ـ 'المستقبل'
من عهد الوصاية السورية إلى عهد وصاية السلاح
مسلسل حرب الإلغاء ضد الحريري 1998 ـ 2011
يوم أصبح 'وادي الذهب' أمل السماسرة
'المستقبل' تستعيد سيرة الكراهيات والكيديات التي انطلقت في 1998، وتجددت في 2004، ليعرف اللبنانيون ماذا ينتظرهم في 2011، في ملف غني بالوقائع والأسرار التي تُكشف للمرة الأولى، يتضمن حوارات مع ضحايا تلك المرحلة وشهودها، إضافة الى 'بورتريهات' لرموز ذاك العهد الأسود، وتحقيقات ومقالات وشهادات، توثّق حقبة هم أرادوها أن تعود، ونحن نريد أن يطويها التاريخ. استعادة كي تبقى لنا ذاكرة ترشدنا، فلا نقبل تكرارها، وكي نرفض نتائجها الكارثية مجدداً.في هذه الحلقة شهادة حيّة من نائب رئيس تيّار 'المستقبل' النائب السابق أنطوان اندراوس، الذي واكب عن قرب كرئيس للصندوق الوطني للمهجرين، تلك الحقبة 'الزاخرة' بالابتزاز المادي والمعنوي للرئيس رفيق الحريري والعراقيل التي كانت 'تزرعها' قوى الأمر الواقع في وجهه، وفي مقدمها حركة 'أمل' و'حزب الله' و'الحزب السوري القومي الاجتماعي'.وركّز اندراوس في حوار مع الزميل هيثم الطبش، على فترة بداية عمل 'سوليدير'، ولاسيما 'موقعة' الإخلاءات التي شهدتها منطقة الوسط التجاري، حيث أمعن 'السماسرة' المفروضون من تلك القوى في 'نهش' ما استطاعوا من تعويضات غير محقّة لأزلامهم مقابل إخلاء الشقق، وقال: 'كنا نجد عشر عائلات في شقة لا تتجاوز مساحتها مئة متر مربع'، مشيراً إلى أنّ 'سوليدير' دفعت ثمن الإخلاءات والابتزاز، وأنّ وزراء حاليين وقادة حزبيين جمعوا ثروات من إخلاءات وادي أبو جميل وحدها، والتي استحقت بعد ذلك تسمية وادي الذهب'، وأكد أن 'همّ هؤلاء كان قبض ثمن إخلاء البيوت بينما همّ الحريري كان إعادة الحياة لبيروت'.
وفي الحلقة 'بورتريه' للزميل فادي ريحان بعنوان 'إسألوا عن.. علي حسن خليل' (للقراءة).
- 'السفير'
طرح الأميركيون &laqascii117o;سلة حل" على الأسد عبر تركيا وتم رفضها
ماذا عن حركة جنبلاط... وموقف موسكو من أحداث سوريا؟
داوود رمال:
مع تطور الموقف الروسي من التطورات الجارية في سوريا، فإن الكثير من القرارات ستبدأ بالبناء على هذا الموقف، علماً ان أول من سعى لاستشراف هذا الموقف هو رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط، وخلص من موسكو الى مقاربة لا تتناقض في مضمونها عن المقاربة الروسية للتطورات في سوريا، ولو اختلفت التعبيرات. ويلفت دبلوماسيون مطلعون الانتباه إلى &laqascii117o;وجوب عدم النظر إلى الموقف الروسي الذي أعلنه الرئيس ديمتري ميدفيديف، وخاصة تحذيره لنظيره السوري بشار الأسد &laqascii117o;من مواجهة مصير حزين"، على أنه تحول نوعي في تعاطي موسكو مع الأزمة السورية، ذلك أن القيادة الروسية تحاول جر الجانب الأميركي إلى نقطة التقاء يتم من خلالها معالجة الأزمة بعدما واظبت اميركا والدول الأوروبية على بعث رسائل إلى القيادة الروسية مفادها &laqascii117o;أنكم تديرون الأذن الطرشاء إلى كل ما يطرح من جانبنا في مجلس الأمن الدولي ولا زلتم على سياساتكم الثابتة الداعمة للرئيس الأسد". ويكشف مصدر دبلوماسي &laqascii117o;أن الطرح الأميركي لحل الأزمة الراهنة في سوريا كناية عن سلة من ثلاث نقاط هي:
1ـ حل حزب البعث وعدم الاكتفاء فقط بإلغاء المادة الثامنة من الدستور التي تنص على ان هذا الحزب هو الحزب القائد للدولة والمجتمع.
2ـ إجراء انتخابات تشريعية حرة ونزيهة وشفافة وبإشراف دولي.
3ـ ضمانة أميركية ببقاء الأسد لولاية رئاسية جديدة، لكن ذلك مشروط بتعيين شخصية من المعارضة لرئاسة حكومة تقود عملية الإصلاح، أي يصبح لدينا رئيس سوري لديه تمثيله الشعبي وحكومة يرأسها معارض وهي التي تقوم بعملية الإصلاح، لا سيما الأمني والإداري والقضائي، وهي التي تقوم بـ&laqascii117o;تطهير" الحرس القديم". ويضيف المصدر الدبلوماسي &laqascii117o;أن وليد جنبلاط حاول القيام بجولة لاستشراف آفاق الوضع في سوريا، وبالطبع بدت روسيا بالنسبة إليه بمثابة &laqascii117o;بيضة القبان" فذهب إليها، ليجد أن الخلفية التي تتحكم بالموقف هناك ما زالت على حالها، أي أن الروس يتمسكون بالنظام من دون أن يظهروا أي إشارة لإمكانية المساعدة في الوصول إلى حل. وقد حاول جنبلاط في خلال اللقاءات التي عقدها مع المسؤولين الروس إقناعهم بالدخول في حل ما لأن البقاء في حالة انتظار بينما الأحداث تتطور لن يؤدي إلى مكان، لا بل على العكس نحن أمام مشروع استنزاف يأكل يومياً من رصيد النظام وعمره وأسسه، وبالتالي إذا أردتم ان تساعدوا الرئيس الأسد، ادعموه بما يجب أن تكون عليه صورة الإصلاح التي يريدها الشعب السوري وليس كما حال النظام الآن". ويقول المصدر &laqascii117o;إن جنبلاط ترك روسيا على أساس أن يستكمل الحوار الذي بدأه هناك بينه وبينه السفير الروسي الجديد في بيروت الكسندر زاسيبكين حول طبيعة الاقتراحات الروسية لتطوير أطر الحوار بين الأسد والمعارضة، من منطلق أنه بين المشروع الأميركي وبين اللامشروع الروسي يمكن الذهاب إلى نقطة وسط عبر دعوة الروس إلى عبور منتصف الطريق، على أن يلاقيهم الأميركيون والفرنسيون إلى النقطة ذاتها، وبدا الميل الروسي واضحا في هذه المرحلة الانتقالية الى وجوب أن يتفهم السوريون عدم قدرتهم على تحمل سقوط أعداد كبيرة من الضحايا ولو أنهم يتفهمون الى حد كبير وجود مجموعات مسلحة تحاول النيل من الاستقرار الســوري. ويضيف المصدر أن جنبلاط ذهب إلى فرنسا على هذا الأساس ليجد الموقف الفرنسي على يمين الموقف الأميركي والغربي، لذلك بدت المعطيات متناقضة وعاد من جولته بانطباع سلبي للغاية".ويستطرد المصدر الدبلوماسي بالقول: &laqascii117o;لا أعتقد ان الرئيس السوري سيقبل بحل وسط من منطلق رفضه السماح لأي دولة بالتدخل في شؤون سوريا الداخلية، كما انه ليس مسموحاً في سياق المصالح الكبرى لزعيم لبناني ان يتصرف وكأنه يستطيع حل مشاكل العالم".
ويبدو ان الإدارة الأميركية لم تضع ثقلها بعد باتجاه إصدار قرار عن مجلس الأمن وهم اكتفوا حاليا بالبيان الرئاسي، بعدما كانوا في البداية قد لزّموا الأتراك التفاوض مع القيادة السورية وحصلت مفاوضات سورية ـ تركية سرية في اسطنبول وأبلغ الجانب السوري بخارطة الطريق الأميركية ورفضها.
ويشير المصدر إلى أن ما قاله وليد جنبلاط عن السوريين هي وجهة نظره، وفي المقابل، هناك انزعاج سوري من تصريحاته وخاصة تلك التي أدلى بها من موسكو، فهم كانوا قد كلفوه باستشراف الموقف الروسي ولم يكلفوه بأية مهمة أخرى، ولذلك صدر موقف عن السفير السوري في بيروت خلال مقابلة تلفزيونية بدا عاتباً لا بل منتقداً لمواقف جنبلاط ونصائحه، كما هاجمه اللواء جميل السيد عبر شاشة المنار، وفي اعتقاد المتابعين ان جنبلاط &laqascii117o;أدرك الرسالة السورية".
ويلمح المصدر إلى ان &laqascii117o;السفير الروسي في بيروت متفاعل مع جنبلاط ويؤيده بأن الروس يجب ان يفعلوا شيئاً ما من أجل دفع عملية الاصلاح والحوار مع المعارضة إلى أطر متقدمة، وبالتالي القيام وبسرعة بخطوات إصلاحية من شأنها تقييد النظام الأمني وإضفاء المزيد من الحريات على طبيعة النظام وتطوير النظام القضائي والاعلامي والعمل على إشراك المعارضة البناءة غير المرتبطة بأجندات في الخارج للعب دور في العملية الإصلاحية"، علما أن السفير الروسي كان قد خدم مطولا في دمشق وهو يعتبر من الخبراء الروس البارزين في تقييم الموقف السوري.
ويختم المصدر &laqascii117o;أن المشكلة التي يواجهها البعض مع سوريا أنهم لا يعرفون ما هي الاتجاهات التي يسلكها النظام، أي انه لم يحدد مساراً معيناً وثابتاً، لا بل ثمة ارتجال، وقد شعر جنبلاط أيضاً بأن هناك اتجاهاً لدى بعض الدول الخليجية، وتحديداً قطر من أجل ممارسة ضغوط على دول مجلس التعاون الخليجي لقطع العلاقات مع النظام السوري، مقدمة لعزله، وقد أدرك جنبلاط خطورة تطور الموقف الخليجي من سوريا، وهناك مؤشرات في أكثر من عاصمة في هذا الاتجاه، وعندما تتأزم الأمور بين دول الخليج وسوريا يزداد القلق الجنبلاطي، خاصة من موقع الأقلية الطائفية التي يمثلها في هذه المنطقة. وهذا ما دفعه إلى محاولة تشكيل نواة روسية داعمة لمواقفه التي ترفض الذهاب مع الأميركيين في حل حزب البعث وتعيين رجل من المعارضة رئيساً للحكومة، إنما عبر تشجيع الأسد للتخلص من &laqascii117o;الحرس القديم" وضرب النظام الأمني، مع الوقوف إلى جانبه، وهو بذلك يكون قد حمى الدروز كما المسيحيون في سوريا ولبنان لأن انهيار نظام الأسد يشكل خطراً كبيراً على الأقليات". ويذكّر المصدر الدبلوماسي &laqascii117o;بموقف جنبلاط الذي هدأ الوضع في السويداء حيث أرسل وفداً إلى منتهى الأطرش ابنة زعيم الثورة السورية سلطان باشا الأطرش وأبلغها بأن ما تقوم به هو تهور ويضع الدروز في موقف خطير، كما لا يمكن إغفال الدور الكبير الذي لعبه جنبلاط، بالتنسيق مع المرجعيات الروحية الدرزية في عدم تجرع بلدة قطنة الدرزية السورية كأس الفتنة المذهبية مع إحدى القرى السنية المجاورة على خلفية اتهامات بالتسلح بوجه النظام".
ـ 'المستقبل'
الثنائي الشيعي وسوريا إلى أين؟
أسعد حيدر:
رغم أنّ الحديث عن المذاهب والطوائف والموقف منها أو بعضها من بعض حالياً هو 'رجس شيطاني'، إلاّ أنّه في الحالة اللبنانية يبقى 'أبغض الحلال'، لأنّه لا يستقيم كلام، ولا يصل إلى مبتغاه، وإلى مَنْ يجب أن يصل إليه من دون الدخول في 'أزقّته' و'دهاليزه'. انطلاقاً من ذلك، حان الوقت بعد أربعة أشهر ويزيد على 'الحدث السوري' حتى لا يضيع النقاش حول ما إذا كان ما يجري هو ثورة أم مؤامرة أن يطرح السؤال بصوت عالٍ وهادئ، ماذا عن موقف الشيعة من 'الحدث السوري' الذي يعنيهم مباشرة وربما أكثر من غيرهم من الطوائف والمذاهب اللبنانية؟
الكلام عن الموقف الشيعي يعني مباشرة 'حزب الله' وحركة 'أمل'، لأنّهما المؤطران الحقيقيان للشرائح الشيعية الواسعة، والمتحكمان بقوّة بكل مفاصل التوجّهات والوجهات والمسارات للطائفة الشيعية في هذا الزمن، وذلك بلا غلو ولا مكابرة. من الواضح حتى الآن أنّ موقفهما هو موقف الحليف المندمج مع 'النظام الأسدي' بلا تردّد ولا مناقشة. العلاقة بين 'النظام الأسدي' و'حزب الله' و'أمل' علاقة عضوية واستراتيجية، أدخل في صميمها أن ما يصيب هذا الطرف يصيب الآخر، وأنّ قوّة هذا الطرف من قوّة الآخر، لذلك بدا تصلّبهما في تأييد 'النظام الأسدي'، والرفض المطلق لإمكانية اهتزازه فكيف بسقوطه أمراً مرفوضاً ومستهجناً وحتى مُداناً إلى درجة 'التخوين'. لذلك فإنّ النقاش حول ما العمل إذا ما تغيّر النظام أو سقط معدوم طوال أكثر من مائة يوم على 'الحدث'. الآن، بدأ الوضع يتغيّر، أصبح السؤال: إلى أين؟ وما العمل؟ شرعياً ومشروعاً، لكنه كما يبدو محصور إما بشرائح ضيّقة لا مكان لها في القرار، وإما في 'دوائر ضيّقة جداً خلف الجدران العازلة'. السؤال الذي يجب أن يصبح علناً وعالياً: ماذا يفعل الشيعة إذا تغيّر 'النظام الأسدي' في دمشق وبقوا في 'مركبه' إلى النهاية؟ هل فعلاً لا يعود لهم وجود؟.. أكثر من ذلك، هل يعني ذلك إلغاء الشيعة وجوداً سياسياً ودوراً كبيراً وازناً، كما يُشاع؟
لا شك أنّ صعود 'المقاومة' وانتصاراتها على العدو الإسرائيلي، وصولاً إلى هذا الهدوء والسكون على جبهة الجنوب، قد حوّل 'فائض القوّة' الذي يملكه 'الحزب' و'أمل' إلى الداخل، وقد نجح 'فائض القوّة' هذا في تحقيق مكاسب سياسية لهما وللشيعة معهما لم يكن متصوراً لهم ذلك في زمن المارونية السياسية والسنّية السياسية. ومن الطبيعي أن يتم استثمار هذا التفوّق إلى آخر مدى، خصوصاً أنّ الحلف القائم مع دمشق 'الأسدية' المتحالفة مع إيران الإسلامية، شكّل قوّة دفع استثنائية لهذا الصعود. حتى لا تقع المفاجأة ويضطر 'الحزب' ومعه حركة 'أمل' إلى الانكفاء نحو الداخل والدخول في امتحان قوّة جديد غير مضمون النتائج داخلياً وخارجياً، أو الاضطرار الى تقديم تنازلات مؤلمة، فإنّ تغيير النظام السوري يعيد تركيب التوازنات لكنه لا يلغي أحداً وجوداً ودوراً. في سوريا وبصراحة كاملة لن يخرج العلويون من السلطة. شراكتهم في السلطة مع السنّة ستظل قائمة. أي نظام سيأتي في دمشق حتى ولو كان بزعامة الشيخ العرعور (وهو من رابع المستحيلات) سيكون محكوماً بأن لديه قضية هي تحرير الجولان، وأن سوريا يجب أن تبقى 'مفتاح الحرب والسلام' في المنطقة بسبب موقعها الجيوستراتيجي، لذلك فإنّ هذا النظام محكوم بالتعامل مع الشيعة والمقاومة في لبنان لكن على قاعدة التوازن. قد يخف فائض القوة عند الشيعة، لكن ذلك لن يخرجهم من الخريطة. فلماذا الإصرار على ركوب 'سفينة النظام الأسدي' علماً أنّ المطلوب هو المحافظة على 'السفينة'.
الشرط الأساسي لأن يبقى للشيعة حضور ودور أن 'يتواضعوا' وأن لا ينسوا أنهم في بحر سنّي في المنطقة، وأنه لا يمكنهم أن يشكلوا البديل لهذا الدور خصوصاً في قضية فلسطين. يكفيهم أنهم منحوا هذه الأمة بدمائهم وممتلكاتهم مساراً عظيماً يمكِّن مَنْ يسير عليه أن يحرّر ويبني. طريق التواضع يفرض على الشيعة في لبنان وتحديداً 'حزب الله' 'تصفير المشاكل' مع محيطه اللبناني والعربي، وبصراحة فجّة مع البحر السنّي.
عودة مصر إلى موقعها ودورها ووجود أزهر طيب مفتوح ومنفتح على الآخر يفتح الباب أمام الشيعة وتحديداً 'حزب الله' للعمل على خريطة جديدة أساسها أنّ غياب 'النظام الأسدي' قد يؤلمها لكنه لن ييتّمها إذا عرفت كيف تلتقط اللحظة المناسبة، وهي الآن، الفرصة للتغيير. ليس هناك ما يعيب القيام بالتغيير، المهم أن يكون كافياً وفي التوقيت المناسب. يمكن خصوصاً لـ'حزب الله' الاهتداء بوالده الشرعي والوحيد أي الجمهورية الإسلامية في إيران التي تطوّر موقفها ـ ولها حديث آخر لأنها بدأت تأخذ في الاعتبار إمكانية التغيير في سوريا ـ، وتفتح أبوابها أمام صيغة جديدة للتحالفات والتفاهمات في المنطقة ليست بعيدة عن إقامة تفاهم مع مصر والسعودية، حتى تكون مستعدة لكل المفاجآت وما أكثرها في ظلال 'ربيع الثورات العربية'.حان الوقت لقراءة رياح الثورات خصوصاً وهي تعصف بدمشق بواقعية وبتواضع ومن دون خوف لأنّ الخوف يقتل قبل السيف
ـ 'المستقبل'
حكومة لا تحترم إرادة اللبنانيين خير لها أن ترحل
درويش حوحو:
سقطت دمعة كارولين زيادة، نائبة المندوب اللبناني الدائم لدى الأمم المتحدة، وكادت تنهار حزناً، ليس على مأساة شعب سوريا البطل، بل أسى على نظام يتهاوى أمام إرادة هذا الشعب وصموده في وجه عمليات القتل.
احتقن لونها، وتربدت قسماتها، وهي تتمنى لسوريا ان يثمر الإصلاح فيها (وأي إصلاح هذا!) تقدما وازدهاراً وتعلن أن لبنان ينأى بنفسه عن قرار مجلس الأمن، بحُجة انه لا يساعد في معالجة الوضع الحالي في سوريا، وكأنها تريد القول: إن العلاج لا يتم إلا بجنازير الدبابات ومدفعيتها تدك المدن والأحياء على رؤوس سكانها، وإلا بسحق ثورة الشعب المطالب بالحرية والكرامة. ربما يعذر المتابع موقف كارولين زيادة وحرجها، فهي مرغمة على تنفيذ أوامر وتعليمات وزير خارجية حكومة وصاية 'حزب الله' ـ الأسد التي تستعجل الأمور وتجهد لإعادة لبنان الى عهد وصاية رفضه اللبنانيون وثاروا عليه، بل تخطوه في انتفاضة 14 آذار 2005. وربما ما يشفع لحرج نائبة مندوب لبنان، موقف رئيس الحكومة السيد نجيب ميقاتي، الذي كرر الموقف ذاته.. وزاد عليه انه نابع من موقف لبنان المبدئي، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى!!! غريب هذا الموقف ـ المعيب بحق لبنان وشعب لبنان، موقف يتنافى والديموقراطية التي نشأ عليها لبنان، وعلى الاقرار بحق الشعوب في تقرير مصيرها. يبدو أن حكومة القمصان السود ترى ان الأوضاع في سوريا طبيعية، وأن نظامها يتصدى لمؤامرة حيكت ضده في ليل.لقد صمت حكومة شبيحة العديسة، ورب ثلاثين والنبطية، وشارع الحمرا وحملة العصي والسكاكين لقمع لبنانيين والاعتداء عليهم لأنهم أرادوا التعبير عن دعمهم لشعب سوريا الشقيق بمجرد اضاءة شمعة تضامن، وربما رأوا ان اضاءة الشموع ستكشف حقيقة المجازر التي ترتكب في شوارع مدن وقرى سوريا.
صمّت حكومة الوصاية الجديدة آذانها وكأنها لم تسمع ان عمليات القتل المبرمج التي ينفذها نظام الأسد، أسفرت حتى الآن عن حوالى ألفي شهيد، من بينهم عشرات الأطفال والنساء والحوامل، وعدد المفقودين تجاوز الثلاثة آلاف، والجرحى حوالى ثمانية آلاف، وأن عدد المعتقلين في سجون الترهيب والإذلال بلغ 15 ألفاً... وأن كل هؤلاء لا يستحقون موقفاً متضامناً بالحد الأدنى، لم تسمع الحكومة صرخات شعب سوريا، مطالباً بالديموقراطية والعدالة والكرامة... فكيف تسمع وهي تعيش وتعمل في كهوف الماضي وفي مغاور الاستكبار، وإنكار الواقع، ولا هم عندها سوى الفوز برضا حاكم دمشق وحليفه في الضاحية الجنوبية لبيروت. ضاربة عُرض الحائط بمواقف المجتمع الدولي وإجماعه على إدانة 'الانتهاكات الواسعة لحقوق الإنسان واستخدام القوة ضد المدنيين من قبل السلطات السورية.
هذه الحكومة لا ترى ان هناك انتهاكات لحقوق الإنسان، ولا ترغب في إغضاب النظام الشقيق، وهي مقابل رضاه (يا رضا الله والوالدين) أثبتت انها مستعدة للخروج على المواثيق الدولية، وعلى الدستور اللبناني ونصوصه التي تؤكد التزام لبنان قرارات الشرعية الدولية. حكومة كهذه، لا تعبّر عن رأي غالبية اللبنانيين، ولا تحترم إرادتهم، عليها ان ترحل، وخير لها ان تسقط لعلها في ذلك تخفف آلام لبنان الوطن واللبنانيين.
ـ 'السفير'
&laqascii117o;لا يمكن لاي مجموعة أو طائفة أن تعيش بانعزال عن محيطها وبيئتها"
لهذه الأسباب يدافع &laqascii117o;التيار الحر" عن النظام السوري
دنيز عطا الله حداد:
يواصل خصوم &laqascii117o;التيار الوطني الحر" حملتهم عليه اليوم انطلاقاً من مواقفه في الوضع السوري. يعيّرونه بالتحاقه بالنظام السوري في لحظة ترنحه. يتهمونه بالوقوف ضد الشعب السوري ومطالبه بالحرية والديموقراطية والانفتاح، في حين ان نشوء &laqascii117o;التيار البرتقالي" نفسه استند الى هذه الشعارات. ويحمّلون &laqascii117o;التيار" مسؤولية تداعيات مواقفه السلبية على المسيحيين في هذه الظروف الاستثنائية والتاريخية سواء في سوريا أو في لبنان.
تضع اوساط في &laqascii117o;التيار" هذا الكلام في سياق &laqascii117o;الحملات والاستهدافات المتواصلة، من دون ان يكلف احد نفسه عناء فهم موقف التيار بالعمق"، وهي ترفض في المطلق اي كلام عن تبعية سواء لـ&laqascii117o;حزب الله" او لسوريا. وتحاول ان تعرض وجهة نظرها من &laqascii117o;لحظة تقاطع الرؤية والمصالح والقراءة السياسية مع هذين الطرفين".
يقول احد المسؤولين في &laqascii117o;التيار" &laqascii117o;نحن متعاطفون مع كل الشعوب العربية ومطالبها. لا احد منا ينظر الى الانظمة القائمة على اعتبار انها جيدة ومثالية. لذا نحن من البداية كنا وما نزال مع اجراء اصلاحات عميقة وجذرية جدية. ولقد ثبت ان الشعوب كسرت حاجز الخوف في ظل تأثير العولمة والانفتاح والاعلام مما اتاح وعيا اشمل وأوسع وانفتاحا على كل المتغيرات. وبالتالي فإن الانظمة القائمة على قمع الحريات سقطت ومن لم يسقط منها عليه أن يقوم بإصلاحات جدية". يضيف &laqascii117o;كيف يمكن لـ&laqascii117o;التيار الوطني الحر" ان يكون ضد ما يطمح اليه الناس من تطوير لمستوى حياتهم وحرياتهم وتوقهم الى مجتمع وواقع افضل؟ لكن الامور ليست بمثابة اسود على ابيض ورؤية الصورة الاشمل تتيح قراءة ادق". ويتابع &laqascii117o;لا يمكن ان ننكر ان هناك صراعاً في المنطقة بين محورين. والقضية هي قضية السلام في الشرق الاوسط والاستقرار والازدهار. وسوريا تشكل ركيزة المحور الذي يعترض على فرض شروط اسرائيل للسلام او ما يعرف بالمحور الممانع. فاذا سقط هذا المحور فعلى الأرجح سيدفع لبنان الثمن كونه الحلقة الضعيفة. والخوف ان يفرض حينها توطين الفلسطينيين على لبنان بما يفوق قدرته على الاستيعاب وتركيبته على الاحتمال".
ويسأل مسؤول آخر في &laqascii117o;التيار" عن البديل المتاح في سوريا. ويقول &laqascii117o;نخاف من الانتقال من الوضع القائم الى واحد من اثنين إما الفوضى بغياب البديل الجاهز وإما البديل المتطرف، أي من ديكتاتورية الشخص الى ديكتاتورية المجموعة الأقل تسامحاً وقبولاً للآخر المختلف، مما يهدد التعددية في المجتمع السوري اولا، وينسحب حكما على التركيبة اللبنانية واستقرارها وتعددها وانفتاحها".
ويقول &laqascii117o;نحن لسنا في وارد الاختيار بين الشعب السوري او النظام. نحن ندعم الاصلاحات من دون اي عنف او فتح ابواب الجحيم على فتن وحروب يمكن التكهن ببداياتها لكن لا يمكن معرفة نهاياتها". ويضيف &laqascii117o;لا احد يخاف من سوريا الديموقراطية، المنفتحة والمستقرة ايّا كانت طبيعة او &laqascii117o;ايمان" النظام فيها".
وعن تحالف &laqascii117o;الأقليات" الذي يوحي به تحالف &laqascii117o;التيار"(المسيحي) مع &laqascii117o;حزب الله" (الشيعي) والنظام السوري (العلوي) يقول مصدر مسؤول في &laqascii117o;التيار" إن البعض يتقصد المبالغة في هذا الكلام استفزازاً للعصبيات. فالجميع يعرف انه لا يمكن لأي فريق او مجموعة او طائفة ان تعيش بانعزال عن محيطها وبيئتها. لا احد يمكنه ان يحمي نفسه بحدود جغرافية. علينا جميعا السعي الى ايجاد قواسم مشتركة والعمل على تطويرها لخدمة اوطاننا. إن تحالفنا اليوم سواء مع &laqascii117o;حزب الله" او مع سوريا قائم على اسس سياسية عنوانها العريض الصراع العربي -الاسرائيلي ومصير لبنان نتيجة هذا الصراع وفي ظله. والخط الفاصل بالنسبة الينا هو تجنيب لبنان مرة جديدة دفع ثمن السلام الاسرائيلي توطيناً في الداخل اللبناني بما يقضي على الصيغة والتركيبة اللبنانية". ينفعل المصدر عند اتهام &laqascii117o;التيار" باستخدام &laqascii117o;فزاعة" التوطين تحقيقاً لمكاسب سياسية داخلية وأحياناً مكاسب شخصية، خصوصاً أن اللبنانيين متفقون على رفض التوطين والفلسطينيين كذلك، ويقول &laqascii117o;اذا افترضنا بحسن نية ان كل اللبنانيين مجمعون بصدق على رفض التوطين، فهل يكفي ذلك؟ ألن يُفرض التوطين فرضاً ولو عبر فتن وحروب او صراعات مفتعلة؟ اذا تم خلق امر واقع عبر زعزعة الاستقرار ألا يمكن ان ينجر لبنان الى تسوية تكون نتيجتها مثلا القبول بالتوطين؟".يقر المصدر في &laqascii117o;التيار الوطني الحر" ان &laqascii117o;الإرباك والقلق يعم كل المنطقة ويطال بطريقة او بأخرى &laqascii117o;التيار". فالأسئلة كثيرة ومعقدة ولا اجوبة مريحة في الأفق. فمن يمكنه ان يرسم مستقبل الأزمة في سوريا؟ كيف ستنعكس على المنطقة عموما وعلى القضية المركزية أي الصراع العربي الإسرائيلي وتداعياتها؟ من يمكنه ان يرسم صورة لبنان بعد انتهاء ازمة سوريا في اي اتجاه كان؟".
ويخلص المصدر الى التأكيد &laqascii117o;ان الحل الوحيد المتاح امام اللبنانيين هو تأمين شبكة امان داخلية تتيح تجاوز ازمة سوريا والمنطقة بأقل الاضرار والخسائر. فلا يجوز الاستقواء على بعضنا او ان نستغل لحظة او ظرفا للانقضاض على بعضنا. على العكس علينا مدّ الجسور للعبور بلبنان الى ضفة الاستقرار والامان بغض النظر عن الصراع والاختلاف السياسي".
ـ 'السفير'
عبق طرابلس الرمضاني يشكل عامل جذب لكل المناطق اللبنانية
زين وكوتيس يفتتحان مهرجان ليالي رمضان وميقاتي يفاجئ الحضور
غسان ريفي:
خطفت طرابلس الأضواء، ورفرف النور في أرجائها انطلاقا من معرض رشيد كرامي الدولي وصولا الى مختلف مناطقها الشعبية التي وصلتها أضواء اللايزر الملونة، إيذانا بافتتاح مهرجان 'ليالي رمضان' الثالث بتنظيم من جمعية العزم والسعادة الاجتماعية بعنوان 'رفة نور'، الذي استقطب جمهورا غفيرا متنوعا قصد طرابلس من مختلف المناطق اللبنانية وضاقت به مدرجات المسرح العائم على رحابتها، وفاضت الى جوانب المسرح الذي ازدان بزينة رمضان وألوانها الزاهية استعدادا لاستقبال كوكبة من الفنانين والمنشدين العالميين على مدار سبعة أيام من لبنان والسويد وتركيا والامارات والعراق والأردن. وتوج حفل الافتتاح، بحرص رئيس الحكومة نجيب ميقاتي على مشاركته الشخصية في إطلاق مهرجانات رمضان في مدينته، ففاجأ الحضور بدخوله الى مدرجات المسرح العائم، متجاوزا البروتوكول والتدابير الأمنية المحيطة به، فاخترق الصفوف المتراصة خلف بعضها البعض، وانضم الى الحضور الذي تقدمه أحمد الصفدي ممثلا وزير المالية محمد الصفدي، وزير الدولة أحمد كرامي، طوني ماروني ممثلا وزير الثقافة كابي ليون، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء الدكتور نادر غزال، الرائد ربيع شحادة ممثلا للواء أشرف ريفي وحشد من الفاعليات الاجتماعية والأهلية والشبابية. النشيد الوطني اللبناني بداية، ثم رحب مدير العلاقات العامة في لجنة مهرجانات ليالي طرابلس مروان شندب بالحضور، لافتا الى ان هذا المهرجان سيصل الى العالمية ببرنامجه المتنوع واستقباله فنانين عالميين ابرزهم ماهر زين الذي نقل الفن الاسلامي الى العالم الغربي قبل العالم العربي، مشيرا الى ان اهمية المهرجان انه يجعل من طرابلس منارة للسلام والفن والثقافة، رافضة كل ما يشاع عنها، شاكرا الرئيس نجيب ميقاتي على دعمه ورعايته. ثم قدمت جمعية فنون متقاطعة توطئة للمهرجان على طريقتها، فأكد الفنان براق صبيح أن طرابلس مدينة السلام والأمن والانفتاح والاستقرار والحوار والعيش المشترك، وأنها المدينة الأبهى في لبنان، التي خرج منها مارد تسلم أمانة حماية الوطن، وانطلق بمسيرته متحصنا برضى الله ووالديه وثقة أبناء مدينته ووطنه. ثم دخل الفنان التركي مسعود كورتيس الى المسرح، وقدم باقة من الأناشيد الاسلامية التراثية بتوزيع جديد يتماشى مع تطور الموسيقى العربية المطعمة بنكهة غربية، وغنى بالعربية والتركية والانكليزية، وتفاعل معه الجمهور في أنشودات الله الله، صلوات، يا إمام الرسل، وبعض الابتهالات الأخرى. ثم استضاف الجمهور الفنان العالمي إبن طرابلس، والسويدي الجنسية ماهر زين الذي قدم باقة من الأناشيد الاسلامية والمدائح النبوية والمناجاة، وذلك في إطار موسيقي غربي يعتمد على قوة الموسيقى، وهو الاسلوب الذي يعتمده الفنان زين في إيصال الابتهالات الاسلامية الى مسلمي أميركا وكندا وسائر الدول الأجنبية، وقد ألهب هذا الاسلوب أجواء المهرجان، وتميز بتفاعل الجمهور الذي بلغ ذروته عندما قدم الفنان زين لوحات رائعة مترافقة مع ابتهالات حول الحرية والقضية الأم فلسطين. وتزخر طرابلس بالمهرجانات والأمسيات خلال شهر رمضان المبارك التي من شأنها أن تشكل عامل جذب لكثير من المواطنين من مختلف المناطق اللبنانية الذين يشدهم عبق طرابلس الرمضاني الى زيارة المدينة والتجول في أسواقها، وفي هذا الاطار تطلق مؤسسة الصفدي مهرجاناتها 'على ضوء القمر' في ثلاث ليال رمضانية فتستضيف يوم الخميس في 11 رمضان المرنم المصري المتخصص بالإنشاد والذي عرف عنه إتقانه في جمع الإنشاد الصوفي والطرب والتراث الشرقي الكلاسيكي، مصطفى سعيد، يليه عرض تراثي لفرقة طرابلس التراثية للإنشاد والفتلة المولوية، وتستمر يوم الخميس في 18 آب مع كورال الفيحاء بقيادة المايسترو باركيف تسلاكيان لتختتم الأمسيات يوم الخميس 25 آب، مع الموسيقي شربل روحانا يرافقه الفنان ايلي خوري. وتترافق مع برنامجي الخميس 11 والخميس 18 آب، عروض لأعمال يدوية وحرفية على 'التراس' في 'مركز الصفدي الثقافي'. هذا بالاضافة الى النشاطات المحلية الرمضانية التي تنظمها بلدية طرابلس حيث تستضيف الفنانة ميمي فرح بخمس أمسيات للأطفال، والفنان عبد الله حمصي أسعد، والحكواتي نزيه قمر الدين، والأخوان المزرزع في أمسيات إنشادية، وفرقة حلب للتراث الاسلامي، وفرقة طرابلس التراثية، والفتلة المولوية، على أن تتوزع النشاطات بين الرابطة الثقافية وحديقتي الملك فهد والمنشية، كما تطلق بلدية طرابلس مسابقات رمضانية للشباب لاختيار: منشد الفيحاء، ولغوي الفيحاء، وشاعر الفيحاء، وخطيب الفيحاء.
ـ 'الديار'
&laqascii117o;مخاوف من توسّع دائرة الاشكالات الأمنيّة المتنقّلة"
المعارضة: معلومات عن أيلول ساخن سياسياً وأمنياً واقتصادياً
وجدي العريضي:
اكدت مصادر في 14 آذار ان البلد على كف عفريت في ظل تفاقم الخلافات السياسية وتردي الاوضاع الاقتصادية والاجتماعية، ناهيك عن الانتهاكات الامنية وابرزها ما جرى في اهم شوارع بيروت اي الحمراء من صدامات وظهور مسلح ما ادى الى حالة بلبلة في صفوف المارة والمصطافين والاهالي الامر الذي تطرق اليه النائب مروان حماده في الجلسة التشريعية النيابية. وتشير المصادر نفسها الى ان مخاوف جمة حيال توسّع دائرة الاشكالات الامنية المتنقلة وحيث الاجواء المتوافرة على الارض تنذر بما لا يحمد عقباه خصوصا ان المؤشرات تتحدث عن ايلول ساخن وحادث الحمراء بمثابة &laqascii117o;بروفة" لما قد يحصل لاحقا وكل ذلك على إيقاع بداية الانعكاس السلبي لأحداث سوريا على لبنان اذ غمز السفير السوري في لبنان من هذه القناة، عندما ربط استهداف سوريا باستهداف لبنان.
وتشير مصادر 14 آذار الى ان ما قاله النائب حماده كان في محله لأن ما جرى في شارع الحمراء ليس حادث سير بل عمل امني مسلح ربما يحدث في مكان اخر في سياق الاجواء المشحونة وتستعد مجموعة نيابية من 14 آذار وقيادات سياسية لسؤال رئيس الحكومة نجيب ميقاتي عما قاله في المجلس النيابي من كلام مدار استهجان واستغراب اذ لم يعر انقطاع الكهرباء اي اهتمام بحسب رأيه اي ميقاتي كانت الكهرباء تنقطع لكن الاوساط ذاتها تلفت الى ان التقنين الحالي يذكّر بمراحل الحرب.
واكدت مصادر 14 آذار ان الرئىس ميقاتي لم يتحرك حيال ما جرى في شارع الحمرا و&laqascii117o;يكلف خاطره" لمعالجة هذا الموضوع الخطير مما ترك استياء عارما لدى اهل العاصمة واعتبار ما حدث &laqascii117o;بميني" 7 ايار جديد قد يجرّ الى اشكالات متنقلة في العاصمة لا سيما وان الاجواء توحي بذلك من خلال الاحداث اليومية وثمة امور يجري التعتيم حولها في الاعلام بمعنى حصول اعتداءات وحوادث متفرقة في هذا الشارع وذاك، لذا تبدي الاوساط ارتيابها من امكانية تفاقم الاوضاع مع تنام التطورات في سوريا لأن السفير السوري في لبنان قالها بوضوح عندما ربط التصعيد في بلاده بلبنان ما يؤشر الى اسابيع ساخنة.وهنا لا يخفي نائب معارض معلومات يمكلها واستقاها من مصادر عليمة مفادها ان فريق 8 آذار يحضّر الى انقلاب اخر في حال تفاقمت الاحداث في سوريا واهتز النظام وذلك من خلال القيام بأحداث امنية وشغب وسوى ذلك من عدة التوتير الامني على غرار السابع من ايار وربما تعدى ذلك بكثير خصوصا وان الحكومة الميقاتية هي حكومة هذا الفريق وقادرة على اتخاذ اي قرار وفعل كل شيء والرئىس ميقاتي لا يتوانى عن تنفيذ ما يطلب منه وجاهز لتلبية كل مطالب حزب الله ومن سمعه يتحدث في المجلس النيابي كما تلخص مصادر 14 اذار بالقول يظهر بأنه لا يبالي بما يجري من تفاقم الاوضاع الامنية والاقتصادية والخدماتية اذ رماها على الحكومة السابقة وذلك هروب للأمام والتزامه بأجندة من جاء به، والا فهم يسقطون حكومته
ـ 'الديار'
من إطلاق الضبّاط الأربعة الى &laqascii117o;دير شبيغل".. إستراتيجية غامضة للمحكمة الدولية
لماذا يدرس بلمار &laqascii117o;عناصر قدّمها حزب الله" للمحكمة بعد صدور القرار الاتهامي؟
اسكندر شاهين:
عجز اهل القانون حتى الآن عن فهم الاستراتيجية الغامضة التي تتبعها المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري، فاذا كان ما يحصل على صعيد دول المنطقة من احداث دامية اجاب على التساؤلات ومنها السؤال الكبير: لماذا اغتيل رفيق الحريري ؟ الا ان التحقيقات في جريمة العصر والتي توالى عليها اربعة محققين من فيتزجيرالد الى ديتليف ميليس مروراً بسيرج برامرتز وصولاً الى مدعي عام المحكمة دانيال بلمار، لم تجب عن الاستراتيجية التي رسمت خطوطها السرية في لاهاي وما الهدف منها. فاذا كان ميليس اوقف الضباط الاربعة وحاول مقايضة اللواء جميل السيد لتقديم كبش محرقة ورفض الاخير دافعاً الثمن من خلال سجنه الاعتباطي، فان الاكثر غموضاً بين المحققين الذين تناوبوا على ملف الجريمة كان برامرتز، الذي أنهى ولايته في التحقيقات كما بدأها دون ان يتسرب حرف واحد من ملفاته، او المحقق بلمار الذي اصبح مدعي عام المحكمة، وهذه سابقة وفق اهل القانون في تاريخ القضاء اذ لا يجوز وفق هؤلاء ان يتولى المحقق في جريمة منصب المدعي العام ما يشكله الامر من تداخل بين قناعات القاضي واجتهاده الشخصي كمحقق مما يؤثر على سير العدالة، فان بلمار يعتبر الاكثر دهاء من كافة المحققين لا سيما وانه اعتمد عبر مسيرته في التحقيق على اسلوب مخابراتي رفيع المستوى، فغالباً ما يوجه الانظار الى ناحية في الوقت الذي يحقق فيه في ناحية أخرى، معتمداً على اسلوب الترهيب والترغيب، وربما هذا الامر كان السيد حسن نصرالله سباقاً في استشراف اهدافه، فعندما اوصى بلمار باطلاق سراح الضباط الاربعة هلّل اهل المعارضة الرافضون للمحكمة آنذاك على خلفية ان القضاء الدولي يخضع لقيود كما القضاء المحلي الى حد كاد بعضهم يعتذر عما قاله يوم انشاء المحكمة الدولية، الا الامين العام لحزب الله الذي حذّر في خطابه يوم اطلاق الضباط الاربعة عن &laqascii117o;طبّات" تخفيها المحكمة، على خلفية ان اطلاق من اتهموا دون اية اثباتات كان جزءاً من عملية تجميل لوجه المحكمة تريح اللبنانيين المعنيين بالقضية، وان هذا &laqascii117o;التكتيك" برع فيه بلمار.تقول الاوساط المتابعة لملف جريمة الحريري ان بلمار لجأ الى &laqascii117o;تكتيك" آخر بعد عملية التجميل آنذاك، اذ سرعان ما سرب التحقيق الدولي الى صحيفة &laqascii117o;دير شبيغل" الالمانية، وكان الهدف من ذلك يتجسد اولا بجس نبض &laqascii117o;حزب الله" في حال اتهامه من جهة، وفي معرفة ردود فعل الاطراف من جهة اخرى، وعن التداعيات المحتملة في حال صدور القرار بصيغة &laqascii117o;دير شبيغل"، وهذا ما حصل على الارض، فصدر القرار الاتهامي المعدّل يتهم العناصر الاربعة في &laqascii117o;حزب الله" على ان تصدر قرارات اتهامية اخرى عند انتهاء المدة القانونية لابلاغ المتهمين.
ولعل اللافت اليوم اعلان مكتب بلمار انه يدرس عناصر قدمها &laqascii117o;حزب الله" في اطار التحقيق في اغتيال الحريري وان هذه &laqascii117o;المواد قدمت استجابة لطلب مكتب مدعي عام المحكمة"، فلماذا استفاق بلمار فجأة وبعد صدور القرار الاتهامي، لدراسة هذه المواد وما الجدوى منها، وبالاحرى ما هو الهدف الذي يرمي اليه بلمار من وراء ذلك بعدما سبق الصيف العزل، وماذا يريد ان يقاطع من معلومات لديه، علماً ان نصرالله كان واضحاً وصريحاً باتهام اسرائيل باغتيال الحريري وانه يملك وثائق ومنها مقتطفات شريط &laqascii117o;فيديو" عرض على الشاشات، هل وصلت الامور بمدعي عام المحكمة الدولية الى الاستخفاف بعقول اللبنانيين الى هذه الدرجة، ام انها جزء من &laqascii117o;تكتيك" يهدف من خلاله الى استدراج حكومة الرئيس نجيب ميقاتي لحشرها بالتزام دفع حصة لبنان لتغطية مصارفات المحكمة الدولية بعدما فتحت المجال للمدعين الشخصيين الذين تضرروا مادياً ومعنوياً للتقدم بشكاويهم الى المحكمة لتحدد لهم لاحقاً التعويضات التي تعتبرها ملزمة للقضاء اللبناني وغير معنية بها. ربما ما حصل ويحصل مع اللواء السيد الذي يطالب بحقه امام المحكمة الدولية يعطي صورة واضحة عن القضاء الدولي، الذي يختصر بالفولكلور اللبناني &laqascii117o;الك معنا وما معنا"
ـ 'النهار'
انتقاد الموقف من 'البيان الرئاسي' في محله؟
سركيس نعوم:
تستطيع المعارضة الجديدة انتقاد رئيس الوزراء نجيب ميقاتي وحكومته، رغم انها 'دخلت القصر الحكومي مبارح العصر' كما يقال، ولم يُتح لها الوقت ليس للقيام بانجازات بل للاعداد لها. وتستطيع ان تستعمل اسباباً كثيرة في ذلك معظمها سياسي مثل كونها حكومة 'انقلاب' دُبّر في ليل، كما قال اقطابها، او انها حكومة 'حزب الله'، او ان رئيسها اختاره الرئيس السوري بشار الاسد بموافقة الحزب لكي تنفّذ حكومته مجموعة اعمال مهمة لهما أبرزها اثنان. الاول، فك ارتباط لبنان رسمياً بـ'المحكمة الدولية' بسبب توقع تسارع اجراءاتها. والثاني، تطهير الادارات من الحريريين والحياة الوطنية من الحريرية السياسية وملء الاولى بالأنصار تمهيداً للسيطرة الكاملة على البلاد. وتستطيع المعارضة نفسها انتقاء السياسة الخارجية اللبنانية التي تحددها ومن زمان جهات غير مخوّلة ذلك قانوناً. ولا يعكس ذلك انتقاداً للوزير الجديد عدنان منصور الذي قد يكون من الاكفى بين الذين تولوا وزارة الخارجية من غير السياسيين بعد الطائف. وتستطيع تحديداً، وبخلفية الصراع القائم بينها وبين الموالاة، انتقاد عدم مماشاة لبنان الإجماع الدولي في مجلس الامن حول تطورات الاوضاع في سوريا. لكن ما لا تستطيع فعله هو المبالغة في ذلك بحيث تصور موقف ميقاتي وحكومته، الذي عكسه موقف لبنان في مجلس الامن قبل يومين، لا أخلاقياً و'خيانياً' للبنان واستقلاله وحرياته وديموقراطيته. وتحديداً لا تستطيع في سياق معركة ضارية مستمرة بينهما (اي المعارضة والموالاة) الضرب تحت الحزام، وتجاهل المعطيات والوقائع والامكانات وكذلك احتمالات تطور الوضع اللبناني. وكلها احتمالات سلبية. وكي لا يبدو هذا الكلام انتقاداً لفريق 14 آذار وممالأة لفريق 8 آذار وتزلفاً للرئيس ميقاتي الذي انتقدناه كثيراً رغم صداقتنا المزمنة له، لا بد من الإشارة الى امور عدة اولها ان لبنان لم يصوّت ضد البيان الرئاسي المتعلق بسوريا الذي اصدره مجلس الامن يوم اول من امس. ولو كان فعل ذلك لما كان صدر القرار على الاطلاق.هذه هي قواعد صدور البيان عن هذه الهيئة الدولية الرفيعة. ولهذا السبب يعتبر كثر من القانونيين العريقين ان البيان الرئاسي الصادر عن مجلس الأمن يوفر ديموقراطية حقيقية لكل اعضاء مجلس الأمن اذ يُملِّك كلا منهم حق النقض او 'الفيتو' الذي به يستطيع احباط صدور البيان. في حين ان قرار مجلس الامن يوفّر ديموقراطية اقل اذ يُملِّك فقط خمسة اعضاء فيه الحق هذا. فضلاً عن انه يمكن ان يصدر بتسعة اصوات اي من دون إجماع. وكل ما فعله لبنان انه 'نأى بنفسه' عن هذا الموضوع. وثاني الامور ان موقف لبنان هذا ليس بدعة ولا اختراعاً جديداً. بل هو تكرار لواقعة حصلت اكثر من مرة في مجلس الامن، كان ابرزها في 12 شباط 1974 عندما نأت الصين بنفسها (Disassociated) او بالاحرى فصلت نفسها، عن موضوع بيان رئاسي كان معدّاً للإصدار حول شكوى العراق من تحرّشات ايرانية على حدوده.
وثالث الأمور ان المخرج الذي اعتمده لبنان ساهم فيه 'كبار' مجلس الامن كلهم وفي مقدمهم اميركا. وقد عكس ذلك حرصاً منهم على صدور البيان الرئاسي، وحرصاً مماثلاً منهم ايضاً على عدم زعزعة الاستقرار الهش في لبنان، وعدم تعريضه لأزمة داخلية قد تكون بالغة السلبية، وازمة مع سوريا عواقبها وخيمة، او ازمة مع المجتمع الدولي. وهو لا يستطيع احتمال كل هذه الازمات. اما رابع الامور وآخرها فهو ان 'تفاجؤ' منتقدي موقف لبنان في مجلس الامن من 'البيان الرئاسي' لم يكن في محله. هذا اذا كان اصحابه شعروا بالتفاجؤ فعلا. فوزير الخارجية، الذي وجّه تعليمات في شأنه الى بعثة لبنان الدائمة في الامم المتحدة، عضو في حكومة تمثل غالبية مجلس النواب اي فريق 8 آذار. وهذه الغالبية، تبعاً لأولياء نعمة تكوُّنِها ولأولياء نعمة الحكومة المنبثقة منها، تقف مع سوريا وحلفائها في المنطقة ولبنان. والموقف الذي كان يتوقع معارضوهما اتخاذه من الموضوع المذكور اعلاه كان المعارضة الصريحة لصدور البيان. وبذلك كان اصدار البيان اُجهِض. ولهذا الامر كان عليهم ان يفاجأوا بموقف 'النأي عن البيان' الذي اخذ في الاعتبار اوضاع لبنان مثلما اخذها 'كبار' مجلس الامن بصرف النظر عن الصراعات الداخلية. ويفترض ألا يثير ذلك الانتقاد، علماً ان على المعارضة ألا تخاف اذ ان أمامها الآن وسيكون أمامها قريباً جداً ربما موضوعات كثيرة للإنتقاد والمعارضة ولما هو اكثر من ذلك. وقد يكون اهمها قرار عن سوريا في مجلس الامن لا تستطيع حكومة ميقاتي حتى الامتناع عن التصويت علي
ـ 'النهار'
تعالوا إلى كلمة سواء
الياس الديري:
حول طاولة حوار، من دون طاولة، ومن دون عنوان محدّد، في القصر الجمهوري في بعبدا، في بيت الدين، في الهواء الطلق، في قلعة الشقيف، في قلعة جبيل، كل ذلك وغيره مما نقرأ ونسمع، لا يقدّم ولا يؤخّر في لبّ الموضوع وجوهر المسألة الأساسيّة. هناك مشكلة كبرى وخطيرة، وكثيرة التعقيد والتداخل والتشابك، واذا ما بقيت 'متروكة' على ما هي فإنها ستتحول كرة كبيرة، ولكن من نار لا من ثلج.وخصوصاً وسط مناخ عربي، ومحيط عربي، تميّزه في هذه المرحلة أعمدة الدخان، وكرّات النار، وأحزمة الدمار والدم.وعنوان المشكلة، الذي لا يحتاج الى تعريف وتفسير، مختصره 'حزب الله': سلاحه، دويلته، سلطته المستقلة بكل تفاصيلها وتدابيرها البعيدة عن الدولة الأم أو ما يُفترض أن تكون الدولة الدولة على غرار دول الأرض.والمستقلّة، تالياً، عن مجموع السلطات والمؤسسات والقوانين، وما يتفرّع عنها، وما تصدره، وما تقرّره...هذا الأمر الواقع لا يحتاج الى شرح يطول، ولا الى تفسيرات وإضافات، كونه استهلك خلال ست سنوات كل ما يمكن أن يُقال. معه أو ضده. مدحاً أو ذماً. إشادة أو انتقاداً.
ولا جدوى من المزيد الذي لن يقدّم أيّ جديد، ضمن هذا النطاق. لا سلباً ولا إيجاباً.
لكن ذلك لا يعني سحب اليد، وسحب المحاولات والمساعي، الى أن يقضي الله أمراً كان مفعولاً.
لا بدّ من البحث عن مخرج، عن مدخل، عن نقطة تنطلق منها البداية السليمة الى معالجة موضوع بهذا الحجم، وبهذه الأهمية والاستثنائية.
وقبل أي أمر آخر. وبالتشاور والتعاون الدائمين مع قيادة 'حزب الله'، وبعيداً من المهاترات والاتهامات والتهديدات، وما لم يعد لبنان يحتمل اضافات من ذيوله.من البديهي أن يُناط أمر كهذا، وبكل ما ينطوي عليه من خطورة، بالرؤساء الثلاثة: ميشال سليمان، نبيه برّي ونجيب ميقاتي.وعلى أساس البحث عن حلول تؤدي الى نتائج ايجابية، وتعيد فتح الشوارع، وفتح ال