قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 25/7/2011

- 'السفير'
عسكر وبس!
نصري الصايغ:

العسكر أثبت فشله في الدول النامية، أقام فيها حكومات وأقرَّ سياسات وصادر حريات وقمع جماعات. خلَّف، إبان حكمه وتسلطه وبعد رحيله، دولاً مدمَّرة.
لا شهادة حسن سلوك واحدة. الذين قدموا من الثكنات العسكرية، بشعارات كرتونية، حكموا بعقول بقياس جزماتهم. تصرفوا مع شعوبهم كخردة قتالية، ثم، لم يمارسوا الحرب ضد أعداء حقيقيين، وعوَّضوا عن عجزهم بشن حرب علنية وسرية مديدة، ضد شعوبهم. وبرغم هذه البيَّنات السياسية التي يراها العميان وهم نائمون، يمكن رصدها في دول أميركا اللاتينية، (مقابر جماعية ونهب للفقراء) وفي دول افريقيا (تبييض العنف والمال وتهريب الثروات الى مصارف سرية أوروبية) وفي البلاد العربية (ولا حاجة للتدليل بالإصبع لاكتشافهم، لأنهم مندسون في تلافيف الدماغ العربي)... برغم هذه البينات، يستمر اللبنانيون، في طلب المعونة الدائمة من العسكر، ذوي السمعة المجهولة وذوي الحدود الدنيا من الذكاء (يعوضون عن نقصهم بعبقرية المظاهر)، وذوي الحظوظ العائلية والأرومات الترفيهية (وفهم القارئ كفاية له).
تاريخ العسكر في السياسة اللبنانية، &laqascii117o;فياسكو". صفر على مئة. حتى الجنرال فؤاد شهاب، ذو الرؤية الإصلاحية، أوكل إلى جلاوزته من العسكر والمكتب الثاني، تنفيذ طموحاته في &laqascii117o;بناء الدولة". نياته، أجهضت على أبواب حفنة من ضباط، حكموا وتحكموا، برئاسات الحكومات وبوابي الوزارات.
أكلة الجبنة من السياسيين المدنيين، يقاسمون العسكر مائدة الطعام. أكلوا معاً الدولة، وبات الإصلاح يحتاج إلى إصلاح، فجاء أسوأ منه.
التجربة الشهابية خيضت بثياب عسكرية، وشخصيات من رتب أمنية فادحة الذكاء والثراء في تنظيم آليات الاستتباع.
ولما دخل لبنان جحيم الميليشيات، أنجب &laqascii117o;نخبة" سياسية طائفية، بثياب الميدان. وتربعت الجزمات (عسكرية، أمنية وميليشياوية) على الوزارات والإدارات والصناديق وبوسطات الانتخاب، وأنجبت حروباً أهلية مع وقف التنفيذ، وحوَّلت الدولة إلى مشاعات مذهبية، مالية، عقارية، جامعية، تربوية، ترعى بالعصا والمال و... نفذ ولا تعترض، واستعانت هذه &laqascii117o;النخبة الميليشياوية"، بالعسكر السوري وأدواته الأمنية، فاستباحت الحلال والحرام، و... هكذا، صرنا بلا دولة ولا نظام، ولا...
واستعان هؤلاء، بالاحتياطي الزهيد: العسكر، ذي التجربة الفذة في القعود وما يمت إلى الكسل الوطني بصلة. وصُوِّر للبنانيين أن العسكر من جنس الملائكة، وأن ولاءهم الوطني، لا تشوبه انحرافات مذهبية او طائفية او هلم جراً.
وهكذا، دلف إلى وعي اللبنانيين، أن &laqascii117o;العسكر هو الحل". وجاء عسكري رئيساً للجمهورية، وعرفنا في عهده ما لم يتذوقه اللبنانيون من عبقرية سياسية وعناد يكسر رأسه ورأس البلد. وجاء عسكري آخر، في غفلة سياسية عظمى، ثبت حتى الآن، أن الرماد سيد الموقف. هو أفضل الألوان، ويحتمل كل التفسيرات، باستثناء تفسير أساس: الرئاسة فوق الجميع، وفوق الرئيس أولاً. الدستور واحترامه والالتزام به أولاً وقسماً. وكل ما عدا ذلك، لا يعدو أن يكون بسوية &laqascii117o;جمهورية عمشيت" البائسة.
نحن في فترة الرئاسة المتأخرة.. والمؤجلة... فإلى متى يا عسكر. وباتت القاعدة الذهبية السائدة في الحياة السياسية المنعدمة تقوم على مبدأ: إذا سدت الطرقات المدنية، بسبب تكالب الطوائف، فاستعينوا بالعسكر.
وحتى الآن، لم نعرف إلا نوعاً من العسكر، يرقى إلى رتبة الحضانة الفكرية والسياسية.
ساعدونا... أعيدوا العسكر الى ثكناتهم والى تقاعدهم المريح والوفير... واتركوا الداخلية واتركوا شقيقاتها، ولا تدعوا عسكرياً يقيم في إدارة...
أريحونا... واقفلوا هذا &laqascii117o;البازار"، وأريحوا العسكر، وتمنوا لهم أوقاتاً طيبة، حول طاولات لعب الورق وطاولات الزهر وطاولات الكلام الذي يشبه التأتأة.


- 'السفير'
رقص على دم الوطن
أحمد بزون:

هل أثارت الراقصة اللبنانية المقيمة في فرنسا جوانا فخري، بالفعل، عاصفة من الغضب عمّت لبنان أم أن العاصفة بقيت بين ضفاف المواقع الالكترونية وعلى صفحات الشاشات الملونة فقط؟
لا يكفي أن يثير مشهد راقصة لبنانية تساهم في رفع العلم الإسرائيلي، مع أحد أعضاء فرقة إسرائيلية، في مهرجان &laqascii117o;هلفست" الذي أقيم في مدينة &laqascii117o;كليسون" في غرب فرنسا، ثم ترفع إلى جانبه علماً لبنانياً أصغر بكثير من ذاك الإسرائيلي، عاصفةً أو حتى زوبعة، إنما المهم أين تدور تلك الزوبعة! فبعض الزوابع تبقى في فنجان، والبعض الآخر لا تتسع له أركان الأرض.
ولا يقتصر سوء المشهد على هزالة حضور الراقصة وحضور علمها، إنما نرى في المشهد أمراً غير الوقاحة وهزالة التفكير، ذلك أنه يعبر عن حال من عدم استهوال الموقف، بل حال استسهال الأمر، مادام الكلام في عاصمة بلدها عن مواجهة العدو مرفوضاً في الساحات العامة وعلى شاشات التلفزة، وأن سلاح المقاومة بات هو السلاح &laqascii117o;الخائن" للوطن، وأن المطالبة بنزع هذا السلاح باتت خبز فئات لبنانية، من دون أن تطرح بدائل غير الكلام العام على &laqascii117o;الشرعية" و&laqascii117o;السلاح الشرعي" نفسه الذي &laqascii117o;جرّبناه" كثيراً.
أغلب الظن أن موجات الغضب التي أثارتها الراقصة تبقى بعيدة كل البعد عن فئات لبنانية كثيرة، لكن قبل الكلام على التيارات السياسية التي لم تعد تهتم كثيراً بهذا الموضوع، فإن السلطة اللبنانية نفسها &laqascii117o;المتهمة" بالولاء لحزب الله وشركائهم في الحكم لم يتخذوا أي قرار بحق مواطنة لبنانية قامت بعمل خيانة لمصلحة العدو في وضح النهار أمام الجمهور وتحت عيون الكاميرات، وعن سابق إصرار وتصميم، حتى أنها لا تدّعي أنْ غُرِّر بها، أو كان في الأمر صدفة، فهي التي أصرّت على رفع العلمين على خشبة المسرح، بحسب ما صرّح رئيس هذه الفرقة لصحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت"، بل إنها، قبل ذلك، قدمت وصلات رقص شرقي على أنغام الفرقة، بفرح عارم وشدق واسع. كل ذلك تحت شعار &laqascii117o;تقارب العرب وإسرائيل"، وقد نصّبت الراقصة نفسها &laqascii117o;مندوبة" عن حكومة بلدها.
المشكلة في الموضوع كله أن الخلاف مع حزب الله، أو انتقاده، أو الخصومة معه، أو حتى شجب سلاحه من منظور محلي... بات يأخذ كثيرين إلى نسيان العداء لإسرائيل، وإضاعة البوصلة، مغلباً حساسيات حزبية على الثوابت الوطنية.
لقد بات على أجهزة السلطة، كان من كان على رأسها، أن تتعامل بجدية وحزم مع مثل هذه المواقف التي تبيّض صفحة إسرائيل، قبل أن تستفحل وتصبح أمراً واقعاً لا يحتاج حتى إلى بعض خجل. ولا شك في أن بعض المواقف التي يرددها مثقفون أيضاً، والتي تدّعي أن إسرائيل لا تعتدي على لبنان إلا إذا اعتدت عليها المقاومة، هي المفتاح الذي يدخل العديد من الناس إلى أرض المواقف المحظورة والممنوعة والمحرمة. فهل يقودنا القانون في هذا المجال إلى بعض التوازن في الموقف من عدو أرضنا ومستقبلنا، حتى لا يرقص أحد على دماء وطنه؟.


- 'النهار'

الحوار الوطني بين الأمس واليوم في ميزان المدعوين اليه: حسابات مختلفة وظروف متحوّلة تجعله صعب التحقق
أحمد بزون:

..لكن بعد انفراط عقد هذه الطاولة كضحية من ضحايا ملف الشهود الزور، وايقن الجميع من دنو موعد قطاف القرار الاتهامي حصلت تحولات لا يستهان بتأثيرها وعمقها طاولت المشهد السياسي اللبناني ظاهرا وجذورا، وهي تحولات ستحكم الولادة المتجددة لفكرة العودة الى المائدة المستطيلة المنصوبة في القصر الرئاسي وابرز هذه التحولات:
1 - التطورات المتسارعة ولا سيما بعد سقوط حكومة الرئيس سعد الحريري بالضربة القاضية في اوخر كانون الثاني المنصرم، دون ان تظل الرئاسة الاولى محافظة على موقعها الوسطي ودورها التوافقي على الاقل في نظر 14 آذار. ففي كواليس هذا الفريق كلام مضمر يظهر على لسان بعض رموزه احيانا عن تحول طرأ على موقع الرئاسة الاولى في النصف الثاني من ولايتها، وبعد تشكل حكومة الرئيس نجيب ميقاتي الاخيرة جعلها تفقد صفتها وسيرتها الاولى.
2 - لم يعد ينطبق في الاشهر الأخيرة على العلاقة بين 'حزب الله' وتيار 'المستقبل' صفة علاقة ربط النزاع المتأرجحة او المحكومة بحدود معينة، بحيث تبقي على شعرة معاوية بين الطرفين، فهي خرجت الى ذروة القطيعة المكشوفة، بل بلغت احيانا حدود الصدام السياسي والاعلامي، ولا سيما بعد اسقاط حكومة الحريري وتمهيد الطريق لحكومة تخلفها.
3 - ان الوضع الاستراتيجي للبلد لم يعد مقيما على توازن نسبي ولو هشاً كما في السابق بل صار مائلا الى حد الاختلال لمصلحة 'حزب الله' والفريق المتكوكب حوله، والمتبني لرؤية متصادمة مع فريق 14 آذار، خصوصا بعدما اضطر الرئيس سعد الحريري طائعا او قسرا الى مغادرة البلاد.
4 - ان التوازنات الاقليمية التي حكمت عملية انتاج اتفاق الدوحة والتي اباحت ولادة الحوار بنسخته الاخيرة، قد انفرطت مكوناتها واسسها، بعد سقوط نظام حسني مبارك، وانكفاء الدور السعودي الى حدود غير مألوفة وانهيار قواعد الحلف السوري - القطري، وبالتالي انتقال العلاقة بين الدوحة ودمشق الى حالة احتراب معلنة وخصوصا من الجانب القطري ناهيك بالتطورات التي تعصف بالساحة السورية منذ اكثر من 4 اشهر.
بفعل كل تلك التغيرات الجذرية صارت الدعوة في نظر الجميع الى الحوار ومسيرته متغيرة، حتى ان الرئاسة الاولى نفسها لم تكتم توجهها الى اعادة النظر مجددا في قواعد الدعوة الى طاولة الحوار وقواعد الجلوس اليها..


- 'النهار'

المحكمة وسوريا العاملان المحرّكان ولا نتائج ممكنة..'مسار حوار' أشبه بمفاوضات السلام؟

روزانا بومنصف:

... خلال الاشهر الاخيرة سجل مراقبون متابعون امرين اساسيين: الاول ان لبنان الذي استقبل مراسلين أجانب كباراً زاروه ولا يزالون لرغبتهم في البقاء على مقربة من التطورات الميدانية السورية نتيجة منع النظام السوري وسائل الاعلام من دخول الاراضي السورية لم يواكب هذه الاحداث اعلاميا وسياسيا وفق ما يجب. وقد وعى هؤلاء مدى الضوابط المباشرة او غير المباشرة التي تسمح بالوقوف مع النظام السوري على ما جرى تكرارا عبر التظاهرات في لبنان او عبر التصرف مع الهاربين السوريين الى لبنان ولا تسمح بالوقوف مع الشعب السوري مما يحتم في رأيهم وضع منطق السلاح في لبنان واستخدامه على الطاولة بما يفسح في المجال امام الاعلام واللبنانيين التعبير عن رأيهم بحرية من دون خوف مباشر او بالواسطة. الامر الاخر انه يتعين على المعارضة التي تعترض على انتقال الاكثرية الى خصومها، علما ان من صنع الاكثرية النيابية وتاليا الحكومية قد انتخب على ثوابت فريق قوى 14 اذار ان تدعو الى انتخابات نيابية مبكرة من اجل اعادة تقويم الخيارات السياسية للبنانيين واين تقع من اجل البناء على اساسها. اذ ان 'الانقلاب' القسري الذي حصل يحتم العودة الى اللبنانيين علما ان هذه الفكرة قد طرحها البعض بعد اطاحة الحكومة لكن لم تتابع علما انها الطريق السليم من اجل استفتاء اللبنانيين مجددا وفق ما تفترضه الاصول الديموقراطية...

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد