حرب تموز كما يروي وقائعها النائب على حسن خليل
- صحيفة 'السفير': حرب تموز: بيدرسون يقدم عرضا لحزب الله ونصر الله: عودوا لبري
تنشر صحيفة 'السفير' صفحات مجهولة من حرب تموز كما يكشفها رئيس مجلس النواب نبيه بري ويرويها وزير الصحة علي حسن خليل الذي اشار الى ان ' الموفدين طافوا من جديد حول عين التينة يتقدمهم ديفيد وولش، كبير صانعي الهدايا الى أسرائيل التي لم تقدم على تبييض وجه أميركا بإنجاز ميداني واحد يؤهلها فرض الشروط.
وتعويضاً عن الفشل العسكري، كان المشروع الاميركي ـ الفرنسي يتسلل الى مجلس الامن الدولي بتمهيد يتظلل تسويقة محلياً بما يوحي وكأن أطرافاً لبنانية قد وافقت عليه.
ولفت خليل الى ان 'تقلب المشروع الاميركي الفرنسي على نار قصر الرئاسة الثانية وسقطت فقراته بين قتيل وجريح مع سحب بري عصب بنوده المترافق مع رص صفوفنا بتشديده على العودة الى البنود السبعة والوحدة الداخلية، فالمشروع لا يخفي تكريس الاحتلال والافراج غير المشروط عن الجنديين الإسرائيليين وإنشاء منطقة أمنية خالية من أي عناصر أو عتاد، ما دفع رئيس المجلس النيابي نبيه بري الى التساؤل: 'لماذا تعطون إسرائيل التي لم تنتصر بالحرب كل هذه البنود؟ كيف ولو انتصرت ماذا ستعطونها'؟
واشار خليل الى ان 'السبت 5/8/2006 حمل قمة التصعيد الاسرائيلي في القصف الجوي والبري والبحري حيث انصبت اكثر من خمسمئة غارة جوية وآلاف القذائف على مختلف المناطق من الجنوب الى البقاع والشمال، في اجواء هستيرية لدى جيش العدو، الذي وصل بعد خمسة وعشرين يوماً من العدوان ليقاتل على حدود عيتا الشعب، من دون ان يسجل خرقاُ برياً اساسياً يستطيع التمركز فيه او يجعله قاعدة لعملياته، وتحولت بعض الخروقات البرية الى مصيدة استطاعت المقاومة ان توقع من خلالها خسائر كبيرة في صفوف نخبة قواته التي ارتبك قادتها في تعريف اهداف عملياتهم، وأتت محاولة الإنزال على مدخل مدينة صور بعد فشل عملية البقاع التي وقعت فيها خسائر جعلت الطائرات المروحية تنقل على وجه السرعة الجنود المصابين التي لم تستطع البيانات العسكرية ان تخفيها برغم حديثها عن اغتيال قياديين في المقاومة ليتبين لاحقاً عدم صحة ذلك'. واوضح خليل انه 'امام هذه المراوحة العسكرية، التي اصبح فيها هدم المباني في الضاحية الجنوبية بالصواريخ الفراغية امراً عادياً لا يترك تأثيراً على واقع المعركة وإدارتها، طرح المشروع الاميركي الفرنسي امام مجلس الامن الدولي، الذي تم اعداده تفصيلياً بالتفاهم مع الجانب الاسرائيلي ليشكل تعويضاُ سياسياً عن فشله العسكري، وتبين ان الجانبين حاولا إخفاء هذا التفاهم، على امل تسهيل تسويقه لبنانياً، من خلال طرح ما يعتبر مكسباً، وهو إدراج مسألة مزارع شبعا في اطار التسوية، لكن الاساس يرتكز على تجميد الاعمال الحربية بما يعني تكريس الاحتلال ولو لشريط ضيق لن تستطيع اسرائيل ان تحميه في حالة الحرب، وذلك لإدخاله في بازار التفاوض في المرحلة اللاحقة من القرار'. ويتضمن المشروع المذكور الإفراج غير المشروط عن الجنديين الاسرائيليين المخطوفين في مقابل تشجيع الجهود الرامية الى تسوية قضية السجناء اللبنانيين الذين تحتجزهم اسرائيل، وإقرار ترتيبات امنية بما فيها إنشاء منطقة خالية من اي عناصر او عتاد وأسلحة على ان تتبع الاجراءات بقرار آخر بموجب الفصل السابع ينص على نشر قوة دولية مفوضة من الامم المتحدة.
لقد حاول الجانبان الاميركي والفرنسي تسويق المشروع على أنه يحظى بدعم اللبنانيين، وهذا ما دفع الى سلسلة من الاتصالات التوضيحية بما فيها بين اعضاء مجلس الامن عند توزيع مسودة البيان عليهم.
بيدرسون يناور.. ووسام الحسن يكمل مهمته كنت قد استيقظت قرابة الرابعة والنصف صباحاً على غارات عنيفة استهدفت الضاحية الجنوبية ليتصل الحاج حسين الخليل عند الساعه 8:45 دقيقة طالباً لقاءً سريعاً لبحث امر ما. لاقيته في عين التينه، نقل ان ممثل الامين العام للامم المتحدة غير بيدرسون اتصل ليل امس بالحاج وفيق صفا ليقدم &laqascii117o;عرضاً مهماً.. يشكل فرصة" حسب قوله، وهو تعليق العمليات الحربية لمدة أسبوع، وبعدها يبدأ البحث السياسي والاتفاق على وقف لإطلاق النار، ولكن سماحة السيد أبلغه بعدم الموافقة والعودة الى بري في نقاش اي طرح جديد. وأكمل الحاج حسين الخليل انه بعد ذلك بنصف ساعة، اتصل به المقدم وسام الحسن ليسأل عن سبب عدم الموافقة على اقتراح غير بيدرسون، فكان تأكيد على الموقف نفسه الذي ابلغناه سابقاً، لكن الحسن عاد وقدم اقتراحاً يعتبره افضل من الاول، ويقضي بإعلان وقف إطلاق النار ومن ثم يتفق على آلية لانسحاب متبادل، حيث ينسحب الاسرائيلي الى &laqascii117o;الخط الازرق" وينسحب &laqascii117o;حزب الله" الى شمال نهر الليطاني، ولكننا جددنا رفضنا ايضاً، وكان هذا مؤشراً لمستوى التنسيق في صياغة المشاريع الملتبسة. ابلغنا بري بهذه الطروحات، فكان حاسماً بالرفض ومن دون تردد، وقال للحاج حسين: &laqascii117o;اذا قبل الحزب، انا لا اقبل، لأن ما يطرح يفرض امراً واقعاً، وهو احتلال اسرائيل لجزء جديد من الارض مهما كان صغيراً، وأنا منذ البداية ارفض اي صيغة تؤدي الى هذا مهما كانت النتائج".
ثم عرضت لبري بحضور الحاج حسين ما جرى بالامس مع رئيس الحكومة الاسبق فؤاد السنيورة ومستشاره محمد شطح وكان فيه تلاقٍ مع ما طرحه غير بيدرسون برغم أنه يتضمن إيجابيات عدة.
اكمل الحاج حسين ان الجانب الفرنسي اتصل بالسيد نواف الموسوي وحاول ان يسوق لمشروعه ولكنه أُبلغ بالقرار نفسه.
محضر لقاء بري وولش في عين التينة
في هذا الوقت، وصل الموفد الأميركي ديفيد وولش مع السفير الاميركي في بيروت جيفري فيلتمان وعدد من المساعدين الى مقر الرئاسة الثانية، والتقاه بري في وقت بقي الحاج حسين في عين التينه في انتظار انتهاء الاجتماع.
وبعده ابلغنا بري ان وولش بدأ اللقاء بشكره على الاستقبال بعد الموقف الأخير، عرض أمامنا محضر اللقاء على الشكل الآتي:
وولش: اصبح من المهم، بل والضروري علينا ان نصل الى وقف لإطلاق النار وأن يكون هذا مقدمة كل القضايا العالقة بين لبنان واسرائيل، وهذا فيه مصلحة للجميع حتى لا تبقى هذه القضية مفتوحة وأنه بعد التفكير رأينا ان يقوم هذا الحل على مرحلتين:
الأولى، وقفٌ للعمليات العسكرية وبقاء الوضع على حاله (بمعنى بقاء اسرائيلي في الأماكن التي دخلها في الجنوب).
الثانية، الاستعجال بالحل السياسي الشامل وفق بنود المشروع الفرنسي الاميركي المطروح في مجلس الأمن (من دون ان يطرحه كصيغة متكاملة) والانتهاء منه في فترة لا تتجاوز الاسبوع كحد اقصى. وبعد الحل يصدر، وقف نهائي لإطلاق النار.
حاول بري استيعاب الصدمة من هذه الصيغة التي لا تحمل اي فرصة للنجاح وقال: &laqascii117o;قبل ان اجيبك، لنكمل صورة طرحك، اين موضوع الأسيرين الإسرائيليين والأسرى اللبنانيين"؟
وولش: من غير الوارد عند إسرائيل ان تجري مفاوضات حول الأسيرين، ينبغي تسليمهما.
بري: وموضوع مزارع شبعا؟
وولش: اسرائيل وإن أبدت استعداداً سابقاً الا انها ليست في نية القيام بأي خطوة تفسر وكأن &laqascii117o;حزب الله" قد سجل انتصاراً في الحرب.
بري: سيد وولش، انت كنت معنا عندما اتت السيدة كوندليسا رايس، ألم نختلف على انها كانت تريد مرحلة واحدة وأنا طرحت المرحلتين؟ لماذا الآن قلبتم الامر ولكن وفقاً لروزنامة تخدم اسرائيل، ولماذا عندما اتفقنا كلبنانيين مع بعضنا البعض على سلة واحدة للحل اصبحتم تريدون التجزئة وفق مصلحتكم؟ وبخصوص مزارع شبعا ألم تتحدث السيدة رايس بوعد امامك وأمام السفير فيلتمان انها جزء من الحل؟
وولش: صحيح، لكن الاسرائيلي لم يقبل برغم محاولتنا.
بري: بدون زعل، اسمح لي ان اقول إنني لا اصدق انه عندما تريدون امراً ما، فإن الاسرائيلي يقول لا.
وتابع بري: &laqascii117o;ألم اطرح التبادل في المرة الماضية بصيغة واقعية تحل المشكلة؟ بكل الاحوال، إسمع سيد وولش انا لي دوران في هذه المعركة: دور رئيس حركة &laqascii117o;امل"، التي تشارك بالكامل في المعركة مع &laqascii117o;حزب الله" وبكل ما تملك من قوة، ودور آخر، هو دور التفاوض باسمي وباسم &laqascii117o;حزب الله"، ولهذا فإنني بصفتي الاولى، اريد ان اقتنع انا بصيغة الحل المطروحة حتى انتقل للدور الثاني وأقنع &laqascii117o;حزب الله"، وبالتالي اقول لك انا لم اقتنع فلن انتقل للدور الثاني".
وولش: ماذا تقصد؟
بري: اذا ارسل سماحة السيد حسن نصرالله كتاباً بأنه يقبل الصيغة، وهو لن يكتب، انا لن اقبل ولن اسير في اي حل، ولهذا انا لن انقل للحزب مشروعك للحل، وإذا تحدثت سأقول امراً واحداً وهو ان يعزز وضعه لمتابعة المعركة.
وولش: ولكن نحن نريد أن نصل الى حل.
بري: توضع مزارع شبعا بيد قوات الطوارئ الدولية ويرجع اهلها اليها ومن دون انتشار الجيش اللبناني فيها حتى يحصل التحرير.
وولش: نبقي قضية مزارع شبعا بيد الامين العام للامم المتحدة على ان يبقى الاسرائيلي موجوداً فيها وتبدأ عملية التحديد.
بري: هذا الكلام لا يقنع ابداً، على كل حال نحن دخلنا في نقاش استطرادي. لنعد للاول، نحن اتفقنا على مجموعة نقاط في الحكومة ولدينا تفسير لبعضها وأنا تحملت الموافقة عليها في اجتماع مجلس الوزراء اللبناني، لنناقش ما هو غير المقبول منها.
وسحب بري ورقة النقاط السبع والبدء بتأكيد الالتزام بوقف إطلاق النار وأنه لا تريدون تبادل الاسرى فلنضعها &laqascii117o;جانباً". وقال: &laqascii117o;لأنطلق من طرحك وخارج إطار التسجيل، أنا أتحدث بصوت عالٍ، لماذا لا نضبط خطتك ونعيد ترتيبها لأنه وفقاً لما طرحت لا تكون أميركا وسيطاً ناجحاً، فعندما تُبقي كل فريق في موقعه، يعني أنك تضع البنزين والنار جنباً الى جنب، ستحصل عمليات عسكرية بالتأكيد والمقاومة والشعب اللبناني ونحن جزء منه، لن يقبل باستمرار الاسرائيلي على الاراضي اللبنانية والتصعيد سيقع في اي لحظة.
إن الحل الافضل ـ أكمل بري ـ الذي لا يكسركم هو:
أولاً: وقف إطلاق نار فوري وشامل.
ثانياً: عودة النازحين.
ثالثاً: انتشار الجيش اللبناني في كل المنطقة، وبعدها نكمل مشوار الحل.
وولش: بهذا ماذا نكون قد حققنا؟
بري: قبل 12 تموز كانت إسرائيل خلف &laqascii117o;الخط الازرق" ونحن نعيدها الى هناك.
ـ كانت في مزارع شبعا ونحن بين المرحلتين لا نطالبها بالانسحاب الفوري.
ـ الجيش لم يكن موجوداً والآن ينتشر.
وولش: لقد اختلطت الامور، هل تقبل إسرائيل بهذا وماذا عن القوات الدولية؟
بري: لا تفكروا في قوات متعددة، أو قوات دولية أخرى، هناك قوات طوارئ ولا مانع من زيادة عددها مع الجيش اللبناني.
وولش: هل لديك مانع إذا كانت &laqascii117o;يونيفيل" باسم آخر؟
بري: المهم أن تكون وفق المهام الحالية نفسها وعندها لا مشكل.
وولش: أنا سأذهب للقاء السنيورة.
بري: أنا متفق مع الحكومة على النقاط.
بري: ليس وقتها يا دولة الرئيس
بعد خروج وولش، اتصل بري بالسنيورة ووضعه في أجواء اللقاء مؤكداً البقاء على الخط نفسه، وكان حديثه بحضور الوزير غازي العريضي، ورد السنيورة بأنه متمسك بمزارع شبعا وبحل قضية السلاح غير الشرعي في منطقة جنوب الليطاني، ورد بري عليه: &laqascii117o;في المزارع أنا معك بالكامل ولكن رتب لنا تسلسلا للحل، اما في موضوع السلاح، فهذا أمر نناقشه فيما بيننا لاحقاً، الآن ليس وقتها يا دولة الرئيس". حاول السنيورة أن يناقش في التفاصيل فقال له بري &laqascii117o;لنعد الى البنود السبعة وتفسيرها في ما بيننا". بعدها، أتصل النائب سعد الحريري، سائلا عن أجواء اللقاء مع وولش والنتائج فطلب منه بري أن يتحدث مع السنيورة لنبقى على الموقف الموحد نفسه. بعد أن وضعنا بري في كل هذه الأجواء أنتظرنا ماذا سيحصل مع السنيورة الذي دعا الى جلسة أستثنائية لمجلس الوزراء، وطلب مني بري أن أستبقها بالإصرار على رفض ما يسمى المشروع الاميركي الفرنسي والالتزام بمضمون النقاط اللبنانية. عند السادسة مساء، نقلت الينا السيدة فرح بري أجواء مجلس الامن الدولي وأن المشروع الفرنسي الاميركي الذي أضيف اليه التبني البريطاني يناقش جدياً في مجلس الامن ويمكن أن يطرح على التصويت، ناقشنا المشروع مع بري الذي كان مجتمعاً والاستاذ طلال سلمان وأسرة جريدة &laqascii117o;السفير" وتبين للجميع مخاطره وخاصة في الاعتماد على الفصل السابع وتغييب مزارع شبعا كلياً. اعتبرنا هذا المشروع ونقاشه في مجلس الامن تجاوزاً لكل الحديث الذي حصل صباحاً مع الموفد الاميركي ديفيد وولش وأنه ربما سمع كلاماً مختلفاً بعد خروجه من عين التينة ظهراً. وصل الحاج حسين الخليل مجدداً وأبلغنا أنه عرض للسيد نصرالله ما حصل صباحاً بين بري وولش وأنه موافق على ما طرحه بري. عاد بري وأتصل بالنائب سعد الحريري، محذراً من التجاوب مع هذا المشروع، فقال الحريري إن للرئيس السنيورة ملاحظات عدة عليه سيعرضها في مجلس الوزراء وانه سيعمل على إجراء تعديلات عليها من خلال الاتصال بالجانب الفرنسي. طلب بري مني أن أذهب للقاء السنيورة خلال اجتماع مجلس الوزراء. ذهبت الى مقر المجلس الاقتصادي الاجتماعي، وهناك التقيت جانباً بالوزيرين محمد جواد خليفة ومحمد فنيش وأبلغتهما انه لا يمكن نقاش المشروع المطروح، ثم اجتمعت بوزير الخارجية فوزي صلوخ لكي يرسل رسالة الى أعضاء مجلس الامن الدولي يشدد فيها على تمسك لبنان بثوابته ورفض المشروع، وعندما تحدثت مع السنيورة جانباً قال إنه لا يوافق على المشروع ولا يقبل بأن يحدث أي مشكلة، وكان منسجماً مع السياق الذي طرحناه معه. عدت الى عين التينة، حيث كان بري يتحدث مجدداً مع رئيس الحكومة السابق الحريري وأبلغته بما جرى. بعدها أتصل الحاج حسين الخليل بالمقدم وسام الحسن وأبلغه رسالة للحريري تحمل مضمون موقفنا نفسه من المشروع. أتصل بري بوزير الخارجية القطري حمد بن جاسم وأبلغه الموقف اللبناني فأعلن تأييده له وطلب منه أن لا يكون هناك اي تردد في مجلس الامن بالتعبير عنه كموقف لبناني موحد. وفي هذا الوقت، كان الوزير صلوخ قد أعد رسالته لأعضاء مجلس الامن وأرسلها للسنيورة قبل إرسالها الى ممثليتنا في نيويورك. وكان السنيورة قد ابلغ بري أن كوندليسا رايس أتصلت به وأنه أبلغها حقيقة الموقف اللبناني، لكنها كانت مصرة على فكرتها ومن الواضح انها تركت اثراً على موقف السنيورة الذي حاول النقاش التفصيلي في المشروع. كما تحدث بري مع نائب الرئيس السوري فاروق الشرع الذي اتصل به وكان يتعاطى بهدوء مع مشروع القرار الفرنسي الأميركي، معتبراً أنه ما زال هناك متسع من الوقت، وسأل عن اجتماع وزارء الخارجية العرب، لكن بري شدد له على خطورة ما يجري في نيويورك وان الاولوية هي للتحرك مع الدول الفاعلة لاستباق اي قرار في مجلس الأمن الدولي
'ويكيليكس'
- صحيفة 'المستقبل': 'ويكيليكس': بري يقول في عون 'ما قاله المتنبي في كافور' ويناشد الأميركيين معرفة ما يحتاجه للتخلي عن طموحاته الرئاسية
كشفت برقية صادرة عن السفارة الأميركية في بيروت بتاريخ6/11/2007 ومنشورة في موقع 'ويكيليكس' تحت الرقم 1736 أن رئيس مجلس النواب نبيه بري وصف رئيس 'التيار الوطني الحرّ' النائب ميشال عون بـ'المخصي'، طالباً من الولايات المتحدة أن تعرف ما يحتاجه للتخلي عن طموحاته الرئاسية، مؤكداً أنه بتنحي عون سيدعم انتخاب بطرس حرب رئيساً للبنان. وأشار إلى أن تنازل عون عن الرئاسة، سيتيح التوصل إلى رئيس أقرب إلى فريقي 14 و8 آذار، معتبراً أن استمرار ترشح عون للرئاسة، سيبقي يديه (بري) مقيدتين. وأوضح بري للسفير الأميركي، الذي زاره في مكتبه في عين التينة في السادس من تشرين الثاني 2007، أن الأسماء الواردة على اللائحة القصيرة للبطريرك (دميانوس قطار، جوزف طربيه، شكيب قرطباوي وميشال اده) لم تكن مقبولة لكلا الجانبين، وأضاف أسماء مرشحي 14 آذار (مسمّياً نسيب لحود، بطرس حرب، وروبير غانم) وزعيم 'التيار الوطني الحر' ميشال عون، عاقداً آماله على الأميركيين لتقديم المساعدة للتوصل إلى اتفاق على اسم الرئيس المقبل. ولفت بري إلى أنه أبلغ الرئيس سعد الحريري أنه لا حاجة الى مناقشة المبادئ والبرامج، بل المرشحين فقط، لأن المعارضة من شأنها أن تدعم المبادئ المبينة في الحوار الوطني في ربيع العام 2006 (أي دعم المحكمة الخاصة بلبنان، وإنشاء علاقات جيدة بسوريا، بما في ذلك تبادل العلاقات الدبلوماسية، ورفض السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحديد جدول زمني لإزالة الأسلحة داخل المخيمات). ومن جهة ثانية أكد دعمه القرار 1701، مشيراً إلى أنه ساند هذا القرار عندما أثار الحريري القرار 1559، لافتاً إلى أنه بعد الانتخابات، يتوجب على رئيس الوزراء الجديد مناقشة ملف مزارع شبعا وسلاح 'حزب الله'، وإلا سيكون عليه كرئيس لمجلس النواب أن يستكمل ما بدأه في الحوار الوطني. ورأى أنه إذا اختلف 'حزب الله' مع موقف الحكومة، فإنه يمكنه البقاء خارج الحكومة، مضيفا أنه هو نفسه قد يسحب حزبه (حركة أمل) اذا لم يحصل على ما يكفي من المقاعد الوزارية.
وهنا الترجمة الحرفية لنص البرقية بالإنكليزية، وتحمل الرقم ':'70Beirascii117t1736
استنكر رئيس مجلس النواب نبيه بري غياب زعيم الأغلبية البرلمانية سعد الحريري عن لبنان، معتبراً أن غيابه أعاق الجهود للتوصل الى مرشح توافقي للرئاسة في الوقت المناسب. وإذا تمت تسمية أي مرشح توافقي قبل 12 تشرين الثاني (نوفمبر)، فإنّه سيحدد موعداً لانتخابات جديدة في 19 أو 20 تشرين الثاني. وأبدى تفاؤله، مشيراً إلى أن المناقشات التي جرت مؤخراً مع السوريين في اسطنبول ومواصلة الجهود الدبلوماسية الفرنسية في لبنان قد تؤدي إلى مرشح توافقيّ، لكنه حذر الولايات المتحدة من دعم انتخاب رئيس بالنصف زائد واحد. وفي حديث خاص مع السفير، قال بري إن على الولايات المتحدة التواصل مع عون لمعرفة ما الذي قد يطلبه مقابل التخلي عن طموحاته الرئاسية. ولفت إلى أنه، مع تنازل عون عن منصبه لآخرين، سيعمل لبلورة مرشح توافقي أقرب إلى فريقي 14 و8 آذار، ذاكراً على سبيل المثال بطرس حرب وروبير غانم'. وبحسب البرقية 'اجتمع السفير الأميركي (جيفري فيلتمان في حينه) ورئيس المكتب السياسي والاقتصادي مع بري ومستشاره علي حمدان في مكتب رئيس حركة 'أمل' في عين التينة يوم السادس من تشرين الثاني. وافتتح السفير الحديث متسائلاً عن موعد عودة زعيم الأكثرية سعد الحريري إلى لبنان، فاشتكى بري الغاضب من غياب الحريري المطوّل والذي يتسبب بخسارة الوقت، مضيفاً انّه في فرنسا يجتمع مع المسؤولين في باريس للاطلاع على ما جرى في اسطنبول'. وتابع 'كان لا بد من تأجيل الانتخابات الرئاسية مرة أخرى، فالموعد المرجّح هو 19 أو 20 تشرين الثاني'.
الصلات الفرنسية
وأشار بري إلى أنه 'سمع من فارس بويز أن مستشار الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، كلود غيان، سيزور بيروت في وقت لاحق من الأسبوع، وطلب الاجتماع مع بري في الثامن من تشرين الثاني. وخطط غيان للبقاء في لبنان بعد ذلك لتشجيع التقدم نحو انتخاب رئيس جديد. وقال بري إن المسؤولين الفرنسيين أبلغوا السوريين أنهم يريدون مرشحاً توافقياً في لبنان، وعلاقات جديدة بسوريا، وأن فرنسا ستلعب دوراً بارزاً مع الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة إن لعبت سوريا دوراً إيجابياً في الانتخابات اللبنانية. لم يكن هناك خلافات بين الأوروبيين والولايات المتحدة قبل الرابع عشر من تشرين الأول، لكن فرنسا أبدت تخوفاً بعد ذلك من أن الانتخابات الرئاسية على قاعدة النصف زائد واحد ستشكل مشكلة. وسأل الفرنسيون عن المرشحين المحتملين، فأجاب الرئيس بشار الأسد أن سوريا تريد رئيساً توافقياً أيضاً، لكنها لا تقترح مرشحا معيناً. وحض الأسد المسؤولين الفرنسيين على إجراء محادثات مع البطريرك الماروني مار نصر الله بطرس صفير والرئيسين سعد الحريري ونبيه بري، وأخبرهم أن سوريا ستمضي بخيارهم إن استطاعوا التوصل إلى اتفاق. وأشار السفير الأميركي إلى أن التقارير الواردة في هذا الإطار ذكرت أن سوريا اقترحت آلية على فرنسا لحل الأزمة، وتساءل عن الدور الذي يمكن البطريرك ان يلعبه، نظراً الى خوفه من أن الناس لن يقبلوا مرشحيه. وقال بري أنه يوافق على أن الأسماء الواردة على اللائحة القصيرة للبطريرك (وبينها دميانوس قطار، جوزف طربيه، شكيب قرطباوي وميشال اده) لم تكن مقبولة لكلا الجانبين وأضاف أسماء مرشحي 14 آذار (مسمّياً نسيب لحود، بطرس حرب، وروبير غانم) والتيار الوطني الحر برئاسة ميشال عون (الذي وصفه بري بالـ'المخصي'، طالباً منا ألا ننشر تعليقه). وأضاف 'أعتقد أنه يمكننا التوصل إلى اتفاق بمساعدة الولايات المتحدة'.
التركيز على المرشحين لا البرامج
وأشار إلى أن الولايات المتحدة تؤيد التوافق في تصريحاتها العلنية، ورأى أنها يجب أن تتوقف عن القول لـ14 آذار سرّاً أنها ستدعم الرئيس بالنصف زائد واحد. 'أعرف الرسائل الخاصة التي يتم تمريرها'، قال بري، مضيفا أن سعد الحريري كان مقتنعاً بالتوافق. 'أعرف أن لديك رأيك، ولكن لا تتدخل. هو واجب عليك لتقديم المساعدة'. وأخبر السفير بري، كما في العديد من الاجتماعات معه، أن الولايات المتحدة لا تعارض تقديم التنازلات، طالما أنها غير مرتكزة على المبادئ. وأجاب بري 'نحن مع 1701'، مشيراً إلى أن المبعوث الخاص للأمم المتحدة لقرار مجلس الأمن الدولي تيري رود لارسن قلل من أهمية قرار 1559، فلن تكون هناك حاجة للرجوع إليه. وشدد بري على أنه ساند قرار مجلس الأمن رقم 1701 عندما أثار الرئيس سعد الحريري القرار 1559. وقال إنه بعد الانتخابات، سيكون من واجب رئيس الوزراء الجديد مناقشة ملف مزارع شبعا وسلاح 'حزب الله'، وإلا سيكون عليه كرئيس للمجلس أن يستكمل ما بدأه في الحوار الوطني. وقال اذا اختلف 'حزب الله' مع موقف الحكومة، فإنه يمكنه البقاء خارج الحكومة، مضيفاً أنه هو نفسه ربما يسحب حزبه (حركة أمل) اذا لم يحصل على ما يكفي من المقاعد الوزارية. وقال بري انه أبلغ سعد الحريري في اجتماعاته معه أنه ليس من حاجة لمناقشة المبادئ والبرامج، بل أسماء المرشحين فقط، لأن المعارضة من شأنها أن تدعم المبادئ المبينة في الحوار الوطني في ربيع عام 2006 (أي دعم المحكمة الخاصة بلبنان، وإنشاء علاقات جيدة بسوريا، بما في ذلك تبادل العلاقات الدبلوماسية، ورفض السلاح الفلسطيني خارج المخيمات وتحديد جدول زمني لإزالة الأسلحة داخل المخيمات). وقال ان المعارضة دعمت ايضا التزامات لبنان في باريس 3، مشيراً إلى أننا قد نضطر إلى إعادة النظر بالعناصر المختلفة داخل تلك الالتزامات، مذكراً بالجهود التي بذلتها الحكومة مؤخرا لخصخصة شبكات الهاتف الخليوي في لبنان'.
على الولايات المتحدة العمل على عون
وأضافت البرقية 'بعدما اختلى بري مع السفير في حديث خاص في مكتبه الجانبي، حثّ بري الولايات المتحدة للعمل على زعيم 'التيار' ميشال عون لمعرفة ما يحتاجه في مقابل التخلي عن طموحاته الرئاسية. وقال بري إذا وافق عون على التنازل عن الرئاسة، فذاك ربما يتيح التوصل إلى رئيس أقرب إلى فريقي 14 و8 آذار. وإذا بقي عون مرشحاً، قال بري ان يديه ستبقيان مقيدتين. ولكن إذا وافق عون على قبول مناصب وزارية معينة، عندئذ سيدعم بري شخصاً مثل بطرس حرب أو روبير غانم. وطلب السفير تأكيداً أنه سيدعم حرب، فقال بري 'نعم، إذا كان عون سيوافق على التنحي'. وقال بري إن صاحب الخط الأحمر الوحيد بالنسبة إليه هو نسيب لحود'. واختتمت البرقية بتعليق للسفير الأميركي جاء فيه 'في اجتماع للسفير مع روبير غانم في اليوم السابق، لم يبدُ غانم قريباً جدا لفريق 14 آذار في تصريحاته لدعم نصاب الثلثين ونهجه المتساهل مع 'حزب الله'. ونجد أنه مثير للقلق أن بري صنّفه في تلك الخانة، مما يشير إلى أنه ليس مرشحاً توافقيّاً محتملاً. ويبدو بري من خلال الإشارة إلى غياب سعد الحريري وما يراه من تدخل للولايات المتحدة، بينما في الوقت نفسه يصفق للدعم الفرنسي والسوري لمرشح توافقي، كأنّه يعفي نفسه من أي مسؤولية إن كان البرلمان غير قادر على انتخاب رئيس في 12 تشرين الثاني. بدلا من أن يأخذ الثور من قرنيه، فهو يفضل تأجيل الأزمة حتى النهاية المريرة. نداؤه لنا للعمل على عون ليس من المستغرب، نظراً لازدرائه الواضح من الجنرال، على الرغم من أننا لا نستطيع إلا أن نتساءل، إن لم يكن عون أو غانم، فمن يقصد بري بالمرشح التوافقي. ولم يطرح اسم قائد الجيش اللبناني ميشال سليمان على وجه الخصوص في هذا الاجتماع، مما يدل على أن المعارضة المؤيدة لسوريا تخلت عن ترشيحه أو ربما تنتظر فقط لمعرفة كيف ستسير الامور في الأيام المقبلة، لإعادة طرح تسميته مجدداً عندما يبدو الأمر آخر حل ممكن. مهما كانت دوافع بري، فهو محق بضرورة العمل على عون. ومهما بدت المهمة غير جذابة، ولكنها تستحق القيام بها. نحن نتفق مع بري على أنه إذا تقبّل عون حتمية انه لن يكون رئيسا، سيصبح من الأسهل إيجاد حل لأزمة الرئاسة في لبنان'.
العلاقات اللبنانية ـ الأميركية
- 'السفير': ميقاتي: نشدد على الحوار بين الجميع وصولا لتحصين السلم الأهلي بكل وجوهه
كشف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لـ'السفير' أنه سيلتقي اليوم رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وسيضعه في أجواء رحلته الى نيويورك، وفي الوقت نفسه سيطلع من بري على نتائج زيارتيه الى كل من طهران ويريفان وبطبيعة الحال سيشمل البحث بيننا العناوين الداخلية ومنها الملف المطلبي'. ورداً على سؤال حول أجواء الاجتماع مع الاتحاد العمالي، قال ميقاتي: لقد لمست أن هناك تفهما متبادلا، وبصراحة أنا سألت الوفد هل هدفنا هو خلق حالة تضخم وبطالة وعدم استقرار اقتصادي واجتماعي؟ وقلت لهم اننا نريد ابتداع معادلة تتحسن فيها القدرة الشرائية ولا تتأثر بالعوامل الاقتصادية الأخرى'. أضاف: 'وفد الاتحاد العمالي كان متفهما للغاية ونحن لم نطرح أمورا محددة بل اكتفينا بالعناوين العامة، وبعد لقائي اليوم مع الهيئات الاقتصادية سنتفق على موعد جديد'. ورداً على سؤال عما اذا كانت المهلة الزمنية تضيق، قال ميقاتي 'إن شاء الله، وعلى جاري عادتنا، وبكل هدوء، يمكن أن نتوصل الى الحلول المناسبة'، مشددا على 'أهمية الحوار بين الجميع للوصول الى الغايات المرجوة وصولا الى تحصين السلم الأهلي بكل وجوهه السياسية والأمنية والاجتماعية والاقتصادية'.
ـ صحيفة 'النهار': هيام القصيفي
المرجع العسكري الأبرز لـ'النهار' عن زيارة واشنطن:
ليست سياسية وهدفها استمرار عمل الجيش وضبط الأمن
يبدأ قائد الجيش العماد جان قهوجي الاثنين المقبل زيارة رسمية لواشنطن تلبية لدعوة تلقاها من القيادة العسكرية الاميركية، ولقاء القائد الجديد لهيئة رئاسة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي، وعدد من المسؤولين العسكريين الكبار.
والزيارة هي الثانية لقهوجي لواشنطن، منذ تسمله مهماته بعد لقاء استطلاعي وتعارفي في شباط 2009. ويرافقه وفد من الضباط في مقدمهم اللواء عبدالرحمن شحيتلي الذي سبق ان زار واشنطن في حزيران الفائت والتقى حينها مسؤولين عسكريين وسياسيين.
ويقول المرجع العسكري الابرز لـ'النهار' ان الزيارة 'تشمل لقاءت مع ديمبسي ومسوؤلين وقادة عسكريين، بهدف طلب تجهيز الجيش ومده بالسلاح والمعدات اللوجيستية، اضافة الى لقاءات في الكونغرس الاميركي، مع اللجان المختصة مناقشة تسليح الجيش وتقرير الاستمرار به'.
تقتصر الزيارة مبدئيا على واشنطن، مع احتمال زيارة احد المراكز العسكرية، ولن يزور الوفد اللبناني مقر قيادة الجيش الاميركي في تامبا ما دام سيلتقي بمسؤولي القيادة العسكرية في واشنطن، والضباط المسؤولين عن التجهيزات والتسلح.
وكان سبق الزيارة تحرك لبعض الشخصيات الاميركية لوقف تسليح الجيش اللبناني، واثارة اسئلة عن عدد من المواضيع اللبنانية ذات الصلة بتشكيل الحكومة و'حزب الله'. وتأتي زيارة قهوجي بعد زيارة لباريس وفي ضوء تسريب معلومات عن رسائل اميركية الى الجيش، منها ما نقلته اخيرا السفيرة الاميركية مورا كونيللي الى وزير الدفاع فايز غصن وشروط وضعت من اجل تأمين الزيارة.
الا ان المرجع العسكري يرفض بشدة الحديث عن اي شروط ويقول 'لم توضع اي شروط على الجيش، ان من حيث تشكيل الوفد او فحوى الزيارة'.
يعرف الوفد اللبناني ان ثمة اسئلة كثيرة ستطرح عليه، ولكنها سبق ان طرحت على قهوجي خلال زيارة الوفود الاميركية العسكرية له، وآخرها وفد برئاسة نائب مدير التخطيط للشؤون السياسية والعسكرية الخاصة بمنطقة الشرق الأوسط في الأركان المشتركة الأميركية الجنرال جون شارلتون. لكن الوفد اللبناني اعد ملفه جيدا. ويؤكد المرجع الابرز 'ان الزيارة تهدف الى الحديث عن متابعة برنامج المساعدات، ولدى الجيش برنامج يتجدد سنويا، ولم يتوقف حتى الآن. لقد جرى تبطيء العمل به قليلا، لكنه لا يزال مستمرا. البرنامج هو نفسه ولم يطرأ عليه جديد، والوفد ذاهب ليؤكد الطلبات التي سبق ان قدمها'.
ويؤكد ان أهمية هذا البرنامج تكمن في 'تأمين ديمومة عمل الجيش واستمرارية حركته. فعمل الجيش مرتبط بالعتاد والعديد، وعديده مقبول الى حد ما، لكن المشكلة الاساسية في العتاد الضروري لضبط الامن'.
تتضمن لائحة طلبات الجيش 'ما هو معقول، وخصوصا ان الجيش يعرف مسبقا ما لا يمكن الحصول عليه، والطلبات تتنوع من اسلحة وعتاد وذخيرة وقطع غيار للآليات، لكن الابرز فيها ايضا طلب الحصول على هليكوبترات للنقل وليس طوافات مقاتلة، وتأمين معدات لوجيستية متنوعة لمراقبة الحدود بقيمة 50 مليون دولار'. ويقول 'ثمة اسئلة صعبة ستطرح على الوفد لكنه لا يذهب الى واشنطن للتحدث في السياسة، انما في امور تتعلق ببناء الجيش وتجهيزه'. وهل يمكن ان يُحمّل الوفد رسائل اميركية يجيب: 'الوفد ليس ناقل رسائل، وسيشرح وجهة نظر الجيش لأن زيارته عسكرية وليست سياسية، وفي اطار تفعيل المساعدات. اما الامور السياسية، فتعود الى الحكومة اللبنانية'.
وهل يمكن ان يُسأل الجيش عن المعارضين السوريين في لبنان وضرورة حمايتهم؟ يجيب: 'الجيش يحمي الجميع، السوريين وغير السوريين. ولم يؤذ احدا، ولم يمنع المساعدات الانسانية او الطبابة عن اي شخص دخل لبنان من سوريا. ولم يضيق على اي سوري دخل لبنان. الضجة التي تثار سياسية لا اكثر ولا اقل، والجيش سيقف بالمرصاد لدخول المسلحين او حمل السلاح'.
ولكن ماذا عن دخول الجيش السوري عرسال؟ يقول: 'ثمة منطقة جردية اسمها خربة داود على عمق كيلومترين او ثلاثة كيلومترات هي عبارة عن منطقة متداخلة ومختلف عليها مع سوريا، وبعيدة عن متناول الجيش ومعروفة تاريخا بانها منطقة تهريب. وقد استلزم الوصول اليها وقتا. لقد دخلها الجيش السوري، وحصلت اتصالات بين الجيشين حول هذا الدخول عبر اللجان المختصة. دخل السوريون مرة واحدة، اما الشخص الذي قتل انما فقد في منطقة فليطي السورية وليس داخل لبنان'.
ويشدد المرجع العسكري على القول 'ان الجيش لم يضيق على احد، ولم يمنع دخول الناس الى المستشفيات، بل انه يساهم في تسهيل وصول المساعدات الانسانية الى اللاجئين. واي كلام غير ذلك كلام سياسي بهدف التهويل عليهم'. وعن الاسئلة الاميركية المحتملة حول علاقة الجيش بـ'حزب الله' وسيطرة الحزب عليه يقول: 'علاقة الجيش مع حزب الله كعلاقته مع كل الاحزاب الاخرى. والحديث عن سيطرته على الجيش، كلام سياسي ونوع من الكيد. لا ننسى ان الحزب ممثل في الحكومة ومشارك في القرار السياسي، لكنه لا يشارك في اي قرار داخل الجيش، شأن كل الاحزاب السياسية'.
وهل يمكن ان يحمل الوفد اللبناني معه اجوبة مقنعة عن التدابير التي اتخذها لحماية القوات الدولية في الجنوب؟ يجيب: 'الجيش اتخذ مقاييس جديدة، وغيّرنا اساليب حماية القوافل الدولية'.
وفي موضوع التهديدات التي طالت 'الاسكوا'، يقول ان 'الجيش يأخذ باهتمام كل اشارات تهديد حتى لو كانت بسيطة، ولا يهمل ايا منها ولو كان احيانا لا يصدقها، حتى لا يقع في المحظور. كان ثمة اشارات من هذا النوع 'من الخارج' حول الاسكوا، لكنها لم تكن بالحجم الذي اثير'. اسئلة كثيرة تطرح دوما على الجيش ومنها 'نسب التوزع الطائفي فيه ودوره والتاثيرات السياسية فيه. ولكل منها اجوبتها'. ويطمئن المرجع العسكري الابرز اخيرا الى انه متفائل بنتائج زيارة الوفد، وبأن 'الوضع الامني جيد، ورغم ان التداعيات السورية تؤثر فإن الوضع حتى الان تحت السيطرة'. اما عن الحوادث الامنية التي تتكرر اخيرا والاتهام بان الجيش يتهاون في بعض الاحداث فيقول: 'اكثرها ذات طابع شخصي وغير مخطط لها. صحيح انها كثرت اخيرا وتعود الى اسباب كثيرة ومنها الوضع الاجتماعي اولا والكلام السياسي الذي يثير الناس، فيجعلهم يستسهلون حمل السلاح واثارة المشاكل، لكن الجيش لم يغض الطرف عن اي حادث، والاوضاع ليست متروكة على الارض'.
- 'الأخبار': مرشح جمهوري للرئاسة الاميركية قد يعين وليد فارس مستشاراً له
اشارت صحيفة 'الاخبار' الى أنه من المرجح أن يعيّن المرشح الجمهوري للرئاسة الأميركية، ميت رومني، 'المستشار الدولي لثورة الأرز' وليد فارس مستشاراً له لشؤون الشرق الأوسط في حملته الانتخابية. ورومني هو الأوفر حظاً بين المرشحين الجمهوريين لنيل بطاقة ترشيح الحزب مقابل باراك أوباما، الرئيس الحالي، في انتخابات تشرين الثاني 2012.
المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
- صحيفة 'الحياة': تمويل المحكمة الخاصة بلبنان هو ببساطة حاجة سورية
كتبت صحيفة 'الحياة' ان ' الحكومة اللبنانية ستقر تمويل المحكمة الدولية الخاصة بلبنان في الوقت المناسب، ولن تنفع تصريحات رئيس تكتل 'التغيير والاصلاح' ميشال عون في منع حكومة نجيب ميقاتي، التي يشارك الجنرال بثلث وزرائها، من دفع الحصة المترتبة على لبنان بمقتضى البروتوكول الموقَّع مع الامم المتحدة في خصوص تلك المحكمة، كما لن تجدي ممانعته في جعل ميقاتي وشقيقه طه يدفعان من جيبهما الخاص، كما قال محتدّاً. واشارت الصحيفة الى ان ' ذلك سيحصل ليس بسبب اقتناع 'حزب الله' بضرورة التعاون مع القرارات الدولية، وليس بسبب تمكن رئيس المجلس النيابي نبيه بري من ايجاد المخارج الدستورية لصيغة إقرار المحكمة، بل لأن القيادة السورية ستكون حريصة في هذه المرحلة على عدم القطيعة مع المجتمع الدولي وقرارات مجلس الامن، وهي التي تبني الكثير على تعاطف روسيا والصين معها لمنع المجلس من اصدار قرارات قاسية ضدها'.
- 'الأخبار': 'حزب الله'و'أمل' ابلغا ميقاتي أنهما سيصوتان ضد تمويل المحكمة
رأت مصادر حكومية في تصريح لصحيفة 'الاخبار' أن موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من مشروع القرار الذي كان سيصدر عن مجلس الامن ويدين سوريا لم يكن سوى 'بروفا' لما سيجري بشأن المحكمة الدولية، علماً بأن حزب الله وحركة أمل أبلغا ميقاتي مباشرة مطلع الأسبوع الجاري أنهما سيصوتان ضد تمويل المحكمة في الحكومة، فضلاً عن رفضهما صدور مرسوم جوال بسبب عدم قانونيته. ورد ميقاتي بأن في حوزته مشروعاً للحل، لكنه لن يطلع أحداً عليه الآن لكي 'لا يحترق'، لكن مصادر متابعة للشؤون الحكومية رأت أن إمرار 'لغم' تمويل المحكمة سيكون في حاجة إلى تدخل شخصي من الرئيس السوري بشار الأسد؛ لأن ميقاتي مصر على الاستقالة إذا لم يمر تمويل المحكمة، بغض النظر عما إذا كان القرار صادراً عن الحكومة أو عن مجلس النواب.
- صحيفة 'الديار': عن حمد بن جاسم لميقاتي: المحكمة خط احمر من غير المسموح تجاوزها
اكدت مصادر مطلعة لصحيفة 'الديار' أن رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تبلغ من رئيس الحكومة القطرية حمد بن جاسم عندما التقاه في باريس على هامش المؤتمر الخاص بليبيا، ان ما حصل قد حصل، والحكومة اللبنانية باتت امرا واقعا بعد اسقاط المبادرة التركية القطرية، لكن الحساب سيبدأ من اليوم التالي لموقف الحكومة من تمويل المحكمة، وكانت الرسالة شديدة الوضوح، المحكمة خط احمر من غير المسموح تجاوزها، واي تجاوز لها سيكون له تداعيات غير محسوبة.
- 'النهار': فرانسو رو: المحاكمة الغيابية أصعب بكثير بالنسبة الى فريق الدفاع
كشف رئيس مكتب الدفاع لدى المحكمة الخاصة بلبنان فرنسوا رو في حديث لصحيفة 'النهار' ان 'جلسات ستعقد قريبا جدا وبانتظام أمام قاضي الإجراءات التمهيدية دانيال فرنسين بين المدعي العام وفريق الدفاع لتقويم تقدم الإجراءات'. واعتبر ان 'المحاكمة الغيابية أصعب بكثير بالنسبة الى فريق الدفاع'، مشيرا الى ان 'الدفاع في حاجة الى وقت لتحليل الملف الواسع للمدعي العام، وسنرى في الأسابيع أو الأشهر المقبلة نشاطا قضائيا مكثفا في المحكمة يسبق بدء المحاكمة'. واكد ان 'تقريري المدعي العام لا يشيران الى أي توجيهات في شأن هذه المسألة. هما حالة من الإجراءات تنفذها السلطات اللبنانية وتحديدا إبلاغ الأشخاص المتهمين وطلب مثولهم. فهما لا يعطيان اي توجيهات لجهة معرفة ما اذا كان المتهمون قرروا. ولا أحد يعرف ذلك'. ولفت الى ان 'قاضي الإجراءات التمهيدية أصدر مذكرات توقيف وأحالها على السلطات اللبنانية التي يجب ان تحاول وضعها موضع التنفيذ. ونحن على مستوى مكتب الدفاع لا نؤيد هذه المذكرات. ونعتقد ان ما كان مهما في مرحلة اولى هو إخطار المتهمين بالقرار الاتهامي من السلطات اللبنانية. لذا فإن تقريري المدعي العام ميرزا سريَان ويُعلم فيهما المحكمة بالتدابير التي اتخذت لإشعار المتهمين. وهذا لا يعني اطلاقا ان المتهمين سيأتون الى المحكمة ام لا. هما يتناولان تفاصيل ما فعلته السلطات اللبنانية من أجل إشعار المتهمين بالقرار الاتهامي فحسب'. واعلن علمه بمضمونها انما في اطار الإجراءات حيث للغرفة الابتدائية في المحكمة، ان رغبت في ذلك، ان تطلب من المدعي العام للمحكمة ومكتب الدفاع ابداء رأييهما في الخطوات التي قامت بها السلطات اللبنانية. إذاً ثمة امكان لمناقشة تقارير السيد ميرزا. وحتى الآن هذه الإجراءات سرية. واوضح انه 'ليس من مهمة مكتب الدفاع ان يشارك في الوقائع في نفسها، انما في حضور فريقه قانونيا ولوجيستيا ومناقشة القرار الاتهامي. أنا محام وكذلك السيدة عليا عون (مساعدة رئيس مكتب الدفاع) محامية، ولدينا أفكار لن نكشف عنها في هذه المرحلة. والمحامون الذين سيعينهم مكتب الدفاع يرغبون في تقاسم مشاعرهم، وأعتقد انهم سيحتفظون بها للقضاة. فالعمل الأول للمحامين هو التوجه الى القضاة'. واعتبر ان 'المحاكمة الغيابية اصعب بكثير بالنسبة الى فريق الدفاع. فأن تكون محاميا هو أن تحمل كلمة المتهم. والمحامون يتمنون التحدث مع موكلهم لمعرفة وضعه وترجمته للوقائع ليتمكن من التعبير أمام القضاة. لذا عدم وصول المحامي الى موكل يشكل مهمة صعبة. وفي هذا الوضع الخاص يقع على عاتق مكتب الدفاع دور مهم في مساعدة فريق الدفاع في مهمته'. وقال 'نحن نتحضر لمساعدة هذا الفريق للاضطلاع بالمهمة على أحسن وجه. وأذكرك بأن ليس هناك قاضي تحقيق أمام المحكمة الخاصة بلبنان، والقرار الاتهامي يمثل وجهة نظر المدعي العام فحسب. لقد أجرى تحقيقا اتهاميا ويعود حاليا الى المحامين الذين سنسميهم ان يجروا تحقيقا... سيكون ذلك صعبا عليهم اذا لم يتمكنوا من المناقشة مع موكليهم وتزويدهم المعلومات المهمة لإجراء تحقيقهم. انما العمل الصعب لا يعني أنه مستحيل. واشار الى أنه 'سيقوم المحامون الذين سنسميهم بهذا العمل، وسنكون الى جانبهم لمساعدتهم وتقديم المشورة لهم ربما، في اطار التحقيق في الاتهامات. والمرحلة الأولى هي أن يدلي المدعي العام أمام المحكمة بكل عناصر الأدلة ويُحضر شهودا وخبراء. وقد تستغرق هذه المرحلة أسابيع أو اشهر، وستكون خلالها مهمة وكلاء الدفاع تحدي صدقية الأدلة التي يثيرها المدعي العام واختبارها. لذا يقتضي ان يجري المحامون تحقيقا ويكونوا على علم كامل بملف المدعي العام، وما اذا كان تضمن أخطاء. وعندما سيقدم المدعي العام عناصر الأدلة يعود الى المحامين مناقشتها وفق مبدأ الخصومة، وكل ذلك سيتم في جلسات علنية'. واعتبر ان 'ثمة كثر من المحامين اللبنانيين ممن قرروا تسجيل اسمائهم في اللائحة وخصوصا بعد ورشتي العمل اللتين عقدتا في البترون وبيروت. ونحن سعداء لذلك. وأعتقد أنه منذ نشر القرار الاتهامي أدرك محامون جيدا ما يجب ان يكون عليه دورهم أمام هذه المحكمة. وانا على ثقة أنه يمكن ان يكون في مكتب الدفاع محامون لبنانيون ذوو خبرة'. ولفت الى أنه 'ثمة محامون تسجّلوا في لائحة قسم الضحايا والمتضررين عارضين الدفاع عن الضحايا، مثلما هناك محامون عرضوا الدفاع عن المتهم. هذا أمر جيد ويجب ان يستمر. وستبقى لائحة المرشحين مفتوحة طوال مدة المحاكمة، ويمكن المحامين اللبنانيين تقديم ترشحهم في اي لحظة'. واعتبر ان 'المحاكمة نفسها التي ستسمح بمعرفة عناصر الأدلة للمدعي العام، مما سيفسح المجال لمناقشة حقيقية للخصومة في صددها. وفي نهايتها يُصدر قرارا قضائيا، إما ان يكون الحكم بالبراءة إن رأت المحكمة ان عناصر الادلة للمدعي العام ليست كافية للادانة، وهذا يمكن ان يحصل في محاكمة غيابية، واما ان تكون ثمة ادلة، فتصدر عقوبة، ويكون اثرها مشابها قليلا لمذكرة التوقيف. وهذا يعني ان قرارا قضائيا صدر'. وذكر ان 'هذا الشخص مذنب وحكم عليه بالحبس كذا سنة. وفي هذه الشروط يبقى مفعول مذكرة التوقيف ساريا ما دام الشخص المعني بالعقوبة لا يحضر ويُعتبر فارا. ولكن اذا قرر الحضور او اوقف فله الحق بأن يطلب اعادة المحاكمة. وهذا جزء من القواعد الاساسية للمحاكمة الغيابية'. ولفت الى إن انشاء مكتب الدفاع هو بفضل لبنان الذي سمح بخطوة رئيسية للعدالة الجنائية الدولية. وسعوا في ذلك الى معالجة عدم التوازن من خلاله، بأن جعلوا للمتهمين سلاحا متساويا مع مكتب المدعي العام. وسنرى من خلال التجربة ان كانت لدينا الوسائل المادية الكافية لاعطاء هذا التساوي في السلاح، والوقت الكافي لتحضير فريق الدفاع مهمته. فمهم ان يقوم المحامون بتحقيقاتهم في الشروط نفسها التي مكنت المدعي العام من القيام بتحقيقاته، وضرورة ان يكون للمحامين فريق على المستوى نفسه لفريق المحققين التابعين للمدعي العام، وهذا شرط لتكون المحاكمة عادلة'. وقال رو ردا على سؤال 'لم نصل بعد الى المرحلة التي تدقق فيها المحكمة في ادلة المدعي العام. نحن نتحدث عن مرحلة اولى قدم فيها ادلته. وعندما يصدر القرار الاتهامي يجب ان يكون للدفاع وقته ليقوم، هو بنفسه، بتحقيقاته. وسيكون لقاضي الاجراءات التمهيدية قريباً مهمة دفع الامور الى الامام حتى لا تطول التحقيقات من جهتي المدعي العام الذي يتابع تحقيقاته، والدفاع. وكذلك امامه تحضير الملف لاحالته على المحكمة. وستعقد قريباً جداً، وبانتظام، جلسات امام قاضي الاجراءات التمهيدية بين المدعي العام وفرق الدفاع لتقويم تقدم الاجراءات، ثم سيتقدم المحا