'أيتها الأم الحنون ماذا تفعلين لحمايتي كمسيحي لبناني ومشرقي'؟
عندما 'خابت' آمال ساركوزي من الراعي.. و'نقشت' مع 'سيدنا'
ـ 'السفير'غراسيا بيطار: لا يمكن فصل &laqascii117o;عاصفة" بشارة الراعي عن &laqascii117o;رياح" العالم العربي. لم يزر بطريرك أنطاكيا وسائر المشرق &laqascii117o;الأم الحنون" من خارج زمن &laqascii117o;اللحظة العربية". إنها الزيارة الأولى له كرأس كنيسة أمام رأس دولة. وقف أمام رئيس دولة تعدّ في حسابات الدول من بين &laqascii117o;العظمى" ليقدّم الجواب &laqascii117o;غير المنتظر". فالانتخابات الرئاسية الفرنسية الحاضرة في صباحات نيكولا ساركوزي ومساءاته وحتى صلواته وربما أحلامه، كانت هي &laqascii117o;معدّة ومقدمة ومخرجة" زيارة &laqascii117o;سيدنا". لم يفلت من بين أصابعها سوى مواقف الراعي. أرادتها متوافقة ومسارها الإنتخابي فخذلها سيد بكركي ليبقى متصالحاً مع شعار اختاره من لبنان وماضياً في ترجمته لبنانياً وعربياً &laqascii117o;شركة ومحبة".
صحيح أن ما يحصل على الساحة العربية يعبّر عن إرادة تغيير عند الشعوب ولكن منذ اليوم الأول لسقوط النظام التونسي حصل زلزال في مراكز القرار في الغرب، حيث &laqascii117o;لا رؤية ولا ترقب ولا قراءة". فتونس والمغرب العربي هما الحديقة الخلفية والقريبة للأمن والعلاقات الديمغرافية منذ الحرب العالمية الأولى والاستعمار الغربي وفي مقدمه الفرنسي. وتكثر التحليلات المبنية على معلومات ووقائع بأن القاعدة تنمو تحديداً في هذه المناطق من بلاد المغرب العربي. &laqascii117o;نكسة الياسمين"، على ما يحلو للبعض تسميتها، قابلها سقوط النظام الأمني ـ السياسي المصري الذي نشأ بعد كامب دايفيد، بهندسة أميركية إسرائيلية مصرية مموّلة من مال النفط العربي. السقوط المزدوج ضاعف المفاعيل وشكّل نواة عمل مشترك من مجموعة مراكز فاعلة في الولايات المتحدة وإسرائيل وأوروبا.
في خضم هذين السقوطين، تعذر قيام مفاوضات أميركية عراقية لتمديد الوجود العسكري الأميركي في العراق بعد 31/12/2011، وضعت ليبيا فوراً كهدف للغرب لسببين: إسقاط النظام ونشوء نظام بديل يديره الغرب مباشرة لأسباب تتقاطع بين مصالح إسرائيل واستراتيجية المصالح الغربية وهي وضع قواعد القيادة العسكرية الأميركية في أفريقيا المعروفة بـ&laqascii117o;أفريكوم" في ليبيا وتموّل من النفط الليبي. فتؤمن ما قد لا تؤمنه بعد اليوم القواعد الأميركية في العراق في اتجاه مصر، السودان، الصومال، دول المغرب العربي، دول الصحراء الأفريقية الإسلامية وأمن إسرائيل مباشرة.
على هذا الوقع أصبحت القيادات الغربية ترسم سياساتها وفي مقدمها فرنسا في أوروبا بالتنسيق بين الخلايا السياسية والعسكرية الفرنسية والأميركية والدول الأوروبية المنخرطة. تحرك &laqascii117o;رادار" بعض القيادات المسيحية التي أدركت أنه منذ احتلال العراق تدهور الحضور والوجود المسيحيين في المنطقة وبدت مؤشرات التعدّي على المسيحيين تتنامى في أكثر من ساحة بالتزامن مع مسلسل الاستهداف الاسرائيلي للمسيحيين في فلسطين وخاصة في القدس.
تاريخية العلاقة بين البطريركية المارونية وفرنسا أعطت للزيارة صفة &laqascii117o;الطبيعية" منذ انتخاب السابع والسبعين. أما في تحديد الموعد والتحضير فهنا المغزى. إنه إنجاز &laqascii117o;الخلية الديبلوماسية" المسماة بالفرنسية &laqascii117o;شارتا" وتنظيم مثل هذه الزيارات يدخل في صلب اهتماماتها. وضع الراعي أمام ما يشبه الامتحان وانهال عليه مطر الأسئلة والمنطلق من خلفية واضحة: &laqascii117o;أصبحت سوريا أولوية أساسية في أولويات التغيير الاستراتيجي للنظرة الغربية للمتغيرات التي نشأت بعد سقوط النظامين التونسي والمصري وعدم الوصول الى أفق واضح في مسألة تمديد وجود القوات الأميركية في العراق في إطار الحفاظ على الهدف في فصل سوريا عن إيران ووقف دعمها لحركات المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق". انتظر الفرنسيون من الراعي أن تساهم أجوبته &laqascii117o;بتوفير تغطية للخطة الغربية من قبل ممثل مسيحيي الشرق، أي تبرير المخاوف المسيحية التي نشأت في المشرق العربي وتبديد المخاوف على الوجود المسيحي في الشرق من مسيحيين في الغرب الذين كانوا يحذرون من مخاطر السياسات الغربية في المشرق العربي والعالم العربي والدول الإسلامية وإحتضان الحركات الإسلامية وإسقاط الأنظمة العلمانية".
في رده، خاطب الراعي مراراً ساركوزي بوصفه رئيس &laqascii117o;الأم الحنون" على لبنان والموارنة، سائلا اياه ماذا تفعل الأم عندما تشعر أن أولادها بخطر؟ هل تحميهم من النار أم تحميهم برموش العيون، ليصل الى سؤاله الذي جعل ساركوزي يريد إنهاء اللقاء سريعاً: ماذا فعلت أيتها الأم الحنون لحمايتي كمسيحي لبناني ومشرقي؟ إذا كنتم تتمسكون بالقرارات الدولية لنزع سلاح &laqascii117o;حزب الله" ماذا عن القرارات الدولية التي تعيد الحق لأصحابه في فلسطين وتعيد اللاجئين الى أرضهم؟ لا جواب فرنسياً.
أبدى البطريرك كل المخاوف التي يشعر بها مسيحيو الشرق من المتغيرات. من الأخطاء التاريخية التي وقع فيها الغرب في التعاطي مع أهل هذه المنطقة ونتائجها على الحضور المسيحي في الشرق منذ سقوط القسطنطينية عام 1453 الى اليوم. جاءت أجوبة الراعي مناقضة لـ&laqascii117o;بيدر" الحسابات الفرنسية... وهنا كانت صدمة ساركوزي قبل أن تكون صدمة آلان جوبيه وزير الخارجية مضاعفة بحيث بدت تصريحات الراعي متعمّدة في معرض الرد ليس إلا.
في الواقع، تلاقى كلام الراعي مع هواجس &laqascii117o;فرنسيو الرعايا" وهي شريحة تمارس مسيحيتها وتصغي الى كنيستها وتتطلع الى الشرق وتخاف على مسيحييه والأهم، أن لصوتها في الاستحقاق الرئاسي الفرنسي ثقلاً وازناً جداً إذ أنها تضم نخباً وشخصيات علمانية ودينية ومجلس مطارنة وكرادلة والفاتيكان. هؤلاء من حصل على &laqascii117o;تغطية" بكركي وليس حملة ساركوزي الرئاسية. وثمة من يترحم هنا على أيام الجنرال شارل ديغول الذي أمر وزير خارجيته بعيد وقف إطلاق النار عام 1967 بإدانة إسرائيل في الجمعية الوطنية الفرنسية وفي الجمعية العامة للأمم المتحدة.
بين فرنسا اليوم والأمس هناك &laqascii117o;ثوابت" الفاتيكان. والعارفون في دهاليزه يصرّون على عبارة ان بعض الدوائر المؤثرة في الكرسي البابوي &laqascii117o;معنية كثيراً الى حد القلق بما يجري للمسيحيين في الشرق ولمستقبلهم وغير مطمئنة من السياسات التي تقودها القيادات الغربية في المنطقة والتي لا تأخذ في الحسبان الحضور المسيحي، وإنما تهتمّ ببعض المصالح المادية في الطاقة والنفط وتضع في مقدم اهتمامها إسرائيل ومستقبلها". في هذا &laqascii117o;الرحم الفاتيكاني" تكوّن الراعي بطريركاً. فالمسألة ليست تنسيقاً يومياً أو تشاوراً وإنما &laqascii117o;التفكير في الفلك المسيحي نفسه". فضلاً عن ذلك &laqascii117o;الراعي ليس متلقياً من الفاتيكان وإنما الأخير يطلب رأيه كبطريرك للموارنة ولسائر المشرق".
ولعل المفتاح لسيد بكركي، للتمسك بمقولاته التي سيحملها أيضاً في رحلته الأميركية يكمن في التقرير السنوي الذي صدر أمس الأول عن وزارة الخارجية الأميركية حول الحريات الدينية في العالم والذي استندت اليه وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون في قولها: &laqascii117o;الثورات العربية ألهمت الشعوب نحو الديموقراطية، ولكنها عرّضت الأقليات العرقية والدينية لأخطار جديدة"
'الإعلام المذهبي في لبنان': إلغاء القانون لصالح أمراء الحرب
ـ 'السفير'زينب ياغي: سلاح العصر، أي الإعلام، كما يجري وصفه، تجاوز في لبنان الطائفية، كي يصبح مذهبيا. تدل على ذلك الوقائع التي تبثها وسائل الإعلام على مدار الساعة، كما تدل عليها الإحصاءات الخاصة عن كيفية توزع وسائل الإعلام، وعن العاملين فيها، وعن الأخبار التي تنشرها.
وقد أثيرت تلك الوقائع مجددا في الندوة التي عقدتها &laqascii117o;الهيئة الأهلية لمكافحة الطائفية" حول قضية &laqascii117o;الإعلام والطائفية" في مسرح بيروت أمس الأول. وغاب عن الندوة ممثلو وسائل الإعلام الخاص، لأن &laqascii117o;وسائل الإعلام تتبع الحدث فقط" كما أوضح عدد من الحاضرين، وكانت غالبيتهم من المناهضين للنظام الطائفي.
وفي المحور الأول الذي تناول عملية تهميش الإعلام الرسمي، لم يحضر وزير الإعلام السابق ميشال سماحة وكان يفترض أن يعرض تجربته في الوزارة. وأكّد رئيس المجلس الوطني للإعلام عبد الهادي محفوظ أن كل الحلول التي اقترحها المجلس الوطني للاعلام لتطوير &laqascii117o;تلفزيون لبنان" لم يؤخذ بها، بسبب &laqascii117o;وجود سياسة مقصودة لتدمير الإعلام، وإنما على العكس من ذلك، كان الاتجاه بعد الحرب لخضخضة التلفزيون، وبيعه لأحد المتمولين وهو صالح كامل بمبلغ مليوني دولار، بينما تبلغ قيمة موجودات التلفزيون فقط أكثر من مليوني دولار".
من يخسر إذا ربح تلفزيون لبنان؟
من جهته، أعلن عضو المجلس الوطني للإعلام غالب قنديل أن المجلس ناقش كثيرا موضوع شبكات البث التابعة للقنوات التلفزيونية الموضوعة بين المنازل، &laqascii117o;وهي تؤذي الصحة والبيئة، واقترح شبكة موحدة تعود لتلفزيون لبنان، يؤجرها إلى المحطات، وذلك أقل كلفة لها، وأقل ضررا بالصحة، وفي الوقت نفسه يؤمّن عائدات تتراوح بين ثلاثين وبين أربعين مليون دولار سنويا".
وقال قنديل إنه توجد حاليا ثمانمئة ألف نقطة سكنية تصل إليها اشتراكات الكابل وهي غير مرخصة، وإذا حصل تلفزيون لبنان على الحق الحصري في الكابل، يستطيع تحصيل ما يوازي مليوني دولار شهريا، ولكن ما يحصل هو &laqascii117o;إفساح المجال لسوق بربري خارج القوانين".
وفي محور الإعلام الخاص، أوضح الزميل جان عزيز أنه يوجد في لبنان ثماني محطات تلفزيونية خاصة، تبلغ نسبة الأشخاص المساهمين في كل منها ضمن المذهب الواحد بين 93 في المئة وبين 98 في المئة، بينما تبلغ نسبة العاملين في قسمي الإعلام والإدارة ضمن المذهب الواحد بين خمسة وثمانين وبين خمسة وتسعين في المئة. أما نسبة المشاهدين الذين ينتمون إلى المذهب الواحد لكل محطة، وهي الأخطر كما قال عزيز، فتتراوح بين ستين في المئة وبين ستة وتسعين في المئة، وتقتصر نسبة الستين في المئة تقريبا على تلفزيون &laqascii117o;ال بي سي" الذي يحظى بمشاهدين من مذاهب مختلفة. أضاف عزيز إن جمهور الإعلام المرئي &laqascii117o;هو جمهور مذهبي عضويا، ثقافتنا مذهبية، وعائلاتنا مذهبية، والمدارس التي يتعلم فيها أولادنا مذهبية، يولد الإنسان ويعمل ويموت ضمن مذهبه."
&laqascii117o;وكما توجد مشكلة في القوانين مثل قانوني المطبوعات والعقوبات، فهناك أشخاص لديهم حصانات، مثل رجال الدين الذين لا يخضعون للمحاكمة مهما كانوا فاسدين أو كاذبين".
&laqascii117o;تمذهّب المال"
وتابع &laqascii117o;وفقا لذلك، &laqascii117o;يتمذهب" المال، وبحسب كل الدراسات الخاصة بالمحطات التلفزيونية، يبلغ الحد الأدنى لكلفة بناء المحطة سبعة ملايين ونصف مليون دولار، والحد الأقصى أربعة وعشرين مليون دولار، أي أن المعدل الوسطي يبلغ خمسة عشر مليون دولار، وإذا ما تم حساب كلفة بناء ثماني محطات، فإن الكلفة تبلغ مئة وعشرين مليون دولار."
في المقابل، يبلغ الحد الأقصى لعائدات السوق الإعلاني خمسة وأربعين مليون دولار، بينها حصة وكالة الإعلان، والسرقات الخاصة. وقال عزيز إن كل المال السياسي الذي تحصل عليه المحطات التلفزيونية منذ عشرين عاما، هو مال مذهبي، ولم يأت صدفة وإنما مرتبط بسياسة الغرب بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، عندما قالت الإدارة الأميركية حينها: لقد حاصرنا الاتحاد السوفياتي بالليبراليات غربا والمذهبيات شرقا.
واقترح عزيز حلولا هي: إما تغيير النظام السياسي كي لا يبقى اللبناني مذهبيا، أو تغيير النظام الاقتصادي – المالي، وعدم تمذهب رأس المال، أو ممارسة المجتمع المدني للضغوط على الحكومة لإقرار ضريبة تحرر الإعلام من وطأة التمذهب والتسطيح، وعدم القول لنا: إن برنامج &laqascii117o;ستار أكاديمي" أفضل من أدونيس لأنه يجلب الاعلانات، وإن لم نفع كل ذلك فيمكن &laqascii117o;إعلان الهزيمة أمام وحش المذهبية البدائي الذي سيأكلنا جميعا". ونقل عزيز عن وزير العمل شربل نحاس قوله إن الأموال التي دخلت إلى لبنان خارج الموازنات الرسمية بين العامين 1992 و2011 بلغت مئة وسبعة وأربعين مليار دولار، بينها مئة واثنان وعشرون مليار دولار للاستهلاك والباقي للإنتاج. وقد أجريت مقارنة بين قيمة الأموال التي دخلت إلى لبنان، وبين كلفة مشروع مارشال لبناء أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، بسعر الصرف الحالي للدولار، فتبين أن كلفة المشروع كانت أقل، وبلغت مئة وسبعة وعشرين مليار دولار.
مخالفات بالجملة
من جهته، أعلن محفوظ أن &laqascii117o;المجلس الوطني للإعلام لا يعلم حاليا كيف يتم الحصول على التراخيص للمحطات التلفزيونية، ويقتصر دوره على الوعظ والإرشاد". وأكد &laqascii117o;الحاجة إلى تطوير قانون المرئي والمسموع، فهو أخذ عن القانون الفرنسي الذي عُدّل أكثر من مرة، وتحولت فيه صلاحيات المجلس الأعلى للمرئي والمسموع إلى صلاحيات تقريرية، بعد أن كانت استشارية مثلما هي عليه حال المجلس الوطني في لبنان".
وعرض المخالفات التي يتعرض لها القانون وتجعله غير موجود، وهي: &laqascii117o;الحمايات الطائفية والسياسية للمؤسسات المرئية، والتصرف بالهواء السياسي للمحطات باعتباره ملكا خاصا خلافا للقاعدة القانونية والدستورية التي تعتبره ملكا عاما، وعدم التزام بعض المؤسسات بقاعدة احترام التعبير المتنوع، وتقديم مواد إعلامية، ترفع مستوى التشنجات السياسية والطائفية، وغياب جهاز رقابة يفترض وضعه في تصرف المجلس الوطني للإعلام، وتعطيل هيئة البث الإذاعي والتلفزيوني، وعدم انجاز المخطط التوجيهي للأقنية والترددات، علما بأنه تم قبل خمس سنوات تقريبا، تكليف وزارتي المالية والاتصالات القيام بما يلزم لانجاز المخطط عبر التعاقد مع شركة أجنبية خلال ستة أشهر".
يضاف إلى ذلك عدم إصدار قانون للبث المرمز، والسماح ببث الإعلام الديني خارج أي إطار قانوني محدد لتنظيمه، وعدم إنشاء الشبكة الموحدة للبث التلفزيوني، والترخيص لقنوات فضائية تبث في لبنان من دون خضوعها في آليات الترخيص أو متابعة الأداء لأحكام قانون المرئي والمسموع، وعدم صدور قانون ينظم سوق الإعلان، وغياب رؤية إعلامية واضحة ترتكز إلى الموضوعية والأمانة الصحفية والتنوع والابتعاد عن المبالغة.
'نجح لمّا كان بين فاشلين'
وطالب محفوظ بإلغاء عقوبة إقفال المحطات أو وقفها، واستبدال ذلك بالغرامة المالية، وأعلن أن لبنان أقدر من أي بلد عربي آخر على أن يكون العاصمة الإعلامية للعالم العربي وجسرا لمد الغرب بالمواد الإعلامية، عبر إقامة المدينة الإعلامية التي يمكن ان تكون مصدرا فعليا لإيجاد فرص عمل كبيرة لإعلاميين ومصورين وكتاب ومخرجين ولخدمات إعلامية متنوعة. ودعا إلى فتح الرساميل العربية على الإعلام المرئي والمسموع، من أجل تطويره، في سياق الإلتزام بسيادة القانون اللبناني.
وأوضح أن رئيس الجمهورية سأله منذ فترة عن دور المجلس الوطني إزاء الحروب الإعلامية الدائرة، وكان جوابه: &laqascii117o;رؤية إعلامية للحكومة وتطبيق القانون المرئي والمسموع بدون تحيز، وتوفير قرار سياسي إعلامي واحد، ومنح المجلس الوطني للإعلام صلاحيات تنفيذية أو على الأقل الأخذ بتوصياته في حال الإبقاء على صلاحياته الإستشارية.
بدوره، رأى الزميل سعد محيو الذي أدار الندوة أن لبنان كان يسمى مجتمع الديموقراطية والحداثة والعروبة المنفتحة، وقد حمل بالفعل هذه المسميات، لكن تبين مع الثورات الحالية أنه كان ناجحا لأنه كان يعيش بين فاشلين، وظهر بين الأنظمة الاستبدادية العربية كجوهرة غارقة في الوحل، ومع ثورات المطالبة بالمواطنة والديموقراطية والحقوق ما زال لبنان غارقا في العصبيات الطائفية، حيث يجمع كل أمير حرب أكبر عدد ممكن من الوزارات بين يديه.
أضاف إن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان سئل لدى زيارته القاهرة عن سر تحول اسطنبول إلى حاضرة عالمية خلال أربع سنوات فأجاب بثلاث كلمات: قطع دابر الفساد.
أي هدف من بقاء الحكومة حتى الإنتخابات؟
ميقاتي يريد الشعبية و'حزب الله' السلاح
ـ 'النهار' إميل خوري: هل تستطيع الحكومة البقاء حتى الانتخابات النيابية عام 2013 ام ان ملفات شائكة قد تواجهها فتسقط تحت ثقلها ام ان النظام في سوريا الذي جاء بها قد يذهب بها اذا تغير بفعل الثورة الشعبية.
الاجوبة على هذا السؤال تختلف باختلاف مصادرها. فثمة من يقول ان الحكومة باقية بفعل ثلاثة عوامل اذ ان 'حزب الله' لا يهمه سوى الاحتفاظ بسلاحه وهو مستعد لأن يتنازل عن كثير من الامور في سبيل ذلك لا بل انه مستعد لأن يتدخل لازالة الخلافات داخل الحكومة عندما تحصل حول اي ملف من الملفات الشائكة. وهو لذلك تدخل ليجعل العماد ميشال عون يوافق على تعديل خطة الكهرباء بعدما كان يصر على رفض اي تعديل لان كرامته في الميزان... والعماد ميشال عون يهمه ان تكون له حصة من التعيينات بحجم ما يمثل في الحكومة وخارجها اي ان تكون له منها ثلث عدد الموظفين لملء المراكز الشاغرة ومن مختلف الدرجات. وان 'حزب الله' مستعد لان يضحي بجزء من حصته في التعيينات ارضاء للعماد عون اذا اقتضى الامر ذلك كما ضحت الطائفة الشيعية بمقعد وزاري لحل عقدة التمثيل السني في الحكومة. والرئيس ميقاتي يهمه البقاء في السرايا شرط الا يكون ذلك على حساب شعبيته اذ ان هذه الشعبية تبقى في نظره اهم من رئاسة حكومة عابرة، ولأنه قد يواجه في انتخابات 2013 في طرابلس خصوصا والشمال عموما منافسة شديدة من 'تيار المستقبل' اذا تعذر التوصل الى تحالف معه كما حصل في انتخابات 2009.
ولأن 'حزب الله' يحرص على تعزيز شعبية الرئيس ميقاتي كي يكون قادرا على مواجهة منافسيه وخصومه، فإنه قد لا يجعل حتى من المحكمة الدولية الخاصة بلبنان ملفا شائكا يعرض الحكومة للخطر اذا تعذر التوصل الى اتفاق في شأنه. فكما تجاهل الحزب مذكرات توقيف المتهمين الاربعة بارتكاب جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه وجرائم مماثلة بعدم تسليمهم الى محكمة يعتبرها اميركية اسرائيلية، فإنه يتجاهل تنفيذ اي مذكرة اتهام تصدر عنها وتتناول رؤوسا كبيرة وذلك للاسباب عينها، عدا ان الحكومة الحالية واي حكومة اخرى ليس في قدرتها تسليم المطلوبين للمحكمة فتواجه عندئذ ما واجهته محاكم دولية اخرى بالنسبة الى رؤساء مطلوبين بتهمة ارتكاب جرائم ضد الانسانية ومن هؤلاء الرئيس السوداني عمر البشير والآن الرئيس الليبي معمر القذافي.
وهكذا يكون 'حزب الله'، حرصا منه على بقاء الحكومة حتى انتخابات 2013 قد ساعد على جعلها تتجاوز مطبات عديدة قد تواجهها كما ساعد على تجاوز قطوع الكهرباء لان بقاء الحكومة حتى موعد الانتخابات يوفر لها تحقيق انجازات تهم الناس واجراء تعيينات ترضي في الدرجة الاولى قوى 8 آذار والمتحالفين معها، وتتوصل الى وضع قانون للانتخابات النيابية قد يكون على قياس مرشحي هذه القوى في معظم الدوائر الانتخابية، فتصبح حظوظها بالفوز كبيرة فيتألف مجلس النواب المنبثق منها من اكثرية هي اكثرية قوى 8 آذار والمتحالفين معها، ويصير في استطاعة الحكومة التي تنبثق منها ورئيس الجمهورية الجديد الذي تنتخبه هذه الاكثرية ورئيس مجلس النواب هي التي تحدد سياسة لبنان حيال المحكمة الدولية عندما تصدر احكامها في جريمة اغتيال الرئيس الحريري ورفاقه والجرائم المماثلة، وتضع اسسا ثابتة للعلاقات بين لبنان وسوريا وتحقق ما لم تحققه حكومات سابقة لتعزيز هذه العلاقات سواء بالنسبة الى ترسيم الحدود بما فيها حدود مزارع شبعا وترسيم حدود العلاقات بين لبنان واسرائيل اذا ما ظل تحقيق السلام الشامل متعثرا، وذلك بالعودة الى تطبيق اتفاق الهدنة بين البلدين ريثما يتحقق هذا السلام. وعندها يتخلى 'حزب الله' عن سلاحه ولا يعود له وظيفة بعدما يكون الحزب قد ضمن مع حلفائه الفوز بالاكثرية النيابية في الانتخابات وبات الحكم له والدولة دولته والسلاح واحد في يد هذه الدولة. اما اذا لم يتحقق ذلك وسقطت الحكومة قبل هذه الانتخابات فإن لبنان يعود ليواجه ازمة وزارية قد يستعصي حلها فتتحول ازمة حكم. وثمة من يقول ما يحلم به 'حزب الله' وحلفاؤه يمكن ان يتحقق اذا ظل النظام في سوريا صامدا في وجه الثورة الشعبية حتى سنة 2013 موعد الانتخابات النيابية. لكن اوساط قوى 14 آذار لا تتوقع ذلك، لان الاحداث في سوريا تتسارع ولا عودة بها الى الوراء وان النظام فيها الذي جاء بالحكومة الحالية هو الذي يذهب بها عندما يتغير وتتغير معه كل موازين القوى في لبنان وحتى في المنطقة.
بين الشغف بخطاباته... والخوف من 'غزو عثماني' جديد
كيف استقبلت مصر الثورة أردوغان
ـ 'السفير' اميرة هويدي: لا تزال اللافتات الكبيرة والكثيرة المعلقة على جانبي &laqascii117o;كوبري 6 أكتوبر"، وهو اكبر جسر يربط شمالي القاهرة بشرقها، والتي تطل منها صورة رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان مرتدياً قميصا ازرق اللون، وواضعاً يده اليمنى على قلبه بجوار عبارة &laqascii117o;معا يد واحدة من اجل المستقبل"، تحلق فوق عشرات الآلاف من سيارات المصريين الذين يسلكون هذا الطريق ذهابا وإياباً، منذ أن ظهرت يوم وصوله للقاهرة في زيارة استغرقت يومين وانتهت أمس. وبرغم الجدل الذي أثارته اللافتات، &laqascii117o;خصوصاً الجهة التي تقف وراءها"، وهو ما فتح باب التخمينات واسعاً ليد &laqascii117o;إخوانية" في الموضوع ـ ثبت عدم صحتها عندما تبين أن أصحابها هم مؤسسة رجال الأعمال المصريين والأتراك والسفارة التركية ـ فان أهم ما جاء في المشهد رمزيته التي لخصت الدلالات السياسية للزيارة في مصر الثورة، وفي هذه المرحلة تحديداً. فمصر التي ما زالت بلا قائد في انتظار انتخابات برلمانية ورئاسية تنهي المرحلة الانتقالية الحالية التي يديرها العسكر، تبدو بلا بوصلة في غياب جدول زمني واضح لانتقال السلطة للمدنيين عبر الانتخابات. كذلك تتشكل فيها ملامح مشهد سياسي تقترب فيه القوى السياسية والثورية ـ التي كانت على طرفي النقيض منذ شهر ـ من تبني موقف ضد المجلس العسكري وحكومة عصام شرف اللذين صعدا منذ أيام ضد الإعلام، وعززا حالة الطوارئ، بعد حادث اقتحام السفارة الإسرائيلية من قبل متظاهرين يوم الجمعة الماضي، وفرار السفير الإسرائيلي من مصر بسبب ذلك. وإذا باردوغان يهبط على القاهرة، في زيارة رسمية كانت مقررة سلفاً وتم تأجيلها (بسبب الظرف المصري)، وشاء القدر أن تحدد منذ أسابيع، لتتزامن صدفة مع الوضع المتأزم في مصر الآن، والذي تمحور حول إسرائيل.وبرغم الاستقبال الرسمي الذي حظي به رئيس الوزراء التركي، الذي اصطحب معه وفداً كبيراً، وتوقيعه 11 اتفاقية مع مصر، بالإضافة إلى إعلان &laqascii117o;سياسي"، كما وصفته &laqascii117o;الأهرام"، بشأن إنشاء &laqascii117o;مجلس أعلى للتعاون الإستراتيجي"، لم يخف عن المراقبين هذا التفاوت بين الحفاوة الشعبية والرسمية للزيارة. وكان الاهتمام بها واضحاً في مواقع التواصل الاجتماعي مثل &laqascii117o;تويتر" و&laqascii117o;فيسبوك"، حيث طغى خبر وصوله مساء الاثنين على ما يتناقله المصريون هناك، وتلى ذلك شغف بخطابه صباح الثلاثاء في الجامعة العربية والذي كان ينقل بالحرف على &laqascii117o;تويتر"، بالرغم من انه كان يبث على الهواء مباشرة.
وازداد الهوس بالرجل عندما أعلن عن منع كاميرات التلفزيون من نقل خطاب ثان له مساء اليوم ذاته، أمام ألفين من المثقفين والشخصيات العامة والسياسية والناشطين والصحافيين في دار الأوبرا، حيث تفاعل الحاضرون معه في أجواء من العفوية والحماسة مقارنة بلقائه بالمسؤولين العرب في الجامعة العربية. وكما غازل أردوغان الحضور ببعض العبارات بالعربية مثل &laqascii117o;السلام على شعب مصر... السلام على شباب مصر"، وقد بادله جمهور الأوبرا المشاعر بمقاطعته مرات عديدة بتصفيق حاد وحار.
ودلالة هذا المشهد، كما تقول أستاذة العلوم السياسية في الجامعة الأميركية منار الشوربجي، أن هؤلاء المصفقين لأردوغان في الأوبرا &laqascii117o;ليسوا النخبة، بل الجمهور المنصت والواعي. ولأن القاعة التي تم فيها اللقاء لم تسع لأكثر من ألفي شخص، فقد كانت هناك معارك للحصول على دعوة من السفارة التركية. وتقول الشوربجي إن &laqascii117o;التنافس كان شديدا لضمان كرسي واحد فقط، ولم أتحدث مع احد هذا اليوم إلا وتحدث بإعجاب عما يقوله الأتراك".
ومن المصادفات اللافتة أن قناة &laqascii117o;التحرير" التي دشنت بعد الثورة والمعنية بالوضع الجديد في مصر، كانت تبث مسلسلاً تركيا بعدما انتهى خطاب أردوغان. لكن ما بين احتفاء &laqascii117o;الائتلاف العام لضباط مصر"، وهو كيان شكل بعد الثورة من قبل 1500 ضابط إصلاحي ـ بالرجل الذي وصفوه بـ&laqascii117o;صلاح الدين الجديد" على صفحتهم في &laqascii117o;فيسبوك"، وقلق البعض من بشائر &laqascii117o;غزو عثماني"، اتفق الجميع على أن أهمية الزيارة تقارن بزيارة الرئيس الأميركي باراك اوباما إلى مصر في حزيران العام 2009، عندما اختار مخاطبة العالم الإسلامي من جامعة القاهرة. والفارق، كما تقول أمينة البنداري، وهي مدرّسة تاريخ الشرق الأوسط في الجامعة الأميركية، أن اوباما جاء لمصر &laqascii117o;ليتحدث إلى مسلمي العالم، لأسبابه الخاصة، وليس لمخاطبة مصر ذاتها". أما أردوغان، فله شعبية في مصر التي تمر بمرحلة حساسة جداً في تاريخها، و&laqascii117o;للمصريين الذين يتطلعون إليه لأنهم يستطيعون مقارنة بلادهم بتــركيا التي تقــع في المحيط الإقليمي ذاته، وتشاركهم الخصوصية الثقافية والدينية".
وبرغم دعمه الواضح للثورة المصرية وحديثه المتكرر عن أهمية صعود مصر لتحتل مكانتها التاريخية، تقول الشوربجي، فإن إسرائيل من أهداف زيارة أردوغان، مشيرة إلى أن &laqascii117o;من مصلحة أنقرة دعم القاهرة حتى ولو بشكل غير مباشر في هذا السياق لأن ذلك يخدم الموقف التركي من إسرائيل". وكان هذا سبباً أيضاً في تحفظ بعض القوى السياسية التي هاجمت بشدة اقتحام السفارة الإسرائيلية مؤخراً. والمثير انه بالرغم من أن الزيارة كان من المفترض عن تصب في مصلحة التيار الإسلامي، كما قال البعض، فقد أثار أردوغان حفيظة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" عندما امتدح العلمانية، الأمر الذي دفع بالمتحدث الرسمي باسم &laqascii117o;الإخوان" إلى اتهامه بأنه &laqascii117o;يتدخل" في الشأن المصري.
&laqascii117o;لم تخدم زيارته أي تيار سياسي في مصر"، تقول الشوربجي، &laqascii117o;ولا نعلم سبب شح المعلومات إن كانت الزيارة قد تركت أثراً لدى أصحاب القرار في ما يخص العلاقة المصرية المتوترة مع إسرائيل، لكنها كانت ملهمة جدا".
البعض رأى في هجومه على إسرائيل من القاهرة، مزيداً من الإحراج لدى المجلس العسكري الذي لم يستجب لتظاهرات 19 و20 و21 آب الماضي أمام السفارة الإسرائيلية، والتي طالبت بسحب السفير المصري من تل أبيب احتجاجاً على مقتل 6 جنود مصريين في رفح بسبب اختراق الطيران الإسرائيلي الحدود مع مصر وقصفه المنطقة. ولان المجلس لم يستدع السفير أو يصر على اعتذار إسرائيلي، عادت التظاهرات مرة أخرى يوم الجمعة الماضي أكثر شراسة، خاصة بعدما طردت أنقرة السفير الإسرائيلي قبل ذلك اليوم بأسبوع واحد. &laqascii117o;المجلس أحرج نفسه عندما لم يتصرف على مستوى المطلب الشعبي" قالت الشوربجي. ولكن مع انتهاء الزيارة التي استغرقت 48 ساعة، والتي تأتي في سياق جولة ستشمل ليبيا وتونس، تعتقد البنداري أن أردوغان أحيا &laqascii117o;التعطش لفكرة الزعامة والثقة السياسية وكرامة الشعب. فهو يقدم نموذجا يثير إعجاب الشباب، كون زعامته تبدو براغماتية وليست ديماغوجية".
حمد بن جاسم لكيري: المصريون تحولوا ضد أميركا بسبب علاقتكم مع مبارك
قطر تريد دور القاهرة في المسار الفلسطيني ـ الإسرائيلي:
إشراك سوريا في مبادرة سلام...لإثارة غيرة العرب
ـ 'السفير' مازن السيد لا يخفى على متابع للشأن الإقليمي في الأعوام الأخيرة، دور سياسي متعاظم للإمارة القطرية الصغيرة. ومع اندلاع الثورات العربية، وما حملته من تساؤلات حول &laqascii117o;أياد خفيّة" تتلاعب بمصير المنطقة، توجهت جهات كثيرة بأصابع الاتهام إلى الطرف القطري على أنه يسعى إلى تنفيذ أجندته الإقليمية الخاصة، لا سيما أن بحوزته أداة إعلامية ضخمة مثل قناة &laqascii117o;الجزيرة".بعيداً عن التضخيم المعدّ لغايات البروباغاندا، وعن التسطيح بغاية التعتيم، تنقل برقيات دبلوماسية سربها موقع &laqascii117o;ويكيليكس" جزءاً مهماً من الرؤية الإقليمية لحكّام آل ثاني في الدوحة. وتظهر في هذه الرؤية، ندّية واضحة مع النظام السابق في مصر وتنافساً معه حول أداء دور الحليف الأميركي الأهم، والوسيط الأساسي في المسار الفلسطيني-الاسرائيلي. وتتبدى في هذه البرقيات، ملامح سياسة قطرية تريد لنفسها دوراً مركزياً في المنطقة، تحافظ من أجله على علاقات حسنة مع إيران وسوريا و&laqascii117o;حماس" من جهة، والسعودية وإسرائيل والسلطة الفلسطينية من جهة أخرى، مع المحافظة على هامش نسبيّ من الاستقلالية ازاء توجهات واشنطن التي تمتلك قاعدتين عسكريتين في قطر.
تنافس مع مصر : وفي لقاء جرى بتاريخ 13 شباط 2010 بين رئيس الوزراء القطري حمد بن جاسم آل ثاني، ورئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ الأميركي السيناتور جون كيري، ونقلت وقائعه برقية دبلوماسية أميركية، وجه حمد بن جاسم انتقاداً حاداً للنظام المصري ودوره، إذ اعتبر أن نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك يريد إطالة الجمود في الملفات الفلسطينية، &laqascii117o;فمصر ليست لديها رؤية لنهاية المسار، ويشكل عملها كوسيط في المحادثات، عنصر المصلحة الوحيد مع الولايات المتحدة". وشبّه حمد بن جاسم الوضع بطبيب لديه مريض وحيد، &laqascii117o;إذا كان هذا مصدر رزقه الوحيد، فسيعمل الطبيب على إبقاء المريض حياً لكن في المستشفى لأطول مدة ممكنة". وفي المقابل، قارن حمد بن جاسم هذا الأداء المصري بتطلعات قطر &laqascii117o;المهتمة فقط بإحلال السلام في المنطقة، وبأسرع وقت ممكن".
وواصل حمد بن جاسم هجومه على النظام المصري، قائلا إن &laqascii117o;مبارك يفكر بكيفية وضع ابنه مكانه وتفادي القوة المتعاظمة للإخوان المسلمين"، ومضيفاً أن الحكومة المصرية اعتقلت 10 آلاف عنصر من &laqascii117o;الإخوان" من دون توجيه أي تهم قضائية لهم. واعتبر حمد بن جاسم أن &laqascii117o;الشعب المصري يلوم أميركا الآن" على مشاكله، وذلك التحول ناتج بحسب حمد بن جاسم عن &laqascii117o;مبارك وعلاقاته الوطيدة بالولايات المتحدة". وشدد رئيس الوزراء القطري على أن &laqascii117o;وظيفة مبارك الوحيدة بالنسبة لأميركا هي الوساطة في السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، لذلك فهو غير مهتم بإخراج نفسه من اللعبة"، متوجهاً إلى كيري بالقول &laqascii117o;قل لأصدقائك في مصر إن عليهم أن يساعدوا أنفسهم". أما قطر &laqascii117o;فتريد أن تساعد أبا مازن والفلسطينيين"، بحسب رئيس الوزراء القطري الذي بدا من خلال البرقية الأميركية أنه يقابل كل انتقاد للدور المصري في المنطقة بتصوير ضمني للدور القطري على أنه البديل المناسب.
وفي تواصل لهذا الخطاب، الساعي على ما يبدو إلى إقناع الطرف الأميركي بعدم جدوى التحالف مع النظام المصري، قال حمد بن جاسم إن قطر ابلغت عام 2008 إن اسرائيل وأميركا تحتاجان للمصريين للتعامل مع الأزمة في غزة، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي السابق ايهود اولمرت اشتكى لاحقاً للقطريين من أن مصر دولة كبيرة وغير مرنة، ولا يمكنها التقدم بسرعة. ورداً على سؤال من كيري حول الخلاف القطري ـ المصري إزاء القمة العربية بين كانون الأول 2008 وكانون الثاني 2009 خلال الحرب على غزة، قال رئيس الوزراء القطري إن مبارك رفض المجيء إلى الدوحة، مفضلا أن تعقد القمة في الرياض. &laqascii117o;طلب نقل اللقاء إلى قطر عبر السعوديين، لا المصريين. والسعودية كدولة كبيرة لديها مصلحة في تعويم مصر. لذلك وافق السعوديون على نقل القمة إلى الرياض، لا لأنهم يعترضون على الانتقال إلى الدوحة بل بسبب المصريين".
وعندما طلب كيري منه نصائحه حول إمكانية التوصل إلى اتفاق بين الفلسطينيين والاسرائيليين، قال حمد بن جاسم إن الرئيس السابق بيل كلينتون أقر قبل مغادرته البيت الأبيض بأن مصر هي المشكلة، وعندما طلب في آخر ولايته المساعدة على الوصول إلى اتفاق نهائي، لم يشجعه السعوديون والمصريون، &laqascii117o;وقالوا له أن يعمل ما يراه صواباً...هذا التعبير العربي للقول: أنت لوحدك الآن". وأكد حمد بن جاسم أنه قال لعباس أن &laqascii117o;نزوله عن شجرته حول رفض النشاط الاستيطاني من أجل دفع المفاوضات قدماً، سيتطلب دعماً عربياً. لكن المصريين لن يسمحوا بذلك". وأشار إلى أنه يثق بالسعوديين، &laqascii117o;لكنهم يتحدثون بانفتاح مع مصر ولا يريدون أن يخلقوا المزيد من المشاكل للحكومة المصرية".
واقترح حمد بن جاسم أن يتم تشكيل لجنة في الجامعة العربية، من دولتين خليجيتين، إضافة إلى المغرب وسوريا لمعالجة المسار الفلسطيني - الاسرائيلي. وأوضح رئيس الوزراء القطري أن &laqascii117o;ضمّ سوريا قد يفاجئك، لكن جعل سوريا تؤدي هذا الدور سيخلق الغيرة بين العرب. بعض الغيرة والخصومة، هو تماماً ما تحتاجه الولايات المتحدة لحمل هذا المسار على التقدم".
حماس وإيران : وقال رئيس الوزراء القطري لكيري إنه التقى مؤخراً في الدوحة بعثة اسرائيلية، وشجعها على العمل مع الفلسطينيين من كافة التوجهات &laqascii117o;سعياً وراء السلام". وشدد حمد بن جاسم على أنه من الخطأ العمل مع شريك واحد هو حركة &laqascii117o;فتح" وتجاهل &laqascii117o;حماس". لكنه أكد أن ذلك لا يعني أن قطر تفضل &laqascii117o;حماس"، وأشار إلى أن &laqascii117o;أبو مازن درّس في قطر خلال 30 عاماً، ويبقى صديقاً لقطر....لكن السلطة الفلسطينية لا يمكنها توقيع اتفاق نيابة عن الفلسطينيين في ظل الانقسامات المفتوحة". وأشار حمد بن جاسم إلى أنه &laqascii117o;واضح من خلال محادثات قطر مع قيادة &laqascii117o;حماس"، أن الحركة مستعدة لقبول حق اسرائيل في الوجود، لكن على القبول أن يأتي تدريجياً، لا في يوم واحد". واعتبر حمد أن العائق الأكبر من الطرف الفلسطيني أمام أي اتفاق محتمل مع اسرائيل هو الانقسام الفلسطيني، مذكّراً بأنه كان من الممكن أن تتم المصالحة خلال عهد الإدارة الأميركية السابقة، لكن الرئيس الأميركي جورج بوش قال لعباس ألا يوقع عليها. ورداً على سؤال من كيري حول المسافة بين قيادتي &laqascii117o;حماس" في دمشق وغزة، قال حمد بن جاسم إن &laqascii117o;الفوارق في الأسلوب بين مقاربتي الجناحين، لكنهما في المبدأ متفقتان. يمكنهما قبول الاعتراف بإسرائيل، لكن عليهم أن يبرمجوا التوقيت بشكل بالغ الدقة لأن &laqascii117o;حماس" تعرف أن مناصريها في الأراضي الفلسطينية ليسوا مستعدين لهذا التغيير".
وفي برقية دبلوماسية ثانية بتاريخ 8 شباط 2010، يقول الدبلوماسيون الأميركيون في الدوحة إن العلاقة المتدهورة مع قطر خلال ولاية الإدارة الأميركية السابقة تأتت بشكل أساسي عن اختلاف المقاربات ازاء الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني. وتنقل البرقية عن أمير قطر قوله إن وزيرة الخارجية الأميركية حينها كوندليسا رايس طلبت منه ضمان مشاركة &laqascii117o;حماس" في الانتخابات الفلسطينية، وإنه أكد لها أن &laqascii117o;حماس" ستفوز. ومقابل ضمان مشاركة &laqascii117o;حماس"، تعهد أمير قطر بدعم الفائز مالياً. وبعد فوز &laqascii117o;حماس"، طلبت إدارة بوش من الأمير وقف الدعم المالي لـ&laqascii117o;حماس"، لكنه رفض لأنه تعهّد بالدعم سابقاً. أما عن الملف الايراني، فقال حمد بن جاسم إن الرئيس محمود احمدي نجاد يرى أميركا على انها دولة تمددت اكثر من اللازم وتواجه مشاكل بسبب التزاماتها الكثيرة. ونقل عن نجاد قوله له شخصياً &laqascii117o;تغلبنا على الأميركيين في العراق، والمعركة النهائية ستكون في إيران"، معتبراً ان الضغط الاقتصادي على إيران هو الطريقة الأفضل لحمل قيادتها على إعادة التفكير في سعيها للأسلحة النووية، ومشدداً على أهمية الدور الروسي في هذا السياق، وعلى ضرورة أن تستهدف العقوبات العائدات النفطية الإيرانية. أما في الشأن اللبناني، فاقتصر حديث حمد بن جاسم، بحسب البرقية الأميركية، على تأكيده لكيري أن إيران و&laqascii117o;حزب الله" يسعيان إلى توسيع مخزونهما من الأسلحة كجزء من حرب إيران ضد اسرائيل.
النظرة الأميركية لقطر : مرتان كل عام، تعقد السفارة الأميركية في قطر اجتماعاً بين الوكالات الأميركية المختلفة لتقييم توجهات البلاد خلال فترة زمنية تمتد 3 اعوام. وآخر تقرير أصدره اجتماع مماثل وأوردته وثائق &laqascii117o;ويكيليكس" كان في 3 آذار 2009. في هذا التقرير، اعتبر الأميركيون أن &laqascii117o;سيطرة آل ثاني بلا منازع على السياسة القطرية ستدوم للأعوام الثلاثة المقبلة"، و&laqascii117o;رغم عدم حيازتنا على معلومات تفصيلية عن الحراك الداخلي للعائلة، يبدو أن حكم الأمير حمد بن خليفة آل ثاني مضمون. ونتوقع انتقالا سلساً للسلطة إلى نجله بعد وفاته".
واعتبر التقرير أن &laqascii117o;قطر ستواصل التموضع كوسيط (في المنطقة) لضمان الدور الدبلوماسي الإقليمي الذي يتوق إليه آل ثاني. ولن تقوم بذلك لأسباب التباهي والكبرياء فحسب، بل لتخفيض مستوى عدم الاستقرار الإقليمي على أساس فرضية أن عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي يهدد الدول الصغيرة مثل قطر بشكل خاص". أما في الشأن الداخلي، فيعتبر تقرير الوكالات الأميركية أن &laqascii117o;قطر ستواصل تقدمها البطيء نحو المزيد من إشراك المجتمع القطري، الذي يكبحه قلق من أن الديموقراطية قد تقيد أجندة الأمير التقدمية". وأضاف التقرير أن &laqascii117o;القطريين سيواصلون مواجهة العزلة في وجه التغيرات المتصاعدة. فتنامي الديموغرافيا القطرية تأتي إلى حد كبير عن هجرة من مجتمعات دينية ولغوية مختلفة...الفروق الاقتصادية الكبرى ستؤدي إلى ارتفاع ضخم جداً في معدل الجرائم المنخفض حاليا".
وفي الشأن العسكري، يعتبر الأميركيون أن &laqascii117o;سعي قطر إلى إيجاد قوة عسكرية مهنية يبقى تحدياً". ويوضحون أن &laqascii117o;الخسائر المتمثلة في تقاعد الضباط الكبار، ستضاف إلى الصعوبات التي تواجهها الحكومة في إعداد ضباط صغار لتسلم القيادة. وتواصل قطر اعتمادها على مواطنين من بلاد أخرى. واحتمال أن يؤدي ذلك إلى تهديد أمن معلومات عسكرية أميركية حساسة يشكل مصدراً للقلق في علاقاتنا العسكرية الثنائية".
وعن التعاون بين الطرفين في مجال &laqascii117o;مكافحة الإرهاب" اعتبر الأميركيون أن &laqascii117o;التعاون من الجانب القطري ضعيف حالياً، رغم بعض إشارات التحسن...وسيبقى الأمر على حاله، إلا إذا تم الدفع نحو التغيير بشكل مستمر. وتتردد قطر في محاربة التمويل الإرهابي لأسباب لا نفهمها تماماً. لكن نعتقد أن قطر تتردد لأنها لا تريد أن تشجع بذلك هجوماً عليها من قبل المجموعات الإرهابية".
وفي برقية أخرى تعود إلى كانون الثاني 2010، يكتب الدبلوماسيون الأميركيون تحت عنوان &laqascii117o;الحصول على المال" (getting the money) أن &laqascii117o;قطر لا تستجيب لدعواتنا المتكررة للمساعدة المالية لأنها لا تأتي من مسؤولين بارزين في الحكومة الأميركية...قطر تملك مالاً لكنها تنفقه بحكمة. عندما ساعدت قطر ضحايا إعصار كاترينا، تشاركت مع منظمة &laqascii117o;سكن من أجل الإنسانية"، للتأكد من ان كل فلس من اموالها ينفق على الضحايا لا على العمليات الإدارية".
وتذكر البرقية ان &laqascii117o;عمق العلاقة القطرية الأميركية ومداها مثيران للإعجاب بالنسبة لدولة بهذا الحجم"، مشيدة باستضافة قطر لقاعدتين عسكريتين أميركيتين &laqascii117o;وتمويلها بأكثر من 700 مليون دولار لمشاريع بناء أميركية للاستخدام الحصري من قبل القوات الأميركية". أما العلاقات الاقتصادية فـ&laqascii117o;حيوية، مع استثمار شركات الطاقة الأميركية عشرات مليارات الدولارات في صناعات الغاز والنفط"
الملف السوري لن يخرج من المعادلات الإقليمية والدولية إلا بانفراج أو انفجار
دمشق تنتقل إلى مرحلة الهجوم والأسد للعربي: فلسطين هي القضية
ـ 'السفير' سامي كليب:لم يسقط أي قتيل يوم الجمعة الماضي في كل أنحاء سوريا. هذا ما قالته مصادر أمنية دقيقة وموثوقة. كانت جمعة &laqascii117o;التدخل الدولي" الأقل خطراً وشكلت بالتالي فشلاً ذريعاً لمنظميها. أثبت الشعب السوري، بمعارضي النظام والمؤيدين له، انه أكثر عروبة مما اعتقد الأطلسيون، فانقسمت المعارضة بين داعم للتدخل على أساس أن تجربة ليبيا نجحت وانه يجب حرمان النظام من عامل الوقت، وبين قائل بأن أمثلة التدخل في الوطن العربي أدت إما إلى الدمار والتفتيت (العراق) أو إلى التقسيم (السودان) أو إلى التجاهل (الصومال) أو إلى حروب أهلية متتالية (لبنان واليمن).مرّ يوم الجمعة ومن قبله شهر رمضان بأقل مما توقع كثيرون. وقبل هذا وذاك لم يقع النظام في فخ حماه. تنفس أهل النظام الصعداء. يتضح أن الخيار الأمني قد بدأ يكسر جوهر المعادلة الإقليمية والدولية التي كانت تفترض أن الرئيس بشار الأسد سيسقط بعد شهرين أو أقل من ذلك. كان طبيعياً من وجهة نظر النظام، أن تقرر دمشق متى وكيف تستقبل الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي، وان تفرض على هذا الدبلوماسي والقانوني العريق أن يأتي من خلال منصبه ومن دون شروط أو مبادرات مسبقة، لا أن يكون مرسلاً من قبل وزراء الخارجية العرب أو من قبل مبعوثي الإدارة الأميركية إلى المنطقة، وفي مقدمهم جيفري فيلتمان، ولا أن يأتي بعد أن يستقبل معارضين سوريين عن &laqascii117o;طريق الخطأ" قبل ساعات من توجهه إلى دمشق، كما حصل عندما قررت دمشق إرجاء زيارته.
قبل نبيل العربي شروط اللعبة. جاء إلى دمشق معبأ بالضغوط العربية. قيل إن قطر وبعض دول الخليج والولايات المتحدة ودولاً أوروبية حمَّلته ما يشبه الإنذار إلى النظام السوري. لكن ما سمعه في دمشق جعله ينتقل من مرحلة التحذيرات والدروس إلى مرحلة الرغبة بالمساهمة في إيجاد تسوية للأزمة السورية بأسلوب أكثر دبلوماسية وهدوءاً. انعكس ذلك بوضوح، أمس الأول، على خطاب العربي في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة. بدا متفهماً وغير مستعجل للسير بأي بيان. بدا أكثر رغبة بالحوار حتى ولو أن هناك من الوزراء العرب وتحديداً القطري، من كان يصرّ على وقف العنف، محملاً مسؤولية ذلك للنظام وحده، متجاهلاً عنف المجموعات المسلحة. نبيل العربي نفسه كان قال بعد وصوله إلى القاهرة قادماً من دمشق انه يريد وقف العنف &laqascii117o;بكل أشكاله". كانت تلك عبارة مهمة إلى أن العنف يأتي أيضاً من المسلحين. اعتراف العربي كبير الدلالة في هذا الوقت بالذات.
يقول دبلوماسي قريب جداً من أروقة الجامعة العربية في القاهرة إن نبيل العربي فهم من خلال اللهجة التي تحدث بها الأسد، ومن خلال ما سمعه من معلومات، وكذلك من أشرطة الفيديو التي تم توزيعها عليه وعلى أعضاء وفد الأمانة العامة للجامعة العربية، أن القبضة الأمنية السورية التي اشتدت في الأشهر الماضية لم تكن تهدف فقط إلى ثني المتظاهرين عن توسيع دائرة احتجاجهم وإنما إلى قطع الطريق عل