قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 8/7/2011

- 'الأخبار'
القرار الاتهامي والربيع العـربي يحاصران حزب الله؟
ديما شريف:

بعد صدور القرار الاتهامي في قضية اغتيال رئيس الوزراء اللبناني الأسبق رفيق الحريري، حفلت بعض الصحف الغربية بموضوعات تحتفل بقرب الوصول إلى العدالة، والاقتصاص من المجرمين. لكن سرعان ما نسي الغرب موضوعنا الداخلي، وعاد إلى الثورات العربية. الصحف التي اهتمت بالحدث اللبناني ركزت على اتهام عناصر من حزب الله بالجريمة، واحتوت أغلب المقالات على شتائم واتهامات بحق الحزب، من دون تحليل واضح لما يمكن أن تكون عليه تبعات القرار، من وجهة النظر الغربية. وحده الصحافي البريطاني روبرت فيسك، سخر من تغيير المتهمين بالجريمة من سنة إلى أخرى، فيما رأى الخبير في شؤون حزب الله، ثاناسيس كامبانيس، أنّ الخطر على الحزب ليس القرار الاتهامي، بل يكمن في مكان آخر
يوم لبنان في المحكمة
وليم هاريس *
إذا استطاع مخططو الاغتيال النفاذ من العقاب، فستكون مغامرة العدالة الدولية في مجال الاغتيال والإرهاب مهزلة
منذ أن أنشأ مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في منتصف 2007 المحكمة الخاصة بلبنان (وهي المحكمة الدولية المكلفة محاكمة المسؤولين عن اغتيال رئيس الوزراء الأسبق رفيق الحريري في شباط 2005 والاعتداءات الأخرى المرتبطة به)، أصبحت تلك المحكمة مصدراً كبيراً للإزعاج. أما الإفراج الخميس الماضي عن اللوائح الاتهامية للمحكمة، وتسمية أربعة متهمين (منهم اثنان يشتبه في أنّهم أعضاء في حزب الله)، فكان نقطة التحوّل الأخيرة في التاريخ الطويل لجسم قضائي مثير للجدل.حذر الرئيس السوري بشار الأسد، الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، قبل شهور من إنشاء المحكمة الخاصة بلبنان، من أنّها ستؤدي إلى &laqascii117o;نتائج خطيرة لا يمكن لبنان احتواؤها". أما حزب الله، فعدّها مؤامرة صهيونية، وفي كانون الأول 2010، أعلن المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، أنّ نتائج المحكمة &laqascii117o;فارغة وباطلة". في كانون الثاني، انسحب حزب الله وحلفاؤه، بدعم سوري، من حكومة رئيس الوزراء سعد الحريري، ابن رفيق، ما سبّب انهيارها. سعى حزب الله وسوريا إلى تأليف حكومة جديدة، وتكليف رئيس وزراء مستعد لإنهاء تعاون لبنان مع الحكومة. بعد أيام، في 17 كانون الثاني، أصدر المدعي العام للمحكمة أول قراراته الاتهامية، التي بقيت سرية بانتظار موافقة قاضي المحكمة عليها. من المتوقع ألا تبدأ المحاكمات قبل تشرين الأول المقبل.لقد أُنشئت المحكمة الدولية انطلاقاً من تحقيقات أجرتها الأمم المتحدة، مباشرة بعد التفجير الذي قتل الحريري. في نيسان 2005، سمح مجلس الأمن، بالإجماع، ببدء تحقيق شامل بالاغتيال، وأنشأ لجنة التحقيق الدولية. كان ذلك تدخلاً غير مسبوق في مسألة تُعَدّ في العادة جريمة محلية. مرد ذلك، في جزء منه، إلى خوف المجتمع الدولي من عدم محاسبة قتلة الحريري، واستمرار الجرائم في لبنان على نحو معتاد، لفترة طويلة بدون عقاب...خلال 2009 و2010، استجوب محققو المحكمة عناصر من حزب الله، وفي تموز 2010، قال الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، إنّه يتوقع اتهام أفراد من الحزب. وقتها، نصح المدعي العام للمحكمة، دانيال بلمار، بسبب عدم وجود أدلة كافية، بالإفراج عن الضباط الأربعة المحتجزين منذ آب 2005، بناءً على نصيحة من لجنة التحقيق الدولية. كان ذاك الإفراج ضربة قوية للمقتنعين بأنّ المسؤولين اللبنانيين المتعاونين مع سوريا كانوا مذنبين، وأدى ذلك إلى تسليط الضوء على حزب الله. بدعم سري من سوريا، شنّ حزب الله هجوماً على المحكمة، وطالب لبنان بإيقاف التعاون معها، وإلقاء القبض على من يقال إنّهم شهود زور، أي أشخاص قدموا شهادات مضللة لتحقيق الأمم المتحدة. أنهى تقديم بلمار لوائح اتهام في كانون الثاني 2011 إلى قاضي المحكمة التكهنات بشأن عدم وصول المحكمة إلى شيء. داخل لبنان، أصبح سعد الحريري وشركاءه أقلية برلمانية، لأول مرة منذ انتخابات 2005 البرلمانية، بسبب انشقاقات، لكنّهم ليسوا ضعفاء كما يبدون. رئيس الوزراء السني الجديد، نجيب ميقاتي، الذي استطاع في 13 حزيران تأليف الحكومة التي طلبها بشار الأسد، سيواجه غضب طائفته إذا نفذ مطالب حزب الله من الحكومة. وإذا رفض لبنان التعاون مع محكمة مدعومة من الفصل السابع في شرعة الأمم المتحدة، فسيكون ذلك خرقاً لواجباته الدولية وسيجلب على نفسه عقوبات. أما القضاة اللبنانيون في المحكمة، فسيكونون بعيداً عن القضاء الخاص ببلدهم، ويمكن إيجاد تمويل بديل، غير التمويل اللبناني. وإذا فشل لبنان في تسليم المتهمين، يمكن المحكمة أن تحاكمهم غيابياً.بطرق مختلفة، تمثّل المحكمة الخاصة بلبنان أسلوباً جديداً للعدالة الدولية. على خلاف محاكم أخرى، مثل تلك التي أُنشئت ليوغوسلافيا السابقة، سييرا ليون وكامبوديا، فهي تركز على حدث واحد: اغتيال الحريري. للمرة الأولى، امتدت العدالة الدولية بعيداً عن جرائم الحروب، والجرائم بحق الإنسانية، لتشمل الاغتيال السياسي والإرهاب. بما أن المحكمة الخاصة بلبنان أنشأها مجلس الأمن في الأمم المتحدة، لكن تعتمد على القانون المحلي اللبناني خصوصاً، فهي فريدة من نوعها. المحاكم الأخرى المختلطة التي تُنشئها الأمم المتحدة وحكومات سيادية، تعمل وفق توليفة من القانون الدولي والمحلي. تفوقت المحكمة على سابقاتها بسبب وجود لجان معينة لاختيار القضاة والمدعي العام، ما يعزل العملية عن المقايضات السياسية في مجلس الأمن. عكس المحكمة الجنائية الدولية ومحكمة سييرا ليون، يمكن المحكمة الخاصة بلبنان إجراء محاكمة غيابياً، ما يسمح لها بأن تعمل، حتى لو لم تستطع أن تقبض على المتهمين.رغم أنّ بعض هذه المميزات قد تسبب مشاكل، يجب ألا تكون هذه المشاكل مبالغاً فيها. يمثل إنشاء &laqascii117o;محكمة ذات طابع دولي" لتطبيق قانون محلي تحدياً لسيادة الدولة. لكن الحكومة اللبنانية طلبت ذلك، وكانت أغلبية البرلمان اللبناني مستعدة للموافقة على المحكمة. القضية الأخرى هي عدم إجبار المحكمة الخاصة بلبنان الدول الأخرى على تسليم الشهود والمتهمين. مقارنة بلجنة تحقيق الأمم المتحدة، هي بلا أسنان. لكن يمكن مجلس الأمن أن يعالج هذا النقص بسرعة مع إصدار قرار يطلب التعاون، على سبيل المثال، من سوريا.بالفعل، إنّ المحكمة الخاصة بلبنان ستستمر، لأنّ مجلس الأمن لا يمكنه السماح لمتهمين بالقتل، بتدمير مؤسسة قضائية دولية. لكن هناك خطوات نجاح أكثر ضرورة من مجرد الاستمرار. أولاً، هل ستكون المحكمة قادرة على إدانة من أُمروا باغتيال الحريري والجرائم الأخرى، لا من نفذوا فقط؟ الاهتمام الأخير للتحقيق بعناصر حزب الله، يتوجه فقط إلى الكادرات المتوسطة والدنيا من المؤامرة. إذا استطاع مخططو الاغتيال النفاذ من العقاب، فستكون مغامرة العدالة الدولية في مجال الاغتيال والإرهاب مهزلة. ثانياً، هل ستتمكن المحكمة من الحفاظ على صدقية في لبنان، إذا أصبحت أقل لبنانية؟ هناك أسباب للتفاؤل: نصف اللبنانيين سيدعمون المحكمة في أي ظرف، والطريقة المحترفة التي سيعرض خلالها المدعي العام الأدلة خلال أشهر من الجلسات القضائية كفيلة باستمالة الكثير من النصف اللبناني الآخر.نجاح المحكمة الخاصة بلبنان هو الطريق الجدية الوحيدة لإخراج لبنان من ثقافة الإفلات من العقاب، ولتمهيد الطريق لحياة سياسية تعددية، خالية من الإرهاب والجريمة. بالطبع، لا تتطرق المحكمة الخاصة بلبنان إلى الكمية الكبيرة من جرائم الحرب وانتهاكات حقوق الإنسان في لبنان، منذ 1975. لكن في العالم الحقيقي، هي الوسيلة الوحيدة المتوافرة للبدء بتصديع الجدار.
* عن مجلة &laqascii117o;فورين أفيرز"
■ ■ ■
ورطة حزب الله
ثاناسيس كامبانيس *
خلال السنوات الست، منذ اغتيال رفيق الحريري على واجهة بيروت البحرية، انتظر مناصرو رئيس الوزراء السابق، صاحب المليارات الصريح والواضح، هذا اليوم الذي يواجه فيه قتلته العدالة.لكن لوائح الاتهام، التي سلّمتها في الأسبوع الماضي محكمة الأمم المتحدة الخاصة بلبنان، لم تكن ذات أثر كبير. على المدى القصير، سيواجه حزب الله الحد الأدنى من التداعيات، بعد الاتهامات التي طالت اثنين من القادة فيه، تعتبرهما المحكمة مسؤولين عن الاغتيال.التهديد الأكبر لتفوق حزب الله على المدى الطويل هو في مكان آخر. الأول يأتي من المحكمة التي ستمارس ضغطاً على لبنان، لا بسبب المتهمين الذين ستدينهم، بل بسبب قوة قضيتها. التحدّي الثاني، وربما الأكبر بالنسبة الى حزب الله، ينبع من التغيّرات السياسية الجذرية التي تجتاح العالم العربي. تغيّرات تهدد الحكومة السورية في دمشق، وهي داعمة لحزب الله، وأدت إلى وقوف هذا الأخير مع الديكتاتوريات المستبدة في عصر الربيع العربي.فلنأخذ لوائح الاتهام، أولاً. لقد أظهرت التسريبات من المحكمة، لسنوات، أنّه سيتهم عناصر من حزب الله بقتل الحريري. وكذلك سرّبت تفاصيل تتعلق بالأدلة، ومن ضمنها سجلات اتصالات هاتفية، يقال إنّها تضع فريق القتل التابع لحزب الله وراء الحريري حتى مقتله.هذا التحذير المسبق، سمح لحزب الله بالاستعداد، استراتيجياً، لهذه المرحلة. لقد أقنع الحزب مناصريه بأنّ اسرائيل تقف وراء الاغتيال، والأهم من ذلك، نجح في إلقاء شك على صدقية المحكمة بين لبنانيين لا يناصرونه حتى. لقد حظي الحزب بمساعدة من المحكمة نفسها في هذا المجال، بسبب التسريبات المتكررة، واعتمادها على شهود اتضح لاحقاً أنّهم فبركوا رواياتهم، وتقلبها السياسي بعدما اتهمت سوريا بداية بالجريمة، ولاحقاً تحوّلت إلى حزب الله.لكن لكي يضمن وضعه، استخدم حزب الله مقاعده في الحكومة، في كانون الثاني، لإطاحة حكومة ائتلافية يترأسها سعد الحريري، ابن المغدور، واستبداله بصاحب مليارات سنّي آخر، نجيب ميقاتي. فهذا الأخير سيكون أكثر طواعية تجاه أجندة المقاومة الإسلامية، وأقل حماسة للتعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.لذا، حين جرت تسمية اثنين من العناصر الهامة في حزب الله في اللوائح الاتهامية في 30 حزيران، لم يشعر الحزب بضرورة للردّ مباشرة.التأثير الحقيقي للاتهام يأتي لاحقاً. إذا لم تتحرك الحكومة اللبنانية للقبض على عملاء حزب الله، كما وعد وزير الداخلية، فسنكون أمام مواجهة مع حزب الله سيخرج الحزب منها متضرراً. وحالما تنشر تفاصيل الاتهامات، وإذا كانت رواية المحكمة بخصوص تورط حزب الله متينة، فستنتهي قصة روبن هود التي نسجها الحزب حول نفسه.السياق الأكبر هو الأهم. لقد ازدهر حزب الله بسبب الولاء التام الذي يظهره تجاهه مناصروه اللبنانيون، الذين يصلون إلى حوالى مليون أو أكثر، وكذلك بسبب تأسيسه عدداً من التحالفات مع الطوائف الأخرى، أكثر مما فعل منافسوه. كما يمكنه الاعتماد على المساندة غير المشروطة من إيران وسوريا، التي تعدّ الى جانب حماس محور شر الشرق الأوسط.كان ذلك ينفع منذ عام، حين كانت إسرائيل والولايات المتحدة تعتبران متنمري المنطقة، وحزب الله المتحدث باسم الشعب العربي المحروم.
اليوم، لقد تغيّرت تلك المعادلة. عبر العالم العربي، برزت حركات شعبية وشرعية تمثل الغضب الشعبي العميق والطموحات الكبيرة بالتغيير. سلوك المستبدين من أمثال بشار الأسد في سوريا، وزملائه في الأردن والبحرين واليمن هو مخزٍ، ويعتبرون اليوم في مناطق كثيرة في العالم العربي كمشكلة، وليس كعنصر ثمين في مقاومة السيطرة الاسرائيلية والأميركية. تتشارك الكثير من تلك المجموعات الجديدة مع حزب الله التعاطف تجاه القضية الفلسطينية، لكنّها لا تشاركه طريقته في المقاومة المسلحة والسياسة الاستبدادية.لقد تحمس حزب الله لتلك المجموعات حين أطاحت ديكتاتور مصر ومستبد تونس، اللذين لا يشاركان حزب الله أجندته. لكن الحزب اصطفّ مع الأنظمة القمعية التي تسانده في سوريا وإيران، ضد الحركات الشعبية في هذين البلدين الداعية الى التغيير، ما سيلحق الضرر بشرعيته. سيكون من الصعب على حزب الله الربح هنا.إذا استطاع الرئيس السوري بشار الأسد، بطريقة ما، الاستمرار بالسيطرة على الحكم، فسيتمكن حزب الله من تجاهل الاتهام. سيتمكن عملاؤه من الاختباء لسنوات، وإذا جرت محاكمتهم غيابياً، فسيعتبر الحزب ذلك عرضاً سياسياً.لكن إذا استمرت مسيرة الربيع العربي نحو مزيد من الانفتاح السياسي، فقد يجد حزب الله نفسه في مأزق. قد يجد وصوله الى مخابئه في دمشق صعباً. قد يواجه تحديات لتفوقه السياسي، لم تطالعه سابقاً. حتى الآن، كان حزب الله يقدم نفسه على أنّه الصوت العربي الوحيد المستعد لانتقاد إسرائيل والولايات المتحدة، ما يبرر تكتيكاته وإيديولوجيته.لكن الربيع العربي أدى الى بروز حركات مستعدة لتحدي السياسات الأميركية والإسرائيلية، بدون حرب طويلة أو دولة دينية. من المتوقع أن تسرق تلك الحركات من نجومية حزب الله.بعيداً عن اللوائح الاتهامية، هذا الفيضان قد يقلب حظوظ حزب الله.
* عن مجلة &laqascii117o;ذا أتلانتيك"
■ ■ ■
هل نتّهم ليبيا غداً؟
روبرت فيسك *
بداية، كان دور السوريين الشريرين. بما أنّ رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، رفيق الحريري، كان يريد باقي الجيش السوري خارج لبنان (عشرون ألف جندي، رغم أنّ بعض وكالات الأنباء تتحدث عن 44000 ألف عنصر)، إذاً السوريون هم من قتله. لذلك، اعتُقل &laqascii117o;أصدقاء" سوريا في لبنان، أي رجال أمن كان بإمكانهم إبقاء الحريري قيد الحياة، لو أرادوا.سجن أربعة منهم في سجن رومية الشهير، لسنوات، قبل أن تتنازل الأمم المتحدة وتقول إنّه لم يكن هناك دلائل كافية لاعتقالهم، وإنّهم أبرياء. أسماء هؤلاء لا تظهر في اللوائح الاتهامية التي أصدرتها الأمم المتحدة.بعبارات أخرى، من المؤكد أنّ الإيرانيين قاموا بالعملية، او حزب الله. ومع مرور السنوات، خرج السوريون من دائرة الاتهام. كان سيمور هرش، أكثر الصحافيين جديّة في الولايات المتحدة، يجري مقابلة مع الرئيس السوري بشار الأسد حين سمع بخبر اغتيال الحريري، وسجل ردّ فعل الرئيس الحقيقية، حين سمع هذا الرجل العظيم بمقتل الحريري. ربما يمكن تزوير مشاعر كتلك، لكن...بعد ذلك، وخلال سنتين، أخبرتنا &laqascii117o;در شبيغل" أنّ حزب الله، الميليشيا المفضّلة عند إيران وسوريا، وعدوّة اسرائيل وخبيرة كلّ حروب عمليات السلام في الشرق الأوسط، هي من قتل أهم رئيس وزراء في الحياة السياسية اللبنانية. لم يصدق ذلك أحد في لبنان. اغلبية من هم خارج لبنان، صدقوا ذلك. من غير المعقول أن يكون حزب الله، مع أجهزة استخباراته الماكرة، قد تورط في مشروع سوري لقتل الحريري.يعيد ذلك بعض الذكريات. حين سقطت طائرة &laqascii117o;بان آم" فوق لوكربي، قيل لنا إنّ الإيرانيين، يساندهم السوريون، من قام بذلك. لكن تم بعد ذلك تشجيع الصحافة على لوم الليبيين، وبدأت قصة المقرحي الذي قد يخبرنا المزيد عن تلك القصة (أو ربما لا يفعل) حين يصل الثوار الليبيون إلى باب داره، خلال سنة أو سنتين. ما تغيّر بالطبع هو أنّنا اصبحنا نحتاج الى الجيش السوري لحماية الممكلة العربية السعودية من العراق، بعد اجتياح صدام حسين للكويت في 1990. لذلك، أصبح السوريون الأشخاص الطيبين، وتحوّل الليبيون إلى الأشرار. واستمر الموضوع على ما هو عليه حتى قبّل القذافي بلير، وقبّل بلير القذافي، وقرر القذافي قتل كل السنوسيين، أعدائه. حسناً، على الأقل، لا يزال بإمكاننا لوم القذافي على قضية لوكربي.لكن هل قتل حزب الله الحريري؟ لقد كنت على بعد 400 متر من الانفجار يوم 14 شباط 2005، وأنا محظوظ لكوني على قيد الحياة، لكنّي غير محظوظ لكوني شهدت على منظر جثة الحريري تحترق إلى جانب الطريق. أعتقد أنّ جهاز حزب البعث الأمني قتل الحريري، من دون أي معرفة للرئيس الأسد، مثلما أعتقد أنّ ذلك الجهاز قتل بيار الجميّل، والصحافي سمير قصير. لكن لم ير أي اتهام بأي جريمة النور في لبنان.لذلك، الوقت مناسب لإلحاق اكبر ضرر ممكن بآخر مجموعة من المتهمين في لبنان (اذا كنت وكالة حكومية اميركية) في الوقت الذي يخاف فيه الاسرائيليون من حرب جديدة مع حزب الله. كما أنّ الوقت على ما يبدو مناسب لإثارة فتنة مذهبية جديدة بين سنّة الحريري وشيعة حزب الله في لبنان، في الوقت الذي يقاتل فيه علويو الأسد الشيعة، الأغلبية السنّية في سوريا. أما المتهمون الذين قضوا سنوات محتجزين بسبب ادعاءات من قبل الأمم المتحدة، فقد أفرج عنهم لغياب الأدلة.ومثلما أقول دوماً لأصدقاء يسألونني عن تلك الأمور: المشكلة في لبنان أنّ الجميع أبرياء.. كما أنّ الجميع مذنبون.
* عن جريدة &laqascii117o;اندبندنت"


- 'الحياة'

التحديات التي تواجه العرب
باتريك سيل:

نادراً ما واجه الزعماء في العالم العربي من حكام وناشطين في المعارضة ومثقفين ومخطّطين اقتصاديين ومصرفيين ورجال أعمال بارزين هذا الكمّ من التحديات مثل تلك التي يواجهونها في صيف عام 2011. فالأمور كلها تتغيّر أمام أعينهم داخل المجتمعات العربية وفي العالم الخارجي على حدّ سواء. وتبرز مشكلتان أساسيتان من بين مجموعة المشاكل المربكة القائمة. وستؤثر الطريقة التي ستتمّ بها معالجة هذه المشاكل وحلّها في العالم العربي على مرّ العقود المقبلة، لا سيّما أنها تتطلّب تفكيراً ملياً وتحركاً جريئاً.والمشكلة الأولى والأكثر وضوحاً هي تلك التي تفرضها موجة الثورة المنتشرة في أنحاء المنطقة. ويكمن السؤال الأساس في كيفية التأكد من أن الطاقات الكبرى التي افرزتها ممارسة &laqascii117o;القوة الشعبية" سيكون لها وقع إيجابي وليس سلبياً، أي التأكد من أنّ الطاقات الهائلة التي أطلقها &laqascii117o;الربيع العربي" ستؤدي إلى نشوء عالم عربي عادل ومستقر ومزدهر بدلاً من العنف والفوضى.وتتعلق المشكلة الثانية بالتغيير الحاصل في الأولويات الاستراتيجية الأميركية والأوروبية. ومما لا شك فيه أنّ الولايات المتحدة وحلفاءها الغربيين يسحبون قواتهم العسكرية ببطء لكن بخطى واثقة من الشرق الأوسط وآسيا الوسطى. كما يتمّ تدريجاً سحب المظلة الأمنية الغربية التي طالما ميّزت المنطقة منذ الحرب العالمية الثانية. لقد بدأت هذه العملية في العراق وأفغانستان وباكستان. كذلك يعدّ وجود القواعد الأميركية في الخليج أمراً استثنائياً لن يدوم طويلاً.تبدو الولايات المتحدة منهكة بسبب الحروب ومفلسة. فمجموع ديونها يبلغ 14500 بليون دولار، أي ما يوازي 100 في المئة من إجمالي ناتجها المحلي. ويبدو أنّ إنفاقها 900 بليون دولار على العمليات الدفاعية والعسكرية هذه السنة لا يمكن أن يدوم. فهي تنسحب من العالم العربي والإسلامي حتى تركّز طاقاتها على الصين التي تعدّ منافستها العالمية. ويدلّ إخفاق الرئيس باراك أوباما الواضح في فرض حلّ الدولتين على إسرائيل على الضعف الأميركي ويذكّر بمدى سيطرة الناشطين الموالين لإسرائيل على السياسة الأميركية الخاصة بالشرق الأوسط. ويعتبر اعتماد العرب على الولايات المتحدة من أجل حلّ مشكلة فلسطين خطأ كبيراً.منذ عشرين سنة، ارسلت الولايات المتحدة 500 ألف جندي من أجل إخراج صدام حسين من الكويت. إلا أنّ هذه الأيام قد ولّت. فقد أدت الحربان في العراق وأفغانستان، اللتان أخفقت فيهما الولايات المتحدة الى حد بعيد وحيث تمّ ارتكاب جرائم كبيرة، الى تراجع الأميركيين عن أيّ رغبة في الدخول في مغامرات في الشرق الأوسط. وهذا يعني أنّ الولايات المتحدة لن تهاجم إيران حتى لو بلغت العتبة النووية. إلا أنها لن تسمح أيضاً لإسرائيل بجرّها إلى حرب ضد طهران كما فعلت اسرائيل وأصدقاؤها الأميركيون عام 2003 من أجل شنّ حرب على بغداد. فقد تمّ تعلّم الدرس من ذلك.أما في ما يتعلق بـ &laqascii117o;الربيع العربي"، فيمكن وصف الوضع باختصار بالقول إنّ تونس وهي البلد الذي بدأت فيه الثورة الشعبية، متقدمة على الآخرين لجهة الانتقال إلى نظام يكون اكثر تمثيلاً لشعبه. ويبدو أنّ تونس مجهزة في شكل جيّد لإجراء تغيير دستوري بفضل الطبقة المتوسطة الواسعة والمثقفة وبسبب الإرث الحديث الذي تركه الرئيس الأسبق الحبيب بورقيبة. ومن الممكن أن تكون مثالاً تحتذيه البلدان الأخرى.وفي مصر، قد يصعب حصول انتقال سلمي بسبب المشاكل الكثيرة التي يعاني منها هذا البلد، مثل الانفجار الديموغرافي الذي يشلّه والمشاكل الاقتصادية المتواصلة وبقاء فلول النظام العسكري الأسبق بقسوتهم ونفوذهم. إلا أنّ تحقيق نجاح في مصر يُعتبر ضرورياً لها وللعرب كافة. فإن لم تكن مصر قوية وإن لم تكن تحظى بإدارة تمثيلية قوية وتلتزم بالقضايا العربية، فسيضعف العالم العربي برمته كما يشير تاريخ السنوات الثلاثين الماضية.أما مستقبل ليبيا الفوري فهو يقع في ايدي القوى الغربية، على الأقل في الوقت الحالي. فقد تدخلّت هذه القوى عسكرياً بحجة حماية المدنيين الليبيين من عنف معمّر القذافي، إلا أنها كانت تسعى في الواقع إلى وضع حدّ لنظامه الاستبدادي والقاسي. وقد يكون ذلك التدخّل المسلح هو الأخير الذي يقوم به الغرب في بلد عربي في المستقبل المنظور.أما الوضع في اليمن وسورية فيرتبط في شكل مباشر بالثروات العربية. فالاستقرار في اليمن يعتبر أساسياً للأمن في شبه الجزيرة العربية، والاستقرار في سورية أساس للأمن في منطقة المشرق العربي. وسقوط الضحايا في هذين البلدين يدعو الى الاسف. فقد أساء الحكام في كليهما من خلال اللجوء إلى العنف إدارة موجة الاحتجاجات. فالعنف يولّد العنف ويجب أن يتمّ وضع حدّ لقتل الناس.ومن غير المرجح أن يعود الرئيس عبدالله صالح الذي يتعافى من إصابته في المملكة العربية السعودية إلى السلطة في صنعاء. فقد فرّط في سمعته ولطّخ إرثه من خلال التمسك طويلاً بالسلطة. وفي سورية، يأمل البعض أن يؤدي الحوار الوطني المتوقع إطلاقه هذا الشهر إلى تمرير وتطبيق قوانين جديدة خاصة بالأحزاب السياسية وحرية الاجتماع وحرية الإعلام ووقف عنف رجال الشرطة وإطلاق سراح السجناء السياسيين وقيام سلطة قضائية مستقلة وحقيقية. باختصار، يجب إعادة هيكلة جهاز السلطة.وفي إطار الحكم على الأنظمة العربية التي تواجه احتجاجات شعبية في البحرين والمغرب وفي البلدان التي تمّ ذكرها آنفاً، نحن بحاجة إلى تذكّر عبرتين من التاريخ. العبرة الأولى أنه لا يمكن بناء الديموقراطية في يوم واحد أو خلال سنة ولا حتى خلال جيل واحد. فقد استغرق هذا الموضوع في معظم البلدان الغربية ألف سنة أو ألفي سنة. ويجب بناء نظام ديموقراطي تدريجاً بدءاً بالمؤسسات التشاركية التي تعكس حقوق المواطنين العاديين وتحترمها وتدافع عنها.والعبرة الثانية أنّ الابتعاد من العنف هو استراتيجية أكثر فاعلية من استخدام القوة من أجل إقناع الأنظمة الاستبدادية في تغيير مسارها. ومن الأفضل دفع الناشطين في الربيع العربي إلى أن يأخذوا في الاعتبار رسالة عبدالغفار خان، وهو قائد ديني مسلم وسياسي سابق في شبه القارة الهندية، دعا إلى إنشاء معارضة غير عنيفة للحكم البريطاني. لقد كان مؤثراً جداً علماً أنه يتمّ احترامه ومقارنته بغاندي.يجب أن يتحمّل العرب مسؤولية مصيرهم بنفسهم. ويجدر بهم أن يسعوا إلى حماية انفسهم. كما يتعيّن على الدول الغنية بالنفط مساعدة البلدان الفقيرة وذلك من أجل مصلحتها الخاصة. وفي هذا المجال تستطيع المملكة العربية السعودية إنقاذ الربيع العربي ومنعه من الوقوع في الفوضى، إلى جانب تعزيز نفوذها في اطار التحالفات الجديدة. وتعتبر إقامة شراكة واسعة النطاق بين العرب وتركيا وإجراء حوار صريح مع إيران مجرّد من البغض والمخاوف الطائفية مفيدَين للعرب.يحتاج العرب مع تغيّر العالم من حولهم إلى كلّ مساعدة يحصلون عليها. ويجب دفع ربيعهم إلى بلوغ نتيجة ناجحة. ويجب أن يسعوا إلى الدفاع عن نفسهم فيما يتمّ تدريجاً سحب المظلة الأمنية الغربية، ويجب أن يحموا قضية فلسطين من المستوطنين الإسرائيليين المتشددين ومن السياسيين اليمينيين ومن أصدقاء إسرائيل النافذين في الولايات المتحدة، كما عليهم أن يدافعوا عن المصالح العربية والإسلامية في أفغانستان وباكستان حيث شكّل التدخّل الأميركي كارثة. يشكل هذا برنامجاً مكثفاً. لكن فصل الصيف يعتبر فرصة للتفكير. ويجدر بالقادة العرب الموجودين في السلطة وأولئك الطامحين للوصول إلى السلطة التفكير في كل هذه الأمور في شكل جدي.


- 'الحياة'

اسرائيل تحتفل بـ&laqascii117o;افشالها" اسطول الحرية ... وتستعد لمواجهة الاسطول الجوي
آمال شحادة:

الناطقون بلسان الحكومة الاسرائيلية يتحدثون عن انتصار، بعدما بات واضحاً ان أسطول الحرية الثاني، الذي لم ينطلق في موعده، لن ينطلق في هذه الفترة على ما يبدو. ومع أن منظمي الأسطول يشيرون الى ان رسالتهم قد وصلت، ورفاقهم ينظمون أسطولاً من نوع آخر لا يقل نوعية وأهمية، هو الأسطول الجوي، فإن رئيس الحكومة الاسرائيلية أمر بإعلان حال استنفار لمنع الأسطول الجوي وإجهاض خطواته.ومن اللافت ان رئيس الحكومة الاسرائيلية ووزراءه يشيدون بالمساعدة الهائلة التي قدمتها كل من تركيا واليونان في هذه المعركة. فقد كان دور الدولتين حاسماً في منع إطلاق الأسطول. حكومة تركيا برئاسة رجب طيب أردوغان، امتنعت بدورها في البدايات، عندما أمرت منظمة &laqascii117o;IHH"، التي نظمت الأسطول الأول وبدأت في تنظيم الأسطول الثاني، عن المشاركة في الأسطول الثاني وأغلقت موانئها في وجه السفن، بينما تركت اليونان سفن الأسطول الثاني تصل الى موانئها ثم احتجزتها وعرقلت انطلاقها ولم تتورع عن قمع هذه السفن واعتقال ربان أميركي لإحداها. الدور التركي واليوناني أراح اسرائيل من مغامرة حقيقية. فهي كانت قد قررت السيطرة على الأسطول بالقوة، والجيش الاسرائيلي أجرى تدريبات شبه علنية على عملية السيطرة وحرص على الترويج لصور تدريباته العسكرية المتواصلة وفيها يبتدع وسائل عدة لمواجهة السفن، تحت عنوان: &laqascii117o;لن نسمح للسفن بالدخول ولكننا سنبذل كل جهد بعدم تكرار احداث سفينة مرمرة ومنع سقوط قتلى ومصابين". وقد شملت التدريبات عمليات انزال وتجربة مواجهة السفن برشّها بكميات كبيرة من المياه الآسنة عبر انابيب تم تركيبها داخل السفن وكمية المياه المستخدمة كافية لإفقاد السفينة توازنها. وأبرز ما كان سيعتمد عليه سلاح البحرية في المواجهة جدار مائي أقيم في المياه الاقليمية وتم التدرب عليه من قبل عشرات السفن التي، وفق الجيش الاسرائيلي، لم تنجح في تجاوزه.ولكن قيادة الجيش أبلغت الحكومة انها تفضل ألا تصل الى وضع تحتاج فيه لاتباع هذه الوسائل القمعية، لأنها تخشى من وقوع أخطاء تؤدي الى مقتل نشطاء سلام على متن سفن الأسطول أو الى مقتل جنود اسرائيليين. فإذا قتل نشطاء سلام، سيفتح ذلك الباب أمام ادانة دولية جديدة لاسرائيل، يمكن ان تنعكس بإضافة أسماء جديدة الى قائمة الجنرالات الاسرائيليين الذين يحرمون اليوم من مغادرة البلاد خوفاً من اعتقالهم ومحاكمتهم بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وإذا قتل جنود اسرائيليون، فإن الأمر قد يؤدي الى اقامة لجنة تحقيق اسرائيلية أو أكثر، تحاسب قادة الجيش وربما الحكومة. من هنا، وعلى رغم أن استطلاعات الرأي الاسرائيلية تشير الى تأييد الجمهور الاسرائيلي للعملية، فإن الجيش يفضل عدم الاضطرار الى تنفيذها.من هنا بدأت حملة ديبلوماسية هائلة لإقناع العالم عموماً واليونان وتركيا في شكل خاص، للعمل على منع اطلاق الأسطول. مضمون الحملة الاسرائيلية بني على عناصر عدة تجملها الخبيرة في الشؤون العربية، ليندا منوحيم، التي كانت بين مجموعة باحثين دعوا الحكومة الى التصرف في شكل &laqascii117o;اكثر ذكاء من التعامل في فترة الأسطول الأول والتركيز على تشويه سمعة منظمي القافلة وإظهار حقيقة اهدافهم الداعمة والمساندة لحركة &laqascii117o;حماس"، التي وصفتها بأنها &laqascii117o;منظمة قاتلة وعنصرية وغير انسانية". وأشارت منوحيم الى أهمية الترويج لحملة تدعو هؤلاء الناشطين الى الاهتمام بمجموعات أخرى كثيرة من الفلسطينيين والعرب ممن يحتاجون بالفعل، للمساعدة أضعاف ما يحتاجها فلسطينيو غزة. وتتابع منوحيم، في السياق نفسه، ترداد مواقف استخدمها رئيس الحكومة نتنياهو ووزيرا دفاعه ايهود باراك وخارجيته أفيغدور لبرمان، فتقول: &laqascii117o;على خلفية التطورات الداخلية في دمشق، فمن غير المتوقع تحسين الوضع انما ستتفاقم مشكلة اللاجئين، سواء في الجانب التركي الذي استوعب حتى الآن أكثر من عشرة آلاف سوري، او في الجانب اللبناني الذي استوعب وفق التقديرات بضعة آلاف". وتضيف: &laqascii117o;في الوقت الذي تأخذ فيه المأساة الانسانية السورية في التعاظم كل يوم، تخطط بضع منظمات اجنبية للإبحار في اسطول نحو غزة مع مساعدات انسانية للفلسطينيين الذين لا يعانون من أي نقص وفق الكميات الكبيرة من الغذاء والمؤن المختلفة التي تدخل الى القطاع"، على حد ادعائها. وتضيف: &laqascii117o;وضع الفلسطينيين في المخيمات في لبنان اخطر بكثير والعالم صامت. بين المحظورات الكثيرة، لا يحق لهم ادخال مواد بناء، لا يمكنهم ان يتعلموا مهنة حرة، وهو الحق الذي يحظى به حتى سجناء حماس في السجون الاسرائيلية... فضلاً عن ذلك، فقد استبشرنا بأن النمو الاقتصادي في غزة عام 2010 سجل ارتفاعاً بمعدل 18 في المئة، وقد بني حتى الآن فندقان وقريباً سيفتتح مجمع تجاري آخر للجمهور الفلسطيني". لقد حمل القادة الاسرائيليون مثل هذه الأفكار في حملة اقناعهم وأضافوا ان منظمي الأسطول ليسوا صادقين في دعم أهل غزة وأن اهدافهم &laqascii117o;البعيدة عن الانسانية لقطاع غزة" انما ترمي الى دعم حماس وتعزيز قدراتها العسكرية". وتؤكد منوحيم: &laqascii117o;اذا ما وجه هؤلاء النشطاء المساعدات الى الاشخاص الذين يحتاجونها حقاً، فاللاجئون السوريون المتبقون بلا مأوى وبلا غذاء وبلا دواء في لبنان اضافة الى اولئك الذين استوعبتهم تركيا، لا بد من انهم سيحظون بتأييد جارف في العالم الغربي". وإذا كانت منوحيم تقترح خطط عمل لنشطاء السلام في العالم، فإن زميلتها ميلني فيلبس تقترح خططاً لمواجهة نشطاء السلام واختارت شعار &laqascii117o;مجانين العالم اتحدوا". وفي رأيها فكل ما يروج من ازمة انسانية في غزة هو مجرد حديث من اولئك &laqascii117o;المجانين الذين ينطلقون في قافلة الحرية نحو اسرائيل، سواء كانوا في قافلة السفن او القافلة الجوية. ومن وجهة النظر الاسرائيلية هذه، فإن قافلة السفن مجرد ألعوبة ترمي الى اقناع الجمهور الغربي &laqascii117o;الساذج"، على حد وصفها. ووفق فيلبس، فإن التخطيط لقافلة السفن هذه يؤكد من جديد ان اسرائيل غير معرضة لتهديدات وهجوم من الناحية العسكرية، انما ايضاً من الناحية النفسية، وهذه الاخيرة هي الاشد فتكاً لأن المروجين لها يستخدمون ألاعيب ناجحة أمام الرأي العام العالمي.ولكن الاسرائيليين، ليسوا موحدين في الموقف من هذه القضية. وهناك من يعتبر الانتصار الاسرائيلي أمراً موقتاً. ووصف البعض توجه اسرائيل المعارض للسفن بأنه &laqascii117o;سخافة تقبع في اساس سياسة الحكومة ورئيسها". ورد هؤلاء على التقارير التي روجت لها اسرائيل حول عدم وجود ازمة انسانية في قطاع غزة بالقول ان ابقاء مليون ونصف مليون فلسطيني تحت قيود قاسية تفرض على الحركة والتجارة لا يساهم في شيء، بل يخلد النزاع والكراهية فقط ويكرس اسرائيل كدولة محتلة ووحشية... وكتبت صحيفة &laqascii117o;هآرتس" حول الموضوع تقول: &laqascii117o;الاغلاق البحري يبرر الحاجة الى منع ادخال السلاح الثقيل. ولكن الضغط الاقتصادي لم يؤدِ الى اعتدال مواقف حماس، ووقف المتظاهرين في طريقهم الى غزة لن يغير الميزان العسكري لحماس. يجب التصدي بأدوات سياسية تؤدي الى تغيير نهجها، والجهد العسكري يجب تركيزه على احباط تهريب السلاح. منع الاسطول لا يمكنه أن يغطي على الفشل التام للسياسة الاسرائيلية وقدوم الأسطول الجوي الى مطار بن غوريون في تل أبيب هو دليل واحد فقط على فشل السياسة الاسرائيلية. فأنصار السلام مبدعون. ويحاولون لفت النظر الى سياسة اسرائيل العدوانية في مختلف الأشكال. وحكومة اسرائيل الحالية عاجزة تماماً عن اعطاء ردود مقنعة أمام العالم".


- 'الشرق الأوسط'
نقاش في إسرائيل حول احتمالات حرب أهلية.. مع تزايد عدد المستوطنين.. مثقف إسرائيلي يدعو للمبادرة: إن لم نبادر سيبادرون
نظير مجلي:

في الوقت الذي ينفجر فيه نقاش إسرائيلي داخلي حاد حول خطر اندلاع حرب أهلية يكون فيها المستوطنون قوة كبيرة وخطيرة، نشرت في تل أبيب معلومات عن ارتفاع عدد المستوطنين في الضفة الغربية خلال السنة الماضية بنسبة عالية جدا، من 320 ألفا إلى 334 ألفا. فإذا أضيف إليهم عدد المستوطنين في القدس الشرقية المحتلة (أكثر من 180 ألفا)، فإن عدد المستوطنين يتجاوز نصف المليون.فقد أفادت دائرة تسجيل السكان الإسرائيلية، أمس، بأن عدد المستوطنين في الضفة الغربية بلغ 334 ألفا حتى مطلع السنة، بزيادة 14 ألف نسمة. وأن أكبر زيادة في عدد المستوطنين كانت في مستوطنات اليهود المتدينين. وقدمت مثلا على ذلك مستوطنة كريات سفار، التي ازداد عدد سكانها نحو 3500 مستوطن.ووردت هذه الإحصاءات في وقت تشهد فيه إسرائيل نقاشا حادة في أعقاب تصريحات الشخصية الثقافية المعروفة، البروفسور جاد نئمان، التي دعا فيها إلى حرب أهلية بين اليهود فورا لوضع حد للنفوذ الواسع للمستوطنين. ونئمان هو مخرج سينمائي ومحاضر جامعي بارز وهو أحد الحائزين على جائزة إسرائيل، التي تعتبر أعلى الأوسمة للإبداع. وحاول تفسير أقواله، أمس، فقال: &laqascii117o;الحرب الأهلية في إسرائيل ستقع لا محالة في يوم من الأيام. فما يفعله المستوطنون في الضفة الغربية يشكل خطرا استراتيجيا على مستقبلنا. فهم يعتدون على الفلسطينيين بشكل وحشي ويجعلوننا دولة أبرتهايد. وهم يعتدون على قوات الجيش والشرطة ويجعلوننا دولة بلا قانون. وهم يروجون لأساليب تجعلنا نتدهور نحو الفاشية. فإذا لم نهب للدفاع عن هوية إسرائيل كدولة ديمقراطية مقبولة في العالم، فإننا سنخسر هذه الدولة ونسلمها لأولئك المتعصبين".من هنا يدعو نئمان إلى وضع حد للقوة المتعاظمة للمستوطنين وتحجيم نفوذهم ومصارحتهم بأن عليهم أن يستعدوا للرحيل من المستوطنات، لأن غالبية الإسرائيليين معنيون بالسلام ويرون المستوطنات عقبة في طريقهم.وأثارت هذه التصريحات موجة عارمة من الاحتجاج في الشارع الإسرائيلي، وخصوصا في صفوف اليمين. فرأوا أن &laqascii117o;اليسار يثبت مرة أخرى أنه المعادي للديمقراطية"، كما قال رئيس مجلس المستوطنات، داني ديان. وقال البروفسور جابي أبيطال، الذي أشغل في الماضي منصب عالم رئيسي في وزارة العلوم والتكنولوجيا، إن &laqascii117o;اليسار يفقد صوابه ولكننا لن نحقق له المراد. قبل ثلاثين سنة، طرح الأديب أ.ب. يهوشواع، الفكرة نفسها عندما قال إنه لا يخاف من حرب أهلية لأنه يرى أن حربا كهذه تعتبر ظاهرة صحية. وقبل سبع سنوات كتب عضو الكنيست أبيشالوم جولان تعقيبا على معارضة المستوطنين لإخلاء المستوطنات في قطاع غزة، قال فيه إن على اليسار أن يشن هجوما على المستوطنين المتطرفين دفاعا عن الديمقراطية". ودعا أبيطال إلى الاستخفاف بهذه الدعوة قائلا &laqascii117o;فنحن في اليمين لن نسمح لهم بإعلان حرب أهلية".وجدير بالذكر أن المستوطنين يعيشون في 176 مستوطنة في الضفة ويتمتعون منذ عام 1967 عندما بدأوا يحتلون رؤوس الجبال في المناطق العربية المحتلة، بامتيازات هائلة في كل مجالات حياتهم. وحسب دراسة قام بها مركز &laqascii117o;ماكرو" للاقتصاديات السياسية قبل ثلاثة شهور فإن المستوطنات تغطي 12 مليون متر مربع من الطرقات والبيوت والمصانع التي تكلف بناؤها أكثر من 17 مليار دولار. وقام مركز الأبحاث هذا بمسح استخدمت فيه الأقمار الصناعية والتقنيات الأخرى لكل شقة سكنية ومبنى في المستوطنات. وأضاف المركز أن أكثر من 1.1 مليار دولار أنفقت على بناء المؤسسات العامة، بما في ذلك 321 منشأة رياضية و271 كنيسا، و96 من الحمامات العامة للمتدينين اليهود وفى الأعوام من 2004 حتى 2008 فقط تم بناء 6657 مبنى استيطانيا جديدا.وتتوزع المستوطنات على ثماني مناطق جغرافية ومحافظات، في الضفة الغربية، هي: جنين في الشمال (9 مستوطنات)، ونابلس (48) مستوطنة، وطولكرم (8)، ورام الله (27)، والقدس (28)، وبيت لحم (18)، وأريحا (11)، والخليل (27). ويعتبر المستوطنون في منطقتي الخليل ونابلس من أكثر المستوطنين تطرفا وتعصبا وشراسة ويمارسون الاعتداءات على الفلسطينيين. وفي السنوات الأخيرة تصاعدت اعتداءاتهم أيضا على قوى الأمن الإسرائيلية، علما بأن أجهزة الأمن أوصت قبل ثلاثة شهور فقط بإعادة توزيع السلاح على المستوطنين بغرض &laqascii117o;الدفاع عن النفس".


- 'السفير'
في العلاقة الجدلية بين الثورة والحرب..
سمير كرم:

... حيث لا تستطيع الولايات المتحدة ان تقوم بدور التدخل العسكري المباشر في اي من مواقع الثورة العربية، تستطيع ان تعهد الى اسرائيل بهذه المهمة بينما تقف هي ـ كما هو التقليد المتبع دائما ـ موقف التأييد لاسرائيل، مع الدعوة الى وقف اطلاق النار في اللحظة التي تناسب المصالح والاوضاع المقبولة للولايات المتحدة.لهذا تتميز الفترة الحالية بكثافة عالية للغاية لأخبار الحرب المقبلة الى منطقة الشرق الاوسط. ويتميز في هذه الاخبار انها تمزج بين احتمالات التدخل العسكري الاميركي واحتمالات التدخل الاسرائيلي. ويذهب بعض هذه الاخبار القادمة من مصادر اميركية او اسرائيلية (وفي بعض الاحيان من مصادرعربية) الى ذكر تفصيلات دقيقة لهذا التدخل، مما يوحي بصدق هذه الاخبار لتترك الاثر النفسي المعنوي المطلوب.وليس بمستغرب ان تكون ايران قاسما مشــتركا في هــذه الاخبار، مع انها تتحدث عن احتمالات هجمات اسرائيلية او اميركيــة على سوريا ولبنان بوجه خاص. لماذا سوريا ولبنان بوجه خاص؟ لان سوريا حليف استراتيجي وسياسي لايران ضد اسرائيل، ولان لبنان هو مقر وجود حزب الله الذي يعد ايضا حليفا استراتيجيا لايران ضد اسرائيل. بعض هذه الاخبار عن هجوم وشيك من جانب الولايات المتحدة او اسرائــيل يكتسب قدرا اعلى من المصداقية لانه يحتوي على معلومات عن تعاون السعودية في هذه الحملات العسكرية المتوقعة، وذلك لاعتبارات تتعـلق ايــضا بدور المملكة ضد ايران الذي يدفعها نحو تعاون مع اسرائيل في خفاء مظلم تماما، خاصة بعد ان قررت المملكة العربية السعودية ان تلعب دور الوصاية العسكرية على البحرين بعد احداثها الثورية الاخيرة. وليس خافيا مدى خشية المملكة من الانعكاسات الديموقراطية لثورات الربيع العربي على اوضاعها الداخلية التي تحاط بسرية لا تقل ظلاما عما يحاط به الوضع في البحرين بتواطؤ واضح من الولايات المتحدة واسرائيل وحلف الاطلسي. وينبغي التنبيه هنا الى ان كلمة الديموقراطية حين تستخدم في السياق السعودي فهي انما تعني ايضا الجانب العرقي والمذهبي من التعامل مع &laqascii117o;المواطنين".ان الولايات المتحدة ـ وكل القوى التي تسير في مسارها ـ انما تركز جهودها العسكرية وغير العسكرية على هدف اول هو كسر محور المقاومة في الشرق الاوسط. وهو امر يهم اسرائيل بالدرجة الاولى. ولم يكن خافيا في اي وقت منذ ان بدأ الربيع العربي ان اسرائيل تعتبر الثورات العربية خطرا عليها مباشرا اكثر مما هو غير مباشر. وهي تتعامل مع الوضع اللبناني بمنطق التعامل مع بلد في حالة ثورة دائمة لانه في حالة مقاومة دائمة ضد اسرائيل. ولهذا يشتد الضغط الاسرائيلي على لبنان عوضا عن الضغط المباشر على ايران حيث يبدو ان اسرائيل لم تستطع التوصل الى نقطة الثقة بأن الهجوم على ايران يمكن ان ينقضي من دون تعرض اسرائيل لضربات يمكن ان يكون لها تأثيرها على فكرة &laqascii117o;الوطن اليهودي" نفسها... (للقراءة).

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد