- 'السفير'
صوت &laqascii117o;السيد" يهدر اليوم من مارون إلى &laqascii117o;أفيفيم"
علي دربج:
منها كانت بداية الهزائم، وفي أرضها اكتوت نخبة جيش العدو بنيران المقاومين وصواريخهم، فأبت حقولها أن يدنسها من أتوا إليها تحت غطاء الظلام متخفين، في ظنهم أنهم سيلقنون القرية ورجالاتها درساً لن ينسوه أبداً، لكن سرعان ما خاب ظنهم فانقلبوا على أعقابهم مذعورين غير مصدقين.
هي مارون الراس التي كانت في الثاني عشر من تموز تستيقظ هادئة قبل أن يعكر صفو نهارها وليلها هدير &laqascii117o;ميركافا" تقدمت إليها تمهيداً لتطويعها وإسكات حمم القذائف التي كانت تنهمر منها على المستوطنات، فانبرى لها فتى يافع أغضبته عجرفة طاقمها المتحصن بين كومة من الحديد المحصن، ممطراً جنودها بقذائف &laqascii117o;كورنيت"، وبعدها غطى دخان كثيف ميدان القتال وأصيب جنود النخبة بالهستيريا قبل أن تتقدم مروحيات لنقل من أصيبوا ومنع أسر من نجوا من الفخ، أما في غرفة عمليات وحدة &laqascii117o;مغلان"، وراء أحد بيوت الدجاج في مستعمرة &laqascii117o;افيفيم" المقابلة، فقد ركنت جنود وجنديات وهم يحتضنون بعضهم بعضاً ويبكون.
لم يهنأ الصهاينة بنزهتهم كما صورها لهم قادتهم، هم أرادوا أن يروا في مارون الراس صورة نصر نادرة قوامها مئات الشباب من &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;أمل" وباقي المقاومين يرفعون أيديهم مستسلمين وأمامهم أسلحتهم مكدسة في ساحة البلدة، حيث تلقت الشرطة العسكرية في القيادة الشمالية حينها أمراً بأن تُعد إعداداً سريعاً موقع سجن في معسكر &laqascii117o;فيلون" بالقرب من مستعمرة &laqascii117o;روش بينا" لاستيعاب المئات من عناصر &laqascii117o;حزب الله" الذين سيقعون في الأسر هناك.
غير أنهم بدلاً من ذلك باتوا أسرى ضربات المقاومين، وها هو قائد وحدة &laqascii117o;ايغوز" فى لواء &laqascii117o;غولانى"، التي أوكلت إليها مهمة احتلال البلدة خلفاً لوحدة &laqascii117o;ميغلان"، يصف وضع جنوده قائلاً &laqascii117o;لا نعلم أين سنلاقيهم، قد يكون ذلك فى خندق أو فى كهف". هؤلاء المدافعين عن مارون تحولوا الى اشباح وإلى كابوس يلاحق جنودنا في مهاجعهم، الى حد أنهم يتمنون لو أن الليل لا يأتي، كي لا يسترجعوا مشاهد الرعب والخوف المخزّنة في ذاكرتهم، حتى أن مجرد ذكر اسم البلدة صار يستدرج خوفهم".
لم تكن خطط المقاومين على الورق قبل الثاني عشر من تموز تتضمن أي احتمال من نوع الصمود في مارون حتى الرمق الأخير. كان مطلوباً من المقاومين أن لا يشعروا الإسرائيلي أنه يقوم بنزهة ربيعية في الربوع اللبنانية، ويعني ذلك ميدانياً إنزال أكبر قدر ممكن من الخسائر في صفوفه، ولكن في نهاية الأمر اذا استمر ضغط العدو يمكن الانسحاب الى بقعة خلفية ونصب كمائن وإعادة التجربة ولو بصورة منقحة. أكثر من ذلك كان احتمال ان ينجح العدو باحتلال الأرض مطروحاً وممكناً وبالتالي كيف يتحول تكتيك المقاومين للعمل ضمن بقعة الاحتلال، وهو الأمر الذي جاهر به علناً السيد حسن نصر الله بعد انتهاء الحرب.
غير أن خطط الورق طارت في مهب ريح الميدان. ظلت مارون الراس شامخة معتزة بمقاوميها، الذين رفضوا الاستسلام فكانوا مثالاً يحتذى بالشجاعة والصمود والإقدام والاستبسال دفاعاً عن الأرض، مقتحمين الموت بعدما آلوا على أنفسهم منع العدو من تحقيق مراده، فعاد جنوده لكنهم هذه المرة مذهولين إلى مواقعهم في &laqascii117o;افيفيم". بعد ان وافق قائد وحدة &laqascii117o;إيغوز" التي دخلت البلدة على الانسحاب فقط إثر حصوله من قائد لواء المظليين على مهمة أن يحتل ولو لمدة ساعات منطقة ما في القرية كي لا يشعر جنوده بأنهم حاربوا عبثاً.
وعندما كان يأتي من يسأل رئيس المجلس النيابي نبيه بري في بيروت من الحلفاء والسفراء عن معنوياته في الأيام الأولى، كان يجيبهم &laqascii117o;عندي ميزان حرارة هو أقدام المقاومين في مارون الراس، كلما تجذرت أقدامهم كلما ارتفعت معنوياتي". الأمر نفسه كان يسري على السيد نصر الله الذي كان يسمع روايات لم يسمع مثيلاً لها من قبل عن أولئك المقاومين الذين أعطوا رمزية تاريخية لمربع مارون وعيترون وبنت جبيل وعيناثا، وتحديداً لمعارك حقول الزيتون.
العلاقة بين مارون وفلسطين متجذرة منذ النكبة، حتى أمس يوم العودة الذي جعل ربيع مارون ربيع بطولة وأسطورة، وها هم المقاومون وأهل القدس ومحبوها يعودون اليوم الى مارون، ليقفوا على تخوم الجليل الخضراء يسترجعون معاً ذكريات العز والبطولة، ومن ساحة البلدة و&laqascii117o;حديقة مارون"، ستتراءى للمستوطنين وحماتهم في مواقعهم ومن على شاشة عملاقة صورة من قاد النصر، كما سيتردد صدى صوته الذي طالما ألفوه، وبث الرعب في كل زاوية وشبر من مستعمراتهم، وستترسخ في أذهانهم جيداً كلماته التي لم يخلف بها يوما، وهو يقسم برب القدس أن العودة قريبة والنصر آت لا محالة.
- 'السفير'
&laqascii117o;القرض الحسن": مبالغ لمحتاجيها بضمانات مختلفة.. وبلا فوائد
زينة برجاوي:
بلغت مؤسسة &laqascii117o;القرض الحسن" من العمر تسعة وعشرين عاماً، علماً أنها تأسست في العام 1982. وترفع المؤسسة في واحد وعشرين فرعاً تابعاً لها في المحافظات اللبنانية الست، شعار &laqascii117o;لمجتمع متكافل"، معتمدة سياسة واحدة منذ نشأتها، في مساعداتها الاجتماعية، تتركز على منح القرض المالي للمحتاج من دون تحميله أية أعباء إضافية، كالفوائد أو سواها.
وبعد نيلها الترخيص من وزارة الداخلية في العام 1987، انطلقت المؤسسة بخمسمئة وثمانية مقترضين، لتيسير بعض مشاكلهم الاجتماعية، و&laqascii117o;تعزيز روح التعاون والتكافل والتضامن بين أفراد المجتمع"، بحسب بياناتها التعريفية، لتستقطب اليوم خمسة وسبعين ألفاً وأربعمئة وثمانية مقترضين، وفق الإحصاءات التي أعدّتها في العام 2010. ويلفت مصدر من المؤسسة الى أنها &laqascii117o;تتوقع أن يصل عدد المقترضين في العام 2011 إلى سبعة وثمانين ألف مقترض". ويؤكد على أن &laqascii117o;المؤسسة لا تعمل كمصرف، بل تمنح القروض الصغيرة لآجال قصيرة، لتيسير أمور المقترضين، وفق ما ينصّ عليه الشرع". إذ تعتمد الضمانات المالية والعينية مقابل القروض المعطاة، حرصاً على استمرارية عملها. وتتوزع القروض على عدة فئات: &laqascii117o;القرض برسم الذهب" الذي يتيح لطالب القرض الذي يملك كمية من الذهب الحصول على قرض حسن بضمانة ذهبه، و&laqascii117o;القرض بضمان مساهمين" الذي يتيح للمقترض أن يحصل على كفالة حساب مساهم واحد أو أكثر، و&laqascii117o;القرض بضمان مشاركين" الذي يتيح للمشتركين، فضلاً عن الاستفادة من القروض، كفالة مشتركين آخرين للحصول على قروض حسنة من الجمعية".
وكانت المؤسسة قد أقامت عدداً من الإفطارات الرضمانية جمعت فيها المساهمين بتمويل مشاريعها، على اعتبار أن &laqascii117o;هؤلاء يشاركون في مشروع الإقراض من خلال مساهماتهم المختلفة في مجالات الكفالات أو الاشتراكات أو المساهمات أو والتبرعات"، بحسب المصدر الذي يكمل: &laqascii117o;تكمن أهمية مشاركة المساهم في مشروع المؤسسة بحلّ المشكلة المادية التي تواجه المقترض. كما تتلقى المؤسسة مصادر تمويل من التبرعات والهــبات والحقوق الشرعية والرسوم الإدارية والانتساب والاشتراكات والمساهمات".
وتعتمد المؤسسة في تدخلها الاجتماعي على مبدأ &laqascii117o;منح القروض دون تمييز أو تفرقة بسبب الدين أو المذهب أو المنطقة أو غيرها"، بحسب المصدر. وتحرص على &laqascii117o;مشاعر طالبي القروض، فيتم تسهيل معاملاتهم والتخفيف قدر المستطاع من الإجراءات والتعقيدات الإدارية".
وبموازاة القروض، تبادر المؤسسة إلى تشجيع أهالي القرية الواحدة على تأسيس &laqascii117o;صندوق القرى"، بما يمكّنهم من الاستفادة عبره من قروض ميسرة، &laqascii117o;لتعزيز روح التعاون في ما بينهم". كما تهتم بإنشاء &laqascii117o;صندوق الجمعيات والمؤسسات الأهلية" الذي يتيح لموظفيها والمستفيدين منها عبر تقديمات ثابتة، الحصول على قروض ميسرة. أضف الى ذلك &laqascii117o;صندوق التكافل الاجتماعي" الذي يؤسسه أشخاص تجمع بينهم روابط معينة (أقارب، جيران، زملاء عمل، ...)، ليستفيدوا بدورهم من قروض ميسرة، دوريا.
للتواصل مع الجمعية، يرجى الاتصال على رقم الإدارة العامة: 01270370
- 'الشرق الأوسط'
نفط لبنان.. محور الحرب القادمة.. نصر الله يفرض معادلة جديدة.. و&laqascii117o;14 آذار" تنتقدها وترى أن حزب الله يحاول توسيع حلقة وجوده
(حصاد الأسبوع)- تحقيق: ليال أبو رحال:
في حين تنشغل الساحة اللبنانية بالسجال الدائر حول المحكمة الدولية وقرارها الاتهامي، والتباين في وجهات النظر القائم حول خطة الكهرباء على طاولة مجلس الوزراء، تتابع الدوائر الرسمية والوزارات المعنية في الدولة اللبنانية، مع الأمم المتحدة ملف تثبيت الحدود البحرية اللبنانية في المنطقة الاقتصادية المتنازع عليها مع إسرائيل، التي تقدر مساحتها بـ860 كيلومترا مربعا.
وكانت حكومة الرئيس نجيب ميقاتي قد تعهدت في بيانها الوزاري بأن تعتمد &laqascii117o;سياسة نفطية لتحويل لبنان من بلد مستهلك للمحروقات ومثقل بأكلافها، إلى بلد منتج لها ومتنوع بمصادرها، بدءا بإطلاق دورات تراخيص الاستكشاف والتنقيب عن النفط والغاز في المياه اللبنانية في نهاية عام 2011، بعد إصدار المراسيم اللازمة لها".
ويوضح الخبير العسكري، العميد المتقاعد الدكتور أمين حطيط، لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط" أن &laqascii117o;لبنان نفذ بسرعة قياسية، وخلال أقل من شهر، ما عجز عنه أو تخلف عنه لمدة 5 سنوات، لا سيما لناحية إقرار مجلس النواب قانون البحار مطلع الشهر الحالي، ومصادقة رئيس الجمهورية، ميشال سليمان، عليه"، لافتا إلى أن القانون &laqascii117o;أصبح نافذا بعد نشره في الجريدة الرسمية".
وتعمل وزارة الطاقة اللبنانية اليوم على وضع الخرائط – المراسيم التطبيقية للقانون، التي تم إرسالها سابقا إلى الأمم المتحدة، ليكون لبنان قد أنجز، وفق حطيط، 80 في المائة مما هو مطلوب منه في ملف النفط، ويبقى أمام لبنان العمل على مرسوم تنظيمي واحد يتعلق بإدارة المنطقة الاقتصادية الخالصة.
وكان اتفاق وقعته الحكومة اللبنانية في عام 2007 مع قبرص لترسيم الحدود البحرية، إلا أنه لم يؤخذ به بسبب عدم مصادقة مجلس النواب أو رئيس الجمهورية عليه، بسبب الخلاف السياسي الذي كان سائدا. وبعد إعلان قبرص عن اتفاق جرى بينها وبين إسرائيل العام الماضي، تبين أن الاتفاقية تفقد لبنان مساحة من المنطقة الاقتصادية الخالصة، وتحرمه بالتالي كميات هائلة من الموارد النفطية المتوقع استخراجها.
ويرى حطيط، المقرب من حزب الله، أن &laqascii117o;لبنان نفذ واجباته تجاه الأمم المتحدة، لا سيما لناحية مراقبته سلوك إسرائيل، التي لم توقع أصلا على قانون البحار، بل اكتفت بإرسال خريطة إلى الأمم المتحدة، تعتدي بموجبها على المياه اللبنانية"، مشيرا إلى أن &laqascii117o;الرسالة التي وجهها وزير الخارجية والمغتربين، عدنان منصور، إلى الأمم المتحدة يشعرها بالمخالفة ويحملها مسؤولية المتابعة".
واعتبر وزير الخارجية في الرسالة التي وجهها مطلع الأسبوع الحالي إلى الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، أن &laqascii117o;الإحداثيات الجغرافية التي أودعتها إسرائيل الأمم المتحدة، والعائدة إلى الجزء الشمالي من المياه الإقليمية والمنطقة الاقتصادية الخالصة، التي تدعي أنها تابعة لها، تنتهك وتعتدي بشكل واضح على حقوق لبنان السيادية والاقتصادية في مياهه الإقليمية ومنطقته الاقتصادية، وتقتطع منهما مساحة 860 كيلومترا مربعا، وبالتالي تعرض السلم والأمن الدوليين للخطر". وأكد الوزير منصور &laqascii117o;رفض لبنان لتلك الإحداثيات"، مطالبا الأمين العام &laqascii117o;باتخاذ كل التدابير التي يراها مناسبة تجنبا لأي نزاع، حفاظا على السلم والأمن الدوليين وفقا لمنطوق القرار 1701".
وكانت الحكومة اللبنانية قد اتخذت قرارا بشأن ترسيم الحدود البحرية، وأرسلت في عام 2009 الماضي إلى الأمانة العامة للأمم المتحدة خرائط تتعلق بالحدود البحرية الغربية للمنطقة الاقتصادية اللبنانية الخالصة مرفقة بلائحتي إحداثيات، إحداهما للنقاط المحددة للحدود البحرية الجنوبية (بين إسرائيل ولبنان) والثانية للجزء الجنوبي من الحدود البحرية الغربية للمنطقة الاقتصادية الخالصة للبنان بين قبرص ولبنان.
ويعتبر الموقف القبرصي أساسيا في تسريع تسوية الخلاف الحدودي البحري بين لبنان وإسرائيل، أو في تأخيره، أو في التسبب بنزاع بحري مع لبنان. وكانت قبرص قد أكدت في رسالة وصلت إلى وزارة الخارجية اللبنانية، نهاية شهر يونيو (حزيران) الماضي، أن الاتفاقية الموقعة بين البلدين عام 2007، حول تحديد منطقتيهما الاقتصادية الخالصة، &laqascii117o;لا تخرق بأي شكل من الأشكال حقوق لبنان الأخرى، ضمن القانون الدولي، وهي تتضمن الترتيبات المحددة لإعادة النظر في النقاط الجغرافية المضمنة في الاتفاقية".
وإلى جانب المتابعة السياسية والدبلوماسية لملف الثروة النفطية، تبقى &laqascii117o;الرقابة الميدانية والعسكرية هي الأهم"، على حد تعبير حطيط، وفق &laqascii117o;طاقات لبنان المحدودة في الرقابة الجوية، التي يضطلع بها الجيش والمقاومة إلى جانب دور (اليونيفيل)".
وكان الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله، قد أعلن معادلة جديدة تتعلق بالنفط، فقال إنه &laqascii117o;عندما ترسم الدولة اللبنانية الحدود وتعتبر أن هناك مساحة ما هي أرض لبنانية، فسنتصرف على أن هذه المنطقة هي ضمن المياه الإقليمية اللبنانية". وشدد على أن &laqascii117o;لبنان قادر على حماية الشركات والمنشآت النفطية والغازية، ليس لأنه يملك سلاح جو قويا، بل لأن من يمكن أن يعتدي على هذه المنشآت لديه منشآت نفط وغاز، ومن يمس المنشآت المستقبلية في المياه الإقليمية ستمس منشآته". وأثار موقف نصر الله امتعاض فريق المعارضة المتمثل في فريق &laqascii117o;14 آذار"، وحمل قياديون فيه على محاولة نصر الله &laqascii117o;ربط النزاع المائي الجديد مع إسرائيل بمهمة المقاومة، وذلك بهدف توسيع حلقة وجودها".
ويقول حطيط في هذا السياق: &laqascii117o;معادلة السيد نصر الله أساسية في ردع العدو الإسرائيلي، لا سيما أن إسرائيل عودتنا على أن لا تقيم وزنا للحق اللبناني"، مستدلا على ذلك بالقول: &laqascii117o;عندما عملت في الفريق اللبناني المكلف بمهمة التحقق من الانسحاب الإسرائيلي من لبنان في عام 2000، لم تكن إسرائيل تمتثل لطلب (اليونيفيل) بالانسحاب من الأراضي التي كنا نقدم خرائط على أنها لبنانية، ولكن عندما كنا نعلن أننا سنترك الموضوع للمقاومة كانت تسارع للانسحاب في اليوم التالي".
ويوضح أنه &laqascii117o;في موضوع مياه الوزاني (جنوب لبنان) بقيت إسرائيل طيلة عقود تمنع لبنان من أخذ قطرة ماء، لكن في عام 2001 أخذنا ثلث حقنا من الماء بسبب تهديد المقاومة، وسيتكرر الأمر مع لبنان في موضوع النفط"، معتبرا أنه &laqascii117o;عندما يحسم لبنان أمره في موضوع التنقيب عن النفط، فهو سيضع إسرائيل أمام خيارين: إما أن تقبل بالأمر الواقع وتسمح للبنان بالتنقيب، وإما أن ترفض السماح له وتعود إلى سياستها السابقة، وعندها ستكون المقاومة لها بالمرصاد وستمنعها من التنقيب عن النفط في الحقول الموجودة في فلسطين المحتلة، انطلاقا من المعادلة التي أرساها نصر الله".
ويشدد حطيط على أنه &laqascii117o;لو لم تكن هذه المعادلة موجودة، لما كان لبنان ليحلم باستخراج النفط أو سواه"، مستبعدا أن يكون النفط محور حرب إسرائيلية - لبنانية. ويقول في هذا السياق: &laqascii117o;لا حرب إسرائيلية مقبلة مع لبنان، في ظل وجود النفط أو عدمه، لأن إسرائيل بكل بساطة غير جاهزة اليوم لأي حرب جديدة مع لبنان، والدلائل على ذلك كثيرة، من عملية إيلات إلى القبة الحديدية، إلى التماسك الداخلي الذي يبدو أشبه بعملية فلكلورية...". ويضيف: &laqascii117o;إسرائيل تستفيد من تغيرات الوضع في المنطقة العربية، وأي حرب اليوم ستغير وجه المنطقة".
وفي الإطار عينه، حذر رئيس الجمهورية اللبناني، ميشال سليمان، من &laqascii117o;أية قرارات أحادية تتخذها إسرائيل"، وأكد استعداد بلاده &laqascii117o;للدفاع عن حقوقها وثرواتها بكل الوسائل المشروعة"، فيما أشار وزير الخارجية إلى أن &laqascii117o;التعدي الإسرائيلي لا يطاول فقط المنطقة البحرية، وإنما أجزاء أخرى من الأراضي اللبنانية، وبطبيعة الحال فإن لبنان لن يتخلى عن حقه ولن يفرط فيه، وهذا ما يجب على إسرائيل أن تعرفه".
ولم تتردد إسرائيل في اتهام إيران وحزب الله بأنهما وراء طلب الحكومة اللبنانية من الأمم المتحدة المتعلق بالحدود البحرية المتنازع عليها. واعتبر نائب رئيس الوزراء، موشيه يعلون، خلال جلسة لمجلس الوزراء الإسرائيلي في 10 يوليو (تموز) 2011 أنه &laqascii117o;عندما أعلنا بدء التنقيب عن الغاز، قررت إيران وحزب الله أن ذلك هو سبب وجيه للنزاع معنا، وقررا رسم خط جديد جنوبي الخط المرسوم بين لبنان وقبرص ودخلوا، عمليا، إلى داخل حقوقنا الإقليمية"، متهما إياهما بأنهما &laqascii117o;قاما بذلك عن سابق تصور وتصميم لخلق نزاع معنا مثل ما جرى في مزارع شبعا".
وهذا الموقف تكرر على لسان وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، الذي لفت إلى أن &laqascii117o;لبنان يسعى، بضغط من حزب الله، إلى إثارة توترات، لكننا لن نتخلى عن شبر مما هو ملكنا".
في موازاة ذلك، يبقى المطلوب من الدولة اللبنانية أن تبادر بعد حسم النزاع القائم مع إسرائيل، إلى البدء في تلزيم عمليات التنقيب لشركات عالمية، بعد وضع دفتر الشروط واستدراج العروض من خلال المناقصات. ويؤكد حطيط في هذا السياق أن المطلوب &laqascii117o;التروي وعدم التسرع، لأنه لا خبرة للبنان في هذا الإطار"، معتبرا أن &laqascii117o;لبنان سيكون أمام معضلة في اختيار شركات التنقيب، ذلك أن الشركات الأجنبية لن تقدم على القيام بأي خطوة تغضب إسرائيل، ومن هنا يطرح السؤال: هل سيقدم لبنان على قرار استراتيجي باستقدام شركات شرقية للتنقيب؟ على أن تبقى الإجابة على هذا السؤال رهن ما ستحدده الظروف في المستقبل".
وفي حين أبدت دول إقليمية استعدادها لمساعدة لبنان في التنقيب عن النفط، وفي مقدمتها إيران، وهو ما عبر عنه سفيرها في لبنان، غضنفر ركن آبادي، مرارا خلال لقائه المسؤولين اللبنانيين، بدأت شركات أجنبية تعلن عن رغبتها المشاركة في استكشاف الحقول النفطية في المياه اللبنانية. وفي هذا الإطار، أعلنت شركة &laqascii117o;كيرن إينرجي" الأسكوتلندية المتخصصة في التنقيب عن المحروقات في المناطق غير المستغلة كليا أو جزئيا، منذ ثلاثة أيام، نيتها المشاركة في حملة استكشاف يتم التحضير لها قبالة سواحل لبنان. وأوضحت، في بيان مخصص لنتائجها الفصلية، عن رغبتها في &laqascii117o;توسيع أنشطتها، خصوصا في الحوض الشرقي للبحر المتوسط، حيث تسعى بلدان عدة إلى التحقق من وجود موارد طبيعية كبيرة عقب اكتشاف حقل للغاز قبالة سواحل إسرائيل". وأشارت إلى أنها &laqascii117o;شكلت كونسورسيوم مع شركتين (هما المجموعة النفطية اللبنانية &laqascii117o;سي سي إيه دي"، ومجموعة &laqascii117o;كوف إينرجي" البريطانية)، وستقدم ترشيحها للحصول على ترخيص بالتنقيب قبالة سواحل لبنان، حيث الحكومة تحضر لاستدراج عروض العام المقبل، كما قد تترشح للحصول على أذونات محتملة من الحكومتين السورية والقبرصية".
ويعول لبنان كثيرا على العائدات التي ستنتج عن عملية استخراج النفط، ويراهن البعض على قدرة لبنان من خلالها على سداد كامل الديون، وإنهاء حالة العجز في ميزانه التجاري، فضلا عن فرص العمل الكثيرة التي سيوفرها. وفي المقابل يتخوف كثيرون من أن يخضع هذا القطاع للمحاصصة، شأنه شأن باقي القطاعات الإنتاجية، مع سعي القوى السياسية لتقاسم &laqascii117o;البقرة الحلوب". إلا أن أوساطا سياسية متابعة تؤكد أنه &laqascii117o;من المستحيل مقاربة هذا الملف بهذه العقلية، خصوصا في ظل الأطماع الإسرائيلية القائمة"، مع إشارتها إلى اعتقادها بأن &laqascii117o;القوى السياسية تدرك جيدا خطوة هذا الملف وحساسيته".
ـ 'الأخبار'
&laqascii117o;ستارتفور" يرسم ملامح المواجهة المقبلة
نزار عبود:
رأى محلل الاستخبارات الأميركي، جورج فريدمان، أن تصعيد المواجهة في غزة، في ظل الأوضاع التي تمر بها المنطقة سيكون في مصلحة حركة &laqascii117o;حماس" وقوة المقاومة
قدّم محلل الاستخبارات الأميركي، جورج فريدمان، قراءة للأوضاع في المنطقة بناءً على أحداث سوريا ومصر وهجوم إيلات، فضلاً عن استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية. ورأى أن الهجوم الإسرائيلي المرتقب، بعد الإعلان المسبق عن التعبئة الإسرائيلية العامة في أيلول المقبل، يأتي في زمن فقدت فيه السياسة الإسرائيلية زمام المبادرة، وباتت تستجيب فقط لإملاءات الظروف.انطلق فريدمان، في دراسته، التي نشرها موقع &laqascii117o;ستارتفور" الاستخباري، من استحقاق الاعتراف بالدولة الفلسطينية في الجمعية العامة الشهر المقبل، كنقطة تتقاطع مع متغيرات تاريخية وعمليات سياسية آخذة بالتبلور في المنطقة، ليشير إلى أن الفلسطينيين منقسمون في العمق في هذه المرحلة بين حركة &laqascii117o;فتح"، التي تنتمي إلى تيار علماني تقليدي عربي يدافع عن موقعه المتدهور، وحركة &laqascii117o;حماس" المنتمية إلى فكر إسلامي وتيار سياسي صاعد، وحظي بدعم معنوي واستراتيجي كبير من خلال التغيير السياسي الذي حدث في مصر. وإذ وصف سوريا بأنها &laqascii117o;في حالة فوضى" مع بروز &laqascii117o;معارضة مهمة" في الداخل، رأى أن مصر ضعيفة ومعرضة لتأثيرات خارجية، ولا سيما من التيارات الإسلامية.يأتي هذا في وقت يستعد فيه الأميركيون للخروج من العراق مع كل ما ينطوي عليه ذلك من صعود للقوة الإيرانية، والاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو اعتراف رأى فيه تهديداً ينذر بتفجر أزمة إقليمية كبرى، في خضم الأزمات الإقليمية الكثيرة. ورجح أن يكون للتصويت في الجمعية العامة &laqascii117o;عواقب وخيمة".في صورة الثورات العربية، وضع الكاتب حركة &laqascii117o;فتح" ضمن الأنظمة الثورية العربية، التي صعدت في الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي، لكنها انتهت إلى &laqascii117o;خواء أيديولوجي" يهددها بالسقوط أُسوة بما وقع في مصر واليمن وليبيا وتونس وسوريا. وإذا كانت الشعوب العربية منقسمة على أسس عقائدية، فإن الفلسطينيين &laqascii117o;منقسمون على هوية الأمة الفلسطينية". &laqascii117o;حماس" تنظر إلى فلسطين كدولة إسلامية تتكوّن في إطار صعود المدّ الإسلامي الرافض لديمومة الدولة الإسرائيلية، بينما تقبلتها &laqascii117o;فتح" مع بقية أركان النظام الرسمي العربي، لذا فإن تصويت الأمم المتحدة على الدولة الفلسطينية &laqascii117o;يضرم الجدل ضمن الأمة الفلسطينية بما يؤدي إلى حدوث نزاع مكثّف". نزاع سيتركز على أسلوب حكم الدولة الجديدة، ويضع الفصيلين الفلسطينيين على محكّ السياسة التطبيقية. وإذا كانت &laqascii117o;فتح" تتمتع باعتراف وقبول دولي ورسمي عربي، فإن &laqascii117o;حماس" تمثّل مبعث قلق لأنظمة كالسعودية، التي تخشى تمدد نهجها على نحو يرجّح كفّة إيران. مع ذلك فإن &laqascii117o;حماس" تواجه في صدامها مع &laqascii117o;فتح" العزلة الدولية والعربية الرسمية، بالرغم من &laqascii117o;الدعم الرمزي" الذي تلقته من أسطول المساعدات التركي. وهي تحتاج أولاً إلى وضع حدّ لعداء النظام المصري لها.وبالتالي، فإن من مصلحة &laqascii117o;حماس" أن يحدث &laqascii117o;تغيّر فعلي للنظام المصري". تغيّر لا يأتي بنظام ليبرالي ديموقراطي، بل بقوى إسلامية مؤيدة لـ &laqascii117o;حماس"، مثل الإخوان المسلمين. هذه المسألة ليست مضمونة حتى الآن، ويتعين على &laqascii117o;حماس" أن تؤثر في الواقع المصري بهدف توجيهه لمصلحتها، حسب تقويم المحلل الأميركي. وهو لا يستبعد ذلك رغم أن الأمم الصغيرة لا تُحدث تغييرات جوهرية عادة في الأمم الكبيرة. والسبب حسب رأيه أن المصريين غير سعداء بمعاهدة كامب ديفيد، &laqascii117o;والمشاعر المصرية، كما في بقية الدول العربية، تتوقد عندما يقع صدام عسكري بين الفلسطينيين والإسرائيليين". وإذا كان حسني مبارك قد استطاع كبت تلك المشاعر طيلة فترة حكمه، فإن النظام العسكري الجديد أضعف من أن يستطيع مواصلة تلك السياسة. في الوقت نفسه فإن أي صدام بين &laqascii117o;حماس" وإسرائيل خلال دورة الجمعية العامة للأمم المتحدة الـ66 يقوض مكانة فتح، ويعزز مكانة &laqascii117o;حماس" في الشارعين الفلسطيني والعربي، كما أن ترافق التصويت على الدولة الفلسطينية مع إدانة في الجمعية العامة لإسرائيل على مهاجمة غزة، &laqascii117o;من شأنه أن يعيد رسم (خريطة) المنطقة"، حسب تقدير المحلل الاستخباري الأميركي.أما في الصورة الإقليمية العامة، فرأى فريدمان أن الحكم في سوريا &laqascii117o;يكافح من أجل البقاء". ورغم نجاته من رياح التغيير حتى الآن، فإنه &laqascii117o;في حاجة إلى تحديد النزاع على نحو أدق". وأي انهيار لسوريا، سيجعل حزب الله معتمداً كلياً على إيران، &laqascii117o;وإيران من دون الحليف السوري تبقى بعيدة كثيراً عن حزب الله"، لكن إذا شاطر حزب الله &laqascii117o;حماس" المواجهة مع إسرائيل، فإن الانتباه سيبتعد عن الرئيس السوري ويعزل خصومه ويتهمهم بإشغال الساحة الداخلية خدمة للعدو، كذلك فإن مشاركة حزب الله في الرد على الهجوم الإسرائيلي سيمنح الحزب موقعاً معنوياً مستقلاً عن سوريا، ذلك أن &laqascii117o;حزب الله، الذي فرض توازناً في حرب 2006 مع إسرائيل صنع انتصاراً ضاعف من صدقيته بصورة دراماتيكية".
كذلك، رأى فريدمان أن نتيجة حرب تموز &laqascii117o;انتصار لسوريا، التي أظهرت للعالم الإسلامي أنها الدولة الوحيدة التي دعمت مقاومة فعالة في وجه إسرائيل". وإذا كانت سوريا وحدها &laqascii117o;تستطيع السيطرة على حزب الله، فإن إرغام سوريا على الخروج من لبنان مثل خطأ استراتيجياً ارتكتبه إسرائيل والولايات المتحدة".
إذا وقعت الحرب، رجح جورج فريدمان أن &laqascii117o;إسرائيل ستحاول الانقضاض سريعاً على غزة قبل الالتفاف شمالاً نحو حزب الله، والسعي إلى قمع مكثف للانتفاضة في الضفة، لكن فشل إسرائيل في إحراز انتصار سريع لها في غزة يعرّض مكانتها العسكرية لمزيد من التآكل. وربما أدخلت حكام مصر العسكريين في أتون أزمة، وهو أمر لا يرغب الإسرائيليون فيه". أما قبول ضربات &laqascii117o;حماس" ومحاولة استغلالها لاستدرار عطف دولي، فمن المستبعد أن يكونا فعّالين.
ـ 'الجمهورية'
يتجه الوضع السوري الى مزيد من التصعيد في قابل الايام والاسابيع بعد سقوط نظام العقيد معمر القذافي في ليبيا، ويُرجح ان تكون الاحداث التي ستشهدها سوريا اليوم مؤشرا على المنحى الذي سيتخذه هذا الوضع.
وتخرج مصادر اممية في قراءتها للوضع السوري في صورته الراهنة باستنتاجات مفادها ان النظام الذي اقر اصلاحات في بعض المجالات، ليست لديه خطة عما سيؤول اليه مستقبل سوريا، كذلك فإن المعارضة السورية في المقابل لا تملك خطة لما بعد سقوط النظام. والامر نفسه ينطبق على كل الدول والجهات المتعاطية في الشأن السوري من الولايات المتحدة الاميركية الى الاتحاد الاوروبي وصولا الى ايران والعراق وقطر وتركيا .
وتقول هذه المصادر 'ان الجانب التركي الذي لم يعلن ان لديه خطة، فقد يكون لديه مثل هذه الخطة وقد لا يكون. ولذلك فإن كل الجهات الدولية تتقاطع في تحليلها للوضع السوري على ان لا مستقبل لسوريا في ظل بقاء النظام الحالي، او على الاقل بقاء رئيسه بشار الاسد. اذ أن كل قراءاتها تخرج بنتيجة مفادها ان الاسد دخل في خيارات لم يعد في امكانه التراجع عنها، وان المعارضة هي الاخرى لم يعد في امكانها العودة الى الوراء، وبالتالي لا خيار للجانبين الا خوض المعركة حتى النهاية'.
سيناريوهات : وتكشف هذه المصادر ان 'تسوية' بدا يُركب للوضع السوري بين واشنطن وبغداد وطهران وقطر وانقرة، لا يصب في مصلحة الاسد، ولكنه يأخذ في الاعتبار مجموعة سيناريوهات لما يمكن ان يكون عليه المستقبل السوري، منها بقاء النظام في صيغته الحالية مع تنفيذ الاصلاحات عبر حكومة تشارك فيها المعارضة ولكن في ظل رئيس لسوريا غير الاسد.
وذكرت المصادر في هذا السياق 'ان الدول المعنية بالشأن السوري استبعدت كل السيناريوهات التي لحظت بقاء الاسد رئيسا لسوريا من دون صلاحيات على غرار ما هو قائم في العراق. وأكدت ان بعض السيناريوهات المتداولة يلحظ تنفيذ إتفاق 'طائف سوري' لحل الازمة السورية، مستنسخ عن 'اتفاق الطائف' اللبناني، او عن النموذج العراقي، بحيث يكون رئيس الجمهورية من الطائفة العلوية بلا صلاحيات تنفيذية مباشرة، وتناط السلطة التنفيذية بمجلس وزراء تتولى رئاسته شخصية سياسية سنية.
التدخل العسكري : وتوقعت المصادر 'ان تحتدم المواجهة بين النظام والمحتجين، بحيث تشهد وتيرة تصاعدية وفصولا دامية على خلفية الحدث الليبي. واستبعدت اي تدخل عسكري خارجي' على غرار ما حصل في ليبيا، لكنها تعتقد 'ان هذا التراكم الكمي في ظل الاوضاع الاقتصادية التي تتجه الى التأزم في قابل الايام، فضلا عن احتمال حصول بعض الاحداث المؤلمة في المواجهات، يمكن ان تدفع المجتمع الدولي، بما فيه روسيا والصين، للانضمام الى التحالف الدولي الداعي الرئيس السوري الى التنحي'.وتلفت المصادر نفسها الى 'ان الجانب التركي الذي لم يعط اي اشارات بعد الى احتمال التدخل العسكري المباشر في الشأن السوري، فإنه قد يلجأ الى هذا الامر وانشاء منطقة عازلة على الحدود مع سوريا، خصوصا اذا حصل انشقاق ما في صفوف الجيش السوري تحت وطأة استمرار المواجهات وارتفاع عدد الضحايا المدنيين فيها'.
والى ذلك، توقفت المصادر نفسها عند الحركة التي يقوم بها الجانب القطري في اتجاه طهران وانقرة وعواصم اقليمية اخرى، وكشفت ان الدوحة تعمل على تسويق اقتراح لتسوية الازمة السورية هو في الواقع طبعة منقحة عن الاقتراح التركي الذي دعا الاسد الى تشكيل حكومة جديدة تشارك فيها المعارضة وتدير مرحلة انتقالية يتم خلالها اجراء انتخابات نيابية اولا ورئاسية لاحقا. ولكن هذه المبادرة القطرية اصطدمت بالرفض الايراني لأنها تلحظ طلبا من الاسد ان يتنحى، الامر الذي أخّر زيارة امير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني لطهران الى أمس بعدما كانت منتظرة مطلع الاسبوع الجاري. وتحدثت المصادر عن ان 'صفقة ما' لحل الازمة السورية بدأت تقترب من الابرام بين القوى الاقليمية والدولية الفاعلة دلّت اليها بعض المواقف ومنها موقف رئيس الحكومة القطرية الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني الذي اكد فيه ان سوريا 'دولة شقيقة'، مؤكدا 'ان استقرارها مهم في العالم العربي'، داعيا الى عدم نسيان خصوصيتها وموقعها وحدودها مع اسرائيل، ومشددا على 'اهمية التزام سوريا جدولا زمنيا للاصلاحات وتوقف حمام الدم من اي فريق كان' وكذلك الموقف الذي عبر عنه الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد في حديث تلفزيوني مساء أمس الاول، ودعا فيه الى حل الازمة السورية بالحوار بين النظام والمعارضة.
واشارت المصادر الى ان هذا التحرك القطري المتسارع، 'انما جاء على خلفية الرغبة في التأكيد لواشنطن ان في امكان الدوحة لعب دور محوري في حل الازمات الاقليمية، ولا سيما منها السورية والليبية، خصوصا بعدما شعرت باستبعادها عن الملف السوري عندما اوكلته واشنطن اخيرا الى الرياض وانقرة. ولذلك بادرت الدوحة بداية الى استضافة اجتماع لجنة المتابعة العربية الذي استولد دعوة الى اجتماع لمجلس جامعة الدول العربية لملء المقعد الليبي في الجامعة بعد انتصار الثورة الليبية وللبحث في الوضع السوري، وقد استبقت هذا الاجتماع الذي انعقد في القاهرة أمس، باستضافتها اجتماعا عربيا دوليا لمساعدة ليبيا على بدء ورشة اعادة بناء ما هدمته المواجهات بين الثوار ونظام القذافي.
وتقول المصادر الاممية ايضا 'ان الضغوط الاقتصادية ستشتد على سوريا وسيفرض حظر على عدد ضخم من اعتمادات مالية فتحها تجار سوريون في مصارف لبنانية لها فروع في سوريا منذ اشهر لاستيراد بضائع من الخارج، وهذا الامر اذا حصل فإنه قد يخلق ضغوطا اضافية على النظام في دمشق وحلب اللتين تشكلان بمكوناتهما الاقتصادية والمالية عصب الاقتصاد السوري، فدمشق تعتبر العاصمة التجارية لسوريا، فيما تشكل حلب عاصمتها الصناعية. وكشفت المصادر ان اجتماع المعارضة في اسطنبول لم يحظ بالدعم الدولي المطلوب، لأن لدى الولايات المتحدة الاميركية نظرة تقوم على ان معارضة الداخل هي التي يجب ان تشكل الحجر الاساس لمجمل المعارضة السورية وقيادة المعركة ضد النظام كونها هي التي تتصدى له في الداخل وتقدم التضحيات ولا يجوز تجاهل دورها المركزي في عملية التغيير في سوريا.
- 'النهار'
هل تُغادِر 'حماس' دمشق وطهران... والى أين؟
سركيس نعوم:
تزامنت الزيارة التي قام بها رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية محمود عباس للبنان قبل عشرة ايام مع أخبار إعلامية تفيد ان 'حركة حماس' تفكر في نقل مقر قيادتها من سوريا الى مصر. وتؤكد ان امينها العام خالد مشعل، الذي كان في حينه يزور القاهرة، فاتح المسؤولين فيها بهذا الأمر. طبعاً حاول الاعلاميون الافادة من وجود عباس في بيروت للاستفهام عن هذا الموضوع، وللاطلاع منه على خلفياته في حال صحته، وكذلك على آثاره على السلطة وعلى الانقسام الحاد داخل الصف الفلسطيني، بل على عملية السلام كلها. لكنه لم يتجاوب مع محاولتهم، وناب عنه في ذلك عضو الوفد المرافق له عزام الاحمد الذي اكتفى بجواب مقتضب نفى فيه الاخبار المشار اليها اعلاه. هذا الجواب كان 'ما فيش منّو'. هل كان جواب عزام الاحمد تهرباً ديبلوماسياً من الخوض في موضوع حساس ودقيق ام من ذكر الحقيقة؟ الحقيقة ليس موضوع 'الموقف' اليوم الخوض في ما قاله، بل موضوعه معرفة حقيقة موقف 'حماس' من انتقال قيادتها الى مصر الذي تناولته وسائل الاعلام. والمعلومات المتوافرة عند جهات عربية سياسية وأخرى ديبلوماسية لا تنفي الانتقال المذكور اعلاه ولا تؤكده، لكنها تشير الى ان بحثاً معمقاً فيه جرى مرتين مع دولتين عربيتين. واحدة لها ثقل سياسي كبير عربياً واقليمياً ودولياً وحتى اسرائيلياً، ولها تاريخ في مساعدة شعب فلسطين وفصائله سواء لمقاومة الاحتلال الاسرائيلي، أو لتمكينهم من التوصل مع اسرائيل لتسوية سلمية عادلة وشاملة في الحد الادنى تؤمن للفلسطينيين دولة مستقلة وهوية وطنية رسمية. اما الدولة العربية الثانية فلها ثقل مادي جراء ثروتها الهائلة، فضلاً عن انها نجحت، وخلال سنوات، في تكوين ثقل سياسي من خلال قيامها بأدوار سياسية عربية واقليمية أكبر من حجمها. وهي لم تكن لتنجح في ذلك لولا انفتاح الحكم القائم فيها، ونجاحه في نسج علاقات مع القوى الاقليمية الكبرى في المنطقة ومنها اسرائيل وايران، والقوى العظمى والكبرى في العالم، وكانت نقطة انطلاقها الاولى، وإن غير الوحيدة، المصالح الوطنية. نبدأ مع الدولة الثانية، وهي قطر، لأن البحث في موضوع انتقال 'حماس' الى اراضيها تم قبل إثارته مع الدولة الاولى، والذي قام بالبحث كان الأمين العام خالد مشعل.طبعاً لم تنجح المحادثات في النهاية رغم استمرار العلاقات جيدة بين قطر و'حماس'، لأن الاولى ابدت استعدادها لاستضافة القيادات السياسية 'لحماس'، ولم تبدِ موافقة او حتى حماسة لاستقبال القيادات العسكرية على تنوع مستوياتها، كما الكوادر الأمنية. وقد بيَّنت طبعاً اسبابها لذلك ولقيت تفهماً من مشعل. اما الدولة الأولى فهي مصر. وقد اجرت 'حماس' معها محادثات حول الموضوع نفسه اكثر من مرة قد تكون آخرها اثناء زيارة مشعل الاخيرة للقاهرة. لكن الفريقين لم يتوصلا الى نتائج حاسمة. ويعني ذلك عدم القبول، ويعني في الوقت نفسه عدم الرفض، او بالأحرى ترك الابواب مفتوحة لمعاودة البحث في الموضوع مستقبلاً. ما هي اسباب عدم بت مصر نقل 'حماس' او قيادتها من دمشق الى القاهرة؟ الأسباب متنوعة منها اصرار مصر على اتمام المصالحة بين السلطة الفلسطينية وعمودها الفقري 'فتح' و'حماس' بعد نجاحها، وإن بعد ثورة 25 يناير فيها، في اقناع الاخيرة بتوقيع 'ورقة' المصالحة. وينبع ذلك من معرفتها بهوية من يعطل الاتفاق وتنفيذه. ومنها ايضاً اصرار مصر على سير السلطة و'فتح' من جهة و'حماس' من جهة ثانية معاً في عملية السلام بكل مندرجاتها، وعلى مواجهة صعوباتها معاً تلافياً لانفراطها الذي يصيب الجميع بالضرر. وطبعاً لم يكن في وسع مشعل الالتزام بذلك على الاقل الآن. هل يلتزم مستقبلاً؟ لا احد يعرف. لكن ما لا بد من الاشارة اليه هو انه ربما يعتقد ان على حركته مغادرة سوريا اولاً، لأنها عاجزة عن القيام بما يطلبه نظامها منها من مشاركة في مواجهة الانتفاضة، ربما لأن غالبيتها اسلامية، ولأن 'حركته' اسلامية و'اخوانية'. وثانياً، لأن مصر الجديدة، اي مصر الثورة، قد تكون، ورغم كل شيء، مصر الاسلامية ذات التمثيل 'الاخواني' وإن تحت عباءة العسكر. ولذلك فان الاسئلة التي تُطرح هي: هل يستطيع اتخاذ قرار كهذا، مما يعني التخلي عن حليفين ساعدا حركته كثيراً ودعماها هما سوريا وايران؟ وهل تقبل حركته او أجزاء منها الانتقال مع كل مترتباته؟.
- 'الديار'
إفطار &laqascii117o;عبد العزيز ــ الحريري" توقيت مدروس قبل زيارة ميقاتي ..رئيس الحكومة يستهلك الوقت.. مستبعداً سقوط الحكومة لخلافات داخلية..واثق بأن المعادلة تفرض دعم &laqascii117o;حزب الله" له على حساب هزيمة عون
سيمون ابو فاضل:
تقصدت القيادة السعودية استقبال الملك عبدالله بن عبد العزيز لرئيس الحكومة السابق سعد الحريري على مائدة افطار قبل وصول رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى المملكة لاداء مناسك العمرة. اذ في الافطار الملكي هذا، تأكيد واضح على الدعم السعودي السياسي والمعنوي للحليف سعد الحريري في كل خطواته ومواقفه ومن بينها ذات الصلة بما اعلنه من الثورات الشعبية في سوريا، في موازاة المواجهة المستمرة مع &laqascii117o;حزب الله" اذ من الطبيعي وفق المراقبين ان تلجأ القيادة السعودية الى خطوة بروتوكولية تفضي للقاء احد مسؤوليها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ابان تواجده على اراضيها لتأدية واجب ديني، ولذلك وتحسبا لاي تفسير قد يفهم من هذا اللقاء على غير ابعاده الحقيقية، كان الافطار الاستباقي مع الرئيس الحريري، رغم ان اي لقاء للرئيس ميقاتي مع احد افراد القيادة السعودية، لن يحمل تطورا في العلاقة طالما هو مستمر في سياسته الحالية التي رسمتها له قوى الممانعة قبل توليه رئاسة الحكومة اذ ان العتاب السعودي الذي مارسته القيادة في اتجاه الخوارج السياسيين عن الخط السياسي الذي ترعاه، وطال الرئيس ميقاتي سيترجم اقوالا في هذا اللقاء. خصوصا ان الرياض حددت مواقفهامؤخراً من احداث سوريا وملف المحكمة الدولية. وان مرحلة ما بعد اي لقاء ستكون حتما مختلفة عما بعده، لان الكلام سيكون مباشرا وواضحا حيال نظرة المملكة لملفات تعنيها وعلى الرئيس ميقاتي تحديد خياراته تجاهها..فرئيس الحكومة وفق العارفين بقراره يسعى في اي لقاء يعقده مع مسؤولي القيادة السعودية لاعادة شعرة معاوية في التواصل، املا في المرحلة المقبلة، السير بين نقاط التجاذبات داخل المحور الحكومي، وبين كل من قوى 8 و14 آذار، بانتقاء مفردات قابلة للاجتهاد سلبا او ايجابا وفق رؤية كل فريق حيالها، حتى لو وصلت الامور الى حد يتطلب موقفاً حاسماً كأن يقول نعم ام لا، فان الرئيس ميقاتي يتابع المطلعون على ادائه، بانه لن يصل الى حائط مسدود. فهو اعطى &laqascii117o;حزب الله" ورقة اسقاط رئيس الحكومة السابق سعد الحريري، من خلال موافقته على خلافته، على قاعدة التفاهم السياسي على عناوين المرحلة الراهنة، وهو يكرر تحركاته في اتجاه كوة في الجدار القائم بين السعودية وبينه على غرار زيارته اليها&laqascii117o;للحج" بعد تشكيل الحكومة ومن خلال زيارته الحالية، وهو يعمل على حماية ذاته طائفيا من خلال استيعابه المفتي محمد رشيد قباني ومن ثم من خلال تمسكه ببقاء كل من مدير عام قوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ورئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن في موقعيهما متحديا بذلك النائب العماد ميشال عون الذي يكرر لصالح &laqascii117o;حزب الله" ابعادهما عن منصبيهما. لكن المواجهة على خلفية ملف الكهرباء هو الرهان الاساسي للرئيس ميقاتي &laqascii117o;لكسر" النائب العماد عون لقناعة رئيس الحكومة بان &laqascii117o;حزب الله" لن يسمح لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد عون الاستقالة من الحكومة التي تشكل حاجة سياسية له، بذلك تأتي اثارة الرئيس ميقاتي للنائب ميشال عون بان حجمه السياسي، اي الوزاري والنيابي، لا يشكل اي تأثير في المعادلة الحكومية التي اقصى خطوات ممكن ان تصيبها، قد تترجم باعتكاف وزراء التكتل عن المشاركة في جلسات الحكومة وليس اكثر، وان الحاجة الاساسية في حسابات &laqascii117o;حزب الله" هي مراعاة رئيس الحكومة الذي يواجه المحكمة الدولية وقوى14 آذار. بما مكنه من وضع ضوابط لخطة العماد عون &laqascii117o;الكهرومالية".