- 'اللواء'
'حزب الله' للحريري: الرهان على المحكمة لن يُفضي إلى نتيجة
منال زعيتر:
بشفافية ووضوح وجّه <حزب الله> على لسان نائب أمينه العام الشيخ نعيم قاسم ما يشبه <الدعوة> الى رئيس الحكومة السابق سعد الحريري لفتح صفحة جديدة في العلاقات بين الطرفين وفق أسس الحفاظ على السلم الأهلي وإجراء بحث مشترك عن حقيقة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، انطلاقاً من أن المحكمة مضللة لا تهدف إلا إلى إحداث الفتنة وتخريب لبنان والقضاء على المقاومة&bascii117ll;
وبشفافية أيضاً بات على الحريري تلقف الدعوة وتقدير حجم المسؤولية التي تدار بها الشؤون السياسية في بلد مثل لبنان، وبات لزاماً عليه الاختيار بين المحافظة على السلم الأهلي أو متابعة السير على الخطى السابقة التي أخرجته في يوم من الأيام من المعادلة السياسية الداخلية، كما ان سياسة اليد الممدودة التي انتهجها الحزب منذ بداية الأزمة بين الفريقين لا يمكن أن يمر عليها الحريري وفريقه مرور الكرام إذ أن جوهر القضية التي ينطلق منها الحزب في مقاربة القضايا الخلافية الداخلية يكمن في تدارك القوى السياسية في البلد الفتنة الطائفية والمذهبية وتحديداً بين السنة والشيعة كما تغليب المصلحة الوطنية العليا على المصالح الفردية، وبالتالي فإن اقتناص الحريري لمقاربة الحزب الموضوعية لحل الخلافات وايقاف ما يسمى بالمحكمة الدولية ومفاعيل القرارات الاتهامية سوف يعزز موقع فريقه الاستراتيجي وينقله من ضفة <الخاسر> ضمناً الى موقع السياسي المسؤول القوي بقدرته على الحفاظ على مقومات العيش المشترك في البلد&bascii117ll;
ولذلك وعلى الرغم من عمق الهوة السياسية التي تفصل بين الحزب والحريري <شخصياً> إلا انه ما زال هناك امكانية لإعادة تصويب العلاقة بين الطرفين انطلاقاً من الثوابت الوطنية الجامعة والتي لا يختلف عليها اثنان ألا وهي كشف الحقيقة في اغتيال الحريري الأب والذي لا يستطيع أحد أن يزايد على طبيعة العلاقة المتينة التي جمعته مع الحزب ودفاعه الدائم عن المقاومة وسلاحها&bascii117ll;
ويؤكد سياسي بارز في الأكثرية أن كلام الحزب يأتي انطلاقاً من استعداده الدائم للتعاطي بإيجابية مع كافة الأفرقاء وسعيه الى ضبط عناصر الإختلاف بين الجميع لا سيما ان الوضع دقيق جداً في ظل البيئة الإقليمية غير المستقرة وضغوطات المحكمة الدولية باتجاه تفعيل الاضطراب الداخلي، وما رؤية الحزب للوضع القائم الا تصرف المتعاطي بمسؤولية ولذا ومن هذا المنطلق فإن كلامه الأخير يعد بمثابة وضع الجميع أمام مسؤولياتهم الحقيقية&bascii117ll;
ويضيف السياسي بأن الحزب أراد توجيه رسالة محددة الى الحريري لإيقاف الرهان على التطورات في سوريا كما ايقاف الرهان على المحكمة الدولية لأنه لن يفضي الى أي نتيجة سوى اثارة أزمة ثقة بين اللبنانيين وتعميق الهوة السياسية الفاصلة بينهم لأن هدف المحكمة منذ انشائها لم يكن <الحقيقة> بل ضرب السلم الأهلي والتعايش السني - الشيعي، وبالتالي فإن المطلوب في الظروف الحالية أن يلتفت السياسيون اللبنانيون الى بعضهم ويبعدوا الناس عن تعقيدات المحكمة والخلافات السياسية القائمة، وهكذا عندما يتحمل المعنيون مسؤولياتهم يصبح هناك إمكانية للتلاقي بينهم مما سوف يعزز حماية الاستقرار الداخلي ويدحض مشاريع الفتنة التي تحضّر للبنان&bascii117ll;
ويستكمل السياسي بالقول أنه حتى لو سعى الحريري وفريقه برعاية اقليمية إلى دفع الأمور بالاتجاه المعاكس فإن الحزب لن يسمح في نقل <الاحتقان> من المستوى السياسي الى المستوى الشعبي وبالتالي استدراجه الى الشارع، لأن النهج الذي اتبعه دوماً كان ولا يزال تحييد الاستقرار الداخلي والسلم الاهلي عن التجاذبات السياسية القائمة
- 'النهار'
نجومية في الصحافة العالمية!
نبيل بو منصف:
بصرف النظر عن الاحتدام المتفجر الذي اثارته المقابلة التي اجرتها مجلة 'التايم'الاميركية مع احد المتهمين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري على المستوى الداخلي، توازي هذه المقابلة في المعايير الصحافية بحجمها المدوي الاثر نفسه الذي كانت تثيره التسريبات التي نشرتها الصحافة الغربية عن التحقيق الدولي.
واذا امكن الاحتكام الى المعايير المهنية في معاينة هذه الظاهرة وقراءة مدلولاتها بعقل بارد فان ذلك يستتبع ابراز الخلاصات الآتية:
اولا: لم يعد لبنان يحظى باولوية في الصحافة الدولية الا من باب ملف الاغتيالات والمحكمة الدولية. اي ان 'القصة' وحدها هي الملف الجاذب لهذه الصحافة بمقدار توافر المعلومات التي وحدها تعيد لبنان الى اغلفة المجلات ومانشيتات الصحف ولا شيء آخر سواها.
ثانيا: اجتاحت العولمة الاعلامية النظم القضائية وباتت تسخر بالسرية واصولها تماما كما سخرت تقارير 'ويكيليكس' بالسرية الديبلوماسية وقوضتها. بذلك ينبغي على 'الجيل القديم' المتحفظ عن كل ما ينتهك الخصوصيات والسرية ان يتكيف مع واحدة من اقسى الحقائق المتصلة بالمعرفة المعولمة الحديثة على بشاعتها وفظاعتها احيانا.
ثالثا: في المنحى الخاص لملف المحكمة قد تكون التسريبات المسبقة للمعلومات المنتهكة لسرية التحقيق ساهمت في 'هبوط' اقل قسوة للقرار الاتهامي. واذا قيست مقابلة 'التايم' مع المتهم المجهول الهوية بهذا المعيار لأمكن الافتراض انها مبادلة
بالمثل بالتسريب الاولي من الجبهة المناهضة للمحكمة. وفي الحالتين لجأ طرفا النزاع الى صحافة عالية المعايير تتمتع بصدقية مبدئية يصعب معها نقض ما تنشره.
رابعا: في حالتي تسريب المعلومات واجراء المقابلة حصل تشابه تلقائي في نفي المعلومات او استنكار نشرها او التنصل من مسؤولية انتهاك السرية. المحكمة غالبا ما كانت تنفي مسؤوليتها عن تسريب المعلومات، و'حزب الله' انكر بالكامل اجراء المقابلة رغم تأكيد 'التايم' انها اجريت ولو بظروف شابتها التباسات. على الارجح ان ايا من الطرفين يدرك مسبقا ان 'الافادة' الموازية لـ'التضرر' من نشر كبريات الصحف والمجلات الغربية لمعلومات من خارج السياق القضائي المتبع هو الثمن
الحتمي الذي يتعين دفعه امام الدوي الذي يحدثه هذا النشر.
خامسا: على اغراء البريق الأخاذ الذي تلهث وراءه الصحافة والاعلام للفوز بالسبق الصحافي اليومي او الموسمي فان العولمة او ثورة تكنولوجيا المعلومات لن تقوى يوما على اسقاط السؤال 'الاخلاقي' الابدي عن حدود 'الاستباحة' لكل الارث القديم المتعلق بالسرية والخصوصية واين يقف تداخلها مع الحق في المعرفة وكشف الحقائق. ومع ذلك فان الخبر الجيد الذي يعني لبنان في هذا البعد الذي يبدو بعيدا جدا عن ادبياته هو انه بلد يظهر تباعا ولو بحذر شديد تكيفا هائلا مع كل انواع الحقائق بدليل انه تأهل فعلا لاسقاط فزاعة ذلك الشعار القائل: اما العدالة واما الاستقرار !
- 'النهار'
غياب الدولة
نايلة تويني:
لن اخوض في صحة المقابلة التي نشرتها 'التايم' مع احد المتهمين في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري ورفاقه، او عدم ذلك، في ظل الهرج والمرج القائمين حولها، لكن ما توقفت عنده امس هو التعليقات على تلك المقابلة وخروج المعلقين باستنتاج ان لا دولة في لبنان، وكأن الامر كان يحتاج هذا العنصر المستجد، والقول المنسوب لمتهم بأن 'حزب الله' لن يسلمه ورفاقه الى العدالة الدولية.
صرت اضحك في نفسي، اذ كأن المفاجأة وقعت على كثيرين كانوا يتوقعون ان يسلمهم الحزب الى التحقيق اولا قبل المحاكمة، ألم يقل الحزب ان هؤلاء شرفاء وهو يرفعهم الى مرتبة القديسين، ويتهم المحكمة مرارا بأنها اداة صهيونية وألعوبة بيد الامم المتحدة؟
ما يهمنا اكثر من تسليم المتهمين اذ يمكن محاكمتهم غيابيا، هو فعلا وجود الدولة بل قيامها، لكن البوادر غير موجودة والتطورات المتتابعة لا توحي بالخير في هذا المجال:
- هل تتمكن الاجهزة الامنية من القبض على المطلوبين، وغيرهم من المطلوبين بجرائم شتى، في اكثر من ضاحية ومخيم؟
- هل تستطيع وزارة الداخلية وبمؤازرة كل القوى الامنية ازالة مخالفات البناء عند طريق المطار وفي امكنة اخرى كثيرة؟ عمارات قائمة على ارض الدولة وعلى ارض الغير. ومن يعوض للغير اذا كانت الدولة استغنت عن حقوقها وتنازلت لقوى الامر الواقع؟
- هل تستطيع وزارة البيئة وقف العمل غير الشرعي للمرامل والكسارات والفقاشات التي تتجاوز القانون، وهل يمكن وقف شفط الرمول عند الشواطئ المحتلة من نافذين؟
- هل يمكن الجمارك وكل الدولة ضبط الحدود مع سوريا لو لم تعمل الاخيرة على التشديد في الاشهر الاخيرة لمنع تهريب السلاح الى اراضيها؟
- هل يمكن وزارة الخارجية توحيد الجامعات الثقافية اللبنانية التي صارت موجودة في لبنان اكثر منها في بلاد الانتشار ولا تهتم الا بشؤونها؟
- هل يمكن وزارة الصحة ان تمنع الادوية المزورة وادوية الاعشاب غير المراقبة من اي جهة مسؤولة؟
- هل يمكن وزير التربية ان يبدي رأيه الاكاديمي في تعيينات رئيس الجامعة اللبنانية والمدير العام للتعليم المهني فلا تسقط عليه اسماء الترضية لكثيرين؟
- هل يمكن وزارة التنمية الادارية المضي في مشروع الحكومة الالكترونية اي المكننة الشاملة فلا تظل سجلات ضائعة ودفاتر ممزقة كما قرأنا قبل ايام عن سجلات مدينة بعلبك؟
- هل يمكن وزارة الاشغال ان تزفت طرقا كثيرة تمنع المواطنين من السياحة الداخلية في بلدهم (طرق البقاع الغربي مثلا) وان تعيد تنظيم عمل سيارات التاكسي وخصوصا في المطار؟
كلها تساؤلات لا اجوبة واضحة عليها الا رمي المسؤوليات في ما بين الوزارات لكنها بالتأكيد تؤشر الى ان لا امكان لقيام دولة.
- 'النهار'
هل التزم 'الاخوان' أمام اميركا؟ وبماذا؟
سركيس نعوم:
لا تعتقد جهات اميركية متابعة من واشنطن 'الموضوع السوري' وتعقيداته الاقليمية والدولية ان هناك حلاً في الافق له. وهي تتوقع ان تتعاظم المشكلات والازمات التي يواجهها نظام الرئيس بشار الاسد مع مرور الوقت. لكنها في الوقت نفسه تعتقد ان هذا النظام انتهى، وإن يكن سقوطه الرسمي لا يزال بعيداً بعض الشيء ربما. وهي تعزو توقعها والاعتقادين الى عوامل عدة قد يكون ابرزها في المرحلة الراهنة الاقتناع الكامل اميركياً ودولياً وعربياً واسلامياً بأن الاسد لم يعد قادراً على وضع خطة اصلاحية شاملة، ولا على قيادة عملية اصلاحية جديدة مقبولة من شعبه، وتحديداً من غالبية هذا الشعب التي تناصبه العداء لاسباب عامة وفئوية في وقت واحد، ومقبولة في الوقت نفسه من محيطه العربي الذي حماه في الماضي وغطى ممارسات نظامه بالتنسيق مع الغرب الاميركي والذي يجد نفسه اليوم عاجزاً عن الاستمرار في هذا الدور.
أما عدم قدرة الاسد فيعود الى القمع بل العنف الذي مارسه ضد شعبه فأوقع في صفوفه مئات القتلى وآلاف الجرحى والمفقودين وربما المعتقلين. وأما عدم قدرة المحيط العربي على الاستمرار في دور الداعم فيعود الى اليأس من الاسد، والى الخوف من ايران المقلقة له التي قد يكون صار اسيرها، والى العجز عن تجاهل الغضب المذهبي سواء على الصعيد القطري أو على الصعيد العربي عموماً.
في اختصار تؤكد الجهات الاميركية المتابعة اياها ان سوريا بشار الاسد خسرت المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون الخليجي. ولا يقلل حجم هذه الخسارة عدم الاعتراف بها، واتخاذ مواقف سلبية من قادة دول المجلس مثل عدم قبول استقبال امير دولة قطر وعدم استقبال مساعدين له وتسريب ذلك الى الاعلام. وعلى العكس من ذلك فإن ما يؤكد هذه الخسارة هو قول مسؤولين قطريين وفي اكثر من مجلس خاص ان سلبيتهم حيال الاسد نبعت من امور عدة ابرزها تعمده افشال 'اتفاق الدوحة' بين فريقي 8 و14 آذار اللبنانيين وتالياً اضعاف دور قطر لبنانياً أو بالأحرى تهميشها. وتؤكد الجهات الاميركية نفسها ايضاً ان تركيا 'حزب العدالة والتنمية' الاسلامي تمارس لعبة ممتعة. وهي قد تصل في وقت ما قد لا يكون بعيداً الى حد اقامة شريط حدودي على اراض سورية محاذية لها ومن شأن ذلك تفخيخ وضع الاسد ونظامه. وتؤكد ثالثاً ان اميركا تحشره كثيراً وتضغط عليه بالتعاون مع كل حلفائها في الغرب والمنطقة. وبدأت تظهر مفاعيل ذلك بتتالي العقوبات الصعبة المفروضة عليه. كما تضغط عليه بالحوار الذي تجريه مع الاطراف المتنوعين للمعارضة السورية بما في ذلك جماعة 'الاخوان المسلمين'، التي يعتبرها البعض العمود الفقري للمعارضة، عبر وزارة الخارجية فيها.
وفي هذا المجال تحرص الجماعة المذكورة على اظهار نفسها حزب 'الوسط' او الوسطيين في سوريا وفي مصر كما في الدول العربية التي لها وجود فيها. ويبدو انها حققت بعض النجاح في اقناع مسؤولين كبار في الوزارة المشار اليها بأنها الأقدر على تأمين الاستقرار لسوريا والمنطقة عموماً. كما انها تحاول اقناعها بأنها ستلتزم كل الاتفاقات التي وقعتها الانظمة 'الساقطة' في السابق (حتى مع اسرائيل)، وستحمي الاقليات وتمنحهم كل حقوق المواطنية، وستساهم عملياً وجدياً في مكافحة ارهاب التيارات الاسلامية الاصولية العنفية والتكفيرية. طبعاً لا تزال 'سيدة' الخارجية في واشنطن تستمع. لكنها لم تُلزِم ادارتها اي موقف حتى الآن. علماً ان الالتزام قد لا يتأخر.هل يعني ذلك كله ان مصير النظام السوري صار 'محسوماً، سلباً طبعاً، في رأي واشنطن'؟ الجهات المتابعة الاميركية نفسها تجيب عن ذلك بالنفي. وتلفت الى ان ما يقلقها وربما ما يقلق الادارة الاميركية امكان تحوّل الانتفاضة الشعبية السورية حرباً أهلية ذات خلفيات مذهبية. وذلك رغم محاولة جهات معارضة عدة تلافي ذلك. ومصدر القلق احتمال تدفق 'مقاتلين من كل الفئات المتناقضة الى سوريا للاشتراك في 'الجهاد' او لمكافحته. وما يقلقها ايضاً هو احتمال نجاح النظام بالعنف المفرط في القضاء على الانتفاضة. لكن ذلك لن يفيده كثيراً اذ يحوِّل سوريا دولة بوليسية معزولة اقليمياً ودولياً مثل كوريا الشمالية، وانما من دون ان يمتلك مصادر القوة التي لكوريا هذه. وطبعاً لن يضمن ذلك بقاءه 'الى الابد' لأن مصيره ساعتها سيرتبط بمصير حليفته ايران الاسلامية.ماذا تستطيع هذه 'الايران' ان تقدم له؟ هل تستطيع ان تحميه؟ وما هي اولوياتها؟ وهل هناك مخارج من الازمة لا تزال متوافرة للاسد؟ وهل استعمال القوة 'الدولية' او 'الاطلسية' ممكن ضده؟
- 'الاخبار'
حين يكرّس سعد مقولة إن الكذب ملح الرجال؟
ابراهيم الامين:
الاكتفاء بلعبة التدليس والفبركة لا يبدو أنه من شيم الفريق الراغب في إشعال لبنان لأنه فقد السلطة. فمن يكذب مرة كذبة كبيرة، ولا يحاسبه أحد على فعلته، فهو يعيد الكرّة متى أراد، فكيف إذا طاب له الأمر. وفي حالة التعصب المسيطر على عقول الجماعات اللبنانية، فإن أي نوع من المحاسبة الفعلية هو أمر غير متوقع، لذلك يمكن توقع كل شيء، وخصوصاً من جانب فريق سعد الحريري، الذي دخل النفق الأكثر ظلمة في تاريخ العائلة، والله أعلم الى أين المسير.
سعد الحريري يقول إن هناك أسباباً أمنية تحول دون عودته الى بيروت الآن، لكنّ فريقه القريب، وبعض المتابعين يعرفون أن الأمر ليس كذلك. وسوف يكون مضحكاً القول إن السبب الحقيقي، يعود الى كونه ليس مستعداً الآن لمواجهة أمنه المالي في بيروت. الناس ربما لا يعرفون حقيقة وحجم الديون المترتبة على الرجل من جانب مجموعة كبيرة من الموردين وأصحاب المتاجر على أنواعها، إضافةً الى شركات قدمت إليه &laqascii117o;خدمات إعلامية ـــــ إعلانية" ذات طابع سياسي. وبعض المستحقات التي لها في ذمته تعود الى الانتخابات النيابية الأخيرة. وربما صار من المفيد نشر لوائح بأسماء الدائنين، بما في ذلك المصارف التي وفرت له سيولة في فترات عدة في مقابل رهونات عقارية، فيما الخلاف مستمر بين الإخوة على طريقة التصرف بجانب من التركة، علماً أن العلاقات المباشرة بين الإخوة وأفراد العائلة ليست متوترة كما قال كثيرون، بل أدّت السيدة نازك دوراً في احتواء الكثير من المضاعفات السلبية لمشكلة السيولة عند الشيخ سعد، كذلك فعل شقيقه بهاء، الذي وإن أبرز في مجلس خاص ملاحظاته على طريقة إدارة شقيقه لمؤسسات والده الراحل، أو طريقة تصرفه في مسائل كثيرة، إلا أنه رفض كل محاولات استدراجه الى خطوات أو مواقف يمكن أن ترتد سلباً على موقع أخيه السياسي والمالي، علماً أن مشاريع الإخوة صارت منفصلة بعضها عن بعض. ويبدو أن الآخرين في العائلة لا يريدون توريط أنفسهم في العمل السياسي المباشر، الذي يرتب نفقات كبيرة، بل على العكس فإن هناك مناخاً يقود الى الاستنتاج بأن بينهم من يريد التخلص من أملاك عقارية لمنع الآخرين من تعريضهم لأي نوع من الابتزاز، وهذا ما يفكر فيه بهاء على الأقل في بيروت.وسط هذه الأجواء، يمضي الشيخ سعد الآن معظم وقته في المملكة العربية السعودية. يتفقد أعماله المتعثرة، ويعقد اجتماعات متواصلة مع المسؤولين الإداريين، ويعيد تنظيم علاقته بقيادة المملكة. وهو كلف فريقاً لديه، بأن يجري التثبت من أن أخبار الشركة وأخباره يجب ألا تتسرب الى أحد، وقد باشر معاونوه حملة رقابة وتدقيق في كل من يعتقدون أنه مصدر التسريب للمعلومات والوثائق التي تكشف أزمته.مشكلة سعد مع شريكه وراعيه الأبرز عبد العزيز بن فهد لم تحلّ بعد، ولهذا الأمر انعكاسه على علاقات سعد بآخرين من أفراد العائلة المالكة، وعلى علاقته حتى مع رجال أعمال سعوديين، صاروا يكثرون من انتقاداتهم له ولطريقة عمله، ويقرّون بأن ما يتمتع به إنما هو نتيجة قرار سياسي لا لأي سبب آخر. ويبدو أن الخلاف بين سعد وعزوز يتجاوز المسائل المالية، بعدما نُقل عن لسان عبد العزيز كلام، فيه قدر عال من الذم بحق رئيس حكومتنا السابق، واستعادة لأيام مضت كان فيها سعد أقرب الى معاون لعبد العزيز، الذي كان توقيعه يوفر المشاريع الكبرى ويسمح بصرف مئات ملايين الدولارات، وخصوصاً عندما كان والده الملك الراحل فهد في حالة صحية معقدة.
وسعد، الذي تعلم منذ صغره طريقة التعامل مع أفراد العائلة المالكة، لم يجد وسيلة لمصالحة عبد العزيز، بل هو جرب حظه من خلال شخصيات سعودية وغير سعودية عملت معهما فترة طويلة. وعندما أُعفي عبد العزيز من مهمّاته أخيراً، شعر سعد كأنه يقدر على رفع منسوب الكلام، متورطاً في إحدى الجلسات بأنه تحمّل الكثير من عبد العزيز ولم يعد يقدر على الأكثر. وترافق ذلك مع نشر الزميل داوود الشريان مقالات نقدية للحريري في جريدة &laqascii117o;الحياة" التي يملكها خالد بن سلطان. وحسم سعد بأن الشريان إنما يعبر عن رأي عبد العزيز. وبادر الى التدخل لدى آل سلطان، ووفّق في قرار منع نشر آخر مقالة للشريان، التي تناول فيها أزمة الرواتب في جريدة &laqascii117o;المستقبل"، لكن الشريان سارع الى التوجه صوب قناة &laqascii117o;العربية" التي يملك أخوال عبد العزيز حصة فيها، ونشر المقالة على موقعها الإلكتروني، ما عدّه سعد إشارة قوية الى أن عبد العزيز يقف خلف الشريان. ومع أن رد الحريري على الشريان ظل محصوراً في الرجل، وتجاهل بطريقة سخيفة موضوع المقال، أي الأزمة المالية، وعاد وربط كل نقد له بموقفه من المحكمة والعدالة، فإنه كان يريد أن يوجه رسالة غير مباشرة الى عبد العزيز، وهو أمر صعب حسمه الآن.
في هذه الأثناء، كان سعد ولا يزال مشغولاً في ترتيب أموره داخل المملكة، وهو تذرع بشهر رمضان ليقيم هناك. وصار يستدعي من يحتاج إليه من أركانه في بيروت الى هناك، لعقد اللقاءات وغير ذلك. وحاول إعطاء إشارات بأن الأزمة المالية في طريقها الى الحل، لكن من استفادوا من هذا الكلام ليسوا بنسبة كبيرة من المعنيين، الى أن بادر فريق الحريري قبل نحو أسبوعين الى التبرع بكلفة طبابة الناشط غسان مكارم، الذي تعرض للضرب أمام السفارة السورية في بيروت، وهو قام بذلك لأسباب سياسية، وقد رفض غسان الأمر لأسباب سياسية وأخلاقية أيضاً، لكن ما لم ينتبه إليه الناس، أن انتشار الخبر، استفز بعض الذين لهم في ذمة الحريري مبالغ ليست بكبيرة. وهنا انطلقت الحكايات والتندر والاحتجاج من خلال القول: معه مصاري للأمور السياسية وليس معه للأمور الأخرى، لديه ما يكفي للتنزه و&laqascii117o;التسوح" ولا يدفع للناس ما لهم في ذمته، معه ما يكفي لأن يقيم الحفلات السياسية والشخصية ولا يوفر للمتاجر الصغيرة مستحقاتها... الى آخر هذا النوع من الكلام، بينما فكر أحد النشطاء في عالم الإعلام من الذين لهم في ذمة الحريري مئات الألوف من الدولارات، في أن ينظم اعتصاماً لموظفي شركته وأفراد عائلاتهم أمام مكان سكن الحريري في &laqascii117o;قصر أياس"، للمطالبة بالأموال، بعدما فقد الرجل كل الآمال باستعادة مبلغه قريباً.
ومثلما كان عنوان &laqascii117o;الحقيقة" طبقاً يومياً عند اللبنانيين إزاء كل كلمة نقد للحريري وفريقه، فإن النشيد الوطني الآن هو &laqascii117o;المحكمة والعدالة". وكل من يشير الى أزمات الحريري المالية أو مواقفه السياسية أو تفكك أوصال تياره وقواعده، يجعله يخرج على الناس ويقول إن هدف ذلك هو النيل من موقفه &laqascii117o;الرافض للتنازل عن المحكمة والعدالة". حتى إن الناس لا يعرفون حكماً، أن الكثير من الاجتماعات التي يعقدها الحريري نفسه، أو مساعدوه مع قادة وشخصيات من تيار 14 آذار، إنما يكون ضمن جدول أعمالها، ما تحمله هذه الشخصيات من مطالب عائدة الى مقرّبين منهم، سبق أن قدموا خدمات إلى الحريري ولم يقبضوا مستحقاتهم. والجواب يختلف بين شخص وآخر، فالشاب المهذب نادر يقول &laqascii117o;نحن لا نأكل حق الناس، لدينا أزمة واصبروا علينا بعض الوقت". أما الوقح من أعضاء الفريق المساعد، فيقول: &laqascii117o;ولو، كل عمركم عايشين من خيرنا، طولو بالكم"!
يشار إلى أن تنوع الجهات الدائنة للحريري، يشمل الموظفين في مؤسساته، والشركات المتصلة به من موردي السيارات وخدمات النقل، الى المطاعم التي لا يزال لبعضها الملايين في ذمة الحريري، التي تعود الى الانتخابات النيابية الأخيرة، كذلك إلى هيئات محلية صرفت أموالها في الانتخابات، وقيل لها إن المبالغ سوف تعاد اليها سريعاً، وخصوصاً في عكار التي تعيش هذه الأيام ملامح فضيحة في هذا المجال. كذلك هناك محطات الوقود وفواتير عائدة الى المصاريف التشغيلية اليومية في عدد من مؤسساته، وصولاً الى العائلات الفقيرة، التي عوّدها الرئيس الراحل رفيق الحريري المساعدة في الأيام الصعبة، وخصوصاً في شهر رمضان، بما في ذلك المؤسسات الراعية للأيتام وخلافه.غير ذلك، هل يعرف اللبنانيون، أن الحريري الذي يهاجم إيران ليل نهار، يعمد الى تكليف شركات إيرانية القيام بأعمال بالباطن في ما تلتزمه شركة سعودي أوجيه؟ هل يعرف الناس نتائج التحقيقات التي جرت في هذه المؤسسة منذ انتشار أنباء الهدر والسرقة والفساد فيها؟ هل يعرف الناس حجم الديون المستحقة على مؤسسات الحريري الإعلامية في بيروت، ونوعها...
هل سمعتم بآخر نكتة عن الموضوع:يقول الراوي إنك إذا وافقت على المشاركة في مقابلة على تلفزيون المستقبل، فسيكون عليك أن تذهب الى الاستديو ومعك فنجان القهوة، وقنينة ماء صغيرة، وبعض من ورق التواليت، إذا اضطررت إلى أن تدخل الحمام، ولا بأس إن أحضرت ليترات من المازوت، فربما لن يعمل مولد الكهرباء؟
- 'الاخبار'
منهجية &laqascii117o;الاقتران المكاني" تحت المجهر
عمر نشابة:
انطلاقاً من تأكيد المدعي العام في المحكمة الخاصة بلبنان دنيال بلمار أن الاتهامات القضائية التي وجّهها إلى 4 رجال مرتبطين بحزب الله تستند &laqascii117o;في جانب كبير منها" الى أدلة ظرفية، نعرض في الفقرات التالية تحليلاً لنتائج المنهجية التي اعتمدها رئيس المحققين
شرح دنيال بلمار في نصّ قرار الاتهام الذي أذن قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان دنيال فرانسين إعلان الجزء الأكبر منه يوم 17 آب الجاري، أن &laqascii117o;الأدلة الظرفية، التي تقوم على الاستنتاج والاستدلالات المنطقيين، يُعوّل عليها في معظم الأحيان أكثر من التعويل على الأدلة المباشرة، التي يمكن أن تتعرض لفقدان الذاكرة المباشرة، أو لالتباس الأمر على الشاهد العيان" (الفقرة 3).
وبناءً عليه فإن تايلور والمحققين الذين يعملون تحت إمرته ركزوا في صياغة نص القرار الاتهامي على استنتاجات توصلوا اليها من خلال تحديد طبيعة الربط بين معلومات جمعت من سجلات بيانات الاتصالات الهاتفية الخلوية، ومن إفادات بعض الشهود ومن وثائق رسمية وغير رسمية. واستناداً الى ذلك التحديد استنتجوا هويات الرجال الأربعة، لكن أي تحقيق جنائي يستند على نحو أساسي الى أدلة ظرفية وخلاصات تحليل تلك الأدلة، كما هي حال تحقيقات بلمار وتايلور، معرّض للتشكيك في صدقيته تحت قوس المحكمة، أكثر من التحقيق الجنائي الذي يعتمد الأدلة المباشرة الموثوق بها. ولا تقتصر الأدلة المباشرة على أقوال &laqascii117o;الشاهد العيان" فقط، بل قد تشمل أيضاً الأدلة الحسية والمخبرية والتصوير والتسجيلات الصوتية والبصمات، وبالتالي فإن إشارة القرار الاتهامي الى تقدم صدقية الأدلة الظرفية على صدقية الأدلة المباشرة عبر إثارة &laqascii117o;فقدان ذاكرة الشاهد العيان" فيها تجاوز للقواعد المهنية في التحقيقات الجنائية.
تطوّرت لدى المحققين عملية تحديد طبيعة الربط من خلال منهجية عمل ارتكزت على &laqascii117o;الاقتران المكاني"، حيث جرت مقارنة الأماكن الجغرافية التي أشارت شبكات الاتصال الخلوي الى وجود كلّ من الهواتف المستخدمة في الشبكات المخططة والمنفذة لجريمة 14 شباط 2005فيها، بالأماكن الجغرافية التي أشارت تلك الشبكات الى وجود هواتف خلوية خاصة ومسجلة باسم أشخاص محددين فيها. في ذلك مشكلة جوهرية تتعلق بالمصادر الأولية التي اعتُمدت، فإضافة الى الاختراق الإسرائيلي لشبكة الاتصالات الخلوية، التي أقرّت السلطات القضائية اللبنانية بحصوله، وأكّده الاتحاد الدولي للاتصالات، لا بدّ من التدقيق في معايير الحماية التكنولوجية لمعلومات الاتصالات التي تستخدمها شركات الخلوي في لبنان. ولا بدّ من إجراء تجارب على اختراق الشبكة بواسطة أجهزة متطوّرة لإدخال بعض المعلومات وتغيير أخرى وتبديل الأرقام والتلاعب بالمسافات التي يمكن تحديدها من خلال محطات الإرسال (أبراج الاتصالات) المنتشرة في لبنان.
المشكلة الثانية التي تعانيها المصادر الأولية، والتي استُخلصت منها الأدلة الظرفية تكمن في أن بعضها، بكل بساطة، غير موثوق بها. فجميع الأشخاص المكلفين بمهمّات أمنية أو عسكرية في حزب الله لا يسمح لهم على الإطلاق باستخدام أو بنقل هواتف خاصة.
ورد في الفقرة الـ23 من القرار الاتهامي أن &laqascii117o;الهاتف الخلوي الشخصي يُستخدم لأغراض يومية معتادة، بما فيها الاتصال بالعائلة والأصدقاء والشركاء في الأعمال المشروعة. وبناءً عليه فإن الهاتف الخلوي الشخصي يُستخدم عموماً للاتصال بالأشخاص الذين لا يتصرفون على نحو سري، والذين يسهل التعرف على هوياتهم. ومن خلال تحديد هوية المتصلين برقم هاتف خلوي شخصي والتحقيق معهم، يمكن التعرف على هوية مستخدم ذلك الهاتف الخلوي الشخصي". وبالتالي فإن مكتب المدعي العام وسائر المحققين في جريمة اغتيال الحريري استمعوا الى إفادات أشخاص كانوا قد تواصلوا هاتفياً مع كلّ من المتهمين الأربعة عبر هواتفهم الشخصية، وأكدوا في محاضر التحقيق أن الأرقام الشخصية تعود فعلاً إليهم، وأنهم من يستخدمها فعلاً ولم تنسب إليهم فقط، لكن في ذلك تناقض واضح مع خلاصة بلمار، التي ذكرها في مطلع نصّ القرار الاتهامي، إذ إن إفادات الشهود في هذا الإطار تعدّ أدلّة مباشرة للتعريف بهوية مستخدم الهاتف والأدلة المباشرة، بحسب بلمار، &laqascii117o;يمكن أن تتعرض لفقدان الذاكرة المباشرة أو لالتباس الأمر". وبالتالي فإن خلاصات تحقيق بلمار لا تفتقر فقط الى الدقة على اعتبار أنها تعتمد مصادر أولية غير موثوق بها، بل يبدو أيضاً أن المدعي العام يعاني انفصاماً في شخصيته المهنية، حيث يؤكد ضعف الأدلة المباشرة في إحدى فقرات النصّ (الفقرة 3) ويعود ليحسم الارتكاز عليها على نحو محوري في فقرة أخرى (الفقرة 23).
مشكلة الاتهامات بالتآمر
&laqascii117o;بهدف إيجاد مسار وهمي بعيداً عن بيروت، اختار المتآمرون طرابلس مكاناً للقيام ببعض الأعمال التي يمكن اقتفاء أثرها، ومنها مثلاً: أ ـــــ في 4 كانون الثاني 2005 شغلت للمرة الأولى هواتف الشبكة الحمراء، بما فيها الهاتف الذي استخدمه عياش، بحيث يمكن اقتفاء أثرها الى طرابلس. ب ـــــ (حذفت)، ج ـــــ في 25 كانون الثاني 2005 جرى شراء أداة حمل المواد المتفجرة التي استخدمت في العمل الإرهابي، أي فان الميتسوبيشي كانتر، بحيث يمكن اقتفاء أثرها الى طرابلس، د ـــــ في 2 شباط 2005 أضيفت وحدات الى حساب هواتف الشبكة الحمراء في طرابلس، بحيث يمكن اقتفاء أثرها الى طرابلس"، لكن تعاني هذه الخلاصات الواردة في الفقرة 64 من القرار الاتهامي مشاكل عديدة على مستوى &laqascii117o;الاستنتاج المنطقي" للأسباب التالية: المتهمون كانوا على علم بأن تحقيقاً جنائياً متطوّراً سيتبع الجريمة بحسب بلمار، فلماذا لم يكلّف أشخاص هم من منطقة الشمال ومن خارج بيئة حزب الله بشراء &laqascii117o;أداة حمل المواد المتفجرة" أو بأدوار أخرى؟
- 'الاخبار'
محكمة تفتيش
فداء عيتاني:
لغايات التأكيد يكرر كل من الرئيسين السابقين فؤاد السنيورة وسعد الحريري، ومن خلفهما كل الفريق المناصر، أن استهداف حزب الله لا يعني استهداف الشيعة، وأن استهداف مصطفى بدر الدين لا يعني استهداف حزب الله. ويواصل هذا الفريق ادعاء براءة لا نظير لها، والأهم هو الحرص على البلاد وعلى أمنها واستقرارها، لا بل على ديموقراطيتها وعدم العودة الى النظام الأمني السوري اللبناني السابق.
لكن مهلاً، فمنذ عام 2005 حتى اللحظة، كل ما قام به هذا الفريق المكون من تيار المستقبل وملحقاته، كان استفزازاً طائفياً بحتاً. وحين لا يفهم اللبنانيون أن المطلوب هو التجييش الطائفي، يخرج ناطقون رسميون باسم هذا الفريق لتأكيد &laqascii117o;عدم استهدافهم طائفة بعينها". وفي المقابل، يجري شد العصب الطائفي لدى السنّة والمسيحيين، وسابقاً لدى الدروز، حتى بات ميشال عون ملزماً باللعب على الوتر نفسه. ومنذ مقتل رفيق الحريري الى اليوم، حُوّل لبنان الى مربعات أمنية، بفضل سياسة هذا الفريق. جرى ما يشبه الفرز الديموغرافي البارد، ومُنع المواطنون من الشراء أو التملك في مناطق لا ينتمون إليها طائفياً. وأُحيطت العاصمة بيروت بمربعات أمنية، وجرى تقاسمها، وزُرعت كاميرات مراقبة في مختلف مناطق العاصمة. كل شخصية من قوى 14 اذار أحاطت نفسها بجهاز أمني صغير، وغرف مراقبة، وبات لزاماً على القوى كلها أن تفعل المثل.
خلال ستة أعوام طورد كل من له علاقة بحزب الله، أو مؤيد للمقاومة. ومن يجرؤ على تأييدها علناً حوصر وعُزل وصُنف &laqascii117o;شيعياً"، سواء أكان درزياً أو مسيحياً أو شيوعياً أو غيره. عوقب كل من وقف الى جانب مصلحة لبنان في التخلص من الاحتلال وحماية حدوده بصفته متخلفاً، وطائفياً (نعم طائفياً) وخارج التاريخ، ويعاني تضليلاً شديداً لا ينفع معه أي شيء، ومرتشياً بمال إيراني نظيف. أما فريق المستقبل وملحقاته، فكان يحارب كل من يمكن أن يعترض على سياسته &laqascii117o;الديموقراطية"، ويوزع التهم ويخوّن كل من تُسوّل له نفسه المساءلة أو المناقشة؛ فإما أن يكون خائناً للبنان على جبهة الاستخبارات السورية، أو تلك الإيرانية، بينما تيار المستقبل تحديداً عصيّ على الشبهة وبعيد عن الاتهامات. كل هذا الفريق، وللمفارقة، بمن فيهم رفيق الحريري، كانوا من غلاة المؤيدين لسوريا، إلا أن ذنبهم اغتُفر بعدما انتفضوا مؤيدين للقرار الدولي الرقم 1559. وتنشر الزميلة &laqascii117o;المستقبل" محضر اجتماع لرفيق الحريري ووزير الخارجية السوري وليد المعلم، يؤكد خلاله الحريري ولاءه لسوريا وللنظام السوري، ولعائلة الأسد (الأب ثم الابن)، متذمراً من التقارير التي يرسلها البعض في لبنان ضده، بينما هو لا يجري استقباله، ولا يُسمع كلامه. المشكلة كانت أن سوريا شكّت في رفيق الحريري، فثارت الأرزة دفاعاً عن فريق تيار المستقبل، وأُحل له هدر أعوام وتاريخ البلاد، كل البلاد، من أجل حرية لم نعرف طعمها ما دامت كاميرات فرع المعلومات والبؤر الأمنية تراقبنا طوال الوقت، والسيادة ممنوع أن يحميها أحد، بل المطلوب أن يتولى الأميركيون تحديدها، والاستقلال قائماً مع الحفاظ على حبل سرّة مع المملكة العربية السعودية، والتقاطعات تبدأ في باريس ولا تنتهي في إسطنبول. وُضعت اليد على أجهزة الدولة، وطوّب المستقبل نفسه الأكثرية المطلقة، وعن طريق الخداع والتحريض، والتسلح حتى، وتكوين ميليشيا، مع الصراخ طوال الوقت بعبارة مملة عن &laqascii117o;مشروع الدولة"، بينما حُوّلت أجهزة الدولة الى محميات، واستُخدمت من دون العودة إلى القوانين، ووُظفت لمصلحة فريق واحد حصراً. وحين يجرؤ أي وزير على الاعتراض، كان يواجَه بمثل ما قاله سعد الحريري لشربل نحاس.
كل محاولة لطرح مشروع اقتصادي اجتماعي، أو تطوير لخدمات، على غير ما أراد هذا الفريق، يُتّهَم المبادرون اليها بأنهم من القتلة، وعملاء لإيران وسوريا وحزب الله. ثم حين يُفتح أي نقاش سياسي يقفز من يصرخ باسم هذا الفريق &laqascii117o;كفى تخويناً لنا".
إذا راجعت تقارير المحكمة الدولية فأنت متهم بالمشاركة في عمليات الاغتيال، وإن سألت عمن يكون خلف تقارير صحافية، فأنت شريك لعماد مغنية في الإرهاب، وإذا قلت إن المحكمة الدولية تسرب معلوماتها، وإن بيعها يجري في السوق السوداء، فأنت من أتباع جميل السيد.
أما جميل السيد، فهو من خارج هؤلاء الضباط الذين يديرون اليوم البلاد طولاً وعرضاً، وحين اكتفت الحكومة الحالية بتسيير الأمور من دون تعديلها، علا الصراخ بأنها حكومة حزب الله، وأنها تعمل بكيدية. احتكر هذا الفريق كل شيء، بما في ذلك الأخلاق. ومن لا يوافق على كل ما يراه، فهو مجرد من الأخلاق، وقريباً سيحتكر القيم الإنسانية أيضاً.
في محاكم التفتيش في القرون الوسطى، كان يُعلم على وجه اليقين أن المحكمة تفتش عن السحرة، والخارجين على الدين، أما محكمة التفتيش اللبنانية بقيادة سعد الحريري وفؤاد السنيورة، فالله وحده يعلم ماذا تريد.
- 'السفير'
ملاحظات حول التوقيت وارتباطه بخطوات &laqascii117o;المحكمة" على المسرح اللبناني المقابلة الملتبسة : كيف يمكن اللقاء بين &laqascii117o;أشباح"؟
نبيل هيثم:
خيمت على الشارع اللبناني اسئلة كثيرة حول ما قالت مجلة &laqascii117o;التايم" الاميركية انها مقابلة مع احد افراد &laqascii117o;حزب الله" الذين تتهمهم المحكمة الدولية بالتورّط في اغتيال الرئيس رفيق الحريري، وخاصة حول توقيتها الذي يتزامن مع الخطوات المتلاحقة للمحكمة على المسرح اللبناني، التي تدرجت فيها بشكل تصاعدي منذ انتهاء مهلة الثلاثين يوما لالقاء القبض على المتهمين، وكذلك حول مدى صدقية مضمون تلك المقابلة، ومن هو هذا &laqascii117o;المتهم" او &laqascii117o;الشبح" المجهول الهوية الذي قال مراسل المجلة الاميركية في بيروت انه وجد نفسه وجها لوجه معه اثناء محادثة بينه وبين من وصفه بالمصدر المسؤول في &laqascii117o;حزب الله". وايضا حول ابعاد اقترانها بالهجوم الاتهامي الذي شنه سعد الحريري وحلفاؤه ضد &laqascii117o;حزب الله" على الرغم من نفي الحزب لتلك المقابلة جملة وتفصيلا؟
فجأة تبدل اتجاه الريح، وتبدلت الاولوية من البحث عن هوية &laqascii117o;المتهم" بطل مقابلة &laqascii117o;التايم"، الى البحث عن هوية من أجرى المقابلة، والذي اصبح مجهول الهوية ومحل الاقامة، وخاصة بعد التخبط الذي ظهر من جانب المجلة الاميركية التي ابقت على تبنيها للمقابلة، وان شخصا ينتمي اليها اجراها مع عضو &laqascii117o;حزب الله"، الا انها لم تستطع ان تقدم شخصا بعينه على انه الصحافي الذي اجراها. فمراسلها في بيروت نيكولاس بلانفورد الذي ورد اسمه بداية على انه المعني بالمقابلة وتردد كلام كثير حول علاقات تربطه بقياديين في &laqascii117o;حزب الله" وحول مروحة العلاقات الواسعة التي يملكها في لبنان، حرص بالأمس على النأي بنفسه عن تلك المقابلة ونفى علاقته بها، مشيرا الى ان من اجراها شخص آخر غيره. وان جل ما قام به، هو اقتطاع جزء منها، بالتنسيق مع ادارة المجلة، ووضعه في متن مقالته التي نشرتها &laqascii117o;التايم" قبل نهاية الاسبوع الماضي.
ماذا يعني ذلك؟
ان مبادرة مراسل &laqascii117o;التايم" في بيروت الى نفي ما نسب اليه، وتغييب هوية &laqascii117o;الفاعل الحقيقي"، يدخلان المجلة التي يقال عنها انها رصينة، الى منطقة الشبهة، ويعززان المنطق التشكيكي الذي احاط بتلك المقابلة، سواء حول توقيتها او مضمونها الروائي البوليسي او مراميها، وثمة من اعتبرها شبيهة بحلقات &laqascii117o;ديرشبيغل" و&laqascii117o;الفيغارو &laqascii117o; وغيرهما. وفي هذا السياق تحضر الملاحظات التالية:
اولا: هل توجد مقابلة أصلا، ام هي مفبركة كما اكد &laqascii117o;حزب الله"؟
ثانيا: لماذا لم ينف مراسل الصحيفة مسؤوليته فور نسب المقابلة اليه، ولماذا انتظر ما يزيد عن 48 ساعة للتبرؤ منها، ولماذا عندما سأله &laqascii117o;تلفزيون الجديد" عن المقابلة لم ينف، بل قال &laqascii117o;كل شيء واضح في المقابلة".
ثالثا: تبدي مجلة &laqascii117o;التايم" اصرارا على وجود مقابلة اجراها مراسل ينتمي اليها مع احد افراد حزب الله المتهمين، فمن هو، هل هو شبح؟ ولماذا لا تعلن هويته، وهل ثمة ما يمنع الافصاح عن اسمه ان كان موجودا؟
رابعا:هل وقعت المجلة في فخ مقابلة &laqascii117o;مفبركة" تورّطت في نشرها، ام انها عمدت الى ذلك في سياق الحملة الاتهامية ضد &laqascii117o;حزب الله" على غرار تسريبات &laqascii117o;ديرشبيغل"؟
خامسا: ما الذي حصل داخل مجلة &laqascii117o;التايم" ليحرص مراسلها في بيروت على نفي مسؤوليته عن المقابلة، وهل سنشهد لاحقا تراجعات جديدة من قبل المجلة؟
سادسا: لقد حصلت واقعة نشر المقابلة، لكن هل ساهمت في صياغتها أصابع لبنانية ، ذات خيال واسع، وهل ثمة علاقة بين نشر تلك المقابلة وبين التحرك المكثف للمحكمة الدولية على المسرح اللبناني، بما يؤشر الى &laqascii117o;امر ما" سيحصل عاجلا او آجلا؟
سابعا: الا يشكل نفي مراسل &laqascii117o;التايم" اخبارا للنيابة العامة اللبنانية، وايضا للمحكمة الدولية ، للتحرّك واجراء المقتضى، سواء مع المراسل، او مع ادارة &laqascii117o;التايم"، لكشف الحقيقة بهذا الشأن، علما ان بلانفورد سبق ان وصف المقابلة بأنها دقيقة، ولو لم تكن كذلك لما سمحت ادارة المجلة بنشرها، وبالتالي ينبغي تبيان ما اذا كان الامر دقيقا فعلا، ام انه فصل جديد من فصول شهود الزور؟
ثامنا: هل هذا التطور الخطير التي ظهر مع المقابلة، سيحمل &laqascii117o;حزب الله" على تقديم عينة جديدة مما لديه من قرائن وادلة تدحض الاتهامات وتخرج الجمهور اللبناني مما يتقاذفه من امواج سياسية وفبركات؟
بناء على ما تقدم، يقول احد المقربين من &laqascii117o;حزب الله" ان مقابلة &laqascii117o;التايم" اقرب الى رمية من دون رام بالنسبة الى الحزب، وقدمت الى اللبنانيين شاهد زور جديدا في هذه القضية. وليس مستبعدا ان يفرز العقل الشيطاني المزيد من شهود الزور في الغرف السوداء. وفي رأيه فإن ما استجد من نفي وتخبط قد يرشد الباحثين عن اجابات دقيقة حول مدى صدقية مضمون المقابلة، الى الاستنتاج الصحيح والتمييز بين ما هو واقعي وما هو خيالي من نسج المطابخ. وهو يضع المقابلة المزعومة في سياق سعي فريق الاتهام الداخلي والخارجي الى تحقيق جملة اهداف ومنها:
الاول: احداث بلبلة داخلية في لبنان وافتعال صدى بمفعول رجعي للقرار الاتهامي، وخاصة بعدما مرّ هذا القرار من دون ان يترك اثرا او ان يحدث الدوي الكبير على المسرح اللبناني.
الثاني :احراج الدولة اللبنانية، وبدا جليا في هذا السياق التحرك الجماعي لفريق الاتهام الداخلي وفي مقدمته سعد الحريري الذي سارع الى تبني مضمون المقابلة.
الثالث: احداث الوقيعة بين &laqascii117o;حزب الله" وبين الرئيسين ميشال سليمان ونجيب ميقاتي وخلق شرخ سياسي بين مكونات الحكومة على قاعدة ان &laqascii117o;حزب الله" يتصرف كأنه اعلى من الدولة والحكومة ومن كل الطبقة السياسية وفوق كل مؤسساتها السياسية والقانونية والعدلية.
الرابع: استفزاز &laqascii117o;حزب الله"، وهنا تجدر الاشارة الى محاولة سمير جعجع توجيه الاصابع نحو قيادة &laqascii117o;حزب الله" وامينه العام، ونفي احتمال الخرق الاسرائيلي لقطاع الاتصالات في لبنان.
الخامس: ان يزرع في الذهن العام ان القرار الاتهامي هو حكم نهائي بان &laqascii117o;حزب الله" هو قاتل رفيق الحريري. ويتجلى ذلك في المنحى الذي تسلكه مواقف تيار المستقبل وحلفائه، مناقضا في ذلك مقولته التي رفعها منذ مدة واعلن فيها انه &laqascii117o;لا يجب القلق من القرار الاتهامي، فعندما يصدر سندرسه وندقق فيه، ولن نقتنع به الا اذا كان مبنيا على ادلة قاطعة"، لكنه الآن يتصرف بعكس تلك المقولة ويتحدث عن ادلة قاطعة ضمن القرار الاتهامي، علما بأن القرار نفسه يتحدث عن ادلة ظرفية واستنتاجات وليس اثباتات.
ـ 'الشرق الأوسط'
ممثل الحوثيين في اليمن لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط": ارتباطنا بإيران مبني على التوافق مع &laqascii117o;رؤية ثورة الإمام الخميني" طالب بإسقاط النظام اليمني.. وأكد وجود &laqascii117o;طبخة" خارجية لإسقاط النظام السوري
الرياض هدى الصالح أكد علي العماد، المنسق العام للجنة التحضيرية للملتقى العام للتنظيمات الثورية ومندوب الحوثيين في الملتقى، على حق أبناء الجنوب في تقرير المصير، وحل قضيتهم حلا عادلا ومرضيا, وأن لا تُفرض الوحدة فرضا.من جهة أخرى، أكد على مطالبة الحوثيين بدولة مدنية ديمقراطية تكفل الحقوق والمساواة وفصل السلطات, وتكوين جيش وطني محايد غير قبلي أو عائلي. وبخصوص العلاقة الثنائية المشتركة مع إيران، أكد العماد في حوار مع &laqascii117o;الشرق الأوسط" أن التوافق مع إيران &laqascii117o;هو توافق ثوري فقط, وليس مذهبيا"، مبينا أن الارتباط الثنائي مع إيران لا يتعدى كونه &laqascii117o;رؤية سياسية فكرية للعمل الثوري", مبنية على التوافق مع &laqascii117o;رؤية ثورة الإمام الخميني, والشيطان الأكبر أميركا".وفيما يتعلق بالشأن السوري قال ممثل الحوثيين إنه يعتبر أن غموض مجريات الأحداث بسوريا, يساعد في صعوبة مسألة تقييم الأحداث, أو بناء أي مواقف, &laqascii117o;لعدم اتضاح الرؤية"، مؤكدا وجود دفع دولي وزخم عالمي لإسقاط النظام السوري, الأمر الذي يشير إلى وجود &laqascii117o;طبخة ما" من قبل القوى الخارجية وتحقيق مصالح غربية. وقال العماد &laqascii117o;إن الحوثيين كانوا بعيدين عن المبادرات ومنها المبادرة الخليجية, ودورنا كان المطالبة بأهداف الشباب في الساحة اليمنية للمرحلة الحالية", مؤكدا عدم معرفتهم بأي مبادرات جديدة، وأضاف القول: &laqascii117o;ما زال موقفنا مع الساحات وقوات الساحات ومع أي مشروع وطني ضد النظام لإسقاطه".وشدد علي العماد على أن الحوثيين يقفون مع أي مشروع ثوري تفرزه الساحات.. &laqascii117o;لا ما يفرزه النظام"، وقال: &laqascii117o;في حال إ