قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة السبت 9/7/2011

ـ 'الديار'
هل توقّفت المساعدات الأميركية العسكرية والمدنية للبنان أم جُمّدت أم.. ثمّة إعادة نظر؟
الخارجية الأميركية تترقّب أداء ميقاتي وحجم النفوذ المُعطى لـ&laqascii117o;حزب الله" في حكومته
المساعدات للعام 2011 لم تُسلّم بعد وجرى تقنينها من 200 مليون دولار الى 176
دوللي بشعلاني:

لعلّ أبرز ما ينتظره المراقبون السياسيون في لبنان بعد نيل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الثقة، هو القرار عن مصير المساعدات الأميركية العسكرية والتنموية للبنان التي يتلقّاها منذ الستينات من هذا القرن، وإن ارتدت في كلّ مرّة عناوين مختلفة، من مساعدات عسكرية لتدريب الجيش أو لتحقيق السلام والإستقرار وإصلاح قطاع الأمن، وصولاً الى تخفيف حدّة الصراعات والمصالحة، الى مكافحة اسلحة الدمار الشامل وسواها.. هل توقّفت نهائياً وبشكل شامل، أم جُمّدت، أم أنّ مشروع القانون في مجلس النوّاب الأميركي سوف ينجح في تقنينها خوفاً من وصول الأسلحة الى &laqascii117o;حزب الله"، وهل ينتظر بالتالي &laqascii117o;حزب الله" تجيير سلاح أميركي له، بحسب نظرية مطلق مسودة القانون هذا مدير الأقلية الديموقراطية في لجنة العلاقات الخارجية هاورد بيرمان؟!!!
تقول معلومات خاصة بجريدة &laqascii117o;الديار" أنّه &laqascii117o;ليس من شيء محدّد حتى الآن، فالقرار لم يُتخذ بعد في الإدارة الأميركية، ولا تزال وزارة الخارجية تنتظر أداء حكومة ميقاتي. أمّا المساعدات فليست متوقّفة أو مجمّدة، على ما أكّدت، بل يمكن القول إنّ ثمة &laqascii117o;إعادة نظر" فيها بسبب أمور أساسية عدّة تتعلّق:
ـ أولاً : بالإقتصاد الأميركي الذي لا يبدو أنّه يمرّ في أحسن أيامه في هذه المرحلة بعد الهزة الإقتصادية العالمية الأخيرة، ما حتّم جدلاً في وزارة الخارجية ووكالة التنمية حول فكرة دور الولايات المتحدة الأميركية في العالم، وبالتالي دور مساعداتها الأجنبية (التي تمنحها لنحو 250 دولة أو منظمة في العالم). كما وأنّه بعد الإنتخابات الرئاسية النصفية التي حصلت في تشرين الثاني من العام الماضي، أجبر الكونغرس الأميركي الوزارات كافة تقليص الميزانية العامة بنسبة 10 في المئة، ما اضطر الخارجية الى إعادة النظر في نفقاتها ومساعداتها، وقد تزامن ذلك مع حادثة العديسة على الحدود مع إسرائيل.
ـ ثانياً : بالعلاقة الأميركية- اللبنانية، فقبل العام 2005 كان التركيز على تقديم المساعدات للبنان يتمّ بشكل عام، ولكن بعد انهيار حكومة الرئيس رفيق الحريري والإنسحاب السوري من لبنان كَبُر حجم المساعدات الأميركية بشكل هائل وربما بلغ ذروته في تلك الفترة.
ومن ثمّ مع مرور الوقت بدأت الخارجية الأميركية بتحليل أهمية هذه المساعدات في خدمة مصالحها ومصلحة الأمن في لبنان والمنطقة، الى أن وقعت حادثة العديسة في الثالث من آب من العام الماضي على الحدود اللبنانية- الإسرائيلية. فسارع أعضاء الكونغرس عندها الى اتخاذ القرار بـ &laqascii117o;التجميد المؤقت" للمساعدات العسكرية لفترة قليلة، في حين استمرّ تمويل البرامج التنموية. غير أنّهم رأوا أنّه في حال امتد هذا التجميد لأكثر من أسابيع فإنّ ذلك من الممكن أن يؤثّر على المساعدات للبنان في السنوات القادمة ما جعلهم يتخذون قرار رفع التجميد بعد ثلاثة أسابيع. علماً بأنّ المساعدات لقوى الأمن الداخلي لم تتوقّف، كذلك مساعدات الجيش فيما يتعلّق بالبرامج التطبيقية.
ثالثاً : ترتبط بمجيء الحكومة الجديدة، وهي العنصر الثالث والمهم الذي يجعل وزارة الخارجية الأميركية تعيد النظر في إرسال مساعداتها الى لبنان. غير أنّها لا تزال تنتظر أفعال حكومة الرئيس ميقاتي بعد أن نالت ثقة البرلمان، لا سيما وأنّ الولايات المتحدة لا تعلم بعد ما الذي ستفعله تجاه مسؤولياتها على المستوى الدولي أولاً والثنائي مع أميركا، ما سيؤثّر بالطبع على شكل المساعدات المستقبلية الممكنة بين البلدين.
} المساعدات في السنوات الأخيرة }
وتجدر الإشارة الى أنّ الإدارة الأميركية تحدّد بالإجمال المبالغ التي تريد إنفاقها سنوياً، وهناك 5 في المئة من الميزانية الأميركية مخصّصة لأنشطتها ومساعداتها الخارجية، في حين 95 في المئة للبرامج الداخلية، ما يجعل الأمر يتعلّق بجزء صغير من هذه الميزانية الضخمة التي تصل بالإجمال الى مليارات الدولارات. كما وأنّ الكونغرس هو الذي يعتبر مسؤولاً عن الصندوق. وبحسب أحد العناوين الإلكترونية التابعة للخارجية الأميركية والمتعلّقة بحسابات السنة المالية الخاصة بالمساعدات الأجنبية، فإنّ لبنان قد حصل من أميركا في العام 2006 على 281 ألف دولار، وفي العام 2007 على مليونين ومئتي وخمسين ألف دولار من صندوق الدعم الإقتصادي وعلى 220 مليون دولار كمساعدات عسكرية. وفي العام 2008 حصل على 16 مليون و543 الف على مرحلتين، وفي العام 2009 حصل على مساعدات بقيمة 221 مليون و900 ألف استلمها على 4 دفعات. أمّا في العام 2010 فأرسلت له الخارجية الأميركية مساعدات بلغت قيمتها 100 مليون دولار.
ولكن ما حصل بعد الإنتخابات الرئاسية النصفية، أنّه أتى أعضاء كونغرس جدد من بينهم الحزب الجمهوري المتطرّف المعروف بـ&laqascii117o;حفلة الشاي"، طالبوا بتخفيض المساعدات بالنسبة للبنان بسبب مخاوف وهواجس لديهم، قد لا يجدها البعض منطقية، حتى من بين بعض المسؤولين الأميركيين، ومن أصل 100 مليون دولار طُلبت للمساعدات العسكرية للعام 2011 تمّت الموافقة على 90 مليون، ومن أصل 100 مليون أخرى للبرامج التنموية حصل لبنان على 86 مليون.. هذا على الورق فقط، أمّا تسليم هذه المساعدات فلم يحصل بعد، ولا يزال لبنان في انتظارها.
} مشروع بيرمان }
وهل يرتبط التأخير في تسليم هذه المساعدات باستقالة حكومة الرئيس سعد الحريري، ومجيء حكومة الرئيس ميقاتي التي سُمّيت من قبل الولايات المتحدة بأنّها &laqascii117o;حكومة المواجهة" وحكومة &laqascii117o;حزب الله"، خصوصاً وأّنّ هناك مشروع قانون لدى الكونغرس الأميركي تحت عنوان &laqascii117o;حزب الله.. تنظيم إرهابي"، تمّ عرضه على المجلس منذ نحو ثلاثة أسابيع من اليوم، غير أنّه لم يُصوّت عليه بعد، يدعو الى منع وصول الدعم الاميركي العسكري الى &laqascii117o;حزب الله"، عن طريق تحديد المساعدات للحكومة اللبنانية الجديدة، ولكن من دون إلغائها كلياً، ويقود مسودة القانون هذا بيرمان، ويدعمها أيضاً ثلاثة نوّاب أميركيين من أصل لبناني هم: الجمهوريان داريل عيسى وتشارلز بستاني، والديموقراطي نيك رحّال؟ تؤكّد المعلومات الخاصة في هذا السياق &laqascii117o;أنّ هذه المساعدات التي تخصّص للبنان سنوياً ليست مرتبطة بشخصية معينة بل بالوضع على الساحة السياسية وبإيجاد الولايات المتحدة لشريك لها يكون قادراً على تنفيذ الإصلاحات، واستخدام المساعدات لمصلحة بناء دولة قوية. وتقول بأنّه قبل العام 2005 لم يكن هناك شريك لأميركا في لبنان، ولكن بعد الإنسحاب السوري منه، أصبح الوضع على الأرض يسمح أكثر لأن تموّل أميركا الأنشطة والبرامج التنموية والإجتماعية، وكذلك العسكرية. وقد زادت كلّ الدول مساعداتها للبنان وليس فقط الولايات المتحدة".
وعن خطورة اعتماد مشروع القانون هذا، أشارت المعلومات الى أنّه لم يتمّ التصويت عليه بعد، وأنّ النوّاب الذين يدعمونه كانوا منذ البداية ضدّ تقديم المساعدات للبنان على اعتبار أن &laqascii117o;حزب الله" يسيطر على الدولة اللبنانية. وكان بيرمان هو نفسه الذي جمّد المساعدات الأميركية بعد حادثة العديسة التي أدّت الى الإشتباك بين الجيش اللبناني والإسرائيليين، لكن حكمة الأطراف المسؤولة عن الأمن في المنطقة ولا سيما &laqascii117o;اليونيفيل" تمكّنت خلال الإجتماع الثلاثي في الناقورة من إعادة الهدوء الى المنطقة خلال فترة قصيرة. (ولو حصل مثل هذا الإشتباك بين &laqascii117o;حزب الله" والجانب الإسرائيلي، على ما يرى المراقبون، لكانت نشبت الحرب على الحدود مجدّداً).
وتضيف: &laqascii117o;لكن في حال أصبح هذا المشروع والذي يعكس وجهة هؤلاء النوّاب دون سواهم، (وهي أنّ المساعدات للبنان ليست في مصلحته ولا في مصلحة الأمن والإستقرار في المنطقة) أصبح قانوناً، فإنّ الإدارة الأميركية التي ليس لديها موقف من هذا المشروع حتى الساعة، سوف تُجبر على عدم مشاركة لبنان في مجالات عدّة، باستثناء المساعدات التنموية والتربوية، كما أنّه سيؤثّر على الكونغرس. أمّا موقف الخارجية الأميركية فلا يزال حتى الآن، مناقضاً لمشروع القانون، إذ ترى الإدارة أنّ المساعدات العسكرية للبنان هي لمصلحة استقرار لبنان والمنطقة. وتجري الخارجية حالياً مناقشات مع هؤلاء النوّاب، من خلال زيارات متبادلة في مكتب الوزارة".
وأوضحت أنّ هذا القانون هو نفسه الذي جرى تنفيذه في العام 2006 مع حكومة &laqascii117o;حماس" في غزّة، ولم يكن هناك من شروط قانونية على تقديم المساعدات للفلسطينيين.
أمّا فيما يتعلّق بموقف الولايات المتحدة من حكومة ميقاتي، فتشدّد على أنّه &laqascii117o;حتى الآن ليس لدى الأميركيين أي معلومات تجعلهم يقرّرون موقفهم من حكومة الرئيس ميقاتي. ولكن هذا التغيير، لا يمنعهم من طلب المساعدات التي قد تصل وإن متأخّرة (أو لا تصل، غير أنّ هذا التأخير، على ما يرى المراقبون، لن يصبّ أبداً في مصلحة الولايات المتحدة ولا في مصلحة أمنها القومي ولا في مصلحة الأمن في المنطقة ككلّ)".
غير أنّها شدّدت على أنّ مثل هذه الإجراءات تُعتبر شفّافة بالنسبة للأميركيين، انطلاقاً من مبدأ أنّهم لا يستطيعون أن يعطوا مساعدات لمنظمات إرهابية أينما كانت في العالم، وهو شرط تنصّ عليه القوانين التي هي فوق الجميع.
ولفتت الى أنّه لم يكن أحد يستثمر في الجيش اللبناني، غير أنّ الإدارة الأميركية رأت بأنّه من دعائم بناء دولة قوية، مستقلّة ومستقرّة، أن يكون لديها جيش قوي وقادر لهذا استثمرت في الجيش بنحو 6 مليارات دولار خلال الأعوام الأخيرة، وهو يعتبر مبلغ كبير نسبة الى حجم لبنان.
وعن كيفية وصول المساعدات العسكرية الى &laqascii117o;حزب الله" ما دامت تُرسل للجيش اللبناني، ما يجعل نظرية النوّاب المعترضين على المساعدات غير منطقية تماماً، أشارت المعلومات الى أنّ &laqascii117o;الجيش اللبناني أثبت مصداقيته في هذا المجال، ففي كلّ مرة يُسأل عن الأسلحة والعتاد الأميركية المقدّمة له، يبرزها بأعدادها الأصلية وأرقامها التسلسلية، ما يقلّص مثل هذا التخوّف. حتى أنّ البعض فوجىء بأنّ الجيش اللبناني لا يزال حتى اليوم يحتفظ بالأسلحة التي حصل عليها كمساعدات أميركية منذ الستينات، ما يُثبت أنّه لا يفرّط بسلاحه ولا يجيّره لأحد، خلافاً لما يخشى البعض من أن تتحوّل المساعدات العسكرية للجيش الى &laqascii117o;حزب الله" بطريقة أو بأخرى.. لكن &laqascii117o;كيف أصبح ميقاتي رئيساً للحكومة" فهو أمر أثار قلق الأميركيين، ولهذا فهم ينتظرون اليوم بعد نيل حكومته الثقة، ما إذا كانت ستعطي &laqascii117o;حزب الله" نفوذاً كبيراً داخلها، وكيف سيكون أداؤها في المرحلة المقبلة لكي يقرّروا أمر المساعدات.
هذا وتعمل وزارة الخارجية الأميركية والبنتاغون (وزارة الدفاع) على تحديد حجم مساعداتها للدول الأجنبية ومنها لبنان، بغض النظر عن طلبات المسؤولين اللبنانيين لها، ولهذا تبدو الإجراءات الإدارية بعيدة عن السياسة، وهي تمتد لأشهر عدّة. ولكنّ القرار بإيصال هذه المساعدات هو بالطبع قرار سياسي، على ما تكشف المعلومات، وهو لم يُتخذ حتى الآن، ولم يتقرّر أي شيء رسمي، غير أنّه ليس من &laqascii117o;تجميد" للمساعدات، على ما يُروّج في بعض وسائل الإعلام.
} ثلاثة تقارير }
وتلفت المعلومات الى أنّ أمر تسليم المساعدات الأجنبية يرتبط كذلك بثلاثة تقارير مهمّة جدّاً تصدر عن وزارة الخارجية الأميركية سنوياً هي:
الأول، يتعلّق بحقوق الإنسان.
الثاني، بالحرية والمعتقدات الدينية.
والثالث، بالإتجار بالبشر.
والحكومة السابقة لم تُنفّذ القوانين الجديدة المتعلّقة بحماية العمّال الأجانب في لبنان، ما جعله يستقرّ لفترة الثلاث سنوات السابقة عند مستوى الإنذار، واستقراره هذا استلزم هبوطه الى الطبقة الأدنى، وهي الطبقة الثالثة أي الأسوأ بالنسبة للمعاملة، وتضمّ هذه الطبقة أيضاً كلاً من المملكة العربية السعودية وسوريا (وهذه الأخيرة هي في مرتبة أعلى من لبنان). وثمّة قانون أميركي يقضي بالتوقّف عن تقديم المساعدات لا سيما منها الإنسانية والتربوية للدول التي ترد أسماؤها على لائحة الأسوأ في مسألة الإتجار بالبشر.
ولكن المعلومات الخاصة تشير الى إمكانية أن تقوم السفارة الأميركية في لبنان بتقديم طلب لخارجيتها باستثناء لبنان لا سيما إذا ما تعهّد بتنفيذ &laqascii117o;برنامج عمل" من شأنه أن يرفع اسمه من اللائحة الأسوأ.


ـ 'الديار'

المعارضة الجديدة رسمت خارطة طريق لإسقاط الحكومة
لا فترة سماح وخريفها قريب والمحكمة هي الضربة القاضية لميقاتي
كمال ذبيان:

لا وجود لفترة سماح للحكومة لدى المعارضة الجديدة لان اداءها معروف سلفا من قبلها واول ما سيظهر في التعيينات وستبرز الكيدية السياسية ولن نسمح، تقول المصادر، تكرار ما حصل في العام 1998 مع بداية عهد الرئىس اميل لحود وسيكون ردنا قاسيا اذا ما استهدف موظوفون سياسيا.
فلن نترك الحكومة ترتاح وهي لن تشرف على الانتخابات النيابية عام 2013 وسيكون عمرها قصيراً، وربما اقصر من عمر حكومة عمر كرامي التي شكلت بعد التمديد للرئىس لحود، وان ميقاتي سيسقط بالضربة القاضية مع تحرك مجلس الامن الدولي في موضوع المحكمة الدولية، كما تقول مصادر نيابية في المعارضة، وعليه ان يتعاطى مع المجتمع الدولي في هذا الموضوع ولن تكون هدنة معه.
فنهاية الحكومة ستكون في اواخر ايلول ومع بدء فصل الخريف وتساقط اوراق الشجر وخريف الحكومة سيكون في هذا الموسم وسقوطها لن يكون بعيدا في الزمن، وفق مصادر المعارضة المتفائلة، بأن الظروف الداخلية والعربية والاقليمية والدولية ليست لصالح الحكومة التي لم تلق التأييد او الترحيب من قبل اية دولة سوى ايران وسوريا، وهذا ما يدفعنا الى تسميتها &laqascii117o;بحكومة حزب الله وسوريا وايران".


ـ 'الحياة'
من استفاد من اغتيال رفيق الحريري؟
سليم نصّار:

(...) منذ حادثة &laqascii117o;بوسطة عين الرمانة" والخلاف اللبناني – الفلسطيني، سقط لبنان في حضن سورية بتشجيع اميركي وصمت عربي.
وعلى امتداد 29 سنة، نجحت دمشق في استمالة نصف مواطنيه، واخضاع النصف الآخر للانتقام والاقصاء. ولما انطلق قطار المصالحة الوطنية في الطائف عام 1989، كان لبنان قد فقد 210 من خيرة رجالاته من طريق الاغتيالات والتصفيات. كما فقد 120 الفاً من ابنائه، في حين هرب مليون ونصف مليون نسمة الى الخارج، الامر الذي افرغ البلاد من كفاءاتها وشبانها ومستقبلها الواعد.
من وسط ركام المنازل المهدمة والاسواق المهجورة، اطل رفيق الحريري كمنقذ يمكن ان يرمم ويصلح ما افسده الاقتتال الطويل. وقبل ان يحقق المهمة التي اختير من اجلها، قامت جهة مجهولة بنسف موكبه قرب فندق &laqascii117o;السان جورج"، منهية بذلك التفجير الرهيب، ظاهرة سياسية لم يعرفها لبنان منذ وقت طويل.
وهكذا حل يوم 14 شباط (فبراير) 2005، في سجلات الوقائع اللبنانية كيوم اسود، بقي الوطن الصغير اسير رعبه وغموضه.
وبسبب تنوع الادوار التي كان يؤديها رفيق الحريري، انطلق البحث عن القاتل الحقيقي عبر السؤال عن المستفيد الاول من وراء عملية تغييبه. وهذا ما كانت محكمة الجنايات في عهد الامبراطورية الرومانية تعتمده كمبدأ لاصدار الحكم النهائي. وفي ضوء النتائج المحسوبة يكون حجم القصاص.
وكان من الصعب جداً على طارحي هذا السؤال الحصول على جواب شاف بسبب كثرة المستفيدين: الولايات المتحدة تعتبر مستفيدة لان اغتيال الحريري سيعجّل في اخراج القوات السورية (كما حصل) ويعيد للدولة قرارها المستقل في التعاون مع واشنطن. ايران تعتبر مستفيدة لانها قضت على صاحب مشروع استعادة دور السنّة في لبنان وتعميق تعاونه مع السعودية ومصر. وسورية تعتبر مستفيدة لان الحريري نجح بواسطة ثروته في استمالة اعمدة نظامها من السنّة، زائد غازي كنعان المؤتمن على كل اسرار الدولة السورية. واسرائيل تعتبر مستفيدة لان الحريري وظف علاقاته القوية مع واشنطن وموسكو وباريس وسائر عواصم العالم من اجل دعم القومية العربية والدفاع عن مواقف سورية و &laqascii117o;حزب الله". و &laqascii117o;حزب الله" يعتبر مستفيداً لان اغتيال الحريري ازال من دربه عائقاً سياسياً صلباً. والمؤسسات المصرفية والاقتصادية تعتبر مستفيدة لان ثروة الحريري كانت تمثل شبكة مصالح ضخمة يصعب قطع خيوطها. والمارونية السياسية تعتبر مستفيدة لانها كانت تتهم الحريري بالعمل على &laqascii117o;اسلمة" البلد".
ومع ان كل المذكورين اعربوا عن استنكارهم للجريمة المروعة، الا ان ذلك لم يمنع السلطات اللبنانية من مطالبة مجلس الامن بانشاء محكمة خاصة. والسبب ان المحاكم اللبنانية المعنية لم تصدر حكماً واحداً خلال 29 سنة ضد الذين اغتالوا 210 شخصيات سياسية ودينية وعسكرية، علماً ان المحرضين والفاعلين كانوا معروفين من قبل الجميع. وهكذا انشئت المحكمة الدولية بناء على طلب لبنان، وبموجب قرار صادر عن مجلس الامن الدولي (القرار 1757) تحت الفصل السابع الملزم للنظر في جريمة اغتيال الحريري و 22 شخصاً آخرين.
وبموجب الاجراءات القانونية، وضع المدعي العام دانيال بلمار قراراً ظنياً قام بتعديله مرتين قبل تسليمه الى قاضي الاجراءات التمهيدية دانيال فرانسين. وسلم وفد من المحكمة الاسبوع الماضي، الى السلطات اللبنانية مذكرات توقيف في حق اربعة لبنانيين مع نص القرار.

وظهر الامين العام لـ &laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله، عبر قناة &laqascii117o;المنار" ليدافع عن المتهمين الاربعة المنتمين الى الحزب، ويهاجم المحكمة ويتهمها بأنها اداة في ايدي اسرائيل والولايات المتحدة. واعتبر نصرالله ان من الظلم تحميل رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ما ليس بمقدور سعد الحريري ان يحمله. وعليه رأى ان استبعاد الفتنة الطائفية يقتضي الغاء المحكمة المنحازة، واستبدالها بمحكمة وطنية.
عقب اغتيال الرئيس جون كنيدي استندت المحكمة الى عناصر مختلفة بحثاً عن الحقيقة. وذكرت ان الاتحاد السوفياتي وكوبا والمافيا ونائب الرئيس جونسون والمنفذ لي هارفي اوزوالد واسرائيل، جمعيهم على قائمة المستفيدين.
وأدلت ارملته جاكلين بدلوها فكتبت رسالة سرية الى الاستخبارات المركزية، وطلبت الا تفتح قبل وفاتها، لأنها ستذكر فيها اسم القاتل الحقيقي.
ولما توفيت جاكلين، وانتظر الاميركيون اعلان السر الغامض، اطل رئيس الاستخبارات ليعتذر من الجمهور عن ابقاء السر سراً، لان ما كشفته ارملة الرئيس يدخل في خانة الامن القومي الاميركي. وهكذا ضاعت الحقيقة!


ـ 'المستقبل'
كيف تتحول البطولة الى بلطجة؟
مصطفى علوش:

(...)
واقع 'حزب الله'
لم يكن كلام نواف الموسوي عندما وصف زميلاً له في الندوة البرلمانية بالعميل، خارج السياق الطبيعي لمنطق حزبه، فبمجرد أن قال نهاد المشنوق رأيه علناً، وهو يخدش عصمة 'حزب الله'، أصبح عميلاً وخائناً وحقّ بالتالي هدر دمه. ويكفي أن نراجع بسرعة لغة البلطجة التي يستخدمها هذا الحزب من قمة قيادته الى أدنى قواعده، ونرى تعابير مستكبرة كوصف المعارضين بالنعال والأحذية، أو تهديدهم بقطع الأعناق وقطع الأيدي ونزع الأرواح. كل هذه الكلمات وصفت خطأ من قبل بعضنا بأنها تعبير عن فائض القوة، ولكنها عملياً تعبّر عن أزمة الانكشاف الأخلاقي الذي يعانيه 'حزب الله' بعد أن سقطت هالة القدسية التي موّه نفسه خلفها، وزال وهج البطولات بعد ن تحوّلت الى عنتريات في الشوارع تسعى الى فرض حكم الرعب على المواطنين.
لا أحد في لبنان، وربما في كثير من أنحاء العالم، يمكنه أن يتنكر للبطولات التي سجّلها 'حزب الله' في مواجهته العدو الإسرائيلي، ففي الوقت ذاته الذي كان لبنان والعرب تحت صدمة الاجتياح الإسرائيلي واحتلال بيروت، انطلقت هذه المقاومة كومضة أمل في ظل اليأس الذي سيطر على عقولنا. لقد تغاضى المواطنون عن الأعمال الارهابية التي تمّت تحت اسم 'الجهاد الإسلامي' ومنظمة 'المستضعفون في الأرض' واعتبرتها جزءاً من مقتضيات المعركة. وغضّ النظر أيضاً عن تصفية القيادات الشيوعية المناضلة على اعتبار انها لم تثبت نسبتها الى 'حزب الله' على الرغم من الشبهات المنطقية. وحتى أن الناس انحازت الى 'حزب الله' في حربه المدمرة مع حركة 'أمل' رغم أعداد الشهداء الذين سقطوا في سبيل تثبيت هذا الحزب أقدامه ضمن طائفته.
وعندما جاء اتفاق الطائف، لم يتجرأ معظمهم حتى على التساؤل عن سبب تفرّد 'حزب الله' دون غيره من الميليشيات اللبنانية بالاحتفاظ بسلاحه، فالواقع كان منطقياً وهو عجز الدولة وقتها عن القيام بواجباتها لتحرير الجنوب والبقاع الغربي، في حين أن 'حزب الله' كان قد أطلق مقاومة أثبتت نجاحات واسعة في مواجهة العدو.
لقد تحمّل الناس شظف العيش وانخفاض النمو الاقتصادي وتخريب الخطط والمشاريع الرسمية للإنماء المتوازن على أساس أنها مشاركة منهم في مشروع المقاومة. وفي الوقت نفسه كان المواطنون يتجنّبون ذكر الحزب إلا إذا زيّنوا ذكره بآيات التبجيل والثناء. كل ذلك كان طبيعياً في سياق دور البطولة الحقيقية الذي لعبه 'حزب الله' في ذلك الوقت.
العبور الى البلطجة
أتت سنة 2000 وحقّق 'حزب الله' ما كان يظنه الناس حلماً في السابق وهو انسحاب إسرائيل من دون شروط من الأراضي اللبنانية المحتلة، من دون الدخول في جدلية مسألة مزارع شبعا وتلال كفرشوبا المثيرة للجدل، كان من الطبيعي يومها أن ترتفع أصوات لتقول بأن مهمة 'حزب الله' كمقاومة قد انتهت وأتى الوقت لتستلم الدولة دورها في الحفاظ على أمن الحدود، وقد شارك فيها يومها حتى وليد جنبلاط عندما تحدث عن الخيار بين 'هانوي وهونغ كونغ'. بالطبع فقد انبرى يومها أزلام النظام السوري في حملة كيل الشتائم والاتهامات وحمل السواطير لإرهاب من سوّلت لهم نفسهم إطلاق التساؤلات المشروعة.
لم يضطر يومها 'حزب الله' الى تلويث نفسه بحملات الردود، لأن هناك الاحتلال السوري الذي ردع إمكانية أن تطول المطالبات الى حالة مطلبية وطنية، كما أن سفهاء أتباع النظام تولوا حملة البلطجة بدلاً من الحزب.
كل ذلك تبدل جذرياً بعد الخروج السوري، فكان لزاماً على 'حزب الله' وأمينه العام أن يتوليا بنفسهما الحملة البلطجية لإرهاب المعارضين، لقد كانت المبادرة الأولى يوم 8 آذار 2005 عندما صرخ بالشكر لسوريا الأسد في وقت كان أكثر من الشعب اللبناني، وحتى جزء ممن تظاهروا في ساحة رياض الصلح، مقتنعين بشبهة النظام السوري في اغتيال رفيق الحريري. لقد جابهه الناس يومها بإرهاب مضاد يوم 14 آذار مما أسكته موقتاً.
وما هي إلا بضعة أشهر حتى ارتفعت أصوات شديدة الوضوح، معتبرة سلاح 'حزب الله' سلاحاً خارجاً عن سلطة الدولة، وأن تسوية لوضع هذا السلاح أصبحت ضرورة وطنية. حتى أن البعض وصفوا هذا السلاح بسلاح الميليشيات. وهنا تخلّى الأمين العام لهذا الحزب عن وقاره عندما صرخ مهدداً وموجهاً كلامه الى اللبنانيين بأن 'من يتجرّأ على نزع سلاح حزب الله سنقطع يده ونقطع رأسه وننتزع روحه'.
وهنا، ومن هذا اللحظة خلع معظم قياديي 'حزب الله' قناع الوقار، وأصبحت معظم خطبهم وكلماتهم تحتوي على مفردات يلفظونها عادة بالفصحى، تلخّص التوتر الواضح النابع من زوال الهيبة واختفاء العصمة، فتحوّل هؤلاء الى شتّامين بالأصالة بعد أن كان الآخرون يشتمون عنهم بالوكالة.
لذلك فإن ما سمعناه من نواف الموسوي في جلسة الثقة ما هو إلا تعبير عن عبور حزبه الخيط الرفيع الذي يفصل البطولة عن 'البلطجة'.


ـ 'الأخبار'

أشرف ريفي يطارد حزب الله
أسعد أبو خليل:

أسبوع حافل. وزير الحرب الإسرائيلي يبشّر بأنّ المحكمة الدوليّة (المُنزّهة دينيّاً) ستهزّ لبنان. هيلاري كلينتون تصدر بياناً تجزم فيه بأنّ المحكمة حياديّة (وهي ترى في الصهاينة الأميركيّين جهة حياديّة للنظر في صوابيّة الموقف الأميركي من الصراع العربي الإسرائيلي). مروان حمادة يدافع عن أنطونيو كاسيزي، ويضيف أنّ خدمات الأخير للقضيّة الفلسطينيّة فاقت خدمات جورج حبش. (وحمادة هذا صاحب &laqascii117o;إنجاز" وحيد في وزارة الاتصالات: تجميع معلومات وخرائط عن شبكة اتصالات المقاومة وتقديمها لجهة... حياديّة طبعاً). أما محمّد كبّارة وخالد ضاهر فهما ينتميان إلى عصر التنوير ـــــ الوهابي. وعقاب صقر يؤكّد لمن يقلق على غياب سعد أنّ الأخير يتابع أخبار لبنان من يخته الخاص (أو طائرته الخاصّة). يعني لبنان (وآل سعود) في القلب واليخت والطائرة الخاصة.
المؤامرة مستمرّة. الفصل الآخر من مؤامرة إسرائيل على كلّ مقاوماتها (علمانيّة كانت أو إسلاميّة) تتجلّى في القرار الاتهامي. السعي المحموم إلى إنهاء مقاومات إسرائيل تسارع بعد مقتل ياسر عرفات الذي ـــــ رغم أخطائه وخطاياه ـــــ كان يرفض التنازل المُطلق والمجّاني عن حق الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال. لكن السعي الإسرائيلي المحموم تكثّف بعد 2006: ها هي إسرائيل تتمتّع بأكبر درجة من تبنّي أميركا الوحشي لجرائم حربها على لبنان، على أن تتخلّص كليّاً من حزب الله. أرادت أن تكرّر ما فعلته في 1982 عندما قضت على الحركة الوطنيّة اللبنانيّة، فردّ زعيمها آنذاك باستقبال شمعون بيريز في قصره المنيف. فشلت إسرائيل في 2006. لكنّ الخسارة الإسرائيليّة الكبيرة التي لا تعوّض لم تكن في خسارة الجنود أو العتاد فحسب، أو حتى في الخسارة المعنويّة جراء تقارير عن فرار جنود العدوّ مذعورين من أرض المعركة. لا، إنّ الخسارة الكبرى كمنت في القضاء على الخوف العربي من الجندي الإسرائيلي. هذا الخوف طبع السلوك العسكري العربي منذ 1948. كل المواجهات العربيّة مع العدوّ تأثّرت بهذا الخوف (المزروع عبر حروب نفسيّة متوالية). كلّ المواجهات المستقبليّة مع إسرائيل، من أي طرف عربي كان، ستكون مختلفة. حتى غزة المحاصرة، رغم تدنيّ المستوى القتالي لحركة حماس (ويجيد مسؤولوها العسكريّون التبجّح والمبالغة والبهورة على طريقة ياسر عرفات)، استطاعت أن تصمد أمام آلة الوحشيّة الإسرائيليّة في 2008. لن يفرّ العرب مذعورين أمام الجندي الإسرائيلي بعد اليوم (طبعاً نحن لا نتكلّم عن فهود الطريق الجديدة أو فهود قوى الأمن الداخلي). هذا العامل النفسي الهام هو الذي أقلق وليد جنبلاط (في واحدة من وثائق ويكيليكس). كان على إسرائيل السعي وراء وسائل مختلفة للنيل من مقاومة إسرائيل في لبنان. وكان رفيق الحريري يسعى بشتّى الوسائل كي يريح إسرائيل من حركة المقاومة في لبنان. لكن الحريري فشل في المهمّة، أو لنقل إنّ مهمته انتهت قبل إنجازها. كان يقضي الليالي الطوال في حوارات مع حسن نصر الله، فيما كان يعدّ العدّة للقرار الإسرائيلي 1559. لكن مسار الصراع السياسي تتحكّم فيه عوامل لا تتوافق مع مشيئة المخطّط.
هناك، مثلاً، مفارقات في التاريخ تؤثّر على المجرى السياسي. كان يمكن وارث رفيق الحريري أن يكون ذكيّاً أو عالماً أو سياسيّاً محنكّاً. كان يمكن محمّد كبّارة أن يتمتّع بشيء من الجاذبيّة أو الكاريزما كي يصل إلى مبتغاه في تحقيق الفتنة. كان يمكن باسم السبع أن ينافس حسن نصر الله في الزعامة الشيعيّة. وكان يمكن سامي الجميّل أو نديم الجميّل أو فريد حبيب أن يعيشوا في زمن تكون لصولاتهم فيه على المنابر منفعة (لهم وللمشروع الإسرائيلي في لبنان). لكن كلّ ذلك محال. ولفريق 14 آذار ترسانة لا يُستهان بها: 1) مال سعودي وحريري وافر. 2) دعم إسرائيلي ـــــ أميركي فاعل. 3) إقبال على تأجيج الفتنة المذهبيّة بأمر سعودي وحماسة حريرية. 4) غباء إعلام الخصم وتقصيره ورداءته.
و14 آذار تكاد تنهض من كبوتها، بسبب صدور القرار الاتهامي رغم غياب سعد الحريري (ويقول مؤيّدوه ـــــ من دون خجل ـــــ إنّه غائب بسبب تقارير مجهولة أو صحافيّة عن خطط لاغتياله. أي زعيم هذا الذي يفرّ مذعوراً من بلاده لوجود مخطّطات اغتيال؟ هل يفرّ الرئيس الفرنسي أو الغاني أو الجزائري من بلاده مذعوراً، فور تلقّيه تقارير عن خطط لاغتياله؟ لو كان هذا هو السائد، لخلت معظم الدول من زعمائها). أليست المخاطرة جزءاً من الثمن الذي يدفعه (أو تدفعه حتى لا ننسى جلبيرت زوين) من يخوض غمار العمل السياسي، وخصوصاً إذا كان يدفع بمؤيّديه في حروب وصراعات واشتباكات، كما يفعل الابن المتهوّر لرفيق الحريري؟
وتسرّبت أسماء المتّهمين إلى الصحف العالميّة، وثبت أنّ كلّ التسريبات من المحكمة عبر السنوات في الصحف الصهيونيّة كانت صحيحة، فيما كان قادة 14 آذار، ولا سيما أحمد فتفت الذي يستطيع أن يهين الحقيقة باقتناع كبير ظاهر، يصرّون على أنّ من الرعونة استعجال الحكم على عدم صدقيّة المحكمة، وأنّ المحكمة تعمل بـ&laqascii117o;سريّة تامة"، كما طفقوا يردّدون. كل ذلك تبخّر. والذين كانوا يقسمون إنّهم لن يصدروا أحكاماً قبل أن يتبيّنوا القرائن والأدلّة بتمعّن وتفحّص شديديْن، أدانوا وطالبوا بتعليق المشانق، لمجرّد أن أصدر الرجل الصهيوني الأبيض شكوكه، لا حكمه. لا حاجة إلى المحاكمة. فريق الحريري عقد أمره وعبّأ صفوفه وصفوف مرتشيه في 14 آذار.
لكن في الأجواء ما لا يبشّر. لم يحصل أن تمتّعت إسرائيل بهذا القدر من الحلفاء والأذلّاء في لبنان. صحيح أنّ ظاهرة بشير الجميّل الإجراميّة مثّلت حالة تجسّسيّة عميلة في قلب الوطن، لكنّها تقوّضت بسرعة تحت ركام مبنى في الأشرفيّة. تعمّم التعاطف مع إسرائيل في ظلّ الحريريّة وشعارات حب الحياة... تحت نعال السيطرة الإسرائيليّة. هناك من يستنبط الخطاب الإسرائيلي عينه، في الحديث عن مقاومة إسرائيل. النسخة العربيّة من &laqascii117o;يديعوت أحرونوت"، أي نشرة &laqascii117o;المستقبل" السلفيّة الوهابيّة، نشرت مقالة لماجد كيّالي يطالب فيها بوقف كلّ أشكال المقاومة في فلسطين المحتلّة. طالب كاتبُها الشعب الفلسطيني بالهتاف ضد إسرائيل فقط بين وقت وآخر. هو نسق النضال الحضاري عينه الذي انتهجه السنيورة، وحرّر بموجبه مزارع شبعا، وتلال كفرشوبا، وقرية الغجر (وهناك من يسرّ أن دموع السنيورة هي وحدها ما سيجلب اللواء السليب لنا). أما الخطيب الجوّال في الأمسيات الحريريّة، محمّد سلام، فقد كتب مقالاً في موقع &laqascii117o;ناو (وإلى الأبد) حريري" جاهر فيه بتبنّيه لقضيّة ما يُسمّى &laqascii117o;جيش لبنان الجنوبي". دافع سلام عن عقل هاشم ورأى فيه نموذجاً للتمسّك بالأرض والوطن، واعترف بأنّه يفضّله على زميله أنطوان لحد.
نعلم أنّ إسرائيل تتحفّظ في مديحها لحليفها اللبناني مخافة الإحراج. نعلم أنّ أميركا منذ اغتيال الحريري تطلب منها، كما اعترفت صحف إسرائيليّة، دوماً التحفّظ اللفظي العلني في الموضوع اللبناني، فيما يحكّ زعماء إسرائيل رؤوسهم لاجتراح وسائل لدعم السنيورة، كما علمنا من وثائق ويكيليكس. وجماعة الحريري تتجاهل كلّ الصلات الإسرائيليّة بالمحكمة، مُصرّة على أنّها مُنصفة وحياديّة، مع أنّهم يقولون إنّ مداولات المحكمة سريّة، كما يكرّرون. وحسن نصر الله كان محقّاً هذا الأسبوع: إنّ كلّ المعلومات والوثائق التي تثبت تأثيراً إسرائيليّاً وصهيونيّاً لا تهم فريق 14 آذار. لا يكترثون. هؤلاء لو رأوا صورة حيّة لأنتونيو كاسيزي جالساً في حضن بنيامين نتانياهو، لطلعوا بتفسيرات شتّى. لقالوا إنّه كان يسرّ في أذن نتانياهو بضرورة مساعدة الشعب الفلسطيني. أو هم يتجاهلون الوقائع ليغرقوا في التفاصيل. تلقّوا كلّهم هذا الأسبوع تعميماً حريريّاً يفيد بضرورة الإشارة إلى &laqascii117o;يو. إس. بي" كدحض للوثائق التي أثبتت تهريب أو تسريب أو إمرار أجهزة كومبيوتر المحكمة في إسرائيل. كان واضحاً أنّ مروان حمادة وغيره لم يسمعوا بالـ&laqascii117o;يو. إس. بي" من قبل.
ومروان حمادة عاد إلى الشاشة مظفّراً (وبصماته العنتريّة ظاهرة في عناوين جريدة &laqascii117o;النهار" المُحتضرة). مروان حمادة تصنّع البراءة الشديدة، وزعم أنّه لم يتهم حزب الله من قبل ولم يسمع بهذا الاتهام، مع أنّنا نذكر خبريّة تجهيز السيّارة المفخّخة في مرآب في الضاحية، وهي خبريّة تُعزى إليه بعد أشهر من اغتيال الحريري. وقد ذكر جنبلاط ذلك في سنوات &laqascii117o;التخلّي" أو &laqascii117o;الغشاوة"، ما عدنا نذكر. لعلّ حمادة تبيّن نَفساً شيعيّاً في طلاء السيّارة. لكن هل يستطيع حمادة، الذي حمل صوراً وخرائط عن شبكة اتصالات مُعدّة فقط للمعارك مع العدوّ الإسرائيلي إلى عواصم عربيّة وغربيّة، أن يُفتي في أمر يتعلّق بالمواجهة مع إسرائيل، أو في موضوع السياسة الخارجيّة بصورة عامّة؟ هل أبقى لنفسه صدقيّة في السياسة الخارجيّة وفي المواجهة مع إسرائيل؟
(وهناك من لا يجرؤ على تذكير حمادة وآخرين في لبنان بهذه الحقيقة: إنّ التعرّض لمحاولة اغتيال لا يجعل المرء بطلاً، وإلا فإنّ أنطوان لحد يستحقّ البطولة لما تعرّض له من محاولات اغتيال. لا تجتمع البطولة مع إلياس المرّ، مثلاً). وأكّد حمادة أنّ رئيس محكمة الحريري أنتونيو كاسيزي بريء من تهمة الصهيونيّة (وهي أتت باعتراف زميل صهيوني له، في مؤتمر وثيق الصلة بالأجهزة الاستخباريّة والعسكريّة الإسرائيليّة) لأنّه... مسيحي.
هكذا ردّ مروان حمادة التهمة. لا يمكن أن يكون الصهيوني مسيحياً، وفق نظريّة حمادة، مع أنّ لبنان أسهم بعدد وافر من الصهاينة من كلّ الأديان. لم يسمع مروان حمادة بصهاينة مسيحيّين، أو صهاينة مسلمين أو دروز. إنّ التنطّح للدفاع عن المحكمة يفضح نيات مبيّتة. يركّزون على ما يرصدونه من أخطاء في سرديّة نصر الله مع التجاهل التام لمشهد غيرهارد ليمان وهو يتلقّى الرشوة. أما عن التسريبات وعن وثائق ويكيليكس التي أظهرت مسؤولي المحكمة مجرّد موظّفين لدى السفارة الأميركيّة (كما أظهر مكتب ممثّل الأمين العام للأمم المتحدة مجرّد مخبرين لدى الحكومتيْن الأميركيّة والإسرائيليّة)، فكلّ ذلك لا أهميّة له لأنّه يعوق عمل المؤامرة الإسرائيليّة. ثم، لماذا تخضع خطب حسن نصر الله لتمحيص وتدقيق من جنود 14 آذار، مع أنّ واحداً منهم لا يتطرّق البتّة إلى خطب معادية للبنان ومُهدِّدة له من قادة العدوّ؟ لماذا لا يكلّف أحد من هؤلاء نفسه الردّ على تهديدات العدوّ؟ ثم يهاجمون من يطلق تهم التخوين؟
التعليقات الفوريّة على تسريب الأسماء كانت لافتة. جيزيل خوري دعت إلى &laqascii117o;التفكير العميق" (لمجرّد تسريب أربعة أسماء) ثم قالت على الهواء إنّه لا أحد فعل للقضيّة الفلسطينيّة مثلما فعلت هي (هنا، حار المرء في أمره (وأمرها). هل كانت جيزيل خوري تتحدّث عن عملها في الإعلام القوّاتي خدمةً للقضيّة الفلسطينيّة؟ أم أنّها تعدّ ترويجها المواظِب لمحمد دحلان والنظاميْن السعودي والمصري في زمن مبارك قسطاً تؤدّيه لشعب فلسطين؟) ونهاد المشنوق عاد مُستأسداً من الرياض. وهو دوماً يعود من السعوديّة بشحنة وهّابية إضافيّة، ووعي مُتجدِّد للخطر السوري وخطر حزب الله. نذكر ما كتبه المشنوق من مدائح بعد حرب تمّوز، لا قبلها. وأذكر أنّ المشنوق، في المرّة الوحيدة التي التقيته بها في العام الماضي، أمضى وقتاً يحاول إقناعي بأنّني أظلم رستم غزالة، وأنّه ليس سيّئاً كما يُقال عنه. نتذكّر هنا ما نُقِل عن الأصمعي في تعريف المروءة.
جماعة 14 آذار يصرّون بغضب على ضرورة أن تلتزم الحكومة الاتفاقات الدوليّة (وهم لا يعنون بذلك القرار 425 الذي على علّاته يُلزم إسرائيل بالانسحاب من كامل الأراضي اللبنانيّة، ولا يعنون إلتزام لبنان بقرارات دوليّة تمنع التمييز والاضطهاد والاتجار بالبشر. لا، كلّ هذه الأمور لا تهم 14 آذار. ما يهم عائلة الحريري هو القرارات التي تمثّل نقطة التقاطع بينهم وبين إسرائيل، وعلى طريقة حسني مبارك، التطابق هو الذي يكسبهم محبّة واشنطن. الطرفة أنّ الفريق الذي يلخّص برنامجه بصياح وزعيق عن السيادة، يرى أن واجب الحكومة اللبنانيّة ليس الالتزام بالقوانين اللبنانيّة، بقدر ما هو الارتهان لقرارات دوليّة من تأليف إسرائيل (هل هناك من يظن أو تظن أنّ القرار 1559 أُعدَّ في يخت لرفيق الحريري؟ إسرائيل هي التي وضعت نص القرار، وقد أدخل عليه رفيق الحريري والصهاينة العرب ما ارتأوه من تعديلات في الصياغة فقط).
ونازك الحريري لم تكتف بقرار المحكمة. أعلنت أنّ هناك محكمة إلهيّة، هي &laqascii117o;أشدّ عقاباً من أي محكمة". لا ندري إذا كانت المحكمة الإلهيّة ستستعين بسعيد ميرزا. ولا ندري إذا كان المال الحريري سيؤثّر على المحكمة الإلهيّة. فايز قزّي كان أكثر صراحة من الآخرين. قال (وقد تحدّث بالنيابة عن كل شعب لبنان): &laqascii117o;نحن مجتمع ينحو نحو السلم مع إسرائيل". هذه هي الخلاصة. ليس هناك أبشع من نماذج مثل فايز قزّي: هؤلاء الذين كانوا في صفّ الحركة الوطنيّة اللبنانيّة عندما كانت مسلّحة، ثم عاد هؤلاء إلى صفّ الحركات الطائفيّة الحادّة في زمن الطائفيّة. تعلم انّ كان تاريخ هؤلاء كاذباً: كان قزّي من العلمانيّين القريبين من حزب البعث، ثم انتقل إلى صف أقصى اليمين الطائفي. وكل ذلك برشاقة وعفويّة وبراءة. وحتى الصامت، بهاء الحريري، أدلى بدلوه. وبعدما تبرّع بمبلغ من المال للـ&laqascii117o;أتلانتك كاونسل"، أصدر تحليلات عن الوضع العربي جاء فيها أنّ صدقيّة أميركا تزداد في العالم العربي رغم الوضع الفلسطيني. كم نُكب لبنان بهذه العائلة، من صغارها حتى كبارها والحاشية.
وبيان اجتماع البريستول جعل من قضيّة المحكمة قضيّة القضايا. إسرائيل لم تتوقّف عن إصدار تهديداتها ضدّ لبنان بصورة أسبوعيّة، لكن كلمة إسرائيل لا تأتي في بيانات 14 آذار، إلا من باب رفع العتب. والدفاع عن إسرائيل وتبرئة إسرائيل ـــــ حتى من جرائم حربها في 2006 ـــــ دخلا في صلب أدبيّات 14 آذار. وليس التباهي بالتهديدات الإسرائيليّة ضدّ لبنان وقفاً على موقع فارس خشّان الإلكتروني. وكلّما تقدّم حسن نصر الله باتهام ضد إسرائيل، تقوم قيامة 14 آذار ويتجاهلون الأدلّة. لكن الغرض الإسرائيلي لحركة الحريريّة في لبنان لا يتستّر البتّة: فالتشديد على ضرورة نزع سلاح أي مقاومة ضدّ إسرائيل يرد بمناسبة وغير مناسبة. والحزب لا يعرف الردّ: على العكس، إنّ حزب الله هو أسوأ من يدافع عن سلاح المقاومة، وإن كان أبرع من يحافظ عليه. هناك من يجب أن يسأل 14 آذار: إنّ أساس سلاح المقاومة ضد إسرائيل يكمن في صورايخ الحزب، أما ما يُسمّى سلاح المقاومة &laqascii117o;في الداخل" (وكأنّ العدوّ الإسرائيلي غائب عن الداخل، فيما وصل عميل إسرائيلي مُتهم إلى منصب نائب رئيس أركان الجيش اللبناني، أي ثالث أعلى منصب في قيادة الجيش اللبناني)، فهو لا يحتاج إلا إلى الأسلحة الخفيفة، التي يقرّ الجميع بتوافرها بين اللبنانيّين (طبعاً، إنّ حمم تيار المستقبل في طرابلس تشير إلى ما هو أفتك من الأسلحة الخفيفة). فترسانة الصواريخ لا قيمة لها في الصراع الداخلي ولا دور. أي أنّ 14 آذار لا تستطيع، مهما حاولت، أن تفصح عن سبب مطالبتها الحقيقي بنزع السلاح الثقيل الذي لا يُستعمل إلا ضد العدو الإسرائيلي. هنا، لا يبقى من الأمر إلا المنطقي: أنّ 14 آذار تطالب بنزع ترسانة حزب الله فقط لخدمة إسرائيل، وتنفيذاً لمخطّط أكبر بكثير من العائلة الحريريّة التي نكبت لبنان.
لكن المشروع المنوط بـ14 آذار يفوق قدرة 14 آذار. كان من المطلوب بعد فشل إسرائيل (الراعي الإقليمي الحقيقي لـ14 آذار) في عدوان تمّوز أن تحقّق 14 آذار، تحت غطاء الشركات الأمنيّة، هزيمة حزب الله تحت قيادة قائد الميليشيا الحريريّة، سليم دياب. وكانت النتيجة أكثر من مخيّبة للآمال. وشكا سعود الفيصل لحاكم عربي أداء ميليشيات الحريري رغم إنفاق الحكومة السعوديّة على ثلاث وجبات ساخنة يوميّاً للمقاتلين. فرّوا مذعورين، ربما لأنّ محمد كبّارة لم يكن في الميدان يومها.
اليوم، ترسم المؤامرة دوراً كبيراً جدّاً لـ14 آذار. مراسل &laqascii117o;النهار" في نيويورك علي بردى لوّح بإنشاء قوّة عسكريّة دوليّة في حال تمنُّع لبنان عن تنفيذ أوامر الرجل الصهيوني الأبيض.
هل يظنّ بردى أنّ الأمم المتحدة ستُنشئ قوّة عسكريّة أقوى من تلك القوّة العدوّة التي شنت عدوان تمّوز في 2006؟ لكن من الممكن أن يقرّر مجلس الأمن إنشاء قوّة عسكريّة من جنود إيرلنديّين وتايلنديّين، بقيادة أشرف ريفي. عندها، يحلو التسمّر أمام الشاشة لمتابعة بث حيّ لقوّات أشرف ريفي المجوقلة وهي تطارد قوّات حزب الله في شوارع الضاحية. لا شك في أنّ هناك عقلاً متطوّراً يوكل إلى الأطراف الداخليين المضطربين مهمّات لا طاقة لسعد الحريري على استيعابها. لكن أشرف ريفي كفوء: إنّه عضو في مجلس إدارة جامعة الأمير نايف للتعذيب والتنكيل والقهر.
لكن حزب الله تأخّر في حربه على المحكمة بضع سنوات. راهن الحزب دوماً على أنّ تيّار الحريري لن يدفع بمشروع الفتنة المذهبيّة إلى الآخر. راهن الحزب على أنّ حسن نيّته نحو النظام السعودي، سيُقابله النظام السعودي بحسن نيّة مقابلة. الحزب وافق على المحكمة الدوليّة ظنّاً منه أنّ هناك ذرّة من العدالة الدوليّة. مروان حمادة يطمئِن: يقول إنّ العدالة الدوليّة ستتفرّغ لمقاضاة إسرائيل على جرائمها، حالما تقضي على مقاومة إسرائيل في المنطقة العربيّة. مُطمئِن كلام مروان حمادة، مع أنّ مداولاته أثناء حرب تموز في وثائق ويكيليكس أظهرته حريصاً على أمن إسرائيل، لا على أمن لبنان أو المقاومة. ونجيب ميقاتي (الوسطي) يترأس حكومة لحماية المقاومة. لكن أصحاب المليارات العرب لا قدرة لهم على رفض المشيئة السعوديّة والأميركيّة، ومتى كان أصحاب المليارات من داعمي المقاومة؟
لبنان يخوض غمار أزمة ستطول. الصهيونيّة تخوض معركة النَّفَس الطويل للدفاع عن كيان لا حياة له بيننا. والحكومات العربيّة المُستبدّة تعلم أنّ إسرائيل هي خير معين لها ضد شعوبها. والحكم السعودي مرتبط بحلف استراتيجي مع إسرائيل. الحريريّة؟ سفارة في لبنان لهذا الحلف الجهنمي.


ـ 'الأخبار'

هكذا &laqascii117o;يتبخر" عناصر قوى الأمن
أكثر من ألفي عسكري في &laqascii117o;جيش" حماية الشخصيات السياسية
رضوان مرتضى:

يرافق خمسون عسكرياً من قوى الأمن الداخلي مسؤولاً سياسياً واحداً لحمايته، فيما تناط بخمسة عسكريين في أحد المخافر أرواح 100 ألف مواطن. عناصر قوى الأمن، رغم دورات التطويع، &laqascii117o;يتبخرون"، و&laqascii117o;جيش المرافقين" يتضخم باطّراد. فيما لا يملك ضباط المؤسسة الأمنية إلا الشكوى
رضوان مرتضى
مع تأليف الحكومة الجديدة، غادر ثلاثة وعشرون وزيراً مقاعد الحكومة وحل محلّهم وزراء جدد. وسط عملية التسلّم والتسليم بين السلف والخلف، &laqascii117o;ضاع" جيش من العناصر الأمنيين المكلّفين حماية هذه الشخصيات. هل يُبقي من بات وزيراً سابقاً على الحرّاس الذين رافقوه لزوم المنصب الذي شغله، أم يُسلّمهم الى الخلف مع المقعد الوزاري الذي سلّمه؟

سؤال يفتح الباب واسعاً على مشكلة التضخم في عدد مرافقي الشخصيات السياسية الحالية والسابقة التي باتت تمثّل عبئاً يُثقل كاهل المؤسسة، في ظل النقص الحاد في عديد قوى الأمن الداخلي. ضباط المؤسسة لا يملكون إلا كظم الغيظ أمام &laqascii117o;جشع" السياسيين لمزيد من المرافقين. فرغم أن القانون حدّد عدد مرافقي النائب أو الوزير بأربعة، يصل عدد هؤلاء، في بعض الحالات، إلى ما بين أربعين وخمسين عنصراً، من بينهم ضباط، يوضعون بتصرّف الشخصية.
جداول عديد مرافقة الشخصيات تحفل بكثير من الأمثلة، إذ أُلحق أكثر من ألف عنصر من قوى الأمن الداخلي، إلى جانب نحو 1500 عنصر من جهاز أمن الدولة، بالشخصيات السياسية ووزعوا على عدد من المقار الرسمية. وفُرز العدد الأكبر من هؤلاء لمواكبة المسؤ

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد