مـا بيـن نوايـا 'الناتـو' وصواريـخ 'الأشـتر'
حلفـاء سـوريا يجيـدون أيضـاً لعبـة الهاويـة
ـ صحيفة 'السفير'
علي شهاب:
لا يمكن لأي مراقب فصل عناصر المشهد عند الحديث عن أي من مكونات &laqascii117o;محور المقاومة" في المنطقة.صحيح أن سوريا تعاني وضعاً أمنياً وسياسياً معقداً، ولكن الصحيح أيضاً أن حلفاء سوريا يجيدون اللعب عند حافة الهاوية، وأنهم لم يستخدموا بعد أوراق قوة - أقلّه في العلن - تعادل كفة الردع مع محور الاعتدال، ومن خلفه المجتمع الدولي المتفوق بعنصر الإعلام بنوعيه: التقليدي والجديد.
أحد الأمثلة البارزة لهذا التفوق النمط الذي تتناقله وسائل الإعلام تقارير حول نية حلف شمال الأطلسي (الناتو) شن عمل عسكري ضد سوريا.
يلفت الانتباه في هذه التقارير ملاحظتان:
ـ إسقاط أوراق القوة لدى سوريا وحلفائها وتغييب كل الظروف الإقليمية والدولية (بدءاً بالأزمة المالية الصامتة في أوروبا والعلنية في الولايات المتحدة إلى المستنقعات الموحلة في ليبيا والعراق واليمن وأفغانستان وصولا حتى &laqascii117o;الربيع الإسرائيلي") عند تقدير الخطوة الدولية التالية في الملف السوري، فتظهر دمشق - بحسب هذه التقارير- وكأنها معزولة وسط عالم لا يملك حلفاؤها فيه سوى التفرج على عمق استراتيجي لهم يغرق ويسقط بيد ما يسمى الاعتدال العربي.
ـ المصادر التي يعتمد عليها الإعلام في نشر الأنباء: نوايا الناتو العسكرية نموذجاً. كان موقع &laqascii117o;تيك دبكا" الإسرائيلي أول من رسم هذا السيناريو بالاستناد إلى تصريح لرئيس البعثة الروسية في &laqascii117o;الأطلسي".
ليست المرة الأولى التي يلجأ فيها الموقع المذكور إلى الدعاية والحرب النفسية، غير أنه - والحق يُقال - يُحسن خوضها أفضل بدرجات من مواقع مثيلة له.
بعد إنشائه موقعه عام 2000 بالتعاون مع زوجته الصحافية &laqascii117o;ديان شاليم"، ظهر مؤسس &laqascii117o;تيك دبكا" الصحافي &laqascii117o;غيورا شاميس" في مقابلة تلفزيونية على إحدى القنوات التلفزيونية الإسرائيلية ليتحدث عن مصداقية وسيلته الإعلامية بعد أن لفت الأنظار بقدرته على ضخ كم كبير من التقارير ذات الطابع الاستخباراتي والعسكري. المتابع لتلك المقابلة يدرك مدى اتساع الهوة بين قدرة الرجل، البالغ من العمر 58 عاما، على ابتداع السيناريوهات وكسب المال من التقارير والنشرات التي يبيعها عبر موقعه، واستحالة قيامه بعمله هذا من دون ارتباطات أمنية مع أجهزة محترفة.تتضح الصورة أكثر حول أهداف &laqascii117o;دبكا" بالإشارة إلى تركيزها في السنوات الخمس الأولى لإنشائه (عقب الانسحاب الإسرائيلي من لبنان عام 2000) على أخبار تنظيم القاعدة والإرهاب الدولي بما يمّس مشاعر الإدارة الأميركية تحديدا. غير أن هذه الوظيفة تعرضّت لطعنة في مصداقيتها في آب 2007 حين نشر الموقع تقريراً كاذباً عن مخاطر بوجود قنبلة قذرة في مدينة نيويورك، ما أطلق حينها سلسلة تحقيقات حول خلفيات &laqascii117o;دبكا" وهوية الجهات التي تديره.
ولئن كان أسلوب الموقع بات معروفا لناحية اتقانه تمرير معلومات مضللة ضمن سلة أخبار لها مصداقية إلى حد ما، وهو أسلوب استخباراتي بامتياز، فإن شهادات خبراء مرموقين فيه قد تكون كافية لحسم النقاش. في هذا الصدد، يقول مراسل الشؤون الأمنية في صحيفة &laqascii117o;يديعوت أحرونوت" رون برغمان أن &laqascii117o;دبكا يعتمد على مصادر لها أجندتها الخاصة، كالمحافظين الجدد في الولايات المتحدة"، مضيفا أن &laqascii117o;المسؤولين الرسميين في الاستخبارات الإسرائيلية لا يعتبرون حتى أن 10 في المئة من مضمون الموقع ذو مصداقية". أما البروفسور في كلية الحقوق في جامعة &laqascii117o;كورنيل" مايكل دورف فيختصر رأيه بالقول إن &laqascii117o;دبكا" يشكل &laqascii117o;أفضل موقع إسرائيلي في تجارة الإشاعات".أما بالنسبة لمحتوى التقارير حول خطط التدخل العسكري في سوريا فإن نفس مضمونها يُسقطها من ضمن التقديرات والتحليلات العلمية، ذلك أن سيناريوهات أي عمل عسكري مماثل لا يمكن اختصارها بتصور لمجريات من طرف واحد. عودٌ على بدء. الموقف الوحيد الذي نُقل عن &laqascii117o;محور المقاومة" بخصوص ما يجري في سوريا كان في تقارير تناقلها إعلام الاعتدال عن لهجة إيرانية حازمة اتجاه الأتراك بأن طهران لن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي عمل عسكري ضد دمشق. دون هذا السقف، الكثير من أوراق القوة التي لم تُفعّل بعد.
أحد عناصر الصراع ما يجري في الآونة الأخيرة من تطورات أمنية على الساحة العراقية. وتشهد بلاد الرافدين تصاعداً ملحوظاً في العمليات العسكرية ضد الاحتلال الأميركي منذ مطلع السنة الحالية، حتى وصل معدل العمليات أعلى مستوى له منذ سنتين، بحسب الإحصاءات الشهرية لمشروع العراق في معهد &laqascii117o;بروكينغز".
بطبيعة الحال، اقتراب موعد الانسحاب سبب رئيسي لتصاعد وتيرة العمليات، لكن أسباباً مستجدة أخرى تدخل في إطار تبادل رسائل &laqascii117o;من العيار الخفيف" هي أيضا في صلب هذا التطور. حراك زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر الأخير ليس مستقلاً أبداً عن المشهد الإقليمي، مع الإشارة إلى أن تهديده بإعادة إطلاق العمليات ضد الأميركيين لم يعد موقفاً سياسياً أو حرباً نفسية، باعتبار أن &laqascii117o;لواء اليوم الموعود" المحسوب على التيار الصدري لم يوقف عملياته.
العمليات، التي تشكّل نسبة القتلى الأميركيين فيها بالعبوات الخارقة للدروع المزروعة على الطرقات، تبلغ 25 في المئة من المجموع العام، بينما يتوزع الباقي ما بين قصف مدفعي وهجمات صاروخية تستهدف قواعد عسكرية من مسافات قريبة، وأشدّها تأثيراً تلك التي يُطلق عليها جيش الاحتلال اسم &laqascii117o;العبوات الطائرة"، أو ما يُعرف لدى فصيل &laqascii117o;كتائب حزب الله في العراق" (صاحب الحق الحصري في هذا الاختراع والاستخدام بحسب الاحتلال نفسه) باسم &laqascii117o;صواريخ الأشتر"، وهي عبارة عن حاويات تحوي عشرات الكيلوغرامات من المتفجرات وتُطلق بشكل مقذوف بأكثر من عشرة في العملية الواحدة، تتميز بقدرة كبيرة على القتل عند إطلاقها من على متن شاحنات تقف عند مسافات قريبة نسبياً من القواعد العسكرية. تعترف مصادر مقربة من المقاومة العراقية بأن هناك قراراً بتكثيف العمليات في هذه المرحلة تحديداً، خاصة أن &laqascii117o;بقاء الاحتلال الأميركي من خلال سفارة تحوي 3 آلاف موظف، فضلا عن 30 ألف جندي مرابطين في مطار بغداد ولواء لحماية السفارة ناهيك عن التواجد الأمني والاقتصادي واستمرار الهيمنة على القرار العراقي"، واقع ترفض معه &laqascii117o;الكتائب" الحديث عن حصول &laqascii117o;انسحاب أميركي"، وبالتالي فإن تصعيد العمليات وإدخال أسلحة جديدة للميدان &laqascii117o;لا يزال رهناً بقرار من قيادة المقاومة" على ضوء المشهد ما بعد نهاية العام الحالي، الموعد المحدد للانسحاب. علماً أن الأسلحة المميزة التي تستخدمها &laqascii117o;الكتائب" حتى الآن تشمل، إضافة إلى &laqascii117o;الأشتر"، قاذفات &laqascii117o;بي 29" المضادة للدروع والعبوات الخارقة للدروع.
لا تجد &laqascii117o;كتائب حزب الله" نفسها معزولة عما يجري إقليمياً، بما أنها تعتبر نفسها معنية &laqascii117o;بالتصدي للمشروع الأميركي - الصهيوني" من خلال &laqascii117o;تضامن عملياتي ميداني عملي في حال تعرض أي دولة إسلامية لعدوان من قبل هذا المشروع". ولسوريا وإيران نظرة إيجابية خاصة باعتبارهما &laqascii117o;تدعمان الأحرار في العالم"، في مقابل موقف سلبي من الأردن والسعودية ودولة الإمارات والنظام الكويتي. من هنا، قامت &laqascii117o;الكتائب" مؤخراً بتوسيع النطاق الجغرافي لعملياتها بعد أن كانت تتركز في بغداد والبصرة والناصرية فأسست لتواجد عملياتي في الحلة وميسان وصلاح الدين، في حين وسعت &laqascii117o;عصائب أهل الحق"، الفصيل الآخر المتهم أميركيا بتلقي دعم وإمداد من الحرس الثوري الإيراني، من دائرة نشاطها إلى كركوك والموصل، مع محاولتها إطلاق تعاون مع مقاومين في الفلوجة وديالى. في الخلاصة، تتناقل أوساط مطلعة في محور الممانعة حكمة سياسية للإمام علي: &laqascii117o; في الفتنة كُن كابن اللبون (ابن الناقة الصغير) لا ظهرٌ فيُركب ولا ضرعٌ فيُحلب". في حالة سوريا، لا يمكن للمجتمع الدولي ركوب ابن اللبون من دون الأخذ بعين الاعتبار ردات الفعل &laqascii117o;اللاتناظرية" التي يبرع بها حلفاء دمشق.
وفد كنسي سوري في موسكو يتلقى تطمينات بعدم &laqascii117o;مسّ النظام"
مسيحيو لبنان والسؤال الكبير: أي مصير إذا سقط نظام الأسد؟
ـ 'السفير'
ملاك عقيل:
يرفع مسيحيو 14 آذار الصوت عالياً. هدير الدبابات وأزيز الرصاص وانفلاش &laqascii117o;حمم" الدم في المدن السورية أخرج هؤلاء عن طورهم. يرى رئيس &laqascii117o;الكتائب" امين الجميل انه &laqascii117o;بعد اليوم لا يجوز السكوت عن كل ما يجري في سوريا". ويَحمل رئيس &laqascii117o;حزب القوات اللبنانية" سمير جعجع على خطوة الحكومة &laqascii117o;الشنيعة جداً" عندما ينأى لبنان بنفسه، في مجلس الأمن، عن الالتحاق بالقطار الدولي الرافض للخروقات &laqascii117o;ضد الإنسانية" التي تحصل في دمشق. ولا تكفّ الامانة العامة لقوى الرابع عشر من آذار عن شجب &laqascii117o;القمع الدموي اليومي" للشعب السوري مراهنة على أن ما ستحققه هذه &laqascii117o;الثورة" سيفتح صفحة جديدة في العلاقات اللبنانية ـ السورية!
يعرّي مسيحيو &laqascii117o;ثورة الارز" سلوكيات النظام، يقول أقطابهم في مجالسهم الخاصة إن ما تشهده مناطق حماه وحمص ودير الزور.. على بشاعته، يرسم خط النهاية للنظام السوري. يبدون ارتياحهم الكبير للبيان الملكي السعودي وقبله لبيان مجلس التعاون الخليجي وقرار استدعاء السفراء من دمشق. مع ذلك، لا أحد من هؤلاء يجرؤ على تضمين اي من خطاباته التجييشية عبارة صريحة من نوع الدعوة الى &laqascii117o;إسقاط النظام"، أما قدراتهم التحليلية والتقديرية لـ &laqascii117o;ما بعد" مرحلة البركان الثائر في سوريا، فلا ترتقي الى مستوى الرد على الهاجس المسيحي الأكبر... &laqascii117o;ماذا بعد بشار الأسد"؟
لا يُحسد ميشال عون على موقفه. قائد &laqascii117o;حرب التحرير" ضد &laqascii117o;المحتلّ السوري" ونظامه الأمني (اللبناني) يجد صعوبة في اختيار الكلمات المناسبة لتوصيف السباق القاتل بين &laqascii117o;سلحفاتية" الإصلاح وجنازير الدبابات، بين مشروعية بقاء النظام وشرعية هتافات المتظاهرين، وما بينهما من &laqascii117o;الأشباح". &laqascii117o;جنرال التحرير" المؤيّد الاول للاصلاحات التي يطالب بها الشعب السوري، يثير جدلاً كبيراً داخل &laqascii117o;البيت البرتقالي" حين يسبق الكوادر والقاعدة، بأشواط، في تشريح &laqascii117o;الحالة السورية"، وفي إطلاق الأحكام المسبقة، المُبرّئة والمُدينة، على واقع يصعب على الكثيرين حتى الساعة فكفكة رموزه وفصل خيط الدم عن خيط المطالب الإصلاحية الملحّة.
&laqascii117o;منطقان" مسيحيان مختلفان في مقاربة البركان الثائر في &laqascii117o;الشقيقة"، لا يلغي الالتقاء على قاسم مشترك واحد ومصيري. مسيحيو لبنان يضعون ايديهم على قلوبهم. &laqascii117o;من سيحمي رؤوسنا اذا سقط النظام؟". من الرابية الى معراب وبنشعي مرورا ببكفيا والاشرفية... تسود المعادلة الآتية &laqascii117o;لا تزكية للخيار البديل في دمشق ما لم يقترن بتغيير حتمي نحو الديموقراطية يحمي مسيحيي لبنان وسوريا في آن معاً".
تقول شخصية حزبية من معسكر قوى 14 آذار &laqascii117o;في الآونة الاخيرة تسنّى لنا الالتقاء بعدد من مسيحيي سوريا أتوا خصيصاً الى لبنان للالتقاء بعدد من المرجعيات المسيحية يحضّونها على &laqascii117o;عدم التدخل" في الصراع السوري". يكشف هؤلاء، كما تروي الشخصية نفسها، خوفهم من ازاحة بشار الاسد، الذي نسج علاقة جيدة معهم، ومن سقوط &laqascii117o;نظام الاب والابن" الذي &laqascii117o;حماهم" برموش العيون طوال العقود الاربعة الماضية وعاملهم افضل مما عامل مسيحيي لبنان. وتحدثوا بغصّة عن التهديدات والتهويل الذي تعرّضوا له من مجموعات سلفية وتكفيرية، خصوصاً في وادي النصارى. واختصروا الازمة بالقول &laqascii117o;عندما توفي حافظ الاسد لم نشعر بالطمأنينة الا عندما استلم بشار الاسد مقاليد الحكم". وتقول شخصية سورية تواصلت مع مسيحيي 8 و14 آذار إن وفداً مسيحياً سورياً زار موسكو مؤخراً والتقى مرجعية دينية ارثوذكسية كبيرة ورفع الصرخة محذراً من ان المسيحيين مهددون من قبل الاصوليات والحركات العنفية التي تظهر في بعض المناطق السورية، وعرض الوفد في هذا السياق ما تعرض له المسيحيون في العراق، وما تعرضوا له في فلسطين المحتلة من قبل العدو الإسرائيلي، وطالب بضمانات تحميهم خاصة وأنهم باتوا يشعرون انهم مهددون.
وينقل عن الشخصية نفسها أن الموقف الروسي كان حاسماً أنه لن يسمح أبداً بما يمكن أن يمسّ مستقبل النظام السوري وأنه ليس مسموحاً تكرار التجربة الليبية &laqascii117o;لكن مشكلتنا هي بطء الإصلاح من جهة وارتفاع عدد الضحايا من الطرفين من جهة ثانية".
لا يتملّك &laqascii117o;القواتيون" أدنى شك في أن التغيير أصبح حتمياً في سوريا. &laqascii117o;حكيمهم" يبدو الأكثر جرأة، من بين كل مسيحيي 14 آذار، في كسر &laqascii117o;فوبيا" ما &laqascii117o;بعد النظام" والانقضاض على &laqascii117o;نظرية" تحالف الأقليات مستبدلاً إياها بنظرية &laqascii117o;تحالف المصالح". يذهب سمير جعجع في السيناريو السوري الى عمق لعبة تداول السلطة &laqascii117o;ما دام التغيير يتم بالآليات الديموقراطية ليختر الشعب من يريد... حتى لو وصل &laqascii117o;الاخوان المسلمين" الى السلطة"، معلناً في مقابلته التلفزيونية الاخيرة &laqascii117o;ما حدا يخوّفنا من &laqascii117o;الاخوان"".
يفترض سمير جعجع أن المسيحي في سوريا كان محمياً قبل &laqascii117o;حزب البعث"، وسيبقى كذلك بعده. أما زملاء &laqascii117o;القوات" في الصيفي المناهضون ايضاً لحكم &laqascii117o;الحزب الواحد"، والذين آثروا منذ بداية الاحداث في سوريا الاشارة الى ان موقفهم من هذه الاحداث سيكون على ضوء تطوّر الاوضاع، فيتحدثون بلغة أكثر دبلوماسية معمّمين ثقافة &laqascii117o;ان مناعة الديموقراطية اللبنانية لا تحميها سوى ديموقراطية الجيران".
بعض الاصوات الكتائبية، وبينها نائب رئيس الحزب سجعان القزي، جوبهت بانتقادات الحلفاء بسبب &laqascii117o;الدوز" المنخفض في مقاربة الملف السوري الساخن. &laqascii117o;ردّ الجميل" السوري للصيفي لم يظهر بعد، &laqascii117o;شهدنا إمعاناً في السياسة السلبية إن لناحية تشكيل الحكومة الجديدة او الأداء السوري في لبنان وخطف الاستونيين السبعة وتحريك جبهة الجنوب والموقف من المحكمة...". مع ذلك، الجو الكتائبي العام يتأفف من &laqascii117o;مزايدة بعض حلفائنا علينا في موضوع خصومتنا لسوريا والنظام. خطنا الأحمر واضح. مع الشعب السوري ومسيحيي سوريا والاصلاحات ضد النظام القمعي. لكن لا نستطيع الدخول على خط الصراع السوري في ظل الواقع السياسي الانقسامي في لبنان عبر الدعوة الى تغيير هذا النظام".
وعلى اختلاف المقاربات المسيحية بين ضفتي الموالاة والمعارضة بين العوني الخائف على سقوط آخر خط ممانعة في المنطقة كي لا &laqascii117o;يبلعنا حوت التوطين"، و&laqascii117o;القواتي" المراهن على لحظة تاريخية لاستئصال &laqascii117o;البعث" من جذوره طمعاً بانتهاء زمن &laqascii117o;حزب الله" لبنانياً، والكتائبي المتوجّس من الهلال الشيعي والسني على حد سواء والمحذّر من الانتقال من الديكتاتوريات العسكرية الى الديكتاتوريات الدينية، فإن الصوت المسيحي المعتدل، المنطلق من &laqascii117o;عِبر" التاريخ والجغرافيا، والخبير في تجارب الانظمة في المنطقة في حماية الاقليات، يسكنه في هذه اللحظة المفصلية رهاب التقسيم وسيطرة &laqascii117o;النَفس" الاصولي في المنطقة. تقول إحدى الشخصيات المسيحية &laqascii117o;ليس القمع هو الذي يخيف المسيحي. غياب اوكسيجين الحرية هو الذي &laqascii117o;يهشّله"". بالمحصلة يبحث مسيحيو لبنان كما سوريا ضمن سيناريوهات البدائل عن ضمانات. تريحهم اصلاً &laqascii117o;سوريا بشار الاسد" مع اصلاحات واسعة في عروق النظام تقطع أرجل &laqascii117o;اخطبوط الفساد والسلطة والمنافع".. ومهما رفع سمير جعجع الصوت مروّجاً لنظرية &laqascii117o;ما حدا رح يقتل حدا بعد بشار الأسد"، فإنه يلاقي ميشال عون عند منتصف الطريق معارضاً اي تغيير في سوريا لا يحفظ الوجود المسيحي... مَن التقى ساكن معراب مؤخراً لفتته قراءته &laqascii117o;الهادئة جداً والمتوازنة" للأحداث في سوريا التي لا تشبه خطابات المنابر التجييشية... جعجع خائف حقاً من وصول &laqascii117o;الاخوان المسلمين" والاصوليين الى السلطة في سوريا، لكنه ليس مستعداً للمجاهرة علناً بخطاب كهذا، خاصة بعد موقف الملك السعودي وسعد الحريري.
ذروة التدخل في سوريا
ـ 'السفير'
ساطع نور الدين:
ثمة ما ينبئ بأن قرار الملك السعودي عبد الله استدعاء سفيره من دمشق والذي فتح الباب أمام إقدام بقية العواصم العربية تباعا على اتخاذ خطوات مشابهة، لن يستثنى منها على الارجح سوى السفير اللبناني .. ليس بداية عملية ضغط سياسي عربي ودولي مكثف على النظام السوري لكي يتوقف عن قتل شعبه، بل هو ذروة تلك العملية التي بدأت منذ اسابيع واستخدمت فيها مختلف الوسائل المتاحة للتأثير في مسار الازمة السورية. أكثر من سحب السفراء وفرض العقوبات على كبار المسؤولين السوريين، ليس لدى الخارج ما يمكن ان يفعله. والسبب لا يعود الى اعتراض روسيا او الصين او الهند في مجلس الامن الدولي.. مع العلم ان موسكو وبكين ونيودلهي تهمس بمواقف من النظام السوري اشد حدة من المواقف الاميركية والاوروبية الغربية، وتخشى على مصالحها الاقتصادية في سوريا اكثر بكثير مما تخشى واشنطن او باريس او لندن على ما لديها من عقود وصفقات سورية محدودة. ثمة اجماع دولي ضمني على استخلاص عبر التجارب العراقية والافغانية والليبية واليمنية السيئة، للتوصل الى التزام متبادل بعدم التورط في الازمة السورية الداخلية جدا. العقوبات الدبلوماسية والسياسية والمالية الغربية على القيادة السورية، بلغت حدها الاقصى. لم يبق سوى فكرة تعطيل قطاع النفط والغاز في سوريا التي طرحت اكثر من مرة على النقاش الغربي، لكنها سحبت بسرعة، لانها تؤدي الى شلل الاقتصاد السوري وجوع الشعب السوري، وربما الى نجاة الرئيس بشار الاسد ونظامه. التدخل العسكري الغربي او الاطلسي الذي يتردد الكلام عنه بين الحين والاخر هو اشبه بفكرة خيالية لا سند لها على ارض الواقع حيث لم يعد لدى الغرب لا القدرة البشرية ولا الاقتصادية لفتح جبهة عسكرية جديدة في سوريا. والاحجام الاميركي عن المشاركة في القتال على الجبهة الليبية اقوى دليل على ان سوريا لن تكون عرضة لاي تدخل عسكري.
ما يقال عن ان تركيا هي القوة الاطلسية المكلفة بمثل هذا التدخل يجافي الواقع والمنطق ايضا. فالجيش التركي الذي حشد قواته على الحدود مع سوريا لاسباب وقائية من اي تسلل امني كردي، لن يتلقى باي حال من الاحوال أمرا بإغلاق تلك الحدود التي باتت مقطوعة عمليا، او أمرا بخرق تلك الحدود من حكومة رجب طيب اردوغان والتورط في نزاع داخلي يوازي حربا اهلية سورية لا يمكن لاي مسؤول تركي عاقل، اسلاميا كان ام علمانيا، ان يكون شريكا او طرفا فيه.لا يمكن لاي بلد في العالم ان يتدخل في سوريا اكثر مما فعل حتى الان. وهو ما ينطبق على الذين فرضوا العقوبات المالية او الذين حملوا المساعدات المالية. اعتبارا من الان، سيصبح النظام والشعب في مواجهة بعضهما البعض، وسيكون الخلاص الوحيد للسوريين هو في ان يتراجع النظام او ان يتصدع من الداخل، على ما يلوح في الافق حاليا، والا فان مسيرة الآلام السورية يمكن ان تطول اكثر مما هو مرجو.
الإخوان المسلمون من السعودية إلى سوريا
ـ صحيفة 'النهار'
مهى ياسين نعمة:
الى أي مدى وصل التفاهم بين الولايات المتحدة وجماعة 'الاخوان المسلمين'، خصوصا الفصيل في سوريا، بحيث يسمح هؤلاء المسلمون المعروفون بتطرفهم، إن لم نقل بتعصبهم حيال كل ما هو غير أصولي أو حنبلي او متزمت، ولو كان سنّيا، 'للغرب الاجنبي'، بدخول أحيائهم وصولا الى مساجدهم؟
ما الذي يجري حقيقة في سوريا؟ والى أين تريد ان تصل الولايات المتحدة التي تمضي تصاعديا في مواقفها من الازمة القائمة في سوريا؟ وكيف يمكن لأكبر دولة في العالم من حيث النفوذ السياسي والتورط الميداني في آسيا وأفريقيا وأوروبا والشرق الاوسط، في قارات العالم الخمس او الست، أن ترسل سفيرها الى مدينة حماه 'للاتصال بالمسلمين' و'معرفة الى أي نوع من العملية السياسية ومستقبل البلاد يتطلعون'؟
عملية ديموقراطية بامتياز! لا ندري لماذا احتجت السلطات السورية عليها، خصوصا 'أنها تزامنت مع اجتماع لأئمة مساجد وقادة المجتمع المدني'.
إنها الديموقراطية الاميركية المباشرة وقد تكون نتيجتها الأولى استعداد واشنطن للمشاركة في الحكومة السورية المقبلة، فوحدة الحال بين ادارة أوباما والاخوان المسلمين باتت قائمة ولها من تجاربها السابقة في أفغانستان ونشوء 'القاعدة' والارهاب الذي اجتاح العالم المثل الصارخ.
فما الذي يمنع أن تكون 'سوريا أفغانستان' الثانية، بحيث يتحقق مشروع ليفي اشكول في ان يكون الشرق الأوسط متعدد القوميات والاتنيات، وتتحقق ضرورة اقامة الدويلات الاتنية والعرقية التي تتصارع في ما بينها؟
وبهذا الموقف 'الحكيم' تكون واشنطن قد قررت انتهاج سياسة ايصال 'نار الدويلات' التي ترسخت في العراق الى كل من السعودية والاردن ولبنان وتركيا حيث شكل موقف العلويين في الانتخابات النيابية الاخيرة انذارا أوليا لخطط رئيس الحكومة رجب طيب أردوغان.
انتقال سياسة الولايات المتحدة من الوحدة الى التجزئة، يؤذن بالاضطرابات والنزاعات والحروب سنوات وسنوات، بل يكشف هذا الانتقال تراجع السياسة الاميركية، كما رسمها عظماؤها الى تبني سياسة تل ابيب في التفتيت والتجزئة التي لن يخرج منها منتصراً سوى تجار السلاح، فيما تحكم الولايات المتحدة على نفسها بالتراجع السياسي والاخلاقي بعد التراجع الاقتصادي.
اصبح واضحاً للادارة الاميركية ان المسيحيين في سوريا يرفضون منطقها بالاعتماد على الاخوان المسلمين وتكليف تركيا 'رعاية' الامر، فما جرى في العراق للمسيحيين عاشه السوريون المسيحيون وكل المسيحيين في الشرق الاوسط بتفاصيله، وهم يتهمون السياسة الاميركية بتجاهل المسيحيين ومصيرهم رغم معرفة اجهزة استخباراتها ما ينتظرهم على ايدي المتطرفين السنة وغير السنة.
يبقى التساؤل عما ستفعله الولايات المتحدة اذا انتقلت الكميات الهائلة من السلاح الذي تستورده السعودية، والذي وصلت قيمته الى تسعين مليار دولار الى ايدي المتطرفين في السعودية، خصوصاً ان السلطات السعودية أماطت اللثام عن احدى مجموعاتهم التي 'سعت الى اشاعة الفوضى والوصول الى السلطة عبر الاستعانة باطراف خارجية وتمويل الارهاب والسعي لاقامة اتحاد للفصائل المحاربة في العراق'. وكيف سينقل السفير الاميركي مواقف واشنطن الى المسؤولين السعوديين 'طالما انه لا توجد سياسة سعودية واحدة، وكل قضية تعالج من وجهة نظر مختلفة، وكلهم اي كبار الامراء طاعنون في السن ومرضى؟'.
واذا كانت السلطات السعودية تدرك ان اي تغيير مفاجئ في السلطة في سوريا 'خطر قد يكون معدياً في لحظة ما' تمضي واشنطن في ضخ الدفعات المناوئة للنظام في سوريا وزيادة هذا الضخ وكأنها تريد ان تقول للآخرين 'دوركم آت' ولو بعد حين. انها الديموقراطية الاميركية وفق استراتيجية 'الفوضى البنّاءة'.
اختيار راجحة وزيراً سورياً للدفاع لحشد الأقليات في مواجهة الإسلاميين
وحركة جنبلاطية محكومة بالمخاوف من التوتر الطائفي ونتائجه
ـ 'النهار'
هيام القصيفي:
وعد المعارضون السوريون عشية شهر رمضان بتحويله محطة فاصلة في تحركهم الميداني المتصاعد منذ خمسة اشهر، وتفعيل حمّى التظاهرات ونوعيتها في مقارعة النظام السوري. وفي المقابل كان الحكم السوري يرفع وتيرة عملياته وتوزعها جغرافيا، ويحدد آليات المواجهة واختيار الفرق العسكرية المناسبة في خوض غمار حرب مفتوحة، تحولت تدريجا حربا اهلية – طائفية. وتتحدث تقارير عسكرية غربية، اضافة الى العسكريين اللبنانيين المطلعين على احوال الجيش السوري، عن انه لم يكن عبثا اختيار نوعية الفرق العسكرية ولا انتماءات افرادها، ولا المحافظات التي تدخل اليها قوى النخبة في الجيش السوري والتي تتبع مباشرة الرئيس بشار الاسد ومعاونيه الخلص من العائلة وخارجها.
وأوحت التطورات الدراماتيكية التي بلغت ذروتها مع احداث حماه، ان ثمة قراراً سورياً واضحاً في خوض مواجهة مفتوحة، استنادا الى جملة نقاط قوة يتمتع بها النظام، وهي النخبة العسكرية العلوية التي يستند اليها الاسد، واحكام قبضته على مفاصل الحكم عسكريا واقتصاديا، وابتعاد دمشق وحلب كعاصمتين اقتصادية وسياسية عن المواجهات، والتشدد داخل الحلقة الاقرب من معاونيه في التمسك بمفاصل السلطة. والاهم من ذلك كله بقاء ايران حليفا اساسيا، تحمي دمشق ظهرها به، واستطرادا المراهنة على انكفاء سعودي واضح، نتيجة حوار غير مباشر مع طهران حول عدد من ملفات المنطقة.
وتبعا لذلك، تجاهلت سوريا الاشارات الغربية المتصاعدة حدتها، من جولات السفيرين الاميركي والفرنسي فيها، الى تحذير الرعايا الغربيين والتهديد بسحب الشرعية عن الاسد، وصولا الى بيان مجلس الامن الاخير. وتتحدث اوساط لبنانية مطلعة عن ان دمشق لم تكن لتقبل الضغط الروسي لنأي لبنان بنفسه عن التصويت لو لم يكن لديها انطباعات ان هذا البيان الرئاسي هو الاول والاخير في سلسلة الضغوط الدولية عليها.
لكن بدا ان العكس صحيح وان فترة السماح الدولية في طريقها الى الانتهاء. فما عكسته المواقف الدولية الاخيرة، وتوسع الحركة العربية المناهضة للاسد، واستعادة تركيا دخولها المباشر على خط الازمة السورية، اظهر ان ثمة خريطة طريق دولية لا رجوع عنها، توّجها العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز، بعد فترة شهر من الاحتجاب بتوجيه كلمته الاخيرة الى الاسد. وبدا وفقا لذلك ان سوريا تفقد آخر المعاقل التي كانت تتكئ عليها دوليا لحمايتها، وليس ادل على ذلك من الموقف الاخير للفاتيكان الذي كان حتى امد قريب ونتيجة تاثير دوائر مسؤولي الخارجية فيه، يصور النظام السوري على انه نظام حام للاقليات، والمسيحية منها خصوصا، لذا كان اول رد فعل فاتيكاني حيال احداث سوريا عمومياً. الى ان جاء البيان الاخير بمثابة تحول تدريجي في موقف السلطة الفاتيكانية، الامر الذي افقد دمشق ورقة حليف آخر. من هنا رصدت الاوساط اللبنانية اختيار وزير للدفاع مسيحي للمرة الاولى في عهد بشار الأسد بعد سابقة وحيدة في عهد والده عام 1973، وعدّته بمثابة شد عصب الاقليات المسيحية والدرزية (التي تراجعت التظاهرات في مناطقها) لمواجهة العصب السني الذي دفع السعودية الى التحرك حين وصلت المواجهات الى حماه ودير الزور وغيرهما من المناطق السنية الصرف. والوضع المسيحي السوري يشكل حلقة مساومة قوية تقودها سوريا حيال ترك 'الاخوان المسلمين'، والتلويح بحمايتهم كان منذ امد بعيد ورقة رابحة استفادت منها دوليا لا سيما بعد هجرة المسيحيين العراقيين اليها (وامتناع لبنان ايام الرئيس اميل لحود، عن تسهيل اقامتهم) واحداث مصر خلال نهاية عهد الرئيس حسني مبارك.
وبالنسبة الى عارفي النظام السوري، فان تعيين وزير الدفاع الجديد هو بمثابة ردة فعل قوية، نظراً الى تركيبة الجيش السوري طائفيا ومذهبيا، في مواجهة الحرس القديم الذي يبدي ملاحظات امنية وسياسية على كيفية ادارة الاسد للازمة، وان ذلك يشكل مشروع مواجهة مفتوحة من شأنها ادخال البلاد اكثر فأكثر في عنق الزجاجة.
من هنا يصبح الوضع اللبناني اكثر خطورة في هذه المرحلة. فالاحداث في سوريا من شأنها ان تترك آثاراً على المنطقة العربية كلها، الا ان ساحة المواجهة الحقيقية ستكون في لبنان في ضوء عاملين: اولهما موقف ايران من تركيا المقبلة على مواجهة مكشوفة مع دمشق، وتموضع الرياض مجددا ، بعدما نجح التواصل الايراني - السعودي في تحييد لبنان اشهراً مضت. وما رُصد حتى الان من موقف 'حزب الله' لا يزال مضبوطا ولا ينحو في اتجاه تفجيري، بعدما امسك الحزب اساسا بمفاصل السلطة نتيجة انقلابه السياسي الاخير، وما دام ان عددا من المقربين من النظام السوري، نوابا وحزبيين، بدأوا يرسلون اشارات تفاهم الى عدد من قادة المعارضة ويظهرون نيات حسنة واستعداداً لتهدئة الوضع اللبناني وعدم ترجمة التطورات السورية توتراً داخلياً.
اما الثاني فتحول الحالة الاسلامية في لبنان وخصوصا في الشمال عاملا امنيا مقلقا يلامس حد الخطر.فاذا كانت صلاة الجمعة في الاسبوع الاول من رمضان، شهدت حالة اسلامية لافتة في تظاهراتها الطرابلسية، فان صلاة الجمعة الاخيرة من الشهر كما هو معروف تشكل عصبا اسلاميا قويا، الامر الذي يخشى معه ارتفاع في منسوب التوتر الشمالي. وهذه الخطورة جعلت النائب وليد جنبلاط يكثف حركته الاخيرة في اتجاه العواصم المعنية، محاولا القيام بحركة تطويقية تحيّد لبنان الواقع تحت ضغط المحكمة الدولية واحداث سوريا، وكلاهما فيه من العوامل التفجيرية الكثير. وبحسب عارفيه، فان جنبلاط يريد تدوير الزوايا في ازمة تأخذ في لبنان، بعد سوريا، طابعا طائفيا، ولا سيما بعد بياني الرئيس سعد الحريري الاخيرين، والتحرك الطرابلسي واحداث المخيمات، وما يمكن ان ينتج من ذهاب الوضع السوري الى مزيد من التفجر، وما يمكن ان يكشفه القرار الاتهامي من دوافع ادت الى اغتيال الرئيس رفيق الحريري.
السـعودية 'تنقلـب' علـى سـوريا واللعـب بورقـة طائفيـة لضـرب إيـران
ـ 'السفير'
يتجاهل الرئيس السوري بشار الأسد حتى اللحظة الاحتجاج الدولي على إراقة الدماء المتصاعدة في سوريا، في وقت ينتشر جيشه في المدن اكثر من اي وقت مضى... بل ذهبت تحذيرات اصحاب النفوذ في المنطقة أدراج الرياح كتركيا والسعودية، الا ان موقف الملك السعودي ليل الاحد الماضي، حمل بصمات القطيعة التامة مع النظام السوري: سحب السفير السعودي من دمشق وإصدار بيان إدانة...
بين البلدين خلاف طويل. لطالما كانت سوريا الجسر الذي تعبر فيه الصواريخ الإيرانية إلى حزب الله في لبنان مقابل مساندة سعودية &laqascii117o;هادئة" لعناصر من المعارضة السورية. اما إدانة الملك للأحداث في سوريا فذهبت ابعد من النغمات المتحفظة للمملكة الغنية بالنفط، كما تلتها استدعاء الكويت والبحرين كلاّ من سفيرهما من دمشق ايضاً. ومع الاجتماع المقبل لمجلس التعاون الخليجي وتحذيرات الجامعة العربية، تواجه سوريا خطر العزلة في العالم العربي. لا شك ان الخطوة السعودية مهمة، ليس لأن المملكة مدفوعة بموجة &laqascii117o;الربيع العربي" او تريد إسماع صوتها للجماهير (اذ كانت في المقلب الآخر تجاه الأحداث في البحرين واليمن ومصر وتونس وليبيا) بل لأنها في صدد مكافحة النفوذ الإيراني في نظام ما بعد الأسد، مستفيدة من الدرس الذي قدّمه خلع نظام بعثي آخر هو نظام الزعيم العراقي صدام حسين، حيث كانت إيران الفائز الإقليمي الوحيد بعد تعزيزها قبضتها على المسلمين الشيعة في المنطقة.ومع ذلك، لا تزال السياسة السعودية الخارجية تجاه سوريا محافظة إلى حد كبير. فالمملكة لا تدعم تغيير النظام في دمشق أو في أي مكان آخر، بل يطرح الملك عبد الله احد الخيارين، &laqascii117o;الحكمة"، أي الحفاظ على الاستقرار عن طريق الإصلاحات، او &laqascii117o;الفوضى" الكلمة المفتاح في القاموس السياسي العربي... خطاب الملك اتى استجابة لإغراءات الولايات المتحدة، في محاولة لجعل حياة الاسد أصعب، وبالتالي تبادل انتقادات صريحة على غير عادة وسط صمت الجوار الإقليمي.
اذا، اتخذت السعودية موقفها الآن، ربما بعدما قررت أن العزلة الدبلوماسية لسوريا وإراقة الدماء جعلت من دمشق هدفاً سانحاً لفرصة دبلوماسية.
ويقول محلل لشؤون الشرق الاوسط رامي خوري &laqascii117o;إنهم يدركون ان النظام في سوريا يواجه تمرداً خطيراً يعم البلاد وبالتالي فإنه ضعيف"، مضيفاً أن &laqascii117o;مزايا ضرب الصلة مع إيران تفوق سلبيات قيام ديموقراطية جديدة في سوريا" في حالة قيام نظام ديموقراطي بعد الأسد.
ويرى محللون أن السعودية ترى في الوضع الحالي للأسد فرصة لتوجيه ضربة إلى إيران حتى وإن كان الثمن تقويض حكم الأسد مع احتمال حدوث فوضى في بلد يقع في قلب الأمة العربية، فيما يقول معلقون سعوديون إن التحذيرات التي اطلقها الملك عبد الله مهدت الطريق امام ممارسة المزيد من الدول الضغوط على النظام السوري مع ترك هامش له لتجنب الانهيار.
ويرى المحلل السعودي جمال الخاشقجي &laqascii117o;لم يكن بيان المملكة بمنأى عن الحركة العالمية لممارسة الضغط على النظام السوري. السعودية مهمة عندما يتعلق الأمر بقرارات مستقبلية والإجراءات المتخذة للضغط على النظام". وأضاف &laqascii117o;ان تنتقد السعودية صراحة النظام له أثر على الشارع السوري. بل سيذكي التوترات والغضب... وسيؤدي لإهالة الضغوط على سوريا حتى تدرك الموقف الذي تجد نفسها فيه الآن".
ويظهر رد فعل الأزهر الشريف في مصر الروابط التي تسعى السعودية إلى استحضارها من خلال التحرك ضد سوريا خلال شهر رمضان عقب هجوم الدبابات على مدينة حماة. كما أظهرت تسجيلات فيديو على موقع &laqascii117o;يوتيوب" بعد بيان الملك عبد الله السوريين في السعودية فيما يبدو وهم يحتفلون بدفاع الملك عنهم.
ويقول أستاذ للعلوم السياسية في جامعة فرمونت غريغوري جوس &laqascii117o;لا أعتقد أن هذا القرار الذي اتخذ في شهر رمضان جاء مصادفة.. هناك شعور متزايد بأهمية ودور الدين وشعب سوريا التي تسكنها غالبية سنية.. ما من شك سيفسر هذا القرار من زاوية طائفية". ومضى يقول إن السعوديين &laqascii117o;يرون أن إيران والتصعيد في الدول العربية يتطلبان منهم بشكل متزايد أن يلعبوا بالورقة الرابحة.. نحن سنة وهم شيعة.. وعددنا أكبر من عددهم".
(&laqascii117o;الغارديان"، رويترز)
آصف شوكت: الرجل الغامض قد يتصدّر المشهد
ـ صحيفة 'الأخبار'
من غير المستبعد أن يصبح النائب الحالي لرئاسة أركان الجيش السوري، صهر الرئيس بشار الأسد، آصف شوكت، الوجه الأبرز للمشهد السوري، ما دام ظلُّ الحلّ الأمني مهيمناً على الحلول الأخرى للنظام. فمَن هو آصف شوكت؟ منذ إقالة الرئيس السوري بشار الأسد وزير الدفاع علي حبيب من منصبه، وتعيين رئيس الأركان السابق داوود راجحة بدلاً منه، يتوقع مراقبون للشأن السوري انتقال نائب رئيس أركان الجيش للشؤون الأمنية، آصف شوكت، إلى واجهة المؤسسة العسكرية، وبالتالي إلى واجهة الأحداث في حال تعيينه رئيساً للأركان.
آصف شوكت، زوج شقيقة الرئيس بشار الأسد، يعيش في الظل بعيداً عن الإعلام، شأنه شأن جميع قادة الأجهزة الأمنية السورية العديدة. المعلومات الشخصية المعروفة عنه نادرة. ولد آصف شوكت في مدينة طرطوس عام 1950، تخرّج من كلية الحقوق عام 1972، ودرس بعدها التاريخ، ثم تطوع في الكلية الحربية عام 1976، ليتخرج بعد ثلاث سنوات ضابط اختصاص مشاة.
مع الوحدات الخاصة، وكرئيس لسرية الاقتحام، شارك شوكت في الصدامات المسلحة بين السلطة والإخوان المسلمين المسلحين في نهاية السبعينيات ومطلع الثمانينيات، لينتقل مطلع عام 1983 إلى جهاز &laqascii117o;الأمن العسكري"، وليشرف بنفسه على إنشاء سرايا المداهمة، قبل أن يوكله الرئيس الراحل حافظ الأسد بتوفير الحماية الأمنية الخاصة لابنته بشرى التي تزوجها شوكت لاحقاً، عام 1995، في إحدى قرى لواء إسكندرون، واستقرا بعد زواجهما عدة أشهر في إيطاليا.
لاحقاً، وبعد عامين على تقاعد رئيس الأركان في الجيش السوري العماد حكمت الشهابي عام 1998، عُيّن مكانه صديق آصف شوكت، العماد علي أصلان عام2000، فيما شغل شوكت موقع رئيس فرع أمن القوات العسكرية المتخصص في شؤون الجيش وضباطه، فتضاعف نفوذه داخل المؤسسة العسكرية. وبعد 11 أيلول 2001، كُلّف شوكت أيضاً بالتنسيق مع الأجهزة الأمنية الغربية، ونجح في هذا السياق في التأسيس أمنياً للمصالحة السياسية لاحقاً بين دمشق والمجتمع الدولي، بعدما خرجت سوريا من العزلة الدولية التي فرضت عليها منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري.عام 2005، عيّن آصف شوكت رئيساً لجهاز الأمن العسكري، وهو الجهاز الاستخباري الأقوى في سوريا. ولدى هذا الجهاز في دمشق فروع تخصصية قائمة في مبان مستقل بعضها عن بعض، أهمها: فرع التحقيق، وسرية المداهمة (215)، وفرع الدوريات، وفرع فلسطين، وفرع المنطقة، وفرع المعلومات، وفرع شؤون الضباط (293) الذي كان مقرّه في &laqascii117o;الأركان"، ونقل أخيراً إلى بناء جديد يتبع للاستخبارات العسكرية. لكن عام 2009، رُقّي شوكت مجدداً ليصبح نائباً لرئيس الأركان للشؤون الأمنية، بينما حل صديقه اللواء عبد الفتاح قدسية محله في رئاسة &laqascii117o;الأمن العسكري".
تجدر الإشارة إلى أن علاقة قدسية بشوكت قديمة، وهو يعتبر الأقرب إلى شوكت بين مختلف ضباط الأمن. وقد تزامنت ترقية شوكت قبل سنتين مع شائعات كثيرة عن سبب &laqascii117o;إبعاد" شوكت، ليتبيّن اليوم أن &laqascii117o;الإبعاد" كان &laqascii117o;ترقية" حقيقية. فبعد تعيين رئيس الأركان السابق داوود راجحة وزيراً للدفاع، يرجّح كثيرون أن يكون شوكت رئيس الأركان الجديد.
إشراك الجمهور بتوقيف المتهمّين وتركيب شهود جدد لملفات أخرى
أي تطابق بين اتهامات بيلمار للمقاومين الأربعة وقائمة الاغتيالات الإسرائيلية؟
ـ 'السفير'
علي الموسوي:
هلّل مدعي عام المحكمة الخاصة بلبنان القاضي دانيال بيلمار لسماح قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرانسين لنفسه بخرق سرّيّة القرار الاتهامي بنشره أسماء المتهمّين الأربعة المنتمين إلى &laqascii117o;حزب الله"، وصورهم، ومقتطفات من سيرهم الذاتية الموجودة لدى أكثر من جهاز استخبارات أجنبي وعربي، والتهم المنسوبة إليهم، وذلك قبل انتهاء المهلة المحدّدة لرفع هذه السرّيّة في 11 آب 2011، مستغلاً نقصاً في التشريع ونصّاً غير واضح في المادة 73 من قواعد الإجراءات والإثبات تقول بأنه &laqascii117o;يقتضي إعلان قرار الاتهام بعد تصديقه من قبل قاضي الإجراءات التمهيدية"، فهل يتمّ الإعلان أمام الغرفة الابتدائية في المحكمة في أولى جلسات المحاكمة الغيابية على ما بات مؤكّداً وليس فقط مرجّحاً بسبب رفض الحزب تسليمهم وصعوبة وصول الأجهزة الأمنية اللبنانية وأيّ جهاز أمني في العالم إليهم، حيث تجري تلاوته علناً إيذاناً بافتتاح المحاكمة، أم أنه يجوز هذا الإعلان قبل ذلك؟ وكيف وبأيّ طريقة؟.
يبدو أنّ الطريقة المثلى التي ارتأى بيلمار وفرانسين والمحكمة والقضاة المشرّعون اعتمادها في إعلان قرار الاتهام هي المعمول بها لدى شريحة واسعة من قضاة القضاء اللبناني بنشر مضمون أيّ قرار اتهام يصدرونه في أيّة دعوى في وسائل الإعلام بغية تحقيق المزيد من التشويق وإمتاع الجمهور، علماً أنها طريقة تلقى اعتراضات بالجملة من العاملين في مجال القانون وحقوق الإنسان.
وزعم بيلمار في تبرير تصفيقه لخطوة فرانسين الاستباقية بأنها &laqascii117o;اتخذت لتعزيز إمكان اعتقال المتهمين في حال رؤية الجمهور العام أيّاً منهم" على ما ورد في البيان الصادر عنه شخصياً في 29 تموز 2011، حاملاً الرقم 8 في عداد بياناته الإعلامية في هذا العام.
وقبل التمعّن في مضمون هذا الكلام الذين ينطوي على معنى تشهيري وتشويهي للمتهمّين والجهة التي ينتمون إليها، لا بدّ من القول إنه لا يمكن إخراج قرار فرانسين بنشر صور المقاومين الأربعة عن الإطار السياسي للتحقيق وللقضيّة برمتها، وهو فعل ذلك تماشياً مع الضغط السياسي الدولي على &laqascii117o;حزب الله" وما يمثل من مقاومة ضدّ العدوّ الإسرائيلي بغية وسمه بالإرهابي وتشويه سمعته كحزب مقاوم وخاصة بعد نتائج حرب تموز 2006.
وإذ يحاول بيلمار التذاكي كعادته في غير محطّة أساسية وملفّ، عبر جعل الناس جواسيس يعملون لمصلحته أو ربّما لمصلحة أجهزة استخبارات عالمية ما دام مكتبه وفريق عمله يضمّ محقّقين كانوا ضبّاطاً في استخبارات أجنبية ولم يقطعوا علاقتهم بها باعترافهم ومنهم الضابط الأميركي روبرت بير، على سبيل المثال لا الحصر، وإشراك الناس والجمهور العام في عملية القبض على المتهمّين ومساعدة الأجهزة الأمنية في تسهيل اعتقالهم وتقديمهم إلى"العدالة الدولية"، فإنّ اقتراحه هذا يرمي إلى إنشاء خليّة شهود جدد قد يكون بعضهم يعرف معلومات عامة أو هامة عن المتهمّين الأربعة يمكن الاستفادة منها في ملفات وأمور أخرى، ولكنّ المهم ألاّ يتطوّر كلام هؤلاء ويتحوّل إلى شهادة كاذبة تعيق حركة العدالة وتعرقل طريقها في معرفة القتلة الحقيقيين لمرتكبي جريمة 14 شباط 2005، على غرار ما حصل مع الضبّاط الأربعة.
وقد يقول أحدهم بأنّ طلب مساعدة الجمهور ليس من اختراعات بيلمار وهو موجود في كلّ أرجاء العالم ويتمّ اللجوء إليه في الحالات الصعبة والعصيّة والمستحيلة وهو محقّ في ذلك، إذ سبق للرئيس الأوّل للجنة التحقيق الدولية القاضي الألماني ديتليف ميليس أن طلب في مؤتمره الصحافي الأوّل في لبنان في معاونة الرأي العام اللبناني له في تقديم معلومات عن سيّارة &laqascii117o;الميتسوبيشي" المستخدمة في التفجير الإرهابي والتي رفع صورتها للمرّة الأولى بعدما كانت الأجهزة الأمنية اللبنانية قد سبقته إلى معرفة نوعية السيّارة القاتلة.
ولكنّ المشهد مختلف هنا، فالمقاومــون المتهمون الأربعة معروفون بانخراطهم الكلّي في مقاومة الاحتلال الإسرائيـــلي لوطنـــهم وبعضهم منذ الاجتياح الإسرائيلي الشهير عام 1982، ولا يزالون يثابـــرون في نضالهم وجهادهم، وبالتالي فهم مطلوبون للإسرائيلي والأميـــركي في آن معاً، بينما طلب المساعدة في عمل عام أو شيء ما مثل قصّة شـــاحنة &laqascii117o;الميتسوبيشي"، ليس مؤثراً بالقدر الكافي الذي يكون عليه جمع معلــومات عن مقاومين، خصوصاً أنّ التحقيق تمكّن من معرفة كيفية سرقة هذه الشاحنة من اليابان وتهريبها إلى دولة الإمارات العربية المتحدة وإدخـــالها إلى لبنان وبيعها في مرفأ طرابلس وعملـــية شرائها وشحنها بواســـطة &laqascii117o;بلاطة" حتّى فقدت آثارها، فكيف يفسّر بيلمار تطابق طلبه في اتهام هؤلاء الأربعة مع الطلب الإسرائيلي الذي يضعهم في قائمة اغتـــيالاته المرخّص لها عالمياً، في أيّة لحظة؟.
ويعود بيلمار في بيانه الإعلامي المذكور، إلى تأكيد فرضية براءة المتهمين، مُتبعاً إياه بعبارة مفادها: &laqascii117o;من المؤكّد أنّ توقيف المتهمين الأربعة ليس إلاّ خطوة أولى في عملية الكشف عن الحقيقة"، وكأنّ بيلمار بهاتين العبارتين يحاول اللعب على الكلام، إذ كيف يوفّق بين فرضية البراءة المرافقة للمتهم حتى صدور الحكم النهائي والمبرم، وبين الإدانة الاستباقية التي يجسّدها قوله بأنّ توقيف المتهمين هو أوّل خيط في معرفة حقيقة جريمة الاغتيال، ناسيا