بين أضرار &laqascii117o;الحريرية السياسية"... ومخاطر &laqascii117o;جمهورية العرعور"
&laqascii117o;إعـادة انتشـار" للبطريـرك المارونـي تقلـق 14 آذار
ـ 'السفير'
عماد مرمل:
بسرعة، أخرج البطريرك الماروني بشارة الراعي بكركي من عباءة سلفه البطريرك السابق نصر الله صفير، ونجح في إعادة صياغة موقعها المسيحي وخطابها الوطني، مستندا الى خصوصية في الأداء وحيوية في الحضور، من دون إغفال أثر &laqascii117o;الرعاية الفاتيكانية" لهذا التوجه.وإذا كانت التوقعات الاولى التي تلت انتخاب الراعي قد بُنيت على فرضية ان قوى 14 آذار ستكون أكبر الرابحين من وصوله الى سدة البطريركية المارونية، إلا ان مسحا أوليا لمواقفه وسلوكه خلال الاشهر الاولى من عهده تُظهر بوضوح ان تلك الحسابات لم تصح، بل لعله يمكن القول ان فريق 14 آذار يشعر حاليا بخيبة أمل حقيقية وبمرارة عميقة حيال الدور الذي يؤديه البطريرك في هذه المرحلة.ولعل ما يفاقم &laqascii117o;الازمة الصامتة" للمعارضة مع &laqascii117o;بكركي الجديدة" هو ان تلك المعارضة ما زالت مسكونة بطيف صفير ومقيمة في ماضيه، بحيث ان كل ما يمكن ان يقوله أو يفعله الراعي يُقارن تلقائيا بأدبيات السلف الذي تحول، بهذا المعنى، الى &laqascii117o;أداة قياس" تُستخدم للحكم على أقوال الخلف وأفعاله.كان يكفي ان ينقل الراعي الكنيسة المارونية من الموقع المتماهي مع قوى 14 آذار والحليف لها الى الموقع المحايد والبعيد عن الاصطفافات الداخلية، حتى يظهر حجم الفارق بين الامس واليوم، ويكتشف قدامى &laqascii117o;قرنة شهوان" ومتخرّجوها كم تغيرت الاحوال وتبدلت الايام.
لم يعد البطريرك يمضي الكثير من وقته في الاستماع الى نصائح &laqascii117o;الأمانة العامة"، أو رعاية اجتماعات فريق 14 آذار، مفضلا ان يستثمر زخم بدايات عهده في التجوال على المناطق اللبنانية، لتفقد الرعايا وكسر الحواجز مع بيئات جغرافية وسياسية لم يزرها بطريرك ماروني منذ زمن طويل، وربما تكون الزيارة المرتقبة للراعي الى الجنوب في أيلول المقبل هي الابلغ تعبيرا عن &laqascii117o;استراتيجية الانفتاح" التي يتبعها.
بطبيعة الحال، ليس سهلا بالنسبة الى قوى 14 آذار ان تعتاد سريعا على بطريرك متمايز، قرر أن يرفع عباءة بكركي عنها، وهي التي كانت تؤمن لهذه القوى التغطية الضرورية والحاسمة في المحطات الصعبة، كما حصل على سبيل المثال لا الحصر، عشية الانتخابات النيابية السابقة، في حين ان أوساط مسيحيي الاكثرية الجديدة تؤكد الآن انه إذا بقيت الكنيسة على الحياد في انتخابات 2013، فإن ميشال عون وسليمان فرنجية سينتصران في الشارع المسيحي.
من هنا، بات مجرد وقوف الراعي على مسافة واحدة من الجميع يُعد خسارة للمعارضة الحالية التي تشعر بامتعاض من أدبياته المعلنة، كدعوته الى تعديل اتفاق الطائف لتعزيز صلاحيات رئيس الجمهورية، وتجنبه الانزلاق الى السجال حول مسألة السلاح مطالبا بمناقشتها على طاولة الحوار، واستعداده لزيارة سوريا (قبل تفاقم أحداثها)، وتعامله بعقلانية مع إشكال بلدة لاسا الجبيلية بعيدا عن التعبئة الطائفية والتوظيف السياسي، وتحذيره من ان ما يجري في العالم العربي يهدف الى تفتيته خدمة لإسرائيل، وحرصه على اتخاذ موقف إيجابي حيال حكومة الرئيس نجيب ميقاتي، وربطه بين توقيت صدور القرار الاتهامي وعملية تشكيل الحكومة وتحذيراته المتكررة من تسييس المحكمة.
وإذا كان اللقاء الرباعي الذي رعاه الراعي مؤخرا بين القيادات المارونية المتصارعة لم يحقق نتائج سياسية عميقة، إلا ان بعض &laqascii117o;الغمز واللمز" الذي واكب هذا اللقاء يعبر، ولو رمزياً، عن النَفَس الجديد لدى سيد بكركي. يومها، سأل البطريرك رئيس تيار المردة: كيف الصيد؟
- فرنجية: منيح
- الراعي: وأنت يا جنرال (عون).. هل تمارس هواية الصيد؟
- ميشال عون: لا
- سمير جعجع: الجنرال يصطاد بالمدفع!
- الراعي مبتسما: وأنت، من شو بتشكي؟
وبقدر ما تعكس عملية &laqascii117o;إعادة الانتشار" التي يقوم بها الراعي حرصه الشخصي على الإمساك بالعصا من الوسط ومغادرة خندق الانحياز الى طرف على حساب آخر، فإنها في الوقت ذاته تعبر عن الرؤية الفاتيكانية التي تقارب الوضع المسيحي في لبنان من زاوية منطق السينودوس الشهير الذي دعا المسيحيين الى التفاعل مع محيطهم والانفتاح على الآخر. وانطلاقا من هذا التحول في مسار بكركي، لا تخفي الاكثرية ارتياحها الى سلوك الراعي، في ظل وجود تقاطع موضوعي بين مقاربتها ومقاربة الراعي للتحديات التي تواجه مسيحيي لبنان وسوريا في هذه المرحلة، ويقول قيادي مسيحي في الأكثرية الجديدة ان البطريرك الماروني يدرك جيدا ما يمكن ان يلحق بالمسيحيين من ضرر إذا قامت &laqascii117o;جمهورية العرعور" المتطرفة على أنقاض نظام بشار الاسد، وهو يدرك أيضا ان &laqascii117o;الحريرية السياسية" هي التي أضعفت مواقع المسيحيين في السلطة وضربت مكتسباتهم لا سلاح حزب الله، مع الاشارة الى ان الراعي كان من أبرز المعارضين لنهج الرئيس رفيق الحريري، ما جعله يطلق آنذاك تحذيره الشهير من &laqascii117o;أسلمة البلد".
ويلاحظ القيادي المذكور ان مسيحيي المعارضة يحاولون تحريض الراعي على الطائفة الشيعية وحزب الله، سعيا الى إيجاد فتنة شيعية - مسيحية، بعد تراجع احتمال نشوب فتنة سنية - شيعية، لافتا الانتباه الى ان طريقة تعاطي هؤلاء مع قضية الخلاف العقاري في لاسا كشفت عن هذه النيات المضمرة.
محطة أخيرة تعقل اسرائيلي!
ـ 'السفير'
ساطع نور الدين:
بعد دقائق على حادثة الوزاني صباح امس، سارع رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الى الاعلان عن ان حكومته غير راغبة بتصعيد الاوضاع على الحدود مع لبنان، وقال إنه أبلغ الجهات المعنية بهذا الموقف، الذي يقفل ملفا طارئا بدل ان يفتح حربا يزداد الحديث عن احتمال نشوبها، برغم ان مبرراتها غير متاحة، لأن كل ما يجري في اسرائيل ولبنان وسوريا يستبعدها، بل ينفيها تماما.
ربما كانت مسارعة نتنياهو الى التهدئة هي من نوع القول، إن الوقت لم يحن بعد للخروج الى حرب على لبنان، لا يمكن ان تندلع نتيجة اطلاق نار عابر بين الجيشين اللبناني والاسرائيلي، اللذين لا يحتاجان الى مثل هذا الحادث لاختبار قدرتهما وجهوزيتهما... لكن السؤال الذي طرح في بيروت وتل ابيب بعد ذلك الحادث العادي، أوحى بأن الجميع يفترض ضمنا ان موعد الحرب يقترب، لا سيما في ضوء الاعتداء الاخير على قوات اليونيفيل، الذي جاء في سياق معروف غايته التذكير بان ثمة جهة واحدة كانت ولا تزال تتمتع بالقدرة على اشعال الجبهة اللبنانية في اي وقت تشاء.الازمة الاقتصادية التي تواجهها اسرائيل تكبر يوما بعد يوم. وهي أشبه بصدى للازمات التي تعيشها الدول الغربية الممولة والراعية والحامية للاقتصاد الاسرائيلي، الذي لا يمكن ان يظل معافى فيما تقف اميركا واوروبا الغربية على حافة الافلاس، على الرغم من المكانة الخاصة التي تحتلها الدولة اليهودية في الخطط والحسابات الاستراتيجية الغربية والتي تحول دون انهيارها، مهما زادت معدلات الفقر في الغرب.
هذه الازمة التي تهدد استقرار حكومة نتنياهو وربما استمرارها هي مانع حقيقي امام خروج اسرائيل الى حرب جديدة، يضاف الى الموانع المعروفة والمبنية على اساس ان اميركا التي تعطي في العادة الضوء الاخضر لمثل هذه الحرب، لا يمكن ان تنصح بخوضها في الوقت الذي تنهمك في تدبير مستقبل علاقتها مع العراق ومواجهتها مع ايران وتورطها في افغانستان... لا سيما ان التقدير العام الذي لا يشذ عنه احد في العالم كله، هو ان اي اشتباك حدودي، حتى ولو كان في غزه، يمكن ان يتحول بسرعة الى حريق اقليمي هائل نتيجة التربص الذي يحكم جميع الدول والقوى في ظل تحولات عربية داخلية لم يتوقعها احد، ولا يدرك احد محصلتها النهائية. يضع الاسرائيليون في حسابهم انه عندما يقترب موعد سقوط النظام في سوريا، فانه يمكن ان يلجأ الى عمل انتحاري جديد على الحدود اللبنانية والسورية. لكنهم يميلون الى الاعتقاد ان القوى الرئيسية المتحالفة معه، اللبنانية والفلسطينية خاصة، لن تستجيب لمثل هذا الخيار النهائي، لانه غير مجد ابدا. والاعتداء على اليونيفيل مؤشر واضح في هذا الاطار، برغم انه يمكن ان ينسب الى اجتهاد محلي لبناني او فلسطيني، لا الى تعليمات مباشرة من دمشق. سؤال الحرب مطروح اكثر من أي وقت مضى، لكنه هذه المرة ليس سؤالا اسرائيليا يندرج في سياق ما يبديه نتنياهو من تعقل مفاجئ وغير مقنع.
أسرار وليد بك، لقاء البطاركة وهاتف الحريري!
ـ 'الجمهورية'
دنيز رحمة فخري:
مَن يتابع حركة زعيم المختارة ومواقفه منذ زيارته الأخيرة الى روسيا ووَصفه، مِن هناك، ما يحصل في سوريا بالثورة، ومن ثم إلغاء موقفه الأسبوعي لجريدة الأنباء لأنّ الزمن، كما أوضحت مفوضية الإعلام في الحزب الاشتراكي، هو زمنُ التضامن ولَو المَعنوي مع الشعوب المقهورة، يدرك أن لدى الزعيم الدرزي حسابات جديدة لم تصل الى حدّ إعادة التموضع من جديد، لكنها قد تصبح كذلك بانتظار جلاء الصورة في سوريا.
يوم قرّر رئيس جبهة النضال الوطني في العام 2000 الانتقال من ضفة الى أخرى، انفتح باتجاه حزب الكتائب اللبنانية ووقّع ورقة مشتركة معهم أثمرَت انضمام الشهيد النائب أنطوان غانم الى لائحة الاشتراكي في الانتخابات النيابية في بعبدا، واستكملَ انتقاله الى المشروع الآخر عبر بكركي ومصالحة الجبل... فهل يعيد التاريخ نفسه؟
في الديمان وبكفيا: الى الديمان حملَ وليد بك كتابا الى البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير يتحدث عن المحاكم الدولية، والى البطريرك مار بشارة بطرس الراعي كتابا لمؤلّف برتغالي، يروي قصّة مدينة برتغالية تضامَنَ أبناؤها فتمكّنوا من انتخاب من يريدون وحققوا بوحدتهم التغيير.ويكشف بعض من حضر الاجتماع في المقر الصيفي للبطريركية المارونية أنّ الزعيم الدرزي تبادلَ ورأس الكنيسة المارونية والكاردينال صفير موضوعات عديدة، وتشاركوا الآراء والهواجس، فهمس جنبلاط للبطريرك الراعي في قانون الانتخاب وفي النسبية: 'جَماعِتنا ما عَم يفهموا النِسبيِّه، خَليّنا عالقديم يا سَيّدنا'.كما طلب مساعدة البطريرك الماروني بإجراء الحوار الوطني، بعد ما بَذله من جهد في التأسيس للحوار المسيحي المسيحي، وشدد جنبلاط على أهمية الحوار وتخفيف التشنّج، لأنّ 'الكلام، كما قال، مفيد حتى لو لم ينتج، ولعلّ الوقت كفيل بالمساعدة لتخَطّي ما يتهددنا في المنطقة'. ولم يخف جنبلاط، كما البطريرك الراعي والكاردينال صفير، تخوّفهم من تأثير ما يحصل في سوريا على لبنان، وفهم مَن حضر اللقاء أنّ انعكاس التطورات في سوريا سيزيد من القبضة السورية على مقدرات الدولة اللبنانية، وأن كلما ضعف النظام سَعَت دمشق الى الامساك أكثر وأكثر بالقرار في الداخل اللبناني.تحدّث زعيم المختارة مع البطريرك الماروني عن أهمية الإبقاء على خصوصية كل منطقة والحفاظ عليها، وتناول قضية بيع الأراضي من قبل المسيحيين، وثمّن دور اللجنة التي انبثقت لهذا الهدف عن لقاء بكركي، وتساءل لماذا يعمد المقتدر الى بَيع أرضه كما حصل في الدبيّة في الشوف، حيث باع شخص من آل معوض أرضه الى رجل الأعمال المعروف تاج الدين.لم يترك الزعيم الدرزي الديمان قبل أن يأخذ وعدا من الكنيسة المارونية بالمساعدة على تأمين كل مقوّمات بقاء المسيحيين في الجبل، واتفق الرجلان على بَذل كل جهد للمحافظة على ما حققه البطريرك صفير في زيارته الشهيرة الى الجبل.
في السياق نفسه، أتَت زيارة النائب جنبلاط الى بكفيا لردّ، كما قيل، الزيارة السابقة التي قام بها الرئيس أمين الجميل وعائلته الى كليمنصو. إلّا أن التوقيت في أجندة زعيم المختارة لا يخلو من الدلالات، لا سيما أن المقربين منه يعتبرون أن الرئيس الجميل يلتقي وجنبلاط حول الكثير من الامور، ويتشاركان نظرة واحدة حول الوضع الداخلي، وأن العلاقة بين الحزب الاشتراكي وحزب الكتائب لم تنقطع يوما، كما أن نواب الكتائب هم أقرب الى نواب الاشتراكي منهم الى نواب القوات اللبنانية، على رغم تأكيدهم بأن العلاقة بين القاعدة الاشتراكية والقاعدة القواتية ليست سيئة. ففي مهمة إعادة الوَصل بين اللبنانيين ومنع الفتنة، يعرف وليد جنبلاط أنه بحاجة الى الطرف المسيحي.
اتصال عاطفي جداً بالحريري: أكمل جنبلاط حركته باتجاه الموارنة أو جزء منهم، وأرفقها باتصال أجراه بزعيم تيار المستقبل الرئيس سعد الحريري، ساهمَ، وفق المعلومات، في كَسر التباعُد الذي وقع بينه وبين الحريري منذ مساهمته في إسقاط الحكومة... أخفى جنبلاط ما دار بينه وبين الحريري في الاتصال عن أقرب المقربين منه، لكنه بدا مرتاحا الى نتائجه، واكتفى بوصف مقتضب قال فيه: 'كان الاتصال عاطفيّا جدا'.لم ينظر حلفاء جنبلاط الجُدد بعَين الرضى الى هذا الاتصال، ولا الى مواقفه المتعلقة بالتطورات السورية. وهو رأى في كلام اللواء جميل السيّد من على شاشة المنار خير رسالة. يكفي أن السيّد دعاه الى التذكّر 'بأن أحدا لم يحاسبه عندما قتل عشرة آلاف شخص في الجبل، فكيف يطالب بمحاسبة المسؤولين في سوريا ؟'.
مستقبل 'اليونيفيل' في خطر؟!
ـ 'النهار'
راجح الخوري:
هل طفح كيل فرنسا مما تتعرض له قواتها العاملة في اطار 'اليونيفيل' في جنوب لبنان؟
الكلام الذي نقلته الزميلة رندة تقي الدين في 'الحياة' عن المصادر الفرنسية، يمثل رسالة قوية موجهة الى الدولة اللبنانية وكذلك الى 'حزب الله'، بعد الرسائل التي تلقتها باريس عبر الانفجار الذي استهدف جنودها قرب صيدا.
خطورة الكلام الفرنسي انه جاء عشية عيد الجيش اللبناني ليتهم هذا الجيش، اولاً بالتقصير في مهماته التي حددها القرار 1701، وثانياً بـ'التواطؤ' مع 'حزب الله' في التفلت من تطبيق هذا القرار، ليصل الامر الى حد التلويح بالانسحاب من 'اليونيفيل': إذا كان البعض يريد اخراج القوات الدولية فلا داعي الى استهداف الجنود الفرنسيين، ففرنسا ليست في زواج مع 'اليونيفيل' وبإمكانها سحب جنودها اذا تعرضوا لمزيد من الاعتداءات. وفي ظل خفض عديد القوات الايطالية وتململ القوات الاسبانية لا يغالي الرئيس نيكولا ساركوزي عندما يقول ان انسحاب قواته سيؤدي الى انهيار مهمة 'اليونيفيل' في الجنوب. والخطير ان باريس بدأت تشعر بأنها 'واقعة في فخ' في الجنوب، وانها بعد ايام على كلام قائد الجيش العماد جان قهوجي في باريس ان الجيش يحمي 'اليونيفيل'، لم تتردد في اتهام الجيش بـ'التواطؤ' مع 'حزب الله' للتفلت من تطبيق محتوى القرار 1701. واذا كانت باريس تأخذ على لبنان تقاعسه في رفع عديد قواته من 4 آلاف الى 15 ألفاً كما ينص القرار، فإنها مقتنعة بأن'حزب الله' لايرغب في انتشار كبير للجيش الذي لا يرغب بدوره في ايجاد مشاكل مع الحزب!
المصادر الفرنسية شرحت مسألة 'التواطؤ' بالقول ان الجيش لايسعى الى التفتيش عن السلاح كما ينص القرار الدولي، وعندما تبلغه 'اليونيفيل' بمعلومات عن مخابئ السلاح فإنه لا يظهر اي نية للتفتيش عنه، وبدلاً من ذلك يسارع الى اعلام 'حزب الله' بالأمر لسحب هذا السلاح، وعندما تتحرك القوات الدولية للتفتيش تواجه الحزب الذي يقول ان هذا ليس دور 'اليونيفيل' بل دور الجيش. والخلاصة عند باريس' ان الجيش يخضع لأوامر الحزب، وانه مع ازدياد الخروق الاسرائيلية فإن قوات 'اليونيفيل' واقعة في حلقة مفرغة! ولا ندري ما هو المقصود بالقول: 'اذا وقع اي اعتداء آخر سيكون رد فرنسا قوياً وحازماً '، وخصوصاً ان هذا الكلام يأتي عشية التمديد للقوات الدولية وفي وقت يدور جدل حول ضرورة تعديل مهمة القوة الفرنسية، ومثل هذا الامر قد يثار على هامش التجديد لـ'اليونيفيل' في مجلس الامن.فرنسا مستاءة من تقصير الدولة المتمادي في التحقيقات لكشف المعتدين، وعندما تقول ان الكل يعرف من يسيطر على الجنوب 'وليس المغول هم الذين نفذوا العملية'، فإن ذلك يذكّر بتخوف ساركوزي من انعكاس الاحداث السورية على 'اليونيفيل'... والسؤال هل بقي هناك دولة لبنانية تقرأ او تستدرك؟!
بكركي نحو لقاء جديد لدرس مشروع قانون انتخاب
إصرار بطريركي على وضع سقف للعلاقة المسيحية - المسيحية
ـ 'النهار'
حبيب شلوق:
هل يتوافق الموارنة ومعهم المسيحيون على مشروع واحد لقانون الإنتخاب ويتمكن نوابهم في الأكثريتين القديمة والجديدة من ولوج المؤسسات الدستورية ومنها الإدارية ويعودون الى كنف الدولة؟
لم تحل 'مستجدات' بلدة لاسا، التي تؤرق عدداً غير قليل من المسؤولين الزمنيين وغير الزمنيين، بدءاً برئيس الجمهورية ميشال سليمان وصولاً الى البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي و'بعض' سياسيين من جبيل، دون استمرار البطريرك الراعي في مشروعه الذي بدأه منذ انتخابه رئيساً للكنيسة المارونية، وهو 'لملمة الأرض' المسيحية نظراً الى تداخل هذه الأرض، تمهيداً لتحرك في أطر اوسع تحقيقاً لشعار الشركة الذي اطلقه. وهو وجّه دعوات الى لقاء جديد في بكركي، على مستوى القادة، يكون الثاني بعد اللقاء الأول الذي عقد في الصرح يوم الثلثاء 19 نيسان وضم الرئيس أمين الجميل والعماد ميشال عون والنائب سليمان فرنجيه والدكتور سمير جعجع. وقد حدّد الموعد المبدئي للقاء الثاني يوم الخميس 25 آب الحالي، في انتظار أجوبة المدعويين التي بدأت تصل.
وهدف البطريرك من هذا اللقاء الذي سيكون مخصصاً لمناقشة مشروع قانون للإنتخاب، الى سلسلة أمور، منها:
1 - إبقاء جو اجتماع بكركي الأول سائداً، ومثله الإجتماع الموسّع في الصرح الذي ضم نواباً وشخصيات لا يمكن 'استغيابها'، وهو جو انفتاح، اثمر - ولو الى حين - وداً كان مفقوداً ونتائج ايجابية في أوساط الطائفة المارونية خصوصاً والطوائف المسيحية عموماً.
2 - محاولة 'ضبط الإيقاع' بين القيادات المسيحية في ضوء السجال المتجدد في الفترة الأخيرة بين موارنة 8 آذار وتحديداً العماد عون وقوى 14 آذار ومنها الدكتور جعجع، وهو سجال أثار 'نقزة' في أوساط عدة، وعدم ارتياح لدى البطريرك الراعي، مما جعله يدعو الى هذا اللقاء جاهداً الى تطويق ما حصل وجعل النقاش بطريقة مباشرة وخصوصاً أن المرحلة المقبلة تؤشّر الى معركة قاسية بين 8 آذار و14 آذار في محاولة صمود من الفريق الأول واسترجاع 'مكتسبات'من الفريق الثاني.
3 - إصرار الراعي على السير نحو هدف اسمه انجاح عملية وضع سقف للعلاقة المسيحية - المسيحية، وهو 'رايح للآخر' في هذا المجال، انطلاقاً من توجه بطريركي وفاتيكاني في آن واحد، نحو حد أدنى من الجمع بين القيادات وعبرها بين القواعد.
4 - إقتناع الراعي أن القيادات المسيحية قابلة للتفاهم على مشروع قانون للإنتخاب، وخصوصاً لجهة حجم الدائرة الإنتخابية وهو ما ظهر لدى بدء مناقشة المشروع في عهد البطريرك الكاردينال مار نصرالله بطرس صفير إذ أعرب معظم القيادات عن مقاربتهم لما طرحته بكركي آنذاك عن أن صغر الدائرة، وصولاً الى الدائرة الفردية، هو الأمثل لجهة سهولة التعرف الى المرشح والى الناخب في آن واحد الأمر الذي يحد من ظاهرة المحادل الإنتخابية.
ويبدو أن الرد الإيجابي الأول جاء من النائب فرنجيه الذي أعلن بعد زيارته الديمان يوم الجمعة الفائت أنه يدعم أي مشروع قانون تقترحه بكركي، وتبقى 'القطبة المخفية' عند العماد عون الذي يتزعم كتلة نيابية كبيرة ويتمتع بنقطة ثقل في مجلس الوزراء، يمكن الإفادة منها ما دام الموضوع لا يتعلق بالإستراتيجية الدفاعية وسلاح 'حزب الله'.
وصحيح أن موضوع تعيين المدير العام للأمن العام كان علامة سلبية للعماد عون في رأي فريق المعارضة، ولكن مشروع قانون الإنتخاب هو الإختبار الفعلي الأول لمدى فاعلية الوزراء العونيين في مجلس الوزراء خصوصاً إذا كان لهم رأي آخر غير رأي حلفائهم الذين يشكلون معهم الأكثرية الجديدة.
من هنا، ونظراً الى ما يشكله قانون الإنتخاب بالنسبة الى بكركي من هاجس منذ اتفاق الطائف وحتى اليوم، وهو هاجس تكوين المؤسسات الدستورية انطلاقاً من مجلس النواب، ولأن القضية دقيقة وليست 'مزحة'، فقد توجّه الدعوة الى خبراء للإستعانة بهم في اللقاء وفي مقدمهم الوزير السابق زياد بارود الذي كانت له مساهمات بارزة في صوغ مشروع لقانون الإنتخاب وفي مناقشات مشاريع عدة أخرى. كذلك قد تدعى الى اللقاء لجنة الإتصالات التي انبثقت من اجتماع القادة والنواب في بكركي. بإزاء كل ذلك يرى مراقبون أن تحرك الراعي، فيه رسالة، وان كلامه في زياراته الراعوية هنا وهناك وهنالك فيه 'امر اليوم'، الذي يشرح التوجهات، وهو استطاع في الزيارات الراعوية جمع الكل بين استقبالات وقداديس ولقاءات تنشئة، وتمكـّن خصوصاً في مسقطه حملايا من أن يُجلس الأضداد جنباً الى جنب في ما اعتبر rencontre forc&eacascii117te;e أو لقاء بالقوة إذا صح التعبير، حتى أنه أيقظ 'الجمرات' النائمة تحت رماد السياسات القديمة، ونجح في تمرير 'أمر اليوم' الذي يقول أن الخلاف لا يمكن أن يصل الى نقطة اللارجوع في الثوابت، وأن الإختلاف السياسي بين القادة يجب ألا يكون مميتاً للقاعدة، وفي رأيه أن القيادة شيء والقاعدة شيء آخر.
ثمة مشاريع عدة لقوانين انتخاب لدى معظم الأطراف، وهي مشاريع ستدرس وتناقش في أول لقاء بطريركي مخصص لهذا القانون، سواء عقد في 25 آب إذا كان الموعد موافقاً للجميع، أو في أي موعد يحدد، قبل زيارة الراعي لفرنسا أوائل أيلول أو بعدها
السوريّ يشتري وطنه، اللبنانيّ يبيعه
ـ 'الحياة'
حازم صاغيّة:
حيال الذبح الذي يجري على قدم وساق في حماة، وفي مدن وبلدات أخرى، يشعر السوريّ بأنّه قادر، ويشعر اللبنانيّ بأنّه عاجز. الأوّل يحسّ بأنّه يشتري وطنه، والثاني بأنّه يبيع وطنه.
المواطن السوريّ الذي يتظاهر ويتحدّى ويواجه بالصدر العاري أدوات القتل الهمجيّ، يرفع سويّة المواجهة إلى محطّة أعلى: يُجبر النظام، بقوّة بطولته، على أن يتوغّل في الدم ويقتحم دواخل المدن العاصية. على أن ينكشف انكشافاً لن يكون آمناً ولا مأموناً له: فاحتمالات انشقاق الجيش سوف تتنامى، وبوادرها بدأت بالظهور. وشعور الصامتين المخجل بالحرج، في العالم العربيّ والعالم، لا بدّ أن يتعاظم، وقد يثمر بعض الجهود التي لا يحسب النظام اليائس حساباً لها. لقد تعهّد باراك أوباما مثلاً &laqascii117o;عزل" الأسد، وحكّام العراق بدأوا يُعيّرون بأصوات مرتفعة بأنّهم &laqascii117o;عملاء إيران"، وحتّى سعد الحريري بات يُحرجه المضيّ في الصمت. ورغم مكابدة الانتفاضة في سعيها الحفاظ على سلميّتها، قد لا يستطيع المنتفضون، إلى ما لا نهاية، تحويل خدّهم الأيسر لمن يحرق خدّهم الأيمن.
والحال أنّ النظام السوريّ طوّر نزعته الشمشونيّة &laqascii117o;عليّ وعلى أعدائي"، لأنّ المواطن السوريّ أفهمه بأنّه ماضٍ إلى النهاية، لا يردعه الخوف والتخويف والموت والمجازر، ولن يكون مضحوكاً عليه بعد اليوم بالحوارات الشكليّة. وهذا، في ظلّ نظام دينه وديدنه الاستئثار، سيترك آثاره السلبيّة على المجتمع كلّه، وسوف يرضّه رضّاً عميقاً وقد يُخرج من جوفه، بسبب الدم والحقد، أسوأ ما فيه أيضاً. لكنْ ما العمل وقد أعدم النظام كلّ فرص الوصول إلى تسوية جدّيّة تتضمّن تحويلاً فعليّاً، ولو متدرّجاً، في السلطة.المواطن السوريّ يستحقّ أن ننحني أمام شجاعته حقّاً. ولنتذكّر أنّه نادراً جدّاً في التاريخ ما أمكن تحدّي الأنظمة الاستبداديّة: النازيّة أسقطتها حرب عالميّة، والستالينيّة في روسيا وباقي &laqascii117o;المعسكر" بدأ انهيارها من داخلها، من المراجعة التي بدأها ابنها ميخائيل غورباتشوف. وصدّام حسين استدعى تدخّلاً خارجيّاً.السوريّون، على ما يبدو، سيُسقطون نظامهم. قد يُضطرّهم صلف النظام وعتوّه إلى إسقاط أمور أخرى لا يريدون إسقاطها. لكنْ، مرّةً أخرى، ما العمل؟
اللبنانيّون، في المقابل، يعجزون، وعلى رأسهم قوى 14 آذار التي تتّهم سوريّة بقتل قادتها أو بالتواطؤ على قتلهم، عن النزول في تظاهرة واحدة كبيرة انتصاراً للشعب السوريّ ضدّاً على النظام الذي يتّهمونه.
اللبنانيّون لا يملكون أن يمضوا في سياسة النعامة التي يتّبعونها. هذا ليس حبّاً بسوريّة ولا انتصاراً للحقّ والأخلاق. إنّه من قبيل الحبّ لأنفسهم ولوطنهم أيضاً وأساساً. فهل نسوا ما كالوه لـ &laqascii117o;نظام الوصاية" وما حمّلوه من مسؤوليّات، وكانوا مُحقّين في ذلك، عن منع بلدهم من القيام والنهوض.
وإذا كان لرمزيّة حماة من معنى جاز لنا أن نتذكّر ونذكّر بأنّ ذبح حماة في 1982 كان مقدّمة لذبح بيروت وجبل لبنان في 1983 – 1984 وللحؤول دون قيام سلطة مركزيّة فعليّة بعد ذاك. فهذا النظام الذي يحكم السوريّين عن طريق الفتك سبق له، هو نفسه، أن حكم اللبنانيّين عن طريق الفتك ذاته. وهو لم يخرج من الباب إلاّ ليعاود الدخول من النافذة التي شرّعتها &laqascii117o;المقاومة" و&laqascii117o;الوطنيّون والقوميّون والتقدّميّون" على أنواعهم.
وصمت اللبنانيّ اليوم يعني أنّه باع وطنه لهؤلاء بيعة أبديّة. أمّا السوريّ فيشتري وطنه بدمٍ غال.
وجوه وعتاب: نبيه بري.. 'الرئيس' تحت عباءة 'السيد'
ـ 'المستقبل'
يوسف بزي:
'الأستاذ'، رئيس المجلس النيابي، رئيس حركة أمل، نبيه بري، ابن تبنين الجنوبية، إبن جيل الستينات الخارج على الإقطاع السياسي التقليدي، من دون ثقة باليسار أو باليمين. وبعد هوى وانخراط في حزب 'البعث' سيجد في حركة الإمام موسى الصدر الحضن 'الشرعي' لتنمية طموح شخصي وجماعي للمشاركة الفعلية في الحياة السياسية اللبنانية، وللدخول في طبقتها وناديها.
'الأستاذ' المحامي، والشاعر احياناً، العصبي دوماً، و'القبضاي' عند اللزوم، صاحب الصوت الحجري، والعين المحدقة بجدة، هو اليوم (كما كان العام 1999) اللاعب من الخلف، والمتلاعب على الضفاف، الملتبس العبارة، الفصيح الصوت... المستأنس بشبهة الدهاء.
بدأت معركته في أواخر العام 1982، مقتحماً الحرب من بابها العريض وعلى جبهات عدة، لتنتهي عسكرياً العام 1991 ليبرز بوصفه حليف سوريا الأول دوماً. وبالرغم من أن جراح حروب الشوارع والقرى كانت مدمية وعميقة إلا انه كسب أغلب رهاناته، ليظهر كرجل يتمتع بصلابة جسمانية ونفسية، مدعّمة بقدرة على تحطيم الخصوم، والمقربين واستتباعهم.
يتصرف 'الأستاذ' وفق قناعة ان أعداءه أكثر من أصدقائه. وهو إذ يدرك ذلك، يتحصّن بصورة 'المعتر' وبذاكرة 'المظلومية' حتى عندما يكون ناطقاً باسم 'الأكثرية'. وهو يدرك ان جيرانه في عين التينة ليسوا ودودين معه، كما جيرانه في ساحة النجمة، اما مرابطته في المصيلح، فهي مرابطة حارس بوابة الجنوب. هناك عليه ان يدير 'الإقطاعية' وهنا في 'عين التينة' عليه أن يتدبّر رأسه وزعامته النيابية وسط حرب يراها في رأسه باستمرار.
كل رفاق وأعداء الدرب، كل المنافسين والتابعين، احترقوا أو انطفأوا إلاّه. لذا فهو دوماً يتحسس موقعه، ويتصرّف تحت وطأة الريبة. انه الرابض بتحفّز، مصغياً للاشارات قارئاً كل كلمة، يتقلّب ببطء ويناور بسرعة.
على هذا النحو ما عاد 'قائد المحرومين' بقدر ما صار على شاكلة رجال الأجيال السابقة. ليس على شاكلة كامل الأسعد او صبري حمادة مثلاً (فهؤلاء ضحايا تاريخهم وضحاياه هو شخصياً) لكن على شاكلة 'قبضاي' يعرف متى يخبئ الأسلحة ومتى ينزل إلى الشارع مدجّجاً بالرشاشات والمدافع. 'قبضاي' بخبرة حرب اهلية!
فشل وربما عمداً، في مأسسة حركة 'أمل' بعدما فرّط بكوادرها وتوجّس من مثقفيها حد 'التطفيش' معتمداً على الشعبوية وعلى الالتحاق (بلا شروط) بسيادة 'حزب الله' وسياسته.
وهناك في تلك 'البيئة الحاضنة' يجدّد أدواره في اللعب والتلاعب، واضعاً عيناً على دمشق بخوف شديد، وعيناً أخرى على الجنوب بحسرة أشد، مرتضياً أن يصير 'الرئيس' الرسمي تحت عباءة 'الزعيم'، أو 'السيد' المسلح.
حكومة المواجهة تبدأ مهمة 'صيانة' الأنظمة المتهاوية عبر النفط
'استقتال' عوني يعيد المسيحيين إلى 1989
ـ 'المستقبل'
أيمن شروف:
من قال إن هذه الحكومة هي حكومة 'حزب الله' والنظام السوري لم يكن مخطئاً، بالرغم من طلب الكثيرين وفي مقدمهم النائب وليد جنبلاط، عدم التسرّع في الحكم بهذه الطريقة. حتى إن أصواتاً داخل قوى 14 آذار، كانت تقول: لنعط الفرصة للرئيس نجيب ميقاتي وحكومته، وبعدها نبني على الشيء مقتضاه!
أيام على بدء عمل الحكومة العتيدة، تبيّن بما لا يقبل الشك، أن الفرصة لحكومة إنقلابية هي بمثابة انتحار سياسي لمن يفكر ولو لحظة بأن إعطاء الفرص لمن فرض نفسه بالسلاح هو أمر حيوي، أو بالأحرى منطقي، يحتمل الوقوف عنده في لحظة اختلال توازن، داخلي وخارجي. هذا كان في الماضي، وتجربة الحاضر، خير دليل على هذه الحكومة التي وُلدت فوق دماء شعب يُذبح من الوريد إلى الوريد، وهي اليوم (أي الحكومة) تشرع في مد يدها، لتأييد، بل حتى مساعدة المسلسل المؤامراتي في سوريا، بالطرق المختلفة، سياسياً، اقتصادياً، دولياً، داخلياً، في كل شيء. كل ما تقدر عليه قوى الانقلاب في سبيل رفعة 'الممانعة'، تقوم به بلا خجل أو وجل.
منذ أيام، استُدعي وزير الطاقة جبران باسيل على عجل إلى سوريا، جلس مع الرئيس السوري بشار الأسد، لم تكن جلسة لاستطلاع الآراء. في قصر المهاجرين ليس هناك أي شيء له علاقة بالاستطلاع. فالزائر اللبناني في دمشق، هو متلقٍ لأمر عمليات يقرره النظام هناك. هكذا كان الحال منذ زمن، وهكذا هو اليوم بغض النظر عن أن هذا الواقع لن يبقى إلى الغد، قريباً كان أم بعيد.
اللافت أن الوزير باسيل نفى أن يكون طرح موضوع النفط مع الرئيس الأسد، أو بالأحرى أن يكون الأسد طرح هذا الموضوع مع وزير الطاقة، لكن اللافت أكثر، أن من يعرف جيداً الوزير العوني وكيفية تعاطيه، يُدرك أن هذا النفي، مهما تجمّل، يأتي لتأكيد ما هو مؤكد أصلاً.
تقول مصادر إن 'طلب الرئيس السوري من باسيل وضع لائحة الشركات الروسية أولوية في تلزيمها التنقيب عن النفط في لبنان، أمر طبيعي'، وتشير إلى أن هذا 'التحرك السوري أتى مباشرة بعد وصول أصداء إلى سوريا تفيد بأن شركات إيرانية تتحضر لتكون هي من تقوم بعمليات التنقيب، وبالتالي هو حاول قطع الطريق على هذا الأمر لاعتبارات عدة، أوّلها أن إيران لن تخدمه في معركته الداخلية ومع المجتمع الدولي كما تفعل روسيا، ولهذا تصبح الأولوية لدى الرئيس السوري، الاستثمار في حكومته الانقلابية، ولو على الورق'.
وتكشف المصادر أن 'أولوية هذه الحكومة في ما يخص النفط، رد الجميل لكل من وقف معها، وتحديداً لمحور الممانعة من دمشق إلى طهران'، وتقول إن 'حزب الله لن يرضى بغير ذلك، وهو المدرك بأن لا سبيل للخروج من مواجهته مع المجتمع الدولي إلا بتحصين تحالفه مع إيران تحديداً، ومن طريق النفط، وهذا ما يتعارض مع نية نظام الأسد إيصال رسالة وفاء وتقدير للموقف الروسي مما يحصل في سوريا'.
فهل يكون النفط اللبناني، وقوداً يُشعل آبار الخلاف بين سوريا وإيران، وبالتالي بين 'حزب الله' وحلفاء دمشق؟
بالطبع لا. تقول مصادر نيابية مطلعة إن 'هذا الأمر لن يشكل سبيلاً للخلاف، بل على العكس، فإن ما سنشهده في الأيام المقبلة، سيكون تراجعاً إيرانياً عن نيتها التنقيب عن النفط، وتقدم أسهم روسيا في هذا المجال، لأن الأمور قائمة على شبكة مصالح تبدأ وتنتهي بتحالف دول الممانعة المزعومة'.
وعن هذا الأمر، تتحدث المصادر عن أن إيران تُدرك جيداً أن كل ما يساهم في تدعيم صمود النظام في سوريا، هو أولوية الأولويات بالنسبة لها، وهي في الوقت نفسه غير قادرة على فعل ما تستطيع فعله روسيا، وتحديداً في مجلس الأمن، ولهذا، لن يكون أمامها سوى تسهيل مهمة حليفها الوحيد في دمشق، للقيام بكل ما يمكّنه من تخطي المحنة التي يمرّ بها، لأن في ذلك نصراً لها'.
على أي حال، وبعيداً عن النفط اللبناني في سوق التجارة السورية، يبدو أن 'التيار العوني' قد أخذ على عاتقه المواجهة في صف واحد مع النظام السوري، وأن يأخذ لنفسه موقع المتقدم في هذا الصراع الذي يطغى عليه التفكير الأقلوي في المرآة العونية، وهذا ما لم يفعله رئيس 'التقدمي الاشتراكي'، الذي وبحسب ما تقول المصادر، قادر على التقاط الإشارات ووضعها في مصلحته، بعكس النائب ميشال عون الذي يُصر كما في السابق على الذهاب برجليه إلى الانتحار الجماعي.
أكثر من ذلك، من هو مع التيار، ومن هو ضده أو على حياد، تابع مشهد الجديدة، وصل إلى قناعة واحدة، حال التوغل العوني في دائرة 'حزب الله' - سوريا، لا تقبل العودة إلى الوراء، أو حتى التمايز قليلاً عن الحلفاء، وإن كان 'القبض' عالياً، فلا شك أن المجتمع المسيحي كما تقول أوساطه، أصبح مدركاً أكثر من أي وقت، أن ثمن هذا 'القبض'، فاتورة باهظة، ومخيفة.
في المحصلة، في النفط أو في أي قطاع آخر، يتصدر العونيون الصفوف دعماً لنظام يتهاوى شيئاً فشيئاً، وإن كان الجميع تقريباً قد تعلّم من تجارب الماضي والحاضر، فإنه وعلى ما يبدو، ليس من طريق لوعي مسيحيي عون، وعي يقودهم إلى عدم تكرار تجربة عام 1989.
لا تحولات جذرية في مواقف جنبلاط لكنه يسعى لتوفير ظروف لقاء الحريري - نصر الله؟!
ـ 'الشرق'
يحيى جابر:
ارتفع منسوب التساؤلات عند عدد كبير من الأفرقاء السياسيين حول حقيقة وابعاد المواقف الأخيرة لرئيس &laqascii117o;جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، والتي وصل في بعضها الى حد &laqascii117o;التهكم" او &laqascii117o;الاستخفاف" بأنظمة &laqascii117o;الممانعة" معطوفة على استئناف التواصل مع رئيس الحكومة السابقة سعد الحريري... الى حد استحضار سيناريوات معينة قد يكون الهدف منها التشكيك في جنبلاط او تهيئة المناخات السياسية لتقبل تحوله او العودة الى تعزيز تمايزه أكثر عن الفريقين السياسيين الأساسيين في 8 و14 آذار، اذا لم ينجح في تحقيق هدفه الذي وضعه نصب عينيه ولا يخفيه عن العديد من المقربين منه، في جمع الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصر الله والرئيس سعد الحريري، على الرغم مما في هذا الهدف من &laqascii117o;مغامرة" لم تتوافر لها، الى الآن مقومات الحد الأدنى لتحقيقها بالنظر الى اهتزاز عامل الثقة بين الرجلين وتباعد المواقف من سائر العناوين الخلافية الى حد التناقض، تزيد منها الظروف الاقليمية والدولية القريبة والبعيدة والبالغة التعقيد والتأثير على الوضع في لبنان...
وفيما تسعى جهات معروفة الدور الى استحضار شخصية &laqascii117o;وليد بك الذي نعرفه" في &laqascii117o;تقلباته" و&laqascii117o;واقعيته" السياسية لتعزيز الشكوك من حوله، فاللافت ان عديدين من المقربين من &laqascii117o;حزب الله" فتحوا النار على جنبلاط بشكل غير مسبوق ومن إحدى أبرز منابره الاعلامية... من غير ان يقود ذلك الى تبني الحزب لهذه الانتقادات القاسية والتشكيك الذي ترك أثراً عميقاً عند جنبلاط، وعند الفريق الوزاري المحيط به، وتحديداً عند وزير الأشغال غازي العريضي الذي عبّر عن امتعاضه بطرقه الخاصة. وفي المعلومات المؤكدة، فإن سلسلة وقائع حصلت في الآونة الأخيرة توزعت بين سورية ولبنان، عززت لدى جنبلاط القلق مما يجري ومما يمكن ان يحدث لاحقاً، حيث التأثيرات على الساحتين السورية واللبنانية واحدة، وحيث لا شيء يدعو الى الطمأنينة مع استفحال &laqascii117o;الطائفية والمذهبية والمحسوبيات والفوضى والتنازع السياسي والخطاب السياسي المتدني والحقد والكراهية والتخوين والاتهام والتشكيك (...) وكل عوامل التفتيت والانقسام والتفرقة التي نعيشها في الخطاب السياسي" بحسب الوزير العريضي، الذي لايزال يمسك بالعديد من مفاتيح العبور الى &laqascii117o;الضاحية"...
لقاء نصر الله - الحريري؟! وتأسيساً على هذا المناخ والكم الهائل من المعلومات والمعطيات، وتحوطاً من الأسوأ، يضع جنبلاط في رأس قائمة أولوياته في هذه المرحلة السعي الحثيث والدؤوب من أجل كسر الجليد وتأمين لقاء يجمع بين السيد نصر الله والرئيس الحريري، على رغم ممانعة كثيرين في كلا الطرفين"... وهو وإن كان لا يتجاهل الصعوبات المتراكمة أمامه في هذا السبيل، إلا أنه بات على قناعة من أمره بأن لا مستحيلات في السياسة... وبحسب أكثر من مصدر فإن أبو تيمور حصل في الآونة الأخيرة على وعد بـ&laqascii117o;ضوء أصفر" من الحريري، من غير ان يعني هذا حتمية الانتقال الى &laqascii117o;الضوء الأخضر" وموافقة مسبقة على &laqascii117o;المبدأ" بعيداً عن بعض الإجراءات الشكلية والجوهرية والأعمق من تمهيدية بخطوات مطلوبة من &laqascii117o;حزب الله"... وبحسب المصادر، فإن الرئيس الحريري لم يكن أمامه ان يقفل الباب في وجه جنبلاط، &laqascii117o;فهو ان نجح جنبلاط في مهمته يكون كسبه، وإن أخفق يكون كسبه أيضاً..."؟. في المحيط الأقرب من جنبلاط، العديد من الأسئلة والتساؤلات التي لا تخلو من قلق مشروع على الأوضاع في لبنان وفي محيطه الأقرب (سورية)، لكن الجميع متفقون على ان لقاء الحريري - نصر الله &laqascii117o;يغنينا عن كل وجع الرأس" في الداخل والخارج، سواء بسواء، وهي مهمة &laqascii117o;تغنينا عن الدوران حول العالم واستجداء هذه الدولة او تلك، هذه الجهة او غيرها، هذا الفريق او ذاك..." خصوصاً ان النهاية المحتومة بعد كل وجع رأس هي اللقاء والاستجابة لشروط الغير..." وتأسيساً على هذا يتساءل مصدر وثيق الصلة بجنبلاط، ما الداعي لرفض الجلوس سوياً على طاولة واحدة ونتحدث مع بعضنا البعض في كل الأمور التي تهمنا وتشكل قلقاً يتشارك فيه الجميع، بعيداً عن المواقف المسبقة المتحجرة... التي يفيد منها من له مصلحة بإيقاع الفتنة الداخلية..."؟
وإذ يرفض جنبلاط الحديث عن خطته قبل ان يستكمل اتصالاته التي يعتبرها أكثر من ضرورية وفي العديد من الاتجاهات، في لبنان ومع بعض العرب، فإنه يرى في الدعوة التي أطلقها الرئيس العماد ميشال سليمان الى استئناف &laqascii117o;الحوار الوطني"، على أهميتها وضرورتها، إنها عاجزة عن ان تقف على رجليها في ظل الانقسامات الحادة الحاصلة وغياب &laqascii117o;الوسيط الأمين"، خصوصاً بين &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;المستقبل"... وفي قناعته ان أي أحد قادر على الخربطة، اذا لم يكن الحوار معززاً سلفاً بتفاهم بين نصر الله والحريري...
فقدان الكيميا الموحدة؟ والذي يبدو، ان جنبلاط يدرك خطوط اللعبة كاملة، وهو لذلك شدّ الرحال باتجاه البطريرك الماروني بشارة بطرس الراعي (الذي يشاطره مخاوفه ورغبته في استئناف الحوار...) في مهمة قد تثير استغراب البعض، تستهدف إعادة الحرارة الى &laqascii117o;المصالحة المارونية - المارونية" التي لم تعمر طويلاً، والتي تترك أثاراً بالغة الأهمية عند الفريقين الأساسيين (&laqascii117o;حزب الله" والحريري) في البلد... ومع ذلك فإن السؤال الذي يطرح في غير ناد، هو ماذا لو لم ينجح جنبلاط في مهمته فهل يعود الى سابق موقعه في فريق 14 آذار ويتخلى عن &laqascii117o;وسطيته"؟
من السابق لأوانه الجواب بنعم أولا... إلا أنه من المؤكد، ووفق مصادر رئيس &laqascii117o;جبهة النضال الوطني" فإن هذا الأخير &laqascii117o;حسم خياره نهائياً بتعزيز صداقته مع سعد الحريري، تماماً كما تعزيز هذه الصداقة، مع &laqascii117o;الثنائي الشيعي" السيد نصر الله والرئيس نبيه بري، اما انتقاله من جديد الى 14 آذار فأمر مستبعد لاعتبارات عديدة تخص &laqascii117o;بيئته الحاضنة" وأخرى تعود الى &laqascii117o;فقدان الانسجام" او &laqascii117o;فقدان الكيميا الموحدة بينه وبين بعض أبرز أقطاب فريقي 8 و14 آذار من الموارنة..."؟!