قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 29/7/2011

ـ 'السفير'
جردة بين سليمان والمقاومة من اليرزة إلى قصر بعبدا:
التشويش لا يلغي محطات تاريخية ولا معادلات ذهبية
داوود رمال:

تعمّد البعض أحياناً التعمية على حقيقة مواقف رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، في مرحلة توليه قيادة الجيش اللبناني لتسع سنوات وفي ظروف ربما هي الأخطر والأدق في تاريخ لبنان الحديث، مثلما حاول التشويش على مواقفه منذ توليه مقاليد الرئاسة في ظل الانقسام الحاد في البلاد والذي كان ينذر بالسقوط في هاوية أبشع وأخطر من الحرب الأهلية التي اندلعت شرارتها في العام 1975.
ينطلق سليمان في تحديد مواقفه من موقعه التوافقي، وهذا الموقع تجلى خلال وجوده على رأس المؤسسة العسكرية عندما كانت الأطراف السياسية تتداعى للنزول إلى الشارع والى تنظيم التظاهرات والاعتصامات،            

 وكانت الأوامر المعطاة للوحدات العسكرية بحماية حرية التعبير والسماح للمتظاهرين بالتجمع والتحرك وتنظيم المسيرات من دون الإخلال بالأمن أو التعرض للممتلكات الخاصة والعامة، وهو خيار حمى لبنان في مرحلة تاريخية ولا يمكن القفز فوق مباركة قيادات بارزة مثل الرئيس نبيه بري والسيد حسن نصرالله، لقرار حماية تظاهرة الرابع عشر من آذار وكل المظاهرات والتحركات التي سبقتها. وعندما كان البعض يسأله عما يستند إليه في موقفه كان يردد &laqascii117o;الدستور أقوى من القرار السياسي وطالما هو ينص على حماية حرية التعبير والرأي، فواجبي أن احمي من يعبّرون حتى لو كان موقفي مخالفاً لإرادة السلطة السياسية".

لا تنطبق هذه المقاربة على خياراته في قضية الصراع مع إسرائيل، بدليل المواقف الحازمة التي كان يصدرها للقطع والوحدات والألوية العسكرية، بالتصدي للاعتداءات البرية والبحرية والجوية والتنسيق مع المقاومة وذلك منذ توليه قيادة الجيش، ناهيك عن كونه خدم في ساحة المواجهة في الجنوب واستهدف أكثر من مرة من قبل العدو الإسرائيلي وسقط إلى جانبه شهداء وكل ذلك جعل الجيش اللبناني يتحول في عدوان تموز 2006 إلى هدف مباشر، وقدم الشهداء بعد استهداف مراكزه من قبل العدو، ولطالما كان يتلقى نصائح من قادة الألوية ومديرية المخابرات في الجنوب بعدم المغامرة بزيارة الجنوب وكان يصرّ على ذلك.
ومنذ اليوم الأول للعدوان الإسرائيلي في 12 تموز 2006، ترأس العماد سليمان اجتماعاً لكبار ضباط الأركان في الجيش دعا إليه على وجه السرعة وركز خلال الاجتماع على ضرورة الجهوزية التامة، التصدي للاعتداءات الإسرائيلية بجميع الأسلحة المتوافرة وعدم الانسحاب من أي مركز عسكري، الانتقال عند الضرورة إلى الخطة الثابتة التي وضعها الجيش والمتمثلة بمقاومة أي اعتداء على الأراضي اللبنانية، اعتماد أسلوب المقاومة المسلحة وضرورة وأهمية تأمين جميع أشكال الدعم للمقاومة في حال تطوّر الوضع الميداني عسكرياً على أن يكون ذلك مترافقاً مع تصدي الجيش اللبناني للعدوان الإسرائيلي بكل الأسلحة المتوافرة. وفي اليوم نفسه، انعقدت جلسة لمجلس الوزراء، شارك فيها العماد سليمان وأكد للإعلام اللبناني والعربي والدولي قبيل دخوله إليها وقوفه إلى جانب المقاومة وتأييده لما قامت به، ولدى تكرار السؤال عليه قال: &laqascii117o;طبعاً، طبعاً، طبعاً".

وخلال جولاته التفقدية التي شملت كل المناطق التي استهدفها العدو من الشمال إلى البقاع إلى الجبل وبيروت إلى الجنوب، كان العماد سليمان يجدّد دعوته للعسكريين للتصدي لأي إنزال للعدو الإسرائيلي في مناطق انتشارهم، مؤكداً أن تماسك العسكريين يشكل دعامة وحدة اللبنانيين والقاعدة الصلبة التي يبنون عليها مقاومتهم لأعداء الوطن.
وعندما أحكمت إسرائيل بالنار حصارها على الجنوب وحظرت انتقال الآليات المدنية على أنواعها، بعثت عبر الأمم المتحدة برسالة إلى قيادة الجيش اللبناني تقترح فيها استثناء آليات الجيش اللبناني من الحظر، وخاصة تلك التي تنقل التموين للعسكريين شرط أن تضع العلم اللبناني في الجهة الأمامية وتحديداً من جهة اليمين. فكان الجواب من ميشال سليمان &laqascii117o;إذا قبلنا بذلك، نخون وطننا. هل يعقل أن نحول علم بلدنا إلى نقطة علام للطائرات الإسرائيلية لكي تستثني آلياتنا. هذا أمر ليس للمتاجرة ولن نقبل به نهائياً ولن نرفع الا علم لبنان حيث نريد"، وعندما تبلغ الإسرائيليون قرار الجيش، عبر الأمم المتحدة، سارعوا إلى إرسال اقتراح آخر: أرسلوا لنا عبر &laqascii117o;اليونيفيل" مواعيد تحرك آلياتكم ونعطي الأوامر للطائرات بعدم استهدافها. وكان الجواب مجدداً بالرفض، وقررت قيادة الجيش عدم تقديم أي تنازل للإسرائيليين. وثمة رواية شائعة منذ حرب تموز 2006، أنه في اللحظة التي حطت فيها وحدة الكوماندوس الإسرائيلية أقدامها على شاطئ صور الرملي، من جهة الشمال، اتصل أحد ضباط الاحتلال بالعسكري العامل على سنترال الهاتف في ثكنة صور العسكرية وأبلغه أن &laqascii117o;قواتنا على شاطئ صور الآن، ونطلب منكم الوقوف على الحياد". فكان قرار قيادة الجيش بالتعامل بالنيران مع اي إنزال وهذا ما حصل عندما اشتبك جندي لبناني مع قوة &laqascii117o;الكوماندوس" وأفشل محاولة إسرائيلية لأسر عدد من الكوادر المقاومين، حيث ردّت إسرائيل سريعاً باستهداف موقع الجيش ما أدى إلى سقوط شهداء وجرحى بين العسكريين والمقاومين على حد سواء.
وفي الوقت نفسه، كانت وحدات من الجيش تؤدي مهمة الأمن داخل البلاد لحفظ أمن المهجرين وأمن الناس الآخرين وحتى لا تحصل احتكاكات، وكانت تلك محطة أساسية برهنت أيضاً عن مصداقية الجيش وأهمية دوره الوطني في حماية ظهر المقاومة.

وبعد انتهاء العدوان، وفي &laqascii117o;أمر اليوم" الصادر بتاريخ 16 آب 2006 والمتعلق بموضوع الانتشار، والذي على أثره تعرّض سليمان لانتقادات حادة داخلية وخارجية، قال للعسكريين حرفياً &laqascii117o;تستعدون للانتشار على أرض الجنوب الجريح إلى جانب مقاومتكم ومع شعبكم الذي أذهل العالم بصموده وثباته، وكأن العدو الإسرائيلي تناسى أن في لبنان جيشاً شكل ولا يزال مرجلاً ينصهر فيه التنوع جسداً واحداً تدبّ فيه الحياة بدماء الشهداء من الجيش والمواطنين المقاومين والصامدين". ولم يتوان سليمان في رفض أي شرط مقابل تسليح الجيش، لا سيما تغيير عقيدته أو تنظيمه &laqascii117o;فلا شرط على العقيدة ولا مجال للإملاء"، وثمة وقائع يمكن إيجازها كالآتي:
1- رفض سليمان الطروحات التي حملها موفدون وأبرزها إشراك ضباط أجانب في التخطيط للانتشار في الجنوب وإشراك آخرين في قيادة العملية، وذلك لمدة ستة أشهر كانت المدة التي توقعوا أن تستغرقها عملية الانتشار، فكان الرد بالرفض وأن الجيش قادر على الانتشــار خلال ثلاث ساعات... وهذا ما حصل.
2- رفض الطروحات بتمركز ضباط أجانب بشكل دائم في قيادة الجيش للبقاء على اتصال في حال الحاجة إلى شيء ما وتسلح بتقاليد القيادة التي لا تسمح بتواجد ضابط أجنبي فيها.
3- بعد رفض التمركز لضباط في القيادة، طرحت فكرة تمركز هؤلاء الضباط مع قيادة الألوية أي أن يكون مع كل قائد لواء ضابط أجنبي يساعده بالأمرة في الجنوب وأيضاً تم رفض هذا الطلب.
4- إن قرار نشر الجيش اللبناني في الجنوب، اقترحته القيادة العسكرية في زحمة الانشغال الدبلوماسي والسياسي بقضية إرسال قوات متعددة الجنسيات أو قوات تابعة للأمم المتحدة سواء تحت الفصل السادس أم السابع أو &laqascii117o;الستة ونص".
5- بعد 28 عاماً من الغياب، تمركز 15 ألف جندي لبناني في الجنوب إلى جانب حوالى 15 ألف من جنود &laqascii117o;اليونيفيل"، وتزامن ذلك بعد فترة وجيزة مع نشر أكثر من ثمانية آلاف جندي على طول الحدود البرية بين لبنان وسوريا.
6- رفضت قيادة الجيش طلب تأليف لجان كي تخطط للجيش كيفية التسلح وكان الرد بأنه يوجد خطط تسلح موجودة قبل 12 تموز 2006 (واحدة لعشر سنوات وثانية لخمس سنوات وثالثة لثلاث سنوات).
7- رفضت قيادة الجيش أي أمر أو أي كلمة تمس السيادة اللبنانية لا في بلدة الغجر ولا في إطار &laqascii117o;قواعد الاشتباك" ولا في موضوع التدريب أو التسليح.
ثلاث سنوات ونيف أمضاها ميشال سليمان في القصر الجمهوري ولسان حاله لم يتغير قيد أنملة. لبنان يحتاج الى المعادلة الثلاثية الذهبية: الجيش والشعب والمقاومة لحماية حدوده وللمخاطر التي تهدّد ثروته النفطية والغازية في البحر، ولذلك يجب أن يتكامل جهد الدولة الدبلوماسي والقانوني والسياسي مع الدور الذي يقوم به الجيش ومع الاحتفاظ بورقة المقاومة.


ـ أسرة 'المستقبل'

وردنا أن شرياناً اسمه داود كتب في موقع 'العربية.نت' متباكياً على أوضاعنا نحن العاملين في جريدة 'المستقبل'، داخلاً في محرمات مهنية وأخلاقية، ومتطاولاً علينا وعلى مؤسّسي الجريدة، وقد وصل به الأمر من قلة الأمانة المغلّفة بدموع التماسيح ذرى لم نعهدها سابقاً وليست مألوفة في التعامل المهني، ناهيك عن الاعتبارات الأخلاقية والموضوعية بشكل عام.

مقالكم حضرة السيد الشريان، الذي رفضت الزميلة 'الحياة' نشره بسببٍ من عراقتها المهنية المعروفة، استطعتَ تمريره في الموقع الذي تشرف عليه والخاص بمحطة 'العربية'، وهذا أولُ الشطط. أما الثاني فأنك تنخرط في حملة علينا بحجة الدفاع عنا وعلى أصحاب المؤسسة وعلى عائلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، وهذا أمر معروف عنك منذ سنوات، تماماً كما ارتباطاتك معروفة وكذلك الجهات التي تحركك، والممتدة إلى كل خصوم 'تيار المستقبل'.
ما فاح منك لم يفاجئنا. كما لم نفاجأ يوماً بتطاولك على بعض أهل لبنان بحجة نقد زعامتهم. حملاتك المستمرة والمتوازية مع حملات حسن نصر الله وتضليل إعلامه وأدواته المحلية وغير المحلية، ليست مفاجئة أبداً. لكن الجديد هو استغلال اسمنا ووضعنا من أجل تغطية تلك الحملة البائسة المعروفة الأهداف والمحركين. ارتضيت وظيفة الترويج لحسن نصر الله وتبرير ما يفعله حتى لو اقتضى ذلك الدخول إلى المحرمات، وهذا دليل إفلاس لك ولمشغّليك.
ولو كنت تعلم، وأنت تعلم، أننا في هذه الجريدة سبق أن عانينا القصف والنسف والحرق والمطاردة والنفي من قِبَل الذين تروّج لهم سياساتهم وتبررها وتستغل مصاعبنا من أجل ذلك.. واننا بالتالي سبق وأن دفعنا أغلى الأثمان من أجل حريتنا وحرية بلدنا وسيادته واستقلاله ومستقبله، ولم نتوقف ولن نتوقف بعد ذلك، عند تأخير ما، غير متعمّد وغير مقصود وقاهر وقسري.

ولأن الشطط ولاّد ومدرار في كتاباتك، وغرضيتك واضحة ومفضوحة، فإنّ الشيء بالشيء يُذكر: بحجّة الدفاع عنّا، وهو ما لم يكلّفك أحد به، وصفتنا بالشحّاذين. وفي ذلك منتهى العيب وسوء النيّة. ولكننا سنرضى بالوصف إذا كان يعني (وأنت لا تعني) اننا نشحذ حرية لبلدنا وصوناً لحاضره ومستقبله واستقلاله ورفعته، ورفضاً لمنطق الانقلاب والانقلابيين من أمثال أصدقائك هذه الأيام. كلامك مردود إليك، وهو بأي حال، لا يعبّر إلا عنك وعن أهوائك وهواك، غير أن المستغرب حقاً، هو ان مؤسسة مثل 'العربية' تسمح بانتهاك أدنى شروط المناقبية المهنية القاضية بألا تهاجم وسائل الإعلام بعضها بعضاً، وألا تتناول المسائل الشخصية وألا تمسّ بالحرمات المهنية والأخلاقية، وألا تصادر أدواراً ليست لها.. وهو ما لن نسمح لأنفسنا بالدخول فيه بأي حال من الأحوال.ولكن يبقى، ان التشهير الذي كتبه الشريان بحقنا ذُيّل بعبارة 'جميع الحقوق محفوظة لقناة العربية'، نرجو أن تحفظ 'العربية' للآخرين حقوقهم وفي أولها عدم التعرض لكرامات الناس، وعدم الإسفاف، وعدم استغلال بعض المصاعب من أجل السماح بتمرير رسائل سياسية ملغومة واتهامات مفترية لا تليق بأحد.


ـ 'السفير'

&laqascii117o;قديسو" &laqascii117o;حزب الله" في مواجهة... &laqascii117o;الملائكة الجدد"!
لهذه الأسباب... لا يشغل الحريري بال نصر الله
عماد مرمل:

توحي جميع المؤشرات بأن الصيام في شهر رمضان لن ينسحب على الخطاب السياسي المتشنج، بل ان المقدمات كلها تنبئ بشهية مفتوحة على مزيد من السجال بين قوى 14 آذار والاكثرية الجديدة، لا سيما إذا عاد الرئيس سعد الحريري الى بيروت وحوّل الافطارات الرمضانية المرتقبة في &laqascii117o;البيال" الى منصات لإطلاق الصواريخ الكلامية.
ولعل في مضمون البيان الاخير الصادر عن كتلة المستقبل ما يعكس منحى تصاعديا في مسار الوضع الداخلي، إذ كان لافتا للانتباه ان الكتلة اعتبرت ان سلاح حزب الله فقد شرعيته بعدما احتضن المتهمين باغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه، في ما بدا انه رد على توصيف النائب نواف الموسوي للمتهمين الاربعة بأنهم قديسون وأيقونات.وسبق ذلك توجيه اتهام مباشر من الرئيس سعد الحريري الى السيد حسن نصر الله بالاشراف المباشر على إدارة حملة إعلامية منظمة، تستهدفه شخصيا، لتحطيم صورته، وهو اتهام واكبه تهديد بفتح ملفات رموز الاكثرية على قاعدة ان الحصانة تكون للجميع او لا تكون لأحد.كيف يمكن ان يتصرف &laqascii117o;حزب الله" مع الارتفاع المستمر في منسوب الهجوم عليه؟يهزأ العارفون بشؤون الحزب من فرضية ان السيد نصر الله قرر ان يخصص جزءا من وقته لتقفي أثر الحريري خارج لبنان ونبش ملفاته الشخصية، لافتين الانتباه الى ان هذه الفرضية تتجاهل أمرين:
- الاول، ان الصفات الشخصية لنصر الله وطباعه ليست من النوع الذي يدفعه الى تأدية مثل هذا الدور. وتروي قيادات في الحزب انها لطالما كانت تبادر الى الرد بقسوة على حملات الخصوم، من دون استشارة &laqascii117o;السيد" لانه، لو سئل رأيه، فهو سيرفض تجاوز حدود معينة في التخاطب السياسي.
- الثاني، ان اهتمامات نصر الله الاستراتيجية لا تتسع للحرتقات الصغيرة، وهو يعطي الأولوية لمتابعة عملية تعزيز قدرات المقاومة وتطوير جهوزيتها من أجل مواجهة أي عدوان إسرائيلي، بل لإجهاض مثل هذا العدوان قبل حصوله، إضافة الى انشغاله بالتصدي لمحاولات استثارة الفتنة المذهبية التي تسعى أميركا الى تحريكها بأشكال مختلفة للتعويض عن إخفاقاتها السياسية والعسكرية في المنطقة، ناهيك بحرصه على نجاح عمل الحكومة التي تواجه تحديات صعبة في مختلف المجالات.

أما الحملة العنيفة التي يتعرض لها الحزب بسبب دفاعه عن المتهمين الاربعة واحتضانه لهم، فهي تترك داخل صفوفه مفعولا عكسيا يخالف توقعات أصحابها، ذلك ان الثقافة السائدة في الحزب تعيد إنتاج مفاعيل هذه الحملة بشكل مختلف، بما يولّد لدى المستهدفين بها شعورا بالرضى الداخلي.وهكذا، فإن قياديي الحزب يتعاملون مع الانتقادات اللاذعة التي تطالهم، على قاعدة أن من واجبهم ان يأخذوا في صدورهم السهام التي توجه الى المقاومين، وان من أضعف الإيمان وأبسط التضحيات ان يتحملوا هجوما سياسيا او لفظيا من هنا وهناك دفاعا عن أولئك الذين قدموا دماءهم وأعمارهم في سبيل تحرير الارض المحتلة واستعادة الكرامة الوطنية.ولا يتردد احد هؤلاء القياديين بالقول: &laqascii117o;نحن نقبل ان توجه إلينا كل أنواع الكلمات القاسية، ونعتبر ذلك مساهمة متواضعة قياسا الى التضحيات التي يقدمها المجاهدون، لكن في المقابل نرفض بشدة ان يطال التجريح أي مقاوم. بالنسبة الينا السيد حسن نصر الله والمقاومون هم من المقدسات، شاء من شاء وأبى من أبى".ويعتبر الحزب ردا على من يحاول استثمار فكرة الأيقونات والقداسة مسيحيا، انه من حيث الشكل، يعكس استخدام مثل هذه المصطلحات المستمدة من القاموس المسيحي انفتاحا فكريا وتفاعلا مع ثقافة أخرى من قبل تنظيم يحمل ثقافة اسلامية، الامر الذي يجب ان يسجّل له، لا عليه. أما في المضمون، فقد كان من الطبيعي - برأيه - التصدي لسعي المعروفين بارتكاباتهم، والذين أسماهم وليد جنبلاط &laqascii117o;الملائكة الجدد"، الى تشويه صورة المقاومين الاربعة وتلطيخها باتهامات باطلة، تماما كما حصل في الماضي مع رمزي جبل عامل أدهم خنجر وصادق حمزة اللذين قيل عنهما زورا وبهتانا انهما من رجال العصابات وقطاع الطرق.
وفي كل الحالات، لا يرى الحزب في موقف كتلة المستقبل القائل ان سلاحه فقد شرعيته بعد احتضانه للمتهمين الأربعة أي جديد جوهري، وهو الذي يعتقد ان الهجمة على المقاومة مزمنة وتعود الى سنوات خلت، وان هناك من ينتظر المقاومة عند كل &laqascii117o;كوع" للانقضاض عليها، مع تنويع في الذرائع تبعا للظروف، كما يُبين مسار الاستهداف منذ انقلاب الرئيس سعد الحريري على &laqascii117o;الحلف الرباعي"، مرورا بحرب تموز، وصولا الى مؤامرة القرار الاتهامي


ـ 'السفير'
انهيار الاقتصاد الإيراني يقوض خصمي أميركا في الشرق الأوسط
هكذا يتم كسر جدار إيران ـ سوريا ـ &laqascii117o;حزب الله"
ترجمة وإعداد  جنان جمعاوي:

كتب الكاتب الايراني ـ الأميركي حسين عسكري مقالة في دورية &laqascii117o;ناشيونال انترست"، بعنوان &laqascii117o;هكذا يتم كسر جدار إيران ـ سوريا ـ حزب الله"، يتطرق فيها الى طريقة مقاربة صناع القرار الأميركيين لهذا التحالف الثلاثي، وصولا الى محاولة تفكيكه من خلال ضرب أحد الأعمدة الثلاثة، بحيث يصبح الانهيار حتميا.
يذكر أن حسين عسكري هو باحث إيراني يعمل أستاذا في الشؤون الدولية في جامعة جورج واشنطن. عمل لمدة عامين ونصف عام في المجلس التنفيذي في صندوق النقد الدولي، وكان مستشارا خاصا لوزير المالية السعودي. بين العامين 1990 و1991، طلبت منه حكومتا إيران والسعودية العمل كوسيط لترميم العلاقات الدبلوماسية بينهما. في العام 1992، طلب منه أمير الكويت التوسط بينها وبين إيران.

وفي ما يلي النص الحرفي الكامل لمقالة عسكري:
&laqascii117o;العلاقات بين إيران وسوريا و&laqascii117o;حزب الله" طويلة الأمد ولا جدال في ذلك، لكن صناع القرار الأميركيين يفشلون على نحو استثنائي في ربط النقاط وممارسة الضغوط على كل الأطراف معا. فإذا سقط النظام في طهران، سيصبح نظام بشار الأسد معزولا ومجبرا على التوصل إلى تسوية مع أشقائه العرب ومع الولايات المتحدة أيضا. وإذا سقط الأسد، فإن الملالي في إيران سيواجهون العقبات الكبيرة في طريق دعمهم لـ&laqascii117o;حزب الله". ومع سقوط الملالي او الأسد، فإن أيام الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله ستصبح معدودة، وإذا ما سقط الاثنان فإن أيامه... ستنتهي.فهل اغتنمت واشنطن الفرصة لكي تدع الكرة تتدحرج وتكبر، عبر فرض الضغوط على كل هؤلاء الخصوم في الوقت عينه عندما سنحت لها؟ والجواب هو كلا.

لنبدأ بإيران. العلاقات مع الأسد و&laqascii117o;حزب الله" مهمة بالنسبة للملالي، ولكن مصيرهم يعتمد بشكل مباشر على ثروات إيران الاقتصادية وحساسياتها. وهذه حقيقة لا يبدو ان الولايات المتحدة قد أدركتها. وفيما تخلت واشنطن، عن صواب، عن الخيار العسكري ضد طهران وركزت عوضا عن ذلك على العقوبات الاقتصادية، فإنها لم تنفذ خيار العقوبات الذي قد يدفع الملالي بفاعلية إلى الخضوع او الانهيار. بمعنى، يتعين أن تؤدي العقوبات الى أن يشعر النظام بما يكفي من الألم لإرغامه على التغيير لخشيته من السقوط بفعل ثورة شعبية. القليل هنا والقليل هناك لا ينفع الا في التسبب بمعاناة لا طائل منها ولا نتيجة جوهرية لها. إيران تحتاج الى التبادلات الأجنبية لتمويل وارداتها وتعزيز عملتها. وعليه، فإن كعب أخيل الإيراني يكمن في أسعار نفط أدنى، واستهلاك محلي للطاقة أعلى (بمعنى تقليص الكميات المتوفرة للتصدير) ومزيد من الطلب على المكاسب والاحتياطات بالعملة الأجنبية، المحدودة أصلا.
ما الذي يتعين على أميركا ان تقوم به لتستغل هذه الخاصرة الهشة؟ يتعين ان يكون التركيز على منع الاستثمار الأجنبي في إيران، وزيادة التكاليف على الواردات الإيرانية وتصعيد طلب القطاع الخاص على العملة الأجنبية، وتحديدا تشجيع رجال الأعمال على إخراج الأموال خارج إيران.
سبق لواشنطن ان تبنت بعض هذه السياسات ما نجم عنه المزيد من القيود على التبادلات الأجنبية. وأحدث مثالين على ذلك: عجز الصين والهند عن الدفع لإيران بالدولار لقاء وارداتهما من النفط؛ وتراجع سعر الريال الإيراني.
كان بإمكان واشنطن أن تقوم بأفضل من ذلك. عليها أن تقنع مصدري النفط، وخاصة السعودية والإمارات والكويت بزيادة صادراتها وتخطي &laqascii117o;الكوتا" المفروضة من قبل منظمة &laqascii117o;اوبك"، بغية خفض أسعار النفط. من هذا المنطلق، أخطأ بعض الخبراء الأميركيين المرموقين حين لقّبوا العقوبات على البنزين في إيران بأنها &laqascii117o;أم كل العقوبات". هو لقب سخيف بنتائج عكسية. فالعقوبات على البنزين سمحت للرئيس الإيراني محمود احمدي نجاد بالقيام بما خشي اثنان من أسلافه القيام به، وهو تقليص استهلاك إيران من البنزين وبالتالي زيادة التبادلات الأجنبية المتوفرة للنظام.
وفي الوقت عينه، لم تفرض الولايات المتحدة العقوبات على المصرف المركزي في إيران، ما كان سيؤدي إلى رفع الكلفة على الواردات الإيرانية وفرض مزيد من القيود على المكاسب من التبادلات الأجنبية. كما لم تنفذ واشنطن السياسات التي تعجل من هروب رؤوس الأموال من إيران.انهيار الاقتصاد الإيراني لا يضع مصير النظام على المحك فحسب، وإنما يعدم قدرة طهران على دعم سوريا وحزب الله، ما يقوض خصمين للولايات المتحدة.

الان، وفيما يهدد الربيع العربي نظام الأسد، منحت الولايات المتحدة، في البداية، دعمها للدكتاتور السوري، مجادلة في السر ان سقوط الأسد يزيد من الاضطراب في المنطقة والتوترات الحدودية مع إسرائيل. هذا الرياء المتمثل في دعم أنظمة قمعية في الرياض والمنامة ودمشق ثم المجاهرة بدعم حقوق الإنسان والقيم الديموقراطية يقوض مصداقية الولايات المتحدة ونفوذها في الشرق الأوسط وأبعد. هكذا لم تفكر إدارة اوباما أبعد من انفها. فهل بإمكانكم ان تتخيلوا ما قد يفعله سقوط الأسد بالملالي وبـ&laqascii117o;حزب الله"؟ إخفاقات واشنطن منحت الأسد وقتا قيما، سمح لإيران بحشد الدعم لحليفها العربي وتزويده بالمعلومات الاستخباراتية وبالعديد والعتاد لقمع التظاهرات وبالمساعدات المالية التي يحتاجها بشدة.ثمة أمر واحد أكيد: في حال تمت الإطاحة بالأسد، لن ينسى المتظاهرون والنظام الجديد في دمشق الدعم الذي قدمته طهران لقمعهم الوحشي. ستُعزل طهران، وستصبح أقل قدرة على بسط نفوذها إقليميا وستصبح أكثر قلقا حيال محيطها الجديد. اما &laqascii117o;حزب الله" فسيصبح معلقا.حزب الله بالذات هو الجانب الذي لا تملك الولايات المتحدة حياله الا نفوذا مباشرا ضئيلا. النظام في طهران يحتاج إلى &laqascii117o;حزب الله" لبسط نفوذه خارج الخليج ولتهديد مصالح الولايات المتحدة في المنطقة الأوسع. وسيقوم الملالي بما في وسعهم لدعم الأسد و&laqascii117o;حزب الله"، فمن دون تعاونهما المتبادل، ستتقلص منزلة طهران ولن تمثل تهديدا كبيرا للمصالح الأميركية. وطالما ان إيران وسوريا تدعمان نصرالله، فلن يكون بمقدور الولايات المتحدة مواجهة &laqascii117o;حزب الله" وإضعافه. ولكن ما ان تتخليا عنه، ستصبح دول الخليج والأميركيون في موقع يمكنهم من منح &laqascii117o;حزب الله" صفعة تهدد وجوده. قد يكون متأخرا العمل على جبهتين لوضع الأسد والملالي، وإلى حد ما &laqascii117o;حزب الله"، على المحك. لكن هذه الدول ليست عصية على التفكيك والعزل بفاعلية.


ـ 'المسقبل'

بالإذن.. 'وجهة نظر'..

علي نون:

كثيرة هي السوابق التي تُسجَّل في دنيا لبنان واللبنانيين هذه الأيام.. بل منذ سنوات ست تقريباً، مُحيلة التاريخ إلى مدوّنات فضفاضة لتلك السوابق والوقائع، وبوتيرة سريعة ملائمة لنبض العصر والزمان الراهن.
والسوابق تُرمى في كتب التاريخ لأنها سوابق لم يُسجَّل مثيل لها من قبل، واستحقت منزلتها تبعاً لفرادتها، بغضّ النظر عن طبيعتها ومضمونها، حتى لو كان ذلك المضمون يتصل مثلاً بعتهٍ فردي تمدّد في السياسة والإعلام.
ما شهدته جلسة الأمس في المحكمة العسكرية، في قضية المتهم بالتجسّس لمصلحة إسرائيل، العضو القيادي في التيار العوني فايز كرم، من أداء لبعض نوّاب التيار وعناصره، يدخل في باب السوابق المشهودة تلك. حيث يعمد 'نوّاب عن الأمّة' إلى مهاجمة القضاء والقوى الأمنية الرسمية، والدفاع في المقابل عن متّهم، دوَّن بنفسه إعترافاته التامة بما ارتكب!ليست السابقة الأولى التي تُسجَّل في خانة ميشال عون وتيّاره، ولن تكون الأخيرة. لكنها لافتة هذه المرّة، لأنّها تحاول الإيحاء بأنّ الدولة مفترية، والقضاء مفترٍ، والأجهزة الأمنية الرسمية مفترية، بل متآمرة على شخص واحد، أقرّ بنفسه أنّه ليس بريئاً.

والسالفة في أي حال، تُعيد إلى الضوء ما سبق وأن 'فعله' 'حزب الله' في قضية العملاء والجواسيس تحديداً. حيث أقيمت الدنيا وأُقعدت على مدى أيام وأسابيع عندما أوقفت القوى الأمنية الرسمية أحد المتّهمين بالعمالة في منطقة البقاع.. وشهيرة تلك الدعوة إلى تعليق المشانق. وأشهر منها تلك المقولة الخلاّبة عن 'البيئة الحاضنة'! لكن في قضية كرم تحديداً، بُلعت الألسن، واختفت مطوّلات الأحكام المبرمة، والمواعظ الوطنية والأخلاقية، والتوظيفات السياسية الهشّة والركيكة.. وصارت القضية، أو كادت، 'وجهة نظر' فيها (ربما) تبرير ما في 'مذكرة التفاهم' بين 'حزب الله' والتيار العوني. الغريب في هذه الحفلة، أنّ ثقاة يؤكدون ويجزمون أنّ 'حزب الله' هو أكثر العارفين بحيثيات قضية كرم. وأكثر المتأكدين من صلابة الأدلة الدامغة المتعلقة بها... ثم أكثر 'المطنّشين' (عن هوى سياسي)!
.. وفي ذلك منتهى العجب. بحيث يُفهم أن ينسج الحزب تحالفاته السياسية خدمة لنهجه وسلاحه ومشروعه، وأن ينسى أو يتناسى في سياق ذلك ومن أجله، بعض تاريخ مَن ينصّبهم اليوم كمقاومين وممانعين لا يُشقُّ لهم غبار.. لكن ما لا يُفهم ولا يُبلع ولا يُهضم هو أن تُطمس قصّة العمالة تحت أطنان الشعارات والتفاهمات والتصريحات العابرة في ليل السياسة اللبنانية. ثم أن تصير هذه الفضيحة موضع تفاخر من قِبَل نواب وأجهزة سياسية وإعلامية تتستّر في آخر زمن بالممانعة وشعاراتها! ليس مفاجئاً ذلك الأداء الفاجر، لكن المفاجئ فعلاً وحقاً، هو أن تلمّ 'البيئة السياسية الحاضنة' للتحالف الممانع الراهن ظاهرة مثل التي شاهدها اللبنانيون بالأمس، وأن يُسكت عنها تماماً بتاتاً، في مقابل تخوين لا يخجل لأكثر من نصف الشعب اللبناني، فقط لأنّه في مكان سياسي آخر ومختلف.. غريب!


ـ 'المستقبل'
من عهد الوصاية السورية إلى عهد وصاية السلاح / مسلسل حرب الإلغاء ضد الحريري 1998 ـ 2011 / 'حزب الله' وميقاتي 'يلتقيان' على إلغاء سعد الحريري وقوى 14 آذار
فارس خشان:

لم يكن الرئيس رفيق الحريري، يوم اعتذر عن عدم تشكيل أولى حكومات عهد الرئيس إميل لحود، في خريف العام 1998، يتوقع أياما مريحة.
لم تكن توقعاته، تنم عن قدرة إستثنائية على استشراف الهجوم العنيف الذي سوف يشن عليه، في السياسة وفي الأمن وفي الإدارة وفي القضاء. فكل المعلومات تجمعت لديه، بشكل مسبق، عن سيناريوهات جرى الإعداد لها بدقة، من أجل إلغائه من الحياة السياسية اللبنانية.
ولم يخشَ رفيق الحريري المواجهة بل 'شمّر' عن زنوده ليدير 'ورشة' إعادة بناء سمعته واستعادة اعتباره وترسيخ زعامته، على الرغم من أن كل الظروف لم تكن في مصلحته. فلحود آت الى السلطة على حصان دعاية سياسية غير مسبوقة صوّرته بطلا لا ينازع وقديسا لا يقاوم، والى جانبه يقف كل الأمن وكل الإدارة وكل القضاء وكل الوصاية السورية. يومها، لم يكن اللبنانيون، منقسمين لمصلحته، بل بدوا، في المرحلة الأولى من عهد لحود، متوحدين لمصلحة الحرب المرتقبة عليه. وبالنتيجة، خرج رفيق الحريري... منتصرا!
واليوم، لا يبدو أن الرئيس سعد الحريري يواجه خطة أسهل!
صحيح أن معطيات المواجهة أفضل بكثير من معطيات المواجهة التي خاضها والده الشهيد، ولكن مع فارق لا يمكن القفز فوقه: إنه فارق الإغتيالات!في العام 1998 كانت السجون هي عنصر التهديد الأخطر. بعد الأول من تشرين أول 2004، أُدرج الإغتيال على لائحة التهديدات.ففي العام 2004، عندما بدأت المعلومات تنتشر على نطاق واسع، عن نية الرئيس رفيق الحريري الإعتذار عن عدم تشكيل حكومة ما بعد التمديد، كانت أصوات النظام الأمني اللبناني- السوري تبلغ الحريري:' خروج العام 1998 لن يكون مثل خروج العام 2004. هناك كانت مبارزة، هنا سيكون الأمر أكثر تعقيدا.'صدق هؤلاء. كانت شحنة ناسفة تنتظر على طريق 'سان جورج'.لولا عامل الإغتيال، لكان سعد الحريري، بما يتمتع به من ظروف، أنهى خطة تصفيته السياسية، بمقابلة تلفزيونية لا غير.
عضوم سيبقى في 'الزاوية الملعونة'
القضاء اللبناني، مهما قيل عنه وفيه، لم يخرج أبدا من تجربة استعماله في العامين 1999 و2000. وعدنان عضوم، مهما أطل على القنوات التلفزيونية التابعة لـ'حزب الله' أو الممولة منه، يدرك أنه سيبقى الى الأبد في الزاوية الملعونة من التاريخ. يدرك بعمق أنه استسلم لوعد السلطة حتى باع كل تاريخه للشيطان.
وشكيب قرطباوي، مهما قيل فيه من إيجابيات، فهي تبقى إيجابيات في اللغة السياسية العامة ولم تخضع يوما لامتحان تنفيذي، في حين أن وزير العدل الذي جيء به في العام 1998، كان جوزف شاوول، القاضي الذي لمع اسمه بالتجربة- في رئاسة مجلس شورى الدولة!ونجيب ميقاتي، مهما حاولوا تلميعه، فـ'منزلته' بالمقارنة مع منزلة الرئيس سليم الحص آنذاك، تبقى 'من زجاج'، وتاليا ليس بأمثاله، تُخاض حروب الإلغاء، باسم الشفافية والنزاهة وعدم الخلط بين العام والخاص.و'حزب الله'، مهما أغدق من المديح لنفسه، فهو من دون استعمال سلاحه، 'أوهن من بيت العنكبوت'، فسمعته لدى اللبنانيين في الحضيض: ديكتاتوري، بدليل. يستبيح الحياة الخاصة، بدليل. يجتاح المدن، بدليل. يستملك العام في خدمة الخاص، بدليل. يستعمل المال الكثير في السياسة، بدليل. يواجه الشرعية بالتحدي، بدليل. نزاهته فعل ماض ناقص...كثيرا!والعونية الحديثة مجرد قنبلة صوتية. تغيير، بالأنسباء. وإصلاح، ببيع المقاعد الوزارية والنيابية. وشفافية، بأموال إيرانية وسورية. واستقامة، بانقلاب على الشعارات التأسيسية، أين منه ما رواه جورج أورويل عن انقلاب خنازير 'مزرعة الحيوانات' على شعارات ثورتهم.
في مقابل كل ذلك، فإن الرئيس سعد الحريري يتمتع بمعطيات تحسم المعركة لمصلحته. شارع 14 آذار، بكل ما لهذا من أبعاد ومعان، يقف الى جانبه، فزعامته محسومة وتحالفاته محسومة وصفاته محسومة واستخداماته محسومة منذ العام 2005 للإدارة اللبنانية العامة.وتأسيسا عليه، فإن حربا بمنهج العام 1998 لن تُشن على الرئيس سعد الحريري وعلى تياره.يجب انتظار حرب أخرى، وتحديدا تلك الحرب المبنية على سيناريو العام 2004- 2005.وبأفق هذه الحرب، جرى إسقاط حكومته بالثلث المعطل، وجرى إسقاط ترشيحه لولاية حكومية ثانية بذوي القمصان السود.

القرارات الاتهامية حلّت مكان القرار 1559
القرار 1559، بكل مندرجاته التي أخرجت التحالف السوري الإيراني عن عقلانيته، حلّت مكانه الآن القرارات الإتهامية الصادرة عن المحكمة الخاصة بلبنان. كان القرار 1559 'أميركيا- إسرائيليا' ويجب إسقاطه. الآن توجد المحكمة 'الأميركية الإسرائيلية' الواجب إسقاطها. على هذه الخلفية بُني سيناريو العام 2004- 2005، وعليه أيضا سيبنى سيناريو العام 2011- 2012.ولهذا، فإن السلوكية التحضيرية ستكون على قاعدة التذاكي في الإدارة والإمساك بالأمن.في الإدارة، قد تبقى أسماء محسوبة بالمطلق على الحريرية ولكنها بالتفاصيل ليست كذلك، كما يمكن الإتيان بأسماء من هذه النوعية. تعيينات العام 2004 التي تلت خروج رفيق الحريري من الحكومة، كانت على هذه القاعدة.
ولكن في الأمن والقضاء لن تكون الثغرات مسموحة.المعركة ضد اللواء أشرف ريفي، ستكون على قاعدة إحراجه لإخراجه، لأن نجيب ميقاتي يعاني صعوبة في مواجهة شعبية محسومة للواء أشرف ريفي في الشمال عموما وفي طرابلس خصوصا.ولذلك، فإن محاصرته بمجلس قيادة 'معاد' ليس ضربا من الخيال، بل هو حقيقة تهدف الى تطيير العقيد وسام الحسن، من شعبة المعلومات، وإرساء تشكيلات أمنية عمودها الفقري من الضباط المحسوبين على تنوع قوى الثامن من آذار.وحينها، بدل إقالة أشرف ريفي فإنه يستقيل!
في الأمن العام، حسمت المسألة، فحزب الله فرض الإسم الذي يريده، وفي أمن الدولة ستكون عملية الفرض لمصلحة النائب ميشال عون، وفي مديرية المخابرات في الجيش اللبناني، فحزب الله حسم اسم نائب المدير، الذي سيحاول أن يكون هو المدير الفعلي، بقدرة 'حزب الله'!
وفي القضاء، لن تتوقف الحرب على مدعي عام التمييز سعيد ميرزا، إن لم يكن لتغييره حاليا، فلشلّه نهائيا، حتى تلك اللحظة التي يخرج فيها على التقاعد، وهي مسألة تقاس بالشهور وليس بالسنوات.

المناخ الملائم لاغتيال المحكمة
هدف كل ذلك، توفير المناخ الملائم لاغتيال المحكمة الخاصة بلبنان ومقرراتها، وترهيب المؤيدين لها وكل مناد بتنفيذ مذكراتها!وقد أضيف لهذا الهدف الرئيسي هدف آخر، وهو إحكام سيطرة 'حزب الله' على لبنان في حال سقط النظام السوري أو ضعف أكثر من قدرة الحزب على التحمل!ومسألة حلول 'حزب الله' مكان سورية في معادلة القرار اللبناني، ليست جديدة، فهو قرار سبق واتخذ، في الثامن من آذار 2005.إن الإمساك بالنيابة العامة التمييزية من جهة وبالأجهزة الأمنية من جهة أخرى، أخطر ما يمكن أن تقوم به سلطة تؤوي متهمين باغتيال السياسيين، لأنها تُعمي خصومها، نهائيا.قبيل اغتياله، كان الرئيس رفيق الحريري يراهن على عقل خصمه في جلب الحماية لنفسه، ولكنه كان يشكو من أنه يعاني ضبابية الرؤية، على المستوى الأمني. كان يتلقى تهديدات، ولكنه كان عاجزا عن معرفة الحدود التي تفصل بين الواقعة وبين محاولة الإبتزاز السياسي. لم يكن في الأمن أو في القضاء مرجع موثوق به، لتقديم أجوبة سليمة ودقيقة وموضوعية. المخابرات وقوى الأمن وأمن الدولة والأمن العام، كلها بأمرة النظام السوري وتتحرك بما تشتهيه إرادة الرئيس السوري بشار الأسد. والنيابة العامة التي يفترض أن تتلقى المعلومات من هنا وهناك، كانت بعهدة عدنان عضوم، الذي كان ينام خليفة للرئيس الحريري، منذ صنع له مقرب من رستم غزالة قالبا من الحلوى على شكل السراي الكبير، ليقصه احتفاء بعيد ميلاده.

استراتيجية 'العمى الأمني'
ومع إكمال 'حزب الله' لتعييناته الأمنية والقضائية، فإن شخصيات قوى الرابع عشر من آذار عموما والرئيس سعد الحريري خصوصا، سيصبحون تحت خطر استراتيجية 'العمى الأمني'.
ولهذا السبب، فإن سيناريوهات الإلهاء لن تكون قليلة أبدا، ولكن الهدف واحد: إنهاء 14 آذار عموما والحريرية خصوصا.ملف شهود الزور سيطفو الى السطح بقوة، في اللحظة الحاسمة، ولكن ليس لأن هناك فعلا ما يمكن أن يتحرك القضاء اللبناني على أساسه، بل ليكون هو البديل عن ملف صفائح الزيت، الذي فتح بوجه الرئيس رفيق الحريري، عشية اغتياله.يدرك 'حزب الله' أن حق رفيق الحريري وشهداء 'ثورة الأرز' بالعدالة لن ينتهي ما دام هناك مكان لقوى 14 آذار على الساحة اللبنانية.ويدرك نجيب ميقاتي أن مساعيه لوراثة الحريرية لن تكون منطقية إذا نجح سعد الحريري في إنقاذ العدالة من براثن الخطة المرسومة لها.وبناء على هذا الإدراك المشترك لتحالف المصلحتين، فإن الخطة الموضوعة تستحيل مواجهتها، بالإلتهاء عن الأمن والقضاء... بالإدارة!


ـ 'النهار'
حلفاء يؤكّدون المساعدات الإيرانية لدمشق
مقاربتان تركيتان تفسحان لدور إيراني أكبر
روزانا بومنصف:

يثير الابتعاد التركي عن الموضوع السوري، اقله في المواقف المعلنة للمسؤولين الاتراك الكبار على غير ما كان عليه الوضع في الاشهر الاولى لبدء الانتفاضة الشعبية في سوريا، تساؤلات عن أسباب الانكفاء التركي وهل هو حقيقي على رغم استمرار استقبال تركيا اجتماعات المعارضة السورية على اراضيها. ومثار هذه التساؤلات لا يقتصر على المواقف المعلنة والتي تضاءلت من سوريا، بل على غياب كل ما يتصل باحتمال ان تقيم تركيا منطقة عازلة على الحدود مع سوريا في وقت شهدت الحدود بينهما تقدما للقوات السورية في اتجاهها اي على نحو معاكس لما كان متوقعاً في الاشهر الاخيرة.

 وتأتي هذه التساؤلات في حين لم يعد الكلام على 'تورط' ايراني في التطورات السورية مقتصرا على الولايات المتحدة التي كانت اول من اشار الى ذلك او على الاوروبيين ايضا، بل بات هذا الموضوع من ادبيات افرقاء اساسيين في الاكثرية المؤيدة لسوريا في لبنان مع تفاصيل حول طبيعة المساعدات الايرانية باعتبار انه بات يشكل خط الدفاع الاول عن النظام الايراني. وتميل مصادر ديبلوماسية عربية زائرة للبنان الى عدم الأخذ بما ينقل عن السنة المسؤولين الاتراك في شأن تراجعهم في الموضوع السوري، إذ يتذرعون بان تركيا لا يمكنها ان تتحرك من دون ان تملك تفويضا عربيا ودوليا. ويقول هؤلاء ان مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى قد فوضت الى تركيا فعليا مسؤولية تولي الامور مع النظام السوري في حين ان التغطية العربية متوافرة عبر اقتراح تعاون عربي تركي في الموضوع السوري وان الامر لا يحتاج الى توقيع وثيقة. ولذلك فان الذريعة المعلنة، وفق هذه المصادر، ليست قوية في حين تتردد معلومات تكتسب صدقية اكبر بحسب هذه المصادر تتصل بتحذيرات وجهتها ايران الى تركيا من مغبة التدخل في سوريا انطلاقا من ان سوريا هي مدى حيوي لايران. وهذه المعلومات تجد صداها على نحو كبير لدى مسؤولين من اصدقاء سوريا في لبنان يؤكدون وجود مقدار كبير من المساعدات التي تقدمها ايران الى النظام السوري ماديا ولوجستيا اكبر مما يتصوره كثر على قاعدة ان انهيار النظام السوري من شأنه ان يترك آثاراً سلبية بالغة على ايران التي تشكل سوريا الثقل بالنسبة اليها بين لبنان عبر وضع 'حزب الله' يده على السلطة فيه والعراق امتدادا الى سائر دول المنطقة وصولا الى البحرين وفلسطين ايضا على رغم الثغرة التي حصلت مع ابتعاد حركة 'حماس' علما انها لم تتفق مع السلطة الفلسطينية على حكومة واحدة. اذ يضع المعنيون اللبنانيون ما يجري في اطار الصورة الاكبر للصراع في المنطقة والذي يجري على قاعدة انه تاريخي وسيترك انعكاساته لعقود طويلة مقبلة.

وتقول مصادر ديبلوماسية اجنبية ان الموقف التركي شهد تغييرا بعد الانتخابات التشريعية الاخيرة. وينقل عن هؤلاء ملاحظتهم طريقتي تفكير مختلفتين تسودان في تركيا حالياً بين القيادتين السياسية والعسكرية. اذ ان الاولى حددت مواقفها السابقة ولا تزال استنادا الى تطلعها الى موقع تركيا اقليميا كقوة يمكن ان تضطلع بدور أساسي فتكون جزءا من الحل او تساهم فيه وتاليا فان كلام المسؤولين السياسيين الاتراك على عدم التخلي عن سوريا او عن السوريين يندرج في هذا الاطار. في حين ان القيادة العسكرية لا تريد مشاكل على الحدود مع سوريا وتخشى انفلات الوضع نتيجة الهاربين السوريين من التطورات المأسوية هناك او احتمال هروب مسلحين او اكراد ايضا وتفضل حماية تركيا من هذه التداعيات المحتملة. مما يفيد في الحالين اي في حال التباين بين الجيش والقيادة السياسية في تركيا او في حال وجود تحذيرات ايرانية او حتى عدم وجود تفويض دولي وعربي واضح ان انقرة تتهيب الوضع، وإن يكن ذلك لا يعني تراجعها عن موضوع التعامل مع التطورات في سوريا بمقدار ما يفيد بعدم ارتياحها الى ذلك. لكن ذلك يحض في المقابل على رسم علامات استفهام كبيرة بالنسبة الى هذه المصادر عما اذا كانت سوريا ستترك بدورها ايران تضطلع بالدور الرئيس فيها في ظل تراجع العرب كما كانت الحال بالنسبة الى العراق.


ـ 'النهار'
لأن من يملك السلاح يحكم الشارع ويتحكّم بالدولة
14 آذار قرّرت وقف التنازلات والتصدّي لحامليه
إميل خوري:

لماذا فقدت قوى 14 آذار صبرها وقرّرت خوض معركة حاسمة ضد سلاح 'حزب الله' بعدما تعايشت معه سنوات وقدمت تنازلات لتجنب الاصطدام به حرصاً على السلم الأهلي والوحدة الوطنية والعيش المشترك.
يقول قيادي في هذه القوى إن 8 آذار على رغم أنها اقلية استطاعت بفضل جناحها العسكري، وهو 'حزب الله'، ان تحول دون اكمال انتصار 'ثورة الارز' وذلك بحمل الرئيس اميل لحود على التنحي، فتوقفت هذه 'الثورة' بعد تحقيق نصف انتصار لتتفادى اصطداماً مع الحزب الذي هدد بمواجهة جماهير 14 آذار اذا زحفت نحو قصر بعبدا، وهو ما جعل البطريرك الكاردينال صفير يحذر من مغبة ذلك ويدعو الى انهاء ولاية الرئيس لحود بالطرق القانونية والدستورية. وهكذا استمرت 'ثورة الارز' في مواجهة البقية الباقية من السلطة القديمة، ولم يكن في امكانها تشكيل الحكومات الا بموافقة هذه السلطة المدعومة من سوريا ومن حلفائها في 8 آذار. وأدت هذه المواجهة الى تقييد 14 آذار والحد من تحركها.وتحملت قوى 14 آذار هذا الوضع الشاذ على أمل ان تنهيه نتائج انتخابات 2009 بحيث تعود الاكثرية فتحكم والاقلية تعارض، وقد عزز ذلك قول الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله نفسه 'إن الاكثرية التي تفوز فيها تحكم'، فاعتبرت قوى 14 آذار عندها ان تلك الانتخابات مصيرية لأن الناخبين سيختارون بين خطها السياسي وخط 8 آذار. عندما فازت قوى 14 آذار بالأكثرية غيّرت قوى 8 آذار رأيها ولم تعد تقبل بأن يكون الحكم للأكثرية عملاً بالنظام الديموقراطي المعمول به في لبنان من سنوات، وأصرّت على أن يكون لها الثلث الذي سمّته 'ضامناً' لكنه كان في الواقع معطلاً لكل قرار في مجلس الوزراء لا يعجب وزراء هذا الثلث. وعندما فشلت تسوية 'السين - سين' في التوصل الى حل لموضوع المحكمة ولجرائم الاغتيال في لبنان، وأهمها تلك التي استهدفت الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، أوعزت سوريا الى قوى 8 آذار بعدم إعادة تسمية سعد الحريري رئيساً للحكومة بعدما كانت قد اوعزت الى وزرائها بالاستقالة ليفرضوا استقالة الحكومة برمتها. وتمكنت هذه القوى بسحر ساحر من ان تصبح اكثرية وتسمي الرئيس نجيب ميقاتي لتشكيل حكومة جديدة. عندها بات واضحاً لقوى 14 آذار انها لن تستطيع ان تحكم حتى وإن فازت بأكثرية ساحقة في اي انتخابات لأن السلاح في يد 'حزب الله' يظل اقوى من اي اكثرية. .

لهذه الاسباب وغيرها باتت قوى 14 آذار مقتنعة كل الاقتناع بأنه ما دام السلاح في يد 'حزب الله' يستخدمه في الداخل ساعة يشاء ويمنع الحكومة من اتخاذ القرارات التي لا تعجبه، كما يمنع قيام الدولة القوية القادرة على بسط سلطتها وسيادتها على كل اراضيها ولا تكون سلطة غير سلطتها ولا قانون غير قانونها ولا سلاح غير سلاحها، ويمنع تاليا تنفيذ القرار 1701 بحجة ان اسرائيل تخرقه بحراً وبراً وجواً، ويمنع ايضاً تنفيذ اي حكم قضائي اذا اعتبره غير عادل، ويسمح اذا اراد بلجوء الهاربين من وجه العدالة الى المناطق الخاضعة لسيطرته، وهو ما يستطيع ان يفعله في مواجهة احكام المحكمة الدولية الخاصة بلبنان عند صدوره.لذلك كله، ترى قوى 14 آذار ان لا دولة يمكن ان تقوم في لبنان، ولا قضاء يستطيع ممارسة واجباته بحرية، ولا حكومة تستطيع ان تحكم بعدل ومساواة بين اللبنانيين، ولا فئة لبنانية تستطيع ان يكون لها رأيها وموقفها خصوصاً في المواضيع ا

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد