جسَّد الملاكم السوري محمد مليس إرادة بلاده الراسخة قيادةً وجيشًا وشعبًا بأن لا تطبيع مع كلّ من يمثّل الكيان الصهيوني الذي يحتل جزءًا من وطنه وبلدان المنطقة، موجّهًا لكمة لاتفاقيات "أبراهام" وحكام التطبيع في العالم العربي الذين باعوا فلسطين وشعبها.
وكان قد انسحب لاعب منتخب سورية للملاكمة محمد مليس (30 عامًا) من مواجهة الملاكم البحريني دانيس لابتبوف في دورة الألعاب الآسيوية التاسعة عشرة المقامة في الصين، رافضًا الصعود إلى الحلقة بسبب وجود حكم من كيان العدو لتحكيم النزال.
وقدّم المدرب محمد غصون اعتراضًا للجنة الحكام، ولكن الإصرار على بقاء هوية القضاة على حالها دفع الملاكم لعدم الصعود إلى الحلقة وأعلن الحكم فوز البحريني لابتبوف.
وفي حديثٍ لقناة "الميادين" بيَّن مليس أسباب انسحابه، مشيرًا إلى أنَّ "سورية وترابها وشعبها ودماءها أغلى من أي ميدالية وأغلى من أي محفل"، مؤكدًا أنّ سورية بلد للكرامة والعزة والمقاومة في وجه الاحتلال "الإسرائيلي".
وأضاف مليس أنَّه "تفاجأ بحضور حكَم "إسرائيلي" قبل مواجهة الملاكم البحريني"، لافتًا إلى أنَّ الوفد السوري، بمجرد أن سمع حضور حكَم "إسرائيلي"، لم يتردد في الانسحاب، ورفض الأمر".
وأوضح مليس أنَّ تحية الجمهور الصيني له كانت بمثابة انتصار له، وهو ما جعله سعيدًا.
وشدَّد مليس على أن الرياضيين السوريين لم يُسمح لهم بخوض معسكرات تحضيرية لدورة الألعاب، بسبب العقوبات المفروضة على سورية.
من جانبه، أوضح عضو اللجنة الدولية للحكام في الاتحاد الدولي للملاكمة كامل شبيب أنَّ الاتحاد الدولي يؤكد دائمًا عدم تكليف أي قاض أو حكم حلقة في أي دورة دولية من دولة معادية أو صديقة بحكم الجوار.
وتقتصر المشاركة السورية على نخبة من اللاعبين السوريين في الألعاب الفردية. أما في الألعاب الجماعية، فسبق أن أعلن اتحاد كرة القدم اعتذاره عن المشاركة، ليغيب الحضور السوري في جميع الألعاب الجماعية.
يُذكر أنّ هذه المشاركة الـ11 لسورية في الدورات الآسيوية، وفي خزائنها 32 ميدالية (9 ذهبيات، 7 فضيات، 16 برونزية).