قضايا وآراء » قضايا وآراء من الصحف اللبنانية الصادرة الجمعة 19/8/2011

- 'السفير'
حلقة حوارية للمركز الاستشاري عن نتائج &laqascii117o;حرب تموز": خلقت وعياً عربياً جديداً... وأسست لنظام إقليمي
علي دربج:

خمس سنوات مرت على حرب تموز 2006، وما يزال الجدل مستمراً في نتائجها وتداعياتها وانعكاساتها المستقبلية على لبنان وإسرائيل والمنطقة. وها هو &laqascii117o;المركز الاستشاري للدراسات والتوثيق" يبادر مرة تلو الأخرى للتصدي للاشكاليات التي تواجه أهل الفكر والرأي، ليشكل باختياره للعناوين البحثية علامة فارقة، يزيد من أهميتها اختيار المشاركين، بحيث تحضر مدارس عدة واتجاهات سياسية وفكرية متنوعة، في تعبير حي عن رحابة صدر ومهنية عالية، تشهد لها سلسلة الندوات التي يدعو اليها المركز الذي كان أحد من دفعوا الأثمان في &laqascii117o;حرب تموز" باستهداف مقره السابق في حارة حريك، ما أدى الى خسارة مكتبة ضخمة وأرشيف كبيرين.
ها هو المركز في مقره الجديد بعد تموز 2006، في محلة بئر حسن، يستضيف حلقة بحثية جديدة بعنوان &laqascii117o;خمس سنوات على حرب تموز 2006 قراءة في النتائج البعيدة الأمد"، في سهرة رمضانية امتدت على مدى ثلاث ساعات ويفترض أن تنشر أبرز مضامينها في صفحة القضايا في &laqascii117o;السفير" قريباً.
البداية كانت مداخلة افتتاحية لمدير المركز د.عبد الحليم فضل الله، اعتبر فيها ان &laqascii117o;حرب تموز ساهمت في زحزحة بعض ركائز النظام العربي القديم، فيما تمكنت الثورات العربية من زعزعة ركائز أخرى"، موضحاً أن &laqascii117o;هناك صلة ما بين هذه الحرب والانتفاضات العربية". وأكد ان &laqascii117o;هناك علاقة وطيدة بين كفاح الشعوب لتقرير مصيرها، ونضالها لمواجهة التحديات الخارجية"، لافتاً الانتباه الى ان &laqascii117o;الحرب أحدثت تغييرا جذريا على صعيد دور لبنان والتوازنات في المنطقة وخيارات حسم الصراع والنظرة اليه. فالانتصار أسس لنظام إقليمي جديد وأعطب آلة الهيمنة الأميركية التي انطلقت بعد أحداث 11 أيلول واحتلال أفغانستان.
ولخص فضل الله النتائج التي أفضت إليها الحرب بالآتي:
1- انها تعدّ من أولى الحروب التي لم تتمكن إسرائيل من حسمها.
2- تحوّلت إسرائيل تدريجياً من قوة هيمنة إقليمية كبيرة ذات وزن عسكري وسياسي واستراتيجي على المستوى الدولي الى دولة عادية من دول العالم الثالث.
3- لم تعد إسرائيل تتفرّد بملف التسوية كما كان في الماضي، بل أصبح هناك أمركة للسياسة الخارجية الإسرائيلية.
4- استطاعت المقاومة أن تحل محل محور التحدي والصمود ومعاهدة الدفاع العربي المشترك.
5- تمخضت عن تحول في هيكلية اتخاذ القرار الاسرائيلي، اذ أن العدو بات أكثر التزاماً بأجندات الدول الكبرى وتضاءلت قدرته على تغيير السياسات الدولية لمصلحته.
6- فشل العدو في فرض أولوياته من خلال القوة والولايات المتحدة ومجلس الأمن.
وشكلت مداخلة الباحث محمود سويد، مفاجأة للمشاركين في الحلقة باعتباره ان الحرب لم تكن انتصاراً، مؤكداً أن &laqascii117o;إسرائيل لا زالت قوة قتالية متفوقة في المنطقة على جميع الجيوش العربية، ولا يمكن القول إن المقاومة الإسلامية تستطيع أن تهزمها أو تضاهيها قوة"، وأشار الى أن &laqascii117o;إسرائيل حققت في السياسة ما عجزت عن تحقيقه في الحرب التي أيقظت الجيش الإسرائيلي على الخلل الذي أصاب بنيته وتدريبه وسلاحه. فانصرف الى سد هذه الثغرات وفي الإعداد والتدريب والتجهيز".
وأوضح سويد أن &laqascii117o;المقاومة تشكل الآن طرفاً في الصراع اللبناني الداخلي، ومنخرطة في انقسام شبه عمودي وبالتالي فأنها لا تستطع الادعاء بأنها تمثل بتحالفاتها الداخلية والخارجية وأساليبها عامل إصلاح وتطوير وتقدم في المجتمع، وهذا ما يفقدها الإجماع الوطني الذي كانت تحظى به حتى العام 2000". ونفى سويد أي &laqascii117o;دور لنتائج الحرب في الثورات العربية، التي لم تأت في أي من الشعارات التي رفعتها لا على السياسة الخارجية ولا على قضية فلسطين أو الانحياز لهذا المعسكر أو ذاك".
واختار مدير مركز عصام فارس السفير الدكتور عبد الله بوحبيب في قراءته البعد الإقليمي لنتائج الحرب، مؤكداً ان &laqascii117o;لبنان تمكّن في أعقابها من تكريس، موقعه على الخارطة الإقليمية فهو البلد العربي الوحيد الذي يستطيع ان يفخر بأنه هزم إسرائيل على أرضه وما زال يمنعها من تحقيق أهدافها".
وأضاف &laqascii117o;وضعت حرب لبنان الثانية &laqascii117o;حزب الله" في مجهر السياسات والاستراتيجيات السياسية والعسكرية والإقليمية بسبب الانتصار الاستراتيجي الذي تحقق بعد الحرب"، وتطرق الى البعد الاستراتيجي للمقاومة، مشيراً الى أن &laqascii117o;حزب الله" كقوة عسكرية متنامية &laqascii117o;تستطيع أن تردع تل أبيب عن بعض مخططاتها وتثير قلقها وتشكل حجر عثرة أمام الاستراتيجية الأميركية في المنطقة". وختم بالقول: &laqascii117o;تكمن أهمية القوة الدفاعية التي يمتلكها لبنان أيضاً في أنها ذاتية حتى لو تلقت دعما من دول إقليمية، وفي أن عناصرها مواطنون لبنانيون يعيشون بين شعبهم".
وانطلق العميد المتقاعد د. امين حطيط في ورقة العمل التي قدمها، من &laqascii117o;فشل إستراتيجية القوة الصلبة التي اعتمدتها الولايات المتحدة لإرساء نظامها العالمي الجديد، بالإشارة الى تحولها &laqascii117o;الى استراتيجية القوة الناعمة الذكية ثم القوة الناعمة". واعتبر أن &laqascii117o;الحرب أفسحت المجال أمام قوى جديدة او قديمة هُمّشت للعودة الى المنطقة أو الدخول إليها ليكون لها موقع المؤثر على الساحة العالمية، فضلاً عن أنها عطلت المخطط الغربي المتعلق بالقضايا الإقليمية السياسية حيث تفلتت إيران الى حد بعيد من الافخاخ التي كانت تعد لها".
وشدّد حطيط على أن &laqascii117o;الانتصار خلق واقعا مغايرا للطموحات الأميركية والشهوات السلطوية الداخلية، وقطع الطريق على الساعين الى تحويل لبنان مستعمرة أميركية". واستعرض &laqascii117o;النتائج الارتدادية للحرب على الداخل الإسرائيلي، من حيث أنها تسببت بشكل مريع في زعزعة الثقة بمستقبل إسرائيل، وعمقت من مأزقها الاقتصادي، والاهم أنها سلبتها الحرية في تنفيذ قرار الحرب والقيام بعدوان على لبنان مستقبلا".
وتوقف الوزير السابق د. عصام نعمان عند التحديات التي &laqascii117o;تواجه لبنان والمقاومة على ضوء مجريات الأحداث في المنطقة العربية"، داعيا المقاومة الى ان &laqascii117o;تطور خطها الوطني والكفاحي باتخاذ قرار استراتيجيي تاريخي جوهره إقناع سوريا وإيران بضرورة تمكينها من تصنيع أجزاء بعض الصواريخ من مختلف الأنواع، بالإضافة الى تجميع أجزاء بعضها الآخر في لبنان لتفادي المخاطر التي قد تنجم عن أي حصار مستقبلي". وأضاف &laqascii117o;المقاومة يجب ان تتصرف على أنها القوة الرئيسية في استراتيجيا الدفاع الوطني اللبناني، وأنها قوة عسكرية ذات دور إقليمي في دعم سياسة الممانعة في وجه الولايات المتحدة وإسرائيل".
وأكد ان &laqascii117o;هذين الهدفين الاستراتجيين يستوجبان ان يكون لدى المقاومة القدرة والإرادة لامتلاك أقوى أنواع الأسلحة الصاروخية، ولتزويد الجيش اللبناني بها كي يتكامل جهدهما المشترك في تنفيذ استراتيجية الدفاع الوطني المرتجاة".
وقال د. يوسف الشويري، ان &laqascii117o;حرب تموز استقرت عميقا في الذاكرة وستظل كذلك الى أن تتجاوزها مواجهة اشمل وابعد أفقاً ومدى". وأوضح &laqascii117o;أن أول هذه الدروس أن قوة صغيرة منظمة تستطيع ان تهزم قوة كبيرة تفوقها عدداً وعدة وعتاداً وثاني الدروس أن الصمود في الموقع والتحول من الدفاع الى الهجوم والاستبسال وفق خطة محكمة لا تعتبر الهجوم تكتيكاً موقتاً بل استراتيجية لا ترضى بأقل من لجم اندفاع العدو وضربه في العمق وتحطيم إرادته وإجباره الى ردود مرتبكة تؤدي في نهاية المطاف الى بلبلة صفوفه وزرع التضارب في خططه وتحويله الى آلة عمياء تتخبط في ميدان المعركة سواء في تقدمها أم تراجعها".
ونسب العميد المتقاعد نزار عبد القادر، لـ&laqascii117o;حزب الله"، &laqascii117o;الإنجاز في انه كشف الأداء السيئ للأنظمة العربية أمام شعوبها"، مشدداً على انه &laqascii117o;يتحمّل مسؤولية هذا الدفع الجديد للشعوب العربية، في الثورة ضد الأنظمة الاستبدادية وتخطيها حاجز الخوف والرهبة من الحكام".
وأثار الزميل جان عزيز إشكاليات مصيرية عدة تواجه المقاومة ولبنان وتشكل تحدياً وتتلخص في الأسئلة التالية: كيف تؤمن المقاومة المواءمة ما بين منطق المقاومة ومنطق الدولة في بيئتها الجغرافية والديموغرافية كي لا تتحول عن علة تعريف المقاومة؟ وكيف تؤمن التعايش بين بعدها الديني الذي بدا ضرورياً لا بل مؤسساً لحوافزها، وبين بعدها المقاوم الوطني غير القادر في إطار الكيان اللبناني على احتمال أي أحادية، فكيف بالأحادية الدينية أو المذهبية؟ وكيف تؤمن التوافق بينها كونها مقاومة وبين طرحها ورؤيتها لمستقبل النظام اللبناني المأزوم وكيفية تطويره ضمن ثابتة ان يظل لبنان، وتظل مقاومة؟".
وميز الخبير الاستراتيجي العميد المتقاعد الياس حنا بين المصاعب والمعضلات المترتبة على المقاومة حالياً، وبين مرحلة 2006 التي أصبحت برأيه من الماضي. فالتداعيات الاستراتيجية للحرب والدروس المستقاة منها استفاد منها كل من إسرائيل والمقاومة، فضلاً عن سوريا وإيران. واعتبر أن لدى &laqascii117o;حزب الله" معضلات عدة تبدأ من المستوى الجيوسياسي، وتنتقل الى المستوى الاستراتيجي، وصولا الى المستوى العملاني التكتي".
ولفت الانتباه الى ان المنطقة شهدت تحولات جيوسياسية، إذ أن بيئة اليوم مختلفة تماماً عن بيئة 2006 التي حققت فيها المقاومة شيئاً مهماً جداً، يتجسد في أنها أسست لتغيير استراتيجي انطلاقا من عدة محاور:
الأول، أحدثت الحرب في اسرائيل صدمة كبيرة، كما أنها أدت الى فشل وتغيير سياسي وعسكري.
الثاني، فشلت الولايات المتحدة في القضاء على المقاومة (حزب الله)، وفي تطويق سوريا، وفرضت عليها تغييرا استراتيجيا مهما، جعلها قادرة على التأقلم سريعا مع أي متغير في المنطقة.
الثالث، استثمرت سوريا النصر بالمزيد من التقارب والربط بمحور إيران ـ &laqascii117o;حزب الله"، والتي كانت من ابرز نتائجها القمة الثلاثية التي جمعت السيد حسن نصر الله والرئيسين السوري بشار الأسد والإيراني محمود احمدي نجاد.
الرابع، تجنبت ايران ضربة عسكرية مباشرة، وعجز كل من الولايات المتحدة وإسرائيل عن تجميد المشروع النووي الإيراني، ونقلت الواجهة الى الخط الأزرق مع إسرائيل.
الخامس، حقق لبنان نصرا عسكريا لكنه اخفق سياسيا، بسبب الانقسامات الداخلية، التي حصلت بعد الحرب، فضلا عن ان &laqascii117o;حزب الله" اثبت إستراتجيته العسكرية.
السادس، عمدت الولايات المتحدة الى تغيير تكتي في سياستها مع الاستمرار في المحافظة على إستراتيجيتها، بالإضافة الى بروز لاعبين جدد على المسرح الإقليمي، (تركيا وايران)، وتفاقم الأزمة المالية العالمية، وأما المستجد الأبرز فهو الانتفاضات المتنقلة للشعوب العربية في أكثر من بلد عربي".
ورأى حنا أن &laqascii117o;حزب الله" سيواجه معضلة حقيقية في المعادلة الذهبية التي طرحها (الجيش والشعب والمقاومة) فهو لديه مشكلة مع الجيش لكونه ليس قادراً على ان يكون بجانبه في أي حرب، وبالنسبة للشعب فهو منقسم على مسألة المقاومة وسلاحها، وأخيراً فإنه يجب على المقاومة ان تدرس مجمل التحولات في المنطقة كي تتأقلم مع الواقع المستجد".


- 'المستقبل'

على حزب الله أن يختار بين أن يكون العقدة أو الحل
د. ناصر العمر:
 
كان ربيع لبنان 2005 باكورة ربيع العرب دون أدنى مبالغة أو إدعاءات مزيّفة. ربيع دافعه الأكبر والأوحد الخلاص من كوابيس استبداد وعبودية طالت سنين وسنين حتى ان ابن الثمانين اليوم يترحّم على أيام الاستعمار!
نحن هنا في لبنان استيقظنا على وقع جريمة كبرى فكان ماء ربيعنا دم رفيق الحريري ورفاقه. هذا الدم كان أقوى من محاولات منع ولادة الحرية من جديد في لبنان. ملايين اللبنانيين وُلدوا من جديد في ذلك الربيع. وبدأ الحلم حقيقياً هذه المرة، حلم مشروع لبنان بذاته ولذاته دولة حضارية، رسالة للحرية والديموقراطية والعدل والمساواة، دولة المواطنة والقانون والمؤسسات نموذجاً للشرق من بغداد إلى الصين ولكل جوار بحر قزوين.
وما ان استيقظ اللبنانيون حتى بدأت الخيبات تكبر مع تكشف ان 'حزب الله' قد ذهب بعيداً في عزل مكوّن كبير من النسيج اللبناني حول مشروعه الخاص. وبرغم ان تكوّن قوى 14 آذار قد أخطأ في تعامله معه في بعض المحطات ولو عن حسن نيّة، إلا أنه ينبغي أن يعرف قبل غيره أن مَن يقرأ تاريخ لبنان الحديث عبر إنجازاته فقط يكون يؤسس إلى الانشقاق والانعزال عن المكونات الاخرى لهذا البلد. ما يقود باتجاه خطير نحو التقسيم أو الهيمنة والفرض بقوة السلاح المحضة.
على 'حزب الله' أن يختار بين أن يكون العقدة أو الحل في المشروع اللبناني. وذلك بصرف النظر عن تغيّرات الأوضاع السياسية في جارتنا القريبة سوريا أو جارتنا الأبعد إيران.
وكي نؤسس لحقبة راسخة مستقرة ومزدهرة لبلدنا ومستقبل أجيالنا، علينا التمسك بقراءة واحدة لتاريخنا منذ الرئيس كميل شمعون إلى اليوم ونرمي جانباً كل القراءات التي تخوِّن بعضنا بعضاً، نطوي صفحات سوداء ونبني دولة تمول وحدها كل سلاح يحميها ويفرض احترام سيادتها ومؤسساتها.


- 'الشرق الأوسط'
الذين لجأوا إلى إيران أولاد بن لادن وأبو الوليد المصري والإسلامبولي وصهر الظواهري وسيف العدل.. بعضهم هرب إلى وزيرستان وآخرون ما زالوا في الأسر
محمد الشافعي:

يعكس لجوء الإسلاميين إلى إيران.. فكر أيمن الظواهري زعيم &laqascii117o;القاعدة" الذي قال في كتابه &laqascii117o;فرسان تحت راية النبي" الذي نشرته &laqascii117o;الشرق الأوسط" على حلقات في أواخر 2001 إن &laqascii117o;الجهاديين" عندما يواجهون باحتمالات التصفية الشاملة يواجهون بسؤال هو هل يقفون ويحاربون أم ينحنون للعاصفة لتجنب الخسائر؟.. والإجابة كانت عند الظواهري هي أن الاستراتيجية الأمثل أن يهربوا إلى مكان آمن.
وفي إيران اليوم هناك نحو مائة عائلة عربية محتجزة تحت الإقامة الجبرية وبحسب السيدة وفاء علي الشامي (62 عاما) زوجة أبو الوليد المصري (مصطفى حامد منظر الأفغان العرب وصاحب أكثر من كتاب عن تاريخهم في أفغانستان منذ سنوات الحرب ضد الروس) فإن زوجها وأطفالها وأحفادها محتجزون تحت قيود الإقامة الجبرية في طهران منذ عام 2001. وكانت أم الوليد فرت إلى السفارة المصرية في طهران وما زالت حتى كتابة هذه السطور تنتظر إذن الخروج من دائرة الهجرة الإيرانية لإتمام أوراقها وترحيلها إلى مصر، وقد نشرت &laqascii117o;الشرق الأوسط" في عدد الجمعة الماضي قصة فرارها إلى سفارة مصر في قلب طهران هربا من التعنت والجبروت الإيراني على حد قولها، مشيرة إلى أنها &laqascii117o;إن نجحت في الخروج فستترك زوجها وأطفالها ومحمد ابنها الذي لا تعلم عنه شيئا منذ أن اختطفته قوات الأمن الإيرانية قبل ست سنوات".
وكانت أسرة مصطفى حامد (أبو الوليد) وسيف العدل القيادي المصري (محمد صلاح زيدان) زوج ابنته وعدد من القيادات الإسلامية التي كانت بصحبة أسامة بن لادن محتجزين في إيران وليس لديهم أي أوراق رسمية حيث إن سلطات الأمن الإيرانية سحبت منهم منذ البداية كل الوثائق الرسمية الخاصة بهم، من ضمنهم 11 من أسرة بن لادن عاد معظمهم إلى ذويهم في دمشق وقطر. يقول أبو الوليد منظر الأفغان العرب ومؤرخ سيرتهم في عشرات من الكتب، منذ أيام قلائل ردا على رسالة إلكترونية من ابنة شقيقته الصغرى التي لم يرها منذ أربعين عاما: &laqascii117o;السلطات الإيرانية تمسكت مشكورة (باستضافتي) داخل أسوار الإقامة الجبرية للعام التاسع على التوالي بلا جريمة وبلا محاكمة وبلا أي أفق لنيل الحرية الفطرية التي وهبها الله لجميع بني آدم، وذلك تطبيق نادر المثال لمفهوم العدالة والحرية في الإسلام تنفرد به (جمهورية إيران الإسلامية)". ويضيف في موقعه الإلكتروني &laqascii117o;مافا" في مقال تحت عنوان &laqascii117o;مصر والدولة الإسلامية": &laqascii117o;لما كانت الآنسة العزيزة هي ابنة شقيقتي، وبالتالي فإنني لم أقابل الآنسة أبدا قبل ذلك وكنت أود أن أراها في وقت قريب خلال شهر رمضان الحالي، ولذا كان موقفي صعبا في نقاشي مع الآنسة الليبرالية، ابنة شقيقتي، التي أحاول أن أثبت لها صوابية فكرة الدولة الإسلامية، وأنا، وبلا ذنب أو حكم قضائي أقبع داخل سجن إسلامي، بينما هي ومن منطلقات ليبرالية، تنادي بإطلاق سراحي من قبضة الإسلاميين".
وكان أبو الوليد ترك مصر نهاية سبعينيات القرن الماضي واتجه إلى الجنوب اللبناني لينضم إلى المقاومة الفلسطينية (حركة فتح) في حربها ضد الاحتلال الإسرائيلي، ثم عمل كصحافي في جريدة &laqascii117o;الاتحاد" الإماراتية.
ومع بداية الاحتلال السوفياتي لأفغانستان كان أبو الوليد أول عربي يلبي دعوة &laqascii117o;الجهاد" ضد السوفيات فسافر إلى باكستان ومنها إلى المنطقة الحدودية، وتعرف هناك على الزعيم الأفغاني جلال الدين حقاني، وظل يعمل معه حتى فتح جرديز في أبريل (نيسان) عام 1992 وبعدها بأيام فتحت كابل العاصمة.
وكان أبو الوليد المصري المعروف بمؤرخ الأفغان العرب على علاقة قوية بزعيم حزب &laqascii117o;إسلامي أفغانستان" مولوي محمد يونس خالص، والزعيم السياسي عبد رب الرسول سياف، وانتهت صداقته مع سياف إلى خلاف شديد، حول نهج الأخير في قيادة منظمته الجهادية.
كما ارتبط أبو الوليد بعلاقات صداقة قوية بكل من المجاهد الفلسطيني عبد الله عزام، وزعيم تنظيم القاعدة الراحل أسامة بن لادن الذي عمل معه بعد ذلك كمستشار سياسي، وزعيم &laqascii117o;القاعدة" الحالي أيمن الظواهري، كما تعرف على العديد من كوادر الجماعات الجهادية من مصر وغيرها.
قابل أبو الوليد المصري زعيم حركة طالبان الملا محمد عمر، في مدينة قندهار عدة مرات، وكان أول من بايعه من العرب &laqascii117o;أميرا للمؤمنين" في أواخر عام 1997، أقام في أفغانستان حتى سقوط كابل عام 2001، كما ترأس تحرير العديد من الإصدارات الصحافية بأفغانستان منها مجلة &laqascii117o;الإمارة" الصادرة بالعربية والدارية لسان حال الملا عمر حاكم الحركة المخلوعة.
ولجأ أبو الوليد إلى إيران هو وأسرته بعد احتلال أفغانستان فاعتقلته الأجهزة الإيرانية ثم تم وضعه تحت الإقامة الجبرية مع زوج ابنته محمد صلاح زيدان المكنى بسيف العدل وعدد من قيادات &laqascii117o;القاعدة"، ولا يزال محتجزا هناك حتى الآن.
ومن أبرز العوائل التي مكثت سنوات نجحت في إيران إلا أنه نجحت في الخروج من إيران عائلة محمد الإسلامبولي شقيق خالد الإسلامبولي، التي عادت إلى مصر منذ أسابيع قليلة، أما هو فقد غادر إلى تركيا عبر البحر، وكما تقول أم الوليد لا يوجد مخرج من إيران إلا إلى تركيا أو وزيرستان حيث لا منجي من المهالك والطائرات دون طيار التي تترصد العرب هناك إلا الله عز وجل، وقد غادرت ابنتها عائشة وزوجها همام وأولادهم الخمسة (ولدان وثلاث بنات) الذين فروا جميعهم إلى وزيرستان قبل سنوات. ويكشف الدكتور هاني السباعي مدير مركز المقريزي للدراسات بلندن لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" عن خروج عدد من الأصوليين من بريطانيا إلى إيران منهم أسامة حسن شقيق زوجة أيمن الظواهري، الذي اعتقل في عملية &laqascii117o;التحدي" التي شنتها المخابرات البريطانية بالتعاون مع اسكوتلنديارد ضد سبعة من الأصوليين المصريين في أغسطس (آب) 1998، وكانت زوجة أسامة حسن وبعض أولاده قد عادوا إلى مصر من إيران أبريل 2011.
واعتقل أسامة حسن بسجن بيل مارش شديد الحراسة في عملية &laqascii117o;التحدي" بلندن، وكان ضمن المعتقلين الراحل إبراهيم عيدروس قيادي &laqascii117o;الجهاد" المصري المطلوب أميركيا، والدكتور هاني السباعي، وسيد معوض، وسيد عبد اللطيف، وأسامة حسن حصل على إقامة مؤقتة بعد الإفراج عنه ثم اختفى وسافر فجأة مع قيادي الجهاد المصري (أبو جهاد) محمد خليل الحكايمة الذي أسس ما يعرف بـ&laqascii117o;القاعدة في أرض الكنانة" إلى إيران ومنها إلى أفغانستان عام 2001.
1. وأبو جهاد المصري خليل الحكايمة قتل في غارة أميركية بطائرة بلا طيار في مناطق القبائل الباكستانية على منطقة القبائل المحاذية للحدود الأفغانية أغسطس 2008، بعد أن فر من إيران إلى الشريط القبلي ، ولجأ الحكايمة (أبو جهاد) في نهاية التسعينات هو وزوجته وأطفاله العشرة إلى بريطانيا حيث قامت السلطات البريطانية باعتقاله فور وصوله لأسباب أمنية حيث مكث في الاعتقال عدة أشهر قبل أن يجري إطلاق سراحه، وعندما شرعت بريطانيا بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر (أيلول) 2001 في سن قوانين تتيح لها اعتقال الأجانب ممن تشتبه بصلاتهم بـ&laqascii117o;القاعدة" أو بالإرهاب، خشي الحكايمة أن يجري اعتقاله واستهدافه بهذا القانون فقرر مغادرة بريطانيا حيث توجه إلى إيران.
وشقيق أسامة حسن (47 سنة) الأكبر شريف حسن كان أحد كوادر الجماعة الإسلامية حكم عليه بالإعدام ونفذ فيما بعد في قضية &laqascii117o;العائدون من أفغانستان" عام 1992، وهو من مواليد القاهرة، وتخرج في كلية التربية جامعة عين شمس قسم اللغة العربية، وعمل مدرسا ثم سافر إلى السعودية واليمن وباكستان وعدة دول ثم طلب اللجوء السياسي في لندن سنة 1998.
2. وقال الدكتور السباعي لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" إن أسامة حسن كان مسجونا في إيران عقب العدوان الأميركي على أفغانستان عام 2001، وكان ضمن أكثر من مائة عائلة عربية قد وضعتهم السلطات الإيرانية في حجز جماعي في ثلاث مدن إيرانية، وعلمنا أن &laqascii117o;السلطات الإيرانية كانت قد أفرجت عن أبو عبد الرحمن (أسامة حسن) نهاية عام 2010 ثم تواترت الأخبار عن مقتله خلال عملية في أفغانستان".
وشقيقة أسامة حسن السيدة أميمة متزوجة حاليا أيمن الظواهري زعيم &laqascii117o;القاعدة"، وكانت زوجة سابقة لطارق أنور السيد أحمد، مسؤول عمليات &laqascii117o;القاعدة" قتل في خوست في 2002. وضمن العائدين أيضا من إيران أطفال المحامي ثروت صلاح شحاتة (أبو السمح) وهو نائب الظواهري، وهو محبوس حاليا في إيران، وقد حكم عليه مرتين بالإعدام غيابيا في مصر بسبب نشاطات إرهابية اتهم بها، وهو عضو مجلس شورى تنظيم &laqascii117o;الجهاد" واسمه مدرج على قائمة الإرهاب الدولية وهارب من حكمين غيابيين بالإعدام في مصر، الأول في قضية محاولة اغتيال رئيس الوزراء الأسبق الدكتور عاطف صدقي في 1994، والثاني في قضية &laqascii117o;العائدون من ألبانيا" في 1999. وقد عاد أولاده الأربعة وابنته يوليو (تموز) الماضي بصحبة زوجته نجوى موسى عبد المقصود إلى مطار القاهرة ومنها إلى الزقازيق.
ويعد المحامي ثروت صلاح شحاتة الرجل الثاني في جماعة الجهاد وهو من مواليد 29 يونيو (حزيران) 1960 واتهم عام 1981 في القضية المتعلقة باغتيال الرئيس أنور السادات وصدر في حقه حكم بالسجن لمدة ثلاث سنوات، وبعد خروجه حصل على بكالوريوس الحقوق واعتقل مرات عدة ثم اتهم عام 1987 في القضية المتعلقة بإعادة إحياء تنظيم &laqascii117o;الجهاد"، لكنه برئ وافتتح مكتبا للمحاماة. وغادر مصر مستخدما جواز سفر مزورا عام 1991 واتجه إلى أفغانستان حيث عمل في معسكرات جماعة &laqascii117o;الجهاد" وبعدها ظل لفترة كبيرة يتنقل بين عواصم عدة بينها اليمن والسودان وأذربيجان وألبانيا إضافة إلى أفغانستان إلى أن دخل إيران مع أطفاله بعد سقوط حركة طالبان نهاية 2001. وأوضح السباعي أنه &laqascii117o;من خلال اتصالاته مع العائدين من إيران فإن أطفال الإسلاميين الذين احتجزوا هناك لنحو تسع سنوات لم ينالوا أي قسط من التعليم، لأن السلطات الإيرانية حرمت على أولادهم التعليم ، باستثناء تعليم ذاتي قام به الإخوة لأولادهم، وكان يركز على اللغة العربية وحفظ القرآن الكريم حتى التطريز وتعليم حياكة الملابس بالنسبة للفتيات كان أيضا من المحرمات".
وضمن المحتجزين في طهران مع زوجته وأطفاله الخمسة تحت الإقامة الجبرية سيف العدل مصري في أواخر الثلاثينيات من عمره، وهو المسؤول العسكري لـ&laqascii117o;القاعدة". ويعتقد أنه اضطلع بمعظم مهام القيادي الراحل في &laqascii117o;القاعدة"، محمد عاطف (أبو حفص) الذي قتل في عمليات قندهار نهاية 2001. وكان سيف العدل ضابطا سابقا في الجيش المصري برتبة عقيد لكنه التحق بالقتال ضد الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. كما يشتبه في أنه درب متشددين على استخدام المتفجرات ودرب بعضا من خاطفي الطائرات في 11 سبتمبر. وارتبط اسمه بتفجير السفارتين الأميركيتين في كينيا وتنزانيا عام 1998. وتتهمه الولايات المتحدة بتدريب المقاتلين الصوماليين الذين قتلوا 18 أميركيا في مقديشو عام 1993. وفي عام 1987، اتهمت مصر سيف العدل، واسمه الحقيقي محمد صلاح زيدان، بمحاولة إنشاء جناح عسكري لجماعة الجهاد الإسلامي المتشددة، وبمحاولة قلب نظام الحكم.
وفي مذكرات سيف العدل وفي صفحات عدة بثها موقع &laqascii117o;التوحيد والجهاد" خصصها للحديث عن الأمن المخابراتي وأمن الاتصالات، والأمن من رؤية شرعية، وفصل آخر تحت عنوان &laqascii117o;تجربتي مع أبي مصعب الزرقاوي"، وعمليات الكوماندوز الأميركية على أرض أفغانستان، ومقاومة الغزو الأميركي لقندهار، يقول سيف العدل عن سبل الوصول إلى إيران في مذكراته: &laqascii117o;كنا قد ناقشنا مع بعض الخبراء من الإخوة، أن المنطقة التي سيتم اختيارها يجب أن تكون بعيدة عن وجودنا الرئيسي من ناحية، وأن تقع على الحدود الغربية لأفغانستان والمحاذية لإيران، ويرجع ذلك إلى أن طريق الإخوة الآمن كان قد أصبح عن طريق إيران، بعد أن بدأت السلطات الباكستانية التشديد علينا وعلى حركتنا، بحيث أصبح وصول الإخوة العرب والآخرين إلى أفغانستان عن طريق باكستان صعبا جدا، في حين أن الإخوة كانوا يستخدمون طريق (تركيا - إيران إلى أفغانستان) بسهولة ويسر".
ويضيف &laqascii117o;المدينة المناسبة التي تم اختيارها كانت مدينة هيرات، وهي أقرب مدينه أفغانية إلى الحدود الإيرانية، وبذلك فهي بعيدة نوعا ما عنا، والوصول إليها والخروج منها أكثر يسرا، أما ما يخص الإمكانات المادية؛ فقد تكفل الأخ الحجازي وبعض رفاقه بتوفيرها بما يتناسب مع الحجم البشري الذي سيوجد في هيرات، وكذلك بما يتناسب مع مقتضيات العمل".
والحديث عن علاقة إيران أو الحرس الثوري والاستخبارات بتنظيم القاعدة بين الأصوليين أشبه بحديث عن زواج متعة أو مصلحة مؤقتة بين اتجاهين أيديولوجيين متناقضين من الصعب نظريا تصديق إمكانية حدوثه. لكن الشواهد أثبتت على أرض الواقع أن ذلك ممكن، وبعد هجمات 11 سبتمبر أصبحت هذه العلاقات أكثر وضوحا، بعد أن وجد مئات من عناصر &laqascii117o;القاعدة" وعائلاتهم ملاذا آمنا في إيران. ويعلم الآن المسؤولون الأميركيون أن وزير الدفاع الإيراني الذي كان سابقا قائدا لقوة القدس جهز منازل آمنة لعناصر &laqascii117o;القاعدة"، كما أن المعلومات تشير إلى أن القيادي في &laqascii117o;القاعدة" سيف العدل، وهو القائد العسكري للتنظيم، استطاع وهو تحت الإقامة الجبرية في إيران أن ينسق اعتداءات ضد أهداف غربية، وبينها اعتداء الرياض الذي قتل 8 أميركيين في عام 2003. وأبرز دليلين على العلاقة التي تعود بداياتها إلى أوائل التسعينيات وتوثقت بعد هجمات 11 سبتمبر أن اثنين من أبرز قيادات &laqascii117o;القاعدة" مرا عبرا إيران، وهما أبو مصعب الزرقاوي الذي أصبح أخطر مطلوب في العراق قبل أن يقتل، وسيف العدل الذي تحول وهو مقيم في إيران إلى قائد العمليات الخارجية.وبالنسبة إلى مراقبين كثيرين فإن إيران أرسلت إشارة قوية حول موقفها، عندما سمح قادتها لعناصر &laqascii117o;القاعدة" بدخول أراضيها قبل 11 سبتمبر، واستمر ذلك فيما بعد. ويلاحظ تقرير 11 سبتمبر أن علاقة العمل بين إيران و&laqascii117o;القاعدة" يعود تاريخها إلى ما قبل الهجمات، ففي عام 1996 كانت هناك علاقة قوية بين إيران وتنظيم الجهاد المصري الذي كانت لديه روابط قوية مع أسامة بن لادن. وفي 4 نوفمبر (تشرين الثاني) 1998، اتهم مكتب المدعي الأميركي في جنوب نيويورك أسامة بن لادن بالتآمر لمهاجمة منشآت أميركية، واتهم المدعي &laqascii117o;القاعدة" بالتعاون مع السودان وإيران وحزب الله في ذلك. وقبل عام من هجمات 11 سبتمبر، اعترف علي محمد وهو أحد المتهمين في الهجمات على سفارتي الولايات المتحدة لدى كينيا وتنزانيا، أنه كان على علم بروابط بين تنظيم الجهاد المصري السني وإيران وحزب الله. وقال إنه رتب تأمين اجتماع في السودان بين عماد مغنية القائد العسكري لحزب الله وأسامة بن لادن في التسعينيات، ووفر حزب الله اللبناني التدريب على المتفجرات لعناصر &laqascii117o;القاعدة" بينما وفر الحزب الأسلحة لتنظيم الجهاد المصري.


- 'النهار'
بعض الملاحظات حول المحكمة الخاصة بلبنان
بقلم: اميل عون( محامٍ جنائي دولي وأستاذ جامعي):

ماذا بالنسبة الى مدة اتفاق الأمم المتحدة والحكومة اللبنانية بشأن انشاء المحكمة الخاصة بلبنان؟ وماذا بالنسبة الى دور قاضي الاجراءات التمهيدية؟ والى تطبيق مبدأ تكافؤ السلاح بين المدعي العام والدفاع؟ والى الموضوع الأكثر سخونة وهو مسألة الحصانة؟..
يهمني وباختصار شديد ان اوضح بعض النقاط المثارة بشأن المحكمة الخاصة بلبنان، خاصة على مستوى المسارين القانوني والاجرائي ونظراً الى الاستحقاقات العديدة التي ترافق المرحلة الحالية، بعد السلسلة الاخيرة من الاجراءات المعتمدة تمهيداً لبدء المحاكمات في لاهاي، وهي التالية:
-1 بداية، أشير الى مسألة مدة اتفاق الامم المتحدة والحكومة اللبنانية بشأن انشاء المحكمة الخاصة بلبنان(تاريخ 10حزيران 2007)، وبالتالي يتبين ان صياغة المادة 21 منه وتحديداً الفقرتين 1و2 منها في اللغات الاصلية الثلاث اي العربية والفرنسية والانكليزية (المتساوية في الحجية)، بالرغم من غرابتها، تحسم موعد بدء سريان مدة السنوات الثلاث المذكورة اعتباراً من تاريخ مباشرة المحكمة الخاصة عملها، اي تحديداً تاريخ الاول من آذار 2009 وهذا ما اكده رئيس المحكمة الخاصة بلبنان القاضي انطونيو كاسيزي في تقريره السنوي الاول المنشور.
من هنا، لا يجوز تقديم اي تفسير مغاير لهذا التوجه. اما بالنسبة لمضمون الفقرة 2 المذكورة، وبعد مضي مدة 3 سنوات، فانه يتبين من الصياغة في اللغات الثلاث المعتمدة، ان التمديد هو تلقائي ولا يخضع لتوافق جديد لارادتي الامم المتحدة والحكومة اللبنانية التي ينحصر دورها تحديداً في الاطار الاستشاري غير الملزم. لذلك، يكون اي تفسير آخر يخالف مفهوم العبارات المستعملة في النص المشار اليه وخصوصاً في النسخة الاصلية الانكليزية التي تستعمل تحديداً عبارة the agreement shall be extended ويدل استعمال عبارة shall  في الانكليزية على فعل وجوب وليس فعل تمنٍ او ما شابه ذلك.
وبالتالي، لا يمكن لبنان مثلاً واستناداً الى مضمون نص المادة 21 المذكورة ان يرفض تمديد مدة عمل المحكمة الخاصة بلبنان بحجة ان مهلة 3 سنوات قد انتهت وانه يمتنع عن التمديد لها لمدة مماثلة او لأية مدة اخرى. وتؤكد الجملة الاخيرة في الفقرة 2 المذكورة على ان الدور الاساسي والكلمة الفصل يعودان للامين العام للامم المتحدة الذي يتشاور (بمعنى اخذ الرأي وتشاور شكلي غير ملزم من حيث المضمون) مع الحكومة اللبنانية ومجلس الامن ويتصرف في النهاية بما يراه مناسباً لتحديد المدة (او المدد) الاضافية لانجاز المحكمة المذكورة عملها.
-2 بالنسبة الى دور قاضي الاجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان، فانني شخصياً، لم أكن منذ الاساس، موافقاً على دوره من زاوية مراقبته لاعمال المدعي العام لناحية ممارسة سلطاته الممنوحة في قواعد الاجراءات والتنفيذ، والتي تجيز له رد بعض التهم او حتى قرار الاتهام برمته المحال اليه من المدعي العام، بغية تعديله وتنحيقه وتقديم قرار اتهام جديد او معدل اكثر توازناً وتناسقاً. لأن من شأن ذلك، القاء الضوء على مكامن الضعف والخلل في قرار الاتهام واعطاء المدعي العام الفرصة لتحصين قراره الاتهامي وتحسينه وتعديله مراراً وتكراراً، كما جرى قبل تصديق فرانسين على قرار بلمار. وذلك دون ان يترك للدفاع حق الاستفاضة في الطعن في قرار الاتهام على علاته ونقاط ضعفه دون ان يخضع لأي مراقبة قضائية قبل التصديق عليه.
ففي كل الاحوال، ان المزج بين النظام القانوني الرومانو - جرماني والنظام القانوني الانكلو - أميركي لم يكن موفقاً في بعض من الاجراءات على مستوى المحكمة الخاصة بلبنان، وكأن واضعي قواعد الاجراءات والتنفيذ أرادوا ارضاء مسار القانون اللبناني بشكل عام من جهة ومسار غالبية المحاكم الدولية السابقة من جهة اخرى. فكان من الافضل عدم اجراء اي رقابة قضائية على قرار المدعي العام، وترك الدفاع يطبق بحرية كبيرة مبدأ تكافؤ السلاح المفترض بينه وبين المدعي العام امام الدائرة الابتدائية ومن ثم امام دائرة الاستئناف. فان محاولة نقل وتشبيه دور قاضي الاجراءات التمهيدية لهذه الناحية بدور الهيئة الاتهامية في نظام القانون الجزائي اللبناني هي برأينا غير موفقة على المستوى العملي.
-3 اما في ما يختص بمسألة تطبيق مبدأ تكافؤ السلاح بين المدعي العام والدفاع، فان تأليف مكتب الدفاع في المحكمة الخاصة بلبنان كهيئة مستقلة هو امر ايجابي ومتقدم، على انه يهمني ان اطرح تحديات عملية تواجه هذا الواقع القانوني المستجد، اذ يفترض بالدفاع ان يواجه قرار الاتهام بكل تفاصيله، هذا القرار الذي قدمه المدعي العام ودقق فيه وصادق عليه قاضي آخر هو قاضي الاجراءات التمهيدية. فالدفاع يواجه عملياً قرار المدعي العام الذي حقق في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري لأكثر من 6 سنوات وبتكلفة توازي ملايين الدولارات. فهل ستؤمن فعلياً جميع الصكوك القانونية للمحكمة الخاصة بلبنان حسن تطبيق مبدأ تكافؤ السلاح المذكور، وتمنح بالتالي للدفاع وبطريقة متساوية الوسائل المادية والوقت وغيرها من الادوات المطلوبة واللازمة التي استخدمها المدعي العام في تحقيقاته وصولاً الى قرار الاتهام؟
-4 أخيراً، أصل الى الاكثر سخونة في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان، وهو مسألة الحصانة. فاذا ما تبين ان قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري متصلة برؤساء(دول) ومسؤولين(حكوميين) لبنانيين او غير لبنانيين، فهل تشكل الحصانات عائقاً امام اختصاص المحكمة الخاصة بلبنان؟ من الواضح ان أنظمة المحكمة الخاصة بلبنان لا تذكر موضوع الحصانة، بمعنى انه في غياب النص الصريح تبقى الحصانة سارية على خلاف المحاكم الدولية الاخرى كالمحكمة الجنائية الدولية والمحكمة الجنائية الدولية ليوغسلافيا السابقة والمحكمة الجنائية الدولية لرواندا والمحكمة الخاصة بسيراليون، التي تضمنت أنظمتها أحكاماً تجعل حصانات الرؤساء والمسؤولين فيها غير قائمة ويجوز بالتالي محاكمة الرؤساء والمسؤولين فيها مهما علا شأنهم.    
 لا شك في انه حالياً، بدأ يتبلور في القانون الدولي العرفي مبدأ يجيز رفع الحصانة في الجرائم الدولية الاساسية كجريمة الابادة وجرائم الحرب والجرائم ضد الانسانية، ولكن لا يمكن ان نتغاضى في موضوع المحكمة الخاصة بلبنان عن واقع اختصاصها الضيق والمتعلق بالارهاب وليس بالجرائم الدولية المذكورة اعلاه. من هنا، يبقى لقضاة المحكمة الخاصة بلبنان مسألة البت في موضوع الحصانة، اما لناحية توسيع نطاق تطبيق القانون الدولي العرفي ليشمل جريمة الارهاب الى جانب الجرائم الدولية الاساسية المشار اليها آنفاً، واما لناحية التأكيد على عدم القدرة على رفع الحصانة في غياب نص صريح وواضح يحدد ذلك.


- 'الأخبار'

حنين إلى ماضٍ بسيط وصادق: &laqascii117o;الغالبون" يبكي المقاومين
مهى زراقط :

بعيداً عن السجال الدائر حول مسلسل &laqascii117o;الغالبون"، سواء لجهة تاريخ المقاومة أو القصة أو حتى الإخراج، تتابع فئة كبيرة من الجنوبيين من مناصري المقاومة، وخصوصاً من جيلها الأوّل، المسلسل بحنين ملحوظ إلى أيام جميلة رغم قساوتها
لا تنتهي حلقة من مسلسل &laqascii117o;الغالبون" على قناة المنار، إلا وتليها حلقات من &laqascii117o;الغالبون الحقيقيون" يرويها أهالي القرى الجنوبية. مقاومون من الجيل الأول والحالي، أبناء القرى الحدودية الذين عاشوا الاحتلال، وأمهات شهداء. كلّهم يتابعون المسلسل، لكلّ منهم طقس في مشاهدته، ولكلّ منهم ملاحظاته وحكاياته التي يعود ويرويها تتمة لقصة شهيد أو عملية أو عميل. إلا أن شيئاً واحداً يجمعهم: حنين إلى أيام خلت. أيام كانت فيه بيوت الجنوب أفقية، أشجاره أكثره، عدد سياراته أقلّ، ولا سيما &laqascii117o;الرانجات" التي لا يبدو الشيخ راغب حرب في أيّ منها.
هي أيام البساطة والروحانية. أيام كان فيها المقاومون يعملون في مطعم ليؤمنوا أجرة تاكسي يوصلهم إلى السيد عباس الموسوي ليلتحقوا بالمقاومة. أيام حقيقية يجزم حسين الذي لا يفوّت حلقة من المسلسل، ويعترف: &laqascii117o;ما في حلقة مرقت منه إلا وبكيت فيها". المقاوم الذي التحق بأولى دورات المقاومة الإسلامية مطلع الثمانينيات يؤكد صحة كلّ ما شاهده إلى الآن، حتى إنه غالباً ما يستبق أحداثه ويروح يحكي لأولاده ما سيحصل &laqascii117o;أخبرت أولادي مسبقاً لماذا لم تنجح استخارة الاستشهادي أحمد قصير، وما هو السرّ في أن تنجح بعد أن تمطر لكي يدخل الجنود كلّهم إلى المقرّ فتتسبب العملية بخسائر أكبر". يتذكر أنه كان في دورة عندما استشهد أحمد قصير &laqascii117o;وقرأنا له الكثير من الفواتح". يعيد المسلسل حسين إلى بداياته في العمل المقاوم. هو الذي يجد نفسه مزيجاً من علي وفارس لأنه كان يهرّب السلاح من جهة، ونجح في إقناع البعض بأنه عميل من جهة ثانية &laqascii117o;حتى بيي شك فيي مرة" يقول. لذلك يؤكد أن المسلسل يحكي أحداثاً حقيقية. &laqascii117o;كل ما ورد صحيح. قصة خلدة صحيحة 100% والأسماء معروفة. أن يخطفوا الشباب ويعذّبوهم ليتأكدوا من ولائهم، هذا صحيح. وهناك شخص الآن من الصف الأول في حزب الله تعرّض لهذه التجربة، لكن هناك مبالغة في التعذيب". وهنا يتذكر أنه تعرّض مرة للهجوم بالرصاص الحيّ خلال مخيّم للتدريب &laqascii117o;هجموا علينا وكانوا قد تأكدوا من إفراغ جعبنا من الرصاص، كما اتفقوا مع أحدنا على أن يمثل أنه استشهد". حتى على مستوى السرية بين الأصدقاء &laqascii117o;هذا الأمر صحيح".
أحمد، مقاوم من الجيل الأول أيضأً، سعيد لأن المسلسل أضاء على تجربة الشيخ راغب الذي يعدّه السيّد حسن نصر الله &laqascii117o;رمزاً لتلك المرحلة". هو &laqascii117o;ناطر" كيف سيحكي المسلسل قصة اعتقال الشيخ راغب. &laqascii117o;أنا عشتها شخصياً في جبشيت وكنت يوم الإفراج عنه". يضحك وهو يتذكر أنه عندما رغب في الذهاب إلى جبشيت للمشاركة في الاعتصام الشعبي الذي كان ينظّم في البلدة بعد اعتقال الشيخ لم يكن يملك ثمن البنزين &laqascii117o;تبرّع لي أحد الإخوة بثمنه". دليل إضافي على صدق أحداث المسلسل وما يدور فيه، وخصوصاً طيبة الشيخ راغب &laqascii117o;وكلّ ما يحاول المسلسل أن يظهره من طيبة هذا الرجل وقربه من الناس أقلّ بكثير من حقه". ينتظر ليرى إن كان المسلسل سيعرض كيف سيسلّم الشيخ على المصلّين بعد الإفراج عنه &laqascii117o;كان الحشد رهيباً، قال لنا الشاب في الجامع أنتم لا تتحركوا والشيخ آت ليسلّم عليكم".
خديجة حرز، المقاومة ووالدة الشهيد حسن تحرص على متابعته، لكنها لا تقوى على رؤية كلّ المشاهد، وخصوصاً تلك التي تعرض لأهالي الشهداء. من خلال متابعتها للمسلسل تستعيد خديجة فصولاً من تاريخ المقاومة، تتذكر أمور التخطيط ونقل السلاح. تبتسم وهي تستعيد بعض نقاشات حلقة الليلة الماضية: كيف كانوا يخططون للتحايل على العملاء، عندما قال له اترك السيارة ليراها العميل فيعتقد أنك لا تزال في البيت واخرج أنت من الباب الخلفي. أو عندما قال له &laqascii117o;السلاح صار هونيك"، أي إن المهمة أنجزت. نقول: &laqascii117o;هيدي أشيا كنا نعملها"، مؤكدة دور النساء في العمل المقاوم &laqascii117o;صحيح النساء كنّ يقمن بالرصد أكثر لأن المقاومة كانت تحرص على أن لا تقوم النساء بعمل يعرضهن للاعتقال، إلا أني كنت أعرف سيدة ترتدي العباءة وكانت تنقل السلاح".
وإذا كان كلّ من أحمد، حسين وخديجة يحكي عن حالة خاصة، فإن سارة تصف حالة بلدة تخلو شوارعها من المارة عندما يبدأ المسلسل. ابنة دير قانون النهر، قرية الاستشهادي أحمد قصير، تتابع المسلسل بحنين &laqascii117o;كأنهم ينتظرون كلمة &laqascii117o;أحمد قصير" أو &laqascii117o;دير قانون النهر". تصف كيف يتجمع أهل الضيعة ليحكوا تتمة القصص التي يعرفونها عما ورد ذكره من قصص في المسلسل، وخصوصاً من أحداث لها علاقة بعملية أحمد قصير وأيامه الأخيرة. سمعتهم يقولون إن هناك من رآه قبل ساعات من استشهاده يعطي مالاً لأحدهم. تقسّم سارة الأجيال التي تتابع المسلسل إلى ثلاثة: &laqascii117o;الأطفال المبهورون بالمقاومة، الكبار الذين يحنّون إلى الماضي، والشباب الذين دخلوا في الجدل وراحوا ينتقدون الفن والكادر والقصة.. والتاريخ. وتلاحظ أن الكبار هم الذين يعلّقون أكثر على الأحداث: &laqascii117o;إيه مظبوط هيك صار. هني عاشوا هيدي التفاصيل خاصة إنو أكثر أحداثو صارت عنا"، لكنها تجزم بأن المسلسل نجح في استقطاب جمهور كبير، والرسالة وصلت بقوة، أقلّه إلى الأوساط الشعبية.
زهراء ابنة قرية حدودية تشاهد المسلسل وتبكي. &laqascii117o;عندما تقدّم أحمد قصير بسيارته إلى المبنى بكيت. عندما ودّع رفيقه بكيت". تؤكد أن هذا المسلسل كان ضرورة &laqascii117o;كنا نحتاج إلى من يحكي قصتنا. لم نشاهد يوماً دراما تحكي عنا وتؤرّخ لشيء يعنينا. ربما نحتاج أيضأً إلى أن نرى أنفسنا، أين كنا وكيف أصبحنا".
النقد لا يمنع التفاعل
لا يرفض كلّ من سألناهم رأيهم في المسلسل النقد الذي قد يوجه إليه من الناحية الفنية، بل هم أيضاً لديهم ما يدلون بهم على هذا الصعيد. منهم من ينتقد السيناريو، ومنهم من ينتقد اللكنة الجنوبية المبالغ بها، ومنهم من ينتقد بعض الكادرات، إلا أنهم يتفقون على فكرة واحدة: نحن مستعدون للدفاع عن المسلسل لأن النقد النخبوي ليس مقياساً لتفاعلنا معه. يعنينا ما وصلنا منه، صحيح أنه كان يمكن أن يكون أفضل بكثير، ونحن نعرف أن هذا العمل تأخر كثيراً، لكننا انتظرناه طويلاً، لذلك نحن مكتفون به وسعداء.


ـ 'الأخبار'
عمر نشابة:
 

قرار الاتهام الذي صدر عن المدعي العام في المحكمة الدولية الخاصة في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري يتضمّن فقرات يشتبه في أن وظيفتها الأساسية سياسية لا قضائية. أما التناقضات فتدلّ على إخفاقات مهنية غير مقبولة في مؤسسة تدّعي العمل بموجب أعلى المعايير الدولية
&laqascii117o;المتهمون الأربعة مناصرون لحزب الله، وهو منظمة سياسية وعسكرية في لبنان. وفي الماضي، تورط الجناح العسكري لحزب الله في عمليات إرهابية". وردت هذه الجملة في الفقرة 59 من قرار الاتهام الذي رفع قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الخاصة بلبنان، دانيال فرانسين، السرية عن الجزء الأكبر منه أول من أمس. ولا يذكر المدعي العام دانيال بلمار في نصّ القرار المصدر الذي استند إليه للحسم بتورط حزب الله في الإرهاب. فليس هناك توافق دولي أو إقرار أممي جامع بتصنيف الحزب إرهابياً، بل إن حكومة الولايات المتحدة الأميركية تقود منذ ثمانينيات القرن الماضي حملات إعلامية وسياسية لتشويه صورة حزب الله عبر تصنيفه منظمة إرهابية أسوة ببقية التنظيمات المشاركة في مقاومة آلة الحرب الإسرائيلية، مثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحركة حماس والجهاد الإسلامي وغيرها.
ولم يصدر أي قرار

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد