ـ 'السفير'
دمشق والحكومة: ضبط الفلتان السياسي.. والأمني
نبيل هيثم:
أطلقت الولادة المفاجئة للحكومة الميقاتية الكثير من التكهنات حول مصدر الوحي والأمر بإبصارها النور بعد طول انتظار، وزرعت مسارعة الرئيس السوري بشار الاسد للتهنئة فور اصدار مراسيم التأليف، في اذهان كثيرين قناعة بأنه لولا القرار السوري لما بعثت هذه الحكومة الى حيّز الوجود.
وبمعزل عما اذا كان لسوريا دور مباشر في تشكيل الحكومة ام لا، فإن لها اسبابا كثيرة لا تدفعها لأن تعتبر نفسها اكبر الرابحين والمستفيدين من هذا التشكيل فحسب، لا بل تدفعها لأن تجاهر بارتياحها لانجاز هذا الحدث اللبناني، ومنها، انها حكومة سوريا الأولى من نوعها بعد العام 2005، في استكمال واضح لقرار اسقاط حكومة سعد الحريري.
واذا كان تشكيل الحكومة مصلحة لبنانية عليا، فإنه يشكل مصلحة سورية عليا ايضا، وخاصة في ظل واقع الأحداث التي تشهدها سوريا، وبالتالي أن تكون هناك حكومة لبنانية مسؤولة عما يجري على ارض لبنان من الحدود جنوبا الى الحدود شرقا وعن الخيارات السياسية الاستراتيجية وأن تلتزم بمضمون اتفاق الطائف الذي يتحدث عن العلاقة المميزة مع سوريا وكذلك بمعاهدة الاخوة والتعاون والتنسيق والاتفاقيات المنبثقة عنها، فهذا كله يعني أن سوريا كانت من اكثر المتضررين من حالة الفراغ السياسي المفتوحة على شتى الاحتمالات وكذلك من الفلتان السياسي - الامني ـ الاعلامي الذي تبدى واضحا في كيفية تعاطي جهات لبنانية وازنة مع ما يجري في سوريا من احداث.
ومن النافل القول أن هذه الحكومة تطوي بالنسبة إلى دمشق مرحلة ما بعد الـ2005 وتؤشر لمرحلة جديدة في العلاقة اللبنانية السورية وهذا ما يرتب على السلطة السياسية إعادة الاعتبار للاتفاقيات الموقعة بين البلدين، وبالتالي رفع الضرر الذي أحدثته الأحداث الأخيرة على العلاقة اللبنانية السورية. ولعل البيان الصادر عن الجيش اللبناني قبل ثلاثة أيام ردا على بعض نواب تيار المستقبل الذين وجهوا انتقادات للجيش على خلفية أدائه على الحدود الشمالية، قد يشكل، أي البيان، بداية تلقف لهذا المنحى الجديد على صعيد العلاقة اللبنانية السورية.
هل يستوي مع ما تقدم، إصرار قوى &laqascii117o;14 اذار" وفريق سعد الحريري تحديدا على &laqascii117o;سورنة" الحكومة الميقاتية؟
بدا الحريريون وحلفاؤهم من اللحظة الاولى التي تشكلت فيها الحكومة وكأنهم كانوا ينتظرون التأليف على أحرّ من الجمر، ذلك انّ اصدار المراسيم اطلق رحلة العد التنازلي للعودة الى السلطة على انقاض ما اعتبروها &laqascii117o;حكومة ميقاتية مؤقتة"، مسارعين الى اشهار اسلحتهم بوجهها واطلاق النعوت والتوصيفات الاستفزازية والاتهامية كـ"حكومة اللون الواحد" و"الحزب الواحد" و"حكومة جسر الشغور" و"حكومة السلاح" و"حكومة المواجهة مع المجتمع الدولي" و"حكومة اطلاق يد &laqascii117o;حزب الله" في الاستيلاء على الدولة" الخ...
في المقابل، يسجل خصوم الحريري عليه جملة ملاحظات، أبرزها ان الحريري وحلفاءه قد يكونون اكثر من يعاني من سوء الرؤية، بدليل عدم اتفاقهم على مقاربة واحدة، ومن يلتقي عددا من أعضاء المكتب السياسي في &laqascii117o;تيار المستقبل" يكتشف هذا الواقع بالملموس، ذلك أنه منذ سفر رئيسهم سعد الحريري، المتوقعة عودته اليهم قريبا، لم يعقد اجتماع واحد ولم توضع أية رؤية لا تكتيكية ولا استراتيجية في حال استمرار الفراغ طويلا أو في حال تشكيل الحكومة أو في حال حصول انقلاب في سوريا يطيح بالقيادة الحالية!
أكثر من ذلك، كان المناخ السائد عند &laqascii117o;المستقبليين" أن الحكومة لن تولد على يد نجيب ميقاتي وهو يعيد النظر في حساباته كلها، ومن هنا شكل التأليف صدمة كبرى لهم ولكل فريق 14 اذار الذي كان قد بدأ يتصرف على قاعدة أن وليد جنبلاط حزم حقائبه وسيطلب الانضمام الى الأمانة العامة لقوى 14 آذار وأن نجيب ميقاتي سيكون مع محمد الصفدي وأحمد كرامي على موعد مع اعادة تموضع سياسي يقودهم الى التحالف مع 14 آذار، وهذه الوقائع الجديدة تعني عمليا عودة مظفرة لسعد الحريري الى السرايا الكبير.
- 'النهار'
خلاف على جبنة التعيينات بعد الحقائب الدسمة
اميل خوري:
بعدما ولدت الحكومة في الشهر الخامس، فإن غالبية الناس لا يهمها ان كانت حكومة اللون الواحد او حكومة الرئيس الاسد او حكومة 'حزب الله'، او من كان الرابح والخاسر فيها، انما يهمها ان تكون حكومة عمل وانتاج خدمة للوطن والمواطن، وهذا ما يحدد عمرها داخليا وإن كان يتحدد خارجيا بما ستسفر عنه الاحداث في سوريا وبطريقة تعاملها مع المجتمع الدولي.
وإذا كانت الحكومة قد تالفت بعد خمسة اشهر بسبب الخلاف على الحصص والحقائب، وهي ما كانت لتتألف لو لم تتنازل الطائفة الشيعية عن وزير من حصتها للطائفة السنية لتربح الوزارة بكاملها وتسير في سياستها، فهل يتفق اعضاء هذه الحكومة على مواجهة التحديات والاستحقاقات بموقف واحد ام انها تنفجر من الداخل كما انفجرت حكومة الرئيس سعد الحريري او يستقيل رئيسها اذا ما واجه مأزقا لا سبيل للخروج منه الا بالاستقالة؟
واذا كان في الامكان تجاوز الخلاف حول موضوع المحكمة الخاصة بلبنان وحول مسألة السلاح بايراد العبارات ذاتها التي وردت في البيان الوزاري لحكومة الحريري، فهل يمكن تجاوز ذلك عند صدور القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه باتخاذ موقف موحد منه او بترحيله الى هيئة الحوار الوطني لأن مثل هذا الموضوع يحتاج الى وفاق؟
وبما ان التعيينات الادارية والديبلوماسية والامنية والعسكرية هي الاهم وتتناول اكثر من 70 في المئة من الوظائف الشاغرة في ادارات الدولة، فإن السؤال المطروح هو: هل ستعتمد آلية لهذه التعيينات لمنع اي خلاف ولتقديم الكفاية والجدارة على اي انتماء سياسي وحزبي فتكون المحاصصة لكن على اساس اعتماد هذه الآلية والا كانت الادارة ادارة ازلام ومحاسيب... وولاء لغير الدولة.
ويذكر ان آلية التعيينات التي كان قد اقترحها الوزير فنيش من داخل الملاك تعطي الاولوية في ملء المراكز الشاغرة في الفئة الاولى للموظفين من الفئة الثانية بتحديد المواصفات المطلوبة في ما بين الوزراء المختصين ومجلس الخدمة المدنية ومكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الادارية، وان يعد مجلس الخدمة لوائح بموظفي الفئة الثانية في الملاك الاداري العام المؤهلين قانونا للترفيع الى الفئة الاولى على ان تودع هذه اللوائح كلا من ديوان المحاسبة والتفتيش المركزي والهيئة العليا للتأديب بتاريخ واحد لبيان ما إذا كان اي من هؤلاء الموظفين قد صدر بحقه عقوبة، وبعدها يتولى الوزير المختص رفع ثلاثة اسماء من اللائحة التي يتم اختيارها من لجنة مؤلفة من الوزير المختص ومن رئيس مجلس الخدمة ومن اختصاصي يسميه وزير شؤون التنمية الادارية، الى مجلس الوزراء تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب.
اما آلية التعيين من خارج الملاك فإن المواصفات تحدد بالطريقة نفسها للتعيينات من داخل الملاك. لذلك فإن التعيينات محكومة إما بالاختيار وفقا للمعايير والكفاية واما المحاصصة والمحسوبيات.
- 'النهار'
دول عربية 'تحوِّل' شيعتها إيرانيين !
سركيس نعوم:
عن الهدف من التدخّل الدولي في ليبيا تحدّث المسؤول النَّشِط نفسه في 'الادارة' الاميركية المهمة الاخرى عن متابعة الاوضاع في المنطقة ومنها سوريا، قال: 'الهدف هو البحث عن حل سياسي وليس إسقاط القذافي ونظامه. اما اذا سقط امام الثورة المتصاعدة ضده فذلك امر آخر. لكن الحوار الهادف الى البحث عن حل سياسي هو الأفضل. في ايران مارس الاصلاحيون ضغطاً شعبياً على السلطات، وليس على النظام ربما، فضُربوا وقُمعوا ولم يتحرّك احد لمناصرتهم'. علّقتُ: غالبية الاصلاحيين الايرانيين تقيم في المدن الكبرى. وعددهم ليس صغيراً على الاطلاق. لكن غالبية الشعب الايراني تعيش في الارياف، وهي لا تزال مع النظام. لذلك فشل الاصلاحيون في تحرّكهم. ردّ: 'هل تعتقد ان الـ500 الف طالب وشاب الذين تظاهروا في ميدان التحرير في القاهرة يمثّلون غالبية الشعب المصري؟ على رغم ذلك سقط النظام'. علّقت: هذه المقارنة لا تجوز. الغالبية في ايران كانت لا تزال مع النظام. اما في مصر فإنها لم تكن كذلك، ولأسباب كثيرة منها الفساد والفقر وغياب الحريات ونمو التيارات الدينية – السياسية. على كل لنراقب ايران ونر ما يمكن ان يحصل فيها مستقبلاً.
ماذا في جعبتك عن السعودية؟ سألتُ: اجاب: 'السعوديون اخطأوا في البحرين. الملك البحريني يريد حواراً من دون شروط ويريد وقف التظاهر قبل بدء الحوار. وذلك لا يمشي. ما يحصل في البحرين والسعودية يُحوِّل الشيعة العرب فيهما شيعة فارسيين. في السعودية عندما قرّر حكامها في السابق توفير فرص عمل لمواطنيهم الشيعة اعطوهم او بالأحرى اعطوا بعضهم مهناً يدوية. وهذا في رأيي احتقار وعدم اعتراف بهم كمسلمين. هؤلاء سيصبحون بلا شك عامل عدم استقرار في المملكة'.
ماذا عن الاردن؟ سألتُ، أجاب: 'انه غير مستقر. هناك فساد فيه. اردنيو الضفة الشرقية لا يتظاهرون ضد الفساد بل ضد حجب الاموال عنهم وإن كان مصدرها فاسداً. وهذا امر لم يكن يفعله الملك الراحل حسين. إذ كان يوزّع بعض المال الفاسد هذا على الرعية والناس فيشعر الجميع انهم مشمولون بنعمة المساعدة الملكية. وهناك في الاردن غضب شعبي على الملِكة'. علّقت: هناك انطباع عند كثيرين ان الايمان بدوام النظام الملكي يضعف تدريجاً عند اركانه والمؤيدين. كما ان هناك اقتناعاً عند البعض ان هناك في الحكم من يسعى الى 'فلسطنة' الاردن. ردّ: 'الغالبية الشعبية في الاردن فلسطينية'. علّقت: الخطير في الاردن في نظر البعض ان نمو التيارات الاسلامية الاصولية فيه يزيد بتدرّج ولكن بثبات الحساسيات بين الاردنيين الشرقيين ومواطنيهم الاردنيين الفلسطينيين، ومن شأن ذلك التمهيد ربما لقيام كيان فلسطيني في الاردن اي دولة فلسطينية الامر الذي يلغي الحاجة الى دولة فلسطينية فعلية على ارض فلسطين المحتلة. ردّ: 'اليهود يحلمون بذلك دائماً، ويفضّلونه ويرحّبون به إن حصل'.
سألتُ: هل النظام الحالي في العراق موقّت؟ الا ترى ان المحاصصة المتنوعة الحاصلة في هذه البلاد تشلّها وتحول دون بقاء الدولة؟ اجاب: 'قال رئيسكم في اجتماع له مع مسؤول اميركي رفيع يوماً ان لبنان لا يحكم بعشرة زائداً واحداً اي بالعدد او الغالبية العددية. لا بد من تفاهم وطني اجتماعي (Consensascii117s) بسبب التعددية فيه والتنوع. وضع العراق مشابه كثيراً لوضعكم. طبعاً العراق حالياً في وضع افضل بكثير. لكن الخطر لا يزال كامناً هناك. ويمكن ان يحصل مجدداً ما حصل فيه عامي 2005 و2006. وهناك خوف ان يتصرّف الاكراد بمبالغة في كركوك وغيرها، وأن يصرّوا على استقلالية مبالغ فيها، فضلاً عن انها ليست من حقهم بموجب الدستور. هذا تصرّف يتسبّب بمشكلات كثيرة وخطيرة. 'النجف' يحاول المساعدة في ايجاد الحلول لمشكلات العراق ولا سيما المرجع الابرز آية الله السيستاني'. علّقتُ: هناك تأثير ايراني واضح في العراق. هل يؤثّر ذلك على نفوذ اميركا فيه؟ ردّ: 'حسناً. لكن بعد اشهر نحن سننسحب من العراق ولا تعود لنا علاقة به. قد تبقى قوات اميركية فيه للتدريب. وسيبقى لاميركا نفوذ سياسي في هذه الدولة ووجود ديبلوماسي في عاصمتها ومناطق اخرى خارجها. وسيستمر التنسيق والتعاون الاميركي – العراقي'.
ـ 'النهار'
الحكومة سترحل مع من أتى بها
علي حمادة:
أخيراً شكل نجيب ميقاتي 'حكومة المطلوبين'. وللتذكير، فإننا نصفها بـ'حكومة المطلوبين' لأن مرجعيتها وشكلها ومضمونها، ومهماتها كلها تنبع من جهتين كانتا وستكونان مطلوبتين للعدالة. بداية النظام في سوريا الذي يمعن في قتل المدنيين الابرياء في المدن والقرى، وقد تجاوز عدد القتلى ألف وثلاثمائة وهم في ازدياد، وفي الوقت عينه نجح النظام في تحويل قسم من الشعب لاجئين في بلدان مجاورة، والاعداد تتزايد يوما بعد يوم. والاهم من ذلك كله ان الافق السياسي مغلق في مناخ ينزلق باطراد نحو معركة استقلال، باعتبار ان 'الاستقلال' يجلب الحرية والكرامة اللتين يطالب بهما الشعب في سوريا. ان صور القمع واطلاق الرصاص وقذائف الدبابات والهليكوبترات على المدنيين العزل، وآثار التعذيب على اجساد الاطفال، والاعتداء على النساء والحرمات كلها عناصر تتجمع لتزيد من عزلة نظام الرئيس بشار الاسد العربية والدولية، وبالتالي فإن ملفا كبيرا هو في طور التشكيل ليقدم الى المحكمة الجنائية الدولية التي لن تتأخر كثيرا قبل ان تضع يدها على الملف من تلقائها لأن ما يجري في سوريا من فظائع كما قال رئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، لا يمكن السكوت عنه الى ما لا نهاية. وسيصير النظام في سوريا ملاحقا ليس فقط بعقوبات الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة بل بمذكرات جلب تصدر عن المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية.
المرجعية الاخرى لحكومة نجيب ميقاتي هي 'حزب الله' الملاحق في معظم اقطار العالم، ولا سيما في معظم الدول العربية، وقد بدا تأثير ذلك يظهر في افريقيا حيث يعمل عشرات الآلاف من اللبنانيين، وكذلك في دول الخليج العربي التي تمثل رئة اساسية للاقتصاد اللبناني. لا ننسى انشطة الحزب في اميركا الجنوبية حيث لا يمر أسبوع إلا تكتشف خلايا تمويل له ويعتقل نشطاء له هناك. والمرجعية المذكورة حسب ما يتواتر من معلومات ستكون في مقدم الصورة عند الاعلان عن مضمون القرار الاتهامي في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري (ألم يكن هذا السبب الرئيسي لتطيير حكومة الحريري؟) ولن يفاجأ اللبنانيون والعالم اذا ما تم الكشف عن ضلوع 'حزب الله'، وبالتأكيد النظام في سوريا، في جريمة اغتيال الحريري ورفاقه وسائر شهداء 'ثورة الارز'. والقرار آت لا محالة، ومعه مضابط الاتهام ومذكرات التوقيف الدولية في حق مسؤولين من 'حزب الله' ومن النظام في سوريا بسفك دماء استقلاليين لبنانيين.
هاتان هما المرجعيتان السياسيتان والاخلاقيتان لحكومة نجيب ميقاتي الذي استولد حكومة لا تختلف كثيرا عن 'حكومة المخبرين' برئاسة عمر كرامي في خريف2004، في مرحلة قرر فيها النظام في سوريا وحلفاؤه الكبار التورط في الدم اللبناني بعد فترة انقطاع طويلة دامت من1990 الى2004.
لا تهمنا الاسماء، محترمة كانت أم لا. ولا يهمنا ان يكون للسنة سبعة او 30 وزيرا، فهؤلاء وزراء في حكومة 'حزب الله' والنظام في سوريا، وسيرحلون عاجلا أم آجلا مع من أتى بهم.
ـ 'الشرق'
امل ابليس الحكومة بالجنة؟
الفرد نوار:
لا يختلف اثنان على ان من خرج منتصرا من معركة تشكيل الحكومة الجديدة، كان رئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد المتقاعد ميشال عون الذي فاز بحصيلة وزارية قياسية تؤهله لان يفعل السبعة وذمتها في مجريات السلطة والادارة والعسكر والامن، اما الكلام الاخر على انها حكومة حزب الله او حكومة سورية فلا يقدم ولا يؤخر بقدر ما يدل على ان من ربح المعركة هو من عرف كيف ينسق بين مواقفه وبين تحالفاته، طالما ان سواه فشل في التنسيق وفي التحالف.وهذا الكلام ينطبق على مجموعة قوى 14 اذار التي لم تعرف كيف تتصرف يوم امتلكت الاكثرية النيابية!ولان الكلام الانتقادي الموجه الى عون وحزب الله وحركة &laqascii117o;امل" لا يغير شيئا في النتائج، لكن الحصيلة التي يعول عليها تقتضي التوقف مليا امام ما قد يطرأ من تطورات من غير حاجة للقول ان سورية بذلت اقصى طاقاتها لتذليل تعقيدات الداخل اللبناني، فيما هي في وضع يرشى له داخليا واقليميا ودوليا!
وفي النتيجة، اذا كان هناك من يعول على تغيير منطقي وواقعي على الساحة اللبنانية، فلا بد وان يكون مخطئا ايضا في حال استمرت وسائل المواجهة على ما هي عليه. فضلا عن ان الانتقادات السياسية وسواها لا تفي بالغرض، ان لجهة خنق الحكومة الجديدة، او لجهة الافادة من الخروق الميثاقية التي ميزت اعطاء الطائفة السنية سبعة مقاعد وزارية مقابل خمسة للطائفة الشيعية في سابقة اقل ما يقال فيها وعنها انها مؤشر ذكي لا يتوقف عند الاصول عندما تدعو الحاجة، الامر الذي استدعى تحفظا من جانب الشريك ميشال عون، كي لا تصل القبضة يوما الى حد الاكل من الحصة الوزارية المسيحية!وما يمكن الركون اليه من جانب قوى 14 اذار، يكمن في ما ستقدم عليه الحكومة لجهة الموقف الرسمي من القرارات والتفاهمات الدولية، وفي مقدمها القرار 1701 والمحكمة الدولية، حيث لا بد من القول ايضا انه في حال لم يقترن البيان الوزاري بموقف صارم من السلاح غير الشرعي، فان حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تكون قد فضحت نفسها بنفسها، بمعزل عن الاتكال على مقولة &laqascii117o;مقاومة الاحتلال الاسرائيلي ووجود اراض لبنانية لا تزال تحت الاحتلال" اضافة الى الاجتهاد الاخر القائل انه لولا الاحتلال لما كانت مقاومة (…) وهنا بالذات يكمن دور قوى 14 اذار في تعزيز عوامل القرار 1701 وتفعيل دور القوة الدولية بما يؤكد سلطة الدولة على كل ما عداها من افتعالات سياسية تركت بصماتها الاقتصادية والاجتماعية كما انها مرشحة لان تضرب صدقية حكومة ميقاتي قبل ان يتسنى لرئيسها شرح موقفه ومعطياته لتحقيق حكم مركزي وقانوني - دستوري متماسك؟
ـ 'اللواء'
حكومة مواجهة التغيير... وحكومة الدولة الفاشلة
رضوان السيّد:
بدأ العمل على مفهوم <الدولة الفاشلة> بلبنان منذ العام 1995 عندما جرى التمديد للرئيس الياس الهراوي&bascii117ll; وبلغ الأمر ذروته بصدور القرار رقم 1559 عام 2004، والذي نصّ فيما نصّ عليه على إجلاء كلّ القوات الأجنبية عن لبنان، وعدم وجود السلاح بالداخل اللبناني إلا بأيدي القوى المسلّحة الشرعية، وانتخاب رئيس الجمهورية بلبنان بحسب الدستور وبدون تدخُّلات خارجية. وهكذا فإن القرار ذكر <معالم> للدولة الفاشلة: وجود القوات الأجنبية على أرضها لأي غرضٍ كان، ووجود السلاح بأيدي تنظيمات لا تخضع لسلطة الدولة، ووجود تدخُّل في المؤسسات بما يفسدُ عليها عملها وسواء أكان ذلك من الداخل أم من الخارج.
وقد استطعنا في العام 2005 على أثر استشهاد الرئيس رفيق الحريري وخروج القوات السورية من لبنان، أن ننقل الوضع من البحث في لبنان باعتباره دولةً فاشلةً، إلى وضع <الدولة المغلوبة على أمرها>، والتي يمكن بالعناية والجهد والمساعدة العربية والدولية، أن تخرج إلى سكّة السلامة، وللجهتين: سيطرتها الكاملة على أرضها من خلال مؤسّساتها الدستورية، وعدم تبعيتها سياسياً أو عسكرياً للخارج استعماراً أو حمايةً أو تغلُّباً.
بيد أنّ الأمر ما طال على هذه الاستقلالية المستأنفة، فقد أطلق حزب الله (وبناءً على قرار إيراني/ سوري) حرباً على إسرائيل، ردّت عليها بنشر الخراب في لبنان، فعاد لبنان ساحة صراعٍ على مستوى المنطقة&bascii117ll; وظلَّ المَعْلَم الأخير للشرعية اللبنانية استمرار حكومة فؤاد السنيورة إلى أن أسقطها مسلّحو حزب الله وحلفاؤهم باحتلال العاصمة اللبنانية بيروت في 7 أيار 2008.
وها نحن ومنذ ذلك الحين فد عُدْنا للاستمتاع بكلّ خصائص الدولة الفاشلة: قوات أجنبية (إسرائيلية) على أرضنا، وأمن سوري، وميليشيات فلسطينية ولبنانية مسلّحة، وجيش وقوى أمنية عاجزة، وتعطُّل مؤسسات الدولة وظهور مؤسّسات مُوازية.
كان هدف الرئيس بشار الأسد منذ خروج الجيش السوري من لبنان عام 2005 العودة إليه مظفَّراً. وما تمكَّن من ذلك، لا بمخاصمة السعودية، ولا بإظهار الودّ لها&bascii117ll; فاكتفى بممارسة هذا الدور من طريق تحالُف حزب الله/ عون. ثم أُرعب وليد جنبلاط للالتحاق بهم. وهكذا ظهر هذا المعسكر الذي ما عاد مضطراً لتبرير كلّ ممارساته بضرورات المقاومة والتحرير&bascii117ll; لقد قاموا بالانقلاب على حكومة <الوحدة الوطنية> التي شكّلها سعد الحريري معهم، واستمهلهم الأسد في التشكيل الجديد رجاءَ التساوُم معه على صفقةٍ ما تغيَّرت النظرة إليها حتى بعد الاضطراب في سوريا، إذ اعتبر النظام السوري أنّ التريُّث في لبنان يُعينُ على بقاء الصمت العربي على تصرفاته وتصرفات إيران وحزب الله&bascii117ll; ثم إنه ما كان يتوقّع أن يتحوّل تمرد درعا وبانياس إلى ثورةٍ شعبيةٍ عارمةٍ ليس لها مثيلٌ في سوريا غير الثورة على الفرنسيين في العشرينات من القرن الماضي. هاج الدوليون لسوء الحظّ أولاً، ثم بدأ الرأي العامُّ العربيُّ يضغط على سلطاته لرفع الصوت في وجه الطغيان على الشعب العربي في سوريا.
لقد اقتنع النظام السوري، كما اقتنع الإيرانيون، أنّ سلطانهم في العالم العربي إلى زوال مهما قمعوا وقتلوا، ولذلك قرر النظامان مواجهة الجمهور العربي في كل مكان: بالتعاون على القمع والتهجير والاعتقال والتعذيب في سوريا، وبدفع العراق لدعم النظام السوري في مواجهة شعبه إن أمكن، وبإقامة حكومة اللون الواحد في لبنان، لإحكام القبضة على المؤسسات، ومواجهة العرب، والتصدي لأردوغان الذي توعَّد النظام السوري بالحرية القادمة إلى دمشق وبيروت! وهكذا ظهرت حكومة الأسد والحزب في لبنان، بوصفها جزءاً متبقياً مما قبل ميدان التحرير، ومما قبل درعا وبانياس&bascii117ll; ثم إنها نفخٌ في البوق الذي يُوهِمُ أنّ هذه هي الطريقة لحماية الأقليات، وحفظ سطوتها التي سادت على مدى أربعة عقودٍ ونيّف.
إنّ الحكومة اللبنانية الجديدة هي حكومة الأسد والحزب. وهي حكومةُ مواجهةٍ للثورات العربية والتغيير العربي. والشريكان الجديدان (ميقاتي وجنبلاط) في تركيبة السطوة والقمع والانتقام ومواجهة الجمهور العربي، فاشلان بالمعاني الأخلاقية والوطنية والسياسية. هما فاشلان بالمعنى الأخلاقي لتحالُفهما بالداخل والجوار مع النظام السوري الذي يقمع شعبه ويقتله ويُهجّره. وهما فاشلان بالمعنى الوطني، لأنهما يُفاقمان الحملة على المؤسسات، وتصفية الدولة اللبنانية. ثم إنهما خائبان بالمعنى السياسي لأنهما يدخلان في تحالفٍ أقلّوي لمواجهة الثورات العربية والتغيير العربي إلى جانب الحزب وعون والإيرانيين والنظام السوري.
- 'الحياة'
حكومة 'العبد المأمور'
حسان حيدر:
يبدو نجيب ميقاتي أضعف أعضاء حكومته. فهو كلف بتشكيلها مواربة بناء لرغبة سورية أبعدت عمر كرامي لأن اختياره لم يلق استحسان دمشق التام، ثم ظل ينتظر قرابة خمسة أشهر قبل أن تأتي إيماءة الرأس السورية الثانية ليشكلها، بعدما تولى نبيه بري إلغاء آخر ذرائع &laqascii117o;حساسياته الطرابلسية"، فاضطر للتسليم بموازين القوى والخروج بتركيبة لحكومة مواجهة تشي بها تصريحات بعض رعاتها مثل النائب ميشال عون الذي بدأ يحاضر في العفة ويتحدث عن المحاسبة ومحاكمة الرؤساء والوزراء، ما يعني أن كلام رئيس الحكومة عن &laqascii117o;الاعتدال" و"الوسطية" و"حكومة كل لبنان" سيتحول سريعاً إلى فقاعات هواء، لأن الذين يقبضون على دفة الأمور لديهم برنامجهم الخاص المرتبط بتوجيهات الجارة الأقرب وأوامرها.
لكن ماذا كانت تنتظر دمشق لتشكيل الحكومة، ولماذا قررت ضرورة إعلانها في هذا التوقيت بالذات، وأن تضغط على حلفائها لتسهيل العقبات التي كانت تحول دونها حتى لو تعارض ذلك مع تركيبتهم الطائفية؟
يقول العارفون إن الحكم السوري الذي كان يتوقع أن يذعن العالم لتهديداته بأن الاستقرار في المنطقة مرتبط ببقائه، لم يعد قادراً على التنفس سوى من الرئة اللبنانية، بعدما &laqascii117o;تلوث" هواؤه الداخلي وسدت في وجهه &laqascii117o;الأنابيب" التركية والعراقية والأردنية. فحركة الاحتجاجات التي تشهدها سورية مرشحة للتصاعد على رغم الرد الأمني العنيف الذي تواجه به، وثمة أنباء عن تململ في صفوف الجيش والقوى الأمنية وسط ضغوط وإدانات دولية متزايدة، في حين تقف العلاقة مع أنقرة على أبواب تدهور جديد بعد انتهاء الانتخابات التركية وإصرار اردوغان على وقف القمع وإعلان الأسد برنامجاً زمنياً للإصلاح، مؤكداً انه لا يستطيع البقاء مكتوف الأيدي أمام حركة النزوح السورية عبر الحدود.
أما بغداد التي استقبلت وزير الخارجية السوري وليد المعلم قبل أيام، فتبدو عاجزة عن إنجاد دمشق بعد تردد أنباء عن أن أصوليين سوريين سهلت لهم سلطات بلادهم على مدى سنوات الانتقال إلى العراق لمحاربة الأميركيين بدأوا في العودة إلى بلداتهم وقراهم، ذلك أن العراق نفسه مهدد بموجة جديدة من العنف مع اقتراب الانسحاب الأميركي. ولا تشذ عمان عن موقف باقي الجوار، لا سيما أن للعشائر الأردنية امتدادات قوية في الداخل السوري، خصوصاً في درعا التي سحق الجيش انتفاضتها وأذل أهاليها.
فالنظام السوري الذي لا يزال مقتنعاً بأن موجة الاضطرابات الحالية مجرد &laqascii117o;غيمة عابرة" وأنه سيتمكن في النهاية من إنهائها بأي وسيلة كانت واستعادة استقراره، قرر على ما هو واضح، مستفيداً من العرقلة الروسية والصينية في مجلس الأمن، مواجهة المجتمع الدولي وضغوطه لفرض الإصلاح بتحرك مضاد في &laqascii117o;الساحة" اللبنانية عبر استكمال الانقلاب الذي قاده &laqascii117o;حزب الله" برعايته، وتشكيل حكومة أقل ما يقال فيها إنها مشروع انقسام واضطراب أهليين وخروج على اتفاقي الطائف والدوحة اللذين انقذا هذا البلد من دوامة حربه الأهلية المتقطعة. وترى دمشق في إعادة تأكيد إمساكها بخيوط الوضع اللبناني تظهيراً لورقة مساومة أثبتت فاعليتها في الماضي، أي مقايضة الأمن في لبنان بالأمان لنظامها، مثلما كان الانفتاح الفرنسي، والأميركي لاحقاً، على سورية، الثمن الذي دفعه الغرب لوقف موجة الاغتيالات التي طاولت مسؤولين وسياسيين لبنانيين بعد خروج القوات السورية. لكن ما كان يصح في السابق لم يعد ممكناً اليوم مع المد التغييري الذي يجتاح العالم العربي، والذي لن يستطيع نظام دمشق الوقوف في وجهه مهما فعل في لبنان.
- 'الجمهورية'
فترة سماح للحكومة... الحريري يعود لقيادة أشرس معارضة!
دنيز رحمه فخري:
يبدو فريق الرابع عشر من آذار وهو الذي دخل فعليّا منذ اللحظة الأولى لتأليف الحكومة الجديدة، ميدان المعارضة، يبدو كمن حصل على كنز أو ربح جائزة كبيرة فقد الأمل في الحصول عليها.
في أوساط فريق ثورة الأرز ارتياح مغلّف بالاطمئنان، فالحكومة الميقاتية بحسب قيادي بارز في المعارضة الجديدة ولدت 'بشعة' لدرجة أنّ إسقاطها سيكون بالأمر السهل جدّا. وبالنسبة لفريق 14 آذار فإنّ انتقاد وزراء هذه الحكومة لن يكون صعبا، لا سيّما أنّ معظمهم يتسلّم حقائب هي بعيدة عن اختصاصهم بُعدَ لبنان عن الصين، باستثناء وزير التربية الجديد حسن دياب. وتتداول أوساط 14 آذار في ما بينها الأسماء الجديدة وتعلّق: من محمد جواد خليفة الطبيب الناجح وماسك الملفّات الصحّية بمهارة إلى علي حسن خليل المشهود له في السياسة ولكن المشهود له أيضا في النقص 'بمعلوماته الصحّية'...
هي حكومة اللون الواحد بحسب أوساط الآذاريين، فحتى ضمن خيارات الفريق الواحد ذهبوا من السيّىء للأسوأ، باستبدال شربل نحّاس في الاتصالات بالوزير الجديد نقولا صحناوي الذي لا يفهم بالقطاع، لكن يكفي أنّه من فريق الوزير جبران باسيل في التيّار، ومن أشدّ المعجبين بأسلوبه في إدارة الملفّات.
واللائحة تطول
هذا في الشكل، أما في المضمون، فبحسب أوساط المعارضة حكومة 'جسر الشغور' كما يصفها النائب نهاد المشنوق، ولدت ميتة عربيّا، ولعلّ المؤشّر الأوّل لذلك بحسب هذه الأوساط، أنّ رئيسها زار المملكة العربيّة السعودية لأداء مناسك العمرة وعاد من دون أيّ لقاء رسميّ مع المسؤولين هناك، عِلما أنّ السفير السعودي في لبنان كان من أوّل المهنّئين، كما أنّ الموقف الخليجي، وخصوصا قطر، كان باردا أو غائبا، والسبب مرتبط بسوريا التي تقف وراء التشكيلة، فالحكومة 'أسديّة الهوى'، على حدّ قول النائب مروان حمادة...
أمّا على صعيد المجتمع الدولي فحدّث ولا حرج...لا سيّما أنه قد لوّح بالعصا من بداية الطريق... وحدّدَ عبر المواقف الفرنسيّة والأميركية، وكذلك موقف الأمين العام للأمم المتحدة، شروط التعاطي مع حكومة 'صفراء اللون' كما يصفها فريق المعارضة.
ففي خضمّ البحث الدؤوب داخل المجموعة الدوليّة عن المزيد من الضغوط على سوريا، تتساءل قوى الرابع عشر من آذار، كيف يمكن أن يكون التعاطي مع حكومة يقف وراء تشكيلها بشكل أساسي سوريا ونظامها؟
باختصار، هي حكومة ولدت عرجاء وعمياء بحسب الفريق الآذاري، الذي يؤكّد قيادي بارز فيه أنّ قرار المواجهة قد اتّخذ منذ اللحظة الأولى لولادتها، وأنّ اتصالات جرت، أفضت إلى الاتّفاق على عدم إعطاء الحكومة الجديدة فترة سماح، فـ'المكتوب يُقرأ من عنوانه' بحسب القيادي البارز، الذي يكشف عن اتصالات شهدتها الساعات الأخيرة أفضت إلى بعض الأفكار الأوّلية للمواجهة قد وضعت، متحفّظا عن الدخول في تفاصيل اجتماعاتهم لأسباب أمنيّة، لكنه يؤكّد أنّ خارطة طريق المعارضة لقوى الرابع عشر من آذار مجتمعةً، ستتبلور نهائيّا مع أواخر هذا الأسبوع.
في أوساط المعارضة الآذاريّة القرار واضح: 'لن نتركهم يرتاحون، وسنستعمل كلّ الأسلحة السياسيّة في المواجهة لإسقاط الحكومة حين تدقّ الساعة'... وتَعِد هذه الأوساط بمواجهة أولى مباشرة مع الحكومة الجديدة في ساحة النجمة وبكلام قاسٍ يسبق حجب الثقة...
وتؤكّد أوساط الرئيس سعد الحريري أنّه سيحضر إلى لبنان ليكون جزءا من عمل المعارضة، لكنّ التوقيت غير معلن لأسباب أمنيّة بعد النصائح التي وصلته من أعلى المستويات بضرورة توخّي الحذر في تنقلاته.
الحريري آتٍ بحسب أوساطه، والمعارضة جدّية، وصوتها سيكون واضحا وقويّا كما هو الحال الآن...وتتحدّث أوساط الرئيس الحريري عن حكومة ظلّ للوزارات الأساسيّة قد تكون شكلا من أشكال إدارة المعارضة، والمتابعة ستتمّ من خلال مجلس النوّاب، والنوّاب الستّون المعارضون، لكلّ تفصيل، لكلّ قضية!
- 'الجمهورية'
وهل يهّم خطأ آخر؟
انطوني جعجع:
ذهبوا إلى حرب تموز من دون حسابات، واعتصموا تحت المضارب من دون حسابات، وثاروا في السابع من أيّار من دون حسابات، ولجأوا إلى صناديق الاقتراع من دون حسابات، وانقلبوا على الدوحة من دون حسابات، وشكّلوا حكومة من دون حسابات.
لا نعرف متى يصدّقون أنّ البنادق ليست عطية عظمى، وأنّ الثورات ليست مساراً دائماً. ومتى يصدّقون أنّ السلاح ليس حلّا دائما، وأنّ المكابرة ليست حلّا وحيدا، وأنّ الممانعة ليست حلّا فريدا. ومتى يصدّقون أنّ الـله لا ينحاز فيكون مسلما هنا ومسيحيا هناك، أو يكون يهوديا هنا أو علمانيا هناك. ومتى يصدّقون أنّ شعوب الشرق هي نفسها، فلا تكون مغلوبة في مصر، ومقهورة في تونس، وتكون ميمونة في سوريا، ومنصورة في إيران.
هي البيئة نفسها... عبثا يحاول بشّار الأسد تجميل التشوّهات؛ وعبثا يحاول أحمدي نجاد طمس العاهات؛ وعبثا تحاول الأكثرية إقناعنا بأنّ الجنّة تحت أقدام دمشق، وأنّ السماء فوق أكتاف طهران؛ وعبثا تحاول إقناعنا بأنّ أمهر الربابنة يقيم في مارون الراس، وأنّ أكثر الروّاد حنكة يقيم في الرابية.
هي البيئة نفسها والأخطاء نفسها، وهم الروّاد أنفسهم، والشعارات نفسها، فلا هؤلاء تغيّروا ولا هذه تعدّلت... القائد لا يزال دليلاً متعرّجا، والشعارات لا تزال عنوانا ضائعا.
قلبهم على سوريا وعينهم على إيران... ليس في لبنان ما يستأهل هذا العطف، وما يستحقّ هذه الرعاية، وليس فيه ما يستأهل أن يبقى جميلا أو يستحقّ أن يبقى هانئا، وليس فيه ما يستأهل أن يكون سيّدا لا مقرّا ولا معبرا ولا منصّة ولا مطيّة ولا محطّة، أو يستحق أن يكون مصانا لا سائبا ولا ضائعا ولا منتهكا ولا مخترقا ولا محترقا كي يُخمد سواه ولا محروما كي يُطعم سواه...
هي البيئة نفسها والأخطاء نفسها، أمس أسقطوا حكومة... اليوم شكّلوا حكومة جديدة... لم يتغيّروا ولا غيّروا شيئا لا في الرؤية ولا في القراءة... أمس خاضوا حربا... اليوم يستعدّون لحرب جديدة... أمس تحدّوا العالم... اليوم يستعدّون لجولة جديدة... لم يتغيّروا ولا غيّروا شيئا لا في السلاح ولا في الجبهات.
سلاحهم يشبه الانتحار... هل تسأل المنتحر كيف يكون الموت، أو كيف يكون وجع السقوط؟
هي البيئة نفسها والهفوات نفسها، فلا الأسد يؤمن بأن الدبّابات لا تسنّ دستورا عادلا، ولا نجاد يؤمن بأنّ التطرّف لا يصنع أمّة شاسعة، ولا الضاحية تؤمن بأنّ الصواريخ لا تجلب نصرا مبينا، ولا الرابية تؤمن بأنّ التهوّر لا يثمر عرشا مذهّبا...
هي البيئة نفسها والعثرات نفسها، فلا الأسد يؤمن بأنّ هزائمه جاءت من أخطائه، ولا نجاد يؤمن بأنّ ضيقه جاء من أخطائه، ولا الضاحية تؤمن بأنّ عزلتها جاءت من أخطائها، ولا الرابية تؤمن بأنّ حصارها جاء من أخطائها...
هي البيئة نفسها والأخطاء نفسها، لا البيئة في طريقها إلى ثوب جديد، ولا القادة في طريقهم إلى حكم جديد... إنّه الجدار نفسه والرؤوس نفسها، هو تعوّد على الصدمات وهي تعوّدت على النكبات. فهل يهّم خطأ آخر؟
يقولون إنّ الاعتراف بالخطأ فضيلة...
ـ 'الشرق الأوسط'
الفشل في البحرين وسوريا فجّر الخلاف بين خامنئي ونجاد
هدى الحسيني:
عام 1981 كان الخطر على دول الخليج إيران وقضية تصدير الثورة. عام 2011 لا يزال الخطر ذاته. عام 1981 بدأ الخليج يفكر في حماية نفسه. كانت أميركا مشغولة بأفغانستان في مواجهة السوفيات، والعراق مشغولا بإيران، وكانت مصر معزولة عن العالم العربي بسبب اتفاقيات &laqascii117o;كامب دايفيد" واليمن غير مستقر. انشأ الخليج منظمة مجلس التعاون الخليجي كحلف دفاعي. بعد 30 عاما زاد الخطر الإيراني وصار أكيدا وعلنيا ومنتشرا. يقول الدكتور سامي الفرج رئيس &laqascii117o;مركز الكويت للدراسات الاستراتيجية" والمستشار في مجلس التعاون الخليجي، إن النفوذ الإيراني يقوم &laqascii117o;على حسابنا وحساب الدول الإقليمية الأخرى، بما فيها مصر، وسوريا، وتركيا، وإسرائيل. نحاول ونسعى عن طريق المساعدة والاستثمارات. مثلا استثماراتنا المالية في لبنان، جاءت حرب واحدة (2006) لتدمر لنا 2,5 مليار دولار. ويأتي بعدها حزب الله بـ350 مليون دولار من إيران ويقول إنه يريد أن يبني"!
نحن الآن في عام 2011. الولايات المتحدة مرة أخرى في أفغانستان، العراق فيه عدم وضوح، مصر خارج العالم العربي بسبب حالتها الانتقالية ووضعها الاقتصادي، واليمن على كف عفريت. وتجد دول الخليج نفسها مضطرة إلى ضم ملكيات أخرى. يشرح الدكتور الفرج: &laqascii117o;عندما نتكلم عن الخيار الأردني مثلا، هو خيار إيجابي وسلبي. إيجابي لأنه يزيدنا عددا إنما عدد قليل، لكنه سوف يجلبنا إلى منطقة الصراع العربي - الإسرائيلي وإلى الحدود مع سوريا، إذا ما بقي النفوذ الإيراني، وإلى حدود أخرى مع العراق غير الحدود العراقية مع الكويت والسعودية" ويضيف: &laqascii117o;عندما ننظر إلى المغرب وعلى الرغم من أنه أبعد، فهو يجلب لنا حالة سلبية مثلا بالنسبة لقضية الجزائر، لكن الإيجابي فيه أنه ستكون لنا حدود مع أوروبا".
كثيرون يشعرون بقرب حدوث شيء ما في إيران. يقول الفرج: &laqascii117o;نحن نتكلم عن دولة لا نريد بها شرا إنما نريدها أن تكف شرها عنا. يقلقنا هذا الصلف والازدراء في التقدير العقلاني للأمور الذي سوف يزيد من مشكلات إيران الداخلية".
يعطي مثلا عن هذا الصلف ما حصل في البحرين وما حصل في سوريا. فإيران وعدت وفشلت. أرادت في البحرين أن تسوق أن حركة المظاهرات ليست شيعية إنما أناس مسحوقون. يقول: &laqascii117o;وزعت إيران الناس للقيام بأعمال تخريبية، والكشف عن وجوههم بإعلان الجمهورية الإسلامية في مقر منعزل في جزيرة سرت، والأمر الأخطر أن أكثرية سكان الخليج من غير المواطنين ومن بينهم الجالية الإيرانية وهي متخصصة في أعمال البناء، والصرافة، والأغذية". يتساءل: &laqascii117o;لماذا لم تقم مثلا الجالية الهندية أو الفيليبينية في البحرين بالإضراب تأييدا للمظاهرات؟ لاحظنا أن الجالية الإيرانية أغلقت دكاكين الأغذية، هذا عمل لا يقوم به شخص من تلقاء نفسه، لأنه يمكن أن يفقد تأشيرته وإقامته فهو مواطن أجنبي، لا بد أن يكون الأمر جاءه من جهة أعلى".
يرى أن هناك سوء تقدير إيرانيا بالنسبة إلى ما حدث في سوريا فرغم أن الوجود الإيراني هناك استخباراتي فقد فشلوا في التخمين. كان السيناريو السوري قائما على ثقته بالأجهزة الأمنية، وأنه بالتالي يستطيع أن يواجه أي تحد في الشارع، وكان على الإيرانيين أن يكونوا محامي الشيطان ويفكروا في الاحتمال الأسوأ. يشرح الدكتور الفرج، أن الطرفين الآن وبصورة عشوائية يحاولان إسناد النظام. ويقول: &laqascii117o;إن الدليل على فشل إيران هو الأزمة القائمة في إيران. لا شك أن الذي يدير السياسة الخارجية هو الرئيس، ويريد المرشد الأعلى للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي أن يحمّل الرئيس هذا الفشل في سوريا كي لا يطاله". ويضيف: &laqascii117o;الرئيس محمود أحمدي نجاد قد ينقلب على المرشد، لأنه ليس في أجندة التيار الفارسي (أحمدي نجاد ومشائي) التنازل والخروج من المسرح السياسي". ويرفض أحمدي نجاد التنازل على أساس أنه فشل في توقع الأحداث في سوريا. هو أقال وزير النفط حيدر مصلحي ليكون كبش فداء، والمرشد لا يريد التضحية بمصلحي كي لا يكون هو المسؤول عن الفشل في سوريا.
شخصيا يتوقع الدكتور الفرج سقوط النظام السوري آجلا أم عاجلا. الاحتمال الأسوأ للنظامين الإيراني والسوري هو سقوط النظام السوري. الاحتمال الأقل سوءا هو أن يتغير النظام السوري بصورة كبيرة إلى درجة أنه لا يمكن التعرف عليه، بأن يعتمد الديمقراطية، ويقبل بتعدد الأحزاب، ويحاول الرئيس بشار الأسد أن يفصل نفسه عن الآخرين.
ما زالت الدول الغربية تعطي الفرصة لسوريا خوفا من مواجهة مع إيران الآن، لأن أميركا لن تفكر في مواجهة إيران قبل عام 2014. بعض التقارير تقول إن إيران مع عام 2014 ستعيد تشكيل برنامجها النووي وتنتج 3 رؤوس نووية، لكن لأن عام 2014 هو عام الانسحاب، فإن إيران باتت تنظر إلى كل انسحاب على أنه بداية لعملية ضدها.
يعتقد الدكتور الفرج أن المخططين الاستراتيجيين الإيرانيين لا بد أنهم يدركون أن النظام السوري آيل إلى السقوط. لذلك فإن إيران تستعد للانتقال إلى لبنان إذا استطاعت. ويتساءل، ما الذي دفع الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله لإلقاء خطاب مساندة للرئيس السوري بعد كل هذه المدة المتأخرة؟ ويجيب: هذا يعني أنه لم يكن يريد ذلك، &laqascii117o;كان يريد أن يعد لاستراتيجيته داخل لبنان كجزء من المكون اللبناني".
&laqascii117o;ما أقدمت عليه حركة حماس بالبحث عن صفقة مع فتح، يعود إلى شعورها بأن النظام في سوريا سيسقط، إذا أخذنا هذا بعين الاعتبار، فما الذي يمنع حزب الله من التحرك بهذا الاتجاه داخل لبنان". يقول الدكتور الفرج.
التراجعات الإيرانية بدأت في لبنان، عندما منع حزب الله بالاتفاق مع الجيش اللبناني، الفلسطينيين من التظاهر في 12 من الشهر الجاري في جنوب لبنان، على الرغم من أنهم تظاهروا في الجولان. بدا الحزب كمن يقول: &laqascii117o;هذه قدرتي وهذه حدودي".
ما تبين خلال القلاقل في سوريا، أن &laqascii117o;أوراق اللعبة" التي كانت تهدد بها لإشعال المنطقة (حماس، حزب الله في جنوب لبنان، إيران) سقطت كلها من يدها. وكذلك البعثيون العراقيون، وهؤلاء يصبون في خانة التراجعات الإيرانية في العراق. يعطي الدكتور الفرج عدة أمثلة عن العراق: اغتيال رئيس &laqascii117o;حزب الله العراقي"، أو المدير التنفيذي لهيئة المساءلة والعدالة علي اللامي. برأيه أن البعثيين هم الذين قتلوه &laqascii117o;لأنهم يريدون الخروج من سوريا وإعادة بناء قواعدهم في العراق على أساس الانتصار السياسي الذي حققه إياد علاوي".
يشير أيضا إلى المظاهرة التي دعا إليها مقتدى الصدر حيث سار رجاله وعلى صدورهم علم العراق، وهذا يعني أن الصدر يعيد تموضعه داخل السياق السياسي العراقي، ثم انسحاب علاوي من حكومة المالكي بعدما قال إن كل العهود التي أعطاها المالكي لم تنفذ، وكفاه ازدراء بإرادة الشعب العراقي.
يستنتج: &laqascii117o;هذه التغيرات لا تصب في صالح إيران. تراجعات في سوريا، في لبنان، في موقف حماس، والأتراك في ضوء هذا التراجع الإيراني، سوف يرفعون راية حماية السنّة في سوريا، وتراجعات في العراق. ما الذي يمنع أن تصل هذه التراجعات إلى الشارع الإيراني؟ لذلك يجب أن يدفعوا إلى الأمام، فاختاروا مجلس التعاون الخليجي عبر لغة الطائفية".
من ناحية أخرى، وبسبب أحداث البحرين، بدأ تفكير جدي في دول الخليج، في توحيد الطاقات العسكرية في جيش موحد في ظل فيدرالية سياسية لتحقيق القدرة على الرد السريع في ضوء الأخطار، ويميل التفكير إلى أنه عندما يستكمل بناء الجيش &laqascii117o;فلا بأس من الحصول على سلاح نووي للتوازن مع إيران".
ـ 'المستقبل'
بين الحكم والعسكر والثورات العربية
مصطفى علوش:
يقول د. روستو: 'كان الشرق الأوسط أكثر مناطق العالم عرضة للغزو العسكري عبر التاريخ، كما أن معظم دوله قامت نتيجة للفتوحات، وقد كان للأعمال العسكرية دور كبير في معظم التغييرات التي طرأت على نظم هذه البلاد، والثقافة التقليدية للمنطقة مستمدة من دين يضفي على الأعمال العسكرية هيبة وشرعية، كما أن الجهود التي بذلت لتحديث الثقافة التقليدية عززت بشكل مباشر أو غير مباشر الدور القائد للقوات المسلحة ورجالها. لذلك فإن هذا الدور ليس أمراً عارضاً مخالفاً لوضع دستوري طبيعي، بل هو وضع تاريخي وطبيعي، وأكثر من ذلك، فإن الفترات العرضية التي شهدت حكومات سلمية ودستورية بقيادات مدنية ينبغي اعتبارها حالات استثنائية أما نجاح النظام العسكري فهو يعتمد على قدرته على إقامة أو السماح بقيام مؤسسات مدنية دستورية تحد من سلطة المؤسسة العسكرية، يعني إقامة نظم سياسية لا تتحول مؤسساتها الى أبواق دعاية للحاكم... في 17 تشرين الثاني 1958، أذاع راديو الخرطوم البيان رقم واحد لرئيس الأركان السوداني 'ابراهيم العبود' وكان يبرر انقلابه بالقول: 'ونتيجة لذلك ومن المسلك الطبيعي أن ينهض الجيش ورجال الأمن لايقاف هذه الفوضى ووضع حد نهائي لها!'، في نيسان 1949 وبعد أيام من انقلاب 'حسني الزعيم' في سوريا كتب أحد الصحافيين قائلاً: 'إن الانقلاب كان المسار الطبيعي للبلاد....وفي سنة 1962، وبعد انقلاب عبدالله السلال في اليمن، بشّر عبدالناصر بسلال سعودي وسلال أردني 'يقتلعان الحكم الملكي في هذين البلدين'... منذ الانقلاب الأول في العراق الذي قاده بكر صدقي سنة 1936، مروراً بكل القادة الميامين الذي أتوا بثوراتهم المزيفة من على ظهور الدبابات، نمط واحد حكم مجتمعاتنا هو نمط الخطابات العنترية ووقفات العز الكاذبة والوعود بليّ أذرع إسرائيل والمخابرات الأميركية، والكلام الفارغ عن الحرية والكرامة، وكانت في يوم تداس كرامة المواطن وتعتقل حريته ويصادر حتى فكره لدرجة أصبح هو أسير ذاته يمارس مختاراً الرقابة الذاتية على نفسه وعلى أسرته مما خلق أجيالاً من الفكر المعلب والخائف دائماً من زلة لسان قد تودي به الى المهالك، كل ذلك اليوم يبدو أنه قد أصبح من الماضي بعد أن كسر شعبنا حواجز الخوف وتمكن من بناء طبقة يجمعها الشعور بقيمة الفرد ويدفعها الإحساس بالقدرة على التغيير، ولكن الصفة الجامعة أيضاً للحكام من أصحاب النجوم والنياشين هي المكابرة والتباري في ما بينهم على من يمكنه الصمود أكثر من حساب دماء المواطنين وتلكؤ العالم في مواجهته...