الجيش ينتقد 'إظهاره زوراً بأنه عاجز': تبرير للقيام بعمليات تخلّ بالأمن
ـ 'السفير' غاصب المختار:ذهب بعض نواب &laqascii117o;كتلة المستقبل" بعيداً في مقاربة معالجة موضوع ما يجري على الحدود اللبنانية – السورية الشمالية، بالدعوة الى نشر قوات دولية عند الحدود بحجة حماية المواطنين النازحين من سوريا، وحماية المواطنين العكاريين من &laqascii117o;وجود مدافع &laqascii117o;حزب الله" في جرود عكار"، وهي دعوة تستبطن تدخلاً دولياً مباشرا في الشأنين اللبناني والسوري على السواء، خاصة ان هذه الدعوة اقترنت بحملة مباشرة على الجيش اللبناني بدعوى انه تخلى عن القيام بواجباته في المنطقة وسحب عناصره، وقد بدأت هذه الحملة منذ بدء احداث تلكلخ السورية ونزوح عدد من المواطنين السوريين الى قرى عكار، وتوقيف عدد من المتسللين خلسة الى لبنان للتحقيق معهم.
وتفيد جهات رسمية متابعة للموضوع ان الجيش اللبناني لم يترك مراكزه، وما زال متواجدا مع وحدات حرس الحدود المكونة من الجيش وقوى الامن الداخلي في كل مناطق الشمال، بل انه عزز هذه الوحدات بمزيد من افواج التدخل عندما اشتدت وطأة الاحداث والنزوح في تلكلخ، الى ان اعاد ضبط الامور وتوقفت حركة النزوح، وعادت الأمور إلى طبيعتها.
وتشير معلومات رسمية إلى أن من تم توقيفهم من النازحين السوريين ليسوا موقوفين عند الجيش، إنما أحيلوا إلى النيابة العامة للتحقيق معهم في سبل وأهداف دخولهم، ولا يتجاوز عددهم الخمسة عشر شخصاً، وتتخذ بحقهم الإجراءات القانونية العادية التي تتخذ بالنسبة لأي متسلل عبر الحدود من أي جنسية كان، وبناء لأمر القضاء وقراره تتخذ الاجراءات بحقهم سواء بالتوقيف القانوني او الترحيل، وبالتنسيق مع الاجهزة الامنية الاخرى المختصة لا سيما الامن العام.
الا ان الجهات الرسمية سخرت من تسريب المعلومات عن وجود مدافع لـ &laqascii117o;حزب الله" في جبال عكار وتحديد نوعيتها ومدى الرمي عندها (30 كلم)، يعني انها على الاقل مدافع من عيار 130ملم، واعتبرت ان مثل هذه المدافع لا يمكن ان تُخفى عن اعين الناس والدولة، فهل شاهدها فقط نواب المستقبل؟ فيما تساءلت اوساط قوى الاكثرية الجديدة عن اسباب هذه الحملة الجديدة على &laqascii117o;حزب الله" ومن عكار تحديداً، في ضوء ما يجري العمل عليه من تحريض مذهبي كأحد اسلحة المعركة السياسية القائمة؟
وخطورة طرح الاستعانة الان بقوات دولية &laqascii117o;لحماية العكاريين من مدافع حزب الله"، تكمن بنظر الاوساط السياسية المعارضة لهذا الطرح، في انها تأتي في اللحظة الامنية والسياسية التي تتعرض فيها سوريا الى مؤامرة كبرى لنقل الفوضى المستشرية في بعض الدول العربية اليها، والتي تتعرض لها المقاومة في لبنان لحملة سياسية واعلامية كبرى من ضمن الحرب الدولية المفتوحة عليها، بعدما قررت الادارة الاميركية فتح كل الملفات دفعة واحدة بوجه سوريا والمقاومة.
إلى ذلك، صدر أمس، عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه بيان جاء فيه: &laqascii117o;دأب عدد من السياسيين في الفترة الأخيرة عبر بعض وسائل الإعلام، على تناول موضوع انتشار الجيش على الحدود الشمالية، بصورة تدعو إلى التساؤل والاستغراب، حيث أشار أحدهم في تصريحات له أمس (الأول) إلى تقاعس الجيش عن حماية المواطنين، وتخفيضه لعديده على هذه الحدود.
يهم قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه أن توضح ما يلي:
- إن ما صرّح به السياسي المذكور هو عارٍ عن الصحة جملةً وتفصيلاً، خصوصاً لجهة القول بأن الجيش قد خفف من وجوده على الحدود الشمالية. والحقيقة أن قيادة الجيش قد عمدت منذ أشهر إلى تعزيز قواها في المنطقة بشكلٍ كبير، استدراكاً منها لإمكانية تفاقم الأوضاع، وهي تقوم بواجباتها ليلاً ونهاراً في الحفاظ على سلامة المواطنين، بالإضافة إلى سهرها على منع أعمال التسلل غير الشرعي والتهريب على أنواعه بالاتجاهين.
- إن إظهار الجيش زوراً بأنه عاجز عن ضبط الحدود هو تبرير للقيام بعمليات تخلّ بأمن المنطقة وتهدّد استقرارها، خصوصاً إذا صدر هذا الكلام عن سياسي له تاريخه المعروف بمحاولات التطاول على العسكريين والتشكيك بدور المؤسسة العسكرية، التي ستبقى في مطلق الأحوال العين الساهرة على أمن المواطنين على كامل تراب الوطن.
- تؤكّد قيادة الجيش أن النازحين هم مسؤولية المؤسسات المعنية في الدولة، وقد سبق لهذه القيادة أن طلبت تشكيل هيئة من مختلف الوزارات لمتابعة أوضاعهم. والجيش يتعاطى مع هذه المسألة من منظار إنساني، أما الملف القانوني فهو من شأن مؤسسات الدولة وتحديداً القضاء المختص.
- تأمل قيادة الجيش من الجميع الارتقاء إلى مستوى المسؤولية الوطنية والابتعاد عن أي محاولة لإقحام الجيش في التجاذبات السياسية أو لاستدراجه إلى تصعيد الموقف العسكري على الحدود من دون أي مبرر، خدمةً لمصالح شخصية ضيقة، خصوصاً في هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد".
'المستقبل اليوم'
ـ 'المستقبل'أما وقد ولدت حكومة 'حزب الله' في لحظة التباس تمتد من بيروت إلى بغداد حيث يواصل نوري المالكي تشكيل حكومة تدور في المدار ذاته، فإن خيطاً رفيعاً، لكنه مكشوف، يُنظم ما يجري في سياق واحد، لكنه، للواقعية واحترام العقل، يطرح أسئلة ويثير هواجس عن حقيقة ما تريده إيران من خلال القوس الذي لا تزال تتسلل فيه، ومن خلاله، متناسية همومها الداخلية في أوان ربيع يلفّ المنطقة بأسرها. فهل تحضّر طهران، هروباً إلى الأمام ومداً ليد مساعدة ما، لعمل عسكري كبير يعيد خلط الأوراق ويقلب الأمور باتجاهات مغايرة؟
في لبنان، ليس ثمة ما يستدعي العجب.. ولا الشماتة الصفراء. دع عنك كثرة الكلام ومعارك طواحين الهواء، هل يحق لرئيس مجلس الوزراء الذي نال سبعة وزراء سنّة مقابل خمسة للطائفة الشيعية، أن يتباهى بهذا 'الانتصار'!! أم أن الحزب الحاكم الذي أعطاه بـ'المفرق' أخذ منه بـ'الجملة'؟ هل ثمة من يسأل أين الدولة والبلد، بل أين الموقع والدور والصوت والصدى؟
قديماً قال العقلاء، صديقك من صَدَقك لا من صدّقَك، لكن كثيرين في هذا البلد باتوا يَأنسون لكذبة سمجة، يعرفون حقّ المعرفة أنها خيال مريض، لكن لقسوة الفراغ يرونها خيراً من واقع يريهم وجوههم على حقيقتها.
نجح وفشلوا
ـ 'المستقبل' فيصل سلمان: 'نجح نجيب ميقاتي وفشلت قوى الثامن من آذار'. هذا هو الانطباع الاول الذي اجمع عليه عدد كبير من عتاة السياسيين امس.
بعد 139 يوماً، بفارق 4 أيام زيادة على المدة التي تطلبت من الرئيس سعد الحريري جهوداً لإعلان حكومته، اعلنت الحكومة الميقاتية، لكن هذا الاعلان حمل مدلولات أهمها:
- ان الحريري استغرق ذلك الوقت لتشكيل حكومة وحدة وطنية.
- ان حكومة ميقاتي لم تولد إلا بعد معارك بين حلفاء الصف الواحد، وبالتالي هي حكومة مواجهة.
- يسجل لميقاتي انه لم يرضخ لمطالب تعجيزية من النائب ميشال عون.
- يسجل له ايضاً انه استطاع انتزاع أربع حقائب.
- يسجل لرئيس الجمهورية انه لم يتراجع وأنه يملك قرار المواجهة مع من كان يريد عزله.
- يسجل للرئيس نبيه بري موقفه لجهة التخلي عن حقيبة 'شيعية' لمصلحة وزير 'سني' ولكن هذا الموقف سيعتبر سابقة قد يعتبرها البعض سلبية.
- بدت القوى التي يطلق عليها اسم 'المعارضة السنية' باهتة وركيكة. فهي لم تنجح أبداً في تكريس صورة واقعية لها، وتركت الآخرين يفاوضون عنها حتى بدا انها 'كالصبي مع خالته'.
أما في توزيع الحقائب فبدا ان ميقاتي تمكن من انتزاع عدد لا بأس به من وزارات أساسية، فيما احتفظ النائب ميشال عون ببعض منها وتخلى عن شربل نحاس في الاتصالات الذي سيكون موضع مراقبة في وزارة العمل التي تعتبر حصناً لقوى 8 آذار.
اللافت في كل ما جرى ان الرئيس السوري بشار الأسد وبعد إعلان الحكومة بأقل من ساعتين، اتصل بالرئيس ميشال سليمان مهنئاً وهذا أثار بعض التساؤلات.
المهم ان في لبنان حكومة الآن علّها تتمكن من مواجهة المشاكل العويصة التي تنتظرها وعلّها تهدئ من غليان الناس الذين كادوا ان يكفروا بالسياسة والسياسيين.
الحكومة الجديدة: رسائل عديدة إلى الداخل والخارج
عون أمسك بمفاصل البلد من الدفاع إلى النفط
ـ 'اللواء' منال زعيتر: خلافاً لكافة التوقعات والقراءات السياسية، وبعد مرور أكثر من أربعة أشهر على تكليف الرئيس نجيب ميقاتي، تمّت ولادة حكومة الأكثرية الجديدة على مرأى من العالمين العربي والأجنبي بمباركة لبنانية ? سورية وضغط أميركي ? عربي، ولكن السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا تم الإعلان عن الحكومة في هذا التوقيت بالذات وهل هناك من تسوية عربية يجري التحضير لها تشمل لبنان وحكومته وطوائفه أم أن القضية أكبر من ذلك بكثير؟ رغم اعتقاد البعض بأن التسوية الحكومية ما كانت لتتم لولا توفر غطاء سوري- سعودي مشترك إلا أن دبلوماسياً سورياً رفيع المستوى أوضح لـ <الـلواء> بأن الاتصالات توقفت بين دمشق - الرياض فيما يخص الوضع اللبناني <تحديداً> بعد فشل تسوية <س- س>، إلا أنها مستمرة على مسارات أخرى&bascii117ll;
ونوّه الدبلوماسي البارز بدور <رئيس مجلس النواب> نبيه بري في تذليل العقبات امام الحكومة العتيدة من منطلق حرصه الشديد على لبنان، معتبراً في هذا السياق بأن تشكيل الحكومة يصب في مصلحة البلدين معاً لأن الاستقرار في لبنان سينعكس ايجاباً على الوضع في سوريا&bascii117ll;
ولعل الأبرز والأكثر صدمة من تشكيل الحكومة، كان اتصال الرئيس السوري بشار الأسد كأول شخصية عربية مهنئة بولادة الحكومة العتيدة، كما تنازل الشيعة عن مقعد لصالح التمثيل السني وهو فيصل كرامي الحليف الاستراتيجي لـ <حزب الله> في سابقة تسجل للرئيس بري ويشكر عليها ولربما ستكرس هذه الخطوة مفهوماً جديداً في إمكانية تجاوز الطائفية والطائف معا خدمة لمشروع الدولة التي ينادي بها الأقطاب الأكثريون، وبينما يشير المتابعون السياسيون الى أن <رئيس الحكومة> نجيب ميقاتي ورئيس <تكتل التغيير والاصلاح> النائب ميشال عون هما أكبر الرابحين في الحكومة العتيدة، إلا أنه وبمعزل عن شكل الحكومة وطبيعة تمثيلها وتوزيع الحصص فإن الرسالة الأبلغ تبقى في مدى قدرة هذه الحكومة على تجاوز المطبات الداخلية والخارجية وتأمين عبور سلمي وآمن الى الدولة&bascii117ll;
حكومة كل الأكثرية وكل الحصص ...
ـ 'النهار'
الياس الديري: تمت الأعجوبة، وانجز الأمر، وحصلت الولادة في حضور النطاسييّن الأساسييّن، لحظة كان كثيرون يرجّحون أن تظل مشكلة التأليف والتلحين مرتبطة بتطورات كثيرة، منها الوضع الداخلي في سوريا واقتراب موعد 'اللقاء العاطفي' مع القرار الظني، والذي تكاد شهرته تنافس كل ما انجزته الكبَّة النيَّة و'سلفتها' التبولة. ولا فرق بالنسبة الى الناس إن كانت من لون واحد، أو من لونين، أو من لون ونصف آخر أو حكومة كل الاكثرية والحصص.
صحيح. وصحيح جداً. لقد ملَّ اللبنانيّون، وزهقوا، وضجروا حتى القرف من غزارة الكلام الذي ألقي على عواهنه، وعلى ركاكته، وفظاظته، وزقاقيّته في احيان كثيرة. وما يعنيهم الآن، وقبل أي أمر آخر، الالتفات السريع والجدي صوب المعاناة الطويلة والمتشعبة.
الناس، و'الأقليون' منهم قبل 'الاكثريين'، يتطلعون برجاء وأمل وشوق ولهفة الى نقلة سياسيَّة واجتماعيّة، بعيداً من هذه الأجواء الموبوءة، والعودة الى لغة الحوار، والى الثوابت، والى صيغة العيش المشترك، والى الميثاق، والى الطائف الذي لا بديل منه، ولا غنى عنه.
على رغم كل ما أصاب لبنان في مراحله المتعددة، فان من الواجب التشديد دوماً على رسالته ودوره تجاه محيطه العربي، وحرصه على العلاقات الأخوية مع كل الدول العربيَّة.
الكلام الآخر مؤجَّل الى ما بعد الثقة والانصراف الى خير العمل. انما هذا لا يجعلنا نتغاضى عن شعار 'حكومة كل لبنان 'التي رفعها يوماً الرئيس تقي الدين الصلح.
بعدما كثرت الدعوات إلى عقد مؤتمر وطني هل الزعماء جاهزون للاتفاق على نظام جديد؟
ـ 'النهار' إميل خوري: بعدما كثرت الدعوات الى عقد مؤتمر وطني للبحث في صيغة نظام تلائم تركيبة لبنان الفسيفسائية الدقيقة، اخذ السؤال المثير للحيرة والقلق يطرح: هل يمكن التوصل بسهولة الى اتفاق على هذه الصيغة؟
ثمة من يقول ان في الامكان عقد مؤتمر وطني للبحث في وضع قانون للانتخابات يعتمد النظام النسبي والصوت التفضيلي بحيث، ينبثق منها مجلس نيابي يمثل شتى فئات الشعب واجياله وفعالية ذلك التمثيل على نحو صحيح وهذا يتطلب خفض سن الاقتراع وتمكين اللبنانيين الموجودين في الخارج من الاقتراع، وقيام هذا المجلس يجعل العودة ممكنة الى النظام الديموقراطية الذي بموجبه تحكم الاكثرية والاقلية تعارض كما يجعل في الامكان مباشرة اعادة تكوين السلطة وتفعيل مؤسساتها لا سيما منها القضائية وجعلها مستقلة.
وثمة من يقول ان مؤتمرا وطنيا يعقد للبحث في مشروع اللامركزية الادارية الواسعة الذي نص عليه اتفاق الطائف ولم يطبق هو امر ضروري بسبب اختلاف الآراء في شأنه. فالبعض يرى الا تكون اللامركزية واسعة الى حد تتقلص معها صلاحيات السلطة المركزية وبعض آخر يرى خلاف ذلك لان المطلوب من تطبيق اللامركزية الواسعة انهاء الصراع السياسي والمذهبي على السلطة المركزية وهو صراع ينتهي مع تطبيق اللامركزية.
ونتيجة من يقول ان الحل النهائي والدائم والبعيد عن اي اتفاق تسوية هو باعتماد الفيديرالية التي تطبقها دول كثيرة لمنع التقسيم والتجزئة، خصوصا عندما يظل متعذرا تطبيق الديموقراطية الصحيحة بسبب الطائفية والبندقية، وان تطبيق الديموقراطية التوافقية وان كانت قد اثبتت فشلها فهي في الواقع 'فيديرالية طوائفية' فلتكن الجرأة عند الجميع باعلان القبول بالنظام الفيديرالي لانه النظام الملائم للجميع وتطبيقه دائم وثابت وليست كالانظمة غير الثابتة التي عاشها لبنان لانها كانت نتيجة تسويات.
الخسارة العددية للشيعة تتوّج مكسباً سياسياً مقابلاً
إخراج الحكومة ثبّت مرجعيتها السورية
ـ 'النهار' روزانا بومنصف: ما يوازي تأليف الحكومة اهمية بعد خمسة اشهر من المراوحة هو، ماذا حصل في الساعات الاخيرة بين ليل الاحد وصباح الاثنين واعطى الضوء الاخضر لانجاز سريع لهذه المهمة ايا تكن الكلفة التي ستترتب على ذلك، بعدما كانت العراقيل اكبر بكثير من ان تسمح بهذه الولادة قريبا، وقد نامت الاوساط السياسية والاعلامية على واقع ان لا تأليف محتملا لتستيقظ على ولادة قيصرية سريعة غير متوقعة.
وفي انتظار كشف طبيعة اتصالات الساعات الاخيرة تقول مصادر معنية انه كان للاتصالات الهاتفية التي اجراها الرئيس السوري بشار الاسد بالمسؤولين اللبنانيين من اجل تهنئتهم بتأليف الحكومة المؤشر الابرز لـ'المرجعية' الدافعة في هذا الاتجاه وعلى الرسالة التي يوجهها النظام السوري الى المجتمع الدولي، باعتبار ان توقيت الحكومة التي اطاحت سوريا الحكومة السابقة من اجلها قد حان وقتها الان. وتتزامن هذه الخطوة مع اعلان النظام ايضا سيطرته العسكرية على جسر الشغور، بما يكمل مضمون الرسالة من استمرار تمتعه بالقدرة الامنية الداخلية والسياسية الخارجية عبر تفعيل الاوراق التي لا يزال يملك، في الوقت الذي تستمر المحاولات الدولية من اجل تأمين اجماع على ادانة اعمال القمع التي يقوم بها النظام. فهذه الرسالة فهمها كثر من مضمون ما اعلنه العماد ميشال عون في مليتا والذي قال انه سيلوي ذراع اميركا في لبنان بما فهم انه اشارة الى التحدي الذي قرر النظام السوري ان يرفعه انطلاقا من لبنان من خلال الحكومة العتيدة التي ارادها في الاصل حكومة مواجهة وان هذا التوقيت بات هو التوقيت المناسب. اذ ان هذه الزيارة من الموقع التي اطلقت فيه الرسالة وهي نقطة مركزية في انتصارات 'حزب الله' في الجنوب ومضمونها لم ينظر اليهما على انهما امر عابر لكن كان ينبغي انتظار بضعة ايام لرؤية الترجمة العملية لذلك. فغالبا ما تولى عون في الاعوام الاخيرة تأمين اظهار الخط البياني الذي لا ترغب سوريا او الحزب في ابرازه على نحو مباشر.
وكان ما اعلنه رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان على اثر نجاحه مع حزبه في الانتخابات التركية التي اجريت يوم الاحد الماضي من ان هذا الانتصار هو 'انتصار لبيروت ودمشق وغزة والقدس...'. لافتا بكل المعاني باعتبار انه تخطى الاطار الداخلي للانتخابات واتخذ ابعادا تتصل بالدور الذي ستضطلع به تركيا في المرحلة المقبلة بما يعنيه هذا الكلام من انها هي حامية العروبة والاسلام بما لا يريح النظام السوري الذي توترت علاقاته في الآونة الاخيرة مع اردوغان على اثر مواقف الادانة التي اتخذها الاخير ضد النظام السوري والتي سمحت للغرب بأن يشدد لهجته ازاء هذا الاخير باعتبار ان تركيا ادرى بسوريا من اي بلد آخر.
وهذه المؤشرات كشفت ان الوضع الحكومي كان مرتبطا على نحو وثيق بالارادة السورية وحين اتخذ النظام السوري القرار حلت العراقيل بسحر ساحر.
وقد كان ايضا لمساعي الساعات الاخيرة بما ادى الى خربطة التوزيع الطائفي المعهود في الحكومات ما انطوى على طابع الالحاح في الاسراع في اخراج الحكومة الى النور في هذا التوقيت ايضا من دون ان تعني هذه الخربطة ان الطائفة الشيعية خسرت في التركيبة الحكومية. فمع ان هناك من رأى ان الامر قد يحمل مخاطر في المستقبل لامكان تحول الاستثناء الى عرف او الى امر واقع، فان 'حزب الله' استطاع فرض ما يريده ليس فقط لجهة حصة حليفه العوني بل ايضا لجهة فرض ما يريده لدى الطائفة السنية بمعنى ان الخسارة العددية الطائفية تتوج مكسبا سياسيا على مستويين هو احداث اختراق لدى الطائفة السنية من خلال الدخول على حصة يفترض انها تعود الى الطائفة والقدرة على فرض ما يريد على الرئيس نجيب ميقاتي واضطراره الى ابتكار الحلول من اجل المحافظة على هامش بسيط له بعدما حوصر في مسقط رأسه بوزارات متعددة عليها المنافسة في شأنها ان تقسم طرابلس الى ولاءات سياسية عدة وخصوصا مع وزيرين من آل كرامي علما انه كسب رئاسة حكومة اصبحت اخيرا امرا واقعا ولم يعد رئيس وزراء مكلفا فضلا عن توزير نواب كتلته. والعامل الآخر الذي ابرز الاسراع الطارئ والملح ان اعتراض النائب طلال ارسلان لم يؤخذ في الاعتبار وان استياءه يتصل اكثر بتجاهل موقفه وعدم اهتمام احد من المعنيين بهذا الموقف من موضوع اعطائه وزارة دولة.
وهذا الهامش الضيق لفت اليه ما قاله الرئيس ميقاتي نفسه وفق ما ترى مصادر متابعة من خلال تمنيه على اللبنانيين 'الا يحكموا على النيات او الاشخاص بل على الاداء والممارسة' بما نضح بعدم رضاه واقتناعه بمن تضمه الحكومة من وزراء ممن سماهم الافرقاء المشاركون علما ان هناك متابعة دقيقة من الخارج لتركيبة الحكومة. وفي حصة عون اكثر من وزير كما لدى الآخرين رفض اللبنانيون منحهم ثقتهم في الانتخابات العادية فباتوا وزراء بحقائب اساسية رغما عن ارادة مناطقهم الانتخابية من اجل التحضير لانتخاباتهم المقبلة. وهناك التبديل في الحقائب التي تعود الى رئيس مجلس النواب نبيه بري والذي لم يره كثر موفقا كما هي الحال بالنسبة الى وزراء آخرين يخشى الا يسمحوا باعطاء الحكومة الوجه الذي يجهد ميقاتي لاعطائه لها مع كل التعهدات التي اعلنها.
حكومة تحت المجهر!
ـ 'النهار' راجح الخوري: (...) ليس سراً ان الانقسام والتناقضات والنكايات عطلت عمل الحكومات منذ عام 2005 وخصوصاً الحكومة الاخيرة، التي ولدت من رحم اكثرية نيابية افرزتها الارادة الشعبية وكان ان تم اجهاضها بالقوة. والآن تحكم 8 آذار بقيادة 'حزب الله'، فليس على اللبنانيين عليم الله، الا ان يجلسوا ويراقبوا.
ولا يكفي ان يقول الرئيس ميقاتي انها حكومة 'كلنا للوطن كلنا للعمل' فقد شبع الشعب من الشعارات البراقة، ثم ان الأهم، هو أي وطن يراد للبنان واي عمل يتم في لبنان... السعيد؟!
كل الأمل ان تتذكر هذه الحكومة على الاقل، ان لبنان الآن مثل حديقة زهور ذابلة او متيبسة، وهي متروكة لرحمة ربك الذي في السماء، ونحن في منطقة تستعر فيها الحرائق، ووظيفة اللبنانيين يا دولة الرئيس ليس منع اشتعال النار في وطنهم فحسب، بل المساعدة من خلال روح التعايش الصادق، في إطفاء الحرائق عند الآخرين!
مبادرة الأسد السريعة بالتهنئة كشفت أبعاد الدور السوري في تسريع عملية التشكيل
محاولة للإيحاء باستمرار إمساك النظام السوري بالورقة اللبنانية في مواجهة الخارج
ـ 'اللواء' معروف الداعوق: لعل مبادرة الرئيس السوري بشار الأسد بالاتصال برئيس الجمهورية ميشال سليمان ورئيس المجلس النيابي نبيه برّي بعد الإعلان عن التشكيلة الوزارية مباشرة للتهنئة، تعطي الجواب الشافي للبنانيين عن التساؤلات المطروحة والدوافع التي أدّت إلى ولادة الحكومة الجديدة في هذا الوقت بالذات، بعد شهور من العرقلة المنظمة، تبادل ادوارها حلفاء النظام السوري وإيران بجدارة لإبقاء لبنان في حالة فراغ سياسي بانتظار اللحظة المؤاتية لمصلحة النظام السوري في لبنان والمنطقة على حدّ سواء&bascii117ll;
لقد أراد الرئيس السوري من خلال الإسراع بالاتصال الهاتفي للتهنئة بتشكيل الحكومة الجديدة في هذا الظرف بالذات وخلافاً لما كان يحدث في السابق كما يلاحظ معظم متتبعي الشأن السياسي، إظهار استمرار تحكمه بالمسار السياسي الداخلي في لبنان كما كان الوضع عليه لدى اقدامه على إسقاط حكومة الوحدة الوطنية نهاية العام الماضي وللدلالة أيضاً على ان كل الأحداث والتطورات التي حدثت في سوريا طوال الشهرين الماضيين لم تؤثر في اضعاف قبضته على الواقع الداخلي اللبناني وتأثيره في مسار الاحداث كما يذهب البعض في تحليلهم للاوضاع السائدة حالياً في سوريا&bascii117ll;
كما اراد الرئيس السوري كذلك، بعث اكثر من رسالة الى الغرب والدول الاقليمية والغرب عموماً، بأنه ما يزال قادراً على الامساك بالورقة اللبنانية بيده في مواجهة كل الضغوطات التي تمارس على سوريا من اكثر من اتجاه في الوقت الحاضر، وبإمكانه اللعب بهذه الورقة متى شاء من خلال حلفائه المخلصين في حال استمرت هذه الدول بانتهاج سياسة التضييق على النظام السوري من اكثر من اتجاه، وقد يكون من ضمن خياراته المطروحة تعميم الفوضى وعدم الاستقرار في هذا البلد كما كان يفعل في كثير من الاوقات. (...)
على سوريا أن تختار طريقاً نهائية
ـ 'النهار' سركيس نعوم: عن انتخابات الرئاسة المصرية والمرشحين فيها تحدّث المسؤول المخضرم نفسه الخبير في الشرق الادنى داخل 'الادارة' الاميركية المهمة اياها، قال: 'الدكتور محمد البرادعي لا يصلح للرئاسة. فهو إما مُستشرق او مُستمصِر. الحديث يتردد اكثر عن احتمال وصول عمرو موسى الامين العام السابق لجامعة الدول العربية الى الرئاسة. انه سيئ وجزء من النظام القديم. لكن له شعبيته عند المصريين. ومرد ذلك الى سببين. الأول، ان مبارك الرئيس اقصاه عن وزارة الخارجية وارسله الى 'الجامعة' المشار اليها بقصد التخلص منه منافساً محتملاً له. اما الثاني، فهو حصوله على شعبية في الشارع بعد اغنية 'شعبان عبدالرحيم 'شعبولا ' 'بحبّ عمرو موسى وبكره اسرائيل'. لنعد الى مصر ورئيسها المخلوع مبارك. هذا الاخير لم يكن قرّر حتى تاريخ إرغامه على التنحّي ترشيح ابنة جمال لرئاسة الجمهورية. ولا مرة، وفق معلوماتنا، قرّر مبارك ان جمال سيخلفه. سوزان زوجته ارادت ذلك وضغطت عليه، لكنه لم يتجاوب. كل ما فعله في هذا الخصوص انه قال لابنه: اذهب الى الحزب (الوطني الديموقراطي) وشوف. ذهب ولم ينجح في الحزب. يعني ذلك انه اقصاه. ويعني ذلك ايضاً انه (اي مبارك) أُقصي لسبب لم يكن صحيحاً'. علّقت: حسناً لكن مبارك كان يفكّر على ما تردد كثيراً في ترشيح نفسه لولاية رئاسية سادسة. لم يُعلِّق. لكنه ختم بحديث عن اليمن اشار في بعضه الى 'احتمال وقوع حرب اهلية متنوعة في اليمن: جنوب وشمال وقبائل و'قاعدة' وحوثيون وسنّة وشيعة'. ووصف فيه الرئيس اليمني علي عبد الله صالح بالمتغطرس والفوقي الذي يتعاطى مع الجميع من فوق بمن فيهم اقرباؤه الذين عيّنهم والذين يخافهم الناس'.
ماذا في جعبة مسؤول رفيع جداً في 'الادارة' المهمة الاميركية نفسها يتعاطى مباشرة مع قضايا الشرق الاوسط؟ سألته بداية عن سوريا وكانت التظاهرات الشعبية فيها بدأت، وتحديداً عن اسباب استبعاد قسم كبير من الذين قابلتُهم في واشنطن وخارجها ان تشهد هذه الدولة ما شهدته مصر وقبلها تونس من ثورة وتغيير. اجاب: 'صحيح. ان التكهّن في هذا الموضوع امر صعب جداً. وصحيح ان السلطات السورية المتنوعة 'كامشة' اي ممسكة بـ'الارض'. وصحيح ان ما جرى في حماه عام 1982 لا يزال في الذاكرة. لكن هذه الذكرى صارت بعيدة. ولا يعرف احد اذا كان تكرارها ممكناً في الظروف الراهنة، وخصوصاً اذا استغرق ذلك وقتاً، وبعدما اتجه المجتمع الدولي إلى ضرب الزعيم الليبي معمر القذافي بسبب العنف الشديد الذي يمارسه مع شعبه. فضلاً عن ان بشار الاسد، وعلى رغم مهاراته وخبرته التي تنامت، ليس والده حافظ الاسد. ما حصل في درعا السنّية كان مفاجئاً للجميع. وهي كما يعرف الجميع على الحدود الجنوبية مع الاردن. كنا كلنا نتساءل او نخشى ربما إذا كان سيحصل شيء ما في المناطق الشمالية حيث يوجد أكراد. يجب ان ننتظر لنرى ماذا سيحصل. اعتقد ان الرئيس الاسد سيستعمل اسلوبين في وقت واحد لمعالجة هذا الموضوع الامني – الاجتماعي – الديموقراطي – الاقتصادي المتفاقم. الاسلوب الاول، هو القيام باصلاحات قد تكون جزئية او غير جذرية وخصوصاً على صعيد الاقتصاد وغلاء السلع وعلى صعد اخرى. اما الاسلوب الثاني، فهو استعمال القمع والملاحقة بواسطة الاجهزة الامنية المتنوعة، ولكن بطريقة تحقق الاهداف المطلوبة من دون ان تدفع المجتمع الدولي الى الغضب وتالياً الى اتخاذ موقف سلبي من سوريا ونظامها. هذا الاسلوب المزدوج قد يمكّن الاسد الابن من الخروج من مأزقه الحالي، لكن ذلك على المدى المتوسط فقط، اذا نجح، وليس البعيد. في النهاية عليه ان يختار'.
هل استطعتم اقامة حوار مع سوريا منذ وصول سفيركم الجديد روبرت فورد الى دمشق؟ اجاب: 'لا استطيع القول ان الحوار كامل وشامل. حقّق السفير بعض الامور، والاتصالات مستمرة. لكن 'الاختراق' لم يحصل بعد'. علّقتُ: كثيرون منكم يعتقدون ان سوريا الآن اضعف منها في السابق وخصوصاً حيال ايران الاقوى منها. ولا ادري اذا كان في استطاعة سوريا تخطّيها. اجاب: 'هذا امر يمكن ان تجرِّبه ايران مع سوريا في لبنان حيث لها اليد الطولى'. سألتُ: هل تعتقد ان التقدم في سوريا بمطالب صعبة قبل التخلي عن التحالف مع ايران معقول؟ اجاب: 'لا اعتقد ذلك ولا تستطيع ان تفعل ذلك. لكن بالحوار اذا مشت فيه سوريا يمكن التوصّل الى تفاهم متدرِّج حول الكثير من الامور. وفي النهاية على سوريا ان تختار في اي طريق تمشي'.
سألتُ: هل تعتقد ان ما يجري في سوريا الآن وفي البحرين يؤثر في لبنان؟ بماذا اجاب؟
العاصفة تهبّ قبل الساعة الأخيرة
ـ 'النهار' غسان الحجّار: هل من ارتدادات للوضع المتفجر في سوريا على لبنان؟ نعم بالتأكيد. ومن يقل غير ذلك يكن كمن يقيم في جزر السيشل معزولاً عن العالم ولا يتصل به الا بواسطة مركب يحمل المؤن، والأخبار، وفتات الحضارة. وقد يكون أسرع ما بلغ تلك الجزر هو وباء الإيدز، أي المرض القاتل المتأتي من السياحة، وخصوصاً الجنسية.يأتينا المرض القاتل للبنان من الجارين على السواء، الجارة العدوة اسرائيل، والجارة الشقيقة سوريا. فإسرائيل كلما وجدت نفسها في الزاوية، انتقمت في لبنان وجربت الأنواع الجديدة من الأسلحة فيه، لأن لا امكان للحرب مع مصر والأردن، وأيضاً مع سوريا، اذ وفرت لها الدول الثلاث الحماية لحدودها وبنت معها اتفاقات سلام منظورة وغير منظورة، وساهمت أيضاً في تحويل بندقية 'المقاومة'، فلسطينية في البدء، ولاحقاً لبنانية، الى الجنوب، فتحوّل اهتمام اسرائيل اليه، بل الى العمق اللبناني الذي دمرته مراراً في غياب أي دفاع مشترك أقرته اتفاقات الأخوة والتعاون بين لبنان وسوريا.
والى سوريا، يذكر مؤرخ من الضالعين في السياسة اللبنانية زمن عزها، انه كلما كانت ولاية الشام قوية كانت بيروت ضعيفة والعكس صحيح. ويعني ذلك ان سوريا لا تفيد لبنان في ذروة قوتها اذ سعت دوماً الى ابتلاعه، ومصادرة قراره، وسياسته الخارجية خصوصاً، بل وتفردت في حكمه مرات عدة، حين كان عالم العرب يتلهى بقضاياه.
وسوريا لا تفيد لبنان في لحظات ضعفها، بل على العكس، فهي لا تجد منفذاً سواه، فيصير ساحتها للعب مع الدول الكبرى، والصندوق المفضل لتبادل الرسائل الإقليمية والدولية، ويصير، اذا لم تمسك زمامه، رمالاً متحركة للتنظيمات والأحزاب التي تحركها دمشق، أو على الأقل 'تمون' عليها.
ومع الضوء الأخضر، تتفلت تنظيمات من عقالها ويصير الإرهاب سيد الساحة، وتدخل على خطه أجهزة عدة تفيد من اللحظة، أي لحظة سقوط الدولة في لبنان، وما أكثرها من لحظات!
ماذا عن الارتدادات المرتقبة؟ يبدو ان النظام السوري ما زال يملك الكثير من أوراق اللعبة وآخرها ورقة الحكومة اللبنانية، ويحسب النقاط لمصلحته، أو على الأقل هكذا يتهيأ له. فدمشق في هذه الأيام لا تشعر حتماً بقوتها في ظل حصار عربي واقليمي ودولي بدأ يطبق على النظام. وهي، رغم تحذيرات وزير خارجيتها وليد المعلم التي تشبه نداءات الاستغاثة، تهادن نوعاً ما، كما فعلت في عز أزمتها بعيد خروجها من لبنان العام 2005، لتمرير العاصفة.
لكن العاصفة، اذا ما هبّت مرتين، واشتدت، فإن النظام السوري سيمضي وفق المقولة الشهيرة 'عليَّ وعلى اعدائي' وسيفعل، كما نظام معمر القذافي، وعلي عبدالله صالح، عندئذ ستكون الارتدادات على لبنان كبيرة، وعندها تكون قد حانت الساعة، ساعة احصاء الخسائر، في انتظار الساعة الأخيرة.