أبرز المستجدات
صحيفة 'الأخبار': نصرالله: سنبدأ بقصف تل أبيب
حسن عليق
في عدد من اللقاءات التي أجراها مع كوادر المقاومة، شرح الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله وجهة نظر حزبه من القضايا الراهنة لبنانياً وإقليمياً. وفي ما يأتي، أبرز ما قاله، وخاصة لناحية ما تعدّه المقاومة في وجه أي عدوان إسرائيلي محتمل. خلال الأسبوعين الماضيين، عقد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله أكثر من اجتماع مع عدد كبير من قيادات الصف الأول والقيادات الوسطى في المقاومة. وكما في كل عام، تناول نصر الله الملفات السياسية والأمنية الراهنة، والشؤون التنظيمية الداخلية. وكعادته، بدأ الأمين العام لحزب الله حديثه بموعظة دينية، مشدداً على ضرورة الالتزام بالعبادات، والاهتمام بالمساجد، وحسن رعاية الزوجات والأولاد. وبعد التحدث في شؤون تنظيمية داخلية، انتقل نصر الله إلى الحديث عن المقاومة، وأهمية &laqascii117o;كتمان السر". ومن هنا، كان مدخله لعرض قضية الأفراد الثلاثة المنتمين إلى حزب الله، والذين كشف جهاز أمن المقاومة تعاملهم مع الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية. كان السيد منزعجاً من الحديث عن هذا الأمر. تطرق إلى ما كان قد قاله سابقاً عن خلو جسم حزب الله من الاختراقات الامنية المعادية، معبّراً عن خيبه أمله من دخول تعبير جديد إلى مصطلح الحرب الأمنية الدائرة بين المقاومة وإسرائيل، وهو مصطلح &laqascii117o;عملاء داخل الجسم". لكنه في الوقت عينه أشار إلى وجود الجرأة الكافية لدى المقاومة لتقوم بنقد ذاتي ولتعترف بأي اختراق تكتشفه، أو أي خطأ يُرتَكَب، مشدداً على اهمية كشف هذه الخروقات ومعالجة آثارها. قال إن هؤلاء تسببوا في ضرر للمقاومة، لكنه ليس بالأذى الكبير الذي لا يمكن إصلاحه، معيداً التذكير بأهمية كتمان الأسرار العملية وعدم البوح بها لأي أحد، وأهمية التنظيم &laqascii117o;العنقودي" للمقاومة، سواء في العمل العسكري أو الأمني، والذي يسمح لكل تشكيل مقاوم بالعمل منفرداً، من دون أن يكون مطلعاً على ما في حوزة التشكيلات الأخرى، مما يسهم في الحفاظ على المعلومات العسكرية والامنية وكل ما يتصل بالتجهيزات النوعية.
وفي هذا الإطار، ذكّر السيد نصر الله بعملية قصف البارجة الإسرائيلية بصاروخ أرض ــ بحر متطور، قبالة شواطئ العاصمة بيروت. وجزم بأن من كانوا يعرفون بوجود هذا النوع من الصواريخ في حوزة المقاومة هم أربعة أشخاص لا غير، هم: الامين العام لحزب الله، معاونه الجهادي الشهيد الحاج عماد مغنية، وواحد من القادة العسكريين للمقاومة، وقائد التشكيل الميداني الذي تولى تجهيز الصاروخ وإطلاقه نحو البارجة. حتى أعضاء مجلس الشورى في حزب الله وباقي أعضاء المجلس الجهادي لم يكونوا على علم بوجود هذا النوع من الصواريخ.
ومن هذه النقطة، انتقل نصر الله إلى الحديث عن الاوضاع الإسرائيلية. لفت إلى أن من يقولون بقرب وقوع حرب إسرائيلية على لبنان يبنون تحليلهم على معطيات جدية. وأولئك الذين يقولون بأن احتمال وقوع الحرب ضعيف جداً يبنون بدورهم تحليلاتهم على أسس منطقية. لم يفصح نصر الله عن رأيه الخاص بهذا الشأن، لكنه في الوقت عينه أكد أن النوايا العدوانية الإسرائيلية دائمة تجاه لبنان. ورأى الامين العام لحزب الله أن حرب تموز ــ آب 2006 أراد منها الإسرائيليون أن تكون حرب &laqascii117o;كسر عظم"، وأرادوا كسر عظام المقاومة، لكن المقاومة كسرت عظام الجيش الإسرائيلي. ثم أضاف: &laqascii117o;إنّ أي حرب تقرر إسرائيل شنها في المستقبل ستبدأ من تل أبيب، لا من المستعمرات الشمالية، إذ إن الإسرائيليين سيشنون عدوانهم من دون وجود أي خطوط حمراء رسموها لأنفسهم في الحروب السابقة. وبالتالي، ستلتزم المقاومة بالمعادلات الجديدة التي رسمتها لنفسها. وإذا قررت إسرائيل شن عدوان على لبنان، أقول لكم من موقع المطلع على مقدرات المقاومة، فهذه المرة لن نكتفي بكسر عظم الجيش الإسرائيلي، بل سنطحن عظامه". وشدد نصر الله على وجود &laqascii117o;الكثير الكثير من المفاجآت في جعبة المقاومة"، والتي ستؤدي إلى &laqascii117o;تغيير وجه المنطقة".
في الشان السياسي الداخلي، شدد نصر الله على أن المحكمة الدولية صارت مسألة هامشية، &laqascii117o;وباتت، بنسبة كبيرة، وراء ظهرنا"، و&laqascii117o;ما تشغلوا بالكن بها". وأكد أهمية تعزيز العلاقات بين حزب الله وحلفائه، وعلى رأسهم الرئيس نبيه بري والعماد ميشال عون. وجزم بأن خطر وقوع حرب أهلية في لبنان انعدم تقريباً، &laqascii117o;لأن الطرف الذي كان يسعى إلى الفتنة لم يعد قادراً على القيام بها"، فضلاً عن كون التحالف العريض القائم حالياً في البلاد يمنع وقوع أي فتنة. وتحدّث عن علاقته بالنائب وليد جنبلاط &laqascii117o;مبتسماً"، فأشار الى لقائه الأخير به والى المناقشات قائلاً إنه حريص على إبقاء العلاقة مع جنبلاط كما هي اليوم.
وعن الاوضاع في سوريا، تحدّث نصر الله عن الأهمية الاستراتيجية التي مثلها النظام السوري لنهج المقاومة في المنطقة، من فلسطين إلى العراق مروراً بلبنان، مشيراً إلى ان الرئيس السوري بشار الأسد تخطى مرحلة الخطر بنسبة معقولة، والوضع حالياً، بالنسبة إلى النظام، أفضل بكثير مما كان عليه قبل ثلاثة او أربعة أشهر.
كذلك تطرق نصر الله في حديثه إلى الشؤون الإيرانية، وخاصة لجهة التوتر القائم حالياً بين طهران والغرب. فلفت إلى أن التقديرات كانت تشير إلى احتمال تعرض الجمهورية الإسلامية لعدوان عسكري قبل 5 سنوات كانت مرتفعة تصل إلى نحو 90 في المئة، اما حالياً، فهذا الاحتمال لا تزيد نسبته على 10 في المئة.
- صحيفة 'اللواء': نصر الله يتحدث الاثنين
... ومع تزايد الضغوطات على الساحة الداخلية، في ضوء تفاقم الأزمة السورية، والارتباط بين الحراك الداخلي اللبناني وتطور المواجهة بين النظام السوري والمعارضة المتجهة إلى المواجهة المسلحة، يطل الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله عند الثامنة والنصف من مساء الاثنين المقبل، عبر شاشة <المنار> للحديث عشية وصول صالحي، عن تطور المشهد الإقليمي بعد مقتل معمر القذافي والخلاف العراقي على ترتيبات ما قبل الانسحاب الأميركي، وما بعد صفقة الأسرى بين <حماس> وإسرائيل، فضلاً عن مسائل متعلقة بتمويل المحكمة واللقاء الأخير مع النائب وليد جنبلاط ومستقبل حكومة الرئيس ميقاتي وقانون الانتخاب، وصولاً إلى تطوّر الوضع في سوريا&bascii117ll;
- الديار ابراهيم ناصر الدين: لماذا قرّر نصرالله تعديل استراتيجية الصمت شكلاً ومضموناً وما هي خطوطه الحمراء الجديدة؟.. إعلان صريح عن عدم قبول حزب الله لتمويل المحكمة..&laqascii117o;لا عاقل يُموّل مؤامرة تهدف لإعدامه"
اطلالة الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله على تلفزيون المنار في مقابلة مطولة يوم الاثنين المقبل ضمن برنامج &laqascii117o;بين قوسين"،تعني ان قيادة الحزب قررت بعد نقاشات مستفيضة التخلي عن &laqascii117o;استراتيجية الصمت" التي تم العمل بها خلال الاشهر القليلة الماضية، لجهة عدم مقاربة الملفات الحساسة في لبنان والمنطقة بشكل علني، وتركها لعامل الوقت عل الاتصالات البعيدة عن الاضواء تنجح في التخفيف من حدة الخلافات القائمة مع اكثر من جهة في الاكثرية الجديدة خصوصا في ما يتعلق بملف تمويل المحكمة الدولية . التعديل في الاستراتيجة لن يكون هذه المرة في مضمون الكلام الذي سيقوله السيد نصرالله، وانما في تغيير نمط ظهور السيد على الاعلام، فهذه هي المرة الاولى منذ سلسلة المقابلات التي اعطيت عقب حرب تموز، كعربون وفاء من الحزب للذين ساهموا اعلاميا في صنع الانتصار، سيطل السيد نصرالله في برنامج حواري وليس في كلمة متلفزة او مهرجان خطابي عبر الشاشة المعتادة، وهذا التغيير النوعي يعكس في المبدأ رغبة في كسر الاطلالات النمطية التي تعود عليها الجمهور،واعطاء مساحة &laqascii117o;حوارية" للسيد تمتد لنحو ساعتين ونصف الساعة كي يستفيض في شرح رؤية الحزب للمستجدات في العالم العربي والتطورات الداخلية .
ولكن لماذا قرر السيد نصرالله كسر &laqascii117o;حاجز الصمت"الان، وما هو المتوقع من اطلالته، وما هي التداعيات المرتقبة بعد هذه المقابلة؟بحسب مصادر في الاكثرية مطلعة عن كثب على اجواء الحزب تشير الى ان عاملين مباشرين عجلا في الاطلالة الاعلامية للسيد، فضلا عن عامل غير مباشر، العامل المباشر الاول يتعلق بملف تمويل المحكمة الدولية الذي لم يعد بالامكان تركه في بازار التجاذبات السياسية والتأويلات الاعلامية ، والعامل الثاني يرتبط بتطورات الوضع في المنطقة وارتفاع وتيرة التوتر على خلفية الاتهامات الاميركية لايران ربطا بالازمة السورية، اما العامل الثانوي غير المباشر فيتعلق بالكلام &laqascii117o;غير الودي"الذي ادلى به رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط تجاه النظام في سوريا وعبر قناة المنار بعد ساعات قليلة على لقائه السيد نصرالله،وهو ما اثار سخطا كبيرا في حزب الله، الذي اعتبر ان ما ادلى به جنبلاط كان مقصودا &laqascii117o;ومدبرا"لاحراج الحزب امام الرأي العام السوري، المستاء من استخدام قناة المنار منصة للهجوم على دمشق،ولذلك من المفترض ان تزيل اطلالة السيد نصرالله اي التباس قد يكون عالقا في ذهن احد ازاء ما دار في لقائه مع جنبلاط او ازاء مواقف الاخير حول الملف السوري. وتتوقع الاوساط نفسها ان يكون السيد نصرالله واضحا في مقارباته للملفات الحساسة المتداولة في المنطقة وعلى الساحة اللبنانية، فهو سيضع &laqascii117o;خطوطا حمراء في اكثر من ملف، وسيكون صريحا مرة جديدة في شرح موقف الحزب من الثورات العربية، واسباب ما يعتبره البعض &laqascii117o;انتقائية &laqascii117o;في المواقف ازاء ما يسمى بـ &laqascii117o;الربيع العربي"، وسيستفيض طبعا في شرح رؤية الحزب لتطورات الازمة في سوريا، والتهديدات الاميركية لايران،واهمية ودلالة صفقة تبادل الاسرى بين حركة حماس واسرائيل،كدليل على نجاح خيار المقاومة في المنطقة. لكن الاهم على المستوى الداخلي هو موقف الحزب من مسألة تمويل المحكمة الدولية،وتتوقع المصادر نفسها ان يعلن السيد نصرالله صراحة رفض تمويل المحكمة بشكل قاطع وحاسم لا يقبل اي تأويل،وما كان ابلغه في اللقاءات الخاصة مع السياسيين الذين التقوه مؤخرا سوف يعلنه على الملأ،وسيشرح باستفاضة الاسباب الاخلاقية والقانونية والدستورية التي لا تسمح بأي امكانية للمناورة في هذا الملف الذي يهدف بشكل مباشر الى القضاء على المقاومة، فهل من عاقل يمول تنفيذ حكم الاعدام الصادر زورا وبهتانا بحقه؟ وامام هذه المعطيات ترى الاوساط الاكثرية ان يوم الاثنين المقبل لن يكون كما قبله لجهة التعامل مع ملف المحكمة وستصبح الامور فوق الطاولة ويصبح لزاما على الاخرين تحديد مواقفهم بوضوح وتقديم حججهم المنطقية غير القائمة على مبدأ التهويل من التداعيات المبالغ فيها ازاء رفض تمويل المحكمة، فهذه الحجج لا تبدو منطقية في الوقت الراهن حيث لا يشكل لبنان اولوية عند احد، وتنشغل القوى الكبرى في حل المشاكل المعقدة في المنطقة ولا تحتاج الى عقدة جديدة تزيد من حدة &laqascii117o;الصداع" الذي تعاني منه . ويبقى انتظار وترقب لما سيكون عليه موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي من اعلان حزب الله لموقفه عبر امينه العام، فهل ستكون هناك ردود فعل غير محسوبة ؟ وهل سيصمد امام المعارضة التي ستحاول استغلال الامر لممارسة المزيد من الضغوط السياسية وغير السياسية عليه؟المتوقع بحسب اوساط مطلعة ان يكون رد فعل الرئيس ميقاتي محسوبا، فهو من جهة لن يتخلى عن موقفه الداعم للتمويل وسيذهب الى اقصى الحدود في الدفاع عن وجهة نظره،وسيواصل الحديث بصوت مرتفع هذه المرة عن المخاطر المنتظرة ازاء اصرار الاكثرية في الحكومة على عدم تمويل المحكمة،لكن التداعيات لن تتجاوز هذا السقف لاسباب موضوعية تتعلق اولا بمصلحة الرئيس ميقاتي السياسية في البقاء رئيسا للحكومة حتى موعد الانتخابات النيابية في 2013واي خروج من السلطة الان يعني خسارة الكثير من عوامل القوة التي ستساعده في استقطاب الشارع، العامل الثاني مرتبط باطلاع الرئيس ميقاتي عن كثب على تطورات الازمة في سوريا وادراكه ان النظام حسم &laqascii117o;المعركة" لصالحه والعودة الى الاستقرار هي مسألة وقت لا اكثر،ولا مصلحة له في استعداء السوريين في هذه المرحلة،كما يملك رئيس الحكومة هامشا سعوديا للمناورة بعد ان سمع كلاما &laqascii117o;هامسا"مفاده ان المحكمة الدولية لم تعد تشكل اولوية سعودية،او على الاقل لدى جزء وازن من القيادة في المملكة، فالمحكمة فقدت &laqascii117o;رونقها"واهميتها بسبب التطورات المتسارعة في العالم العربي وبسبب ما تعرضت له من ضرب لمصداقيتها خلال الاشهر القليلة الماضية،ولهذه الاسباب سيعلن السيد نصرالله موقفه وتحسم الامور ديموقراطيا في مجلس الوزراء، ويكتفي الرئيس ميقاتي بالصراخ &laqascii117o;اللهم اشهد اني قد بلغت".
الوزير جبران باسيل يوجه إنتقاد لافت لـ'حزب الله'
- 'النهار': باسيل لـ' النهار': النهج السابق مستمر داخل مجلس الوزراء
المقاومة يجب ان تكون على الحدود وضد الفساد في الداخل
تفاقمت الخلافات اخيرا داخل مجلس الوزراء وبات التباين واضحا للعيان، غداة اكمال الحكومة المئة يوم من عمرها. وتشهد الساحة السياسية كل يوم تبادلا للاتهامات والتلميحات بين مكونات الحكومة التي يفترض انها تشكيلة اللون الواحد.لكن لوزير 'تكتل التغيير والاصلاح' جبران باسيل رأيا مغايرا. ويقول في حديث الى 'النهار' ردا على سؤال عن سبب تفاقم الخلافات داخل مجلس الوزراء 'ما يحصل يؤكد اننا لسنا حكومة اللون الواحد، ولا حكومة فريق او خط سياسي واحد. بل نحن حكومة تضم كل الاتجاهات السياسية وتحديدا الافرقاء انفسهم الذين كانوا سابقا. ووجهات نظر قوى 14 آذار ممثلة داخل الحكومة ولكن بوجوه مختلفة. اما النهج والطروحات السياسية والاقتصادية والانمائية، فلم تختلف كثيرا على كل المستويات مسيحيين ومسلمين. لذا يتحول النقاش داخل مجلس الوزراء نقاشا بين فريقين'.ولكن لماذا يحتد الخلاف ويظهر اكثر فاكثر مع وزراء 'جبهة النضال'، يجيب 'لان النائب وليد جنبلاط يظهّر اكثر فاكثر موقفه ومن معه في السياسة. تظهر في اوقات معينة ممارسات او اداء ما فتبرز حالات الخلاف معنا. الطرف الثاني هو الذي يفتعل المشكلة في السياسة وتحت عناوين تقنية كالكهرباء والمطار والطرق وبسبب المواقف السياسية المعروفة'.
الخلافات سياسية وتقنية
وهل الخلاف سياسي ام تقني؟ يقول: 'اولا في السياسة، الموقف العام المعروف من الجيش والمقاومة والمحكمة الدولية وسوريا والدول العربية ككل والمال السياسي والتوطين. كل هذه العناوين تتمظهر بالظروف نفسها التي كانت داخل الحكومة السابقة. لا نزال في البعد الداخلي على النهج نفسه، ونصارع على الملفات نفسها كما في الحكومة السابقة. لا بل اننا نشعر بأننا امام معاندة ومقاومة لنهجنا الاصلاحي اعنف من ذي قبل'.على ماذا تختلفون مع الرئيس ميقاتي ووزراء الاشتراكي وحتى مع وزراء 'امل'؟ يرد باسيل 'على كل المواضيع، كبنية المؤسسات والصناديق ومحاربة الفساد في كل اشكاله، والمخالفات القانونية والدستورية وطريقة ضبط محاضر مجلس الوزراء وقراراته، والعناوين الاقتصادية وملفات سوكلين وسوليدير والسوق الحرة والضريبة على القيمة المضافة، وبدائل المحروقات والاملاك البحرية. لا نشعر اننا امام 'نفضة' او تغيير في الاداء. حتى ان ثمة رفضا لتغيير ادوات المرحلة السابقة لا بل أصبحت محمية اكثر ، تحت عنوان 'عدم اضعاف فريق' او تقويته. نحمي الفساد والسارقين فيتمتعون بحصانة بسبب انتمائهم الى طائفة معينة'.ولكن هل الجميع على خطأ وانتم وحدكم على صواب؟ يجيب: 'نحن حزينون ومزعوجون لاننا وحدنا. لكانت الامور اسهل لو كان ثمة تكاتف في مجلس الوزراء، بدل تطويقنا. محاربة الفساد يجب ان تطغى على الازمات الكبيرة، لكنهم يعتبرون ان لا صوت يعلو فوق صوت المعركة، لذا يغطون على المخالفات'.من معكم داخل مجلس الوزراء؟ يقول 'الكل ولا احد. ثمة اوقات يكون الجميع معنا، واحيانا اخرى لا احد. ولكن المهم ان نتخذ الموقف الصحيح لانه تعبير عن اقتناعنا، رغم ان ثمة جوا للتهويل علينا وتخويفنا. نتفهم محاولة تدوير الزوايا وتهدئة الاجواء، ولكن ليس على طول الخط، فتمرر المخالفات على غرار النهج السابق. مهمتنا كحكومة ان نوقف الغلط ولا سيما ان الجميع يعترفون بأنه غلط، كمثل تصحيح الاجور، الجميع يقرون بالخطأ فيه، لكنهم مستمرون في السير به. والمهمة الثانية هي ان نقوم بعمل ايجابي، ونحن في مجلس الوزراء نقدم مشاريع تخص وزارتنا وغيرها، ونقدم خططا وحلولا ومشاريع. لككنا نواجه بأن الوقت غير ملائم لها. انا لا اتهم احدا، لكن هناك من يكتفي بوجوده في السلطة ويعتبر ان الانتصار هو بقاؤه اطول مدة ممكنة فيها.ليس المهم البقاء في السلطة بل انجاز مهمات ناجحة فيها. وحتى الان انجزنا امورا جيدة كما حصل في الهيئة العليا للاغاثة، وملف الخليوي الذي كسرنا به كل ما هوموروث، واعدنا تصويب الامر، والتنقيب عن النفط'.الا تعتقد اذا ان انجازات الحكومة توازي الامال التي علقت عليها؟، يجيب 'ابدا. الحكومة لم تؤد ما هو مطلوب منها، والانتظارات كانت اكبر منها. نريد لها ان تنجح وان تعمل اكثر ولكن هناك من لا يقبل بوقف المخالفات التي نريد تصحيحها. نحن نعمل في اماكن كثيرة مفخخة، لان الادوات هي نفسها. هدفنا ليس اسقاط الحكومة، ولكن لا يعتبر احد انها يمكن ان تبقى بأي ثمن. نريد نجاحها لكن على قاعدة انجازها التعيينات والمشاريع ووقف المخالفات. نحن متفقون على الخطوط العريضة لكن يوميات البلد وحاجات الناس أهم، وتراكم الملفات يوصل بحجمه الى ما هو اكبرمن الاساسيات، لان اليوميات تستنزفنا'.هذا الكلام يوصلنا الى لقائك الاخير مع الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله، قيل انكم اتفقتم على مواجهة المرحلة، لكن لا يبدو ان وزراء الحزب يتكتفون معكم داخل الحكومة؟ يجيب 'هل مكتوب على الشعب اللبناني ان ينتقل من حرب مع اسرائيل الى تحمل نتائج ما يحدث في سوريا والوضع الاقليمي، من دون ان يحصل على حقوقه؟ يقولون لنا ان الاولوية هي للوضع الاقليمي وكلما قدمنا مشروعا يجيبونا بأن ليس وقته الان. بالنسبة الينا الاولوية لحقوق الناس ومطالبها. فهل مطلوب ان ندفع الثمن سواء كنا في الاقلية او الاكثرية، اذ يقولون لنا اسكتوا كي لا نخسر الاكثرية؟'ولكن لماذا لا يبدو وزراء الحزب مؤيدين لكم؟ يجيب 'الحزب يحيّد نفسه، ويؤجل المعركة. لكن الاساسيات تتآكل بفعل اليوميات لا يستطيع الحزب ان يقف موقف المتفرج على الخطأ. ولا تستطيع المقاومة على الحدود ضد اسرائيل الا تكون مقاومة في الداخل ضد الفساد'.
اتفقنا مع نصرالله على عدم التمويل
هل اتفقتم مع السيد نصرالله على عدم تمويل المحكمة ؟ يؤكد 'نعم نحن متفقون على ذلك'. لكن رئيس الوزراء مستمر بتعهد ب رأيه الخاص لا رأي الحكومة، وهو لم يناقشنا بعد في الموضوع . والمعادلة المطروحة بحماية لبنان مقابل تغطية الفساد مرفوضة، نحن مع استقرار لبنان ومع الاصلاح. ما يطرحه علينا مخالفة دستورية، اما نحن فنريد العدالة ومعرفة مرتكبي الجريمة، لكننا نريد العدالة شاملة وفتح ملف شهود الزور واصلاح القضاء وحماية وضعنا الداخلي. لا يمكن ان تقوم عدالة دولية والهيكل الداخلي فارغ'. كيف تصف علاقتكم بالحزب اليوم يقول: 'متفاهمون بالاستراتيجيا وعلى المدى البعيد، لكننا مختلفون في التفاصيل اليومية. واذا استمرت الامور على ما هي لا شيء يمنع ان نتجادل، ان لم يوضع حد لهذا النمط السائد حاليا. نحن متفاهمون على كثير من المواضيع ونعطي الآراء نفسها، ولكن ليس على طول الخط هناك ايجابيات كثيرة ولكن اذا حققنا اقل مما هو منتظر منا فستكون الخيبة كبيرة'.
جنبلاط يتّجه إلى مرحلة تغيير شاملة
- صحيفة 'الجمهورية': صبحي منذر ياغي
جنبلاط يتّجه إلى مرحلة تغيير شاملة
'إنّها مرحلة التغيير الشاملة...'، بهذه العبارة وصف مسؤول فاعل في الحزب التقدمي الاشتراكي الرؤية الجنبلاطية المقبلة.أضاف وهو يرتشف 'قهوته' على شرفة منزله الجبليّ الرومانسي:'إنّ وليد بك يتّجه نحو ضخّ الروح الشبابيّة في جسد الحزب التقدمي الاشتراكي، بحيث سيكون اكثر من نصف مجلس القيادة الجديد من الطاقات الشبابية الفاعلة، صاحبة الرؤيا والتطلّعات الجديدة المتماشية مع روح العصر...'
الموقف من سوريا
وعن موقف النائب وليد جنبلاط ممّا يجري في سوريا وغيرها من الدول العربية، اعتبر المسؤول الاشتراكي: 'أنّ موقف جنبلاط نابع من إيمانه بالحرّيات والتنوّع والتغيير، وهذا الموقف أعلنه جنبلاط بشفافيّة ووضوح خلال لقائه بالرئيس الأسد، حيث دعاه الى تطبيق الإصلاح، والإقلاع عن وسيلة العنف في قمع المواطنين، ربّما هذا الموقف الجنبلاطي أدّى الى تباين في الرأي مع القيادة السورية، لكن لا يمكن أن نعتبر أنّ هناك خلافا رسميّا بين النظام السوريّ وجنبلاط.ولا بدّ من الاعتراف أنّ جنبلاط ربّما الوحيد من بين السياسيين اللبنانيين الذين يملكون الجرأة والشجاعة لإعلان موقفه بوضوح حيال القضايا المصيرية والمهمّة، فهو حاول بالأمس التخفيف من تبعات ما يحصل في لبنان انطلاقاً من معادلة س. س، إلّا أنّ هذه التسوية فشلت، لذا فإنّ جنبلاط مازال ملتزماً بعض الأمور حِرصاً على مبدأ التوازن بين فريقين متخاصمين، كموقفه من المقاومة التي يرى أنّه لا بدّ من معالجة سلاحها في إطار الحوار، وسعياً لدمجها بالجيش، وكذلك موقفه المؤيّد للمحكمة الدوليّة ضمن مفهوم خاص يدعو لمعالجة مخاوف الفريق الآخر من قضيّة تسييس المحكمة، وشهود الزور من خلال المحكمة نفسها.
لقاء نصرالله - جنبلاط
وعن أبعاد لقاء جنبلاط الأخير مع السيّد حسن نصرالله، قال المسؤول الاشتراكي: 'إنّ اللقاء مع نصرالله يندرج ضمن إطار المساعي الجنبلاطية الدائمة لتقريب وجهات نظر الاطراف السياسية المختلفة في لبنان، والبيان المشترك الذي صدر عن هذا اللقاء اعترف بأنّ هناك آراء متباينة حيال بعض الأمور، ولم يقل إنّ الآراء واحدة. وكان حديث جنبلاط عبر شاشة 'المنار' أبلغ دليل على خصوصيّة الموقف الجنبلاطي واستقلاليته'.وحول ما قيل عن استياء سوريّ تلقّاه جنبلاط شفهيّا من بعض الاصدقاء حيال ما أدلى به خلال مقابلته عبر محطة 'المنار'، قال المسؤول الاشتراكي: 'لا معلومات عندي حيال هذا الامر، وأنا مثلكم سمعت به من اوساط، وفي بعض وسائل الإعلام'.
التقارب مع تركيا
والتقارب التركي - الجنبلاطي الذي يقلق بعض الأوساط المحلّية والإقليمية اعتبره المسؤول الاشتراكي طبيعيّا جدّا، بعدما أظهرت تركيا، كدولة كبرى في المنطقة، موقفاً متقدّماً وداعماً للتغيير، ودعمها لما يسمّى بالربيع العربي، خصوصا وأنّ تركيا أعطت مثالا جديداً في الديموقراطية من خلال انتخابات نزيهة وصل فيها حكّامها الى السلطة.فتركيا بالنسبة إلينا تمثّل الإسلام المعتدل، وتعطي صورة مختلفة عن الإسلام الإرهابي - الراديكالي، وتسعى لترسيخ مفاهيم هذه الصورة وسط غياب واضح لقيادات عربية على مستوى الانظمة، كما تسعى للانفتاح نحو الأردن وسوريا والعراق ولبنان، سعيا لإنشاء ما يشبه المنطقة الجغرافية لتبادل المصالح وتعزيز العلاقات التركية العربية، وتبادل الخبرات الاقتصادية والثقافية والإنمائية، خصوصا أنّ لتركيا طاقات هائلة وإمكانات بالإمكان الاستفادة منها في هذا المضمار'.وأضاف: 'لذا فإنّ تركيا تجد في النائب وليد جنبلاط زعيما لبنانيّا وعربيّا، له اتصالاته السياسية وانفتاحه وعلاقاته، وبالإمكان الاستفادة منه في تبادل وجهات النظر حيال القضايا التي تواجهها المنطقة...'وبعيدا عن مواقف المسؤول الاشتراكي ودردشته مع 'الجمهورية'، فإنّ مصادر أشارت إلى أنّ هناك توجّها لدى وليد جنبلاط للعمل على إجراء تغييرات جذرية في أهداف الحزب التقدّمي الاشتراكي ومفاهيمه ومبادئه، وجعله حزباً يتماشى مع التطوّرات الجديدة في إطار مفاهيم العولمة، وترسيخ العدالة والاشتراكية الحديثة، والمساواة.لذا، فقد تردّدت معلومات غير مؤكّدة عن احتمال إعلان جنبلاط عن اسم جديد للحزب التقدّمي الاشتراكي وهو 'حزب المساواة والعدالة'، وهذا الأمر سيستفزّ بالطبع قيادات مخضرمة في الحزب، وقد يدفعها الى الاستقالة، ولعلّ هذا ما يريده جنبلاط الذي يستعدّ لإدخال النخب الشابّة الجديدة الى قيادة الحزب لتجديده وبعث الحياة في أوصاله، فيكون حزباً عصريّاً متماشياً مع التطوّرات في عهدة رئيسه المستقبليّ المنتظر تيمور وليد جنبلاط !!.
حول زيارة وفد من كتلة 'الوفاء للمقاومة' إلى موسكو
- 'السفير': عماد مرمل
زيارة وفد 'الوفاء' لروسيا سبقها تواصل بعيد عن الأضواء.. واشنطن تجمع موسكو.. و'حزب الله' في الساحة الحمراء
تنطوي زيارة وفد &laqascii117o;حزب الله" الى موسكو، برئاسة رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، على أهمية سياسية وإستراتيجية، لما تشكله روسيا من وزن على المستوى الدولي، ولما يمثله &laqascii117o;حزب الله" من حضور على الصعيدين اللبناني والإقليمي، فكيف إذا جاءت الزيارة في هذا التوقيت، حيث تختلط الاوراق وترتسم التحولات في المنطقة، وسط سعي غربي محموم للاستثمار على &laqascii117o;المرحلة الانتقالية" في العالم العربي، من أجل حجز مقاعد في الصفوف الأمامية للمرحلة المقبلة، واقتطاع حصة من الثورة.. والثروة.وقد أتت رحلة الحج العلنية الى موسكو بعد مقدمات متدرجة، اتخذت شكل تواصل بعيد عن الأضواء بين الجانبين، على مستويات سياسية وأكاديمية، خلال الفترة الماضية، الى ان قرر الجانبان إخراج علاقتهما من الظل الى النور، مع الإشارة الى ان الدعوة الروسية البرلمانية لزيارة موسكو وُجهت الى الحزب منذ أشهر، وتمت تلبيتها الآن، في توقيت يناسب الطرفين اللذين يملك كل منهما حوافزه ودوافعه لتطوير الانفتاح المتبادل.ومن الواضح ان استقبال موسكو لوفد &laqascii117o;حزب الله" في هذه الظروف الدولية والاقليمية، إنما يعكس تصاعدا في اهتمامها بقضايا المنطقة وباللاعبين المعنيين بها، وبالتالي يشير الى ان الروس تقدموا خطوة إضافية في اتجاه خطوط المواجهة الأمامية في الشرق الأوسط، خارج مجالهم الحيوي التقليدي، لحماية مصالحهم ونفوذهم، على قاعدة ان أفضل طريقة للدفاع هي الهجوم، ناهيك عما يحمله فتح الأبواب أمام الحزب من إشارة الى فهم روسيا لأهمية دوره، وهي القاعدة نفسها التي تنطبق على حركة &laqascii117o;حماس".وبهذا المعنى، يأتي استقبال موسكو لـ&laqascii117o;حزب الله"، منسجما مع السلوك الروسي الإجمالي في المنطقة، بما يستكمل الموقف الداعم للنظام السوري والرافض لاستنساخ &laqascii117o;النموذج الليبي" مرة أخرى، في تعبير واضح عن سعي الروس الى لجم الاندفاعة الغربية نحو العالم العربي، والحد من الأضرار التي تلحقها بمصالحهم ودورهم، وهذا يتطلب بطبيعة الحال نوعا من &laqascii117o;إعادة التأهيل" لعلاقتهم بالحلفاء والأصدقاء التقليديين، الى جانب توسيع آفاق الانفتاح على القوى التي تتقاطع مع روسيا في نظرتها الشرق أوسطية، كما هي الحال بالنسبة الى &laqascii117o;حزب الله" الذي ترى فيه موسكو &laqascii117o;قوة إقليمية" تتجاوز بمفاعيلها السقف اللبناني.وفي هذا السياق، لا يمكن عزل لحظة الزيارة عن مسار الضغوط الدولية التي تتعرض لها دمشق، وكأن الروس يريدون ابلاغ من يهمه الامر ان سياساتهم المتعلقة بسوريا ليست سورية فقط، بل هي تملك قابلية التمدد لتغطي المواقع التي تواجه مشكلة مع واشنطن والناتو، بما يوحي ان هناك اتجاها نحو توسيع نطاق &laqascii117o;جبهة الممانعة".ولئن كانت الرسائل الروسية موجهة بالدرجة الاولى الى الولايات المتحدة وأوروبا، إلا ان بعضها يطال أنقرة ايضا، ذلك ان موسكو لا يناسبها ان يتطور حجم تركيا وطموحها الى الحد الذي يجعلها تتصرف كـ&laqascii117o;دولة عظمى" في المنطقة، مع ما يعنيه ذلك من تأثير على المدى الحيوي لروسيا والمتمثل في دول آسيا الوسطى التي تشكل مساحة تنازع دولي، عدا عن وجود تحسس روسي من تقديم أنقرة تسهيلات لحلف &laqascii117o;الناتو" لنشر الدرع الصاروخي على الأراضي التركية.ولعل روسيا وجدت الفرصة مناسبة لتصفية حساب قديم مع الغرب الذي سدد لها، في السابق، أكثر من ضربة تحت الحزام، حتى عندما كان يتعلق الامر بمداها الحيوي، كما حصل حين امتدت الاصابع الاميركية الى جورجيا التي كانت جزءا من الاتحاد السوفياتي الراحل، علما ان واشنطن لا تتوقف عن محاولة &laqascii117o;قضم" المصالح الروسية او &laqascii117o;تطويقها"، كلما وجدت ذلك متاحا.ومن هنا، فإن موسكو باتت تدرك جيدا حاجتها الى تطوير شبكة تحالفاتها وعلاقاتها على المستويين الدولي والاقليمي، بغية تصحيح التوازنات المختلة لصالح الأميركيين والأوروبيين، وبالتالي تحصين مواقع نفوذها خارج الحدود وتحسين شروطها التفاوضية، علما ان أصدقاء روسيا يعلمون جيدا انها لم تتخل عن براغماتيتها، وهي ربما لن تتردد في عقد التسويات، متى شعرت بأنها ستحصل على الثمن المناسب.ولكن، ماذا عن &laqascii117o;حزب الله"، وكيف يقارب إطلالته من على &laqascii117o;الشرفة الروسية"؟لن يتوانى الحزب طبعا عن فعل كل ما يمكن ان يساهم في &laqascii117o;التشويش" على العزف الاميركي المنفرد في المنطقة، ولعله وجد ما يكفي من التقاطعات مع &laqascii117o;اللاعب الروسي"، ليتبادل وإياه تمرير الكرة، في هذه المرحلة الملتهبة عربيا، على إيقاع الحراك الشعبي العربي ومحاولات الاستثمار الغربي.وينطلق الحزب في انفتاحه على موسكو من قناعة لديه بوجوب الاستفادة من أي فرصة متاحة، لإعادة الاعتبار الى مفهوم تعددية الأقطاب على الساحة الدولية وكسر الدور الأحادي، لان التعددية، برأيه، تصنع التوازن الذي من شأنه ان يحمي الاستقرار الدولي ويلجم الحصان الاميركي الجامح، في حين ان الأحادية تطلق العنان للحروب وترفع منسوب التوتر وهذا ما ثبت من خلال سلوك الولايات المتحدة بعد سقوط الاتحاد السوفياتي، وذلك خلافا لنظرية واشنطن التي قامت في الحقبة الماضية على فرضية ان تعددية الأقطاب تسبب الصراع وأن الأحادية تحقق الاستقرار العالمي.وانطلاقا من هذه الرؤية، خاض الحزب في بدايات هذا العقد، وتحديدا بين 2002 و2005 تجربة الانفتاح على الاتحاد الاوروبي الذي كان راغبا بدوره في مد الجسور مع الحزب، متمايزا آنذاك عن السياسة الاميركية، وبالفعل التقى السيد حسن نصر الله في تلك الفترة سفير المفوضية الاوروبية في لبنان، على قاعدة تعزيز قابلية أوروبا للوقوف على مسافة من خيارات واشنطن واتخاذ موقف أكثر توازنا حيال الصراع العربي - الاسرائيلي، ولكن التجربة أخفقت لاحقا، بعدما تفوقت النزعة الأطلسية لدى الأوروبيين على النزعة المتوسطية.هل يمكن التعويل كثيرا على الدور الروسي؟يتعاطى &laqascii117o;حزب الله" بواقعية مع الدور الروسي، من دون مبالغة في التوقعات، ذلك أن الحوارات السابقة، على مستوى السفارة الروسية في بيروت، أو من خلال مشاركة بعض المستشرقين والخبراء الروس في فعاليات معينة في لبنان، أو اللقاءات التي كانت تعقد على هامش المشاركة في مناسبات برلمانية دولية، كانت قد بينت للحزب كيفية مقاربة موسكو للمواضيع والاشكاليات اللبنانية والاقليمية والدولية، في سياق متدرج من مرحلة انعدام الوزن والتأثير بعد انهيار الاتحاد السوفياتي وصولا الى تبلور النظرة ومعها منظومة المصالح المعقدة والمتداخلة مع استقرار الوضع الداخلي الروسي، سياسيا واقتصاديا.
- 'الجمهورية': جورج علم
موسكو تدخل الساحة على جواد 'حزب الله' لمواجهة واشنطن
تقدّم روسيا نفسها على أنها لاعب رئيسي في ملعب الشرق الأوسط، مارست 'الفيتو' في مجلس الأمن الدولي ضد القرار الاميركي ـ الغربي الذي يستهدف النظام في سوريا، ووطّدت علاقتها مع طهران وبرنامجها النووي، ووجهت رسائل الى أنقرة محذّرة من أي طموح يساورها في إحداث منطقة عازلة مع سوريا، وأبدت موقفاً متفهماً من طلب الرئيس الفلسطيني محمود عبّاس في شأن الإعتراف بالدولة الفلسطينيّة مغايرا للموقف الأميركي، ويشكّل نقيضا له، وتحاول أن يكون لها موقف من كل التطورات المتسارعة في المنطقة.وتأتي زيارة وفد حزب الله الى موسكو وسط هذا المناخ الإنفتاحي، فالتوقيت مهم على المستوى المحلّي، كونها تأتي في وقت يشكّل الحزب لبّ الأكثريّة، والعمود الفقري في التركيبة الحكوميّة، والجهة الوازنة في الحياة السياسيّة المحليّة، لذلك فإن أي إنتقاد قد يوجّه الى روسيا حول الزيارة، سيقابل بردود دامغة معدّة سلفا، أولها أن الدعوة قد وجهتها مجموعة التعاون مع البرلمانات الاسلاميّة في مجلس الدوما الروسي، وثانيا أن المدعو ـ وفي إعتراف المعارضة اللبنانيّة - هو مكوّن أساسي من مكونات حكومة الرئيس نجيب ميقاتي.أما على المستوى العربي فتؤشر الزيارة الى أن موسكو حسمت خيارها، لم تعد في المنطقة الرماديّة، ولا هي في الموقع المتعدد الوجوه، والدليل أن زيارة الحزب تأتي بعيد 'الفيتو' الذي أسقط المشروع الاميركي ـ الغربي ضد سوريا في مجلس الأمن، وتأتي لتؤكد أن روسيا قد خرجت نهائيّا من موقع اللامبالاة، لتصبح طرفا له حضوره على الساحة العربيّة مناهض للدور الاميركي، ومؤازر لخط الرفض والممانعة. وتصحّ المقاربة أيضا على المستوى الإقليمي حيث يبدو المشهد حافلا بمعطيات جديدة من مؤشراته بداية محور جديد يبدأ من روسيا ليشمل إيران وسوريا ومن يرتبط بتحالفات معهما، مقابل مشهد يحتشد في مربعه كلّ من الولايات المتحدة، وتركيا، ودول مجلس التعاون الخليجي.وتريد موسكو أن تؤكد من خلال هذه الزيارة أن نظرتها الى حزب الله مختلفة، فهو ليس بحزب إرهابي حسبما تصنّفه الإدارة الأميركيّة، ولعب دورا في تنفيذ القرار 425 عام 2000، بعد ان عجز مجلس الأمن، على مدى 22 عاما، من وضعه موضع التنفيذ، وإعترفت الأمم المتحدة بحيثية المقاومة عندما أقرّت 'تفاهم نيسان' الشهيرعام 1996، وهذا ما يؤشّر الى سلوكيّة مختلفة بالغة الحساسيّة بعدما طالبت الإدارة الأميركيّة الحكومة اللبنانية بسلسلة من التدابير والإجراءات لحماية المعارضة السوريّة، ودعم إنتفاضة الشعب السوري بكل الإمكانات المتاحة، والتعاون مع المجتمع الدولي في الخطوات التي يتخذها داخل مجلس الأمن وخارجه لوقف الممارسات التي يقوم بها النظام، والضغط في إتجاهه لحمله على التنحي. إن روسيا ربما تريد توجيه رسالة الى الولايات المتحدة وحلفائها، مفادها ' نحن هنا'، وإذا كانت واشنطن تعتمد على الدور الذي تضطلع به قوى المعارضة، والتي تريد من خلالها أن تأخذ لبنان الى الموقع المتقدم على الجبهة المناوئة للنظام السوري، والداعمة للإنتفاضة، فإن موسكو من خلال حزب الله تريد أن تؤكد ان لبنان ليس حكرا على الأميركييّن او الأوروبييّن، بل أن لروسيا دور بارز، ولحزب الله وقوى الأكثريّة تحالفات موصوفة مع النظام السوري ومؤسساته.وتفتح الزيارة الشهيّة لمعرفة حقيقة موقف موسكو من مبادرة جامعة الدول العربيّة في شأن سوريا. كانت المعلومات المتداولة أن العاصمة الروسيّة قد رحبت، وبقي معرفة حجم هذا الترحيب ونظافة معدنه، وهل هو من باب اللياقات لكي لا تظهر بمظهر الطرف أو الفريق الذي يسعى الى إقفال أبوابه في وجه بعض الدول العربية والاقليميّة، أم أنه واجهة وديكور تجميلي لموقف حاد بجديته وصرامته في الدفاع عن النظام السوري وأجندته في ما يتعلّق بالحوار والإصلاحات، خصوصا بعدما فتح الكرملين أبوابه أمام المعارضة السوريّة بكل أطيافها وإختبر معدنها، ونصح بالحوار مع النظام وعلى الأراضي السوريّة، وحول سلّة معروفة من الإصلاحات، مقابل وقف العنف سواء المتأتي من جانب السلطة او من جانب المعارضة، ووقف التظاهرات، والتفاهم على مرحلة إنتقاليّة يسودها الهدوء لإعطاء فرص مؤاتية للمساعي السياسيّة ـ الدبلوماسيّة الناشطة والهادفة الى إيجاد مخرج مناسب للأزمة.وإذا كانت موسكو تعرف ما تريد، وتسعى الى تحقيق ما تريده، فهل ستسمح لها واشنطن؟.حتى الساعة لا ترى واشنطن أن روسيا دولة وازنة على مسرح الشرق الأوسط، إنها تحاول أن تستعيد بعض ما لعبه الإتحاد السوفياتي السابق على مستوى الحرب الباردة، ولكنّها ليست بالإتحاد السوفياتي، وجُل ما تريده هو الحصول على بعض المكاسب، سواء في المنطقة، او في بعض النقاط الساخنة في العالم، وعندما تمنحها الولايات المتحدة بعض ما تريد يتغير الموقف، فالروس تجّار مصالح، والتجارة عرض وطلب؟!.
حول محاكمات عملاء إسرائيل وإعترافاتهم
- 'السفير': جعفر العطار
وقـائـع اعتـرافـات المـوقـوف س. ح. ح.: قطـع علاقتـه بالإسرائيلييـن لأسبـاب ماليـة
ادّعى مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية الدائمة القاضي صقر صقر، أمس الأول، على الموقوف س. ح.ح. (مواليد 1978) بجرم &laqascii117o;التعامل مع العدو الإسرائيلي وتزويده بمعلومات لقاء مبالغ مادية". وكانت دورية من &laqascii117o;فرع المعلومات" قد أوقفت س.ح.ح. ، قبل عشرة أيام، على طريق عام الغبيري في الضاحية الجنوبية، ثم داهمت منزله الواقع في محلة صفير، بعد أربع ساعات من توقيفه، وصادرت منه أجهزة الكترونية ما يزال العمل جارياً على تفحص محتوياتها بدقة، ثم اقتادته للتحقيق. وبعدما عرض المحققون الأدلة المتوفرة لإدانته، التي كان مصدرها تقاطع خط خلوي استخدمه س.ح. ح. عام 2004 مع خطّ يستخدمه الإسرائيليون، سرد الموقوف، وفقاً لمحضر التحقيق، قصة عمالته &laqascii117o;من الألف إلى الياء". تشير التحقيقات إلى أن س. تخرّج عام 2001 من إحدى الجامعات اللبناينة، حاملاً إجازة في &laqascii117o;هندسة الكهرباء – اختصاص اتصالات". وفور تخرّجه، تقدّم بطلب عمل لدى إحدى شركات التوظيف عبر الإنترنت، ثم التحق بالخدمة العسكرية الإجبارية في الجيش اللبناني، برتبة ملازم مهندس، وكان مقرّ خدمته في النادي العسكري في المنارة. وقبل التحاقه بخدمة العلم، وفقاً للتحقيق، تلقى الموقوف بريداً الكترونياً من شركة التوظيف، يفيد بأنها وافقت على تشغيله مع إحدى الشركات الأجنبية. واقتصر عمله، في بادئ الأمر، على إجراء دارسة عامة عن وضع الجامعات في لبنان، لقاء مبلغ مادي قيمته، وفقاً لإفادة الموقوف الذي &laqascii117o;نسي" القيمة الفعلية، تتراوح بين خمسمئة وألف دولار، أُرسلت إليه عبر إحدى شركات تحويل الأموال.ويقول س. في التحقيق، إن طلب الشركة كان &laqascii117o;عادياً، وليس أمنياً، بل أشبه بدراسة يستطيع أي شخص تنفيذها، وإرسالها عبر البريد الالكتروني"، وهو الأمر الذي يؤكده المحققون. وبعد أيام، طلبت الشركة من س. إجراء دراسة عن نظام شبكة الإنترنت في لبنان، وكيفية توزيعها في المناطق، فأرسل لهم الدراسة، ثم تلقى البدل المالي عبر شركة تحويل الأموال ذاتها.ويجزم الموقوف أن الدراسة &laqascii117o;أيضاً، كانت عادية، ولا تحمل أي طابع أمني، ويستطيع أي شخص تنفيذها"، الأمر الذي يؤكده المحققون أيضاً. آنذاك، لم يكن الشاب قد التحق بالخدمة العسكرية بعد، وكان قد أجرى دراسات مشابهة لدراستي الجامعات والإنترنت. ولمّا التحق بالجيش، زفت له &laqascii117o;الشركة" خبر العمالة: &laqascii117o;أنت تتعامل مع جهاز الموساد الإسرائيلي"، وفقاً لإفادة س. في التحقيق. توالت المراسلات الالكترونية بين س. وبين مشغليه، بين العامين 2001 و2002، تزامناً مع التحويلات المالية، ثم أرسلوا له برنامجاً يحدد إحداثيات المناطق، مرفقاً بخريطة جوية للضاحية، وأخرى لصيدا. والبرنامج الالكتروني، وفقاً لإفادة س.، كان متوفراً على الإنترنت و&laqascii117o;يستطيع أي شخص تحميله على جهاز الكومبيوتر، فيما الخريطتان الجويتان أرسلتا من الإسرائيليين مباشرة وكانتا سريتين" كما يقول. ويشير س.، في محضر التحقيق، إلى أن ذاكرته &laqascii117o;لا تسعفه، حالياً"، لاستعادة النقاط كافة التي طُلب منه تحديدها، وإنما يتذكر أن الإسرائيليين طلبوا منه تحديد مواقع &laqascii117o;بعض الجسور والبنايات في الضاحية، التي ما عدت أتذكر تفاصيلها الآن، بالإضافة إلى مواقع عامة ومعروفة للجميع، كمكان السرايا الحكومية، وبعض مراكز الجيش العلنية في مناطق عدة". وتشير رواية س. إلى أنه توظف، بعد انتهائه من الخدمة العسكرية، في إحدى الشركات المعنية بتركيب شبكات داخلية في المصارف والمؤسسات، التي من شأنها (الشبكات)، أن تربط فروع المؤسسات ببعضها. واستمرت علاقة س. بمشغليه من خلال المراسلات الالكترونية، مرتكزة على معلومات عن الشركة وزبائنها وتفاصيل عملها، إلى أن تطوّرت العلاقة عام 2004: طلب منه الإسرائيليون ابتياع خط خلوي، للتواصل معهم حصرياً.يقول س.، في محضر التحقيق، إن الهدف من الخط الخلوي كان التنسيق مع مشغليه لإتمام سفره إلى أوكرانيا، بغية الالتقاء بهم وجهاً لوجه. ولمّا أبلغه الإسرائيليون بخبر اللقاء، سافر إلى أوكرانيا &laqascii117o;من دون التنسيق معهم"، ثم اتصل بهم، فور وصوله، من الخط الخلوي. تفاجأ مشغلوه بوصوله، فاعتذروا منه عن استحالة اللقاء، وطلبوا منه العودة بعد ثلاثة أشهر.وفي أواخر عام 2005، وبعدما انقضت المدة التي حددوها له مرجئين اللقاء مرة ثانية، كان س. قد حاز على وظيفة &laqascii117o;مرموقة، براتب يفوق الألف وخمسمئة دولار، في شركة اتصالات مشهورة عالمياً، ولها مركز في منطقة رياض الصلح".اقتصر نطاق عمله الوظيفي، كما تشير التحقيقات، على العمل الخارجي، وتحديداً في العراق وفي أفغانستان. ويؤكد الموقوف أنه قطع علاقته بالإسرائيليين في شهر شباط من عام 2005، عازياً السبب إلى &laqascii117o;تحسّن وضعي المالي، بعد حصولي على الوظيفة الجديدة". وفيما يجزم س. بأنه لم يعاود التواصل مع مشغليه &laqascii117o;إطلاقاً"، فإن المحققين لا يملكون جواباً أكيداً حول فرضية أن يكون الموقوف، في أسفاره الخارجية، قد استمر في التواصل مع الإسرائيليين أم لا، مشيرين إلى أن &laqascii117o;جهاز الموساد قد يكون صنف س. بأنه لم يعد مصدراً مهماً لهم في لبنان، لأن نطاق عمله أصبح خارج الأراضي اللبنانية". وتشير المصادر الأمنية المعنية بالملف، إلى أن &laqascii117o;الإسرائيلي لا يمانع بقطع علاقته مع عميل، إلا في حالة واحدة: إن كان العميل قد توّرط في الدم، أي الاغتيالات بشتى أنواعها (مشاركة، إعداد، استطلاع، تنفيذ)، فإن مصيره يكون القتل، فيما يمكن للموساد في حالات أخرى أن يوافق على انسحاب العميل".إلى ذلك، يدّعي س.، في محضر التحقيق، أن تنظيماً محلياً قد استدعاه عام 2009، مستهلاً التحقيق الشفهي معه بأسئلة عن أسباب أسفاره الكثيرة إلى العراق وأفغانستان، حتى انتهى التحقيق بعد حوالى سبع ساعات شهدت تفاصيل علاقة س.، في مراحلها الأولى فقط، مع &laqascii117o;الشركة". يقول الموقوف، وفقاً لمحضر التحقيق، إنه &laqascii117o;أبلغتهم (التنظيم المحلي) أنني اشتبهت بشركة طلبت مني، في بادئ الأمر، إجراء بعض الأبحاث غير الأمنية عام 2001، ثم سألتني عن إجراء موضوع شبه أمني، فقطعت علاقتي بها فور شكوكي تجاه مهامها"، مشيراً إلى أن التنظيم أخلى سبيله بعد التحقيق &laqascii117o;فوراً".ووفقاً للتحقيق الرسمي، كان س. قد صُرف من عمله في الشركة المرموقة، قبل حوالى أسبوع من قيام دورية &laqasci