسرائيل الوطن البديل.
وبالتالي، من يعتقد أنه يمكنه إيراد عبارة في بيان عام يقول فيه إنه يقف الى جانب حقوق الشعب الفلسطيني، وهذا يكفي لكي يأخذ شرعية من الآخرين، فصاحب هذا الاعتقاد إما مخبول وإما عميل، والنتيجة بعد تجربتنا مع 14 آذار في لبنان هي هي، لا فرق أبداً.
منذ اندلاع الاحتجاجات في سوريا، التي يصعب إطلاق صفة الثورة عليها، لم ترفع لافتة واحدة، أو شعار واحد له صلة بالقضية الفلسطينية. بل إن كل الضجيج الإعلامي الذي تولاه التيار الانتهازي ـــــ الأميركي في حركة &laqascii117o;الإخوان المسلمون" لم يهتم بهذا البند أبداً، بل على العكس، فكل اهتمامه منصبّ على كيفية تعميق الأزمة الداخلية في سوريا، واتهام النظام بأنه يريد قتل شعبه ونقطة على السطر. وعندما يأتي الحديث عن موضوع فلسطين، يتهم النظام بأنه باع الجولان ولم يطلق رصاصة واحدة، وغير ذلك من الكلام السخيف. ولمّا حلّت ذكرى النكبة، صدم متفكّرو الثورات وإعلام &laqascii117o;الإخوان" بأن هناك صورة قد تأخذ من انتباه الجمهور، ولا يمكن تجاهل هذا الحدث. وعندما اضطروا إلى التعليق على جرائم العدو بحق المتظاهرين من اللاجئين، انتقلوا الى الهجوم على النظام السوري لأنه يحاول استغلال دماء الشعب الفلسطيني بغية حرف الأنظار عما يجري في سوريا... وللصدفة، فإن ما قاله كل هؤلاء طابق تماماً ما قاله الصهاينة أيضاً.
وعندما حانت ذكرى النكسة، عملت الولايات المتحدة، ومعها عربها، على احتواء الموقف مسبقاً. نظام الأردن لم يكن يحتاج الى من يشجعه على عمل يعشقه هو، وصار الآن مصدر عيشه، إلا إذا ظن أبناء هذا البلد أن ضمهم الى دول مجلس التعاون الخليجي هو بهدف غير استخدامهم كأدوات أمنية وعسكرية لقمع شعوب &laqascii117o;ممالك الموت الأسود". أما في مصر، فقد تولى &laqascii117o;الإخوان" مرة جديدة، بالتفاهم مع التيار الأميركي في الجيش، اعتبار المسيرة الى فلسطين خارج الأولويات، فيما عمل الحكم التافه في لبنان على تنفيذ التعليمات الأميركية، ولم يبق للاجئين إلا سوريا. وكان هناك من يراهن على أن النظام سيكرر ما فعله الآخرون لاسترضاء الغرب. لكنه أعاد فتح الحدود مرة جديدة لكي يتقدم اللاجئون نحو أرضهم المحتلة. وبدل أن يقال له شكراً، عاد &laqascii117o;ثوار العوامات" من جديد ليحملوا عليه. ووسط كل ذلك، لم يخرج معارض سوري واحد، وخصوصاً من أشاوس إعلام &laqascii117o;الإخوان"، بكلمة واحدة تحيّي ما حصل. بل ركّزوا على أن أبناء مخيمات سوريا يرفضون الأمر، وأنهم انتفضوا أيضاً على الفصائل هناك.النتيجة المؤسفة هي أن قوى المعارضة التي تدّعي قيادة ثورة في سوريا، ليست مهتمة بأمر المقاومة وفلسطين، والذين يتبرعون لدعمها بكل الوسائل، وخصوصاً من خلال شتم بشار الأسد، إنما باتوا هم أيضاً خارج مناخ العمل لخدمة المقاومة وفلسطين. ومع ذلك، يعتقدون أن الناس ينتظرونهم كل صباح لسماع محاضراتهم... بئس ثورات كهذه... وبئس إعلام كهذا وبئس هذا الصنف من المتفكّرين!


- 'الشرق الاوسط'
الى من يقارنون البحرين بسوريا
طارق الحميد:

هناك محاولات مستميتة، من دول ووسائل إعلام، لمقارنة البحرين بسوريا، والهدف الضغط على البحرين، وفك الخناق عن نظام الأسد. وأبسط مثال هو التعامل مع الحفل الخطابي لجمعية الوفاق الشيعية في البحرين، حيث تم تصويره على أنه &laqascii117o;عودة للتظاهر" بينما عقد الحفل بإذن من الحكومة البحرينية. فتجمع الوفاق يعد بحد ذاته ردا على من يقارنون البحرين بسوريا، وقد يقول البعض: كيف؟ فالمعروف أن العفو عند المقدرة، وليس عند الضعف، وعندما يعفو ملك البحرين من موضع قوة، يكون لذلك قيمة ومصداقية، خصوصا وقد رفع قانون السلامة الوطنية قبل موعده بشهر، وكرر الدعوة للحوار، وها هو يسمح لـ&laqascii117o;الوفاق" بالتجمع. بينما نجد أن  نظام الأسد يعلن العفو وهو مستمر في القتل والاعتقالات، ويقول إنه رفع قانون الطوارئ بينما دباباته تجوب الشوارع السورية!وها هم السوريون الأبرياء يثبتون أن ثورتهم ليست طائفية، بل إن النظام هو من يكرس الطائفية، بينما يخرج علينا الرئيس الإيراني قائلا إن لديه خطة لحل مشكلة البحرين، وهو الذي لم يستطع حل مشكلاته، وليته يمنع الإيرانيين من مساعدة نظام الأسد، فالإيرانيون متورطون في سوريا، وليسوا كقوات درع الجزيرة حيث دخلت البحرين على اعتبار كونها جزءا من المنظومة الخليجية، ولحماية ىالمؤسسات، وعلنا، ولم تنزل القوات لشوارع البحرين، أو تشارك، مثل الإيرانيين، في سوريا.
 الإشكالية أننا أمام عملية تزوير ضخمة، من إيران، وبعض وسائل الإعلام، ففي البحرين ابتلي الإعلام الغربي بـ&laqascii117o;الناشطين" الشيعة، مثلما ابتلي الإعلام العربي بـ&laqascii117o;محللي" النظام السوري. ولذا أدعو المهتمين بالشأن البحريني لقراءة كتاب مهم جدا، ويستحق الترجمة للإنجليزية، وهو &laqascii117o;الحركات الدينية في الخليج العربي" لباقر سلمان النجار، بحريني شيعي علماني، (الطبعة الأولى 2007)، حيث يكشف حقيقة الجمعيات الشيعية في البحرين، وفي الكتاب نجد أن المطالبة بالجمهورية الإسلامية ليست وليدة اليوم، أو لحظة انفعال، ولكنها تتويج لمشروع  منذ سنوات. كما يشير النجار لأمر مهم، وهو أن &laqascii117o;الوفاق"، مثلا، لديها قناعة بأن التغيير في الخليج لا يتم إلا عبر الضغط الخارجي، وذلك أعقاب، أو قل استغلالا لأحداث  سبتمبر (أيلول) 2001 الإرهابية في أميركا، حيث لاحظ النجار أن الضغط الغربي يزداد فقط على دولتين خليجيتين وهما السعودية والبحرين، ويقول (ص 82): &laqascii117o;وهذا ما يفسر اتجاه كوكبة من رموز جمعية الوفاق وقادتها، وبعض القوى السياسية الشيعية في البحرين والمملكة العربية السعودية، نحو توظيف علاقتها مع الشخصيات السياسية البريطانية، ومع منظمات المجتمع المدني البريطاني بغية ممارسة الضغط على السلطات المحلية لإحداث إصلاح سياسي على نحو سريع أو استخدام منابر هذه الدول لفتح الملفات الداخلية الساخنة كالتعديلات الدستورية وما يسمى التجنيس السياسي على الرأي العام البريطاني والأوروبي". وربما يفسر هذا لماذا تم إلغاء سباق الفورميولا من البحرين مؤخرا!
وعليه، فبينما نرى السوريين لا يستعينون بدعم خارجي بحثا عن حقوقهم، كما أنهم ليسوا طائفيين مثل النظام الذي يكرس الطائفية، ويرددون: &laqascii117o;لا إيران ولا نصر الله.. بدنا ناس تخاف الله"، تتم المناداة في البحرين بالجمهورية الإسلامية، فهل اتضح الفارق الآن.


- 'الشرق الاوسط'

قتلوني مرة.. وانتحلوا وجهي مرارا
عطاء الله مهاجراني:

نرى هذه الأيام الأبرياء يُقتلون على أيدي قوات الأمن في ليبيا واليمنوسوريا؛ فليست النمور المفترسة هي التي تقتل وتلتهم المتظاهرين، بل رجال قساةشرسون، وهم في هذه الحالة أسوأ من النمور، بمعنى أن هناك أنظمة مستبدة من جانب، ونمورا مفترسة من جانب آخر، والاثنان يدعمان بعضهما بعضا. يمكن القول  إذن إن الاثنين وجهان لعملة واحدة. دعوني أورد لكم مثالين لا يمكن نسيانهما. أحد هذين المثالين حمزة الكاتب في سوريا، والثاني هالة صحابي في إيران. فقد الاثنان حياتهما، لكن ما زالت ذكرى مقتلهما خالدة. من جانب، هناك تقرير رسمي أو رواية رسمية للإعلام الحكومي، وعلى الجانب الآخر، رواية شهود عيان شاهدوا
مقتل هالة في إيران وحمزة في سوريا. يبدو لي عدم وجود اختلاف بين دماء الشهيدين اللذين أصبحا رمزا لمقاومة الشعبين الإيراني والسوري.
الكذب وتزييف الحقائق هما جوهر الاستبداد. لم تسمح قوات الأمن الإيرانية لمشيعي جنازة صحابي بالذهاب إلى المسجد وإقامة عزاء لائق، بينما سمح يزيد بن معاوية لأسرة الإمام الحسين بالتجمع في مسجد دمشق لإقامة العزاء؛ لذا يعد خطاب علي بن الحسين السجاد، رابع أئمة الشيعة، من الخطابات الشهيرة؛ لأنه هاجم فيه يزيد وبني أمية في مسجد دمشق، وقد حظي الإمام الرابع بخير فرصة في اليوم الذي اعتلى فيه خطيب الدولة المنبر وشهّر بالإمام علي وأبنائه، وامتدح بفصاحة معاوية وأبناءه؛ فقال الإمام ليزيد: &laqascii117o;هل تسمح لي باعتلاء هذه القطعة من الخشب لقول بعض الأمور التي ربما ترضي الله وينال بها المصلون ثوابا؟".
ووافق يزيد، واستهل الإمام السجاد خطابه المناهض لبني أمية؛ ماذا حدث في  إيران حتى تمنع الحكومة هالة من إقامة عزاء لائق لوالدها في المسجد؟ إن هذا حق طبيعي وحق يكفله لها الإسلام، لكن على العكس من ذلك، أمروا أسرة صحابي بدفن جثمان الابنة من أول ليلة. أعني أن الحكومة لم تسمح للأسرة بترتيب عزاء تقليدي.
المثال الآخر الذي أرغب في ذكره عن رجل يقول إنه والد حمزة الخطيب، الذيامتدح الأسد على شاشات التلفزيون،  يعلم الجميع حاليا كيف تم تعذيب وقتل حمزة؛ فصوره باتت منتشرة ومتاحة في كل مكان. لقد بات حمزة رمزا للمقاومة في مدينة درعا. والهوة بين الإعلام الرسمي والحقيقة الواضحة تبدو شاسعة، وسيحكم التاريخ والأمم على ما حدث، كما هو الحال دائما.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد