ـ 'النهار'
مقاطعة التصويت على الثقة واردة ولكن ليس المناقشة
الحريري المصمّم على المواجهة كأنه في 'بيت الوسط'
إيلي الحاج:
المشهد غير عادي في مدينة مثل باريس، فالسيارات التي تواكب الرئيس سعد الحريري مصفحة وعددها خمس أو ست، والتدابير التي تتخذها الشرطة الفرنسية لحمايته سواء في منزله أو في تنقلاته استثنائية، لكأنه يعيش هناك في 'بيت الوسط'.هذا الوصف لسياسي التقى الرئيس السابق للحكومة قبل أن يسافر إلى كندا مع عائلته، 'قبل أن تمحى أوروبا عن الخريطة' كما يقول السياسي مازحاً، أو هازئاً بكلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم.لا يشك من اجتمعوا مع الحريري في أن الرجل مهدد فعلاً في حياته. يقول أحدهم: 'يريدون (قوى 8 آذار) حمله على العودة إلى بيروت من أجل محاولة اغتياله أو تحويله رهينة في منزله تحفّ به الأخطار من كل جانب. لذلك يستفزه الجنرال ميشال عون. في رأينا ارتضى عون لنفسه أن يؤدي مع سعد الحريري الدور الذي أُعطي في ما مضى لـ (الوزير السابق) وئام وهاب و( النائب السابق) ناصر قنديل وغيرهما مع والده الرئيس رفيق الحريري'. وينقل عن السفير جوني عبده تأكيده أن المعلومات التي تجمعت لدى أجهزة استخبارات عربية وغربية عن تحضيرات لاغتيال رئيس 'تيار المستقبل' في بيروت 'أشد وضوحاً وجدية من تلك التي أُعلن عنها، مما يفسر الإجراءات الأمنية الفرنسية غير المسبوقة لحمايته، والتي لم يعرف مثيلا لها عندما كان رئيسا للحكومة'.
لن يعود الحريري إذاً قريباً إلى بيروت؟ 'لم أقل ذلك'، أجاب السياسي، 'فهذا الموضوع محض أمني. إنما أؤكد أننا التقينا رجلاً مدركاً الوضع وأبعاده مصمماً على خوض المواجهة وربحها. واتفقنا معه على أن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي تألفت من أجل ربط لبنان بالوضع السوري، وإنها بالتالي تعرض لبنان لأشد الأخطار إن من خلال هز الثقة بقطاعات حساسة، المصارف وغيرها، أو بخروجها على الشرعيات اللبنانية (الطائف) والعربية (مبادرة قمة بيروت للسلام) والدولية (قرارات مجلس الأمن لا سيما الـ 1701 والمحكمة الدولية). لذلك لا بد من التصدي لهذه الحكومة والضغط من أجل إسقاطها لأسباب وطنية، وبأساليب سلمية ولكن غير عادية، باعتبار أنها من وجهة نظرنا حكومة غير وطنية جاءت بإرادة تحالف الخارج والسلاح في الداخل. سنرى في مواجهة هذا الوضع توحيداً لافتاً للخطاب السياسي، وتفعيلاً وأداءً أقوى وتوزيعاً مدروساً للأدوار واستجابات أسرع للتحديات من كتلة نواب 14 آذار وأحزابها وشخصياتها، وكل الهيئات والأجسام التي تدور في فلكها'.يجزم السياسي في أي حال أن الحريري سيكون 'أقرب' في المرحلة المقبلة بكل المعاني، حضوراً ومشاركة في الحياة السياسية والتطورات. ولا تسألوا زميلاً له عن التفاصيل. 'يحتمل أن نقاطع التصويت على الثقة بالحكومة، ولكن ليس مناقشة البيان الوزاري. لم نتخذ قراراً في هذا الشأن حتى اليوم. بكير'.ورغم أنهم لا يتوقفون طويلاً عند الحكومة وحساباتها الصغيرة ونزوع بعض أعضائها الدائم إلى تقديم هموم انتخابات 2013 على أي اعتبار آخر، يسجل سياسيون آخرون 'خطأ' ارتكبه الرئيس نجيب ميقاتي عندما علّل أمام أحد الديبلوماسيين تأليف الحكومة في هذا الشكل بالقول إنه توجه إلى قصر بعبدا وفي جيبه تشكيلة من 24 وزيراً كان يعلم أنها ستلقى رفضا، مما يعطيه عذرا لإعلان اعتذاره. لكنه فوجئ باتفاق الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري على التشكيلة الحكومية الثلاثينية. قال ميقاتي للديبلوماسي بحسب الرواة: 'هذه ليست حكومتي...'، ووصل موقفه إلى حلفاء له مفترضين في الحكومة، 'حزب الله' والجنرال عون، فاتفقا على محاصرته وتوريطه في أوضاع تحرجه. من جهة عون يهاجم الحريري وفريقه من الزاوية الشخصية ويصعّد إلى أقصى حدّ. ومن جهة 'حزب الله' يتحرك في طرابلس من خلال حلفاء له وأعوان في الشارع، حيث دفع الثمن 'خضر المصري'، أهم مساعدي ميقاتي الذي لا يزال في حالة غيبوبة ووضعه حرج لإصابته برصاصة مشبوهة المصدر في الرأس. وفي السياسة حيث اضطر ميقاتي إلى قبول شرط الوزير فيصل كرامي، 'واجهة الحزب في عاصمة الشمال'، لحضور مؤتمر رئيس الحكومة الصحافي الذي أعقب اشتباكات الأسبوع الماضي. تلخص شرط كرامي - الحزب، على ما يزعم السياسيون المعارضون، بأن يتهم ميقاتي فريق 14 آذار بالمسؤولية الكاملة عما جرى لتعطيل الإحتفال بالرئيس والوزراء أبناء المدينة.ولا يسلم رئيس الجمهورية ميشال سليمان من الغمز في مجلس سياسيي المعارضة الجديدة: 'صحيح انه سيحضر مع عون إلى حفلة ماجدة الرومي في مهرجانات جونية بعدما اتصل به معايداً في عيد الأب؟ سيكون المشهد مؤثراً: جنرالان يدخلان معاً الملعب البلدي الحامل اسم جنرال ثالث، بحماية جنرال رابع في ظلال تمثال سيدة حريصا. نيّالكم يا موارنة'.
ـ 'الحياة'
حزبان لا يصنعان وطناً
حسان حيدر:
أثبت حزب &laqascii117o;البعث" الحاكم في سورية و &laqascii117o;حزب الله" المهيمن في لبنان انهما من الطينة الايديولوجية ذاتها على رغم الاختلاف العقائدي الشكلي الظاهر. فالأول قومي و &laqascii117o;علماني" مفترض، بينما الثاني ديني يلتزم مبدأ &laqascii117o;ولاية الفقيه" الايراني، لكنهما يتشابهان في دفاع كل منهما عن نفوذ طائفة، وفي اعتمادهما المقاربة نفسها لتحديد صورتيهما وعلاقتهما بالمكونات السياسية والاجتماعية من حولهما، فيشددان على &laqascii117o;نقائهما" الداخلي ويلقيان باللوم في اي مشكلة يواجهانها على المتآمر الخارجي الذي لا يكل.
وفي هذا المنحى يواصل الحكم البعثي في دمشق اتهام الآخرين وفي مقدمهم الاتحاد الاوروبي خصوصاً والغرب عموماً بالسعي الى &laqascii117o;زرع الفتنة والفوضى" في سورية بسبب وقوفهم ضد القمع الحاصل للمحتجين ودعمهم للتحركات المطالبة بالتغيير. وأمس اضاف وزير الخارجية السوري وليد المعلم تنظيم &laqascii117o;القاعدة" الى قائمة &laqascii117o;المتآمرين" على بلاده في مزج غريب للمتناقضات، وفي اصرار على رفض الاعتراف بوجود معارضة سورية سلمية ومتعددة الانتماء.
اما بالنسبة الى &laqascii117o;حزب الله"، فقد تكون التسريبات الأخيرة التي تشير الى اكتشاف مجموعة من عناصره، بعضهم قيادي، تتعامل مع اسرائيل، مجرد فبركات إعلامية، على ما ذهب اليه حزب لبناني، هدفها الاستعداد لصدور القرار الظني في جريمة اغتيال الحريري وإلصاق اي تهمة توجّه الى الحزب بإسرائيل نفسها. لكن هذه التسريبات التي لم ينفها &laqascii117o;حزب الله" تمثل في الوقت ذاته تراجعاً فاضحاً عما كان أمينه العام السيد حسن نصرالله اكده اكثر من مرة عندما قال باستحالة اختراق حزبه، واتهم الذين يناوئون نفوذ سورية في لبنان بأنهم يحولون اسرائيل الى &laqascii117o;صديق" عندما يعادون دمشق، ووصفهم بأنهم &laqascii117o;البيئة الحاضنة" للعملاء، مشيراً في احد مؤتمراته الصحافية الى ان حتى ابنه عندما التحق بالمقاومة اضطر الى الرد على خمسين صفحة من الاسئلة ولم ينفعه انه نجل الأمين العام &laqascii117o;لأن الحزب لا يقبل أي شبهة".
ومع ان ضبط عملاء داخل الجسد التنظيمي للحزب لا يحصل للمرة الأولى، وسبق ان ترددت معلومات عن جواسيس آخرين تم توقيفهم، لكنه هذه المرة يؤكد نقاط ضعف طبيعية في اي تنظيم، طالما حاولت قيادة الحزب اخفاءها بالتركيز على صورة الانضباط الحديدي واستعراضات القوة المرهبة التي تنزع عن العنصر الحزبي صفته الانسانية وتقربه من &laqascii117o;الروبوت" الذي لا يتأثر ولا يخاف ولا يلين، لكي يخشاه &laqascii117o;اعداؤه" المدنيون والعسكريون على السواء. ويدخل في هذه المسرحة ايضاً اللباس الأسود الذي يرتديه المقاتلون لإضفاء المزيد من الترهيب. وهو المبدأ نفسه الذي يعتمده &laqascii117o;البعث" في تقديمه لنفسه عبر رفع شعارات مثل &laqascii117o;العزة" و &laqascii117o;الكرامة" و &laqascii117o;الإباء" وسواها من المفردات التي تقترب كثيراً من الفاشية، بحيث يبدو كأن الذين يعارضون حكمه لا يمتلكون هذه الصفات &laqascii117o;المقتصرة" على البعثيين. وهو سلوك يؤكده الطابع الأمني للعضوية الحزبية حيث يخضع اي منتسب لدورات عسكرية تبيّن اليوم انها مصنع &laqascii117o;الشبيحة".
لم تعد انظمة العسف والترهيب قادرة على الاستمرار في عصر العولمة والانفتاح الكوني مهما تفننت في ضروب القمع والتنكيل، ولن يستطيع اي حزب يتوسل قوة السلاح المطلقة لمحاورة معارضيه ان يحكم وطناً مهما تلطّى وراء شعارات و &laqascii117o;تكليفات" لا يتقبلها سواه، ولن يُفيد كليهما تبادل &laqascii117o;الخبرات" في هذا المجال.
ـ 'الشرق الأوسط'
لبنان يمنع فيلما عن.. إيران
ديانا مقلد:
ليست مصادفة أن يسحب الأمن العام اللبناني رخصة فيلم &laqascii117o;أيام خضراء" للإيرانية هانا مخملباف بُعيد أيام قليلة من تشكيل الحكومة الجديدة. هذه الحكومة وضعت لبنان، بشكل مباشر، في قلب مواجهة إقليمية بصفتها تكرس سيطرة حزب الله ومَن خلفه على مفاصل الدولة بالكامل.
هذا الأمر يجهد حزب الله والقوى المتحالفة معه لنفيه..
الفيلم الإيراني كان مدرجا ضمن فعاليات &laqascii117o;مهرجان الأفلام الممنوعة" الذي ينظَّم بموافقة الرقابة اللبنانية، وكان قد سبق أن حصل على إجازة عرض قبل 10 أيام، أي حين كانت حكومة تصريف الأعمال لا تزال قائمة، ثم جرى سحبها بُعيد وصول الحكومة الجديدة. وكان قد سبق أن تمنى الأمن العام اللبناني عدم عرض الفيلم نفسه خلال مهرجان سينمائي في بيروت العام الماضي؛ لأنه تزامن مع زيارة الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، وبالفعل لم يعرض آنذاك.فلماذا يثير فيلم يتناول الثورة الإيرانية الخضراء كان سيعرض أمام جمهور محدود هذا القلق كله علما بأن مادة الفيلم التوثيقية موجودة بالكامل على موقع &laqascii117o;يوتيوب" وتسجل نسب مشاهدته بعشرات الآلاف، وهي نسب تتجاوز، بأضعاف، أعداد من كان يمكن أن يشاهد الفيلم في المهرجان.
حتما ليس منع الفيلم هو للحيلولة دون مشاهدته؛ لأن أي رقيب مهما تواضعت حدود معارفه فهو يعلم أن عصر السماوات المفتوحة لن يحول دون ذلك، بل على العكس فإن الطلب على المشاهدة سيزيد.
إذن أتى منع الفيلم كرسالة واضحة لا تحمل التباسات..فهذا المنع هو بمثابة زجر لواحد من عناوين النقاش التي تحملها المرحلة المقبلة التي يدخلها لبنان والمنطقة.. إنها الثورات التي افتتحها الشباب الإيراني عام 2009 قبل أن تُسحق انتفاضتهم تحت وطأة القمع والإعدامات.
أن يتم السماح بعرض فيلم &laqascii117o;أيام خضراء" قبيل تشكيل الحكومة الجديدة ثم يمنع عرضه بعد تشكيلها بدت خطوة مكشوفة إلى حد الفضيحة. القول إن الحكومة اللبنانية الحالية ليست حكومة حزب الله هي مقولة سقطت بامتحان صغير لا لبس في وضوحه، فما حال المقبل من المحطات التي على لبنان أن يواجهها؟
الحال نفسه يطال الحراك الشعبي في سوريا. قبيل تشكيل الحكومة، تمكن حزب الله والقوى المتحالفة مع إيران وسوريا من فرض حال من الخوف حيال أي نقاش إعلامي وثقافي للحراك الحاصل في سوريا، فتمت عرقلة ندوات واعتصامات، كما أن الإعلام اللبناني بدا مرتبكا وعالقا، فظهر الإعلام الممانع بصفته داعما للنظام على نحو فظ، بينما بدا التعاطف مع الحراك السوري والقمع الذي يتعرض له المتظاهرون ضعيفا وخجولا على نحو غير مبرر.لا تختلف مقاربة حزب الله للقضايا الثقافية والإعلامية عن المقاربة الإيرانية أو السورية، وأن يتمكن الحزب من فرض ذلك على لبنان فهذا أمر بالغ الخطورة.لا شك أن التحديات التي على لبنان أن يواجهها في المستقبل القريب تثير القلق، وما حكاية منع الفيلم الإيراني سوى بداية
ـ 'الشرق الأوسط'
تحجيم إيران دون قتال!
طارق الحميد:
بعد اغتيال الراحل رفيق الحريري بسبعة أيام في 2005 التقى جورج بوش مع نظيره الفرنسي جاك شيراك، صاحب العلاقة الشخصية مع رفيق الحريري، اجتمع الزعيمان السابقان على العشاء بالعاصمة البلجيكية، بروكسل. قال بوش لشيراك: أريد معاقبة سوريا بشكل فوري على اغتيال الحريري، وعلى سماح دمشق للإرهابيين بالمرور للعراق من الحدود السورية. فقال له شيراك، صديق المغدور رفيق الحريري: &laqascii117o;دعنا نساعد لبنان، وبذلك نكون قد عاقبنا سوريا"! مضيفا أن سوريا تمارس قوتها في بيروت، وإذا تم إخراجها من هناك يقوى لبنان، ويضعف النظام السوري، وبالفعل اتفق الزعيمان وساعدا لبنان، فخرج بشار الأسد عام ، وبعد اغتيال الحريري بفترة قصيرة، وأعلن بخطاب أمام مجلس الشعب السوري أن أخطاء قد اقترفت في لبنان، وأعلن انسحاب الجيش السوري من لبنان، واليوم وبعد قرابة سنوات تثور سوريا على نظام الأسد! إنها السياسة، التي تعد الحروب إحدى أدواتها، وليست كل أدواتها، فحكمة شيراك تفوقت على حماسة بوش، حيث حقق بالسياسة ما هو أفضل من تحقيقه بالسلاح، ويكفي تأمل الوضع العراقي المتردي اليوم، فالتدخل الأميركي للإطاحة بصدام لم يكن بالنضج الكافي، خصوصا لما يسمى باليوم التالي، أو مرحلة ما بعد النظام، ولذا نجد أن مشكلات العراق مزمنة، وأهمها التدخل الإيراني.
وعليه، فإن إعادة نظام الأسد إلى داخل حدوده فرضت عليه مواجهة مشكلات بلاده الحقيقية، مما أوصله لمواجهة شعبه، ولذا فإن أفضل وضع للقضاء على الخطر الإيراني اليوم هو إعادة إيران إلى داخل حدودها الطبيعية، وكما قلت في مقابلة على قناة &laqascii117o;العربية"، قبل قرابة خمسة أيام: إن سقوط نظام الأسد يعني انهيار السياسة الخارجية الإيرانية، ومنذ عهد الثورة الخمينية، فإن الثورة الإيرانية، وحتى قبل نجاحها، قامت على تحالف يهدف بشكل أساسي لتشكيل محور طهران - دمشق - بيروت، ويضاف له اليوم بغداد.
وعليه، فالمفروض اليوم، ومع الزلزال السياسي الذي يضرب المنطقة، وتحديدا سوريا، أن يكون السعي الدولي هو لإعادة إيران إلى داخل حدودها الطبيعية، وذلك من خلال إصلاح الوضع السياسي المختل، والخرب، في العراق، بحيث يكون العراق للعراقيين، بكافة مشاربهم، وليس لإيران، وتحجيم إيران هناك، مثلما حجمتها قوات &laqascii117o;درع الجزيرة" في البحرين، واليوم نجد أن ثورة السوريين تنذر بتحجيم إيران أيضا، وبقوة مثلما قلنا أعلاه.فعندما يتم تحجيم إيران لداخل حدودها، ستواجه شعبها الذي يعاني من نسبة عالية من البطالة، ناهيك عن أن الشريحة العريضة فيه هي من صغار السن المقتنعين بفشل نظام الثورة الخمينية أصلا، خصوصا في ظل أوضاع اقتصادية متردية، وصراعات سياسية واضحة بين النخب الحاكمة بطهران.إعادة إيران إلى حدودها، وقصقصة أجنحتها الثورية الخارجية من خلال إصلاح الوضع اليوم بالعراق، ودعم الشعب السوري، من شأنه أن يقود إلى إنهاء الخطر الإيراني من دون إطلاق رصاصة واحدة، ومن شأنه حماية العراق ومن دون أن تضطر القوات الأميركية للبقاء هناك. فهل يستغل أوباما، والقوى النافذة بالمنطقة، هذه الفرصة؟هنا السؤال!
ـ 'الأخبار'
14 آذار عممت أمس مسودة مشروعها المعارض الهادف لاسقاط الحكومة
ذكرت صحيفة 'الأخبار' ان قوى 14 آذار أطلقت نقاشاتها الجدية بشأن مشروعها المعارض، وهي عمّمت أمس مسوّدة لهذا المشروع الذي ينصّ على إسقاط حكومة نجيب ميقاتي، على ان تبدأ هذه العملية في جلسات مناقشة البيان الوزاري للحكومة. ولفتت الصحيفة الى ان رئيس الحكومة السابق سعد الحريري استعاد موقعه في صلب المعركة، وإن كان يجلس في 'منفاه' الذي يبعد آلاف الكيلومترات عن بيروت.
وقالت 'الأخبار' ان من يعرف تفاصيل الحياة اليومية للحريري يؤكّد أنّ الدولة الفرنسية تبدي كل الحرص على أمنه الشخصي، إذ يتجاوز عدد الحرّاس الفرنسيين بأشواط عدد حراسه الشخصيين، وكأن المسألة باتت في خانة 'الأمن القومي الفرنسي'. ويرجّح المطّلعون على أجواء الحريري أنّ الحرص الفرنسي على أمن الحريري قد يتعدّى هذا الحيّز ليصل إلى حدّ 'منعه' من مغادرة الأراضي الفرنسية 'حفاظاً على سلامته'.
ولفتت الى ان 'نشاط الحريري يقتصر هذه الأيام على جولات مشاورات يومية، أكان عبر الاجتماعات المباشرة أم من خلال الاتصالات الهاتفية والاطلاع على التقارير السياسية. أهمّ هذه المشاورات حصل قبل يومين، عندما استضاف كلاً من الرئيس الأسبق أمين الجميّل وممثّلي الأمانة العامة لقوى 14 آذار، النائبين السابقين سمير فرنجية وفارس سعيد، بحضور مستشاره النائب السابق باسم السبع'.
وكشفت الصحيفة ان 'أهمّ الخلاصات التي خرج بها سعيد وفرنجية أنّ زعيم 14 آذار وتيار المستقبل حسم قرار المواجهة'.
ونقلت الصحيفة عن مسؤولين في الأمانة العامة إنّ هذا اللقاء التشاوري 'حسم عمليّة التنسيق داخل 14 آذار، وإنّ هذه العملية تسير على نحو أفضل مما كانت عليه'. وأفضل الأمور في هذا الإطار أنّ الحريري 'أثبت أنه في قلب المعركة، لا بل إنه رمزها الأساسي'.
ولفتت 'الأخبار' الى انه 'نتيجة هذه المشاورات التي قام بها سعيد وفرنجية، عاد الرجلان إلى بيروت ومعهما تصوّر أولي بادرا أمس إلى الإفصاح عن جزيئيات مضمونه خلال الاجتماع الأسبوعي للأمانة العامة لقوى 14 آذار. لكن ما هو أهمّ من ذلك، أنّ سعيد وفرنجية وغيرهما من قياديي ثورة الأرز، باشروا أمس المناقشة الفعلية لمشروع المعارضة 'البنّاءة'. فمسوّدات التصور وصلت مساء أمس إلى مراكز القيادة في قوى المعارضة، وهي تحوي مجموعة من العناوين الرئيسية لمشروع 'ثوار الأرز'. وأول هذه العناوين كيفية الردّ على الحكومة الحالية خلال عرضها للبيان الوزاري في مجلس النواب، بحيث عُمِّمت النقاط الواجب التصويب عليها لإضعاف الحكومة وبيانها'. ومن هذه النقاط:
التشديد على أنّ انقلاب النوّاب من محور سياسي إلى آخر هو خيانة لناخبيهم الذين اختاروهم بناءً على مشروع سياسي ومواقف واضحة. إنّ استخدام السلاح والتهديد به لإسقاط الحكومة لا يتوافق مع التغيير والأسلوب الديمقراطي الذي يتحدث عنه فريق 8 آذار. توزير الراسبين يخالف الديمقراطية ولا يتماشى مع ما قرّره الشعب اللبناني. الحكومة تنتمي إلى مرحلة عربية غابرة وتمثّل تحدياً للربيع العربي وحركات التغيير الجارية في البلدان العربية. التشديد على أنّ التشكيلة الحكومية لا تراعي التمثيل الطائفي وأعراف نسب التمثيل، وبالتالي تهدّد مرتكزات اتفاق الطائف.
وقالت الصحيفة ان أهمّ ما جاء في المسوّدة، تأكيد أهميّة التصويب على السياسة الكيدية وروح الانتقام اللتين 'سيتعامل بهما الفريق الحاكم'، من باب التركيز على ما قاله النائب ميشال عون قبل يومين.
ولفتت الى ان معظم الأكثريين السابقين يشددون على أن مواجهة الكيدية ستكون عبر الكثير من الأساليب، أحدها 'التعبئة الشعبية'. ولا يتردّد قياديّو ثورة الأرز في الإشارة إلى أن فريقهم 'لن يمنع الناس من التعبير عن أنفسهم في حال إقالة هذا المدير العام أو ذاك الموظّف'. ويضيفون: 'إن حصلت هذه الإقالات، فهل نردّ بإصدار بيان استنكار، فيما التعبئة الشعبية جاهزة ويمكن من خلالها التصدّي للقرارات المنتظر صدورها عن حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والتي لا تعبّر إلا عن الحقد؟'.
وللانتهاء من ملف مواجهة البيان الوزاري للحكومة، تجري بحسب 'الأخبار'، مناقشة هذه المسوّدة بين المعنيين في 14 آذار، مع قرار شبه نهائي منتظر حسمه خلال ساعات يؤكد أنّ الكتلة النيابية للأقلية ستشارك في جلسات مناقشة البيان والتصويت عليه. وترى قيادة ثورة الأرز أنّ كتلتها ستفجّر في قاعة المجلس عبارة 'لا ثقة' بوجه الحكومة، وستتكرّر هذه العبارة ستّين مرّة على مسمع أعضاء الحكومة وفي كل منازل لبنان، باعتبار أنّ الجلسة ستكون منقولة مباشرة على الهواء. ويؤكد الآذاريون أنّ مشهد 'لا ثقة' أقوى بكثير من مشهد غياب ستّين نائباً عن مقاعدهم، وأنّ هذا الاقتراح يلقى موافقة التيار الأكبر من الأقليين، رغم تمسّك آخرين بضرورة مقاطعة الجلسة وحجب الشرعية عنها، ما يجعل بتّ هذه المسألة 'بحاجة إلى المزيد من الوقت لحسمه'.
وقالت الصحيفة انه 'نتيجة المشاورات الباريسية وغيرها من اللقاءات في بيروت، بدأ فريق 14 آذار يشتمّ 'رائحة سقوط النظام في سوريا'، فترتفع معنويّاته أكثر فأكثر. ويشير قياديّو هذا الفريق إلى أنّ 'ساعة الصفر' دقّت في الشام وأنّ النظام 'سيواجه ابتداءً من هذا الأسبوع نوعاً جديداً من الضغوط، وأوّلها على الصعيد الاقتصادي'. فقيادة 14 آذار 'فهمت' أنّ الغرب سيطلق 'تحرّكات ترمي إلى فصل رجال الأعمال وأصحاب الأموال عن النظام السوري، عبر بعث الرسائل اللازمة لهؤلاء المتموّلين والمستثمرين بأنّ أمن مصالحهم هو في الموقع المعادي للرئيس بشار الأسد وليس العكس'. وعلى هذا الأساس، ينطلق الأكثريون السابقون للتشديد على أن تحرّكهم ضد النظام السوري سيتطوّر بنحو تصاعدي بدءاً من الأسبوع الجاري. ويقول قياديّو الأقلية إنّ التعبير عن هذا الموقف المعادي للنظام السوري، الذي انطلق من الأمانة العامة، سيُعمَّم لتتضمّنه لاحقاً بيانات الكتل النيابية للأقلية، وثم في مرحلة أبعد سيصدر مباشرة عن ألسنة أقطاب 14 آذار.
من جهة أخرى، يمسك هذا الفريق اليوم بعنوان 'طرابلس مدينة منزوعة السلاح'، وذلك بهدف 'تفويت الفرصة على النظام في سوريا الذي يحاول ربط الساحة اللبنانية بالاضطراب الحاصل على الأراضي السورية'، إضافة إلى أن هذا المطلب يمكّن هذا الفريق من وضع المزيد من الضغوط على رئيس الحكومة الطرابلسي الذي 'لا يكفي قيامه بمؤتمرات صحافية لضمان أمن المدينة واستقرارها'. والتجربة الأمنية الأخيرة في طرابلس دفعت الأمانة العامة أمس إلى إعادة تأكيد 'صوابية المطالبة بإنهاء السلاح غير الشرعيّ في كلّ لبنان'، وتشديدها على أنّ هذا السلاح 'مصنع للانقلابات وعنوان لربط لبنان بالأخطار على جميع الصعد'.
ـ 'السفير'
&laqascii117o;من يراهن على سقوط الأسد يفهم في السياسة بقدر ما أفهم في القنبلة الذرية"
بري: واشنطن تصوّب على ميقاتي.. لأنها تريد الحريري
عماد مرمل:
من الواضح أن لبنان وُضع تحت &laqascii117o;المجهر الدولي" بعد تشكيل الحكومة الجديدة التي يخضع سلوكها لمراقبة مشددة من عواصم القرار في العالم، لتبيان ما ستفعله حيال ثلاثة ملفات حساسة، هي: المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي، القراران 1701 و1559، والوضع السوري.
وفي المقابل، يحاول الرئيس نجيب ميقاتي تدوير ما أمكن من الزوايا الحادة، مستفيدا من مواهبه وخبرته في &laqascii117o;الوسطية"، لعله يتمكن من التوفيق بين ضرورات الحفاظ على السلم الأهلي والوحدة الوطنية وبين ما بات يُعرف بـ"التزامات لبنان الدولية" التي تبدو مفتوحة على أكثر من اجتهاد في تفسيرها.
هذا المناخ الضاغط الذي يحيط بالحكومة، كان مدار بحث أمس الاول في عين التينة بين الرئيس نبيه بري والممثل الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة مايكل وليامز الذي سأل رئيس المجلس عن قراءته لما آل اليه المشهد العام في سوريا، فأجابه معتبرا ان ما يحدث فيها ليس ثورة او احتجاجات شعبية بالمعنى المتعارف عليه، أو على صورة ما جرى في مصر وتونس على سبيل المثال.
بدا وليامز غير مقتنع بنظرية بري، فما كان بالاخير إلا ان دعمها بـ"قوة إسناد" تحليلية، قائلا: ألم تلحظ ان التوتر في سوريا يُصدّر من الخارج الى الداخل؟ لقد بدأت الاحداث في درعا الواقعة على الحدود مع الاردن، لكن سرعان ما تمت السيطرة عليها، فانتقلت الى تلكلخ الكائنة على الحدود مع لبنان حيث جرى إخمادها ايضا، لتحط في جسر الشغور على الحدود مع تركيا.
التقط بري أنفاسه، ثم تابع: أعتقد انك تشاركني الرأي في ان الثورات الحقيقية هي التي تنطلق من العواصم والمدن الكبرى، ثم تتمدد نحو الاطراف، كما حصل في القاهرة وتونس وصنعاء وبنغازي. أما سيناريو الاحداث المتنقلة في سوريا فهو يسير عكس السير ويحمل بوضوح بصمات خارجية.
وإذ يبدي بري لزواره ارتياحه الكبير الى الخطاب الاخير للرئيس بشار الاسد الذي وضع خطة قريبة وبعيدة المدى من أجل تحقيق الاصلاح الشامل في سوريا، يلفت الانتباه الى ان ردود الفعل الاميركية والاوروبية على خطابه أثبتت ان المسألة بالنسبة الى الغرب ليست مسألة إصلاحات بل خيارات. &laqascii117o;لقد بات واضحا الآن، بالعين المجردة، ان الخارج يستهدف الخيارات السياسية للنظام السوري، ولا يهمه بعد ذلك إن طاله الاصلاح أم لا".أما في ما خص لبنان، فإن رئيس المجلس يؤكد الثبات على الموقف الذي أطلقناه منذ بداية الازمة، وهو ان أمن واستقرار بلدنا من أمن واستقرار سوريا، والعكس صحيح، وبالتالي من مصلحتنا ان يخرج الشعب والنظام في سوريا من الازمة وقد انتصرا على المؤامرة الخارجية، من دون ان يعني ذلك التقليل من أهمية الاصلاحات التي من شأنها ان تحصن الداخل وتقويه في مواجهة محاولات إخضاعه للابتزاز على قاعدة &laqascii117o;تنازلوا عن ثوابتكم السياسية، نمنحكم الاستقرار".
ويهزأ بري من أوهام أصحاب الحسابات الخاطئة، معتبرا ان من يراهن على إسقاط النظام السوري يفهم في السياسة، بقدر ما أفهم أنا في القنبلة الذرية. والشأن اللبناني كان حاضرا في النقاش بين وليامز وبري الذي لم يُخف مآخذه على المجتمع الدولي، بسبب مواقف بعض دوله من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي. سأل رئيس المجلس ضيفه: &laqascii117o;لوين رايحين"، ولماذا هذا الاستهداف للرئيس ميقاتي؟ هل هو إيراني.. هل هو سوري. هل يملك طائرات خاصة اقل من سواه. هل يختلف في شيء عن رجال الاعمال الآخرين؟ أم انه أقصر من غيره يا ترى؟ وخلص بري الى الاستنتاج ان &laqascii117o;المواقف الصادرة عن بعض الدوائر الدولية التي تستهدف ميقاتي توحي بان هناك من لا يريد سوى شخص واحد في رئاسة الحكومة".
خرج وليامز من مقر الرئاسة الثانية، من دون ان يروي غليل رئيس المجلس بردود مقنعة، فيما كان بري يواصل أمام زواره تظهير الصورة، كما يراها، مستهجنا ادعاء جهات خارجية ان حكومة ميقاتي هي حكومة حزب الله، لافتا الانتباه الى ان الحزب دخل مجلس النواب منذ العام 1992، كما ان وزراءه شاركوا في حكومات الرئيس فؤاد السنيورة والرئيس سعد الحريري، حتى ان محمد فنيش شاب شعره على مقاعد مجلس الوزراء، ولم يحصل ان اعتبرت واشنطن انها حكومات حزب الله. فلماذا استفاقوا الآن كأنهم اكتشفوا اليوم فقط ان الحزب موجود في مؤسسات الدولة.
ويضيف بري: إذا كان قد تغير شيء ما بين الامس واليوم، فهو ان حزب الله بدأ تجربته الوزارية بحقيبة من العيار الثقيل هي &laqascii117o;الطاقة"، لينتهي به الأمر الى حقيبتين متواضعتين نسبيا قياسا الى ما حصل عليه في السابق. ومع ذلك، هناك من يصر على مقولة حكومة حزب الله. والحقيقة ان المستهدف منها بالدرجة الاولى هو الرئيس ميقاتي الذي، للغرابة، كان نفسه رئيسا للحكومة عام 2005 من دون ان يثير ذلك آنذاك حفيظة المعترضين حاليا.
ولا يلبث بري ان يغادر &laqascii117o;رواق" التلميح الى &laqascii117o;شرفة" التصريح: الاميركيون كانوا يعتقدون اننا لن ننجح في تشكيل الحكومة، وكذلك الامر بالنسبة الى عدد من حلفائهم الأوروبيين، وقد سبق لي ان سمعت من سفراء غربيين في بيروت كلاما في هذا الاتجاه، لذلك ترك تأليف الحكومة وقع المفاجأة والصدمة في أكثر من مكان، داخليا وخارجيا.وقبل ان يبرد كلام بري، يردف متابعا: من الواضح ان الاميركيين يصوبون على ميقاتي لأنهم كانوا يتطلعون الى ان يقيم سواه في السرايا. بصراحة، إنهم يريدون فرض أحدهم رئيس حكومة علينا، ضاربين بعرض الحائط نتائج العملية الديموقراطية التي أوصلت ميقاتي الى رئاسة الحكومة بفارق بضعة أصوات عن الرئيس سعد الحريري، علما بأنهم لا ينفكون عن إعطائنا دروسا في الديموقراطية، فأي مفارقة هذه. ويرى رئيس المجلس ان واشنطن، بعدما أصبحت في مواجهة الامر الواقع، تحاول ان تُلزم الحكومة الجديدة بأجندة سياسية معينة، عن طريق التهويل المتواصل بأنها تحت المراقبة لاختبار مدى التزامها بالمحكمة والقرارات الدولية، قبل ان يضاف سؤال آخر الى المسابقة الأميركية وهو: كيف سيكون موقف لبنان من العقوبات الدولية التي تدفع الولايات المتحدة نحو فرضها على سوريا.
ويلاحظ بري ان فريق 14 آذار لم يصدق بعد، ولا يريد ان يصدق، انه خرج من الحكم، برغم ان ذلك طبيعي في إطار تداول السلطة التي آلت إلينا بفارق عدد من الاصوات، علما بأن الحلفاء الدوليين لهذا الفريق لا يجدون حرجا في ان يحكموا بأكثرية صوت واحد، متسائلا: هل رئاسة الحكومة في لبنان مطوّبة باسم أحدهم. هل هي من الاملاك الخاصة. &laqascii117o;شو هالمسخرة".ويستغرب رئيس المجلس ان يقود الرئيس سعد الحريري المعارضة من الخارج، إلا إذا كان المطلوب منا ان نذهب الى باريس ونفتح فرعا لمجلس النواب هناك.
ـ 'النهار'
الأمن اللبناني من الداخل ومن إسرائيل 'ضمان لمنع خطف أوروبيين'
خليل فليحان:
كثيرة هي الاولويات المطروحة امام حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، لعل اولاها امن المواطن في منزله وفي مقر عمله، وضمان امن الزائرين من عرب واجانب وخصوصاً الاوروبيين الذين تعرّض سبعة منهم للخطف في المدينة الصناعية في زحلة في 23 آذار الماضي وهم على دراجات هوائية. واللافت ان منفّذي الخطف اعتقلوا وعرف من تسلمهم وهو يخفيهم حتى الآن. وقد تحوّلت قضيتهم الى مسألة اوروبية تشغل بال 27 دولة مما استتبع لجوء بعض تلك الدول الى اتخاذ تدابير لرعاياها الوافدين او المقيمين في لبنان. ومعلوم ان ديبلوماسيين هولنديين تعرّضوا للخطف قبل نحو خمسة اسابيع في محيط مدينة بعلبك، ثم اطلقوا بعدما خضعوا لتحقيق خارج الاراضي اللبنانية. ومطلوب من حكومة 'كلنا للوطن، كلنا للعمل' ان تضمن امن اللبناني من تخطيط اسرائيل الدائم لشن هجوم على لبنان. والدليل على النيات العدوانية للدولة العبرية التدريبات التي تجريها منذ الاحد الماضي، وسمتها 'نقطة تحوّل 5' وتختتم غداً الجمعة. وفي برنامج التدريبات سيناريوات محتملة لصد هجمات كبيرة من الصواريخ من لبنان وسوريا وقطاع غزة وايران على منطقة تل ابيب وعلى منشآت توصف بـ'الاستراتيجية' مثل المصانع ومحطات توليد الكهرباء وتوزيع المياه ومستشفيات المسنين. وتجدر الاشارة الى ان قوة 'اليونيفيل' لا تتدخل لدى حدوث المواجهات، لان ذلك ليس في نطاق مهمات انتدابها.ولاحظ مسؤول اممي ان قيادة القوة الدولية متخوّفة من عمليات تتعرض لها قوافل لوجيستية لدى خروجها من منطقة عملياتها او لدى عودتها اليها، وهي مطمئنة الى امن جنودها داخل تلك المنطقة بسبب التنسيق الوثيق مع قيادة الجيش في الجنوب. وفي المعلومات الديبلوماسية والاستخباراتية المتوافرة لدى قيادة الناقورة ان ليس في الافق تدهور امني على الحدود حتى اشعار آخر، ما دام ليس هناك عمليات للمقاومة ضد المواقع العسكرية الاسرائيلية. ورأى ان تنفيذ القرار 1701 هو اقصر طريق لحماية لبنان من الخطر الاسرائيلي العسكري ضده، ولهذا يكرر مسؤولو الامم المتحدة وفي مقدمهم الامين العام بان كي – مون للمسؤولين اللبنانيين تطبيق البنود المتعلقة بلبنان في ذلك القرار. وسيكرر الامر في التقرير الذي سيرفعه بان الى مجلس الامن في نهاية الشهر الجاري، ويعده له منسقه الخاص لدى لبنان مايكل وليامس.ولفتت مصادر قيادية الى اهمية معالجة الامن الذي يعتبر بمثابة حجر الزاوية للملفات الاخرى المطروحة على الحكومة.وانتقدت الوعظ الاوروبي الذي تبلغه ميقاتي امس من سفراء الدول الاوروبية في لبنان حول ما يجب ان يتضمنه البيان الوزاري الذي هو قيد الصياغة، واعتبرته 'نسخة من الموقف الاميركي مع قليل من التنقيح لجهة عدم اتخاذ الموقف المعادي نفسه لواشنطن من الحزب. وسألت 'هل توقيت اعلانه يخدم انطلاقة الحكومة الميقاتية او يؤذيها، في وقت ارتفع منسوب التوتر بين الدول الاوروبية وسوريا ولا سيما بعد الانتقاد القاسي لخطاب الرئيس بشار الاسد والذي دفع وزير الخارجية السوري وليد المعلم الى القول 'سننسى ان اوروبا موجودة على الخريطة... العالم ليس اوروبا فقط'.
ـ 'السفير'
عبدو سعد يطرح خيار النسبية على أساس الدائرة الواحدة:
تغيير سلوك الناخب والمرشَّح تفادياً للخطاب الطائفي والمناطقي
كلير شكر:
يدفع اللبنانيون أثمان قوانين انتخابية لا تزال على مدى خمسة عقود تدور في فلك قانون العام 1960. عمليا يعرضون بلدهم على خشبة مزاد علني: من يدفع أكثر في الداخل من أمواله أو بأموال الخارج ولحسابات خاصة أو خارجية، وفي النتيجة لا يصبح غريبا أن يكون بلدا مثل لبنان معدل استقراره النسبي بين ثلاث أو خمس سنوات منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا، تبعا لدراسة قام بها فريق أوروبي في بيروت، بعد العام 2005. لا حاجة للكثير من التمحيص بحثاً عن الجاني على استقرار لبنان وسلمه الأهلي وعيشه المشترك. فالجريمة ترتكب بشكل متمادٍ بحق الوطن وبإرادة أهله، على يد قانون انتخابي يُبعث من بين الأموات ليتحول حكماً بين متخاصمين، تحت عنوان جلبه للاستقرار بينما هو الولادة الفعلية لمنظومات مصالح داخلية وخارجية تهدد الاستقرار. ليس خفيا على أحد أن الصيغة الانتخابية المستنسخة منذ العام 1960، تكّرس الطائفية وترسّخ جذورها، لا بل تشرّع براثنها وأسلحتها المذهبية، التي تصبح حاجة وضرورة لتحقيق النجاح، بدل أن تُنبذ وتُرمى في سلّة مهملات التاريخ، بعدما ذاق اللبنانيون مرّها ولوعتها دماً ودمارا وتهجيرا وهجرة ونزوحا وتصدعا اجتماعيا.
ولأن الحجّة كانت دوماً، في التوقيت، كان القانون الانتخابي يُحشر في اللحظات الأخيرة لـ"سلقه" وإعادة بعثه بصيغته الستينية، مع وضع مساحيق تجميلية لا تغير شيئا في مضمونه السيء أصلا، بحيث صار قانون الأمر الواقع، وذلك من باب تفصيله على قياس منتجيه من أهل الطبقة السياسية الذين ولدوا في كنف الطائفية والمذهبية والحروب الأهلية، الحارة منها أو الباردة، كما هو حال احترابنا الداخلي اليوم. زعامات طائفية وأمراء حروب ولاهثون للمناصب وأصحاب أغراض ومصالح ووكالات يريدون الارتماء في كنف السلطة، ولهذا كانوا يجدون في النظام الأكثري"ناظما" لتلك المصالح، علما أن هكذا قانون لم يعد معتمداً سوى في ست دول في العالم بينها لبنان.
ومهما تلاعب الطبّاخون بحجم الدوائر الانتخابية، من باب الضمان المسبق لنتائج الفرز، قبل فتح صناديق الاقتراع، فإنهم لم يحاولوا يوماً إحداث نقلة نوعية في تلك الصيغ، تساهم في تحقيق المساواة بين المواطنين، من خلال الحرص على صحّة التمثيل وعدالته وشموليته. ومهما تضمن البيان الوزاري للحكومة الجديدة من عناوين، بما في ذلك حول المحكمة الدولية والمقاومة، فان العنوان ـ المحك، أن تحدث خرقا في البنية الطائفية ـ السياسية الولّادة للأزمات، ولا مدخل الى ذلك بقانون انتخابي يحدث صدمة ايجابية لدى الشعب اللبناني وتحديدا الفئة الشبابية. واعتبارا من اليوم، تضع &laqascii117o;السفير" منبرها بتصرف الباحثين التواقين الى فتح كوة في جدار النظام الطائفي من خلال تقديم افكار أو اقتراحات انتخابية، وحسنا أن تكون البداية مع &laqascii117o;ابو النسبية" مدير مركز بيروت للأبحاث والمعلومات الباحث عبدو سعد، الذي لطالما كان مناديا بتطبيق النظام النسبي، بوصفه الممر الإلزامي، للوصول إلى التمثيل الصحيح والعادل.
ويسوق سعد جملة أسباب موجبة لاعتماد النظام النسبي على أساس لبنان دائرة انتخابية واحدة أبرزها: تحقيق الاندماج الوطني والإنماء المتوازن حيث يجد جميع الكتل والمرشحين انهم مضطرون لانتقاء خطاب سياسي يطالب بمعالجة قضايا انمائية تطال كل أرجاء الوطن، صحة التمثيل من باب تقليص تمثيل أصحاب المصالح الضيِّقة والولاءات الموروثة والعائلية والعصبية، عدالة التمثيل وتحقيق الارادة الشعبية للخروج من حالة الإقصاء الناجمة عن القوة التجييرية المعروفة في النظام الأكثري، التطبيق الحقيقي لمفهوم نائب الأمة، تغيير سلوك الناخب والمرشَّح لتحاشي الخطاب الطائفي والمناطقي، المساهمة في ولادة الأحزاب الوطنية العابرة للطوائف والمناطق، الإسهام في خلق مجتمع مدني، القضاء على التمايز في القوة الاقتراعية لأصوات الناخبين، تنوّع المرشحين في جميع اللوائح، الحد من هيمنة الإقطاع السياسي، تسهيل وصول الأقلية إلى التمثيل في البرلمان، معرفة الناخب بالمرشح، الالتزام بالدستور لإرساء الديموقراطية والعدالة والمساواة...كما يساهم النظام النسبي في التخفيف من آفة شراء الأصوات، والحدّ من آثار التزوير، لا سيما أن التوجس من الدائرة الواحدة هو غير مبرر علمياً بالنسبة الى الأقليات المذهبية والسياسية، وفق سعد، خصوصاً في ظل وجود أحلاف سياسية راسخة وغير مسبوقة عابرة للطوائف، بحيث يُفترض وفي أي انتخابات على مستوى الوطن، أن تقوم القوى المسيحية الحليفة للقوى المسلمة بتسمية مرشحيها المسيحيين في كل لبنان، والعكس صحيح... وبالتالي، لا شيء يمنع عملياً من إحداث قفزة تقدمية في قوانين الانتخابات، لا سيما أن الكلام عن &laqascii117o;تعقيدات" تسود هذا النظام وتحول دون تطبيقه، لم تعد تنطلي على أحد، على اعتبار أنه لا يطلب من الناخب سوى اختيار اللائحة المفضّلة لديه، وانتقاء اسم ترجيحيّ منها، على أن تكون البقية من مهام اللجان المتخصصة بالفرز. (للقراءة).
ـ 'الحياة'
بريجنسكي لـ'الحياة': دور أميركا يتراجع واشك في قدرة النظام السوري على تخطي أزمته
أكد المفكر والسياسي الأميركي المخضرم زبيغنيو بريجنسكي أن هناك 'تراجعاً كبيراً' في موقع الولايات المتحدة في المنطقة، خصوصاً مع اللاعبين المحوريين وبينهم تركيا ومصر والسعودية. واعتبر أن ما يشهده العالم العربي هو 'جزء من موجة الصحوة السياسية العالمية'، مشككاً في 'قدرة النظام السوري على تخطي أزمته'، ومشدداً على أهمية وجود دور 'مشترك' لأنقرة والرياض في هذا الملف. وتحدث بريجنسكي، المستشار السابق للأمن القومي في عهد الرئيس جيمي كارتر (1977-1981) وأبرز المفكرين الاستراتيجيين في السياسة الدولية، الى 'الحياة'عن التطورات الكبيرة التي يشهدها الشرق الأوسط وانعكاساتها على دور الولايات المتحدة وموقعها. ورأى بريجنسكي أن هناك 'وسيلتين لفهم ما يجري في العالم العربي: الأولى من خلال التركيز على الظاهرة العامة واعتبار ان ما يحصل جزء من صحوة سياسية عالمية تعود الى قرنين ويرافقها انتشار للوعي السياسي الشعبي، والثانية ملاحظة الاختلافات والخصوصيات بين الحالات العربية'. واعتبر أن ' ما يحصل في مصر هو الأكثر أهمية، كونها رأس حربة التغيير وتبقى المنبر القيادي في العالم العربي'. وعن تأثير هذه الأحداث على الدور الأميركي في المنطقة، يرسم بريجنسكي من مكتبه في مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، صورة قاتمة لموقع واشنطن وتأثيرها الاقليمي. ويقول أنه 'منذ 35 عاماً، وتقريباً مع توقيع معاهدة كامب ديفيد' في 1978، والتي لعب كارتر الوسيط فيها وقام مستشاره للأمن القومي بدور اساسي، 'كانت للولايات المتحدة علاقة قوية مع أهم دول المنطقة. وكانت المصلحة الأميركية مضمونة. وكان في امكان واشنطن أن تعمل مع اللاعبين المحوريين، أي السعودية ومصر وتركيا وايران' قبل الثورة الاسلامية. لكن 'اليوم تراجع التأثير الأميركي مع كل من هؤلاء اللاعبين. فهناك عداء مع ايران. أما مع مصر فهناك تنام في المشاعر القومية وتحفظات عن العلاقة الاسرائيلية - المصرية... وخيبة أمل في السعودية من الدور الأميركي، وشعور مماثل وعدم الصبر لدى تركيا واحساس بأن أميركا لم تثبت بأنها حليف قوي...
نحن نشهد تراجعاً محورياً في التأثير الأميركي في الشرق الأوسط'.ولاستعادة بعض الهيبة الأميركية، يعيد بريجنسكي الى الاذهان الرسالة التي بعث بها، مع مسؤولين سابقين، الى الرئيس باراك أوباما مطلع السنة، والتي دعت الى تحرك أميركي فاعل في عملية السلام ومن خلال تبني مبادئ واضحة ومرجعيات تشمل الى جانب حدود 1967 مع اتفاقات متبادلة للأراضي، اعتبار القدس عاصمة مشتركة للدولتين، وحل مشكلة اللاجئين على أساس حل الدولتين، الى جانب تشجيع المصالحة بين 'فتح' و'حماس' وتقديم ضمانات أمنية لاسرائيل. وتبنى أوباما المبدأ الأول في خطابه في أيار الماضي، لكن بريجنسكي اعتبر ان هذا الأمر 'غير كاف... وواشنطن لا يمكنها أن تكون غير فاعلة وتعتمد فقط على الخطابات، بل عليها أن تكون أكثر طموحاً وبنّاءة في جهودها للدفع بالسلام، وهذا لا يعني الوقوق مع طرف في النزاع'، معيداً التحفظ الأميركي في هذا الشأن الى 'الصعوبات الداخلية الأميركية التي تضع اليوم القضايا الخارجية في موقع ثانوي'. وعن الوضع في سورية، قال بريجنسكي انه 'مثال واضح على أقصى ما يمكن أن تصل اليه صحوة الوعي السياسي، والذي يولد اليوم الكثير من العنف وحالاً من الخلل الاجتماعي'. ورداً على سؤال عن امكان النظام السوري تخطي الأزمة، قال بريجنسكي: 'أشك في أن يتمكن نظام الرئيس بشار الأسد من تخطي ذلك. هناك دائماً امكان في المدى القصير بأن تهيمن القوة، انما رقعة الاستياء ليست مؤشراً جيداً الى مستقبل النظام الحالي'. وعن الخيارات الأميركية في سورية، وفي ظل معارضة روسيا جهود مجلس الأمن لاستصدار قرار دولي، يرى بريجنسكي أن 'لا واشنطن ولا روسيا في امكانهما التحرك بشكل حاسم... الديناميكية الداخلية ستكون مفصلية للوضع في سورية'، في حين سيكون 'التأثير السياسي المشترك لتعاون السعودية وتركيا فاعلاً و بنّاء'.
ـ 'السفير'
من يفرّط بإرث الحريري؟
&laqascii117o;الرئاسة حُلوة الرضاع مُرّة العظام" ابن عربي
ادمون صعب:
في غمرة التحريض السياسي والمذهبي على الحكومة والذي فجّر اشتباكات في طرابلس يوم الجمعة الماضي، انطلق صوت هادئ حاملاً رسالة شهيد كبير لا نزال نبحث، ومعنا العالم، عمن اغتاله في أبشع صور الاغتيال السياسي وأشدها مأساوية.فقد أطلّت علينا السيدة نازك رفيق الحريري، في عيد الأب، برسالة باسم أفراد العائلة التسعة جميعاً، وجّهتها إلى الشعب اللبناني، مذكرة أبناء رفيق الحريري بمن فيهم سعد، بأن أباهم &laqascii117o;القائد ألّف مجتمعاً موحّداً بالمحبة والعلم، وبقيم المساواة والعدالة الاجتماعية، وبروابط إنسانية تنبذ العنف والقهر، وترفض منطق الغلبة والقوة، وتقوم على التحاور والتسامح والمشاركة".ودعت &laqascii117o;القادة والعقلاء" إلى المحافظة على لبنان الذي أحبه رفيق الحريري، وتحمّل &laqascii117o;مسؤولياتهم كاملة تجاهه"، وان يرفعوا عنه المخاطر المتربصة به &laqascii117o;ولا نطفئ بأيدينا شعلة الحرية والسيادة والعدالة التي أوقدها الرئيس الشهيد...". وقالت: &laqascii117o;فليتواضع بعضنا أمام الآخر، وليتنازل كل فرد منا في سبيل المجموعة".لسنا ندري ماذا كان رد فعل ورثة رفيق الحريري على هذا النداء النابع من قلب مجروح وخائف من ان تضيع القيم التي عمل من أجلها الشهيد في زواريب الخلافات السياسية، والتجاذبات الطائفية، والولاءات المذهبية، بفعل المكابرة، والان