قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الثلاثاء 8/8/2011

المحضر السري للقاء الأخير (2)
المعلم للحريري: نحن والأجهزة هنا أوصلناك إلى الزاوية

ـ 'الجمهورية'

في الحلقة الثانية من المحضر السري للقاء الأخير الذي عقد بين الرئيس الشهيد رفيق الحريري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم في قريطم قبيل استشهاده عام 2005، كلام كبير وخطير حيث اعترف المعلم بأن سوريا والأجهزة العاملة في لبنان أوصلت الرئيس الشهيد إلى 'الزاوية' فيما عبّر الحريري عن معاناته وسوء معاملته من القيادة السورية بكل جرأة ووضوح. هنا نص الحوار في جزئه الثاني:

الحريري: أعرف من وراء القرار 1559، فاروق الشرع أقنعه أن رفيق الحريري وراء هذا الأمر، لأنه فاشل ويريد تغطية فشله برفيق الحريري. أنت تعلم بالقرار 1559 منذ حزيران والفرنسيون أبلغوا إليكم هذا الأمر، والأميركيون يعلمون. وأنت تعرف أنه لولا التمديد لما صدر الـ1559، وأنت تعلم أن هذا الكلام غير صحيح.
المعلم: دولة الرئيس، نريد حل المشكلة، أنا قلت لك نكتة فخري البارودي لأقول لك كم عانيت لأصل إليك ولأقنع الرئيس الأسد. هناك تقارير عن دور رفيق الحريري في القرار 1559 (...) أنا أحارب هنا وهناك، أنا 'لاطينلي' على مهمّتي ولا يريدون أن يتغير شيء، لكن أنا أقرر ولست سائلا عن أحد، حتى الوظفية لست سائلا عنها، أصبح عمري 64 عاما. كما أنهم أقنعوه (بشار الأسد) أن هناك مخططا والدليل الحديث عن التمديد لليونيفيل في مجلس الأمن، وأن رفيق الحريري سيعود رئيسا للحكومة وينفذ هذا الأمر. قال لي إن العملية بدأت لضرب فتنة طائفية بين السنّة والشيع...

الحريري: كيف؟
المعلم: ما قاله الملك عبد الله عن الهلال الشيعي. ما أريد أن أقوله، أن هناك نظرة سلبية ضدك، لجهة أن المعارضة لم تكن لتقف على رجليها لولا رفيق الحريري، وأن تيار المستقبل في المعارضة ويتحرك من الحريري.
الحريري: صحيح..
المعلم: رستم غزالة عاد إلى لبنان، وليد جنبلاط التقى معكم..
الحريري: لقد التقيت رستم قبل وبعد.
المعلم: الرئيس بشار، مثل أي رئيس مسؤول يخضع للتقارير
الحريري: منذ أربعة أعوام وأنا أقاوم التقارير، وقد أستسلمت لأنني لا أستطيع مقاومتها، فالتواصل معكم مقطوع وكذلك مع الرئيس بشار الأسد، هناك أشخاص من جماعتكم في لبنان، يملكون خلية متخصصة برفيق الحريري وبإرسال التقارير. سيرسلون تقريرا بأنني قابلتك، ويغيروا التفاصيل 'فوقاني تحتاني' ويختلقوا حوارا وأنهم يراقبون بيت الحريري، وأنا قلت له مرارا إسألني، يسأل أبو عبدو، أنظر أبو عبدو إلى أين أوصله (بشار الأسد)

قلت له يا سيادة الرئيس أنك أجريت تعيينات منذ عامين، إنو ماهر صار كذا وآصف كذا، فهل تريدني أن أجري اتصالا بأحد، فقال لي أبدا، فقط معي، والتقي في بعض الأحيان غازي وأبو عبدو وصاحبك أبو جمال. مرة أردت أن أقابل ماهر فقال لي أنا سأرتب الموعد ولم يحصل، هذا منذ عامين. وأنا لا أريد أن أتصل بأحد من سوريا إلا من خلاله، حتى أيام الرئيس حافظ الأسد، فهو الذي أنشأ علاقتي بأبو جمال. وعلاقتي مع أبو جمال تطورت إلى صداقة عائلية وهو رجل خارج القرار منذ أعوام عدة. فماذا أفعل يا وليد أمام تقارير ترده. أنت تعرف أن موضوع القرار 1559 بدأ منذ زمن وقد أبلغكم الفرنسيون به.
المعلم: كلا لم يقل، السفير أنكر، صدقني أنا استدعيته، جيرو أنا استدعيته.
الحريري: لا أتكلم عن جيرو، السفيرة السورية في فرنسا عندكم استدعيت وأبلغوها، وتكلموا معها عن التمديد مرات عدة واعتبرتم أن أي شيء يصدر عن فرنسا وراءه الحريري، كأن فرنسا دولة فاضية ورفيق الحريري يحركها. لنتفاهم هل أنا فرنسي أو أميركي، أو هل أنا centre de gravite للعالم؟
المعلم: أنت كنت وزير خارجية لبنان وسوريا
الحريري: هذا الكلام الذي 'جنّن' فاروق الشرع
المعلم: أبو بهاء كان وزير خارجية البلدين ....
الحريري: لنفترض جدلا، فرفيق نعرفه منذ العام 1982 أي منذ 22 عاما لم تنقطع العلاقة معه، وهو كان رئيسا للحكومة مدة 12 عاما، فلماذا تغير هذه السنة، ليسألوا أنفسهم قبل أن يسألوني؟ لماذا تغير إلى درجة أصبح فيها مستعدا للتعاون مع الجميع ضد سوريا، هناك سبب، هو لم يتغير لا يزال هو نفسه، لكن أوصلناه إلى مكان 'طلّعنالو دينو' لماذا؟ ماذا حدث؟ أين الخطأ من جهتكم أو من جهته؟ ... هل أنا من الأساس عميل فرنسي، أوروبي ،أميركي ؟؟؟

المعلم: يتكلمون عن تأثيرك ...
الحريري: لماذا أثّرت هناك، فأنا أعرف شيراك من الأساس، وهو منذ 9 أعوام 'ماشي مع سوريا متل الساعة'، وعندما أتى إلى البرلمان اللبناني قال إن الوجود السوري في لبنان باق حتى إرساء السلام. أنا 'خليتو يحكي هذا الكلام وأنا خليتو يحكي الكلام التاني'، أليست هذه النظرية ...
المعلم: أوصلوك إلى الزاوية
الحريري: لماذا؟ من أوصلني؟
المعلم: نحن والأجهزة هنا
الحريري: شوف وليد، للموقف الفرنسي مجموعة عوامل، الدبلوماسية السورية لم تدرك أهمية لبنان بالعقل والعاطفة الفرنسية. أنا أعلم ماذا يحصل
المعلم: أنا أتكلم بصراحة لأنني أريد معالجة هذا الموضوع
الحريري: وأنا أتكلم بصراحة وأعلم ماذا يحصل، وكنت أعلم بأشياء عدة كانت تحصل، لكنني لم أتدخل في هذا الموضوع، أنا لم أكن وراءه لكنني لم أوقفه. سأقول لك لماذا. هناك عريضة أنجزها ميشال عون في فرنسا بعد صدور قانون محاسبة سوريا، وقعها 103 نواب فرنسيين، فأتى إلي هاني حمود، وهو صحافي لبناني - فرنسي يعيش في فرنسا، إلى هذا المكتب بالذات وقال لي: دولة الرئيس هناك عريضة أنجزها ميشال عون وقعها حتى الساعة 103 نواب فرنسيين من أصل 560 أو 650 نائبا في البرلمان، تتعلق بقانون محاسبة سوريا وتحرير لبنان، وبعض النواب الموقعين هم من نواب شيراك، سألته متى؟ قال لي حصل هذا الأمر في الـ24 أو 48 ساعة الماضية. فاتصلت بشيراك فقال لي أن لا علم لديه بالموضوع. وفي اليوم نفسه أو اليوم التالي عاودت الاتصال به فأبلغ إلي أن الأمر صحيح و'إنو قامت القيامة' وتكلم مع رئيس البرلمان وأوقف الموضوع، فقلت له ممنون.

عندها صدر كلام من سوريا 'إنو الحريري وراها'، وحياة عيوني؟؟؟
المعلم: لم تخبر الرئيس ماذا فعلت....
الحريري: لم أخبره، هناك كثير من الأمور قمت بها ولم أتكلم. أنا لست مثل ' يللي شايفهن بين أجريك'، أنا اعتبرت أن ما حصل spontan&eacascii117te; (عفوي)، أما هم فاعتبروا أن الحريري وراء هذا الأمر، وأوقفه 'حتى يربحنا جميلة'. وكنت في الأساس أعيش مرحلة من الهجوم علي 'إلا أول ما إلا تاني: بهدلة، وشرشحة ودعوسة'.. فقلت يا رفيق 'لو ضويت العشرة' لهذه الجماعة 'خلص' فهم لا يحبونك ولا يثقون بك.
المعلم: هكذا فجأة؟
الحريري: نعم، وهذا الكلام صادر عن أعلى مستوى في سوريا. 'بكون حكى مع فاروق'، والأخير قال له 'هذه تقريقة'، الحريري يقف وراءها وهو أوقفها 'ما يربحنا جميلة'. هناك 103 نائبا وقعوا وقد يصبحون 400 في ثلاثة أيام .... لا يمكنني أن أفعل أكثر مما فعلت. وهذا الكلام عمره عام ونيّف، ومنذ ذلك الحين أنا لم أتدخل، حتى جاء مؤتمر القمة في تونس. وقد سبقه اجتماع عاصف بيني وبين بشار وغازي ومحمد خلوف وأبو عبدو، اجتماع 'الله ما يحط حدا في'، تخلله كلام كبير، من قبله ومن قبلهم.
المعلم: حتى غازي؟
الحريري: نعم، إسأل غازي عن الموضوع. خرجت من الاجتماع ورأيت أن الأمر في منتهى الخطورة وإنني أمام رئيس شاب وإذا اصطدمت به سأصطدم بسوريا، وقلت له هل يعقل القول إن الحريري هو وراء هذا الموضوع وهو أوقفه 'ما يربحنا جميلة' .
سألني عن رأيي، فقلت إذا كان الكلام صحيحا فلا يجب أن أعود رئيسا للحكومة في لبنان وإذا لم يكن صحيحا فلا يجب أن يقال ... وبعد هذا الكلام لم ألتقه حتى تونس، طلبت رؤية الرئيس، فأبلغوني أنه سيراني في الشام. وبعدها علمت بالموضوع، طلبت رؤيته لأخبره الحقيقة فرفض، ولم أكن أريد الحديث مع أبو جمال ولا مع 'هيدا يللي هون'، ومرت أشهر عدة، ولم ألتقه حتى حصل التمديد، فأرسل في طلبي وعمّم على الجميع أننا اجتمعنا لمدة 14 دقيقة أو ربع ساعة. أولا أنا رئيس حكومة ترسل في طلبي لربع ساعة 'ماشي الحال'، ما المقصود، عمّم هذا الموضوع كما عمّمت الأجهزة الحديث الذي دار بيننا على كل وسائل الإعلام، لماذا؟ يوم التمديد أرسل في طلبي، وقال: تقول دائما إنك مع سوريا وهذا سيؤكد إذا كنت تعني ما تقول أو لا تعنيه. فقلت له سيادة الرئيس أنا مع سوريا منذ 25 عاما فهل تقول لي إنني إذا لم أسر معكم في الموضوع فهذا يعني أنني ضد سوريا، قال لي: نعم. فأجبته سأفكر.

عندها ذهبت إلى بيتي في فقرا وحسبت الموضوع من كل جوانبه، وأنا أعرف أنني بعدد النواب الذي أملك أستطيع إفشال التمديد لكن هذا يعني 'إنو عم فشّل بشار الأسد' وهذا ما لا أقبله، وبعدها سيكون له رد فعل ويحاول الإتيان بسليمان فرنجية 'ويعمل قصة طويلة وعريضة'، لكنني أعلم في المقابل أن التمديد سيؤذيه. هو لم يسألني عن رأيي، قال لي قرّرت. 'قعدت أضرب أخماس بأسداس' كل الليل وحيدا. قلت قد يدفعه هذا الأمر إلى إعادة النظر في موقفه. وقد حدثته في اليوم التالي وقابلته واتفقنا وأخذنا القرار.
 وركبت الطائرة في اليوم التالي متوجها إلى المغرب، وعدت في اليوم نفسه إلى بيروت. ولأنني كنت 'معصّب'، وقعت في الحمام وكسرت كتفي، هذه قصة كتفي. في هذه الأثناء يتصل بي شيراك ليطلب مني عدم السير بالتمديد في المجلس النيابي، وقال لي نحن أصدقاء ونحن نرفض هذا الأمر، فقلت له 'ماشي الحال' اتخذت قراري.


خبراء يقرون بفشل المنظومة الجديدة بمواجهة صواريخ &laqascii117o;حزب الله" (2)
هل تستطيع &laqascii117o;القبة الحديدية" اعتراض &laqascii117o;زلزال" و&laqascii117o;خيبر" و&laqascii117o;فجر 5"؟

ـ 'السفير'
علي دربج:

لم يتوقف الجدل حول جدوى منظومة القبة الحديدية ومدى فعاليتها، وذلك منذ اليوم الأول لوضعها في الخدمة، بعد سنوات من النقاشات داخل هيئة الأركان بشأن مدى الحاجة إليها، في ظل تحفظات عدد من كبار المسؤولين في الجيش وفي سلاح الجو الذين رأوا أنها خارجة عن المألوف ولا تتلاءم مع الخطر الهجومي.فمعيار نجاح القبة الحديدية بحسب تقارير عسكرية واقتصادية دولية، هما أمران، الأول، قدرتها على صد الصواريخ بكفاءة عالية، والثاني، تقليل النفقات بحيث لا تشكل عبئا اقتصاديا، وكلا الأمرين يبدو أنه غير متحقق لغاية الان، ما يجعلها قبة وهمية بسبب عجزها عن التعامل مع سقوط عشرات الصواريخ دفعة واحدة على إسرائيل، فضلا عن ارتفاع تكلفتها بصورة دفعت بعض المعلقين في الصحف الإسرائيلية الى اعتبارها &laqascii117o;مجرد تبذير للأموال". تفتقر إسرائيل بحسب محللين عسكريين الى تمويل محلي لـ20 بطارية هي العدد المطلوب لحماية جبهتها الداخلية، ولذلك عمدت الى الاستنجاد بالولايات المتحدة كما درجت العادة، حيث تدخل الرئيس باراك اوباما من خلال تمويل 9 بطاريات. إضافة الى ذلك، فإن إسرائيل ستصل الى عامي 2013 و2014 من دون ان تتمكن هذه المنظومة من توفير سوى 50 في المائة من الحماية، بمواجهة صواريخ &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حماس"، هذا على مستوى منطقة الشمال والنقب فقط.

لكن ما يقلق إسرائيل هو تطوير &laqascii117o;حزب الله" قدراته الصاروخية، على قاعدة أخذ الدروس والعبر من &laqascii117o;حرب لبنان الثانية"، فالحديث يجري الآن في الأوساط الاسخباراتية عن نقل &laqascii117o;حزب الله" لصواريخ طويلة المدى من دمشق ومنها &laqascii117o;سكود" الذي يبلغ مداه 700 كلم وصاروخ m – 600 السوري الصنع والذي يبلغ مداه 250 كلم.
وبالرغم من التهليل الإسرائيلي الكبير لهذه المنظومة، إلا أن ثمة عيوبا كثيرة تعتريها اضافة الى ثغرات تقنية يمكن للمقاومة في لبنان استغلالها، لإبطال فعالية تلك المنظومة بنسبة كبيرة.
من الناحية العملياتية، فإن هذه المنظومة لكي تكتشف الهدف، وتميزه، وتتتبّعه، ثم تتخذ قرارا باعتراضه بإطلاق صاروخ مضاد عليه، قد يأخذ ذلك وقتا يصل الى حوالي 40 ثانية. في المقابل، يحتاج الصاروخ العادي الذي قد يطلق على سبيل المثال من جباليا او بيت لاهيا في قطاع غزة أو عيتا الشعب أو مارون الراس في جنوب لبنان الى 20 ثانية فقط للوصل الى المدن الإسرائيلية.
ويؤكد العقيد الاحتياط يوسي ايرز (صحيفة &laqascii117o;هآرتس"، في 29 آذار الماضي) إن &laqascii117o;الصاروخ المضاد الذي تطلقه المنظومة يحتاج إلى 20 ثانية ليتمكّن من إسقاط الصاروخ المهاجم، بينما يستطيع صاروخ &laqascii117o;غراد" المطوّر ضرب أشيكلون – عسقلان في أقل من 20 ثانية.
ومن الثغرات التقنية التي تعتريها أيضا، اعتراضها للصواريخ المائلة المسار، وهو ما لفت اليه د. متان فربار، المحاضر في العلوم الجوية في &laqascii117o;التخنيون" أي المعهد التقني الإسرائيلي، وهو خبير في الصناعة العسكرية بحسب &laqascii117o;هارتس" في 22 تموز 2010. وبناء على تقدير فربار ومشاهدته لفيلم فيديو قدمته شركة &laqascii117o;رفائيل"، يقول &laqascii117o;نظرت مرات عدة في زاوية الاطلاق، ولم تبد لي على أية حال أقل من 45 درجة. أي أن التعويق (الاعتراض) كان لصواريخ مائلة المسار. ولهذا فان موضوع المسارات المستوية لم يفحص عنه في هذه التجربة. ما يزال نقطة ضعف النظام الذي ستتبين لنا قدرته (للأسف الشديد) في الحرب فقط".
وكان فربار حذر من نقاط ضعف &laqascii117o;القبة الحديدية" مؤكدا &laqascii117o;لم أزعم قط أن القبة الحديدية لا تستطيع تعويق (اعتراض) صواريخ تنطلق في زوايا مسار عال. فهي قادرة على تعويق صواريخ يبلغ مداها نحوا من 20 كيلومترا. المشكلة أن لها نقاط ضعف ويحاولون اخفاءها عن الجمهور".
إضافة الى ذلك، استعرض موقع &laqascii117o;ديبكا" الاستخباراتي، العديد من نقاط الضعف والمشاكل التي ستواجه المنظومة استنادا لمصادر عسكرية إسرائيلية، أبرزها أن هذه المنظومة لم تختبر بعد في الحروب الكبيرة والصعبة، حيث أنها لم تظهر قدراتها ضد الهجمات الصاروخية لـ&laqascii117o;حزب الله" و &laqascii117o;حماس" بصورة متزامنة في جبهتين من مواقع إطلاق متحركة بسرعة مع لجوء المهاجمين الى الوسائل الكترونية للتشويش والتضليل. خصوصا وان &laqascii117o;حزب الله" أتقن استخدام هذه الوسائل لتحديد مواقع أهداف الجيش الإسرائيلي والتنصت عليها ووضعها في دوائر التهديف الالكترونية.

ثمة مبالغة بقدرات المنظومة، وذلك بالإشارة الى قدرتها على التمييز بين الصواريخ المطلقة نحو الجبهة الداخلية والموجهة الى مراكز مدنية، وأخرى يمكن أن تنحرف عن مسارها وتنفجر في أماكن غير مأهولة.
وتسأل المصادر العسكرية الاسرائيلية &laqascii117o;إذا تم توجيه المنظومة لملاحقة صلية من الصواريخ تستهدف إحدى القواعد العسكرية وأخرى تتجه نحو مدينة عسقلان، فكيف ستختار ايا من الصليتين لاعتراضها؟ ان التغلب على هذه المعضلة يكون فقط باستخدام عدد خيالي من البطاريات الباهظة التكلفة والتي تبلغ نصف مليون دولار للبطارية الواحدة بما في ذلك آلية الإطلاق، مقارنة بصاروخ &laqascii117o;قسام" واحد لا يكلف صنعه أكثر من 150 دولاراً.
وتطرح هذه المصادر عددا من الفرضيات منها قيام &laqascii117o;حماس" فقط (من دون التطرق الى &laqascii117o;حزب الله" او سوريا او إيران)، بإطلاق 500 صاروخ يوميا و300 قذيفة على المدن والمستوطنات الإسرائيلية، فان ذلك سيكلف إسرائيل حوالي 40 مليون دولار خلال يوم عمل قتالي واحد.
لم تكن هذه المنظومة على مستوى طموحات القادة العسكريين، الذين حذروا من ان قدراتها الاعتراضية قادرة فقط على التعامل مع الصواريخ القصيرة المدى، أي &laqascii117o; القسام" و&laqascii117o;غراد" و&laqascii117o;فجر 3" وصولا الى &laqascii117o;رعد".
غير أن المشكلة التي ستواجهها برأيهم، هي كيفية التعامل مع الصواريخ التي يتراوح مداها بين 100 و250 كلم، كصواريخ &laqascii117o;زلزال" و&laqascii117o;خيبر" و&laqascii117o;فجر 5".يعتبر بعض الخبراء الاستراتيجيين أنه يمكن للمقاومة اعتماد بعض الوسائل والتكتيكات العسكرية المضادة لمواجهة هذه المنظومة وبالتالي إبطال فعاليتها نظرا لخبراتها وتجاربها الغنية في الصراع مع إسرائيل وذلك عبر الآتي:

اولا: العمل على تطوير قدرة الدفع لمحركات الصواريخ، وزيادة سرعتها خصوصا في مرحلة ما يسمى &laqascii117o;سرعة الاقتراب النهائي من الهدف".
ثانيا: استخدام عمليات التشويش الالكتروني وهي من الحلول الفعالة التي قد تلجأ إليها المقاومة التي أثبتت تفوقها في مجال الحرب الالكترونية خلال حرب تموز 2006، ونذكر في هذا المجال قدرتها على تعطيل رادارات البارجة البحرية &laqascii117o;ساعر 5".
ثالثا: اللجوء الى أسلوب الرماية المتواصلة والقائمة على إطلاق صليات كبيرة من الصواريخ، لتشتيت القدرة الاعتراضية للمنظومة واستنزافها أيضا. وهنا سيكون الفشل المحتوم مصير هذه المنظومة، وسيتعين على إسرائيل القيام بالمناورات البرية الواسعة، للسيطرة على الأماكن التي تطلق منها الصواريخ، وهذا يعني الوقوع مجددا في الفخ اللبناني.


اضطرابات سوريا بين الداخل والخارج: كـلما رُتِقَت فُتِقَت
الأسد مطمئن إلى تماسك جيشه واستخباراته وديبلوماسيته

ـ 'الأخبار'

نقولا ناصيف:


ما بات يصحّ قوله في سوريا، هو ما كان يُقال في أحاديث مأثورة قديمة عن بلاد الشام، وسوريا إحداها، كالأردن وفلسطين ولبنان: كلما رُتِقت فُتِقت. هكذا حال النظام. بمقدار ما يتقدّم في المواجهة العسكرية مع معارضيه والإخوان المسلمين، يتعرّض للضغوط الخارجية عليه
وجّه الرئيس السوري بشّار الأسد أمس رسالة مباشرة إلى الضغوط العربية والدولية التي يتعرّض لها في مواجهته المزدوجة مع المعارضة السياسية السورية ومع الإخوان المسلمين. لأسباب معلنة هي الدواعي الصحية وانقطاعه عن عمله بسبب مرضه، أقال الأسد وزير الدفاع، العلوي، العماد علي حبيب، وأحلّ محله رئيس الأركان العماد داوود راجحة، المسيحي، وزيراً للدفاع. وعيّن أيضاً خلفاً لراجحة في رئاسة الأركان.
مغزى الرسالة، في توقيت بالغ التعقيد والحساسية يجبهه الرئيس السوري بعد سلسلة مواقف تنديد بالعنف أطلقها في الساعات الأخيرة مجلس التعاون الخليجي والسعودية والجامعة العربية والأزهر وترافقت مع إجراءات للكويت والبحرين، أن الأسد لا يزال يثق بقدرة جيشه على المحافظة على نظامه وتماسك المؤسسة العسكرية، وهو على أبواب انقضاء الشهر الخامس من الاضطرابات الدموية في سوريا.
ولا يعكس التعيين المفاجئ لوزير جديد للدفاع إلا مظهراً إضافياً من تجاهل الأسد الضغوط الدولية، ثم الضغوط العربية التي ظهرت فجأة وتلاحقت تباعاً في ساعات قليلة، وإصراره على المضي في المواجهة العسكرية. لمست هذا المنحى شخصيات لبنانية رسمية تسنّى لها أمس الاتصال بمسؤولين سوريين لاستكشاف حيثيات إقالة الأسد حبيب فجأة، قبل أن تكثر التكنهات والشائعات، في تدبير يمثل صلة وصل قوية بين الرئيس السوري والجيش. وفي ضوء ما سمعته، لاحظت الشخصيات اللبنانية الرسمية من خلال محدثيها إيلاء الأسد أهمية قصوى لخطة إعادة تأكيد سيطرته على النظام عبر العمليات العسكرية المتنقلة التي تضع الخوض في أي حوار سياسي على الإصلاح جانباً. والواضح أنه والمعارضة السياسية لا يجدان في حمأة سخونة التطورات الوقت ملائماً لفرض تنازلات أحدهما على الآخر.

ويشير بعض ما أوحى به المحدّثون السوريون إلى المعطيات الآتية:
1 ــــ بعد صمت رافق الأشهر الخمسة المنصرمة من الاضطرابات، لم يلتحق مجلس التعاون الخليجي والسعودية والكويت والأزهر والجامعة العربية بالضغوط الأوروبية والأميركية على نظام الأسد، إلا بعدما أنهى ــــ أو يكاد ــــ سيطرته الكاملة على حماه. ورغم أن مدناً ومناطق كدرعا وحمص وبانياس وتلكلخ وجسر الشغور واجهت صدامات مسلحة مشابهة لما حصل في حماه، إلا أن الإرث الدموي القديم الذي لم تمحه السنون الـ29 بين نظام الأسد والإخوان المسلمين، وضع حماه في واجهة الأسباب التي حملت الدول العربية هذه على الخروج من صمتها.
ومع أن بيان العاهل السعودي الملك عبد الله، منتصف ليل الأحد، لم يحمل عبارات منفّرة للأسد شبيهة بالمواقف التركية والأوروبية والأميركية، إلا أن توقيت التحذير وتلميحه إلى أحد خيارين هما الحكمة أو الفوضى والضياع، بعد استعادة النظام حماه، فسّره المسؤولون السوريون بأنه ردّ فعل سلبي على انهيار مشروع إسقاط النظام من الداخل، من خلال النموذج الذي كانت تمثله حماه كإرث سياسي وعقائدي مناقض لنظام الأسد يجسّده فيها الإخوان المسلمون. وذلك رغم افتقار المدينة إلى إحدى أبرز الميزات التي تمتعت بها درعا وجسر الشغور ودير الزور وتلكلخ، وهي كونها مناطق حدودية يستمد المعارضون والمسلحون قوتهم من الدول المتاخمة لها. قبل إسقاطها، استقطبت حماه طوال أسبوعين أكثر من 150 ألف متظاهر، فضلاً عن مسلحي الإخوان المسلمين، لتأكيد العصيان على النظام.
ويقول المسؤولون السوريون إنهم لم يلجأوا إلى الحسم العسكري في حماه إلا بعد تفاوض شاق وصعب استمر ستة أسابيع، عمل الرئيس السوري خلالها على إقالة محافظ المدينة ورئيس فرع الاستخبارات الجوية ورئيس فرع الاستخبارات العسكرية، واستدعى مشايخها وتجارها الكبار ووجهاءها وممثّلي عائلاتها سعياً إلى إعادة النظام إليها بالحسنى وتجنّب إدخال الجيش إليها، وتسليم مطلقي النار على الجيش وقوات حفظ الأمن، فلم يستجيبوا، بينما سيطر مسلحو الإخوان المسلمين عليها وأخرجوا الدولة تماماً منها، وسدّوا مداخلها. عندئذ قرّر النظام اللجوء إلى الخيار الذي حتّمه الحؤول دون جعل درعا وجسر الشغور وتلكلخ شرائط أمنية مستقلة عنه.
2 ــــ لم يصدر أي موقف رسمي سوري رداً على بيان العاهل السعودي، خلافاً لردّ الفعل الفوري والحاد على تركيا الذي أعلنته المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس السوري بثينة شعبان. وأوحى التزام دمشق، حتى الآن على الأقل، الصمت باستيعاب تردّدات موقف الرياض.
3 ــــ لم يرسل الأسد إلى اليوم أي إشارة ضعف توحي بانهيار نظامه. وهو لا يكتفي بتجاهل الضغوط الدولية عليه، بل يقابلها بردود فعل عنيفة عليها ترمي إلى إظهار تماسك النظام في الشهر الخامس من اضطرابات تعمّ مدناً سورية عدة تفشّى السلاح فيها. لا يزال مطمئناً إلى وحدة الجيش وقيادته وأجهزة الاستخبارات التي يرأسها والمؤسسات الحكومية والمؤسسة الديبلوماسية. وخلافاً لما شهدته اضطرابات اليمن وليبيا التي تمرّد فيها سفراء على نظامهم وانضموا إلى المعارضين، لا يزال السفراء السوريون يأتمرون بوزارة الخارجية على وفرة أسباب الإغراء التي تتيح للسفير التخلّي عن إدارته والبقاء خارج بلاده.
بل تبدو إحدى الصور المعبّرة عن تماسك النظام، الموقف الذي غالباً ما اتخذته المستشارة السياسية والإعلامية للرئيس من العلاقات السورية ــــ التركية في الأسابيع الأولى من الاضطرابات، عندما راحت أنقرة توجّه انتقادات حادة إلى الأسد وتحضّه على استعجال الإصلاحات والتغيير أو الرحيل، وتحذره من قمع المدنيين واستخدام العنف. كان موقف شعبان داخل القيادة السورية حيال تركيا ضرورة التمسّك بالعلاقات البنّاءة معها، والنظر إلى تلك المواقف على أنها نصائح أكثر منها تهديدات، ودعوتها إلى عدم قطع الحوار معها وتجنّب تعريض سوريا للعزلة، وكذلك الأخذ في الاعتبار الحدود والمصالح المشتركة. كانت ترى في الإنذارات التركية دافعاً لتقبّل نصائح في مواجهة أصحاب الرؤوس الحامية داخل النظام السوري، المتشبّثين بمناصبهم. بيد أنها هي التي تولّت الإعلان عن ردّ فعل سلبي حيال أنقرة، بقولها قبل يومين إن الرسائل التركية الحازمة ستقابل برسائل سورية أكثر حزماً.


سوريا.. الملك يقف مع الشعب

ـ 'الشرق الأوسط'
طارق الحميد:

العنوان الوحيد لخطاب الملك عبد الله بن عبد العزيز، الموجه لسوريا، هو أن خادم الحرمين الشريفين قد قرر الوقوف علنا مع الشعب السوري ضد الوحشية الدموية التي يمارسها بحقه نظام بشار الأسد. خطاب الملك هو الموقف الأبرز، والأقوى، حيال ما يحدث من قمع وحشي في سوريا، موقف تجاوز الجميع، عربيا ودوليا. صحيح أن الموقف السعودي تأخر، لكن ليت كل تأخير ينتهي بمثل هذا الموقف الأخلاقي والمسؤول. فقيمة السعودية ومكانتها ليستا في كونها دولة نفطية، بل لأنها دولة الحرمين، وسوريا دولة عربية شقيقة، وعزيزة، والوقوف معها واجب؛ لأنه وقوف مع الإنسانية بشكل عام.
كما أن أهمية خطاب الملك لسوريا تكمن في أنه صادر من ملك صبر على بشار الأسد صبرا لم يكن ليصبره أحد.. صبر الملك على الأسد لسنوات، ومد له يد الخير، وحاول احتواءه، ومنحه الفرصة تلو الأخرى، سرا وعلنا.. صبر الملك على الأسد بعد اغتيال الحريري، وحاول حماية سوريا، وصبر على الأسد بعد حرب 2006 في لبنان، وعلى الرغم من كل الإساءات التي صدرت من الأسد نفسه، فإن الملك عبد الله أعلن مصالحة عربية في الكويت حاول من خلالها إعادة بشار إلى العرب، على الرغم من معارضة عربية وقتها، حاول العاهل السعودي احتواء الأسد مثلما حاول احتواء العراق قبل الاحتلال الأميركي يوم صافح عزة الدوري في القمة العربية ببيروت، وذلك خشية على الدول العربية من الفوضى والخراب.

كما صبر العاهل السعودي على الأسد في لبنان على الرغم من كل ما كان يفعله نظامه هناك من تسويف ومماطلة. كان الملك يغلِّب حسن الظن، وكان الأسد يواصل تعقيد الأمور، وكانت الإساءة للسعودية لا تتوقف. ولأن الملك السعودي كان ينظر دائما للصورة الكبرى، ولا يقف عند صغائر الأمور، فقد زار الملك، العام الماضي، دمشق، واصطحب، بطائرته الخاصة، الأسد إلى لبنان، لكن النظام السوري لم يفِ مرة بوعوده؛ حيث استمرت الإساءات والتسويف والمماطلة، مع تعريض الأمن العربي للخطر من خلال إقحام إيران في المشهد العربي.اليوم، ولأن الملك السعودي ينظر للصورة الكبرى، وحريص على الدم العربي، تدخل خادم الحرمين، وأعلن وقفته المسؤولة والتاريخية، والأخلاقية، في سوريا؛ إذ أعلن إدانة بلاده لقتل الأبرياء في سوريا. وكان الملك واضحا وهو يطالب نظام الأسد بإجراء إصلاحات واسعة وشاملة لا تغلَّف بوعود، أي أن العاهل السعودي يريد القول لبشار: كفى قتلا وابتذالا للدم السوري.. ولا مجال اليوم للتسويف والابتزاز. ولذا أتبع الملك أقواله بأفعال؛ حيث استدعى سفير بلاده من دمشق.
وعليه، فإن خطاب الملك عبد الله دليل واضح، ورد عملي، على كل من يقول إن السعودية تقف مع الحكومات ضد المواطن العربي في هذه المرحلة المزلزلة؛ فخطاب الملك يظهر أن السعودية ليست دولة مناهضة للتغيير، بل رافضة للخراب والتدمير؛ حيث نسي البعض أن نظام الأسد، ومن لف لفيفه، كانوا يعيبون على السعودية عقلانيتها، لكن أهل العقل هم من يتصدون اليوم لحماية الأبرياء من أنظمة استمرأت الشعارات الكاذبة، وقتل الأبرياء. والسؤال اليوم لبعض العرب الصامتين: ماذا تنتظرون؟


صرخة سعودية

ـ 'السفير'
ساطع نور الدين:

قرار الملك السعودي عبد الله المدوي سحب سفيره من دمشق هو المرادف لإعلان أميركا وأوروبا الغربية أن الرئيس السوري بشار الأسد فقد شرعيته، أو لعله الترجمة العملية للتوجه العالمي الحاسم والمعلن، بممارسة الحد الأقصى من الضغط السياسي على النظام السوري، لوقف حملته العسكرية الضارية على شعبه.والقرار هو بناء على المعايير السياسية السعودية الدقيقة التي لا تستسيغ تداول فكرة الشرعية أو سحبها أو التشكيك بها أو حتى توكيدها، تحول جوهري في الموقف السعودي من حكم آل الأسد الذين لطالما كانت أسرة عبد العزيز تعتبرهم شركاء وحلفاء ثابتين في اللحظات الحرجة في مواجهة الكثير من الحروب والثورات والصراعات التي شهدتها منطقة الهلال الخصيب على مدى العقود الأربعة الماضية.
وبهذا المعنى يكاد القرار السعودي يوازي تأييد الدعوات إلى إسقاط النظام السوري، على الرغم من أن رسالة الملك عبد الله التاريخية صيغت بعناية شديدة بحيث لا تقطع شعرة معاوية بين الرياض ودمشق، وتمنح آخر سلالة الأسد ما يبدو أنه مهلة أخيرة لإنهاء الأزمة في بلد يعني السعودية أكثر من أي بلد مشرقي آخر، عندما تدعوه إلى وقف القتل والشروع في الإصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري.لكن دوي هذا الموقف السعودي لن يدوم طويلا. فقد سبق للملك عبد الله أن اتخذ مبادرات مشابهة تجاه دول عربية متأزمة مثل اليمن والعراق وفلسطين والسودان وحتى لبنان، من دون أن يكون لها أثر بالغ. بل ضاع معظمها في خضم ما يبدو أنه زلزال يضرب العرب ويفوق قدرة السعودية على الاحتواء. كما أن الحالة السورية أشد تعقيدا من جميع الحالات العربية السابقة، وهو ما توحي به تجارب عربية عديدة سابقة اختبرت فيها الـ&laqascii117o;س.س"، لا سيما في الأزمتين اللبنانية والعراقية، وكانت الحصيلة بائسة، لأن القيادة السورية لم تحسن الاستفادة من الفرص لسعودية المتكررة.
الآن، لا يقاتل الأسد من أجل رئاسة لبنان، بل من أجل رئاسة سوريا. وإذا كان قد أهان الملك السعودي شخصيا عندما اتهمه بأنه &laqascii117o;نصف رجل"، في أعقاب الحرب الاسرائيلية على لبنان في العام 2006، فإن رده على التشكيك السعودي المفاجئ بقدرة نظامه على البقاء، سيكون أقسى وأعنف.. بناء على تحليل دقيق هذه المرة، يطمئن الأسد ويدفعه الى المزيد من البطش، مفاده ان العالم العربي والمجتمع الدولي لا يملك القدرة، ولا الرغبة، على التدخل في سوريا، وبالتالي لا يملك القدرة على التأثير في مجرى الصراع على رئاسته، الذي يمكن أن تستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة والأساليب المحرمة.
لن يصمد القرار السعودي كثيراً، لأن الرد السوري عليه قد يكون أقسى من الرد الأخير على الموقف التركي. ثمة معضلة جدية في دمشق وفي سلوك الأسد الذي يتصرف الآن بطريقة انتحارية أخطر بكثير من تلك التي اعتمدها في العام 2004 عندما عمد إلى تحدي العالم كله من أجل التمديد للرئيس السابق اميل لحود، ودفع في النهاية ثمنا باهظا لهذا الخيار الأخرق.


هل إيران الإسلامية غير مرتاحة؟

ـ 'النهار'
سركيس نعوم:


لا تبدو الجمهورية الاسلامية الايرانية مرتاحة كثيراً هذه الايام على رغم انها تعيش حالاً من الاستقرار الداخلي تعكّره احياناً قليلة عمليات محدودة من جهات معارضة لها من زمان. هذا ما يعتقده باحثون ومتابعون لأوضاعها من لبنانيين وغربيين. اما اسباب قلة الارتياح فكثيرة يلخّصها هؤلاء بالآتي:
1 - بروز تركيا، بعد وصول الاسلاميين الى الحكم فيها بواسطة الديموقراطية، دولة مستقرة الى حد بعيد على رغم استمرار مشكلتها الكردية من دون حل، ومتقدمة اقتصادياً وصاحبة دور اقليمي يتعاظم تدريجاً وخصوصاً بعدما صار العالم العربي السنّي اجمالاً يشعر بالخوف من ايران الشيعية الطامحة الى الدور الاول في المنطقة والناجحة حتى الآن في اختراق هذا العالم في اكثر من موقع. وقد شكَّل البروز التركي المشار اليه منافساً قوياً لايران التي كانت وبرغم مواجهتها لاميركا تأمل في اقناعها بقبولها اياها شريكاً مميزاً لها في المنطقة المحيطة بها العربية وغير العربية. طبعاً لم يكن الموقف الاميركي رافضاً 'شركة' ما مع ايران، وقد عبّر عن ذلك بمد يد الحوار اليها اكثر من مرة. لكنه لم يكن في وارد تسليم المنطقة لها. ودارت بين الدولتين لعبة فيها الكثير من الدلع الايراني ومن الاذى الفعلي لاميركا، وفيها استمرار الرغبة الاميركية في الحوار مع رفض اعطاء ايران وكالة حصرية. وقد يكون التقاء مواقف الدولتين وخصوصاً في موضوع الارهاب الاسلامي السنّي الاصولي هو الذي ترك االباب مفتوحاً امام الحوار غير الناضج حتى الآن، وامام التعاون الميداني عند الضرورة. في غمرة هذا الواقع برزت تركيا الاسلامية وراحت تحاول اقناع اميركا بأن مكافحة الارهاب السنّي ممكنة بواسطة السنّة الذين يشكّلون اكثر من 82 في المئة من مسلمي العالم. في حين ان الاعتماد على الشيعة في ذلك، وهم الاقلية، سيحوّل غالبية السنّة اصوليين وربما لاحقاً ارهابيين. واستعملت في اقناعها المواقف الرافضة لإيران في العالم العربي السنّي. كما استعملت عملية السلام مع اسرائيل معتبرة ان نجاحها يؤمنه الاكثريون في العالم العربي والاسلامي. علماً ان هؤلاء معادون لاسرائيل اساساً.
2 - اندلاع انتفاضة شعبية واسعة في سوريا الاسد الحليفة الاستراتيجية لايران، واخفاق السلطة بكل اجهزتها ووعودها الاصلاحية وبتركيزها على دور الخارج المعادي، في القضاء عليها. وهي مرشحة للتحول، ثورة شعبية قد لا تقضي على النظام لكنها قد تقود الى حرب اهلية تقضي على كل المكتسبات الايرانية. فسوريا هي التي أدخلت ايران العالم العربي وتحديداً لبنان وفلسطين وأزمة الشرق الاوسط. ومكّنتها من اقامة حلف استراتيجي عامل وبكدٍّ لانشاء محور يبدأ في طهران ويمر في بغداد ودمشق وبيروت وينتهي في فلسطين.

3 - الخوف من خسارة لبنان على رغم 'الاستثمار' الناجح جداً الذي اقامت فيه منذ عام 1982. والخسارة قد تكون بسقوط النظام السوري وقيام بديل معاد لايران ولــ'استثمارها' هذا، فلا يكتفي باقفال الحدود امام مساعداتها له بل ربما يعمد الى تقوية اخصامه واخصامها بالطريقة نفسها التي 'كان' نظام الاسد يعتمدها. ويمكن ان تكون ايضاً بتفاعل الساحة اللبنانية مع ما يجري في سوريا فتتحول ساحة حرب تستنزف 'الاستثمار' نفسه وجمهوره، وتفتح الباب امام مداخلات خارجية معادية لايران التي ستكون عاجزة لبعدها الجغرافي عن تقديم المساعدات. ويمكن ان تكون الخسارة ثالثاً بحرب اسرائيلية شاملة على لبنان في ظل اوضاع سوريا المتردية حتى مرتبة الحرب الاهلية. علماً انها لن تكون سهلة في ضوء تجارب الماضي.
4 - فشل ايران في منع حلفائها العراقيين من الآن على الاقل من الاتفاق مع اميركا على ملحق لـ'اتفاق الانسحاب' من العراق يُبقي قسماً من قواتها فيه لانه لا يزال وباقتناعهم كلهم في حاجة اليها. ولا يعني ذلك ان اميركا لا تعترف ومنذ الآن بدور مهم لايران في العراق. بل يعني ان ايران لا تريد اي دور لاميركا في العراق. ولا يبدو ذلك سهلاً.
في اختصار، يقول المتابعون والباحثون انفسهم ان ما جرى بين فنزويلا تشافيز حليفة ايران ومنظمة 'الانتربول الدولي' يشير الى عدم الارتياح المذكور في بداية 'الموقف'. اذ استقبلت مسؤولاً ايرانياً صادرة مذكرة توقيف دولية في حقه ومعممة على الانتربول لاتهامه بدور في تفجير مقر يهودي في عاصمة الارجنتين. وعندما لامها الانتربول على ذلك وفي صورة رسمية اعتذرت رسمياً ووعدت بعدم تكرار ذلك. وفي هذا الامر زيادة في 'عزلة' ايران وإن غير الخانقة حتى الآن. ولعل هذه الحادثة دفعت طهران اخيراً الى اعلان استعدادها للتعاون مع الارجنتين في التحقيق في التفجير المذكور.


بين الحكمة والضياع

ـ 'النهار'
راشد فايد:

بدا وزير خارجيتنا، في الصورة مع الرئيس السوري ووزير خارجيته ومستشارته السياسية، كالتلميذ النجيب أمام لجنة فاحصة، ينتظر أن تقرّظه، وتمنحه شهادة حسن سلوك، وتمتدح ألمعيته في 'امتحان' مجلس الامن إذ 'نأى' بلبنان عن إدانة استخدام النظام السوري القمع ضد شعبه.
الصورة مرشحة لأن تتكرر: فالرئيس الروسي دعا رئيس النظام إلى تنفيذ الاصلاح ومصالحة معارضيه كي يتجنب مواجهة 'مصير حزين'. والملك السعودي نبهه الى مفترق 'الحكمة والفوضى'. بينما كاد الرئيس التركي ان يستخدم عبارة الاسد الاب عن 'شعب واحد في بلدين' لوصف العلاقة بين تركيا وسوريا، وليؤشر لمدى تدخل انقرة المحتمل.
مع سحب سفراء دول مجلس التعاون الخليجي، صار متوقعا ان يشهد قصر المهاجرين ما شهد قصر بعبدا مع 'طيّب الذكر' اميل لحود، حين كانت اجهزة الوصاية تستحضر الى مكتبه 'ودائعها' من نواب ووزراء حاليين وسابقين، إلى جانب الامين العام للمجلس الاعلى السوري - اللبناني لتذكّر العالم بوجوده.
المواقف العربية والدولية توضح أن 'نأي' حكومة 'الحزب القائد' بلبنان عن القيم الانسانية الكبرى، وفي طليعتها الحرية، هو استرضاء من الاجير لمشغّله، ولن يبقى للثاني غير الأول في أيامه الصعبة الآتية.
و'المشغّل'، في عز حشرته، استكمل المشهد الهزلي بأمرين: بحث مع زائره في تفعيل الاغتراب لتعزيز السياحة، وتذكر مذكرات التوقيف الـ 33 الشهيرة، ليقول إنه في ألف خير ولا ينقصه سوى مشاهدة الهاربين من قمعه، واعتقال مناكفي وصايته المباشرة او المتلطية بالقمصان السود.
لكن ذلك لا يغيّب حقيقة أن الرأي العام العالمي ضاق ذرعا بمحاولة استغبائه بالقول إن المنتفضين على القمع هم خارجون على القانون. فلقد رأى أهل النظام في ردود الفعل العربية والدولية الباردة رخصة للإيغال في الدم، ولا سيما أن ردود الفعل الشعبية في العالم غابت عن التضامن مع الحق الانساني في التعبير. والشعوب العربية لم تفعل العكس. نسيت حتى الرابط القومي الذي تباكت عليه اجيال منها، فيما نسي اللبنانيون الاثنتين، إلا قلة نالت نصيبها من سفارة الوصاية وأزلامها.

أوحى كل ذلك أن الشعوب العربية دفنت انتماءها القومي الواحد وخدرت حسها الانساني. وكالعادة، جاء الاعتراض الشعبي العربي من لبنان أولا، وانتشرت عدواه. وجاء المؤشر السياسي في كلمة خادم الحرمين الشريفين إذ رسم خطا فاصلا يشير إلى أن رد الفعل العربي عموما، والسعودي خصوصا، بعد اليوم لن يكون كما قبلها، وأن هذا النظام أخطأ في رهانه على الصمت العربي ليتمادى في استهداف المدنيين السوريين، مفسرا الديبلوماسية السعودية الصامتة على أنها فرصة للإنقضاض على طالبي الحرية.المواجهة باتت علنية. ولربما ستكون التعليمات إلى وفدنا في الاجتماع المقبل لمجلس الأمن للبحث في الوضع السوري القول 'إن لبنان ينأى بنفسه مبدئيا'.لكنها، مبدئيا، لن تنفع الأجير ولا مشغله. فدم السوريين العزل رسم الحدود بين الحكمة والضياع، والتسلل بينهما مستحيل.


'حزب الله' ملتزم معايير الحق وعدم التعدي على حقوق المطرانية
سليمان لا يفرّق بين لاسا وعمشيت ويرفض التسييس
الراعي مع المسامحة واسترداد الباقي من المعتدين

ـ 'الديار'

ياسر الحريري:

تقول مصادر تتابع قضية لاسا ان هذا الموضوع الذي أثير حول الاراضي بين المطرانية المارونية ولاسا في جبيل لم يعد محلا للتوتير الاعلامي والسياسي او الاستغلال الذي عمد اليه البعض من السياسيين واعلام قوى الرابع من آذار الذين لم يتركوا شاردة او واردة الا واتهموا فيها حزب الله بالتحديد وبدأوا يحملون الموضوع اكثر مما يحتمل لدرجة ان المطرانية المارونية بتوجيه من البطريرك بشارة الراعي تدخلت عبر الاعلام ومباشرة لنفي كل التهامات وتحذير &laqascii117o; المستوزيرين &laqascii117o; والمستنيبين &laqascii117o; واصحاب النيات السيئة طالبة عدم التدخل والاستغلال السياسي في قضية الاراضي ، وقد حصلت اتصالات واسعة بين المرجعيات الدينية والسياسية &laqascii117o; للقوطبة &laqascii117o; على اصحاب النيات السيئة والتاكيد على ان لا خلفيات سياسية بين بلدة لاسا والمطرانية وان اصحاب الحق سيحصلون على حقوقهم عبر الحوار والتفاهم ووفق القانون وقد اعلن نائب رئيس المجلس الشعيي الاعلى الشيخ عبد الامير قبلان ان بكركي هي من تتولى النظر بالقضية وان البطريرك الراعي هو المؤتمن على الحل .
مصادر متابعة للقضية قالت: ان رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان هو على ذات توجهات القيادات الروحية والسياسية التي تعتبر القضية في لاسا لا دخل فيها بالسياسة وان لاسا هي كباقي القرى الجبيلية مؤمنة بالعيش المشترك والوحدة الوطنية ولا فرق عند رئيس الجمهورية بين عمشيت ولاسا ومن. غير المسموح اللعب على الوتر الطائفي في المنطقة وان الرئيس يؤكد على ان يأخذ كل صاحب حق حقه وفق القانون وفي اطار من التسامح الوطني الذي لا تخرج عنه بكركي ولا الاهالي ولا مختلف المعنيين .
واكدت المصادر ان البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي يتابع الموضوع بدقة ويؤكد ان المطرانية لن تخرج احد من الاهالي من بيته وان الكنيسة المسيحية لن تعمد الى ممارسة ما يخالف تعاليم المسيح في تشريد الناس وان البطريرك الراعي لا يرى المشكلة في الاهالي الذين عمروا وسكنوا وحصلوا على بضعة مئات الامتار بعد بناء منازلهم الا ان المشكلة في اؤلئك الذين استحصلوا على الآف بل عشرات الآف الامتار من املاك المطرانية وهنا يجب الحل القانوني.
وعن موقف &laqascii117o;حزب الله" قالت المصادر ان الحزب متفهم للملف من مختلف جوانبه ويملك ادق المعلومات عن الملف والمخالفات والتعديات وكذلك يعرف حقوق الاهالي ومقابلها حقوق المطرانية المارونية وقد ابدى حزب الله المعني بمتابعة هذا الملف كل تعاون خلال اجتماع بكركي واكد ان الاستغلال السياسي والطائفي ممنوع ويجب الوقوف بوجه الاستغلال السياسي لاسباب لا تليق بأصحابها وان اهالي لاسا مؤمنون بالعيش المشترك والوحدة الوطنية ويرفضون الضجيج والتجييش لما ليس موجوداً لا سابقاً ولا اليوم، وبكركي تعلم ان حزب الله متعاون لأحقاق الحق وحفظ الاهالي تماماً كما هو موقف الرئيس العماد ميشال سليمان.
وتشير المصادر الى أن الحل بدأ يرتسم حول هذه القضية وهو على الشكل الآتي:
- الاهالي ليسوا مذنبين وهنا الكلام عمن بنى منزلاً وامامه حديقة او ما شابه
- بكركي والمطرانية سيسامحون هؤلاء الاهالي وترفض بكركي المس بالمواطنين حتى وان بنوا منازل في املاك المطرانية.
- يبقى من اعتدى على عشرات الآف الامتار فهؤلاء سيعيدون الاراضي التي اعتدوا عليها وعلى صاحب الحق ان يظهر اوراقه فمن يثبت ان له حقا فلا احد سيسأل لكن الذي لا يملك ما يثبت حقه فأن القانون هو الذي يفصل في القضية وهذا الامر يسري على الجميع ولياخذ القانون مجراه للفصل في القضية.
وتؤكد المصادرأن حزب الله بالتحديد يراعي القضية القانونية بموضوع المطرانية بحيث لا يريد صدور احكام عقارية بحقها بل يريد عندما يجري اثبات حق لاحد من الاهالي ان يصار فوراً الى التسوية &laqascii117o;الحبية".
من اهمية الموضوع عدم اللعب على الوتر الطائفي لأنه معيب بحق اصحابه وبالتالي من الصحيح ان يسعى الجميع كي يأخذ كل صاحب الحق حقه وان يعاقب من اراد النيل من الاهالي والمطرانية ودب الخلاف بينهما في هذا التوقيت بالتحديد وان يعيد المعتدين ما حصلوا عليه دون وجه حق.
أحد فاعليات لاسا والمتابع للقضية السيد طلال المقداد تحدث باختصار عنها فقال ان هناك ارض للمطرانية اشترتها من آل حمادة وهي تاريخيا ملك المطرانية وهي بملايين الامتار وهناك نزاع يحصل بين الفترة والاخرى الى أن حصل الخلاف منذ سنوات حول &laqascii117o;خربة" هي عبارة عن غرفة لا تتعدى اربعة امتار بأربعة امتار يأكلها العفن والحشائش والاعشاب الى ان حصل الحل بأن تدخل الامين العام لحزب الله العلامة السيد حسن نصرالله عبر عضو المجلس السياسي للحزب غالب ابو زينب وصعدوا الى الرابية وسلموا العماد ميشال عون مفتاح هذه الغرفة وانتهى الموضوع بعد ان جرى الشحن الاعلامي من قبل بعض السياسيين في المنطقة كما يحصل اليوم في قضية الاراضي.

يكمن اساس المشكلة بالتجاوز الذي يتجلى (بما يعرف بالعلم والخبر) هذا العلم والخبر الذي جرى توزيعه ولا بد من النظر في كيفية اعطاء العلم والخبر في عقارات هي ملك للمطرانية وهذا الامر ليس جديدا بل من سنوات طويلة،

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد