ـ 'السفير'
المشهد في عناصره: الدولي والإقليمي والشعبي
سليمان تقي الدين:
مارست تركيا في السابق ضغوطاً على سوريا في موضوع المياه ولواء الإسكندرون والأكراد. جرى تطبيع العلاقات وأدارت تركيا مفاوضات سورية إسرائيلية غير مباشرة قبل حرب تموز 2006. بدأ يتصاعد الدور التركي في المجال العربي في موازاة تصاعد المواجهة الأميركية الإسرائيلية مع إيران وحلفائها. أعطت تركيا لنفسها منذ هذه اللحظة دور &laqascii117o;رعاية المصالح العربية" في غياب مصر وفي ظل دور سعودي يتجه سلباً في المشرق العربي ويرفع أولوية الاهتمام للمواجهة بين دول الخليج العربي وإيران. خلاصة الأمر أن تركيا حاولت أن تملأ الفراغ السياسي العربي يوم كانت سوريا محاصرة دولياً وعربياً، وكانت هناك سياسة دولية لترتيب النظام الإقليمي في ظل انهيار الدولة العراقية والانقسام الفلسطيني، الأمر الذي أعطى إيران دوراً يفوق قدرتها على الاستيعاب. اخترقت تركيا الساحة العربية من بوابة موقفها الرافض لسياسة إسرائيل، خاصة خلال حصار غزة والعدوان عليها، ثم انفتحت على الساحة اللبنانية وأعلنت عن &laqascii117o;مجالس تعاون اقتصادية" تشمل دول المشرق كلها.
مع انطلاق انتفاضات التغيير في العالم العربي ونجاح التحوّل السياسي في مصر تسارع الدور التركي في رعاية مشروع التغيير واحتضانه في سوريا. فجأة صارت القيادة التركية تتوجه إلى إمساك العصا من الوسط مع ميل واضح لإسناد المعارضة والدعوة إلى تبني النموذج السياسي التركي. بدأت ملامح مشروع إقليمي ترتسم في الأفق. تراجع الحديث عن الملف النووي الإيراني وجرت توافقات أميركية إيرانية في العراق أنتجت حكومة شراكة هناك. جرى استنفار الخليج العربي بشكل غير مسبوق لوقف التأثير الإيراني أبعد من العراق.
أعطيت تركيا من قبل الغرب دوراً واضحاً في معالجة الشأن السوري. عادت القضية الفلسطينية إلى ما يشبه الحصة المصرية. هكذا تتشكل دوائر نفوذ للدول الفاعلة إقليمياً: إيران، تركيا، إسرائيل، مصر، السعودية. لكل من هذه الدول نوع من المدى الحيوي الأمني الاقتصادي السياسي. ربما نستطيع الحديث عن &laqascii117o;يالطا" جديدة في طور التبلور لترتيب منطقة &laqascii117o;الشرق الأوسط وشمال أفريقيا". في هذا المشروع الغربي المرتكز إلى الدول القوية لا تتضح بعد حصة ونفوذ روسيا والصين اللتين تبدو اهتماماتهما الأكبر في وسط آسيا، بشكل خاص مع إيران ومع الدول الإسلامية التي كانت تشكل المدى الحيوي الروسي.
اللافت في هذا المشهد أن رد الفعل الإيراني على محاصرة الانتفاضة &laqascii117o;البحرينية" يوحي بقبول قواعد اللعبة شأنه شأن تراجع ملف &laqascii117o;الحوثيين" في اليمن. أما في لبنان فقد ظهر قبول إيران السابق أصلاً لأولوية المصالح السورية. وهنا تصرفت سوريا على أنها الطرف الذي يدير النزاع مع الغرب وما يطلبه الغرب خاصة بواسطة الوكلاء في السعودية وقطر وتركيا حفظ مصالحه المحمولة على مكوّنات لبنانية داخلية. أمس عادت الحرارة إلى العلاقات السورية التركية وتراجعت نبرة المنتقدين للموقف التركي وبدأت سوريا تبعث برسائل إيجابية بعد خطوتين أساسيتين: الأولى هي توجيه الضربات الموجعة لما تصفه بالمعارضة المسلحة. الثانية هي ترتيب الملف السياسي اللبناني بضمان حصة وازنة فيه من خلال تأليف الحكومة. تفاوض سوريا اليوم في تركيا، مع تركيا والغرب ومع المعارضة الإسلامية.
أعلن القادة الأتراك أن لديهم ضمانات من سوريا في تفعيل وتسريع مسيرة الإصلاح. اللهجة التركية أقل حدة من قبل، وفي الداخل السوري بدأت أشياء تتغيّر، ربما يؤشر إلى ذلك خروج بعض الرموز من الميدان. المظهر الآخر الإقلاع عن خطاب المواجهة وعن الاستخدام الرمزي لجبهة الجولان. أما لبنان فلهجة رئيس الحكومة اللبنانية وخطابه وسلوك الأطراف الآخرين يدل على شيء من الاتفاق بالأحرف الأولى على صيغة توازن لا غلبة. قد لا يستوعب بعض الأطراف ذلك ويستخدمون لغة قديمة ويحتاج الفرقاء الدوليون والإقليميون لهذه اللغة في التفاوض على حرارة المواقف. لكن بعض الأذكياء من ثعالب السياسة اللبنانية تموضعوا في الموقع المريح. لا يعني كل هذا أننا اجتزنا كل الاحتمالات والتداعيات، لكن المنطقة يُعاد ترتيبها بعد أن طرأ على تفاعلاتها مكوّن جديد اسمه الشارع العربي واسمه الشعوب. نواجه اليوم في قراءة المشهد العربي بعض التحويرات. الأنظمة ترى المؤامرة وترى الخصم الخارجي. جماعات الأنظمة يستنهضون ما لا يمكن استنهاضه بعد هذا الركود المزمن لفاعلية المؤسسات الهرمة. يختفون يهولون ويفكرون بمشكلة البديل ويحاولون هندسة الثورة التي لا أحد يستطيع هندستها كما المؤامرة. البعض يريد أن تكتسب الشعوب وعياً جذرياً حديثاً ويعيبون على التاريخ هذا النهر الموحل. البعض لا يريد أن يرى الصورة بواقعيتها فيفصلها عن اللعبة الفوقية التي تسيطر عليها السياسات الدولية ومصالحها وتأثيراتها. لكن الصورة الكاملة هي مجموع هذه العناصر وهي ما سيرسم للمنطقة.
- 'السفير'
النـظام السـوري &laqascii117o;المحشـور" شـكّل &laqascii117o;حكومـة التمديـد"
لماذا لم تشكل من قبل، ما دام الأمر كذلك؟
جهاد بزي:
ثمة رأي يقول إن السوريين جمدوا المشهد اللبناني على هذه الشاكلة: رئيس حكومة مكلف يواجه صعوبة في تشكيل حكومته، والبلد في حالة استدراج عروض للتفاوض مع السوريين. يمكن، في هذا الوقت الميت، بعد انفجار الداخل السوري، استخدام لبنان، تحويل الانتباه عما يحدث في سوريا، تنفيس احتقاناتها، وخلافه. مسيرة الخامس عشر من ايار الى الحدود اللبنانية الفلسطينية كانت مثالاً على &laqascii117o;اللعب": مسيرة سلمية تستدعي ردا إسرائيليا محدوداً، وضجة إعلامية تغطي على الحدث السوري، وفي الوقت نفسه، ليست صورايخ ترمى على اسرائيل وتفتح جبهة لا يريدها &laqascii117o;حزب الله" أبداً في مثل هذه الظروف. ما الذي يقال في المقابل، أي في أوساط الاكثرية الجديدة؟ الكلام كثير، وهنا بعضه في الرد على ما جاء أعلاه:
أولاً، الحكومة لبنانية تماماً، وهي على الاقل أكثر لبنانية من حكومة الرئيس سعد الحريري التي صنعها كل من الملك السعودي والرئيس السوري. غير أن قوى 14 آذار ما زالت تعمل وفق مدرسة قديمة تأتمر بأمر السفير الفلاني أو القنصل الفلاني.
الحكومة لبنانية خالصة، وولدت في توقيت لبناني خالص. تحليل 14 آذار طالع من صدمة: &laqascii117o;كانوا موقنين بأننا عاجزون عن تشكيل حكومة، وان ما يحدث هو شد حبال لتحسين الشروط في لعبة سقفها عودة سعد الحريري إلى الحكم". ثقة زائدة بالنفس لم تكن في محلها. والهجوم الساحق على الحكومة واضح الهدف: &laqascii117o;القضاء تماماً على الرئيس نجيب ميقاتي والوزراء محمد الصفدي واحمد كرامي وفيصل كرامي. وبينما نعمل على كسر الاحادية في التمثيل حيث الصراع سياسي وليس مذهبياً، يعملون على تكريس هذه الاحادية".
لماذا طال التشكيل إذاً، وبأي قدرة تم فجأة؟ ميقاتي كان يعمل على تشكيل حكومة وحدة وطنية وليس حكومة فريق سياسي واحد. هذا احتاج وقتاً. ولم يعد الامر يحتمل تأجيلاً أكثر. حين يدوم الاتصال بين رئيس جمهورية وموظف برتبة مدير عام نصف ساعة، والثاني يرفض تنفيذ أمر الاول، فهذا أمر كارثي. والرئيس نبيه بري قدم تضحية كبيرة. خياره بالتنازل عن وزير شيعي لتوزير فيصل كرامي بحثته الدوائر المغلقة في &laqascii117o;حزب الله" قبل ذلك، على قاعدة تنازل الحزب عن مقعد وزاري من اثنين... لكن بري كان سبّاقاً.
لن تجد الأكثرية الجديدة نفسها مضطرة إلى التخفيف من هواجس 14 آذار. هكذا، فإن &laqascii117o;تصويب الأمور، ليس ثأراً، هناك وضع شاذ ويجب إصلاحه. أليس شاذاً أن يعتكف وزير داخلية لأن مرؤوسه رفض طلبه؟".
وإذا كان المثلان يشيران إلى مدير عام واحد، فدرجة شدة &laqascii117o;تصويب الأمور" تبدو جلية من البداية.
النقاش الأخير يبقى حول العمر المفترض للحكومة. لدى 14 آذار تقدير يقول: &laqascii117o;اذا سقط النظام السوري، فستسقط هذه الحكومة معه حتماً. واذا صمد، فستكون أسباب وجودها قد انتفت، والتسويات ستطيحها. في الحالين، نهايتها محسومة وقريبة. لن تصمد أبعد من آخر السنة".
الربط بين سقوط النظام السوري ونهاية الحكومة، بما يعني هزيمة الاكثرية الجديدة، يستتبع رداً يقول: تقود قوى 14 آذار طريقة تفكير انتحارية، تراهن على استمرار معركتها مع طواحين الهواء. لا تريد القبول بواقع أن الصيغة اللبنانية أقوى من أي عواصف خارجية، وان لا أحد قادر على إلغاء الآخر. شأنها. فلتستمر في طحن الهواء.. ولتنتظر من الهواء طحينها.
ـ 'السفير'
قيادي في الأكثرية: يراهنون على سقوط الأسد.. و&laqascii117o;القرار الاتهامي
داود رمال:
يقول القيادي &laqascii117o;ان فريق 14 آذار يعيش في دوامة سؤالين مركزيين، لا يجد الاجابة عليهما رغم الكم الهائل من المعلومات والسيناريوهات التي سربت واوحت بانهم لن يكونوا اسياد لبنان فقط انما سيادتهم ستمتد الى سوريا، وهذان السؤالان، هما: لماذا لم يسقط النظام السوري برغم كل ما تعرض له على مدى ثماني سنوات؟ وثانيهما: لماذا لا يصدر القرار الاتهامي وفق مضمونه الذي نطق به سيد البيت الابيض باراك اوباما؟".
ويوضح &laqascii117o;ان حالة التخبط لدى المعارضة الجديدة بدت جلية بعد تشكيل الحكومة، نظرا لافتقادها الى المعطيات والمعلومات حول حقيقة ما يجري داخليا وخارجيا ولا سيما بالنسبة الى الملف السوري، ووصل الحد بهذه القوى الى استدراج عطف الدول الكبرى من خلال تعمد مطابقة بياناتهم ومواقفهم لمضمون ما يصدر عن هذه الدول علما ان محاولة استدراج العطف واعلان الولاء للغرب الى حد التطابق الحرفي في العبارات، لم يغير في السابق ولن يغير في الواقع الحالي شيئا، ذلك ان الغرب يحفظ خط الرجعة تبعا لتطور الاحداث في المنطقة، من دون مغادرة ديبلوماسية الغرف المغلقة والتي هي في ابعادها ومصالحها الاستراتيجية اكبر بكثير من تمنيات وطموحات فريق لبناني همه فقط استعادة سلطة مفقودة".
ويرى القيادي &laqascii117o;ان تجربة الغرب مع هذا الفريق اوصلته الى قناعة انه غير قادر على الايفاء بما يدعي القدرة على القيام به، ففي ذروة امساكه بالسلطة عجز عن تحقيق الامور المطلوبة منه وكان يستعين دائما بالضغط الدولي في سعيه الى تحقيق اهدافه المتلازمة لأهداف المشروع الذي اوكل اليهم تنفيذه، وهم يحاولون اليوم الاستعاضة عن الافعال التي لم يستطيعوا تحقيقها بالأقوال، اذ ينطبق عليهم قول الشاعر: &laqascii117o;فليسعف النطق ان لم يسعف الحال".. ولعل التعبير الأصدق هو ما ردده مسؤول اسرائيلي غداة السابع من أيار بأن كل ما بناه الغرب في لبنان خلال ثلاث سنوات طار في غضون ثلاث ساعات نتيجة التقديرات الخاطئة لفريق &laqascii117o;ثورة الأرز"..
ويكشف القيادي في الأكثرية عن ان &laqascii117o;الاتصالات السورية - الاميركية غير المعلنة لم تتوقف يوما، وان من نتائجها حلحلة مع الجوار التركي حيث تكثفت اللقاءات الرفيعة بين البلدين، بعدما بدأت تركيا تتحسس خطورة اللعب بالاستقرار السوري لما سيكون له من انعكاسات مباشرة على الداخل التركي الذي لا يختلف في تكوينه عن جاره السوري".
ـ 'السفير'
&laqascii117o;14 آذار" تستعد للمواجهة مع الحكومة: سيدفع الانقلابيون الثمن
دنيز عطالله حداد :
سبقت المعارضة الحكومة في تسميتها وتوصيفها وتحديد دورها: &laqascii117o;حكومة بشار الاسد وحسن نصرالله". وصار الاسم صفة في اوساط المعارضة وجمهورها. ولم تنفع الاعلانات على معظم الطرقات الرئيسية التي تحمل شعار الحكومة الرسمي &laqascii117o;كلنا للوطن، كلنا للعمل" في تغيير الانطباع الذي كرّسه تكرار اللازمة.
وفي هذا السياق استغرب ديبلوماسي غربي في لقاء مع مجموعة من الناشطين في المجتمع المدني الذين يدورون في فلك &laqascii117o;14 آذار" تبرؤ الجميع من اي دور سوري في تشكيل الحكومة. على الرغم من ان سوريا نفسها بدت راغبة في تأكيد هذا التدخل والاضاءة عليه. وهي تعمّدت ارسال عدة رسائل في هذا الاتجاه بدءا من استقبال الرئيس الاسد للنائب وليد جنبلاط وصولا الى اتصالات التهنئة التي تلت الاعلان عن الحكومة. بعد ترسيخ هذه الفكرة في اذهان جمهورها، تتحضر المعارضة الجديدة الى سلسلة خطوات متعاقبة. هذه الخطوات &laqascii117o;كانت افكارا نوقشت في جلسات متفرقة بعد &laqascii117o;انقلاب القمصان السود"، ويكشف النائب عن &laqascii117o;افكار كثيرة يتم تداولها للمواجهة. فمنذ اللحظة الاولى رفعنا السقف وسمّينا الاشياء باسمائها. وسنعتمد كل الوسائل المتاحة ولدينا مروحة كبيرة من التحركات والمواقف سواء في الداخل او الخارج". ويشرح &laqascii117o;سنكون بالمرصاد لهذه الحكومة سواء تحت قبة البرلمان أو على المنابر الاعلامية. لن نترك تفصيلا يمر من دون التعليق عليه. وسنراقب عمل الوزارات عن كثب ونشكل ما يشبه حكومة ظل من متخصصين كل في مجاله. كما سيتشكل فريق قانوني ليتابع كل انعكاسات مواقف هذه الحكومة وقراراتها ومدى تطابقها مع الدستور والقوانين اللبنانية. ولن نتنازل عن حقنا بكل اعتراض سلمي وصولا الى التظاهر اذا اقتضى الامر. وعند التجاوزات الكبرى، سنتواصل مع كل اللبنانيين المقيمين في الخارج ليشكلوا نواة ضغط لرفع الوصاية، المقنعة بقناع هذه الحكومة، عن الدولة وقراراتها عبر الاطر السلمية من اعتصامات وتظاهرات وبيانات".
ـ 'السفير'
رسالة الكونغرس للإدارة الأميركية: وقـف المسـاعدات للجيـش... وإلا
جو معكرون:
مشروع قانون &laqascii117o;حزب الله لمكافحة الإرهاب" رسالة من الكونغرس للادارة الاميركية لتعلن رسمياً وقف المساعدات العسكرية للجيش اللبناني رداً على تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، في ظل معلومات بأن البنتاغون توصل الى قناعة ان هذه الخطوة حتمية.
وأكدت مصادر في الكونغرس لـ&laqascii117o;السفير" ان طرح مشروع القانون يمهد لإعطاء الادارة وقتاً ليكون لها ردة فعل رسمية من تشكيل الحكومة اللبنانية في الاسابيع القليلة المقبلة، وفي حال عدم تصرف الادارة الاميركية سيتم السير بإقرار مشروع القانون، وفي حال اعلنت الادارة موقفاً رسمياً سيتم على الأرجح التخلي عن المشروع او التخفيف من لهجته على الأقل. وترجح هذه المصادر ان تقوم الادارة الاميركية قريباً بمراجعة سياستها حيال لبنان وتجميد المساعدات العسكرية إليه طالما أن &laqascii117o;حزب الله يسيطر على الحكومة اللبنانية". وذكرت المصادر ان البنتاغون لم يتواصل مع الكونغرس منذ الاعلان عن تشكيل الحكومة اللبنانية، لكن أوصل رسائل الى اعضاء في الكونغرس مفادها انه يدرك انه &laqascii117o;لم يعد هناك طريقة لمواصلة المساعدات للجيش اللبناني".
لكن مسؤولاً في البنتاغون أكد لـ&laqascii117o;السفير" ان برنامج المساعدات العسكرية للجيش اللبناني لا يزال قائماً &laqascii117o;ولم يتخذ أي قرار بتجميده"، وتابع &laqascii117o;نحن الى جانب المجتمع الدولي أوضحنا اننا نتوقع من الحكومة اللبنانية المقبلة الامتثال لالتزامات لبنان الدولية، بما في ذلك القرار 1701 والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان". ورأى ان برنامج المساعدات &laqascii117o;من خلال المعدات والتدريب والتجهيزات ساعد على زيادة قدرات القوات المسلحة اللبنانية في توفير الامن داخل لبنان وعلى حدوده كما يدعو القرار 1701. هذا يشمل مسؤولية كشف وتعطيل ومكافحة المجموعات الإرهابية ومواصلة نشر قوة كبيرة الى جانب قوات &laqascii117o;اليونيفيل" للحفاظ على الاستقرار على حدود لبنان الجنوبية".
وقال المسؤول بالبنتاغون إن هذا الدعم الأميركي أدى ايضاً الى &laqascii117o;بناء علاقات ثقة وتأثير مع كل مستويات ضباط الجيش اللبناني"، وأضاف &laqascii117o;خمس سنوات من المساعدات والانخراط العسكري الوثيق طوّرت الجيش اللبناني الى شريك غير سياسي وقادر على تحقيق الاستقرار في المنطقة. الديناميات السياسية المتحوّلة في لبنان لم تغيّر هذا الواقع". وأكد انه &laqascii117o;في هذه الأثناء تواصل الولايات المتحدة والجيش اللبناني تنفيذ إجراءت تضمن ان المواد التي تموّلها الولايات المتحدة تستخدم فقط لغرضها المقصود ولا تقع أبداً تحت سيطرة المجموعات الإرهابية. لدى الجيش اللبناني حتى الآن سجل مثالي في هذا السياق". وختم قائلاً &laqascii117o;لا نزال نعتقد ان المساعدات الاميركية للجيش اللبناني تسهم في تحسين الاستقرار الاقليمي وتصب في مصلحة الامن القومي الاميركي".
وقال الباحث في مركز الدراسات الدولية والاستراتيجية ارام نركيزيان لـ&laqascii117o;السفير" ان هناك حوالى 80 مليون دولار من المساعدات الاميركية التي لم تنفق بعد بحسب آخر الارقام في ربيع عام 2011، وبدون ذكر المساعدات التي أقرت في السنة المالية الحالية، بينما الحجم الرئيسي لمساعدات الجيش يتوقع ان يصل الى لبنان في غضون 18 الى 24 شهراً، من بينها طائرة استطلاع هجومية خفيفة وشبكة &laqascii117o;جي اس ام" تكتيكية والآلاف من الاسلحة الصغيرة وطائرات &laqascii117o;رايفن" بدون طيار وأنظمة اخرى.
ويشترط مشروع القانون ألا يتم رفع الحظر إلا عند ذكر الرئيس باراك اوباما ان &laqascii117o;حزب الله توقف عن دعم الإرهاب ونبذ العنف ونزع سلاحه"، بعد إزالة عبارة &laqascii117o;توقف عن استخدام اراضي لبنان كقاعدة لإطلاق الصواريخ ضد دولة اسرائيل" من النسخة النهائية للمشروع. والشرط الثاني هو ان &laqascii117o;تظهر حكومة لبنان تقدماً يمكن إثباته نحو تفكيك كل البنى التحتية الإرهابية والعسكرية التابعة لحزب الله داخل لبنان، وجلب كل إرهابيي حزب الله للعدالة وإنهاء كل واردات حزب الله العسكرية والمتعلقة بالإرهاب وتدمير مصانع حزب الله للأسلحة غير المصرح بها وإحباط واستباق الهجمات الإرهابية والتعاون بشكل كامل مع قوات اليونيفيل". وشملت الاستثناءات في مشروع القانون المساعدات الانسانية والديموقراطية والمساعدات &laqascii117o;لتشجيع نزع سلاح الميليشات اللبنانية، بما في ذلك حزب الله" وبرنامج التعليم والتدريب العسكري الدولي بدون استثناء برنامج التمويل الاجنبي الذي يحصل لبنان من خلاله على حوالى 100 مليون دولار سنوياً من المعدات العسكرية.
وبعد تصنيف وزارة الخارجية &laqascii117o;حزب الله منظمة إرهابية"، يجعل مشروع القانون رقم 2215 هذا الامر قانوناً اميركياً، ويدعو اوباما الى استخدام نفوذ الولايات المتحدة في المؤسسات المالية الدولية والمنظمات الدولية لحظر المساعدة على &laqascii117o;حكومة لبنانية تعتمد على حزب الله"، ويوصي وزارة الخارجية ان تضمن ان المساعدات الاميركية لا تصل الى اي &laqascii117o;شخص او كيان تعرف الوزيرة او لديها سبب للاعتقاد انه يؤيد ويخطط ويرعى وينخرط في أنشطة إرهابية".
وتقول مصادر أخرى في الكونغرس لـ&laqascii117o;السفير" إن الأمر لن يطول قبل إقرار القانون في مجلس النواب وإن النائب الجمهوري من اصل لبناني داريل عيسى تحدث مع رئيسة لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب اليانا روس ليهتينين لطرح مشروع القانون فوراً على مجلس النواب بعد الانتهاء من التصويت عليه في لجنة الشؤون الخارجية. وبحسب المصادر أيضاً يرجح الحفاظ على هذه الصيغة التي وافق عليها بيرمان والنواب من اصل لبناني عيسى ونيك رحال وتشارلز بستاني، وهناك احتمال لتشدد هذه الصيغة في حال وضعت ليهتينين &laqascii117o;فيتو" على إخراجها الى الجلسة العامة. وتتابع المصادر انه من الصعب إيقاف هذا القانون لأن &laqascii117o;حزب الله لا يمكن لأحد الدفاع عنه في الكونغرس"، بل اقتصرت جهود الادارة والمجموعات اللبنانية الاميركية والنواب من اصل لبناني على &laqascii117o;محاولة السيطرة على ضرره" فيما يتعلق بمساعدات الجيش. وأكد المصدر ان الديبلوماسية الاميركية ستستمر في لبنان لناحية التحاور مع كل الاطراف، لكن المساعدات ستكون مشروطة &laqascii117o;اذا ما تعارضت مع القانون الاميركي".
ـ 'النهار'
'نُصِح' الحريري بـ'الانفراد' بأوباما... ولم يتجاوب!
سركيس نعوم:
قلتُ للمتابع مباشرة بعض قضايا الشرق الاوسط نفسه داخل 'الادارة' الاميركية الثالثة اياها التي قد تكون الأهم بين كل الادارات: اخبرني احد الاميركيين المعنيين والمطّلعين ان الرئيس سعد الحريري تلقى نصيحة من واحد منهم بالمبادرة الى طلب رؤية الرئيس اوباما على انفراد لبضع دقائق وذلك بعد انتهاء الاجتماع الموسع اي اثناء المصافحة الوداعية. فهل هذا الخبر صحيح؟ اجاب: 'لم يقل احد له أمراً كهذا. إلا أن اساس الفكرة عند بعض مَنْ حضروا اللقاء المشار اليه اعلاه، وهم في المناسبة من الجانب الاميركي، كان اقتراح ان يكون اللقاء ثنائياً ومن البداية اي بين اوباما والحريري. لكن الذين كانوا معه اصرّوا على ان يكون الاجتماع 'جماعياً' وذلك كي يشاركوا فيه. لماذا؟ لا اعرف. لكن هذا الذي حصل. على كل، سياسة سعد غير كافية. انه لا يملك الخبرة الكافية'. بعد ذلك تناول الحديث الصراع 'الجماهيري' بين 14 آذار و8 آذار وكان رأيي ان التظاهرات الشعبية الحاشدة لأي منهما صارت مذهبية رغم اشتراك مكونات اخرى فيها. فتظاهرة 14 هي عملياً تعبير عن رفض سنّي لسياسة شيعية او ربما لهيمنة شيعية. وتظاهرة 8 هي تعبير ايضاً عن المواجهة القائمة وإن بخفر حتى الآن بين السنّة والشيعة. ثم تطرّق البحث الى السعودية والدور الذي اضطلع به مليكها عبر نجله مع سوريا لترتيب الوضع اللبناني والعلاقة بين لبنان وسوريا بل بين الحريري وسوريا. وكان رأيي ان المملكة صالحت سوريا بشار الاسد بغية الحصول على مساعدته في لبنان وكذلك مع ايران. لكن سوريا هذه حاولت الإفادة من المصالحة لتكريس سيطرة سياستها بل اجندتها، فانسحبت السعودية من كل هذه 'اللعبة'. وقيل في حينه ان فيها خطوطاً سياسية عدة، معظمها غير مرحّب بالنظام السوري ودوره ومساعدته، وان اصحاب هذه الخطوط قويت شوكتهم وكلمتهم بعد فشل المصالحة الاخيرة. وافق المتابع الاميركي نفسه على الشق اللبناني من البحث. لكنه علّق على الشق السعودي قائلاً: 'هذا امر خطير. واعتقد ان الوضع في البلاد قد يصبح خطيراً. في اي حال لا يستطيع ميقاتي ان يستقيل (اي ان يعتذر عن عدم تأليف الحكومة). واذا استقال فانه لن يصبح زعيماً اول في الطائفة السنّية، سيبقى الحريري متقدما عليه رغم تقويمنا السلبي له. وسبب ذلك دافع 'استقالة' ميقاتي الذي لا بد ان يكون اذذاك عدم استجابة 'حزب الله' لمطالبه. لكن كلنا نعرف ان سوريا حليفة 'حزب الله' هي التي اختارت ميقاتي رئيس وزراء مكلفاً وربما بعدما سمعت منه التزامات عدة في مسائل عدة قد تكون المحكمة الخاصة بلبنان اهمها'.
سألتُ: هل تعتقد ان استراتيجيا اميركا تجاه لبنان قد تغيّرت جزئياً او كلياً او بالأحرى ان سياستها حياله قد تغيّرت؟ اجاب: 'استراتيجيتنا في لبنان لم تتغير'. ثم سأل: 'ما الذي تقترح ان تقوم به اميركا في لبنان وله؟ تصريحات أم مواقف؟ وما يجب ان يكون مضمونها؟' اجبت: انا لا اميل الى المواقف الاستعراضية. فاذا كانت مواقفكم الداعمة لـ14 آذار قوية جداً وكذلك مواقفكم السلبية من اخصامه الاقليميين والمحليين وفي حال بقيت من دون تنفيذ ولا ترجمة فان اميركا 'ستتبهدل' وكذلك فريق 14. واذا نفّذت سوريا طلباتكم، وهذا غير محتمل، 'يتبهدل' نظامها. ربما الحوار الذي اقترحه اوباما على سوريا مهم وضروري نجاحه شرط ان يواكبه إصرار جدّي بل التزام جدي من اميركا للبنان الدولة المستقلة والسيدة. علّق: 'سفيرنا الجديد في سوريا روبرت فورد صارم وحازم وقوي جداً (Toascii117gh) ومؤهل لأن ينقل اثناء محادثاته ولقاءاته في دمشق الرسائل المطلوبة. عقد حتى الآن لقاءات عدة مع مسؤولين سوريين. يقول البعض ان هذه المرحلة هي مرحلة إطلاق عملية سلام سورية – اسرائيلية. ماذا تعتقد؟' اعطيت جوابي. ثم سألتُ اذا كانت سوريا ستبقى في رأيه في منأى عن 'العنف' التغييري او المقاوم للتغيير المتنقّل في المنطقة؟ اجاب: 'لا يمكن التكهّن بذلك لكن هناك اسباباً عدة تجعلني استبعد ذلك، الا اذا حصلت صدامات عنيفة جداً 'وفلت الملق'. لكن النظام السوري قلق. وكذلك مسؤولوه وبشار متوتر (Nervoascii117s) رغم اطلالاته الاعلامية المطمئنة. اما اسباب استبعادي الذي ذكرته فكثيرة منها ما حصل في الماضي والقبضة الحديد وتفاهم 'التجار' والبزنس مع النظام'.
ـ 'النهار'
سليمان وميقاتي تبلّغا رسائل تستدعي أخذها بجدية
روزانا بو منصف:
تكشف مصادر ديبلوماسية مطلعة ان الموقف الذي عبرت عنه الخارجية الاميركية من الحكومة الجديدة إذ وصفتها بأنها 'مخيبة للآمال' لم يعبر على نحو دقيق تماما عن حقيقة ما يستند اليه موقف واشنطن.
فالموقف الفعلي هو اكثر تشددا وفق رسائل ديبلوماسية وصلت الى رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان ورئيس الحكومة نجيب ميقاتي. فثمة معلومات دولية تفيد ان الاسلحة الثقيلة التي كان يتردد ان 'حزب الله' يحتفظ بها في الاراضي السورية القريبة من الحدود مع لبنان لاسباب داخلية وربما اقليمية ايضا قد نقلت الى لبنان اثر تفجر الانتفاضة الشعبية منذ ما يزيد على ثلاثة اشهر في المناطق السورية. وتفيد معلومات موازية ان واشنطن تعتبر ان تأليف الحكومة اللبنانية في الشكل والزمان قد ربط الوضع اللبناني بالنفوذ السوري اكثر من اي وقت مضى.
اذ انه بحسب هذه المعلومات فان الحكومة تألفت بقرار سوري حين توافر القرار في هذا الاتجاه في حين ظل تأليفها ما يقارب الاشهر الخمسة لعدم وجود قرار سوري بالتأليف.
ويسري هذا الامر على التوقيت بحيث ان النظام السوري لم يرغب بذلك كان التأخير امرا واقعا بصرف النظر عن انعكاسات ذلك على الوضعين الاقتصادي والاجتماعي في لبنان.
فاذا كان هناك هروب من العقوبات عبر لبنان فان ذلك قد ينسحب على القنوات اللبنانية المعنية بهذه العملية وخصوصا ان ليس الاميركيون وحدهم في هذه الطريق بل دول الاتحاد الاوروبي المستنفرة اكثر في موضوع العقوبات على سوريا وتستعد لفرض المزيد على شركات سورية مرتبطة بالنظام بما يمكن ان يطاول ايضا امتدادات هذه الشركات في لبنان.
وتفيد المعلومات ان هناك تفاصيل كثيرة اطلع الرئيس سليمان والرئيس ميقاتي على اجوائها بحيث لا يمكنهما الا اخذ التحديات امام الحكومة الجديدة على محمل الجد للاسباب المذكورة في الدرجة الاولى. اذ تفيد المعلومات نفسها عن تحفظ مستمر عن اداء السلطات اللبنانية في موضوع النازحين السوريين وتسليم الجنود الذين هربوا من الجيش السوري الى لبنان والذين أمكن تقصي اوضاعهم من المسؤولين اللبنانيين اميركيا واوروبيا.
ـ 'الأخبار'
المحكمة: نصف في القرارات الدوليّة ونـصف في الاستقرار
نقولا ناصيف:
بعد انقضاء التأليف يتوقع الرئيس نجيب ميقاتي وقتاً قصيراً لإعداد البيان الوزاري توطئة لنيل حكومته الثقة. لا أشواك حقيقية في طريقه: تمسّك بالقرارات الدولية وأخصّها القرار 1701، والاستقرار أولوية. أما المحكمة الدولية، فنصفها في تلك والنصف الآخر في ذاك
في الجلسة الأولى للجنة صوغ البيان الوزاري، عرض رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تصوّراً أولياً له، وتقرّرت العودة إلى اجتماع ثان الثلثاء بعد أن يكون قد أعاد صوغ تصوّره لمباشرة مناقشته. لا يطرح البيان الوزاري أمام حكومة ميقاتي عقبات تحتاج إلى أوسع توافق عليه، على غرار البيانين الوزاريين لحكومتي سلفيه الرئيسين فؤاد السنيورة وسعد الحريري اللذين جبها البند الأكثر التباساً وإثارة للجدل والانقسام، وهو سلاح المقاومة، بين فريقين كانا يكوّنان حكومتي الوحدة الوطنية عامي 2008 و2009، وكان هذا الموضوع في صلب التناقض الحاد غير القابل للحلّ بينهما.
إلا أن حكومة ميقاتي ـــــ وقد أمست تمثّل الغالبية النيابية وستحوز الثقة بأصواتها فقط ـــــ لا تبدو موهومة بتعذّر إخراج معادلة تتوئم موقفها من سلاح حزب الله بموقفها من التزام القرارات الدولية، وتستند إلى معطيات منها:
1 ـ لا ترى مبرّراً لافتعال ضجّة حيال الموقف من القرارات الدولية، ولاسيما منها القرار 1701، ما دام القرار الآخر 1559 ـــــ وإن بات في صلب القرار 1701 ـــــ صار منسياً لا يُؤتى على ذكره في الداخل، ولا يتذكره أحد في الخارج إلا مرتين في السنة عند وضع التقريرين نصف السنويين عنه تمهيداً لرفعه إلى مجلس الأمن. لم يتضمّنه البيانان الوزاريان لحكومتي السنيورة (2008) والحريري (2009)، ولن تأتي حكومة ميقاتي على ذكره بدورها. أما القرار 1701، فلم تشر قوى 8 آذار، ولا حزب الله، إلى تحفظهما عنه، أو أبديا استعداداً لتجاوزه رغم اعتقادهما بأن القرار لم يطبّق تماماً بعد، ولا كاملاً، ولم يوقف الانتهاكات الإسرائيلية للسيادة اللبنانية.
بيد أن المهم في تأكيد حكومة ميقاتي التزام القرار 1701، واحترام أحكامه ومهمة القوة الدولية في الجنوب وتعاونها مع الجيش اللبناني، أن لا أحد يخوض في الوقت الحاضر، سراً وعلناً، في تعديل القرار وإعادة النظر في قواعد الاشتباك على نحو ما أثارته في أوقات متفاوتة، قبل أشهر، بعض الدول المشاركة في القوة الدولية وكذلك إسرائيل، ورفض لبنان الدخول في أي بحث يتوخى تعديل قواعد الاشتباك التي تتطلّب أساساً موافقة الحكومة اللبنانية.
لم تتحمّس حكومة الحريري للبحث في تعديل قواعد الاشتباك، ولا تبدو حكومة ميقاتي أكثر تساهلاً. والواضح أن الصيغة الحالية للقرار 1701 باتت الأكثر ملاءمة لكل الأفرقاء المعنيين مباشرة أو على نحو غير مباشر بتطبيقه. فهو يضمن الخط الأزرق مع إسرائيل، ويصرف النظر عن الضجيج المحيط بمزارع شبعا، ويعزّز دور الجيش اللبناني في الجنوب، ويجعل حزب الله شريكاً سياسياً في السهر على احترام القرار وتبادل التنسيق مع الجنود الدوليين من دون أن يلغي دور المقاومة تماماً. الأصحّ أنه يجمّد هذا الدور ويحيله ورقة يُهوّل بها حزب الله، من غير أن يستخدم السلاح حقاً ما دام الأفرقاء جميعاً يلتزمون تنفيذ القرار.
بل ما يطمئن الحزب ـــــ وهو العمود الفقري للغالبية النيابية والأكثرية المطلقة في حكومة ميقاتي ـــــ أن لا أحد يبحث في زيادة عدد القوة الدولية في الجنوب وعتادها وتطوير مهمتها، وكلها يشترط موافقة الحكومة اللبنانية. وفي ظلّ حكومة الغالبية الحالية، من المستبعد مجاراة لبنان أي فريق دولي يطمح إلى إعادة النظر في قواعد الاشتباك التي يرعاها القرار 1701. ومنذ أن صدر في ظلّ الحكومة الأولى للسنيورة في آب 2006، ولم يكن الوزراء الشيعة الخمسة قد استقالوا منها بعد، يؤكد حزب الله احترامه القرار من ضمن أحكامه التي لا تزال نافذة مذذاك.
2 ـ لا تقارب حكومة ميقاتي الموقف من المحكمة الدولية في اغتيال الرئيس رفيق الحريري بالطريقة التي يتوقعها منها خصومها في قوى 14 آذار، وخصوصاً لجهة ترجيحهم معارضتها المحكمة والدخول في مواجهة مع المجتمع الدولي. بل تنظر إليها الحكومة الجديدة ببساطة غير مربكة. ستؤكد تمسّكها بالقرارات الدولية انسجاماً مع احترام لبنان تعهّداته كجزء لا يتجزأ من المجتمع الدولي، من غير أن يخوض البيان الوزاري مباشرة في المحكمة، أو يُطريها أو ينقلب عليها حتى. وهو سيتعاطى معها على أنها في صلب القرارات الدولية ما دام القرار 1757 المتعلق بإنشاء المحكمة، شأن التزام سائر القرارات، يمثّل تعاون لبنان مع المجتمع الدولي. على نحو كهذا، من غير المستبعد تجاهل البيان الوزاري المحكمة.
3 ـ يركز البيان الوزاري على الاستقرار والوحدة الوطنية، ويُوليهما الأولوية في عمل حكومة ميقاتي. والواقع أنها ـــــ كما رئيسها ـــــ تنظر إلى حماية سلاح المقاومة على أنه أحد المقوّمات الرئيسية للاستقرار. وهو الدافع الأساسي الذي يحمل الحكومة الجديدة على الاقتداء بتجربتي حكومتي السنيورة والحريري باعتماد معادلة &laqascii117o;حقّ لبنان بشعبه وجيشه ومقاومته في تحرير...".
ومع أن حكومة ميقاتي ستحاذر وضع الاستقرار وجهاً لوجه مع العدالة حيال ما يمكن أن يفضي إليه القرار الاتهامي للمحكمة، فإن صوغها التزام القرارات الدولية بما هو عنصر استقرار جوهري في علاقة لبنان بالمجتمع الدولي، يوازيه تمسّكها بالاستقرار الداخلي بتأكيدها الضمني أنها ستحول دون أي محاولة لتقويضه. وهي، بهذه المعادلة، تدين لرئيس الحزب التقدّمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط السبّاق إلى إطلاقها على دفعتين: أولى قبل أن يُفاضل لأول مرة ـــــ وكان لا يزال في قوى 14 آذار ـــــ بين الحقيقة والعدالة ويختار الأولى. وثانية عندما شكك تدريجاً في المحكمة قبل أن يستكمل انتقاله من قوى 14 آذار إلى قوى 8 آذار، وقبل أن يتصالح مع سوريا، وطبعاً قبل أن يقلب الغالبية النيابية من فريق إلى آخر.
كان الزعيم الدرزي أول مَن كسرَ لعبة كان من صانعيها عندما فكك حُرم المحكمة، حينما طعن في صدقيتها، ثم عندما تحدّث عن تسييسها، ثم عندما ربط بين المحكمة وتقويض الاستقرار، وخلص إلى أولوية الاستقرار على المحكمة والعدالة معاً. هكذا تذهب حكومة ميقاتي على الأرجح.
ـ 'الأخبار'
الشعار هو نفسه... لكنّها ليست الثورة نفسها
ابراهيم الأمين:
(...) أما في سوريا، ولمن يرغب طبعاً، فيمكن الجزم بأن المشهد الاحتجاجي، لا يوازي حتى اللحظة حجم تظاهرة في حي شُبرة، التي لم تصلها كاميرات العالم خلال انتفاضة مصر، كذلك فإن المشهد ينمّ عن أقلية شعبية تشارك بفعالية من جمعة الى أخرى، واختفاء بعض مظاهر الاحتجاج في مناطق عدة، ليس سببه القمع الكريه. وإنّ من تحدى الموت في أكثر من مكان ويصر كل أسبوع على التظاهر، يعطي الانطباع الأكيد، بأنّ الامتناع عن الانضمام سريعاً وبكثافة الى هذه التظاهرات لا يعبّر عن خوف. قد يكون هذا العامل موجوداً، لكن الأكيد أن مشاهد الحياة الطبيعية دليل على أن الشعب السوري لا يعيش همّاً مشتركاً اسمه تغيير الحكم أو النظام أو إطاحة الحاكم. والإجماع القائم على ضرورة إحداث تغييرات عميقة، لا يقابله إجماع على كيفية الوصول الى هذه النتائج، والذين يدعون العشائر الى التحرّك، معتقدين أنهم يستفزون شعوراً خاصاً عند هؤلاء، يجب أن يأخذوا في الاعتبار أن العشائر الأخرى، ولو كان اسمها طوائف أو أقليات، سوف تكون أكثر استنفاراً لخطوات مضادة. وبالتالي فإنّ مشهد الخوف من نتائج ما يحصل ليس أمراً مفتعلاً. تارةً نقول إن النظام والإعلام الرسمي السوري كذابان ولا يجيدان حتى الكذب، ثم نتهمهما بأنهما نجحا في ترهيب الناس وخلق مناخات عن فتنة مقبلة إذا استمرت الاحتجاجات.
وبمعزل عن الأدوار المنفوخة التي ينسبها البعض إلى نفسه في معرض أبوّة المتظاهرين أو تولي وظيفة مرشدهم الروحي، فإن واقع الحال يشير الى مشكلة حقيقية: لا النظام يمكنه تجاوز ملف الإصلاح العميق، ولا المعارضون قادرون على إطاحة النظام لمجرّد أن نقلت &laqascii117o;الجزيرة" تصريحاتهم، ذلك أن النظام لا يزال متمتعاً بدعم غالبية شعبية. ومجموعات كثيرة من الذين تحاورت معهم السلطات على شكل لقاءات أو مقابلات، إنما عبروا بوضوح عن تمايز بين جانب مطلبي إصلاحي والموقف السياسي. وحتى اللحظة، فإن من يدّعي انتقال المتظاهرين الى مرحلة إسقاط النظام، إنما هو فاقد العقل، وغير عارف أبداً ما يجري في سوريا أو حولها.
الأهم من كل النقاش الخالي من الواقعية، هو أن إسقاط النظام في سوريا دونه استحقاقات كثيرة، بعضها داخلي يتمثل في بروز مشاهد الاحتجاجات المليونية، وبعضها خارجي يتمثل في عزلة دولية حقيقية، لا عزلة أميركا وجماعتها. أما بعضها الثالث، فهو القدرة على منع حصول الانفجار الكبير، الذي سيطيح كل شيء، ولا يبقي لأحد ما يتحدث عنه، سوى تقديم واجب العزاء.
ليس من عناصر متشابهة بين كل ما حصل في الدول العربية، سوى الكادر الذي قررت قناة &laqascii117o;الجزيرة" ومن هم خلفها اعتباره العنصر المحدد لوجهة الأمور. أعان الله من فيها ومن هم حولها ومن هم أمامها ومن هم خلفها على رسم كادر صورة النهاية لمشهد إعلامي ما كان ليكون أكثر بؤساً...
ـ 'الأخبار'
&laqascii117o;المعارضة السنّية" بعيون أهلها: كومبارس فاشل
عفيف دياب:
لا تزال معظم فصائل ما يُعرَف بـ&laqascii117o;المعارضة السنّية" متحفّظة على &laqascii117o;حصّتها" من الحكومة الحالية. بعض أنصارها يشعرون بالخيبة، مؤكدين أنّ قادتهم لم يُحسنوا العمل السياسي، تاركين تنظيماتهم لـ&laqascii117o;يستخدمها" كبار المعارضة السابقة.
تناقش مجموعة من مناصري ما يسمّى &laqascii117o;المعارضة السنّية" في مقهى بشارع الحمرا ببيروت ما وصلت إليه حال هذه المعارضة. النقد أكبر من أن يدوَّن، وقول ما كان محرّماً قبل مدّة أصبح مباحاً من دون &laqascii117o;لف ودوران". لا يخفي الشباب أنّ قادتهم في الصفوف الأمامية كانوا يرفضون الاستماع إلى وجهات نظرهم بشأن شكل &laqascii117o;المعارضة السنية" ومضمونها ودورها وموقعها في الحياة السياسية اللبنانية. وأبرز ما كان يسأل عنه هؤلاء الشبان هو موقع فريقهم السياسي في ما كان يعرف سابقاً بـ&laqascii117o;المعارضة الوطنية"، التي كان يتولّى قيادتها وإدارة مشروعها المرحلي والاستراتيجي حزب الله والتيار الوطني الحر وحركة أمل. وهذه الأحزاب الثلاثة، بحسب الشبان أنفسهم، أحسنت &laqascii117o;استخدام وتشغيل" مجموعات سياسية معارضة، تلتقي معها في العناوين الوطنية الكبرى، تكون &laqascii117o;عوناً" لها في &laqascii117o;مشوار" الوصول إلى السلطة وإدارة الحكم. والأحزاب الثلاثة، يضيف الشبان، لم تدفع ثمناً يُذكر أو تقدّم &laqascii117o;شيئاً ما" يحفظ ماء وجه قادة هذه المجموعات أمام مناصريهم، الذين بدأوا رفع الصوت والتحدث عن خلل بنيوي وسياسي في مسار تنظيماتهم.
يروي شباب &laqascii117o;المعارضة السنية" الكثير من القصص عن تقصير قادتهم في الإدارة السياسية لمشروعهم. فهم لا يجدون حرجاً في تسمية الأشياء بأسمائها وتحميل المسؤوليات لهذا أو ذاك. يقول طبيب كان ناشطاً في العمل على &laqascii117o;خط" تنظيم صف المعارضة داخل الطائفة السنية خلال السنتين الماضيتين إنه &laqascii117o;حين دعي الرئيس عمر كرامي لتولي رئاسة جبهة سنية ـــــ وطنية ـــــ عروبية معارضة، رفض وتذرع بأن موقعه لا يسمح له بترؤّس جبهة مذهبية. وحين عقدنا اجتماعات في عكار والضنية وإقليم الخروب وصيدا والعرقوب والبقاعين الغربي والأوسط وبعلبك وعرسال لتنظيم الصفوف في مواجهة تيار المستقبل، خرج من يقول إن انتماءه القومي والعروبي أكبر من تنظيم معارضين داخل طائفة. ويوم طلبنا أن نتميز نسبياً عن عمل المعارضة السابقة، وتكون لنا استقلالية سياسية، خرج من اتهمنا بأننا نريد شق صفوف المعارضة التي تحارب على ألف جبهة وجبهة، رغم أن أكثر من طرف سياسي أساسي في جبهة المعارضة (السابقة) تمنى علينا أخذ حيز من الاستقلالية حتى لا نُتهم بأننا منصاعون ونتلقى الأوامر من حزب الله أو حركة أمل، أو أننا نرضخ لشروط التيار الوطني الحر". ويضيف الطبيب، الذي قرر الابتعاد هذه الأيام عن العمل السياسي داخل ما يسمّى &laqascii117o;المعارضة السنية"، إن &laqascii117o;ترويكا" المعارضة السابقة &laqascii117o;أحسنت استخدامنا حين كان الأمر يتطلب تصعيداً في الموقف السياسي ضد جماعة 14 شباط، وكنا نفرح حين يسنَد الينا دور هنا أو هناك. وكنا نتجاهل عن قصد أن لنا حيثيات شعبية مميزة تستطيع فعل ما لا يقدر آخرون على فعله. وبدلاً من أن نبرز أحجامنا وننظم صفوفنا لأننا الأقدم والأقدر على المعارضة في شارعنا، سلّمنا مفاتيحنا الى ترويكا المعارضة السابقة، التي لا يمكنها أن تنوب عنا في إدارة شؤوننا. فالحق علينا أولاً وأخيراً، ولا يجوز لنا التحدث عن أسباب إبعادنا عن نيل مقعد وزاري. فنحن لم نفعل شيئاً لنثبت حضورنا، ولا سيما أن عناصر قوتنا متوافرة ولا تحتاج الى أي دعم من أي طرف سياسي. فالانتخابات النيابية والبلدية أثبتت أن المعارضة السنية لديها من التمثيل الشعبي ما يعطيها أكثر من حقيبة وزارية، لكن للأسف، من يمثلون هذه المعارضة المنتشرة شمالاً وجنوباً وبقاعاً وفي العاصمة والإقليم لم يحسنوا إدارة معاركهم السياسية، لذا لا يمكننا أن نطلب من حزب الله أو حركة أمل أو التيار العوني أن يتحركوا ويطالبوا باسمنا. نحن مقصّرون ويجب الاعتراف بذلك".
كلام الطبيب القيادي في تنظيم &laqascii117o;سنّي معارض"، يلقى تأييداً من رفاقه في جلسة ارتشاف &laqascii117o;القهوة المرّة" في المقهى البيروتي. يوافق على هذا التشخيص أيضاً &laqascii117o;قائد" في المعارضة السنية، فيؤكد الأخير أن المعارضة الوطنية السابقة كانت &laqascii117o;مجموعة من المعارضات توحدت لمواجهة فريق سياسي كان يريد أخذ البلد إلى موقع آخر. وحين كنا ندخل في التفاصيل، تظهر الخلافات أو الاختلافات في التطبيق. كانت المعارضة السابقة تريد استكمال الصورة بحضور سني، وقد أدّينا هذا الدور بالشكل، ولم نكن عنصراً فعالاً في تقرير الموقف السياسي العام لهذه المعارضة". يتابع قائلاً: &laqascii117o;نحن مع المقاومة مهما كانت النتائج السياسية المترتبة على هذا الموقف. وقلنا إننا سنضع كل بيضنا في سلة المقاومة ولا نطلب مقابلاً أو ثمناً. وحين يقول البعض لنا إن المعارضة السنية تمثل 40% في الشارع السني، ولماذا لم تنل مقعداً وزارياً واحداً؟ أقول بكل صراحة إن المشكلة عندنا وليست عند أحد آخر. الحلفاء يقولون لنا دائماً أنتم جبهة قوية، لكن غير موحدة أو متّحدة. نعم لم نتفق على مشروع واحد كمعارضة سنية، لذا ندفع الثمن السياسي وحتى الشعبي، والرئيس نجيب ميقاتي فرح بذلك".
ويضيف معارض آخر: &laqascii117o;للأسف الحلفاء تخلّوا عنا وتهرّبوا من تحمل المسؤولية، ونحن أسهمنا معهم في إهدار حق شارعنا في حقيبة وزارية، فحجة الحلفاء الدائمة كانت تسأل: من هو ممثّلكم كمعارضة سنّية؟". ويختم الرجل بالقول: &laqascii117o;باقون على مبادئنا التي تتلخّص ببند واحد: حماية المقاومة مهما كان الثمن".
يؤكد أحد قادة المعارضة السنية أن &laqascii117o;توزير" فيصل كرامي &laqascii117o;لا يمثّل المعارضة السنّية، بل هو ردّ جميل من الأكثرية الجديدة للرئيس عمر كرامي بعد قرار ترشيحه لرئاسة الحكومة ثمّ التخلي عنه". لذلك، يضيف المعارض نفسه، &laqascii117o;المعارضة السنّية غير ممثّلة في الحكومة الآن".
ـ 'الحياة'
سورية ترمي همومها الداخلية على &laqascii117o;حكومتها" اللبنانية
سليم نصّار:
بعد انتظار دام خمسة اشهر تقريباً، اعلن نجيب ميقاتي ولادة حكومته الجديدة.
ومع انه أرادها &laqascii117o;وسطية" ائتلافية، تجمع مختلف الأضداد، إلا أن التشكيلة الثلاثينية اقتصرت على لون واحد وتيار واحد اقرب إلى سورية وإيران منه إلى أي تيار آخر.
وكان من الطبيعي أن يتساءل اللبنانيون عن الدافع الحقيقي الذي شجع الرئيس بشار الأسد على حسم هذا الأمر والإيحاء لزائره وليد جنبلاط بضرورة الاستعجال في تأليف الحكومة.
وللحصول على جواب شاف، يقتضي الرجوع إلى المرحلة الرمادية التي تزامنت مع بداية تكليف ميقاتي في 25 كانون الثاني (يناير) الماضي. وقد تعثرت في حينه الخطوات الائتلافية بعدما رفض سعد الحريري الاعتراف بشرعية الانقلاب الأبيض الذي قام به عشرة وزراء ينتمون إلى &laqascii117o;حزب الله" و"أمل" وتكتل &laqascii117o;التغيير والإصلاح".
ومن المؤكد أن إخفاق عملية التأليف طوال خمسة اشهر تقريباً، كانت ناجمة عن انهماك دمشق بمراقبة أجداث تونس ومصر وليبيا، الأمر الذي شغلها عن الاهتمام بحل أزمة الحكومة اللبنانية. وقد استمرت هذه المراوحة قائمة حتى منتصف آذار (مارس) الماضي