قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الأربعاء 15/6/2011

حكومة مأزومة

ـ 'النهار'
نبيل بو منصف:

الكاسب مأزوم والخاسر مأزوم مع هذه الحكومة الجديدة ولا حقيقة اخرى دون ذلك مهما قيل. الكاسب يأتي محمولا بويل ما ينتظره، والخاسر تراه لا يصدق ما يرى من وقائع معاكسة لمجرى المنطق. لكأن حكومة الاكثرية تسللت الى سدة السلطة بخديعة هي تدرك ان العالم يكمن لها على الكوع مترصدا اي حركة وموقف وإجراء ليأخذها بجريرة هذه 'الفعلة الانقلابية'. ولكأن خصومها يعيشون عنف القدر المتحكم بلبنان بميزان قوى مختل يأبى الا ان يعمل آخر خلجاته في تحكيم خصومهم.
في الواقع النظري ظن جمهور 14 اذار انه من رابع المستحيلات ان يتمكن حلفاء سوريا في لبنان من تشكيل حكومتهم فيما حليفهم الاقليمي الاكبر 'يعاني' تبعة القمع الدامي الجاري في سوريا. لكن هذا المستحيل حصل.
وفي الواقع العملي يظن جمهور 8 اذار ان النجاح في اخر الخطوات المتممة للانقلاب على فريق 14 اذار ستمر ببراعة المناورة والقدرة المستمرة للنفوذ السوري. لكن هذا النجاح الموقت محفوف بآلاف المزالق القابعة على الطريق.
وحتى مع الزهو الطافح لدى جمهور 8 اذار ثمة ما سيدعوه الى التوقف دوما للالتفات الى الوراء والامام وتحسس كل شاردة ووواردة تأتي لها هذه الحكومة المرصودة.
قد تكون هذه الخلاصات شديدة القسوة على الذات اللبنانية وربما جاحدة لانها تنكر اثر الحساسيات اللبنانية والطموحات الفائقة القوة الى نصب مشهد متغير فعلا بحصص واحجام بدت ماثلة في تركيبة الحكومة. ولكنها خلاصات واقعية في اقتناعات الناس الذين يتندرون بسخرية قاهرة ومريرة حول تفلت فرصة ذهبية لخطف لبنان من كل ماضيه القريب.
ومع ان السياسة ليست صنيعة الانفعالات وحدها، فان اهمال المشاعر غالبا ما يؤدي الى سقطات وحرائق قاتلة، وهذا الذي يجري في العالم العربي اكبر من ان يدحض بغير هذا الدليل. ولنقل ان ليس امام حكومة مأزومة بمكسبها سوى خيار واحد هو التزام تعهدات رئيسها نفسه بالحكم على افعالها.


العالم لا يسمح بحماة ثانيا

ـ 'النهار'

سركيس نعوم:

أجاب المسؤول الرفيع جداً نفسه الذي يتعاطى مباشرة مع المنطقة في الادارة الاميركية المهمة اياها عن سؤال: هل يؤثر ما يجري في سوريا وما جرى في البحرين، علماً انه يمكن ان يتجدّد، على لبنان؟ قال: 'اعتقد ذلك. واخشى ذلك'.
علّقت: لبنان 'ساحة' فيها سنّة وشيعة بينهم احتقان كبير. السنّة مع السعودية، والشيعة مع ايران وسوريا. أي تطور قد يحصل في البحرين أو في سوريا قد ينعكس ترجمة عملية للاحتقان المذكور على الأرض. هل انت من هذا الرأي؟ أجاب: 'اعتقد أن ايران واجهت قبل سنتين تظاهرات شعبية ضخمة قامت بها الحركة 'الخضراء' الاصلاحية. وقد نجحت في احتواء هذا الوضع المتوتر. الى متى تبقى ناجحة؟ لا ادري. لكن الوضع في المنطقة يُقلِق ايران وأخصامها والخائفين منها'. علّقت: ان التدخل العسكري السعودي في البحرين خطأ. ذلك أنه في حال عودة التظاهرات والمواجهات في البحرين قد يُحرَّك شيعة آخرين في الخليج بما في ذلك شيعة السعودية، الأمر الذي قد يهدد الاستقرار فيها بل في المنطقة كلها. وربما يحوّل ذلك الشيعة العرب ايرانيين. ردّ: 'لم يكن لايران نفوذ واسع في اوساط شيعة البحرين أو السعودية. يمكن ان يحصل ما تقول. او بالأحرى لا احد يعرف ماذا يمكن ان يحصل اذا 'فرطت' الأوضاع. ربما كما قلت يكون لايران مصلحة في حرب سنّية – شيعية في المنطقة. نحن نخاف حرباً كهذه، وانت تقول انك تراها آتية، انظر ماذا يحصل في اليمن'. علّقت: يُقال ان اليمن ستشهد حرباً اهلية تدوم طويلاً. ردّ: 'تماماً. هناك حوثيون شيعة أو قريبون من الشيعة وهناك سنّة وجنوبيون وقبائل و'قاعدة'. الوضع هناك صعب ودقيق جدا. السعوديون اخطأوا بقرار ارسال جنودهم الى البحرين. نصحناهم بعدم الاقدام على ذلك. واخطأوا ايضاً بعدم نصح الملك البحريني بتقديم تنازلات في اعقاب حوار مع المعتدلين الشيعة وخصوصاً جمعية 'الوفاق'. بل ربما اخطأوا في تحريض البحرين، اي مليكها ورئيس وزرائه. ولي العهد البحريني جيد وكان دائما في صف الحوار. وحاول، لكن هناك مشكلات داخل العائلة الحاكمة البحرينية'. قلت: رئيس حكومة البحرين، وهو للمناسبة عمّ الملك، متشدّد ويقال انه الرجل الأقوى في المملكة. علّق: 'هذا ما قصدته عندما تحدثت عن مواقف متنوعة أو متناقضة داخل العائلة الحاكمة. اما في مصر، فان الأمور لن تستقر في سرعة، لكنها تسير في طريقها الصحيح. الاستفتاء على تعديل الدستور حصل. وستُجرى انتخابات رئاسية ونيابية، والأمور ستمشي. وفي تونس ستمشي الامور ايضاً'. علّقت: لم اشك في ان امور مصر ستمشي. ردّ: 'أنت محق لأن مصر دولة. على كل، وكما قلت لك، اعتقد أن تونس سيمشي حالها. في الجزائر حصلت في تسعينات القرن الماضي حرب اهلية استمرت سنوات، وربما يخاف الجزائريون تكرارها. وهي تملك المال من النفط وكذلك الغاز، وستستعمل اسلوب انجاز مشروعات ارضاء للناس واسلوب القمع في وقت واحد'. علّقت: مثل سوريا. رد: 'نعم. لكن ذلك ينجح على المدى القصير والمتوسط فيها. اما الاردن فإن مليكه ورغم مشكلاته البنيوية يحاول  حلها او اصلاحها. والأمر نفسه بالنسبة الى المغرب'.
ماذا في جعبة مسؤول نشط في 'ادارة' مهمة اخرى داخل الادارة الأميركية عن الأوضاع والتطورات في سوريا والمنطقة؟ بدأ الحديث قائلاً : 'تفاجأنا بما يحصل في سوريا مثل كل العالم. ربما كانت عند النظام فيها أو عند قادته ثقة بالنفس مبالغ فيها'. سألت: هل تتكرر 'حماة' في سوريا؟ اجاب: 'الظروف مختلفة. العالم قد لا يسمح بذلك. ولن يسمح به. انظر الى ليبيا'. سألت: هل تشهد سوريا حرباً اهلية؟ اجاب: 'كيف؟'. رددت: تنشب حرب مذهبية داخل الصف الاسلامي. وهذه قد تستمر طويلاً. لم يعلّق على ذلك بل انتقل الى ليبيا قائلا: 'ان حسم وضعها يحتاج الى وقت'. سألت: هل تعتقد ان ما يجري في ليبيا حرب اهلية؟ كتائب القذافي فيها تضرب شعبها او غالبيته. علّق: 'نظرياً هذا صحيح. ولكن من قال إن الثوار او المتمردين يمثلون غالبية الشعب؟ ثم من قال ان اهالي طرابلس  كلهم مع القذافي؟ تظاهروا في البداية ضده.


كرة النار'... عند 8 آذار!

ـ 'النهار'
راحج خوري:

ربما كان من حظ سعد الحريري ان الزمن الغدّار والهدّار هذه الايام دار دورة كاملة تقريبا، منذ قام 'حزب الله' بإسقاط حكومته ثم بالانقلاب الذي نقل وليد جنبلاط الى ضفة 8 آذار، حيث جيء بميقاتي الى رئاسة الحكومة التي ولدت قيصرياً بعد خمسة اشهر من المعاناة والمقالب والمفاجآت الصاعقة عربياً ومحلياً! وعندما يقول ميقاتي: '… كان قراري ان اقدم على هذا الموضوع [أي التشكيل] لأن الامور بدأت تسوء الى درجة كان من الصعب معها تشكيل أي حكومة بعد اليوم'، فإن ذلك يؤكد ان قوة قادرة وقاهرة ضغطت اخيراً لاستيلاد حكومة 'شركة الشمال الوزارية المتحدة'، كما قال عبد الرحيم مراد. فقد كان من الضروري والمفيد ان نقرأ ان الرئيس بشار الاسد، الذي لا يرد على اتصالات بان كي - مون، وجد اول من امس، بعد ساعة من اعلان الحكومة، وقتاً للاتصال وتهنئة الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري فقط لا غير، بينما قرأ الناس في اليوم الثاني ان ميقاتي سافر لاداء العمرة اولاً... وربما للاستعاضة ثانياً!
طبعاً كل هذا تفاصيل يا طويل البال. فبغض النظر عن سيل الانتقادات التي صدرت عن 14 آذار وقولها إنها حكومة اللون الواحد وانها صناعة 'حزب الله' وبشروط سورية وايرانية، وبغض النظر عن الوزراء وفيهم الممتاز والمستحق كما فيهم الهامشي والمستزلم، فالمهم الآن بعدما ذهبت 'سكرة التشكيل' وجاءت 'فكرة المسؤولية' وحمل الاعباء، ان يتذكر الجميع انه صار هناك سلطة مسؤولة عن كل شاردة وواردة على ما يفترض.
إن مسؤولية تحييد لبنان عن الحريق الاقليمي المتعاظم تقع الآن على عاتق حكومة نجيب ميقاتي ومن جاء به، كما يقول اهل 14 آذار، وهذا امر ثقيل قياساً ببعض الحسابات الاقليمية. ربما لهذا اخطأ الامير طلال، لأن الحريري يركب الآن فعلاً حصاناً ابيض في مرمح المعارضة التي تراقب 'مسؤولين' سبق لهم ان برعوا في تعطيل المسؤولية!


استعجال البيان الوزاري والثقة استباقاً لسيناريوات دولية
دمشق تستدرج السعودية إلى الرمال اللبنانية

ـ 'النهار'

هيام القصيفي:

شهدت الفترة التي سبقت تأليف الحكومة شدّ حبال جوهرياً بين مساعي التأليف او عرقلته، ترجم حملات اعلامية وتنازلات مشروطة. لكن الصورة الجديدة التي خلصت اليها الحكومة، وبعيدا من الترويج لعوامل نضجها المحلية، اثبتت تغلب توجه على آخر، بعدما تمكن التحالف السوري - الايراني من تحويل الاشهر الخمسة كوقت ضائع، فرصة للانقضاض على الوضع اللبناني برمته.
وللمرة الثانية تمكن النظام السوري من تطويع حلفائه في لبنان بعدما اعطى كلمة السرّ لتكليف الرئيس نجيب ميقاتي، وصولا الى تشكيل حكومة.
ولم تكن الضغوط التي مورست في اللحظات الاخيرة لانجاز التشكيلة الحكومية، سوى تتويج لمسار، بدأ من خلال توجيه دمشق رسائل متناقضة الى الدول العربية والغربية حول دورها المفترض لبنانيا وسعيها الى تبديل اولوياتها الشرق الأوسطية وفك تحالفها مع طهران. وهذه الرسائل هي التي جعلت السعودية ومصر تغيبان خلال الاشهر الفائتة، عن الحدث السوري واللبناني فلا تبديان تعليقا، ولا تتدخلان في النزاع القائم دمويا في سوريا وسياسيا في لبنان. فيما كانت تركيا تتقدم بقوة على الساحة السورية لتقول كلمتها المناهضة لسياسة الرئيس السوري بشار الاسد، وكذلك فعلت قطر في التلويح اكثر من مرة بنكثه بوعوده في لبنان وسوريا على السواء.
ففي الاسابيع الأخيرة بدا &ldqascii117o;حزب الله&rdqascii117o;، بحسب المراقبين المحليين، انه امام خيارين لا ثالث لهما، حيال تدهور الوضع السوري: فإما ان ينكفئ الى مناطقه ويحكم سيطرته الامنية عليها، واما ان يتحكم باللعبة السياسية الداخلية ويجر بذلك حلفاءه اليها من خلال سلطة مركزية قوامها رئيس الجمهورية ورئيس مجلس الوزراء وحكومة مكتملة النصاب. وبذلك يكون قد حقق انقلابه الفعلي من خلال حكومة حيّد فيها النائب وليد جنبلاط وعزز موقع حلفائه، وجرّ رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء الى موقع المضطرين للدفاع عنها تجاه المجتمع الدولي والقرارات الدولية، بدل ان يكون مستفردا في قوقعته وحيدا.
لكن ماذا بعد التأليف؟
للمرة الاولى منذ ان نعى وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل التفاهم السعودي - السوري في شأن لبنان، تستدرج دمشق الرياض التي آثرت الابتعاد في الاشهر الماضية، الى الرمال اللبنانية. وهنا السؤال البديهي: الى اي مدى ستقف السعودية على حياد حيال الانقلاب السوري في لبنان، ولا سيما ان من شأن موقف الرياض ان يتقاطع مع موقف قطر المتبدل منذ اشهر، ومع تركيا التي كانت تنتظر الانتخابات العامة فيها للانصراف الى معالجة الوضع السوري، قبل ان يباغتها الاسد بضربة سريعة.
وكذلك ثمة ترقّب لكيفية ارتداد الاحداث السورية على الوضع الحكومي واللبناني برمته، وخصوصا اذا ما نحت منحى دراماتيكياً جمعة بعد اخرى، كما حصل في جسر الشغور. من هنا يمكن فهم الاستعجال لصوغ البيان الوزاري والذهاب نحو جلسة الثقة في اسرع من المتوقع، كي لا تباغت الاحداث السورية الحكومة الجنين، قبل ان تتسلم مفاتيح الحكم. فتثبيت اقدام الحكومة يتعدى المصالح الداخلية الضيقة والتعيينات وتعزيز حصص الطوائف، ذلك ان سوريا تدرك انها مقبلة على معركتين دوليتين هما القرار الاتهامي والقرار الدولي في مجلس الامن، وهي تحتاج الى ادوات العمل كلها لمواجهتهما.


الهبة ـ التضحية: من مارسيل موس إلى نبيه برّي

ـ 'المستقبل'

وسام سعادة:

لا أصل لـ'الهبة التضحية' التي قضت بمبادرة 'شيعية' إلى توزير 'سنّي' مكان وزير 'شيعيّ' إلا في كلاسيكيّات علم الأنثربولوجيا، وفي الدروس المستقاة من المجتمعات البدائية. ففي مطلع القرن العشرين، اشتهرت نظرية مارسيل موس حول 'الهبة'، حيث أدرك مؤسس المدرسة الأنثربولوجية الفرنسية أنّ المجتمعات البدائية لا تحتكم في تبادلاتها إلى البيع، ولا حتى إلى المقايضة، إنّما تصرّف أعمالها بالوهب والوهب المضاد. بذل العطاءات أو الهدايا. تقبّلها. ثم ردّ الجميل الذي لم يكن مطلوباً في الأصل، لكنه يتحوّل بمجرّد تلقّيه إلى دَين مرهق في العنق، لا بل إلى عملية إذلال.
يقول مارسيل موس، وفي باله المجتمعات البدائية، أنّ 'الهبة المعطاة تخفض منزلة من يتقبّلها، خصوصاً إن لم تكن لديه نيّة المعاملة بالمثل'. هذا القول يختصر ويكشف في آن الحيلة المنسوبة إلى الرئيس برّي، في توزير سنّي إضافيّ مكان شيعيّ لكن بقرار شيعيّ. وفي الروايات، أنّ الفكرة طرأت كـ'خاطرة' وجدانية على الرئيس برّي وهو يتحرّك بسيارته في اتجاه القصر الجمهوري. طبعاً، مع ذكر رواية أخرى، تتحدّث عن 'اتصال' بين رئيس المجلس وزعيم حزب السلاح. في الحالتين طبعاً، ثمّة معالم إشراقية وشطحات صوفية لهواة النوع!!
إلا أنّ ذلك غير صحيح. ليس العرف وحده يكشف لاميثاقية هذه 'الهبة التضحية'. ثمّة أيضاً نص دستوريّ صريح. فالنصّ نفسه الذي يحكم بالمناصفة في مجلس النواب بين المسيحيين والمسلمين يعود فينصّ على أن توزّع 'نسبياً بين طوائف كل من الفئتين'، وبما أنّ المناصفة في مجلس النواب هي الأصل الذي يجد سريانه أيضاً في المناصفة في مجلس الوزراء، كان مبدأ أن توزّع المقاعد الوزارية كما النيابية 'نسبياً بين طوائف كل من الفئتين' موجباً ميثاقياً أساسياً.
يمكن طبعاً أن يقال إنّه في ظرف استثنائي قد يجاز أن تكون حصة السنّة أكبر أو أصغر من حصة الشيعة بوزير او بوزيرين. لكن أين هو الظرف الاستثنائي هنا؟ فيصل عمر كرامي؟ أحمد كرامي؟ هل ثمّة تقصير في الكفاءات داخل الطائفة الشيعية كي لا يكون بمقدورها تأمين وزير شيعي سادس؟ يمكن طبعاً تركيب عدد كبير من الأسئلة المشابهة للتأشير على قلّة ميثاقية 'الهبة التضحية' بوزير شيعي لصالح وزير سني إضافيّ، لكن أهم الأسئلة يبقى: هل المرجع الصالح لتنازل طائفة عن جزء من حصّة مشاركتها السياسية هما قادتها السياسيّون الحاليّون؟ ويا لها من مفارقة مضحكة مبكية أن يكون هؤلاء القادة النجباء الميامين قد استمدّوا شرعيتهم ذات يوم من الخروج على 'الإقطاع السياسيّ' كما كانوا يسمّونه؟ إن لم يكن 'الإقطاع السياسيّ' هو في هذه 'الهبة التضحية' المليئة بالعنف فأين يكون إذاً؟


الظن بحكومة ميقاتي

ـ 'السفير'
ساطع نور الدين:

اذا صح أن الرئيس السوري بشار الاسد هو الذي &laqascii117o;ضغط" من أجل التشكيل المفاجئ لحكومة الرئيس نجيب ميقاتي، فإن ذلك يزيد الغموض والالتباس في تحديد وظيفتها، في ضوء الزلزال الذي يضرب سوريا حاليا، والذي لا يمكن لأي استثمار لبناني ان يخفف من أضراره.
لا أحد يشك في أن الرئيس الاسد هو الذي أسقط حكومة الرئيس سعد الحريري، لأسباب معروفة جيدا. لكن &laqascii117o;توجيهاته" الاخيرة الى حلفائه اللبنانيين التي ساهمت كما يقال في ولادة حكومة ميقاتي بناء على تضحية شيعية غير مسبوقة، تعني انه هو شخصيا الذي عطل التشكيل طوال الاشهر الخمسة الماضية، لأسباب لا تزال مجهولة، ولا يمكن أن تنسب فقط الى انه كان ينشد اتصالا سعوديا أو أميركيا أو فرنسيا يحثه على سد الفراغ اللبناني المخيف، لكن خطوط الهاتف ظلت صامتة، ما دفعه الى التخلي عن تلك الورقة الحاسمة في مفاوضاته مع العرب ومع الغرب على حد سواء.
وهذه التوجيهات تثير جدلا أكثر مما تقفله. نظرية الخاصرة اللبنانية الرخوة لسوريا، غير مقنعة، لان الحكومة الجديدة لا يمكن إلا أن تزيدها ارتخاء، وهي لن تخدم النظام في دمشق في شيء، لا في ضبط الحدود أكثر مما هي منضبطة حاليا، ولا في مواجهة التحديات السورية الداخلية.. التي لا يمكن لأي عاقل أن يفترض أن ربطها بالتحدي اللبناني بأي شكل من الاشكال يساعد في حلها، لا سيما ما يتصل منها بالتوتر الطائفي الكارثي الذي بات يحكم البلدين معا، والذي لا يمكن الاعتماد في مقاربته على التجربة اللبنانية البائسة.
ليس من المنطق ولا من المفيد طبعا ان يوحي النظام بأنه ما زال قادرا على تشكيل الحكومات في لبنان.. بينما يواجه صعوبة جدية في تشكيل حكومة سورية جدية تنقل بلاده من حالة الازمة الى حالة التغيير والاصلاح، وبينما يجاهد من أجل تأتيه الاتصالات العربية والدولية بما يدعم صراعه الداخلي، لا بما يساوم معه على نفوذه اللبناني، الذي لم يعد صالحا لأي مساومة.
مثلما لن يقتنع أي لبناني بأن النظام في دمشق ما زال بالفعل يمتلك تلك القدرة ويتمتع باستخدامها، كذلك لن يقتنع أي سوري بأن حكومة جديدة في بيروت هي ضالته وسبيله للخروج من الازمة.. وكلاهما لن يقرأ في الإخلال بالتوازنات الطائفية في تلك الحكومة إنجازا أو خطوة على طريق تحرير النظام اللبناني من هويته الطائفية المدمرة، بل مجرد مناورة سياسية أملتها ظروف قاهرة، وعابرة.
لكن في مقابل التشكيك في تلك القدرة السورية، أو في جدواها اذا صح التعبير، يمكن الظن ايضا بأن حلفاء دمشق، لا سيما الشيعة منهم، قرروا بعد طول تردد وترقب، ان يقدموا مثل هذه الهدية، المرفقة بتضحية ثمينة، الى النظام في دمشق، لكي يطمئنوه الى &laqascii117o;خاصرته" اللبنانية، ولكي يتفادوا تحمل المزيد من مسؤولية تعطيل بلدهم وشل اقتصاده الذي يقترب من مستويات الخطر.
وينسحب هذا الشك على نظرية المواجهة التي تمثلها حكومة ميقاتي.. التي قد لا تجد من يواجهها لا في الداخل ولا في الخارج، لكنها ستجد الكثيرين ممن يريدون إهمالها، وإغفال لبنان كله.


حذر أميركي من حكومة ميقاتي... وترقب لبيانها الوزاري

ـ 'السفير'
جو معكرون:

هناك صمت رسمي في واشنطن بعد تشكيل حكومة نجيب ميقاتي يخفي تحفظا مبطنا على واقع سياسي جديد في بيروت قد يستدرج ضغوطا أميركية تبدو كأنها محتومة على الحكومة الجديدة مع انتظار بيانها الوزاري لمعرفة توقيت وحجم ووتيرة هذه الضغوط.
أجواء الإدارة الأميركية فيها &laqascii117o;حذر كبير" وترقب قبل اتخاذ موقف حاسم من التشكيلة الحكومية الجديدة، هناك من يصفها بأنها حكومة &laqascii117o;حزب الله" ومن يعتبر أنها ستكون على الأقل &laqascii117o;حكومة استقرار" في ظل الأحداث المتسارعة في لبنان وحوله. مضمون البيان الوزاري المرتقب سيحدد حجم شد الحبال بين الإدارة والكونغرس حول السياسية الأميركية في لبنان لان الضغوط الأميركية على هذه الحكومة تبدو محتومة، لكن لغة البيان الوزاري ستحدد وتيرة هذه الضغوط، أي إذا ما ستكون إجراءاتها متسارعة أو بطيئة واذا ما ستطال المساعدات العسكرية للجيش اللبناني رغم تأكيد البنتاغون حتى الساعة أن لا تعديل على برنامج المساعدات.
من ناحية التركيبة الحكومية، هناك تحفظ أميركي على عدم اعطاء رئيس الجمهورية ميشال سليمان وزارتي الدفاع والداخلية الأمنيتين كي تبقيا ضمن حصة &laqascii117o;جهة محايدة". وهناك تحفظ بدرجة أقل على مسألة وزارة العدل شرط الا تتأثر تركيبة السلك القضائي التي وضعت عام 2005 ولا يتأثر التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، وهناك ارتياح لتسلم الوزير محمد الصفدي لوزارة المالية.
وفي الحديث عن محاسبة المسؤولين الحكوميين، هناك تركيز متزايد على ثلاث شخصيات هي المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن العقيد وسام الحسن والنائب العام التمييزي القاضي سعيد ميرزا. وهناك تحفظ اميركي على عدم قيام رئيس الحكومة سعد الحريري بتصريف الاعمال في المرحلة الفاصلة بين سقوط حكومته وتشكيل الحكومة الجديدة.
الادارة الاميركية لن يعنيها ذكر قرار مجلس الامن الدولي الرقم 1559 في البيان الوزاري ولن تكون بالتالي مسألة صدامية لان الحكومة السابقة لم تتطرق الى هذا القرار في بيانها الوزاري، على عكس قرار مجلس الامن 1701 الذي هو أمر اساسي بالنسبة الى تقييم الادارة لبرنامج الحكومة. وتبقى المسألة الاهم، بالنسبة الى الادارة الاميركية، عدم وجود &laqascii117o;لغة مواجهة او لغة شرطية" بل &laqascii117o;دعم مطلق" بالنسبة الى المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، مع اشارة اميركية متحفظة على كلام وزير الخارجية عدنان منصور حول المحكمة الدولية. وقد لا يكون هناك اي تحفظ اميركي يُذكر على البيان الوزاري في حال اعتماد لغة البيان الوزاري الآخير حول سلاح &laqascii117o;حزب الله" والقرار 1701 والمحكمة الدولية.
اما البوادر الاولية لموقف الكونغرس فعبّرت عنها رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اليانا روس لهيتينين التي اصدرت بيانا قالت فيه انه يجب التأكد من ان &laqascii117o;لا اموال اميركية تتوفر الى حكومة حزب الله التي تشكلت في لبنان" واضافت &laqascii117o;على مدى سنوات حذر اعضاء الكونغرس من انه ليس من الحكمة تمويل حكومة لبنانية يشارك فيها حزب الله. كان واضحا ان نفوذ حزب الله ينمو وان السلطة التنفيذية ليس لديها استراتيجية طويلة الامد للتعامل مع هذا الواقع ولا خطة طوارئ لمنع المساعدة الاميركية من الوقوع في الايدي الخطأ".
وتابعت ليهتينين &laqascii117o;حتى عندما اطاح محور ايران - سوريا - حزب الله بالحكومة اللبنانية في كانون الثاني، كان واضحا ان الحكومة القادمة سيكون حزب الله مسيطرا عليها، الادارة حافظت على خط انابيب تدقف المساعدات". وقالت النائبة الجمهورية &laqascii117o;الآن حزب الله وجماعته يسيطران على الحكومة اللبنانية ويستفيدان على الارجح من سنوات المساعدة الاميركية، بما في ذلك للجيش اللبناني". وأضافت &laqascii117o;لا يمكننا التراجع عن اخطاء الماضي، لكن يمكننا التعلم منها والحفاظ على اموال دافعي الضرائب". ودعت الادارة الاميركية الى &laqascii117o;قطع فوري للمساعدات للحكومة اللبنانية ما دامت اي مجموعة متشددة عنفية، مصنفة من قبل الولايات المتحدة على انها منظمة ارهابية اجنبية، تشارك فيها".


حصة الأسد" الوزارية للعونيين تضعهم على محك شعاراتهم

ـ 'السفير'

دنيز عطاالله حداد:

يحق للعماد ميشال عون و&laqascii117o;التيار الوطني الحر" أن يشعروا بالرضى عن حكومة نجيب ميقاتي الثانية. نجحوا في أخذ حصة الاسد فيها. لا يغيّر في الوقائع اتهام خصومهم بأنه لولا &laqascii117o;الأسد السوري"، ولولا &laqascii117o;الدعم المطلق" لـ&laqascii117o;حزب الله" لما نالوا ما نالوه. وها هو &laqascii117o;التيار"، والمنضوون بالتحالف طوعاً تحت جبته، ينجحون في &laqascii117o;اكتساح" المقاعد الوزارية. وللمرة الاولى، ينال حزب سياسي مسيحي هذا العدد من الوزراء في حكومة واحدة. وللمرة الأولى سيكون أمام &laqascii117o;التيار" وحلفائه فرصة لوضع أفكارهم &laqascii117o;الإصلاحية والتغييرية" على أرض الممارسة.
يعي قياديون في &laqascii117o;التيار" ما يترتب على هذا الوضع من مسؤولية. ويقول أحد النواب &laqascii117o;لقد سعينا جاهدين الى الوصول الى هذه الصيغة. ونحن نعتبر ان ما نلناه هو حقنا البديهي. وندرك تماما الاعباء التي وضعت على كتفنا".
النقطة البارزة في ما يعنيه نيل &laqascii117o;التيار" وحلفائه الارجحية المسيحية الحكومية. ففي الحسابات المسيحية يمسك &laqascii117o;الوطني الحر" مفاتيح عدد من الوزارات الحساسة، في وقت ضائع إقليميا ومترجرج داخليا. ولا يسقط من هذه الحسابات الانتخابات النيابية المقبلة. وقد توزع وزراؤه مناطقيا ومذهبيا على امتداد الخارطة الجغرافية والمذهبية المسيحية. وهذا مما يفرض على القوى المنافسة على الساحة المسيحية، وحتى على بعض الحلفاء المفترضين، مضاعفة عملهم وتكثيف حضورهم، الذي قد يبقى مقصراً عن إدراك من هم في السلطة.
فبحسب أحد مسؤولي &laqascii117o;14 آذار" ان &laqascii117o;مشكلة التيار الوطني الحر في الحكومة ليست في كيفية الادارة التقنية للوزارات، لكن المشكلة الحقيقة هي في الموقف السياسي العام. ذلك أن &laqascii117o;التيار الحر" أخذ في الشكل أكبر حصة وزارية. أما في المضمون فهي حكومة تأتمر بأمر واحد وان كان يتناوب عليها قائدا اوركسترا: سوريا و&laqascii117o;حزب الله".
ويعتبر المسؤول نفسه &laqascii117o;ان ميشال عون قطع كل علاقة له مع المجتمع الدولي وباتت علاقته الوحيدة هي مع النظام السوري ومع الجمهورية الايرانية عبر وكيلها اللبناني. وبالتالي لا يغير في شيء أو يضيف شيئا منح وعطايا شكلية للمسيحيين، هي أقرب الى &laqascii117o;سمحة نفس"، لا يمكن التأسيس عليها. فقرار هؤلاء الوزراء مرتبط بمن وزّرهم. وما دام عون تعهد لي ذراع أميركا من مليتا (اقليم التفاح) ومواجهة العالم وقراراته الدولية، فإن &laqascii117o;حزب الله" وسوريا على استعداد لإعطائه كل الحكومة وليس الحصة الاكبر فيها". هذه المقاربة يوافق عليها نائب في &laqascii117o;المستقبل" يرى ان &laqascii117o;عون وضع كل بيضه في سلة &laqascii117o;حزب الله" وسوريا. وبالتالي هو لا يستطيع إلا أن يذهب أبعد منهما في الحرص على مصالحهما والدفاع عن مشروعهما".


العــونـيــون: وزارات &laqascii117o;المـواجـهــة" لـنــا!

ـ 'السفير'

ملاك عقيل:

مع ولادة حكومة &laqascii117o;كلنا للوطن كلنا للعمل" انقلبت الآية. البراغماتية تقود البعض من أهل الرابية الى الاعتراف بواقع انه لو شارك مسيحيو 14 آذار في الحكومة لم يكن عون ليحصد &laqascii117o;غلّته الوزارية الثمينة". هنا تتقدّم النوعية على الكمية، من دون اسقاط عامل &laqascii117o;استشراس" عون لرفع رصيد المشاركة المسيحية الى حدها الاقصى. &laqascii117o;المزاد" العوني فتح عمليا، في أولى أسابيع المفاوضات، على 14 وزيرا للحصول على 12. والحرب النفسية مع بعبدا قادت الرابية الى الترويج لبروباغاندا &laqascii117o;صفر وزير لرئيس الجمهورية... او وزير واحد بافضل الحالات". تراجعت الحصة &laqascii117o;البرتقالية" الى حدود العشرة وزراء لكن عون، المنتصر الاول، كرّس نفسه رقما صعبا في بازار التأليف من الفه الى يائه. يتحدث العونيون هنا عن وضع يدهم على &laqascii117o;وزارات مواجهة" وليس حقائب ترضية. بالاحرى، الابقاء على الاتصالات والطاقة تحت سيطرة الرابية، والدخول للمرة الأولى الى &laqascii117o;دهاليز" العدل. &laqascii117o;الجبهة" التي يرى كثيرون من &laqascii117o;التيار" انها ستشهد &laqascii117o;أم المعارك" مع بقايا &laqascii117o;فلول" الحقبة الحريرية. اما الداخلية فقصة اخرى. الرابية تثق بالجنرال مروان شربل وتراهن على &laqascii117o;طباعه التي تنفر من التسويات والتركيبات تحت الطاولة، ولولا ذلك لما كانت حكومة ميقاتي قد ولدت"!
لا العام 2005 الذي ذاق فيه طعم خسارة مقعد بعبدا، ولا العام 2009 حين اختبر تجربة الانسحاب من ساحة النيابة &laqascii117o;المضمونة"، كان كافيا لاقصاء المحامي شكيب قرطباوي عن اللائحة الذهبية لمرشحي الرابية. حقيبة العدل المقدّمة من عون الى المناصر والحليف العوني هي قبل كل شيء عربون وفاء لصديق &laqascii117o;الجنرال" في السراء والضراء الذي لا يحمل بطاقة حزبية. ابن &laqascii117o;دولة القانون" لا يهادن ولا يساير. وقبل ان &laqascii117o;يجيّر" له وزير العدل السابق ابراهيم نجار كتاب رئيس الجمهورية بشأن احالة ملف اللواء اشرف ريفي الى النيابة العامة التمييزية كان النقيب، قبل ان يصبح وزيرا بأيام، قد اعطى دفعة على الحساب في احكامه التي لا تحتمل الاجتهاد &laqascii117o;قوى الامن الداخلي، كما رئيسها، تخضع لسلطة وزير الداخلية، وعلى المدير العام التقيّد بالاوامر وبسلطة الوزير". &laqascii117o;متطرفو" الاصلاح والتغيير في الرابية يرون ان ورشة المحاسبة الحقيقية تبدأ من قصور العدل. ويرون ان المهام الملقاة على النقيب قرطباوي توازي حقائب التكتل كلها....


قوى 14 آذار تنتهج خيار المعارضة المواجهة وتحدّي الشرعية الدولية
وتعتمد المقاومة السياسية الشرسة لإنقاذ البلاد من تداعيات محتملة

ـ 'اللواء'

محمد مزهر:

بعد أكثر من أربعة أشهر ونيف، على تكليف قوى الثامن من آذار، الرئيس نجيب ميقاتي، تشكيل الحكومة، تصاعد أمس الأول، الدخان الأبيض، من القصر الجمهوري، إيذانا بولادة حكومة اللون الواحد، التي سبق خروجها إلى الحياة، مفاوضات معقّدة وشاقّة، ولا سيّما في اللحظات الأخيرة، بين كل من رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، ورئيس مجلس النواب نبيه برّي، والرئيس المكلّف نجيب ميقاتي&bascii117ll;
تلك الأسس وفق ما يشير مصدر قوّاتي بارز لـ?<اللواء> قائمة على المعارضة الشرسة وفق الأصول الديمقراطية، المرجع يراهن في المقابل على أن لا يطول عقد الأكثرية الجديدة التي تشكّلت منها الحكومة طويلاً، لأنّ هذه الأكثرية، تسبح عكس تيّار التغيير الحاصل في الوطن العربي، مؤكداً أنّ تلك الحكومة ستتآكل سريعا إذا ما فكّرت الدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي والشرعية الدولية، مشدداً في المقابل على أهمية ألا يندفع لبنان في مواجهة المجتمع الدولي&bascii117ll; وعن إمكانية حصول لقاء عاجل بين قيادات قوى الرابع عشر من آذار، يوضح المرجع أنّ التنسيق قائم وبشكل دائم بين قيادات <14 آذار>، إما عبر التواصل غير المباشر، وإما عبر اللقاءات السريّة&bascii117ll;
المستشار السياسي لرئيس <حزب الكتائب> سجعان القزّي يرى عبر <اللواء> أنّ <أسلوب المواجهة الذي تعتمده قوى الثامن من آذار، لم يبدأ مع تأليف الحكومة، بل بدأ منذ العملية الانقلابية التي أطاحت بحكومة الرئيس سعد الحريري، وللأسف قوى الرابع عشر من آذار لم تواجه بشكل فاعل انقلاب <حزب الله>، ولم تواجه التحدّي بالتحدّي، بل اعتمدت على بعض الخطابات النارية في 14 شباط و13 آذار وكان الله يحب المحسنين>&bascii117ll; القزّي يرى أنه <لو انتهجت قوى الرابع عشر من آذار منذ البداية المعارضة السياسية الوطنية، لما كان الرئيس نجيب ميقاتي واصل عملية التأليف، ولا كانت قوى 8 آذار تمكنت من تشكيل الحكومة، لكن للأسف بعض القيادات الأساسية في الرابع عشر من آذار، راهنت على أنّ التطورات الحاصلة في المنطقة العربية ولا سيّما في سوريا كفيلة بإسقاط التكليف ومنع التأليف، الأمر الذي لم يتحقق، فرأينا كيف أنّ النظام السوري الذي يترنّح في دمشق ينتعش في بيروت عبر حكومة تشكيل حكومة حزب الله>&bascii117ll;مستشار الرئيس الجميّل، يطالب قيادات الرابع عشر من آذار برفع التحدّي <وهذا يتطلّب من هذه القيادات، التداعي إلى عقد لقاءات مكثّفة، ووضع خطّة تحرّك، للمرحلة المقبلة، تكون كفيلة بإنقاذ الوطن الواقع اليوم في قبضة الفريق الانقلابي>، مؤكدا أنّ <إدارة المعارضة، لا يمكن أن تكون عبر المراسلة، بل في الساحات والحضور، خصوصا وأنّ البلاد أمام استحقاق ربّما قريب وهو صدور القرار الاتهامي، وبالتالي في حال لم تدر قوى الرابع عشر من آذار، زمام الأمور بشكل منظّم، فهذا سيساهم مجددا في فشل القوى الاستقلالية بالمعارضة، مثلما فشلت في إدارة الملف الحكومي>&bascii117ll;القزّي يرى أنّ ما يقوله يجب أن يكون تحفيزاً لقيادات الرابع عشر من آذار لاستعادة زمام المبادرة، موضحا أنّ <المطلوب اليوم من قوى 14 آذار اتخاذ المواقف الوطنية الحازمة، والتكاتف في ما بينها، والانطلاق بمعارضة بنّاءة، لا سيّما وأننا مقبلون على أيام لا تخلو من الأخطار جنوباً وشمالاً، وبالتالي في حال ترك الأمور هكذا فإنّ حكومة اللون الواحد لن تألو جهدا في نقض كل الثوابت الوطنية وانتهاك القرارات الدولية، وعدم التعاون مع المحكمة الدولية>&bascii117ll;

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد