قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الخميس 7/7/2011

- 'النهار'
اسرائيل - إيران: إغراء المغامرة العسكرية!
انطوان شلحت ـ عكا:

مسألة شنّ إسرائيل في المطلق هجوماً عسكرياً على إيران لا تزال موضع جدل حادّ منذ أن أدلى رئيس جهاز 'الموساد' السابق مئير داغان بتصريحاته في شأن هجوم كهذا في مطلع شهر حزيران الفائت، والتي اعتبر في سياقها أنه سيكون في الأحوال كلها بمثابة عمل أحمق ومغامر.  وبحسب ما ذكر البعض فإن الأمر الجوهري الذي يمكن استنتاجه من تصريحات داغان هو عدم ثقته برجاحة رأي القيادة الإسرائيلية الحالية، وفي مقدمها رئيس الحكومة نتنياهو ووزير الدفاع باراك.  وأضاف هذا البعض أن أكثر ما يخشاه رئيس 'الموساد' السابق هو أن تنساق هذه القيادة وراء تصرّف لا تُحمد عقباه إزاء إيران يبادر إليه نتنياهو وباراك، وذلك عقب حشرهما في الزاوية في أيلول المقبل، الذي من المتوقع أن تتخذ الجمعية العمومية في الأمم المتحدة خلاله قراراً يقضي بإقامة دولة فلسطينية في حدود 1967 من جانب واحد، خصوصاً أن داغان أكد أنه عندما كان يشغل منصب رئيس 'الموساد' تمكن مع كل من الرئيس السابق لجهاز الأمن العام- شاباك (يوفال ديسكين) والرئيس السابق لهيئة الأركان العامة (غابي أشكنازي) من كبح الإقدام على أي مغامرة خطرة، أمّا الآن فلا يوجد من يقف بالمرصاد لتلك القيادة.ورأى بعض آخر أن تصريحات داغان تعتبر 'شهادة مثيرة للقلق' لأنه كرّر علناً ما سبق أن قاله للصحافيين بالحرف خلال لقائه بهم لدى انتهاء ولايته.

وتعاظمت هذه الخشية في إثر تسريب المعلق العسكرية لصحيفة 'يديعوت أحرونوت'، بالتزامن مع تصريحات داغان، تقديرات قال إنها لمصادر استخبارية أميركية رسمية تفيد بأن إيران ستنتج أول قنبلة نووية في غضون فترة تراوح بين عام واحد وعامين، مشيراً إلى كون هذه التقديرات المستجدة تتناقض مع تقديرات عرضها داغان قبل نصف عام، وأشارت إلى أن الإيرانيين سيجتازون عتبة القدرة على إنتاج أسلحة نووية في 2015 فقط.
وفي رأي هذا المعلق فإن سبب الفجوة القائمة بين تقديرات داغان وتقديرات الاستخبارات الأميركية يعود إلى خطأ تقديرات الأول في ما يتعلق بتأثير الإجراءات المتبعة إزاء البرنامج النووي الإيراني، بدءاً بالعقوبات الدولية، وانتهاء بالنشاطات السرية التي تهدف إلى عرقلة هذا البرنامج.وثمة شكوك في أن هذه التسريبات تهدف - في ما تهدف - إلى تبرير 'إغراء' المغامرة العسكرية، سيما أنها تتقاطع مع تواتر تصريحات إسرائيلية رسمية تشدّد على أوالية الخطر الإيراني، مقرونة بتقديرات مفادها أن مثل هذا الهجوم لا يمكن أن يتم من دون ضوء أخضر من واشنطن


ـ 'الشرق'
هل المطالبة بتسليم المتهمين اثارة للفتنة أم العكس؟ / الحكومة و&laqascii117o;حزب الله" يوزعان الادوار حول مذكرات التوقيف وصولا الى تمديد المحاكمات الى أبعد وقت ممكن
أسامة الزين:

من المؤكد، ان مهلة الأيام الباقية لتسليم المتهمين الأربعة الى المحكمة الدولية ستمر من دون توقيفهم.فموقف حزب الله من هذا الموضوع حاسم ولا رجعة فيه، فيما الدولة لا تستطيع او لا تريد اعتقالهم، ما يعني أننا ذاهبون الى محاكمة غيابية.وإذا كان الحزب قد استطاع الاعلان بصراحة عن موقفه، فإن الدولة ليست كذلك، فمحكومة الرئيس نجيب ميقاتي ملزمة ولو بالشكل الالتزام بقرارات المحكمة. وهذا ما يفسر تصريحات تم نقلها عن وزير الداخلية وعن ميقاتي نفسه.
توزيع أدوار: السيناريوهات متعددة، تغذيها خيالات العالم كله. إلا ان الأكيد، ان حزب الله وكما أعلن أمينه العام السيد حسن نصر الله لا يريد إحراج الحكومة، فأعطى تعليمات لوزرائه بالامتناع عن التعليق على موضوع تسليم المتهمين، فاسحاً المجال أمام الحكومة، للمداهمة والبحث والتحري، مع العلم ان المتهمين الأربعة وضعوا في مكان سري جداً، والبحث عنهم يشبه البحث عن إبرة في كومة قش. الجميع واعٍ لتوزيع الأدوار بين حزب الله والحكومة، اللذين يسعيان الى الاستفادة من عامل الوقت. في البدء تأخذ القضية 30 يوماً، ثم يحدد موعد للمحاكمة الغيابية بعد أشهر، ولدى بدء المحاكمة يقدم محامو الدفاع دفوعاً شكلية، فتؤجل المحاكمة ثم تصدر مذكرات توقيف أخرى، ولا يتم تسليم المتهمين الجدد وهكذا دواليك وستظهر المحكمة، حينئذٍ وكأنها تدور حول نفسها، وبين الجلسة والجلسة يكون اللبنانيون والعالم قد استنفدوا وتصبح الحقيقة، اذا ظهرت أقل مرارة لأهالي الشهداء.

خطف الامام الصدر . مثلاً، عندما خطف الزعيم الليبي معمر القذافي الامام موسى الصدر، هبت البلد، وكانت حركة &laqascii117o;أمل" تغلق بيروت والبقاع والجنوب مع مطلع شهر أيلول وهو الشهر الذي اختفى فيه الامام، لكن مع مرور السنين باتت حركة &laqascii117o;أمل" نفسها تعتبر هذا اليوم يوماً عادياً نسبياً. لكن القصة بين القضيتين مختلفتان فالإمام الصدر لم تنشأ محكمة دولية لأجله، ولو أنشئت ربما لما تكررت الاغتيالات أما الشهيد رفيق الحريري فصدر قرار من مجلس الأمن لكشف حقيقة اغتياله.
من يسعى لإثارة الفتنة؟ لقد اغتيل الحريري بهدف احداث فتنة كبيرة أياً كانت هوية يد المنفذ وتحديداً بين السنة والشيعة، ولكن هل اذا طالب السنة بتسليم المتهمين وهم أبرياء حتى يُدانوا - يكونون أي السنة يغذّون لا سمح الله الفتنة مع الشيعة؟ أليس العكس صحيحاً، اذا لم يسلم حزب الله المتهمين قد يكون هو - لا سمح الله - من مثيري الفتنة مع السنة؟! ونعيد التأكيد بأن كل الكلام الذي نورده هو حباً بالمقاومة ووفاءً لتضحياتها وشهدائها، نخاف عليها من السوء ومن الأخطاء، بنفس المستوى الذي نخاف فيه على البلد.


ـ 'السفير'
نقاش حريري داخلي: نواجهه.. أو الأفضل أن نسايره؟
عندما يهجم ميقاتي ويفضح من فرّطوا بالموقع والحقيقة
 نبيل هيثم:

لن يهدأ بال لقوى &laqascii117o;14 آذار"، إلا عندما تسقط حكومة نجيب ميقاتي وتستعيد مجد سلطة فقدتها. إلا أن السؤال المطروح هل تملك هذه القوى وتحديدا &laqascii117o;تيار المستقبل" القدرة على الإطاحة بحكـومة ميـقاتي تبعا لوعـد البريستول وخطباء جلسة الثقة؟
ليس خافيا أن تشكيل الحكومة الميقاتية، احدث صدمة كبرى لدى فريق الحريري وحلفائه، وراحت معه &laqascii117o;سكرة" الرهان على استحالة تأليفها، وحلت معه &laqascii117o;فكرة" الانقلاب الكامل في الميزان الداخلي، والتي حرّكت نقاشا داخليا خاصة على مستوى تيار المستقبل، واهمية هذا النقاش انه افرز ثلاث وجهات نظر، الاولى، تدعو لاعادة تقييم الاداء ومحاولة الاستفادة من الأخطاء التي حصلت وادت الى الخروج ربما النهائي من السلطة. الثانية، تقول ان حكومة ميقاتي اصبحت امرا واقعا بالنسبة الى لبنان بكل أطيافه، بل بالنسبة الى المجتمع العربي الدولي وينبغي مقاربة الموضوع من هذه الزاوية، وصولا الى عدم استبعاد خيار المهادنة وصولا الى المساومة في الادارة والتوظيفات والتعيينات والقانون الانتخابي وأن يشكل مع ميشال سليمان ووليد جنبلاط حلفا وسطيا.
واما وجهة النظر الثالثة، فيدعو أصحابها الى حرق كل المراكب والمراحل مع ميقاتي وقطع كلّ حبال التواصل معه، والى اشغاله سياسيا وشعبيا وعدم تركه يشعر بالراحة، وبالتالي حشره في الزاوية لاسقاطه وتعريته بالمعنى السني والوطني والعربي والدولي.
وليس خافيا ان اصحاب &laqascii117o;منطق الكسر" يراهنون على انتهاء مهلة الثلاثين يوما المتصلة بمذكرات التوقيف بحق افراد من &laqascii117o;حزب الله"، ومن ثم صدور قرارات اتهامية اضافية عن مدعي عام المحكمة الدولية دانيال بيلمار، مقرونة بخطوات تطبيقية واجراءات دولية كالضغط المالي والاقتصادي والمصرفي على غرار قضية &laqascii117o;البنك اللبناني ـ الكندي".
من الواضح ان وجهة النظر الثالثة هي الراجحة ضمن فريق الحريري وحلفائه في &laqascii117o;14 اذار"، الا ان مجرّد انطلاق نقاش معاكس يزيد من صعوبة المعركة التي يريد هذا الفريق ان يصيب من خلالها مقتلا سياسيا في ميقاتي وفريقه السياسي والحكومي، علما أن تلك المعركة ليست سهلة أصلا، لا بل أنها تفتقر إلى أسباب الربح فيها، في ظل مجموعة موانع كبرى تحول دون هذا الربح، ومنها:
أولا، أن الزمن السياسي الراهن ليس كالزمن السياسي والأمني الذي كان سائدا في العام 2005.
ثانيا، أن &laqascii117o;14 آذار" عموما و&laqascii117o;تيار المستقبل" خصوصا، قد أصبحت خارج السلطة وبالتالي فقدت كلّ أذرعتها السياسية والأمنية والإدارية التي تمكنها من استرداد المبادرة ورد الأذى، ولو أن بعضها ما يزال ممسكا بمفاصل أساسية في الدولة، ولكن يمكن محاصرته تدريجيا وشل حركته.

ثالثا، أن المستوى الشعبي اثبت في الأيام الأخيرة انه ليس مستعدا أو راغبا في أن يسير في طريق المواجهة، لا بل انه راغب في الخروج من خلف المتاريس التي ألقي خلفها في السنوات الست الماضية.
رابعا، الاهتزاز الذي أصاب صورة سعد الحريري، جراء غيابه عن البلد وعن فريقه وعن جمهور &laqascii117o;المستقبل"، وإذا كانت أقاويل كثيرة تتنازع فريق الحريري حول سر غيابه، دون الوقوف على الأسباب الحقيقية لهذا الغياب المفتوح، إلا أن تلك الأقاويل لم تمنع كثيرين من فريقه من إبداء العتب واتهامه بالاستقالة من المسؤولية.
خامسا، ان الاكثرية الجديدة متماسكة وتلك ابرز عناصر قوتها التي اظهرتها مع تأليف الحكومة اولا، ومع صدور القرار الاتهامي ثانيا، وهو قرار متخذ على أعلى المستويات ولن يتم التفريط به مهما كانت الأسباب.
سادسا، ان نجيب ميقاتي اليوم، هو غير نجيب ميقاتي ما قبل تكليفه رئاسة الحكومة، وقد استطاع في فترة زمنية قصيرة ان يعبر ثلاثة ارباع المحيط في اتجاه ترسيخ &laqascii117o;الميقاتية السياسية" في الواقع اللبناني بشكل عام وفي الواقع السني الذي يتفاعل معه بشكل خاص، وقد اثبتت تجربة الاشهر الخمسة الاخيرة انه ليس بالخصم السهل، واستنبط منها عناصر قوة، وابتكر فيها اداء ميقاتيا خاصا تحول فيه من شخصية قادرة على امتصاص الهجمات الى شخصية قادرة على القيام بهجمات مضادة، والنماذج كثيرة من التكليف.. الى &laqascii117o;يوم الغضب الشهير" الى التأليف وصولا الى &laqascii117o;يوم الغضب المسلح" ومن ثم انجاز البيان الوزاري.. وتلقف القرار الاتهامي واستيعاب اثاره.. ورده الحاسم على بيان البريستول ودفاعه عن موقع الرئاسة الثالثة، واظهاره من حيث يدري أو لا يدري من كان في المقابل يفرّط بذلك الموقع كما بالمحكمة ومقولة العدالة والحقيقة لأجل السلطة والسلطة فقط.. وخير شاهد ورقة سعد الحريري التي يتعهد فيها وقف العمل ببروتوكول المحكمة ووقف تمويلها وســحب القضاة اللبنانيين منها.ولعل افتقاد فريق 14 آذار للقدرة على تطبيق شعار ترحيل الحكومة ومحاصرتها عربيا ودوليا، جعله يمتشق في جلسة الثقة سلاح التمني على ميقاتي ان يستقيل لينصفه التاريخ والجغرافيا، وكذلك سلاح الاغراء بوعده بالتنعم بجنة الخلد فيما لو تخلى عن خطيئة توليه رئاسة الحكومة.. واما جواب ميقاتي فاقتصر على ابتسامة معبرة رافق فيها تلك التمنيات والوعود، ولم يجد افضل من &laqascii117o;شمّ" نفس عميق من زهرة &laqascii117o;غاردينيا" استحضرها الى القاعة العامة


ـ 'السفير'
إنجازان حققهما العدو.. فهل نمنعه من الإنجاز الثالث؟
معن بشور:

'إنجازان' حققتهما تل أبيب خلال أسبوع واحد، وهي تسعى 'لإنجاز' ثالث ينبغي بذل جهود استثنائية لمنع تحقيقه. الإنجاز الأول الذي حققه العدو يتمثل في نجاح المسعى الإسرائيلي في منع انطلاق أسطول الحرية -2- من اليونان باتجاه غزّة لكسر الحصار على مليون و800 ألف إنسان فلسطيني يشكلون، مع كل أبناء شعبهم، شهداء وشهوداً يوميين على أطول عملية انتهاك متمادية لحقوق الإنسان وللقرارات الدولية في التاريخ المعاصر، وما ساعد تل أبيب على تحقيق هذا الإنجاز، هو أن الأمين العام للأمم المتحدة، وخارج صلاحياته، دعا حكومات العالم إلى منع سفن أسطول الحرية من الخروج من موانئها، بالإضافة إلى تخلي النظام الرسمي العربي، لا سيّما النفطي فيه، عن مدّ يد العون المالي إلى اليونان لمواجهة أزمتها الاقتصادية والمالية، في حين أن آلاف المليارات من الدولارات العربية كانت تهرول لحل الأزمة الاقتصادية والنقدية الأميركية. وهو الأمر الذي جعل حكومة اليونان فريسة الابتزاز الصهيوني والأميركي لمواجهة أزمتها الاقتصادية والمالية المتفاقمة. الانجاز الصهيوني الثاني تحقق مع نجاح دوائر متعاطفة مع تل أبيب في دفع السلطات البريطانية لاتخاذ قرار بإبعاد الشيخ المجاهد رائد صلاح عن بريطانيا بتهمة معاداة السامية، وهي تهمة لم تستطع كل المحاكمات الإسرائيلية، رغم حقدها على الرجل، أن تثبتها ضد هذه القامة الفلسطينية العالية التي أصرّت على رفض قرار الإبعاد والبقاء في السجن البريطاني حتى تأخذ العدالة مجراها بالنسبة للتهم الموجهة إليه. لقد كشف الإنجاز الأول أن البحر الأبيض المتوسط بات مجرد بحيرة إسرائيلية تتحكم بمرافئه وسياسات دوله وسياداتها المشيئة الصهيونية الإرهابية، وأنه إذا أفلتت هذه الدولة أو تلك من هذا التحكم مرّة فإنها سرعان ما تعود إلى الانضباط تحت سقفه، والالتزام بقرارات تصدرها تل أبيب وتنفذها عواصم الدول المتشاطئة على ساحل المتوسط، بما فيها اليونان، التي نذكر باعتزاز أن تظاهرات الغضب من العدوان الإسرائيلي على لبنان قد عمّت مدنها كافة في صيف 2006، والتي نذكر أيضاً أن رئيس حكومتها الراحل أندرياس باباندريو، والد الرئيس الحالي جورج باباندريو، واحد من أبرّ أصدقاء فلسطين إلى درجة أنه فتح بلاده لتكون مقراً لقيادة منظمة التحرير أثناء غزو لبنان 1982. كما أثبت الإنجاز الثاني الذي حقّقه العدو أن السلطات الأمنية في بلاد الغرب باتت في أحيان كثيرة مجرد امتداد للسلطات الإرهابية الإسرائيلية، كثيراً ما تنفّذ قرارات تعجز حكومة تل أبيب عن أن تنفّذها. أما الإنجاز الثالث الذي يسعى العدو إلى تحقيقه منذ زمن فهو في تحويل مطلب الحقيقة والعدالة في قضية اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، والذي يجمع اللبنانيون على تحقيقه، إلى مشروع فتنة داخلية كبرى يعرف اللبنانيون، أكثر من غيرهم، مخاطرها على استقرار بلدهم وأمنه ومستقبله. وتتوخى الدوائر الحاكمة في تل أبيب، ومن يدعمها في واشنطن وبعض عواصم الغرب، استخدام القرار الاتهامي الصادر عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان لتحقيق هدفها هذا عبر إشعال فتنة أهلية تحقق عبر العدوان القضائي ما عجز العدو عن تحقيقه عبر العدوان العسكري المتواصل ضد لبنان وإرادة المقاومة فيه منذ عقود. ورغم أن ملاحظات وجيهة عدة، قانونية وسياسية، قد أثيرت في وجه هذا القرار الاتهامي الذي كانت تل أبيب أول من أعلن تفاصيله عبر رئيس أركانها السابق اشكنازي، ورغم الاعتراضات المدعمة بالوثائق والقرائن التي أعلنها الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في إطلالاته الإعلامية المتواصلة، يبقى السؤال مطروحاً على كل اللبنانيين، داخل الحكومة وخارجها، كيف يمكن لبنانَ أن يعطّل صاعق الفتنة التي يحاول القرار الاتهامي إشعالها في لبنان دون النيل من قضيتين بالغتي الأهمية فيه، أولاهما الحقيقة والعدالة من جهة، والمقاومة التي تثبت أنها درع حصين للبنان بوجه الأطماع العدوانية الصهيونية. هذا الإنجاز الثالث الذي يسعى العدو إلى تحقيقه، يكشف بجلاء كيف تتحول العدالة الدولية بمحاكمها وأجهزتها إلى 'منصّة إسرائيلية' توجه من خلالها تل أبيب 'صواريخها' أو 'اتهاماتها' حيثما تشاء ضد مقاوميها أو ضد الممانعين لمشاريعها ومخططاتها، فيما تتوقف كل مفاعيل هذه العدالة حين تطال من بعيد أو قريب مسؤولين صهاينة ارتكبوا جرائم حرب موصوفة وجرائم ضد الإنسانية لا يمكن التنصل من ارتكابها. الأمثلة هنا كثيرة ليس آخرها ما أصاب من إهمال تقرير غولدستون حول حرب غزّة، وتقرير مجزرة أسطول الحرية -1- وكلاهما صدر عن مجلس حقوق الإنسان للأمم المتحدة، كذلك مصير لجنة تحقيق دولية حول مجزرة مخيم جنين عام 2002 التي بقيت مسمّرة في مطار جنيف رغم أن قرار تشكيلها صدر عن مجلس الأمن نفسه، ورغم أن رئيسها، بالصدفة، هو فيتزجيرالد نفسه الذي ترأس أول لجنة تقصي الحقائق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. إن تعطيل اللغم الصهيوني يتطلب أولاً من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي التي تم إنجاز التكليف والتأليف فيها على إيقاع التلويح بهذا 'القرار الاتهامي' وصولاً إلى صدوره عشية الاتفاق على البيان الوزاري وجلسة الثقة، أن تتحلى، كما قال رئيسها (ومن باب إسقاط الذرائع) بأعلى درجات المسؤولية مع هذا القرار الملتحف بما يسمى بالشرعية الدولية. بهذا المعنى، فإن الحكومة مدعوة إلى تشكيل هيئة خبراء لبنانيين وعرب ودوليين، وهم متوفرون بكثرة، لدراسة مدى التزام هذا القرار بأعلى المعايير القانونية الدولية، لكي يبنوا على الشيء مقتضاه.

لقد طالب البعض حزب الله، قبل إصدار القرار الاتهامي، بأن يتريث في تحديد موقف من هذا القرار لأن الاتهامات قد لا تكون موجهة إليه أو إلى أعضائه وحلفائه، فجاء القرار ليؤكد أن مخاوف حزب الله كانت في محلّها وانها تستند إلى حقائق دامغة بل تكشف أن القرار كان صادراً منذ زمن بعيد لكن الإعلان عنه كان ينتظر التوقيت المناسب. واليوم يطالب البعض ذاته حزب الله أن يسلّم أعضاءه للمحكمة، وان يستفيدوا من فرص الدفوع والدفاع المتاحة، وهم يتجاهلون أن حزب الله، ومعه كل الشرفاء في لبنان والأمة والعالم، يدرك أن حكم المحكمة هو الآخر جاهز، وان إعلان صدوره يحتاج أيضاً إلى توقيت مناسب. لقد أكدنا منذ البداية تلازم الحقيقة بالاستقرار، لأن الحقيقة تضمن الاستقرار، والاستقرار هو الطريق إلى الحقيقة، لكن المحكمة المثقلة بالتزييف والتزوير والتسييس والفساد والانحياز لا يمكن أن تكون طريقاً للحقيقة، وبالطبع لا تتوخى الاستقرار بل تسعى إلى تحقيق نقيضه أي الفتنة والفوضى. فهل من الحكمة أو المصلحة الوطنية العليا أن نحرّض دولاً في المنطقة والعالم على بعضنا، فنبقي لبنان بأسره على خط زلازل إقليمي ودولي طالما دفع ثمنه غالياً، خصوصاً أن الصهاينة وحلفاءهم متربصون الآن، كما دائماً، بهذا البلد الذي مثّل النموذج المناقض لكيانهم العنصري، والقدوة المضيئة في مسيرة مقاومة الاحتلال والظلم في الأمة والعالم.


ـ 'الشرق الأوسط'
أوضاع لبنان خطيرة وأي حرب مذهبية ستصبح حربا إقليمية!

كان واضحا، إلا لمن لا يريد أن يرى، أن زعيم حزب الله اللبناني حسن نصر الله كان ينتظر هذه اللحظة وكان يعرف أن الحقيقة ستظهر وأن العدالة ستمسك بخناق مرتكب جريمة اغتيال رفيق الحريري. ولهذا، قد بادر إلى الصخب والصراخ واتهام المحكمة الدولية بأنها إسرائيلية وأميركية وأنها مسيسة وأن الهدف من تشكيلها، بقرار من مجلس الأمن الدولي، هو الإساءة لـ&laqascii117o;المقاومة" ومجاهديها وكل هذا بينما لم يكن هناك أي اتهام معلن مباشر لحزبه وكانت الأنظار كلها تتجه نحو سوريا وأجهزتها الأمنية.
هناك مثل يقول: &laqascii117o;إن من معدته محشوة بالحمص لا يستطيع أن ينام" وهناك مثل آخر يقول: &laqascii117o;يكاد المريب أن يقول خذوني" ولقد اتضح الآن أن موافقة حسن نصر الله على تشكيل هذه المحكمة الدولية، ويومها كان الجرح لا يزال ساخنا، كانت من قبيل كمن يقتل القتيل ويمشي في جنازته، وكانت من أجل إبعاد التهمة عن نفسه وعن حزبه، والمعروف أن القاتل لتفادي الشبهات يبادر إلى الإسراع لتعزية أهل &laqascii117o;المرحوم" والوصول إلى مأتمه قبل الآخرين ليمزق ثيابه حزنا وليبكي حتى ينزف الدم من مقلتي عينيه.

كان هذا في البدايات عندما كان المحققون الدوليون ما زالوا في مرحلة البحث عن رأس خيط يأخذهم إلى الحقيقة، لكن بعد ذلك وبعد أن شعر حسن نصر الله بأن الدوائر باتت تدور عليه وعلى حزبه انتقل إلى وضعية الهجوم المعاكس، وقام بتلك الحملة الترويعية التي قام بها في السابع من مايو (أيار) عام 2008 على بيروت الغربية بهدف زرع الخوف في قلوب المطالبين بدم رفيق الحريري ودفعهم إلى الاكتفاء من الغنيمة بالإياب، وهنا فإن ما أصبح معروفا هو أنه، أي حسن نصر الله، قد تمكن من اصطياد وليد جنبلاط الذي بادر وبسرعة إلى نقل البندقية من كتف إلى كتف آخر وسارع إلى الانتقال من دائرة مجموعة الرابع عشر من آذار إلى دائرة الثامن من آذار.
بعد هذا مباشرة كانت هناك مسرحية &laqascii117o;شهود الزور" التي كتبت وأعدت في دمشق وجرى تنفيذها على المسرح اللبناني، الذي هو مسرح كل الاشتباكات وتصفية الحسابات الإقليمية والدولية، ولقد اعتقد حسن نصر الله أن تحسن العلاقات السعودية - السورية بعد قمة الكويت الاقتصادية سيكون بيئة ملائمة لأن يفرض على سعد الحريري أن يبيع دم أبيه مقابل أن يحتفظ بالسلطة ويبقى رئيسا للوزراء، لكن ثبت أن هذا الاعتقاد كان خاطئا، وأن ثمن دم رفيق الحريري لا يمكن أن يكون أقل من تجريد حزب الله من سلاحه وإنهاء دولة ضاحية بيروت الجنوبية واجتثاث النفوذ الإيراني الذي غدا متجذرا في الجنوب وفي أغلب المناطق اللبنانية.

الآن وبينما الوضع العربي يشهد كل هذه التوترات وينشغل بكل هذه العواصف الهوجاء التي تضرب عددا من الدول العربية، فإن الموقف المتعنت والمتحدي الذي اتخذه حسن نصر الله ضد القرار الاتهامي الصادر من المحكمة الدولية بحق أربعة من كبار قادة حزبه قد زاد الوضع العربي، المعلق من رموش عينيه والذي يعيش حالة قلق غير مسبوقة، ارتباكا ومخاوف وهلعا. فالتهديدات التي أطلقها زعيم حزب الله قد أعادت على اللبنانيين أجواء الحرب الأهلية المدمرة الأخيرة التي دخلت كل مدينة وكل قرية وكل شارع وأيضا كل &laqascii117o;زنقة" وفقا لتعبيرات &laqascii117o;الأخ قائد الثورة" معمر القذافي.هناك غيوم حرب مذهبية باتت تتلبد في سماء لبنان، ولعل ما قاله رئيس الوزراء اللبناني الأسبق فؤاد السنيورة في مؤتمره الصحافي الأخير باسم مجموعة الرابع عشر من مارس، يشير إلى أن المعادلة اللبنانية لم تعد مستعدة للقبول بأسلحة حزب الله وجيوشه ودولته التي باتت أكبر من دولة لبنان، والمؤكد هنا أن ما عزز ثقة هذه المجموعة بنفسها وإمكاناتها أن سوريا باتت تعيش هذه الأوضاع التي تعيشها الآن وأن الرئيس بشار الأسد، الذي كان قد أعلن بعد إخراجه قواته من لبنان في عام 2005 بأنه سيعود إلى هذا البلد بوضع أقوى من الوضع السابق، أصبح في أضعف مراحل حكمه وحكم والده أيضا بسبب اندلاع هذه الثورة الشعبية المتعاظمة.
وبالطبع فإن هناك احتمالا يصل حدود اليقين أن سوريا قد تجد في قرار المحكمة الدولية باتهام أربعة من كبار قادة حزب الله بجريمة قتل رفيق الحريري وأي قرار آخر باتهام بعض المسؤولين السوريين، مبررا للاستعجال بإشعال نيران الفتنة في لبنان وافتعال حرب مذهبية وطائفية جديدة في هذا البلد وتحويل هذه الحرب إلى حرب إقليمية لتصدير أزمتها إلى الخارج لتصبح المنطقة تنشغل بالأوضاع اللبنانية وليصبح الحدث السوري حدثا ثانويا لا يستقطب وسائل الإعلام كما هو عليه الوضع الآن.

لا مخرج للرئيس بشار الأسد إلا بالهروب إلى الأمام ونقل الحدث إلى الخارج بافتعال مواجهة إقليمية ستشارك فيها أكثر من دولة بالتأكيد إن هي حدثت، وبخاصة إذا أدى تصعيد حزب الله المدعوم من قبل إيران أيضا إلى حرب أهلية مذهبية ستكون هذه المرة - وللأسف أيضا - بين السنة والشيعة مما سيجعلها حرب المنطقة كلها.
لا يمكن أن يقول حسن نصر الله هذا الذي قاله، ولا يمكن أن يتحدى الدولة اللبنانية ويتحدى العرب كلهم ويتحدى سنة لبنان على وجه التحديد ومعهم كل الأطراف الأخرى في حركة الرابع عشر من مارس ويعلن أنه لن يسلم المطلوبين من كبار المسؤولين في حزبه &laqascii117o;لا في ثلاثين يوما ولا في ثلاثين عاما ولا في ثلاثمائة عام" لو أنه غير مكلف من قبل حليفيه في &laqascii117o;فسطاط الممانعة والمقاومة" طهران ودمشق بإشعال نيران الفتنة في هذا البلد لتكون منطلقا لحرب إقليمية ستبعد الأضواء، إن هي اندلعت، عن الحدث السوري الداخلي وستجعل هذا الحدث جزءا من مواجهة أكبر تشمل تركيا وجمهورية إيران الإسلامية وبالطبع سوريا وربما أيضا إسرائيل وبعض الدول العربية.
كانت هناك محاولات يبدو أنها لا تزال مستمرة لاعتبار أن اتهام هؤلاء الأربعة من قادة حزب الله لا يشمل هذا الحزب نفسه ولا يشمل الطائفة الشيعية، التي هي مغلوب على أمرها ومختطفة من قبل حسن نصر الله وحزبه، والتي خضعت لسياسة منهجية حولتها مع الوقت إلى ما يشبه أقلية إيرانية، لكن ما قاله &laqascii117o;سيد المقاومة!!" في مجال الرد على هذا الاتهام يعني أن هناك قرارا من قبل تحالف &laqascii117o;الممانعة" بالتصعيد وبالمزيد من التصعيد وبإقحام هذا البلد في حرب مذهبية وطائفية جديدة لتتحول وعلى الفور إلى حرب إقليمية تبعد الأضواء عن الحدث السوري الداخلي وتبعد عنه الاهتمام العالمي ليتحول إلى قضية ثانوية وصغيرة.
إنه مأزق.. ليس لحركة الرابع عشر من مارس والطائفة السنية اللبنانية فقط، وإنما أيضا لبعض الدول العربية المعنية. فالسكوت على استفزازات حزب الله وتحدياته والصمت على استحواذه على لبنان كدولة سيزعزع الأسس التي تحكم العمل السياسي في هذا البلد. وبهذا فإن البديل هو التصدي لهذه الاستفزازات، مما سيجعل الحرب الأهلية تحصيل حاصل، المشكلة هنا أن كل هذا يحدث والعرب يعيشون ظروفا استثنائية صعبة فهناك مشكلة ليبيا المستعصية، وهناك حالة عدم الاستقرار التي تعيشها مصر وتعيشها تونس، وهناك الوضع اليمني المربك والمحير، وهناك كل هذا التدخل الإيراني في الشؤون العربية الداخلية.


ـ 'المستقبل'
مواقف ميقاتي المتناقضة من المحكمة دليل على اختلال حكومته
ربى كبارة:

يؤشر ارتباك رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تجاه التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، الذي التزم به لبنان، الى توازنات واضحة الاختلال لمصلحة 'حزب الله' وحلفائه على حساب من يصنّفون انفسهم واهمين بأنهم 'وسطيون'. ويظهر دليل الارتباك جليا في تباين مواقفه بهذا الشان: موقف رسمي ملتبس مفتوح على وقف التعاون ورد في البيان الوزاري، وموقف سياسي واضح الالتزام اطلقه في الاعلام.
ورغم ان 'حزب الله' كان يفضل عدم ذكر المحكمة اطلاقا في البيان الوزاري قدم نصف تنازل بموافقته على ورودها في نص رمادي مفتوح على التنصل من التزاماتها، وذلك لحاجته الماسة الى قيامها حماية لامن المقاومة المستند الى ثلاثة ركائز: الحفاظ على السلاح، التنصل من المحكمة، ودعم النظام السوري المهتز لفشله بعد نحو اربعة اشهر في وقف الاحتجاجات على ارضه رغم حملات القمع الدموي.
فقد أوحت تصريحات سابقة للرئيس ميقاتي ومقربين منه، ان الحل سيكون بابقاء بند المحكمة والبند المتعلق ضمنا بسلاح 'حزب الله' كما كانا عليه في بيانات الحكومات التي توالت منذ اغتيال الحريري عام 2005 . فعلياً بقي بند السلاح على حاله في ثلاثية 'الشعب والجيش والمقاومة' فيما جرى تعديل بند المحكمة. ونص التعديل على ان الحكومة 'ستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي انشئت مبدئياً لاحقاق الحق بعيدا عن اي تسييس او انتقام وبما لا ينعكس سلبا على استقرار لبنان'، في حين شددت البيانات السابقة على التزام التعاون. بالمقابل، لم ينفِ الرئيس ميقاتي موقفاً مناقضاً للبيان الوزاري من حيث التزام التعاون مع المحكمة بكل مندرجاتها والذي صدر مساء الاحد عقب تهديد 'قوى 14 آذار' بالعمل على اسقاط الحكومة في غياب هذا الالتزام.

فقد نقل نقيب الصحافة محمد البعلبكي عنه قوله 'لبنان لا يستطيع ان يوقف عمل المحكمة ووجودها والتزاماته حيالها. فالبروتوكول الموقع بين المحكمة ولبنان عبر السلطات اللبنانية يأخذ مجراه عبر القضاء من دون اي لغط او التباس، وسنبقى مستمرين في كل الالتزامات الى حين حصول اجماع لبناني على اي امر آخر ويسري هذا الامر على البروتوكول مع المحكمة وعلى عمل القضاة اللبنانيين فيها'. كما نقل عنه ان تمويل حصة لبنان 'سيدرج ضمن الموازنة العامة في حينه'. لكن بعض الوزراء 'الوسطيين' اكتفوا في جلسة اقرار البيان الوزاري بالتحفظ بعد ان عجزوا عن تغيير كلمة واحدة (مبدئياً) في بند المحكمة الذي انجز خارج لجنة الصياغة في مفاوضات بين الرئيس ميقاتي و'حزب الله' كما كشف رئيس 'تكتل الاصلاح والتغيير' النائب ميشال عون. وتدل كل المعطيات على ان الحكومة لن تحترم قرارات المحكمة لان 'حزب الله' وحلفاءه يتمتعون بأكثرية واضحة، ولان الحزب لم يكتف بالتبرؤ من المحكمة بل هدد من يراهن عليها.ويشكل امتناع الحزب عن عرقلة اخذ مذكرات توقيف المتهمين الاربعة من كوادره مسارها القضائي، والتي من المؤكد انها لن تثمر تبليغاً او توقيفاً، مجرد فترة سماح للحكومة. فالعجز الذي تجلى في التوصل الى صيغة تعاون مقبولة يؤشر الى ما سيكون عليه الحال عندما تطلب المحكمة تسهيل الاجراءات الادارية والامنية والقضائية مثلا او تطلب شهودا مع بدء المحاكمات الغيابية او عندما يحين موعد تجديد تمويلها.وقد سلّط 'حزب الله'، عبر حلفائه، الضوء على مكامن عجز رئاسة الحكومة فور انطلاق مداخلات جلسات الثقة في البرلمان. اذ طالب نائب كتلة 'الحزب السوري القومي الاجتماعي' مروان فارس بسحب القضاة اللبنانيين ووقف التمويل فيما دعا عضو كتلة 'وحدة الجبل' فادي الاعور الى اعادة القضية الى القضاء اللبناني.بالمقابل صوّبت كلمات نواب المعارضة مباشرة على الرئيس ميقاتي باعتباره ارتضى ان تكون حكومته مجرد يافطة يتلطى خلفها 'حزب الله'. واندرجت مداخلاتهم تحت سقف بيان 'قوى 14 آذار' الاخير مطالبة بضرورة حصر السلاح بيد الشرعية والتعاون مع المحكمة والا فستسعى الى اسقاط الحكومة بكل الوسائل الشرعية وتطلب عدم التعاون معها محليا وخارجيا.فرغم ادراك المعارضة لعجزها عن اسقاط الحكومة بالضربة القاضية، عبر حرمانها من الثقة، فانها تتوسل التوصل الى هذا الهدف تدريجا عبر عوامل داخلية واخرى خارجية، فيما اعلن 'حزب الله' بلسان رئيس كتلته النيابية النائب محمد رعد انها باقية حتى الانتخابات النيابية المقبلة عام 2013 .
فمن العوامل الداخلية ان الحكومة تحمل في طياتها بذور خلافات تجعلها محاصرة من الداخل بسلاح 'حزب الله' واوهام النائب عون وغوغائيته، ومكبلة من الخارج بالرقابة على تعاونها. واضافة الى ارتباط مصيرها بالملف الاقليمي الذي تتسارع تطوراته وسط غموض في الافق، ينتظر المجتمع الدولي خطواتها المقبلة ليحدد موقفه منها، وهي التي ولدت عندما تطلبت ذلك مصلحة سوريا ومصلحة 'حزب الله' مع صدور اول القرارات الاتهامية.


ـ 'الشرق'
&laqascii117o;ويكون الرّسول عليكم شهيدا‮"‬ بين نهاد المشنوق ونجيب ميقاتي‮!
ميرفت سيوفي:  ‮

عندما وقف بالأمس النائب نهاد المشنوق مخاطباً في الرئيس نجيب ميقاتي الرّجل المؤمن فيه ـ الذي &laqascii117o;خفّ" لزيارة نبيّ الله في حرمه الشريف &laqascii117o;ابتهاجاً وشكراً" على تكليفه تشكيل حكومة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري مرّة ثانية ـ وتوجّه إليه بكلام الحقّ الحكم العدل سبحانه {وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيداً} [البقرة 143]، لم يكن نجيب ميقاتي موجوداً لسماعه ربّما، ففاته الكثير ممّا ينتظره وينتظر الذين كلّف على اسمهم ليمثلهم في الرئاسة الثالثة، فيما استبسلت &laqascii117o;النّمور" الكرتونيّة لتفتك بنهاد المشنوق على طريقة &laqascii117o;الفجّار" التي اعتادها اللبنانيون في توزيع للأدوار بين &laqascii117o;وليّ نعمة نيابتهم"، وعجزوا عن تضييع تركيز اللبنانيين على كلمة يترقبونها...
وبقدر ما يتوقف قرّاء الآية عند قوله تعالى {جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطاً} فيفوتكم معنىً عظيماً من معانيها يفصل ما بين دنيا هذه الأمة وآخرتها، عندما يلجأون للشافع المشفّع في الموقف العظيم وهو الشهيد عليهم، فبماذا سيدفع نجيب ميقاتي عن نفسه حساباً عسيراً لتفريطه بدماء شهداء لبنان وأوّلهم الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وإن كان غير مصدّق بوقوفه في عاجل دنياه أو آجلِ آخرته، فنذكّره قوله تعالى: {وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ} [التوبة:105]، وبمن سيستشفع أو &laqascii117o;يستقوي" نجيب ميقاتي {إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُواْ مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُواْ وَرَأَوُاْ الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الأَسْبَابُ} [البقرة 166]، و"خلّي حزب الله وقيادته وكادراته ونوابه، ونظام سورية معهم ينفعو"!! يصف نجيب ميقاتي نفسه والسياسة على موقعه الرسمي بالقول: &laqascii117o;إن السياسة هي فن الممكن، ونجيب ميقاتي هو فن الممكن بسرعة"، وعلينا أن نتوقف طويلاً عند دلالة ومعنى &laqascii117o;الممكن بسرعة"، ويصف نجيب ميقاتي لبنان على موقعه الرسمي بالقول: &laqascii117o;لبنان لا يمكن أن يكون دولة تابعة أو منعزلة"، مع أنّه جيء به ليحاصر لبنان بالاثنتين!!

ما بين بيان حكومة نجيب ميقاتي الذي لم تأمن سورية وتركن إلى الانسحاب من لبنان تنفيذاً للقرار 1559 إلا بوضعه على رأس أول حكومة تُجري انتخابات في غياب ظلّها الثقيل على المجلس النيابي، نصّ في بيان حكومته &laqascii117o;التسعينيّة" على: &laqascii117o;تعتبر الحكومة أن كشف حقيقة الجريمة الإرهابية التي هدفت وأدت إلى اغتيال الشهيدين الرئيس رفيق الحريري والنائب باسل فليحان ورفاقهما وعدد من المواطنين وأحدثت زلزالاً مروعاً في لبنان والعالم، إنما هو من أساسيات عملها... وفي هذا السياق تؤكد الحكومة التزامها الكامل بقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1595 القاضي بتشكيل لجنة تحقيق دولية تتولى التحقيق في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه. كما تؤكد التزامها الكامل بتسهيل مهمة اللجنة وفقا لما ورد في بنود القرار المذكور بما في ذلك الاستماع إلى كل من يستدعي التحقيق استجوابه توصلاً إلى كشف الحقيقة وتوقيف المجرمين ومحاكمتهم".
هذه صورة نجيب ميقاتي عام 2005، إلا أنّ الرجل اختار أن يكون &laqascii117o;الرَّسُولُ عَلَيْه شَهِيداً" فيقف بين يديْه يسأله الشفاعة وعنقه مطوّق بالدماء وحماية القَتَلَة من القصاص، أما القتلى، بل الذين قتلوا ظلماً وعدواناً وغيلة وغدراً ليبوء هو بإثم كلّ الفاعلين والمشاركين والمحرّضين والآمرين، فضيّع الدماء في بيان حكومته الثانية بعد أقل من ستّ سنوات: &laqascii117o;إن الحكومة انطلاقاً من احترامها القرارات الدولية، تؤكد حرصها على جلاء الحقيقة وتبيانها في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، وستتابع مسار المحكمة الخاصة بلبنان التي أنشئت مبدئياً لإحقاق الحق والعدالة"!!بالأمس كان النائب نهاد المشنوق &laqascii117o;خير مخاطبٍ" بكلام الله لنجيب ميقاتي في هذه الأيام الحالكات التي يسوّد فيها &laqascii117o;الباطل" ويُعطّل &laqascii117o;الحقّ"، فذكّره الموقف العظيم في الدّارين، حتى لا يبقى لميقاتي حجّة فإذا ما اعتذر بأنه كان يبغي الإصلاح في أرض لبنان فيما هو يحمي &laqascii117o;المفسدين فيها"، جيء بنهاد المشنوق، في الموقف، فتبطل حجّة ميقاتي ويضرب وجهه بعذره بكلمة حقّ بين يديّ السميع البصير ورسوله الرؤوف الرحيم، فحال نهاد المشنوق فيه كحال: &laqascii117o;اللهم اشهد إنّي قد بلّغت"، ولكن..{فَإِنَّهَا لاَ تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ} [الحج 46]...


ـ 'النهار'
حماه … ميدان التحرير العربي
علي حماده:‮

في 'جمعة إرحل' صارت مدينة حماه بأسرها 'ميدان التحرير'، ولم يعد خافيا ان مئات الآلاف من ابناء المدينة، ويمثلون نسبة عالية جدا تصل الى ما يفوق 70 في المئة من سكانها المقيمين، خرجوا ليقولوا كلمة واحدة للنظام في سوريا : 'إرحل'. هذه هي سمة الثورة في سوريا، فما ان يغيب الامن والمخابرات وقطعات الجيش الموالية حتى يظهر حجم المعارضة المتنوعة للنظام. فالحل الامني العنيف والدموي الذي اعتمد حتى الآن نحج وفشل. نجح في الحد من خروج مظاهرات ضخمة شبيهة بتلك التي شهدتها حماه يوم الجمعة الفائت تكشف مدى الحالة الثائرة على النظام شعبيا. وفي المقابل فشلت في وأد الثورة، بل فاقمتها بأن رد الشعب على القتل المنهجي بمزيد من الاصرار والتصميم على اكمال مسار اسقاط النظام، وتعميق ازمته التي يعكسها انحصار 'مشروعه' بالحل الدموي، مما افقده كل شرعية فعلية في الشارع. وسوف يفرض على العالم، المتباطئ في دعم الثورة، اجندة مختلفة مع ارتفاع حصيلة القتلى، وقد بلغت الى اليوم اكثر من ألف وخمسمئة مواطن.
لقد أثبت الشعب السوري قدرة كبيرة لا نظير لها في التحمل، وفي مواجهته بأساليب سلمية اعتى آلة امنية ستالينية في المشرق العربي. وفي المقابل يتبدى يوما بعد يوم ان النظام في سوريا غير قابل للاصلاح، وان الرئيس بشار الاسد يقود عملية امنية بإمتياز يغلفها بكلام ووعود بالاصلاح. والهدف قمع الثورة التي قامت في وقت كان الاسد الابن يفتخر بكون سوريا 'عصية' على الثورة! و من 'جمعة' الى 'جمعة' تكبر كرة الثورة في سوريا، وتنضم فئات جديدة من المجتمع السوري الى المناخ الثوري، بعضها مجاهرة، وبعضها الآخر بشكل غير ظاهر للعلن. ومن جمعة الى جمعة يكتشف السوريون ان ما يعتبر 'نعمة' الاستقرار ما كانت سوى غطاء لتحكم عائلة وقلة متنفذة بحياة ملايين السوريين، وحشرهم في سجن كبير كان اسمه سوريا، وها هو يوشك ان يسقط مع تحرر الشعب من اغلال الخوف، وتجرئه على منازلة النظام مباشرة في شوارع المدن والبلدات والقرى. ومع مرور الايام لن يعود النظام بقادر على حشد الجيش والقوى المخابراتية على انواعها لمواجهة ملايين السوريين المصممين على البقاء في الشارع حتى سقوط النظام.

لقد سقطت شرعية النظام في الشارع. اسقطتها دماء اريقت على مذبح الحرية والكرامة. وخلال مدة وجيزة سيكون للعامل الاقتصادي اقوى الاثر على المعادلة. فمع الوقت ستجف موارد النظام الرسمي، وسيرتفع الضغط على مصالح طبقة كبار التجار ورجال الاعمال المتحالفين معه، الامر الذي سيدفع بهم الى الهروب من سفينة غارقة ولا امل بنجاتها.  إننا في لبنان مدعوون الى التبصر في ما يحصل في سوريا. انها ثورة شعب على الاستبداد بأسوأ مظاهره وتجلياته. فإذا كان في لبنان من يتشدق بنصرة المظلومين في العالم، فأحرى به ان ينصر من يُذبحون، وهم اطفال ونساء ورجال، لمجرد انهم يطالبون بالحرية والكرامة، لا ان يكون نصير من ستستضيفهم قاعات المحاكم الدولية، في اكثر من قضية، ولو بعد حين.


ـ 'النهار'
السعودية والدور الإيراني
راجح الخوري:

يشكل كلام الامير سعود الفيصل تطوراً نوعياً وصريحاً في هندسة العلاقة المقبولة والمريحة بين ايران والسعودية، واستطراداً دول مجلس التعاون الخليجي، وذلك على قاعدة سؤالين اساسيين:
اي دور تريد طهران ان تؤديه في المنطقة؟ وما هو المفهوم الايراني لمصالح دول الخليج؟
يفتح هذان السؤلان على ما يفترض باباً يفضي الى نوع من الحوار المباشر والصريح بين ايران ودول الخليج. وهو حوار ضروري وملحّ بالنسبة الى الطرفين، وخصوصاً الآن مع ارتفاع حمى الحساسيات المذهبية بين السنة والشيعة في العالمين العربي والاسلامي على السواء. طبعاً، لايخرج كلام وزير الخارجية السعودية عن ثوابت استراتيجية المملكة، التي اكدت دائماً الحرص على علاقة الحوار والتفاهم والتضامن بين الدول الاسلامية والسهر على وأد كل محاولات بث الفرقة والفتنة بين المسلمين. وفي هذا السياق، لا تزال صورة خادم الحرمين الشريفين ممسكاً بيد الرئيس محمود احمدي نجاد وهما يسيران في الرياض، ماثلة في الاذهان.واذا كان كلام الامير سعود الفيصل في خلال مؤتمره الصحافي مع وليام هيغ، يضع نقاطاً صريحة على حروف الغموض الايراني، فانه بالتالي يذكر بما يتردد دائماً في دول الخليج من دعوات الى الايرانيين تقول: ايها الاشقاء الجيران ادخلوا البيوت من ابوابها.ويأتي كلام وزير الخارجية السعودي بعد القمة التشاورية التي عقدتها دول مجلس التعاون الخليجي، والتي وجهت انتقادات مباشرة وصريحة الى 'التدخلات الايرانية المتزايدة والسافرة في الشؤون الداخلية للدول الخليجية' وكأنه دعوة للتنبه الى ان لمجلس التعاون استراتيجية في التعامل مع طهران. وهذا يعني ان كل دول المنطقة تتبنى هذه الاستراتيجية، لكنها استراتيجية صراحة وانفتاح واحترام متبادل تتطلب في المقابل قبولاً ايرانياً عملياً لهذه الاسس.

فعندما يقول: 'ان ايران دولة كبيرة وجارة ولا شك في ان لها دورا في المنطقة'، فإن ذلك يكتسب اهمية بعيدة. لكن على هذا الدور الايراني ان يراعي مصالح دول الخليج لا المصلحة الايرانية على حساب هذه الدول لكي يكون مقبولاً: 'اذا ارادت ايران ان تمارس دور دولة قائدة للمنطقة، فعليها مراعاة مصالح دول المنطقة وليس مصالحها '. هذه نقاط سعودية متقدمة توضع على الحروف الايرانية. لكن الاستعداد السعودي لاستئناف الحوار مع طهران، التي لم ترد سابقاً على 'ورقة النقاط' التي وضعتها الرياض وتسلمها منوشهر متقي في حينه، انما يكشف مدى حرص السعودية على تبريد الاحتقان المذهبي في المنطقة كلها، وارساء العلاقات بين ايران ودول مجلس التعاون على قاعدة من الصراحة والتفاهم اساسها عدم انكار الدور الايراني شرط احترام مصالح دول الخليج وعدم المس بها.والكرة السعودية الآن في الشباك الايرانية.


ـ 'النهار'
لمّا ابتسم عمر
حياة أبو فاضل:
 
... ودخان الكلام الأسود عابق في جوّ كلام ناس الإعلامي الأستاذ مرسيل غانم، والدكتور عمر نشابة يلتقط بذور التفكك الذي 'جمع' حواريين من ضفتي أصوات مشككة في قرار اتهامي دولي، تحمل براهين أن لا علاقة للقرار لا بالحقيقة ولا بالحق والعدالة. تبسّم عمر فسأله مرسيل: لمَ تبتسم؟ وجاء الجواب: كان عليّ أن أمسح دموعي.
هكذا سحب الدكتور نشابة الموضوع من سطحياته الى عمق النواة التي نبت منها كل تناقض عالمنا العربي من محيطه الى خليجه الغافل: الى كيان يهودي، صهيوني، مبني على جشع لاإنساني، سلب أرض فلسطين بتغطية من غرب لا يزال يعربد في بلداننا ضارباً، غازياً، رغم بذور وعي بدأت تتفتح في أجوائنا، فأحاط بها شوك 'ديموقراطية' مزورة: أغنية الغرب المفضلة التي يخفي وراءها كل مخططاته الهادمة.
ودار الحديث عن عدالة محكمة دولية خاصة بلبنان، وما وصل الينا عن تقلباتها مذ بدأت أولى خطواتها المباركة فوق أرضنا بين المدينة والجبل والساحل والبحر، أنبأ بأنها تخبئ سموم التفكك والانقسام والسذاجة التي تبلغ حدّ الوقاحة النافرة.
إفتتح برنامج 'كلام الناس' برسالة صوتية من باريس للسيدة نازك الحريري قائلة: ما من عدالة كعدالة السماء. والحق أن ما من عدالة في السماء، فمبدأ العدالة يستلزم وجود اللاعدالة: الظلم، وما من ظلم في السماء. ومن الظلم أن لا نسأل ما الذي يجعل المجرم مجرماً، ولم تُمنح الضحية المغدورة لقب الشهادة وقد غُدر بها، وجعلها القاتل عنوان ابتزاز وتفكك مجتمعي بعدما سرق حياتها عنوة؟
كلنا عارف أن ما جرى ويجري بين عمليات الاغتيال وصدور القرار الاتهامي بتوقيت 'ذكي'، يمد اسرائيل بوجبة كذب شهية تحتاج اليها ك

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد