ـ 'السفير'
دبكة على الطريقة الإيرانية!
سلوى فاضل:
بكل بساطة دخلت القارئة الصالة فارضة رأيها الحازم والحاسم، بعد تأخر دام لأكثر من ساعة. والسبب يعود لمسألة دخول أقارب العروس من الرجال الذي يسـتدعي تلقائيا الطلب لعدة مرات من أهالي العريس الخروج من الصالة إلى صالة أخرى اتقاء لنظرات غير المحارم من الرجال. فالعرس لعائلتين متدينتين وملتزمتين مما يستوجب تلقائيا حضور جنس واحد من الخلق مع العروس في الصالة أي جنس النساء.
دخلت عائلة العروس من الجنس الذكوري، فخرجت البنات والأم والعمّات لالتقاط صورة عائلية جامعة لا يمكن تكرارها لسبب واحد هو أن هذه العروس لن تتزين الا لمرّة واحدة ولن ترتدي فستانا أبيض يكشف محاسنها الا لمناسبة عرسها. فكل المناسبات التي ستحضرها في ما بعد ستكون موالد أنثوية نسائية لمناسبات دينية أو عائلية غير مبّرزة جمالها الشبيه بزينة أشهر الممثلات المصريات.
تخرج عائلة العروس ببطء شديد ويخرج معها نصف الوقت المحدد للسهرة الأهم في حياة الإنسان ألا وهي عرسه وحفل زفافه. لكن المفاجأة انه ما إن خرج آخر رجل من الصالة حتى انطلقت الصبايا في رقص ودبكة لم يقطعها أو ينغصّها سوى صوت قارئة (المولد النبوي) الاقرب الى قارئة عزاء في مهمتها الليلية هذه، حيث صادرت القارئة على الفور (وهي الشبيهة بالمطربة في الحفلات المختلطة لدى غير المتدينين)، صادرت الفرحة المنطلقة من وجوه وأشكال المدعوات من رفيقات وصديقات وأهل وجيران باطلاقها تحذيرا أن وفدا من مكتب الإمام السيد على خامنئي عاد من ايران بفتوى تحرّم الرقص الخليع وهزّ الأكتاف والأرداف والصدر، ويُبيح فقط الدبكة بشكل محدد وهي على الشكل التالي: (خطوتان وضربة)، مما أشعر المدعوات بـ (الفنسة) وأدخل الاحباط الى نفوسهن، وهن اللواتي ينتظرن افراح بعضهن البعض لأجل الرقص والتمثيل والدبكة بأشكالها.
لكن ما أثار استغرابي، هو التضييق التام على الملتزمات دينيا وصولا الى مرحلة الدخول الى قاعة الرقص المقسّمة جنسيا والفاصلة كليّا بين الذكر والانثى. وعمدت قارئتنا العزيزة التي لا تختلف عن أي شيخ واعظ من على منبر يُهدد ويتوعد بالنار لكل من يخالف فتاواه. ولم تبخل قارئتنا بالتهديد طيلة السهرة المكمودة من أنها ستترك السهرة في حال أخذت المدعوات بالرقص أمام العروس أو حولها، أي في الباحة المُخصصة لذلك، مؤكدة انها ستترك لـ(سي دي) أمر إحياء الحفل.
لكن اللافت ان عددا كبيرا من المدعوات لم يستجبن لها كونهن لا يُقلدّن الامام الخامنئي! وتابعت قارئتنا تذكيراتها ان من لم تقتنع بالفتوى فلتستقل الطائرة الى طهران للتأكد من مكتب المرجعية. مع الاشارة ان الفتوى المذكورة نشرت رسميا في مجلة (بقية الله) الصادرة عن حزب الله في عدد حزيران 2011.
والسؤال هل أن الوفد (الذي من المفترض أن يكون نسائيا) الذي استفتى الامام الخامنئي قد رقص أمامه وبيّن له أصناف الدبكة اللبنانية؟ وهل (خطوتان وضربة) هي دبكة على الطريقة الايرانية؟
في ما مضى ولو في زمن قريب جدا (أي منذ ما بعد المد الأصولي عند الشيعة) كانت الأعراس المُبالغ في خلاعتها عند النساء محط تعليق وانتقاد، لكونها تعتمد في إحياء الأعراس على أغان معروفة ومشهورة لفنانين معروفين ومشهورين، لكن مع تغيير في الكلمات مع رقص ودبكة بلدية وقروية حُرم منها الشيعة وخصوصا الجنوبيين عند إطلالة اول طلائع التدين الاصولي، لكن أن يتخطى هذا المدّ الأصولي سلطاته ليصل الى دواخل الحفلات والاعراس وليصل الى مرحلة تحديد نوع الحركات وشكلها بفتوة ممهورة من أعلى مرجع سياسي للاصوليين الشيعة في لبنان.
فهذا امر غريب، ونوع من تضييق جديد، ربما تعود أسبابه إلى أن شائعات كثيرة طالت هذه الموالد النبوية ـ التي نادرا ما يتم قراءة مولد النبي محمد (ص) فيها - من خلاعة في اللباس والرقص والتعبير الحاد عن إختناق على صعيد الحرية الشخصية التي مهما كانت واسعة في المجتمع العام، فلا يمكنها أن تتعدّى الاطار الأضيق للأعراف الإجتماعية التقليدية، التي تتميز بالعفوية والبساطة والنيّة الصافية والعلاقة الأخوية، حيث كانت المرأة (الجنوبية) بشكل خاص ترقص الدبكة، شابكة يدها بيد الرجل، أيا كان هذا الرجل في حلقات تمتد الى طلوع الفجر.
مع هذا المدّ الديني المتزّمت، حُرم أهالي الجنوب من العلاقات الاخوية الودية والتي لا زالت موجودة فقط في ذاكرة جيل، بات اليوم على أعتاب السبعينيات ونهاية الستينيات من العمر.
كانت النسوة يلتقين رفاقهن من الرجال، ويتحادثن معهم ويضحكن وإياهم، ويشربن القهوة برفقتهم داخل الدار، وفي الحقل، وعلى البيدر، وعلى السطيحة، وقرب البوابة، وعند مدخل البيت، الا أنهم اليوم باتوا (أخا وأختا) وغابت عنهم صفات الرفقة والصداقة والجيرة. فلم يعد بإمكان أحد دخول منزل الآخر إن لم يكن ثمة رجل في البيت.
هذه العادات التي اختفت من المجتمع الشيعي العادي، تؤلم لكوننا نفكر بمستقبل الجيل الحالي والذي سيلحق بنا نحن الذين كنا على خط تماس بين الجيلين على أي مفاهيم سينشآن، على مفاهيم الفصل التام كما هي الحال في حفلات العزاء.
لقد بتنا، منذ أكثر من عقدين من الزمن، نشهد ندوات شعرية وأدبية وتكريمية وكل ما يطلق عليه اسم مجال عام، فصلا تاما بين الجنسين! مهما كان عمر ونوعية هذا الجيل!
أي صورة لمجتمعنا تتكون بيننا: أهو المجتمع الخليجي؟ أم الباكستاني؟ أم الافغاني؟ أم الفارسي؟ وكيف ستكون نتائجه بعد عقود من الزمن؟ لعله من واجب علماء الاجتماع النظر الى هذه الظاهرة الغريبة عن مجتمعنا والتي لم تكتمل وجوهها كليّا، كونه ما زالت ثمة مجالات مفتوحة للعلاقات بين الجنسين (مكوني صفة المجتمع) في الجامعات والعمل والأسواق...
ـ 'الشرق الأوسط'
حكومة العراق شريكة بدماء السوريين
طارق الحميد:
عشية جمعة &laqascii117o;صمتكم يقتلنا" بسوريا، وقعت الحكومة العراقية جملة اتفاقيات مع النظام السوري، بالعاصمة بغداد، اتفاقيات كان حبرها دماء الضحايا السوريين الذين يواجهون قمعا مستمرا عمره عمر انتفاضتهم السلمية!
ففي الوقت الذي يقول فيه السوريون للعرب &laqascii117o;صمتكم يقتلنا"، تقدم حكومة نوري المالكي دعما لنظام بشار الأسد، في استخفاف واضح بدماء السوريين العزل، مما يعني أن نوري المالكي، رئيس وزراء العراق، قد انضم إلى قائمة أصدقاء النظام السوري علنا، وهم حزب الله وإيران. وبالطبع فإن المصالح العراقية، بكل درجاتها، لا تحتم دعم نظام الأسد لنقول إن بغداد تتصرف بواقعية، أو لخدمة أولوياتها؛ فالنظام العراقي الجديد كان يفترض به أن يكون رأس حربة العملية الديمقراطية بالمنطقة برمتها، بحسب ما كان يقوله الأميركيون، وما كان يردده أيضا رموز المرحلة العراقية الحالية، لكن ما نراه اليوم للأسف هو العكس تماما. فعراق اليوم، وتحديدا الحكومة الحالية، هو نظام طائفي صرف، فالنظام العراقي الحالي هو من رفع عقيرة الصوت دفاعا عن شيعة البحرين، وتطاول على حكام الخليج، وأقام الدنيا ولم يقعدها، وحلفاؤه هم من أخرجوا المظاهرات في المدن العراقية منددين بمملكة البحرين، والمملكة العربية السعودية، وقوات درع الجزيرة الخليجية، بينما اليوم يستكثر نظام بغداد على السوريين حق المطالبة بالحرية، ورغم كل الدماء التي تسيل في سوريا وعلى يد نظام دمشق حيث قرر النظام العراقي دعم نظيره السوري لأسباب طائفية صرفة، كيف لا وحلفاء نظام بشار الأسد اليوم بالمنطقة هم طهران - بغداد - لبنان، تحت قيادة حزب الله بالطبع، فهل هناك طائفية أكثر من هذه؟!
فحكومة نوري المالكي تقوم بتوقيع الاتفاقيات مع نظام بشار الأسد في الوقت الذي يقاطع فيه العالم نظام دمشق، ويفرض عليه العقوبات، وفي الوقت الذي يناشد فيه السوريون العرب الوقوف معهم في محنتهم غير المسبوقة، وكل مطالبهم هي الحرية والكرامة، فهل يعقل أن يكون هذا تصرف دولة تحترم أدنى الاتفاقيات الدولية، ناهيك عن إيمانها بالديمقراطية، وحقوق الإنسان؟ للأسف الشديد يبدو أن منطقتنا بعيدة كل البعد عن الاستقرار، واحترام حقوق الإنسان، حيث ما زلنا في المربع الأول، فالدول، والساسة، محكومون بمنطق طائفي، وليس منطق بناء الدولة، فإذا كنا نقول إن حزب الله بدعمه للنظام السوري يتصرف بمنطق ميليشيا تابعة لإيران، ومنفذة لأجندتها بالمنطقة، فماذا يمكن أن نقول عن حكومة العراق التي تدعي أنها ديمقراطية وهي تدعم نظاما يقمع شعبه بشكل وحشي؟
وكما قلنا مرارا وتكرارا إن إحدى حسنات الزلزال السياسي الذي يضرب منطقتنا هو سقوط الشعارات الكاذبة، من مقاومة، وديمقراطية، وممانعة، وعروبة، وخلافه، ولم يسقط هذا الزلزال الأقنعة عن جماعات وأفراد وحسب، بل ودول، ومنها الحكومة العراقية بالتأكيد، ولذا فإن اللعب بات اليوم على المكشوف، فها هي إيران وأتباعها في العراق ولبنان يقفون مع نظام الأسد ضد شعبه في معادلة مفضوحة وهي شيعة ضد سنة، للأسف، فما الذي سيفعله العرب اليوم، وتحديدا المؤثرون، والمستهدفون بالطبع، من قبل هذا المثلث الطائفي المفضوح؟ ألا زلتم مترددين؟
ـ 'الشرق الأوسط'
قاسم سليماني الجنرال الإيراني الذي &laqascii117o;يدير العراق سرا" / قائد فيلق القدس ضمن ولاية ثانية.. ويخشاه الزعماء العراقيون
بغداد ـ مارتن تشولوف (بالإتفاق مع الـ'غارديان'):
هناك قصة يحلو لمدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) الجديد، ديفيد بترايوس سردها، تعود أحداثها للفترة التي كان فيها جنرالا في العراق يحمل على كتفيه أربع نجوم. في مطلع عام 2008، خلال سلسلة من المعارك بين الجيشين الأميركي والعراقي من ناحية، وميليشيات شيعية من ناحية أخرى، تم تسليم هاتف جوال لبترايوس يحمل رسالة نصية من جنرال إيراني تحول فيما بعد إلى لعنة تطارده.
تلك الرسالة كانت من رئيس فيلق القدس النخبوي الإيراني، قاسم سليماني، ونقلها زعيم عراقي بارز. وجاء نصها كالتالي: &laqascii117o;الجنرال بترايوس، عليك أن تعلم أنه أنا، قاسم سليماني، من يدير السياسة الإيرانية تجاه العراق ولبنان وغزة وأفغانستان. في الواقع، السفير في بغداد عضو في فيلق القدس. والشخص الذي سيحل محله من فيلق القدس أيضا". لم يكن بترايوس بحاجة لمن يذكره بهذا الأمر، ذلك أن الكثير من الجهود المشتركة بين المؤسسة العسكرية الأميركية والشيعة في العراق تقوضت بسبب سليماني وعملائه من الميليشيات الشيعية العاملة بتوجيهات من فيلق القدس الذي يترأسه. وكذلك كان الحال مع الجهود الدبلوماسية الأميركية في دول أخرى في الشرق الأوسط، خاصة لبنان.
خلال كلمة ألقاها أمام &laqascii117o;معهد دراسات الحرب"، تناول بترايوس المشكلات التي خلقها سليماني أمامه، وقال: &laqascii117o;الآن، أصبحت الجهود الدبلوماسية تزداد صعوبة إذا ما راودك الظن بأن الدبلوماسية تعني التعامل مع وزارة الخارجية بدولة أخرى، لأنها في واقع الأمر أصبحت تعني التعامل، ليس مع الوزارة، وإنما مع الجهاز الأمني".
ومع استعداده لتولي إدارة وكالة التجسس الأميركية، قطعا كان بترايوس يهيئ نفسه لمزيد من العراك السري. والملاحظ أن سمعة سليماني كأقوى مدير للعملاء بالمنطقة لم تتضاءل خلال السنوات الثلاث الماضية، بل إنها في بعض الجوانب زادت، حيث أصبحت سوريا الآن جزءا من دائرة نفوذ سليماني.
واتضحت متانة الروابط بين سليماني ونواب برلمانيين عراقيين خلال مقابلات أجريت على مدار أسابيع مع عدد من كبار المسؤولين، بينهم من يكنون له إعجابا شديدا وآخرون يخشونه كما لو كانوا يخشون رجلا من قبل.
ويعد شيروان الوائلي، وزير الدولة السابق لشؤون الأمن الوطني بالعراق، ممن عرفوا سليماني عن قرب. وخلال مقابلة رسمية بين صحيفة &laqascii117o;الغارديان" والوائلي العام الماضي، اتخذ الحديث نبرة مغايرة تماما بمجرد ذكر اسم سليماني.ومن المعروف أن الوائلي، العضو الشيعي في البرلمان، حليف لإيران لدرجة أن أعضاء علمانيين وسنة بالبرلمان يعتبرونه شخصا على استعداد لتنفيذ كل أوامر إيران. ونفى الوائلي اضطلاع إيران بأي دور مهيمن في العراق حتى قاطعه المحاور بسؤال فضل المسؤولون العراقيون تجاهله لفترة طويلة: متى كانت آخر مرة زار خلالها قاسم سليماني المنطقة الخضراء، وهي الضاحية الحكومية المحصنة الواقعة بقلب بغداد؟
وفجأة، ارتجفت يد الوائلي اليسرى قليلا وعقد حاجبيه، وقال: &laqascii117o;تقصد السيد قاسم سليماني"، مضيفا إلى الاسم لقب تبجيل عربيا. لكنه رفض الرد على السؤال.في بغداد، ليس هناك اسم آخر يمكنه إثارة نفس رد الفعل بين قيادات البلاد، رد فعل يتسم بالقلق والتوتر والخوف. وعن ذلك، قال موفق الربيعي، مستشار الأمن القومي السابق: &laqascii117o;إنه أقوى رجل في العراق من دون منازع. لا شيء ينجز من دونه".
وحتى الآن، لم يجرؤ سوى القليل من العراقيين الحديث علانية عن هذا الجنرال الإيراني الغامض وطبيعة الدور الذي يلعبه في العراق وكيف يصوغ الأجندات الأساسية على نحو لا يضاهيه فيه آخر. وقال مسؤول أميركي بارز: &laqascii117o;إنهم مشغولون للغاية في التعامل مع التداعيات. إنه يفرض الشروط، ثم يجعل الأمور تحدث، ويجد العراقيون لزاما عليهم إدارة موقف لم يشاركوا فيه من الأساس".
تضرب رحلة سليماني نحو القمة في العراق بجذورها في الثورة الإسلامية عام 1979، التي أطاحت بالشاه وأعادت رسم صورة إيران كدولة إسلامية شيعية أصولية. وصعد بثبات عبر صفوف المؤسسة العسكرية الإيرانية حتى عام 2002 عندما تم تعيينه، قبل شهور من الغزو الأميركي للعراق، قائدا لأعلى قوة نخبوية داخل المؤسسة العسكرية الإيرانية، فيلق القدس التابع لفيالق الحرس الثوري.
لا يوجد لفيلق القدس نظير داخل إيران. ورغم أن هدفه المعلن هو حماية الثورة، فإنه جرى تفسير هذا الهدف باعتباره تصدير أهداف الثورة لأجزاء أخرى من العالم الإسلامي. وأثبتت المجتمعات الشيعية في مختلف أرجاء المنطقة كونها أراضي خصبة أمام رسائل ثورية وشكلت شراكات عميقة مع فيلق القدس. وكذلك الحال مع الكثير من الجماعات السنية المعارضة لإسرائيل، خاصة حماس في قطاع غزة. إلا أن العراق شكل منطقة محورية أمام سليماني. وشهدت السنوات الثماني الأخيرة حربا بالوكالة بين فيلق القدس بقيادة سليماني والقوات الأميركية، ولا تزال تداعياتها تتجلى حتى الآن، مع استعداد الولايات المتحدة للانسحاب الكامل من العراق وتفكير القيادات العراقية فيما إذا كان عليهم أن يطلبوا من القوات الأميركية البقاء.
هذا الوضع يتعلق بمن سيملك في يده صياغة مستقبل المنطقة. وقال صالح المطلك، السني العلماني، وأحد النواب الثلاثة لرئيس الوزراء العراقي &laqascii117o;إنه (سليماني) يستمد قوته مباشرة من خامنئي. ويتجاوز هذا الوضع أي مسؤول آخر، بما في ذلك أحمدي نجاد". وأوضح أن &laqascii117o;هناك قولا في الإسلام يفيد بضرورة ألا يعصي المرء والديه. ويفسر الشيعة هذا القول باعتباره يعني ضرورة احترام ما يقوله خامنئي عبر سليماني من جميع الشيعة داخل وخارج إيران. جميع الشخصيات المهمة في العراق تذهب لمقابلته. إن الناس يفتنون بسحره وينظرون إليه باعتباره ملاكا".
وقال عضو آخر بارز في الدائرة المقربة من رئيس الوزراء نوري المالكي، والذي يلتقي سليماني على نحو منتظم في إيران، إن الجنرال الإيراني سافر للعراق مرة واحدة فقط خلال السنوات الثماني الماضية. ووصفه بأنه &laqascii117o;رجل هادئ في كلامه، معتدل وشديد الأدب". وأضاف &laqascii117o;يبدو بسيطا عندما تتحدث إليه. ولا يمكنك أن تخمن حينها مدى قوة هذا الرجل إلا عندما تعلم خلفيته. إنه يتمتع بقوة مطلقة ولا يمكن لأحد التشكيك في ذلك".
ولسليماني شعر أشيب وابتسامة خافتة هادئة ومستمرة، مما يجعله يبدو شخص غير محتمل على الإطلاق للعب دور أحد أمراء الحرب. ويقول من التقوه عام 2006 في ذروة الصراع الطائفي في العراق خلال المرة الواحدة التي زار فيها بغداد، إنه سار حول المعسكرات الخاصة بمضيفيه الأساسيين من دون حراسة شخصية. ولم يعلم الأميركيون أنه كان في العاصمة سوى بعدما عاد لإيران، وشعروا بغضب شديد لدى علمهم أن عدوهم اللدود كان بينهم. وقال مسؤول أميركي رفيع المستوى هذا الأسبوع &laqascii117o;لا أحد يعلم عن ماضيه وأنه نفس الشخص، إنه في كل مكان ولا يوجد في مكان محدد".
وأضاف المسؤول الشيعي البارز القريب من رئيس الوزراء، أن سليماني &laqascii117o;نجح في تكوين صلات مع كل جماعة شيعية على جميع المستويات. العام الماضي، خلال اجتماع في دمشق أثمر عن تشكيل الحكومة العراقية الراهنة، كان حاضرا بجانب قادة من سوريا وتركيا وإيران وحزب الله. وقد دفعهم جميعا لتغيير وجهة نظرهم ومباركة المالكي كرئيس للوزراء لولاية ثانية".وعلى امتداد السنوات الخمس التي قضاها المالكي في السلطة، حظي جميع كبار مستشاريه باستقبال طيب في إيران من جانب سليماني. أيضا، التقى الرئيس العراقي، جلال طالباني، الكردي، بصورة منتظمة بالجنرال الإيراني، أحيانا على الحدود بين البلدين. والملاحظ أن الانتفاضة السورية أضافت بعدا جديدا للأمر، حيث شاركت قوة القدس في قمع الانتفاضة السورية، طبقا لما ورد عن الكثير من المصادر داخل وخارج البلاد.من جهتها، فرضت الولايات المتحدة عقوبات شخصية ضد سليماني واثنين من الجنرالات الإيرانيين الآخرين في القوات الأمنية تتهمهم بالمعاونة في موجة الهجمات القاسية ضد الانتفاضة التي أسفرت عن مقتل أكثر من 1.600 مدني.
واللافت أن إيران استثمرت بشدة في بقاء الرئيس السوري المنهك بشار الأسد، والذي ترتبط الطائفة العلوية التي ينتمي إليها بصلات مع الإسلام الشيعي. وقطعا سيمثل سقوط نظام الأسد انتكاسة استراتيجية خطيرة لإيران وسليماني. وربما كان هو الجزء الوحيد من المنطقة التي يواجه فيها المزج الذي يتبعه الجنرال ما بين الدبلوماسية الاستراتيجية والعمليات القوية، اختبارات عصيبة.
في الوقت نفسه، تستمر نشاطات فيلق القدس في العراق. يذكر أن الجميع فيما عدا اثنين من بين قتلى القوات الأميركية في يونيو (حزيران) أكبر عدد من القتلى خلال أكثر من عامين، قتلوا على يد ميليشيات عميلة تعمل بتوجيهات مباشرة من سليماني، وهي كتائب حزب الله ولواء اليوم الموعود.
وقال المدير العام لقسم الاستخبارات بوزارة الداخلية العراقية، حسين كمال &laqascii117o;من الواضح أن فيلق القدس مسؤول. كان هناك تدفق منظم للأسلحة إلى داخل العراق خلال السنوات الثماني الماضية، لكن عندما تتدفق الأسلحة من الحدود إلى داخل دولة ذات سيادة، يصبح واضحا أين يقع اللوم. إنها أسلحة مدمرة ولا يمكنهم نفي مسؤوليتهم عنها".وقال برلماني شيعي إنه سأل شخصيا سليماني حول السبب وراء استمرار فيلق القدس في تهريب الأسلحة، والتي يجري إطلاق الكثير منها على المنطقة الخضراء، حيث يعيش المالكي ومعظم أفراد الحاشية المقربة منه. وأضاف &laqascii117o;اكتفى بالابتسام وقال إنه لا صلة له بذلك. وقال إنه لا يعلم من أين تأتي الأسلحة".الملاحظ أن مصادر متنوعة ممن يمقتون سليماني من سنة العراق وممن أمضوا سنوات في محاولة التعرف على حقيقته، وصفته بأنه &laqascii117o;ماهر في أساليب الابتزاز وانتهازي".
ويقول مسؤولون أميركيون قضوا سنوات في محاولة إعاقة نشاطات الموالين له، إنهم يودون مقابلته، بينما تتملكهم الحيرة في الوقت ذاته حيال حقيقة أهدافه. وقال مسؤول عسكري أميركي رفيع المستوى &laqascii117o;سوف أسأله ببساطة ماذا يريد منا". وإضافة إلى الجنود الذين قتلوا هذا العام، قال السفير الأميركي في بغداد جيمس جيفري الصيف الماضي، إن عملاء إيرانيين كانوا وراء نحو ربع أعداد الضحايا في صفوف المقاتلين الأميركيين في العراق، نحو1100 قتيل وعدة آلاف من الجرحى.
ورغم ذلك، وجهت واشنطن بضعة صفعات مدوية للحاشية المقربة من سليماني. ففي مارس (آذار) 2007، ألقت قوات بريطانية القبض على مسؤول بارز في حزب الله، علي موسى دقدوق، والذي يعتقد أنه خطط عملية أسفرت عن مقتل سبعة جنود في كربلاء. في العام ذاته، أسرت القوات الأميركية أيضا رجلين في الشمال الكردي اعتقدوا أنهما من قيادات فيلق القدس. وتعتقد الولايات المتحدة وبعض الدول المحورية المجاورة للعراق أن استراتيجية إيران في العراق مع انحسار الصراع تقوم على إبقاء البلاد في حالة مستمرة، لكن يمكن السيطرة عليها، من الفوضى. ووصف مسؤول لبناني في بيروت هذه الاستراتيجية بقوله إنهم &laqascii117o;يبقون على الشعلة ويزيدونها ويخفضونها حسبما يشاءون.
ويتفق المتحدث الرسمي باسم المؤسسة العسكرية الأميركية بالعراق الميجر جنرال جيفري بوكانن مع هذا الرأي. وقال &laqascii117o;دارت الاستراتيجية العامة حول الإبقاء على العراق معزولا عن باقي جيرانه وعن الولايات المتحدة لأن هذا الوضع يزيد من احتمالات اعتماده على إيران. إنهم يرغبون في قيام العراق بدور أضعف تابع لهم".
فقط أعضاء البرلمان العراقي هم القادرون على وقف هذه العلاقة القائمة على نمط السيد والتابع ومنعها من ترسيخ جذورها، وهي مهمة يخشى العضو الكردي بالبرلمان الوطني محمود عثمان من أنها ربما تفوق قدرات زملائه. وقال &laqascii117o;قاسم سليماني الرجل الأول خلف جميع القرارات التي يجري اتخاذها في العراق". وأضاف &laqascii117o;من العار أن يلعب هذا الرجل مثل هذا الدور في بلادنا. ينبغي أن تكون العلاقة بين ندين كتلك العلاقات الطبيعية بين الدول".
ـ 'النهار'
بين عودة الحريري واللاعودة عشية نشر القرار الاتهامي
خريطة طريق 14 آذار محفوفة بكثير من التحديات
هيام قصيفي:
لا تزال أروقة قوى 14 آذار وتيار 'المستقبل'، نواباً ومستشارين ووزراء سابقين، يتداولون سؤالا بديهياً: هل يعود الرئيس سعد الحريري الى لبنان او لا يعود؟ الذين التقوه في باريس أخيراً جزموا بعودته مع بداية شهر رمضان، ثم في الاسبوع الاول منه، لكنهم اليوم باتوا حذرين في استخدام التعابير المؤكدة للعودة، من دون الذهاب الى نفيها في المطلق، ويتركون الجواب مبهماً الى أن تدق ساعة الصفر فتهبط الطائرة الخاصة فجأة، او تبقى العودة مؤجلة الى حين يصبح القرار معلقا على خيوط اقليمية ودولية متشابكة.
والعودة الى بيروت لا تزال مرتبطة بالجدل القائم حول اسباب المغادرة أصلاً، في وقت تبقى الحوارات ضرورية كنقد ذاتي بصوت عال وبعقل منفتح، في دوائر القرار المصغرة حول الحريري والمقربين منه في بيروت، والاتصالات القائمة بينهم وبينه في فرنسا. فالأسباب الامنية مقنعة ولا سيما لجهة الانتقال من مطار بيروت الى 'بيت الوسط'، كمرحلة اولى، ناهيك عن الخطورة الامنية المتعددة الاتجاه. لكن ثمة من يسأل في الاوساط الحريرية والأكثرية: اليس من العبث ان يكون الحريري وحده من بين قادة 14 آذار من يغادر لبنان خوفاً على حياته، ولماذا يمارس الأمين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصر الله 'هيمنته' على لبنان من تحت 'الارض السابعة'، ولا يكون الحريري في منزله؟أما السؤال الثاني فيتعلق بكيفية ادارة الازمة على مستوى 14 آذار قادة وجمهوراً، والبلد كله، بلقاء تلفزيوني يتيم، في حين ان اداة التواصل عالميا صارت عبر شاشات التلفزة، واطلالات نصر الله للتواصل مع جمهوره المحتشد بالمئات والألوف، نموذج حي عن اهمية التواصل الجماهيري، الضروري والمطلوب للحفاظ على عصب الناس وابقاء حركتهم قائمة.
اما في التبريرات السياسية التي اعطيت لفترة الغياب الطويلة، ولا سيما بالنسبة الى الوضع السوري، والتدرج في استخدام المفردات التي تناولت احداث سوريا، فهي أدت غرضها في المرحلة التي كانت دمشق تتهم ' المستقبل' بالتورط في حيثيات الانتفاضة السورية. ولكن مع تطور الوضع السوري وجنوحه نحو ما هو اكبر من تظاهرة الى منحى اشد خطورة يرخي بثقله على المنطقة كلها، وانكفاء الحديث عن تورط 'المستقبل' ليتجه نحو تورط 'حزب الله' في قمع المعارضين السوريين، لم يعد مسموحاً الابتعاد في شكل مطلق عن تناول التطورات السورية من قريب او بعيد. فالشعب السوري يتظاهر ويموت من أجل قيم الحرية والعدالة والديموقراطية وحرية الانتخاب، وقضية سوريا تمس قضية 'الامة العربية' برمتها، فهل تبقى صدقية 'المستقبل' 'العقائدية' قائمة، وبعض اركانه ومنهم الرئيس فؤاد السنيورة مثلا من غلاة القوميين العرب، يقفون متفرجين على ما يجري في سوريا؟... (للقراءة).
ـ 'الحياة'
الحوار الوطني اللبناني ينتظر بلورة الوضع السياسي في دمشق
فوزي زيدان:
يسعى رئيس الجمهورية اللبنانية ميشال سليمان إلى إحياء هيئة الحوار الوطني، التي توقفت عن الاجتماع منذ شهور طويلة نتيجة مقاطعة رئيس &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" النائب ميشال عون اجتماعاتها وانضمام &laqascii117o;حزب الله" إليه. والسبب المعلن لمقاطعة عون، عدم تجاوب حكومة الوحدة الوطنية السابقة برئاسة سعد الحريري مع مطالب &laqascii117o;قوى 8 آذار" بإحالة ملف &laqascii117o;شهود الزور" في اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري على المجلس العدلي، وتمسكها بإحالته على القضاء العادي، استناداً إلى مطالعة وزير العدل اللبناني السابق إبراهيم نجار. كان الملف الرئيس المطروح أمام هيئة الحوار الوطني، الاتفاق على استراتيجية دفاعية تحمي لبنان من الاعتداءات الإسرائيلية، بحيث يشكل سلاح &laqascii117o;حزب الله" جزءاً من منظومتها الدفاعية. كان الخلاف داخل الهيئة على إمرة سلاح الحزب، إذ اعتبرته &laqascii117o;قوى 14 آذار" عائقاً رئيساً أمام التوافق الداخلي اللبناني، خصوصاً بعد أن تحول عن مهمته في مجابهة العدو الإسرائيلي وتحرير القسم الباقي المحتل من جنوب لبنان، إلى الداخل اللبناني وتوجيهه إلى صدور اللبنانيين في غزو بيروت في أيار (مايو) 2008 وحوادث أمنية أخرى، والتهديد به من أجل تحقيق مكاسب سياسية، كما حصل لدى نزول مرتدي &laqascii117o;القمصان السود" إلى شوارع بيروت، ما أدى إلى ما اعتبره البعض &laqascii117o;انقلاباً سياسياً" أطاح بعودة الحريري إلى رئاسة الحكومة والمجيء بالنائب نجيب ميقاتي رئيساً لها.
أدى إرجاء سليمان موعد الاستشارات النيابية من أجل تكليف رئيس جديد للحكومة، إلى استياء &laqascii117o;قوى 14 آذار" إذ اعتبرته تخلياً عن تعهداته في خطاب القسم بوقوفه على الحياد بين الفريقين السياسيين الرئيسين، وتواطؤاً منه مع دمشق و &laqascii117o;حزب الله" أدى إلى تمكنهما، بواسطة الترغيب والتهديد، من قلب المعادلة النيابية، وتحويل التكليف من الحريري إلى ميقاتي. والأمر الآخر الذي وضع سليمان في خانة الفريق، توقيعه مرسوم تشكيل حكومة من لون واحد، عكس ما صدر عنه مراراً بأنه لن يوقع مرسوم هكذا حكومة. وما يؤكد تخليه عن موقفه الوسطي الحيادي موافقته على البند الملتبس في البيان الوزاري حيال المحكمة الدولية في اغتيال الحريري، إذ إنه يتعارض مع موقفه الواضح حيال المحكمة في خطاب القسم، في التعاون معها من أجل إحقاق الحق والعدالة.
ويعود تراجع سليمان عن موقعه الوسطي ودوره التوافقي إلى أسباب عدة، منها عدم امتلاكه قاعدة شعبية قوية أو كتلة نيابية مؤثرة يستند إليهما في دعم مواقفه، عدم امتلاكه الخبرة والحنكة السياسيتين إذ إنه قضى معظم حياته في مؤسّسة عسكرية لا تتعاطى السياسة، مراعاة القيادة السورية وعدم إغضابها اعترافاً منه بمساهمتها الفاعلة في إيصاله إلى قيادة الجيش ومن ثم إلى الرئاسة الأولى، ضغط سلاح &laqascii117o;حزب الله" على مواقفه وقراراته، وشخصيته المهادنة وافتقاده إلى المقومات القيادية الأساسية. وبدا واضحاً ضعف سليمان في عدم تمكنه من الاحتفاظ بالوزارات السيادية التي كانت لفريقه في حكومة الحريري، وأن كل ما حصل عليه في الحكومة الحالية، وبشق النفس، وزيران من أصل ثلاثين وزيراً. ولو كان يتقن العمل السياسي جيداً لما انزلق في لعبة المحاصصة الرخيصة، حفاظاً على موقعه وهيبته وكرامته.
وإنه من حقنا أن نتساءل عن معنى الحوار الذي دعا سليمان إلى استئنافه، عندما قال في المأدبة التي أقامها على شرف البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي &laqascii117o;إن هناك حاجة ماسة لاستئناف الحوار، لإشاعة أجواء التهدئة وترسيخ دعائمها، وفتح قنوات جديدة للتواصل بين اللبنانيين بهدف معالجة المشكلات العالقة ومن بينها الاستراتيجية الدفاعية"، وجدواه وصدقية المتحاورين، الذين قرروا على طاولة مجلس النواب الموافقة على المحكمة الدولية، وسحب السلاح الفلسطيني خارج المخيمات، لنتبين في ما بعد أن &laqascii117o;حزب الله" لم يكن يقصد في الجلوس إلى الطاولة سوى المزيد من كسب الوقت، قبل الانقضاض على الدولة والمؤسّسات. والواضح أن سليمان يريد من استئناف الحوار إعادة الاعتبار إلى دوره، الذي فقده لدى &laqascii117o;قوى 14 آذار" نتيجة عجزه عن تحقيق الحد الأدنى من التوازن في مواجهة مشروع الانقلاب على الدولة والنظام الديموقراطي، ولدى &laqascii117o;قوى 8 آذار" نتيجة فشله في الحصول منها على حصة وزارية وازنة مكافأة له على مسايرته لها.
ونعتقد أن مطالبة &laqascii117o;قوى 14 آذار" أن يكون هدف الحوار استكمال البحث في بند الاستراتيجية الدفاعية فقط لأن البحث في بنود أخرى يعتبر تهرباً من مناقشة الاستراتيجية الدفاعية وتالياً العمل على تغطية سلاح &laqascii117o;حزب الله" الذي بات يشكل عبئاً على اللبنانيين، وضرورة توفير الأجواء لإيجاد حل لهذا السلاح يكون للدولة من خلاله القدرة على الإمساك بقرار الحرب والسلم ولا يعطي أي فريق داخلي حق مصادرة هذا القرار، ووضع برنامج زمني لتنفيذ ما سبق أن اتفق عليه وما يمكن أن يتم الاتفاق عليه في الحوار، ووجوب مشاركة عربية من منطلق أن للعرب مسؤولية سواء في الجانب المرتبط بالسلاح الفلسطيني أو حتى في تنفيذ القرارات الدولية، هي مطالب محقة، خوفاً من أن تخدع مرة أخرى وتدخل في الحوار من باب لعبة تقطيع الوقت. أعتقد أن &laqascii117o;حزب الله" لن يشارك جدياً في حوار موضوعه الرئيس البحث في سلاحه، وإن كان تحت عنوان الاتفاق على الاستراتيجية الدفاعية، إذ إنه يعتبر سلاحه &laqascii117o;مقدساً" لا يمكن الحوار حوله، خصوصاً بعد أن أصبح، بعد إسقاطه حكومة الحريري والمجيء بحكومة يهيمن على قرارها، أكثر قوة ونفوذاً. ويعتبر الحزب أن صيغة الجيش والشعب والمقاومة المعتمدة في البيانات الوزارية، هي صيغة مثلى تحرره من أي قيود سياسية أو عسكرية، وتبقي قرار الحرب والسلم في يده. بينما تجد شريحة واسعة من اللبنانيين في هذه الصيغة، التي تحصر المقاومة وحمل السلاح بـ &laqascii117o;حزب الله" وطائفة معينة، انتهاكاً لسلطة الدولة ونفوذها، خصوصاً أن الحزب ينضوي في محور إقليمي له أهدافه الخاصة التي يتعارض بعضها مع المصالح اللبنانية.
فهل ينجح سليمان في إحياء هيئة الحوار وتفعيل دوره الوطني وإعادة التواصل بين الفريقين السياسيين المتناحرين واللحمة إلى مكونات النسيج الوطني، أم إن الصعوبات ستكون أكبر من التمنيات نتيجة انتظار الجميع نتائج تطور الأوضاع في سورية ومدى تأثيرها في مجمل المنطقة، حتى يبنوا على الشيء مقتضاه؟
- 'المستقبل'
.. ونسألك يا آية الله الموسوي تطويب فايز كرم قديساً!
بول شاوول:
.. ليس كثيراً على حزب الله (المختار) ان يجمع إلى 'صنائعه' و'عجائبه' وإلى 'انتصاراته' (الإلهية بإذنه تعالى) اليومية (ومن وين بدنا نجبلكن كل يوم انتصار، ومش أي انتصار: الهي كمان!). وإلى بطولاته 'الرائعة' في دحر الأعداء في بيروت والجبل (7 أيار المجيد يا عنيد!) وإلى اسقاط الحكومة السابقة بديموقراطية ورثها عن ولاية الفقيه أو عن الوصاية السورية، وانما جاء اليوم بانتصار 'أعجوبي' جديد اخترق فيه الطوائف ليصل إلى التطويب. تطويب القديسين، والحزب الذي يخوّن نصف الشعب اللبناني ونصف الشعب الإيراني ونصف الشعب السوري من الطبيعي ان يتمتع بملكات البابوات والأولياء والبطاركة والكرادلة والمطارنة، فجامع 'الأمجاد' لا يعجز عن شيء وتيمناً بالرئيس نجاد وحليفه مشائي اللذين بشرا بلقاءات مع المهدي المنتظر (تأملوا! يتاجرون حتى بالمهدي المنتظر!)باعتبار ان نجاد علامة من علامات عودة المهدي كما قرأنا في أحد الكتب الصادرة والمترجمة إلى العربية في بيروت، فمن الطبيعي ان يرفع حزب الله نفسه كمختار أو مصطفى عند سبحانه وتعالى إلى مراتب غير بشرية. والمتابع لتلفزيون 'المنار' يرى ويسمع 'تقديساً' للسيد حسن نصرالله من أفواه بعض المؤيدين له. و(بنشر هذه التصاريح 'التقديسية على تلفزيون التابع للأمين العام والذين ينتحلون صفة 'الهية' وقدسية وفوق بشرية ومن الطبيعي ان يعمدوا إلى تطويب 'متهمين' بقتل الرئيس رفيق الحريري. وهذا طبيعي: فالقتل عند الأحزاب الفاشية والنازية والصهيونية نوع من خدمة الرب أو الدولة أو الحزب ومن سمع هذا العبقري نواف الموسوي يطوب المتهمين بالقداسة وما بعد القداسة (وصورة الخميني وراءه) يعني أن للمطلوب صفة أكثر من 'ولي' وأكثر من 'نبي' (لو كنا نعرف... ) أو اكثر من طوبوي. والمضحك ان نواف الموسوي أراد ان يستعرض 'ثقافته' اللاهوتية المسيحية فاستخدم قاموس التطويب مصطلحات الكنيسة. عال؟ ليس هذا هو المهم فالشعب اللبناني يتبادل في أحاديثه وكتاباته جملاً من كل الأديان لكن ان يدعي الموسوي بأنه يطوب قديسين فيعني ان أخانا... راحت ضبانات عقلو، 'صار في المكان الأرفع' وصار يحتاج إما إلى سَحَرة (كما يتهم الخامنيئيون بعض حلفاء نجاد) أو إلى المشعوذين أو إلى بركة ولاية الفقيه (راعي الحريات والباسيج والحرس الثوري الذي ينهب إيران عرضاً وطولاً!) أو إلى تكليف شرعي من لَدُنه السيد حسن، أو ان يقرر حزب الله ربما انه 'حاكم الأرض والسما.. (قراقوش الأعالي)' تعيين نواف الموسوي كاردينالاً 'مولوياً' أو بابا 'أباضيا' ليكتسب شرعية دينية في تعيينه وتطويبه القديسين خصوصاً المتهمين بقتل الحريري، ونقول أكثر: نطالب نحن بأن يوسع الموسوي (ومَنْ فوق الموسوي) بركار التقديس هذا لتُسبغ على الذين يحتلون أراضي مسيحيين ومسلمين في حارة حريك وبرج البراجنة والجنوب والضاحية عموماً.. ولاسا. فهؤلاء يعيدون مجداً غابراً يليق بصلاح الدين اليوم (دام ظله الشريف) وأكثر: نطالب بأن يدرج الذين قتلوا اللبنانيين في 7 أيار واحرقوا تلفزيون 'المستقبل' و'جريدة المستقبل' في سجل المطوبين 'انقياء الروح ونظيفي الأكف وناصعي السرائر!).. اكثر: نطالب ايضاَ بتعظيم شأن الذين قاموا بحملة شبيهة بالاستيطان الاسرائيلي في فلسطين، عبر استيلائهم على املاك الدولة والغير.. فهؤلاء 'مجد لبنان' ومجد 'حزب الله' ومجد 'ولاية الفقيه' ومجد الميليشيات البائدة المنبثقة بكل قوة.. مع حزبنا الذي اختاره الله.. وهو يتمتع بالقوة على اختيار 'الآلهة' والقديسين، والأولياء! فبوركت يا نواف الموسوي يا مجترح المعجزات ويا حامي حمى العدالة.. ويا مفجر الضمائر 'الدينية' ويا.. رجلاً فاق بعقله كل الأطفال!فيا آية الله نواف الموسوي، اسألك 'سيدي ان تشمل بتطويبك أيضاً المتهم بالعمالة لإسرائيل فايز كرم قديساً.. لتكتمل آياتك.. وتتم معجزاتك انت وآيات حزبك.. وآيات الخرافات والأساطير في إيرانك أو في جناتك الإيرانية الموعودة.
ـ 'الجمهورية'
لماذا التظاهر في 'الجدَيدة' و'رويساتها'؟
طارق ترشيشي:
لم يعثر كثير من السياسيّين في الموالاة والمعارضة على أيّ تبرير لتظاهرة التضامن مع القيادة السوريّة التي انطلقت أمس الأوّل الخميس في شوارع منطقة الجديدة ورويسات الجديدة في ساحل المتن الشمالي، بل وجدوا فيها شيئا من الاستفزاز لسكّان هذه المنطقة، وإظهارهم وكأنّهم يناصبون العداء للنظام السوري ويشاركون في حركة الاحتجاج ضدّه.هي حركة في غير مكانها، إذ ليس في 'الجديدة' و'رويساتها' سفارات أو مراكز دبلوماسية لدول تتّهمها دمشق بالمشاركة في التحريض ضدّها والتآمر عليها. ربّما يكون بين سكّان المنطقة بعض رعايا سوريّين لهم أعمالهم ومصالحهم، ولكنّهم ليسوا ضدّ النظام السوري، ولم ينظّموا يوما تظاهرة أو حركة احتجاج عليه. لكنّ تظاهرة أمس الأوّل الوافدة إلى المنطقة كادت أن تتسبّب بإشكالات ميدانيّة لولا مسارعة القوى الأمنية مدعومة باتّصالات سياسيّة على مستويات عليا إلى الإبقاء على الطابع غير التصادمي لهذه التظاهرة.ويقول نوّاب، بعضهم قريب من دمشق، إنّهم فوجِئوا بتنظيم التظاهرة في الجديدة ورويسات الجديدة، واعتبروا أنّ مَن دعا إليها لا يملك عقلا مستقيما، 'فالناس، بعواطفهم وعقولهم متضامنون مع سوريا في مواجهة ما تتعرّض له من أزمة، ويرغبون بقوّة في أن تبقى متماسكة ومحافظة على استقرارها بقيادة الرئيس بشّار الأسد، إنّما الوقوف إلى جانب سوريا في أزمتها الراهنة لا يكون بتظاهرة تأييد لها في منطقة الجديدة، لأنّها خطوة غير مبرّرة تماما كالتظاهرات المناهضة للنظام السوري التي تحصل في طرابلس وغيرها تحت عنوان 'التضامن مع الشعب السوري'.
ويضيف نائب أكثري: 'إنّ الوقوف الى جانب سوريا وقيادتها التي حافظت طوال السنين الماضية على ثوابتها لا يكون بالإقدام على مواقف وخطوات ارتجالية لا تحقق أيّ نتائج إيجابية، بل تكون لها تردّدات سلبيّة على العلاقة اللبنانية – السوريّة المميّزة، وكذلك على سعي سوريا للخروج من أزمتها في أسرع وقت'.
ويقول نائب أكثريّ آخر إنّه 'قد يكون لبعض القيادات السياسية المسيحيّة موقف من النظام السوري، ولكن هذا الموقف لا يمكن تعميمه على الشارع المسيحي الذي يعيش حال قلق كبيرة على الوضع السوري عموما وعلى وضع المسيحيين في سوريا وفي الشرق كلّه، خصوصا أنّه لم ينطلق أيّ فريق سياسي مسيحي بتظاهرة تناهض دمشق منذ بداية الأزمة السورية في منتصف آذار الماضي وحتى اليوم. ولذا فإنّ التضامن مع سوريا يكون بالوقوف إلى جانبها والمساهمة في وضع آليّة لمواجهة المؤامرة التي تتعرّض لها، والتي لن تقف عند حدودها فقط، وإنّما ستطاول العرب جميعا، لأنّ استهدافها كدولة تلتزم خيارات قوميّة كبيرة، هو استهداف لكلّ العرب، بغية إخضاعهم لكلّ المشاريع الأجنبية التي لا تتوخّى إلّا مصالح الدول التي تديرها'.
وفي السياق نفسه ينقل زوّار رئيس مجلس النواب نبيه برّي استياءه من التظاهرة في 'الجديدة'، حيث اعتبرها 'خطوة في غير محلّها'. وقال: 'علينا جميعا الاعتناء بكلّ تعبير ومفردة، وكلّ خطوة نقدِم عليها لكي لا نكون مساهمين سلبا في ما تتعرّض له سوريا، وعلينا التفتيش عن الأسلوب والآليات التي تساعد في معالجة الأزمة السورية لأنها قد تكون لها انعكاساتها علينا وعلى المنطقة كلّها'.
وأضاف: 'علينا أن نكون متيقّظين في هذه المرحلة، وأن نفعّل خطواتنا الحوارية ونفتح أبواب الحوار لمواجهة أيّ تطوّر، لأنّ لبنان لا يعيش منعزلا عن محيطه، فهو يتأثر عادة بكلّ ما يجري حوله سلبا أو إيجابا'. ورأى 'أنّ على البعض ألّا ينتظر أيّ تطوّر سلبي يتّصل بسوريا ليبني عليه مواقفه وسياسته، لأنّ لبنان هو أوّل المتأثرين سلبا أو إيجابا بأيّ تطوّر على أيّ مستوى كان في سوريا والمنطقة، وعلينا الانتباه لِما يحصل حولنا، وعدم الإقدام على خطوات غير محسوبة النتائج، فما حصل في الجديدة هو عمل طفولي وولّادي، وأشاع أجواء غير جيّدة لمسناها من خلال متابعتنا المباشرة لِما جرى'.
وقيل إن تظاهرة الجديدة تسبّبت ببعض الإشكالات السياسيّة بين بعض أطراف الأكثرية، وقيل أيضا إنّ البعض بادر الى مراجعة مسؤولين سوريّين بها من زاوية لفت النظر الى أنّ هذه التظاهرة أساءت الى دمشق، ولم تخدم الهدف الذي أُريد منها، بل إنّها ولّدت مناخا في الشارع المسيحي لا يخدم سوريا
ـ 'الجمهورية'
بين إنقاذ لاسا وتنظيم الاستقبال... رحمة مقاوم بـ'كرافات'
يوسف يزبك:
أن يحل أحدهم مكان النائب السابق نادر سكّر ليس بالأمر السهل، لما للأخير من حيثية أوصلته الى الندوة النيابية في فترة قيل إنها مهدت لوصول 'الأستاذ إميل'، ذاك المحامي الذي وقف يوما مدافعا عن متهم بترؤس خلية إرهابية في مصر (قبل فراره من سجون النظام السابق). ذاك القيادي القوّاتي السابق (ناطق إعلامي في حرب الجبل وأستاذ محاضر في الإعلام الحزبي والعلاقات الخارجية) أو رئيس حزب التضامن (الذي لا يفوق عدد منتسبيه عدد لاعبي فريق التضامن صور) أو سعادة النائب الحائز أكثر من مئة ألف صوت في الدورة الانتخابية الماضية، وقد يختصر اللقب الأخير التقلبات التي شهدتها سيرته الذاتية السياسية.
تتعدد التسميات والألقاب ليبقى الشخص واحدا وحيدا، شخص 'لم يقلب البارودة' يوما كما يتهم 'ظلما'، بل جلّ ما في الأمر أنه اعتقد أن لا قضية إلا القضية الفلسطينية، ولا مقاومة إلا 'مقاومة' من أوصلوه الى الندوة النيابية، حيث تحقق حلمه وبات الاعتقاد... يقينا.
... وإلى إنقاذ أراضي لاسا
قبل أيام استفاق اللبنانيون على خبر الاعتداء على أراضي البطريركية المارونية في لاسا، فاستيقظ معهم إميل، ارتدى بزته الرسمية، سأل زوجته إعطاءه ورقة التفاهم (الدواء الشافي لأي إشكال طائفي)، وتوجّه الى اجتماع بكركي، حيث تجتمع الكنيسة والنواب الموارنة وبعض من أركان الدولة مع 'دولة أهالي لاسا'.
جلس 'الأستاذ' قبل أن يسأل عن جدوى عقد اجتماع كهذا طالما هناك ورقة تفاهم من شأنها تذليل كل العقبات؟ وبتصرف الواثق بحسن سير الأمور، كان السباق الى الموافقة على اقتراح وقف كل اعمال البناء فترة زمنية سبيلا الى إجراء مسح دقيق من شأنه تحديد العقارات المختلف عليها.
ابتسم الأستاذ من أمر محسوم في قرارة نفسه سلفا، إلا ان عواميد ارتفعت في سماء لاسا بعد ساعات قليلة وعلى عقار من ضمن العقارات المتنازَع عليها، يفترض أنها حولت الابتسامة خجلا ممّن 'زاحن' (هو ومن يقف خلفه رئيسا) بأهمية ورقة التفاهم العجائبية.
الشعب بات مرتاحا إلى الثلاثية
إنزعج الأستاذ دقائق قليلة فقط، إلا أنه أيقن مجددا أن مسألة 'العواميد المرتفعة حديثاً' لن تنتهي إلا بالورقة (فاته أن الورقة يتبعها طرش)، استسلم للأمر الواقع وراح ينادي مع المنادين بضرورة سحب الملف من التداول الإعلامي من دون أن ينسى وصف من يقاربه 'مقاربة الخائف على الوجود' بالطائفي الساعي إلى ضرب الورقة.
إنتهى الاجتماع من حيث بدأ، وتفرّق المجتمعون وأكمل رحمة سعيه الدؤوب لحل قضية لاسا، إلا أن إطلالة الأمين العام لحزب الله الأخيرة أفرزت أولويات أخرى عند 'سعادة النائب الماروني'، بل شكّلت موضوعا أهم على 'الساحة اللبنانية وهو موضوع النفط'. كلام السيد أراح الأستاذ، فأشار الى أن المواطن أصبح مرتاحا هو الآخر إلى قاعدة الجيش والشعب والمقاومة من أجل حماية ثروته الطبيعية'. إشارة لم يعلم أحد من أين أتى بها. وجزم رحمة أن 'الحكومة ستتعامل مع موضوع الثروة النفطية بجدية، وستضع هذا الموضوع على سلّم أولوياتها للوصول الى تحرير لبنان من ديونه، والى استعادة المواطن اللبناني من حال الحرمان الى حال