أبرز المستجدات
تقرير إستراتيجي أميركي:
حزب الله يعد وكيلاً أقل ارتباطاً بإيران وسوريا، وأكثر تمتعاً بالسيادة في لبنان- صحيفة 'السفير':ترجمة وإعداد جنان جمعاوي
حزب الله ليس وكيلاً لدمشق أو طهران 'إلا إذا وجد أن التصرف يصب في مصلحته'
تقرير &laqascii117o;التنافس الاستراتيجي الأميركي ـ الإيراني": حرب باردة بالوكالة في لبنان
لا يوضح الباحثان في &laqascii117o;مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" آرام نيرغيزيان وانطوني كوردسمان، في تقريرهما &laqascii117o;التنافس الاستراتيجي بين الولايات المتحدة وإيران: الحرب الباردة بالوكالة في المشرق ومصر والأردن"، لماذا قد تعد مساعي إيران لتوسيع هيمنتها على المنطقة &laqascii117o;واقعاً تكافحه الولايات المتحدة وحلفاؤها" منذ الاجتياح الإسرائيلي للبنان في العام 1982، ومن ثم من بعد عدوان تموز 2006، في وقت لا يعتبر فيه النفوذ الأميركي في المنطقة أمراً مستهجناً يستحقّ الوقوف عنده ومكافحته أيضاً.. لكن اختيار هذين التاريخين تحديداً كمفصلين في مسار هذه المنافسة، ومن ثم إسرائيل كدولة محورية في التقرير قد يكون فيهما الجواب الشافي! في تقريرهما، الذي صدر في 26 تشرين الأول ويقع في 90 صفحة، لم يغفل نيرغيزيان وكوردسمان التوقف عند الثورة الإسلامية في إيران في العام 1979، باعتبارها المفصل الذي بدأت من بعده إيران بالتنافس على النفوذ في المنطقة مع الولايات المتحدة، حيث عمدت إلى توثيق علاقاتها مع سوريا ومع &laqascii117o;اللاعبين - غير الدول" بما في ذلك &laqascii117o;حزب الله" و&laqascii117o;حماس" وغيرها من المجموعات التي يسميها القادة السوريون &laqascii117o;محور المقاومة".وقال انه خلال 20 عاماً بعد الاجتياح وخلال خمس سنوات بعد عدوان تموز 2006، واصلت طهران استثمار ما أسمياه &laqascii117o;التوترات الفلسطينية الإسرائيلية" بطريقة &laqascii117o;تجعل منها (أي التوترات) عائقا ناشطاً أمام سلام عربي إسرائيلي مستدام"، كل ذلك في وقت &laqascii117o;يتعين على واشنطن أن تتعامل مع عدائية عربية حيال شراكتها الاستراتيجية مع إسرائيل".وبعد استعادة سريعة لتاريخ &laqascii117o;التدخل" الأميركي في لبنان، الذي يعود إلى &laqascii117o;العام 1958 عندما صوّتت الولايات المتحدة لمصلحة التدخل العسكري في الحرب الأهلية القصيرة في لبنان"، استعرض الباحثان في &laqascii117o;مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" ما حصل بعد الثورة الإسلامية الإيرانية &laqascii117o;وفقدان الولايات المتحدة حليفا إقليميا حيويا" هو الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان &laqascii117o;داعما للمصالح الأميركية في المنطقة"، لتحل مكانه &laqascii117o;جمهورية عدائية حيال مصالح أميركا الرامية إلى السيطرة في المنطقة وحيال الدول العربية التي اعتبرتها (طهران) زبائن للأميركيين".
يتوقف نيرغيزيان وكوردسمان عند تدهور القدرات العسكرية لإيران بعدما فرضت واشنطن عليها حظراً، قبل أن تصبح الجمهورية الإسلامية &laqascii117o;قوة صاروخية تسعى إلى الحصول على الأسلحة النووية وتبني قوة أساسية غير متماثلة في الخليج، وتخلق وحدات خاصة مثل &laqascii117o;لواء القدس" وقوى بالوكالة مثل &laqascii117o;حزب الله" ومثل القوى التابعة لمقتدى الصدر"، لتهدد بذلك &laqascii117o;أمن السعودية وإسرائيل واللاعبين الموالين للولايات المتحدة في المنطقة ولتلعب دوراً مهماً في العراق وسوريا ولبنان وغزة".
عن لبنان تحديداً، قال الباحثان إن &laqascii117o;إيران حققت المكاسب في لبنان. فما ان تسلّم الخميني الحكم في إيران حتى أرسل قوات &laqascii117o;الحرس الثوري" إلى لبنان لإقامة علاقات جديدة مع المجتمع الشيعي اللبناني، الغاضب من وجود منظمة التحرير الفلسطينية، لتجد هناك حلفاء راغبين وقادرين".
وعزا نيرغيزيان وكوردسمان تحوّل سلوك الشيعة من &laqascii117o;مجرد داعمين إلى عدائيين بشكل منظّم" إلى &laqascii117o;سوء إدارة إسرائيل لاحتلالها في لبنان"، وقد &laqascii117o;اغتنمت إيران الوضع لخلق مجموعة عسكرية حملت بداية اسم &laqascii117o;أمل الإسلامية"، وهي &laqascii117o;الميليشيا التي قادها نبيه بري، قبل أن تصبح &laqascii117o;حزب الله" بعد الاجتياح الإسرائيلي".
وآثر الباحثان التوضيح بأن &laqascii117o;حزب الله" &laqascii117o;كيان لبناني ولكن انبثاقه وتحوّله إلى لاعب رائد في أمن المنطقة والسياسات المذهبية المحلية لم يكن ممكنا لولا الدعم الإيراني".
لا يتحدث التقرير فقط عن التنافس الأميركي الإيراني على لبنان فقط بل أيضا في سوريا وفلسطين المحتلة ومصر والأردن. لكن &laqascii117o;السفير" ستركّز على التنافس بين الجانبين على لبنان.
وبعد عرض المصالح الأميركية في المنطقة، بما في ذلك أمن الطاقة وحماية الشراكة الاستراتيجية مع الحلفاء الأساسيين ودعم الاستقرار في المنطقة وكذلك عملية السلام لحل الصراع العربي الإسرائيلي الفلسطيني، تحدّث نيرغيزيان وكوردسمان عن محاولات واشنطن &laqascii117o;تطويق التهديد الذي تمثّله المجموعات المسلحة غير الحكومية".
وصف الباحثان &laqascii117o;حزب الله" بأنه يمثل &laqascii117o;تهديداً متنامياً"، مقارنةً مع المجموعات المسلحة الأخرى مثل &laqascii117o;حماس"، فهو &laqascii117o;يحظى بدعم المجتمع الشيعي في لبنان ويتمتع بشبه سيادة في منطقة عملياته في الجنوب"، كما يملك &laqascii117o;الوسائل التنظيمية والتدريبية والصواريخ والقدرات العسكرية التي تمكنه من منافسة غالبية القوى العسكرية العربية"، ما يجعل منه أيضاً &laqascii117o;تهديداً منظماً ومقرِّراً" لا حيال إسرائيل فحسب بل أيضاً حيال التطلعات الأميركية في المنطقة. ومع ذلك، يشدد الباحثان على أن &laqascii117o;حزب الله"، بنظرهما، &laqascii117o;لا يشكل تهديداً وجودياً لإسرائيل، والقول غير ذلك يعد خيالاً لا واقعاً".
في الفصل المخصص لـ&laqascii117o;حزب الله" والمجتمع الشيعي في لبنان، قال الباحثان في &laqascii117o;مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية" إن &laqascii117o;إيران استفادت من استمرار تهميش الشيعة بفعل التحالفات المارونية ـ السنية في لبنان ما بعد الاستقلال" في العام 1943، ما ترك المجتمع الشيعي في &laqascii117o;حالة بحث عن آليات سياسية ومذهبية وأمنية لتحقيق مصالحه المجتمعية، حتى لو كانت هذه القواعد ايديولوجية لا راديكالية في طبيعتها".
وفي كل الأحوال، فإن إيران &laqascii117o;حافظت على العلاقات الوثيقة مع الشيعة في لبنان حتى في أيام الشاه"، لكن الجمهورية الإسلامية &laqascii117o;رأت في لبنان الممزق بفعل الحرب الأهلية وفي التهميش المتنامي للشيعة، أرضية مثالية لتصدير ثورتها".
وجاء الاجتياح الإسرائيلي في 1982، ما &laqascii117o;سهّل دوراً وشيكاً لإيران في لبنان"، و&laqascii117o;ساهم في توسيع نفوذ طهران لدى شيعة البلاد". ووصف نيرغيزيان وكوردسمان &laqascii117o;الاجتياح والاحتلال اللاحق للجنوب اللبناني بأنه خلق عداء متنامياً حيال اسرائيل والحكومة التي يهيمن عليها الموارنة"، كما منح &laqascii117o;ايران مزيداً من النفوذ على سوريا وساعد في قلب تبعات الغزو العراقي لإيران وتقوية موقع دمشق حيال طهران".
وتابع الباحثان أنه &laqascii117o;فيما كانت لدى سوريا تحفظات حيال العمليات الإيرانية وتوثيقها للعلاقات مع المجتمع الشيعي في البقاع في لبنان، إلا أن هزيمة دمشق أمام إسرائيل ترك الشام بلا خيار سوى السماح لإيران ببسط نفوذها". و&laqascii117o;بموافقة دمشق الضمنية، أبقت إيران نحو 1500 من الحرس الثوري في البقاع، عملوا على توثيق العلاقات مع الشيعة، بما في ذلك حركة &laqascii117o;أمل" الاسلامية بقيادة حسين الموسوي و&laqascii117o;حزب الله" الذي كان يقوده آنذاك (الشهيد)عباس الموسوي وصبحي الطفيلي".
وتابع الباحثان أنه &laqascii117o;بالإضافة إلى الدعم المعنوي والأيديولوجي، زوّدت ايران &laqascii117o;حزب الله" بالدعم السياسي والاقتصادي والعسكري كوسيلة للحفاظ على موطئ قدم لها عند الخاصرة الشمالية لإسرائيل وللحفاظ على دورها في السياسات الأمنية في المشرق". وهكذا فإن &laqascii117o;ترسانة &laqascii117o;حزب الله" تعتبر في جزء كبير منها نتاج أكثر من 25 عاماً من الدعم المتواصل"، ليكون بذلك الدعم الأمني الإيراني لـ&laqascii117o;حزب الله" أقرب إلى الدعم الأميركي العسكري لإسرائيل. وعليه، &laqascii117o;ليس هناك لاعبان تلقيا مثل هذا الدعم المتواصل خلال فترة طويلة الى هذا الحد في المنطقة".
ويشير الباحثان الى أنه بعد ذلك صعد &laqascii117o;حزب الله" وتطوّر إلى &laqascii117o;واحدة من القوى السياسية والعسكرية المذهلة في البلاد، ان لم نقل الوحيدة". وعلى الرغم من &laqascii117o;التوجه السياسي والخطاب الإيديولوجي الذي اعتمده &laqascii117o;حزب الله" كنموذج سياسي لإيران، فإن الحزب لم يبذل مجهودا علنياً لإقامة حكم ثيوقراطي في لبنان"، وهو ما عزاه نيرغيزيان وكوردسمان إلى &laqascii117o;حقيقة أن لدى شيعة لبنان ما يكسبونه من التعبئة السياسية المذهبية المنهجية أكثر منه من محاولة شدّ لبنان بعيداً عن هيكليته المذهبية لتقاسم السلطة".
ووجد الباحثان أنه &laqascii117o;من المهم القول إن قرار &laqascii117o;حزب الله" الانخراط في السياسة في إطار النظام السياسي الراهن في لبنان، ساهم في الحد من تنامي النفوذ الإيراني على المستوى المحلي، بمعنى أن على ايران ان تعتمد على &laqascii117o;حزب الله" كوسيلة للتأثير على المنطقة".
وخلص الباحثان إلى أن &laqascii117o;"حزب الله" يعد وكيلاً أقل ارتباطاً بإيران وسوريا، وأكثر تمتعاً بالسيادة في لبنان، وأكثر تجذراً في المحيط اللبناني المحلي مما يظنّه الكثيرون"، وهذا ما &laqascii117o;يعقّد قدرة إيران وسوريا على السواء للانتشار في المجتمع الشيعي، في محاولاتهما للتأثير على السياسات الأمنية الإقليمية".
أما اليوم، فإن &laqascii117o;قدرة إيران على الاعتماد على &laqascii117o;حزب الله" كمصدر للتفاخر والدعم باتت أكثر ضبابية نتيجة عوامل عدة"، برأي نيرغيزيان وكوردسمان، فـ&laqascii117o;الانقسامات الفارسية العربية، والسنية الشيعية، باتت أكثر بروزاً وتأثيراً في المنطقة المضطربة دوماً. كما أن هالة الشجاعة التي اكتسبها &laqascii117o;حزب الله" خلال حرب تموز 2006، وبرغم أنها لا تزال مهمة، لم تساعده كثيراً في ترسيخ الدعم السني العربي له".
وفي الحديث عمّا أسمياه &laqascii117o;التوازن غير المتماثل"، قال نيرغيزيان وكوردسمان انه &laqascii117o;خلال الاجتياح الإسرائيلي في 6 حزيران 1982، بات واضحاً للقيادة السورية أن قواتها النظامية لن تستطيع منافسة إسرائيل. على الفور، اغتنمت إيران الفرصة. وفي 17 حزيران، عرضت لجنة إيرانية يرأسها وزيرا الدفاع والخارجية إرسال قوات نظامية وأسلحة والتطوع للقتال في لبنان تحت القيادة السورية. وقد رفضت دمشق لقناعتها بأنه ليس بإمكان إيران قلب الأوضاع لمصلحتها".
وهكذا، عندما تبين أن &laqascii117o;لا إيران ولا سوريا تملكان الوسائل للتأثير في التوازن العسكري النظامي، بات واضحاً ان هناك حاجة لمقاربة جديدة أطلق عليها الأسد اسم استراتيجية &laqascii117o;السيف والدرع"، والسيف هنا هم حلفاء سوريا في لبنان، بما في ذلك الشيعة الأوفياء لسوريا وإيران، لاستخدامهم في حملة قتال غير متماثلة وحرب عصابات ضد إسرائيل وحلفائها في لبنان، في حين ان الدرع كان يتطلّب دعما من الاتحاد السوفياتي لتحقيق &laqascii117o;تكافؤ استراتيجي" مع اسرائيل، وبناء قوة ردع طويلة الأمد".
ولكن استراتيجية &laqascii117o;السيف والدرع" انهارت بفعل انهيار الاتحاد السوفياتي، ما دفع سوريا إلى توثيق علاقاتها وتعاونها مع إيران، &laqascii117o;وزادت دعمها لـ&laqascii117o;حزب الله" وزادت اعتمادها على المنظمات الفلسطينية في لبنان"، في وقت واصلت فيه ايران &laqascii117o;بناء قدراتها الصاروخية"، ليضعا سويةً، أي دمشق وطهران، &laqascii117o;أسس استراتيجيات غير متماثلة وغير نظامية"، منحت سوريا &laqascii117o;الوسائل لانتهاك، لا بل تقويض، أمن إسرائيل والمصالح الإستراتيجية في المنطقة". وما حرب تموز 2006، سوى مثال على ذلك، برأي نيرغيزيان وكوردسمان، باعتبار ان &laqascii117o;"حزب الله" لم يكن ليصبح قوة أساسية في لبنان لولا تهريب سوريا وإيران الأسلحة له".
ويتابع الباحثان في &laqascii117o;مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" أن &laqascii117o;حزب الله" أثبت انه ليس طرفا بالوكالة لسوريا أو إيران، &laqascii117o;إلا إذا وجد ان التصرف على هذا النحو يصب في مصلحته"، بمعنى أن دمشق وطهران والحزب &laqascii117o;استخدمت بعضها بعضاً، كلٌ لمصالحه الخاصة".
ماذا عن ترسانة &laqascii117o;حزب الله" الصاروخية والجوية؟
يستعرض الباحثان في &laqascii117o;مركز الدراسات الإستراتيجية والدولية" آرام نيرغيزيان وأنطوني كوردسمان، ترسانة &laqascii117o;حزب الله"، بما في ذلك امتلاك الحزب لـ&laqascii117o;أكبر نظام للصواريخ وهو &laqascii117o;زلزال 2" الذي يزن 3400 كلغ وبإمكانه اطلاق رؤوس حربية وزنها 600 كلغ وعلى مدى 200 كلم. وهو نظام يفتقر لأنظمة التوجيه الإلكتروني"، وأشارا الى ان الحزب &laqascii117o;يأمل بتوسيع ترسانته لتشمل أنظمة التوجيه تلك او صواريخ &laqascii117o;فتح آيه 110"، وهي من طراز &laqascii117o;زلزال 2"، ولكنها مزودة بأنظمة توجيه. وهذه قد تشكل تهديداً للداخل الإسرائيلي".
كما تحدث الباحثان عن احتمال تهريب سوريا صواريخ بالستية من طراز &laqascii117o;سكود بي" الروسية إلى الحزب في 2010، بينما تحدثت تقارير عن تهريب سوريا للحزب صواريخ من طراز &laqascii117o;سكود دي" في تموز 2011. وقالا ان &laqascii117o;هناك تقارير تتحدث عن توسيع الحزب لترسانته عبر تزوده بأنظمة صواريخ بعيدة المدى مضادة للسفن"، وأشارا إلى أن &laqascii117o;الحزب طوّر على نحو كبير ترسانته من الأنظمة الموجهة وغير الموجهة المضادة للمدرعات، حيث قيل ان طهران زوّدت الحزب بأنظمة &laqascii117o;نادر" و&laqascii117o;طوفان" وهي نسخ إيرانية للـ&laqascii117o;آر بي جي ـ7" الروسية، كما تحدثت تقارير عن ان الحزب في صدد تسلّم أنظمة &laqascii117o;توسان" و&laqascii117o;رعد".
اما عن ترسانة الأسلحة الدفاعية الجوية، فقال الباحثان انه &laqascii117o;بالإضافة إلى تطوير الحزب لصواريخ أرض أرض، فإن امتلاكه لـقدرات &laqascii117o;اس آيه ام" المضادة للصواريخ، مستقبلاً قد يشكل بُعداً آخر في التوازن غير المتماثل للقوى في المنطقة". ويقال إن الحزب في صدد امتلاك أنظمة &laqascii117o;اس آيه 14 غريملين" و&laqascii117o;اس آيه 18 ايغلا"، في حين ذكرت مجلة &laqascii117o;جاين" الدفاعية أن الحزب يتلقى التدريب في سوريا على انظمة &laqascii117o;اس آيه 8 جيكو"، من دون وجود أية أدلة على حصول الحزب على هذه الانظمة &laqascii117o;التي تشكل تهديدا للمروحيات الإسرائيلية".
(غداً الجزء الثاني والأخير)
حول الموافقة السورية على خطة اللجنة الوزارية العربية
- 'السفير': دمشق تعد لسحب القوات من غالبية المدن وإصدار عفو تدريجي ... وفتح الحوار خلال أسبوعين.. الجامعة العربية تبادر لإنقاذ سوريا ... والنظام أمام امتحان التنفيذ
وافقت الجامعة العربية ودمشق، أمس، على الورقة النهائية للخطة العربية بشأن الأزمة في سوريا، والتي تنص على وقف أعمال العنف كافة من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين، والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وإخلاء المدن والاحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الاعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للاطلاع على حقيقة الاوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث، كمقدمة لاجراء اللجنة الوزارية العربية الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف أطراف المعارضة من أجل الاعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني خلال فترة اسبوعين من تاريخه.
في هذا الوقت، ارتفعت حصيلة الدم، ولاسيما في حمص إلى مستوى قياسي، وفقا لما تناقلته شبكات إعلام اجتماعية وناشطون محليون، في حوادث قتل عشوائي طالت مدنيين بالدرجة الأولى وعسكريين أيضا، وذلك في تحدّ على ما يبدو لمطلب سحب الجيش من المدن وإيقاف كل المظاهر المسلحة، والتي يفهم منها الإشارة لطرفين لا طرف واحد، وهو ما قوبل بإعلان ما يسمى بـ&laqascii117o;الجيش السوري الحر" مسؤوليته عن مقتل 15 عنصرا أمنيا في منطقة بالقرب من حماه.
وفيما أعلن رئيس وزراء قطر ورئيس اللجنة الوزارية العربية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، في القاهرة، قبول سوريا الورقة وترحيبه بهذا القبول، صدرت مواقف دولية تدين دمشق، في منحى تصاعدي شمل تركيا إضافة الى الولايات المتحدة والأمم المتحدة، وذلك فيما كان مندوب سوريا لدى الجامعة يوسف أحمد يشير إلى ما لم تتضمنه الورقة صراحة من &laqascii117o;رفض مطلق للتدخل الخارجي ولأي خيار يأتي من خارج الحدود السورية"، داعيا إلى وقف كل أشكال &laqascii117o;التحريض السياسي والإعلامي الخارجي".
وعلمت &laqascii117o;السفير" أن السلطات السورية بدأت فعليا بالإعداد لسحب قواتها العسكرية من غالبية المدن، كما يتم التحضير لصدور قرار عفو تدريجي عن معتقلين سياسيين، وآخر بتشكيل لجنة للإعداد للحوار الوطني يرأسها نائب الرئيس فاروق الشرع. وقالت مصادر واسعة الاطلاع لـ&laqascii117o;السفير" إن سوريا وقطر تبقيان خطا مفتوحا للتعاون في شأن تنفيذ الخطة العربية. وكان الشيخ حمد أعلن في القاهرة أن سوريا قبلت من دون شروط الورقة العربية لإنهاء أعمال القتل والقمع، والدخول في حوار مع المعارضة.
وأضاف حمد، الذي يرأس اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا، في مؤتمر صحافي في ختام اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، أن الجامعة العربية سعيدة بالاتفاق، وسـتكون أســعد لو يطبـق فورا. ولفت الى أن المجلس أقر رصــد مبلغ مالي للأمانة العامة لتغطية الأنشــطة ذات الصلة بالمهام الموكلة إليها بموجــب هذه الخطة، وإبقاء المجلس في حالة انعقــاد دائم لمتابعة الموقــف وتطوراته.
وتلا القرار الذي اعتمده الوزراء العرب والذي نص على أن &laqascii117o;الحكومة السورية وافقت" على الخطة العربية لوقف العنف وعقد مؤتمر حوار وطني مع كل أطياف المعارضة. وأضاف &laqascii117o;المهم التزام الجانب السوري بتنفيذ هذا الاتفاق، نتأمل ونتمنى أن يكون هناك التنفيذ الجدي سواء بالنسبة لـ(وقف) العنف والقتل أو (الإفراج عن) المعتقلين أو إخلاء المدن من أي مظاهر مسلحة فيها". وشدد على انه &laqascii117o;إذا لم تلتزم سوريا فان الجامعة ستجتمع مجددا وتتخذ القرارات المناسبة في حينه".
من جهته، قال الأمين العام للجامعة نبيل العربي إن &laqascii117o;الهدف الحقيقي والرئيسي هو تقديم حل عربي ينقل رسالة واضحة ولها مصداقية إلى الشعب السوري بأن هناك نقلة نوعية تؤدي إلى وقف كافة أنواع العنف وفتح المجال" أمام منظمات الجامعة العربية ووسائل الإعلام لرصد ما يحدث في سوريا وإجراء حوار وطني، مشددا على ضرورة تطبيق الاتفاق. وقال العربي، لقناة &laqascii117o;العربية" ان المحادثات بين الحكومة السورية والمعارضة ستعقد في القاهرة.
البيان الختامي
وأصدرت الجامعة بيانا عقب الجلسة المغلقة في القاهرة جاء فيه أن الجامعة ترحب بموافقة سوريا على بنود الورقة العربية التي سلمت الأحد الماضي في الدوحة من وفد سوري يقوده وزير الخارجية وليد المعلم.
ونص البيان على الالتزام الفوري للسلطات السورية بما ورد بالورقة العربية، وتقديم تقارير دورية إلى مجلس الجامعة، وتكليف اللجة الوزارية العربية بمواصلة الاتصالات بين الحكومة والمعارضة السورية. كما ستظل اللجنة في حالة انعقاد دائم لمتابعة تطورات الوضع على الأرض.
وكانت مصادر دبلوماسية أعلنت لوسائل إعلام عربية أن سوريا تحفظت على نقطتين ترتبطان بآلية المراقبة العربية ومكان الحوار، إلا أن مصادر سورية عليمة نفت الأمر لـ&laqascii117o;السفير"، مشيرة إلى أن كلا الأمرين لم تتم مناقشتهما بعد بين الطرفين، منوهة بـ&laqascii117o;الأجواء الإيجابية" داخل الاجتماع، وترحيب الوزراء العرب بالموافقة السورية. وذكرت المصادر أن &laqascii117o;الجانب العربي شجع سوريا على التنفيذ سريعا"، مع الأخذ بالاعتبار &laqascii117o;أن ثمة أطرافا ستسعى لإعاقة التنفيذ على الأرض"، وفق تعبيرها. وقالت إن &laqascii117o;هناك تعاونا كاملا ومستمرا بشأن التنفيذ بين سوريا من جهة وقيادة اللجنة الوزارية".
ومن المتوقع أن تكون أولى الخطوات هي سحب المظاهر المسلحة من جانب السلطة من المدن، وهي خطوة بدأ الإعداد لتنفيذها بالفعل في أنحاء مختلفة من البلاد وفق ما علمت &laqascii117o;السفير"، ولكن من دون أن يكون واضحا إن كانت ستشمل محافظة حمص، التي تشهد مواجهات دامية على مستويات مختلفة.
كما من المتوقع خلال الساعات المقبلة أن يتم الإفراج عن معتقلين سياسيين وناشطين على دفعات، وقبل عطلة عيد الأضحى، وأن يتم الإعلان عن تشكيل لجنة للإعداد لمؤتمر الحوار الوطني يشكلها الرئيس بشار الأسد، ويرأسها نائبه فاروق الشرع.
ووافقت أيضا السلطات السورية وفقا للورقة على إخلاء الأحياء السكنية والمدن من المظاهر المسلحة، وتمكين وسائل الإعلام العربية والدولية من الدخول للاطلاع على الأوضاع. ولم يفهم في ما يخص البند السابق كيف سيتم إخلاء العناصر المسلحة &laqascii117o;المتمردة" على السلطة، وإن كان ثمة آلية أو تفاوض لذلك.
وجاء في بيان الجامعة أنه مع إحراز تقدم ملموس من جانب دمشق في تنفيذ تعهداتها، تباشر اللجنة العربية إجراء حوار مع الحكومة والمعارضة السورية خلال فترة أسبوعين بما يفضي إلى مؤتمر وطني.
وكان مندوب سوريا الدائم لدى الجامعة العربية السفير يوسف أحمد قال، في اجتماع مجلس الجامعة العربية، إن &laqascii117o;بنود الورقة العربية تنطلق من ثوابت راسخة في الموقف السوري برفض العنف وتحريم الدم السوري وانتهاج الحوار الوطني ودعم الإصلاح".
وأضاف، وفقا لما نقلته &laqascii117o;سانا" عنه، أن &laqascii117o;سوريا قابلت الجهد العربي بايجابية ومرونة وانفتاح، انطلاقاً من قناعتها بحتمية أن يكون الدور العربي مبنياً على الحرص على أمن سوريا واستقرارها". وتابع &laqascii117o;الحل والخيار سوريان، وبدعم عربي مخلص ينطلق من رفض مطلق للتدخل الأجنبي، ولأي خيار يأتي من خارج حدود سوريا". وشدد على أن &laqascii117o;القيادة السورية كانت منذ اللحظة الأولى مدركة لحجم الأزمة وأسبابها، وتعاملت معها على أساس القناعة بوجود مطالب مشروعة ومحقة للشعب السوري".
وقال &laqascii117o;نعول على الأشقاء العرب وإرادتهم للاضطلاع بمسؤولياتهم القومية، وتقديم كل أشكال الدعم لتنفيذ بنود الورقة الموقعة مع الجامعة لحل الأزمة السورية، سواء في العمل على وضع حد لأشكال التحريض السياسي والإعلامي الخارجي أو بتشجيع جميع الأطراف داخل سوريا وفي خارجها على التعامل بايجابية وجدية وإخلاص مع متطلبات وبنود هذه الورقة، أو في التصدي لمحاولات التدخل الخارجي السلبي في الشأن السوري الداخلي، أو برفض العقوبات الخارجية أحادية الجانب المفروضة على سوريا".
المعارضة
وكان &laqascii117o;المجلس الوطني السوري" المعارض طالب الجامعة العربية بـ&laqascii117o;تجميد عضوية" سوريا، مؤكدا أن دمشق ردت على عرض وساطتها &laqascii117o;بتصعيد القمع". وقال، في بيان، إن &laqascii117o;تصاعد القمع الوحشي الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبنا الصامد والذي أسفر عن مئات الضحايا خلال بضعة أيام يشكل الرد العملي للنظام على المبادرة العربية".
واكد المجلس انه &laqascii117o;يثمن حرص العرب على حقن دماء السوريين وسعيهم الى تجنيب البلاد مخاطر التدخلات الاجنبية"، متهما &laqascii117o;النظام بانه رد كعادته على هذه الجهود بتصعيد مسلسل القتل والانتقام والاعتقال والتشريد".
وأضاف أن &laqascii117o;الســـلوك الدمـــوي للنظام استخفاف بالجهود العربية الرامية الى حقن الدماء، واستمرار لنهجه في عمليات الاحتيال والمراوغة مما يجعلنا نشدد على أن النظام يحاول كسب الوقت".
ورأى ان &laqascii117o;دعاوى (النظام) بشأن الحوار والاصلاح زائفة ومخادعة". واضاف &laqascii117o;انه بناء على ذلك، يعيد مطالبته بـ&laqascii117o;تجميد عضوية النظام السوري في الجامعة العربية وتوفير حماية دولية للمدنيين بغطاء عربي". كما دعا الى &laqascii117o;الاعتراف بالمجلس الوطني السوري ممثلا للثورة السورية والشعب السوري".
ردود فعل دولية
وقال الامين العام للامم المتحدة بان كي مون، في العاصمة الليبية طرابلس، ان على الاسد &laqascii117o;تطبيق الاتفاق بالسرعة الممكنة كما تم الاتفاق عليه"، مضيفا &laqascii117o;لقد عانى الشعب الكثير لفترة طويلة وهذا وضع غير مقبول" مذكرا بحصيلة العنف التي بلغت بحسب الامم المتحدة اكثر من 3000 قتيل.
وكرر البيت الأبيض دعوته للرئيس السوري بشار الأسد للتنحي. وقال المتحدث باسمه جاي كارني &laqascii117o;موقفنا ما زال هو أن الرئيس الأسد فقد شرعيته ويجب أن يتنحى... نؤيد كل الجهود الدولية التي تستهدف اقناع النظام بوقف مهاجمة شعبه".
واشارت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند الى ان لدى واشنطن شكوكا حول امكانية تطبيق الخطة العربية. وقالت &laqascii117o;لقد قدمت سوريا العديد من الوعود للمجتمع الدولي في السابق"، مضيفة &laqascii117o;ان القضية الاساسية هي عملية ديموقراطية حقيقية في سوريا. لن نحكم عليهم بناء على كلمات بل افعال".
وطالبت المستشارة الالمانية انجيلا ميركل ورئيس الوزراء التركي رجب طيب اردوغان، في برلين، بتشديد الضغوط على دمشق. وقالت ميركل &laqascii117o;نرغب، وأعني ألمانيا على الاقل، في إدانة أقوى (لسوريا) ولا سيما من الامم المتحدة".
ميدانيا
.... ذكرت &laqascii117o;سانا" ان &laqascii117o;محافظة الرقة ومدينة السلمية شهدتا مسيرتين حاشدتين شارك فيهما مختلف اطياف المجتمع وفعالياته الشعبية والشبابية والأهلية والنقابية تعبيراً عن دعمها لبرنامج الإصلاح الشامل الذي يقوده الأسد وللجيش العربي السوري في مهمته الوطنية لحفظ الامن والاستقرار ورفضها للتدخلات الخارجية بشؤون سوريا الداخلية، وشكرها لروسيا والصين وجميع الدول الصديقة التي وقفت الى جانب سوريا في مواجهة المؤامرة التي تتعرض لها".
وقال نائب الرئيس السوري السابق عبد الحليم خدام، في مقابلة مع &laqascii117o;رويترز" من باريس، ان &laqascii117o;السوريين سيضطرون إلى حمل السلاح دفاعا عن انفسهم ما لم يتدخل العالم لحماية المدنيين الذين يتظاهرون ضد الاسد". وتوقع فشل المبادرة العربية. وقال ان &laqascii117o;هذه المبادرة تدعو إلى الحوار بين الاسد والمعارضة لكن على غير اساس انهاء النظام"، معتبرا ان &laqascii117o;الشارع السوري وكل اطراف المعارضة رفضت التسوية".
- 'السفير': نـص خطـة العمـل العربيـة
تتكون خطة العمل العربية التي وافقت عليها سوريا من عدة بنود بشأن وقف العنف والحوار مع المعارضة. وفي الآتي بيان الاجتماع الوزاري العربي الذي عقد في القاهرة أمس: إن المجلس في دورته غير العادية المستأنفة على المستوى الوزاري، وانطلاقا من حرص الدول الأعضاء على أمن سوريا واستقرارها ووحدتها وسلامتها الإقليمية، وسعيا من الدول العربية إلى المساهمة في إيجاد مخرج للأزمة السورية لوقف إراقة الدماء وتحقيق تطلعات الشعب السوري في الإصلاح المنشود، تجنبا لأي تدخلات خارجية، وتأسيسا على المبادرة العربية لحل الأزمة السورية واستنادا إلى قرار مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري بتاريخ 16 تشرين الأول الماضي، وبعد الاستماع إلى تقرير اللجنة الوزارية العربية بشأن الوضع في سوريا ومداخلة رئيس وفد سوريا، قرر الترحيب بموافقة الحكومة السورية على خطة العمل العربية لحل الأزمة السورية واعتمادها، مع التأكيد على ضرورة التزامها بالتنفيذ الفوري والكامل لما جاء فيها من بنود، وقيام اللجنة الوزارية العربية بتقديم تقارير دورية إلى المجلس حول مدى التقدم الذي تم إحرازه في عملية التنفيذ، وتكليف اللجنة بمواصلة مهمتها في إجراء المشاورات والاتصالات اللازمة مع الحكومة والمعارضة السورية لضمان عملية التنفيذ. إن المجلس قرر رصد مبلغ مالي للأمانة العامة لتغطية الأنشطة ذات الصلة بالمهام الموكلة إليها بموجب هذه الخطة، مع إبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف وتطوراته. إن خطة العمل العربية التي وافقت عليها الحكومة السورية تتضمن أربعة عناصر أساسية، وهي: وقف كافة أعمال العنف من أي مصدر كان حماية للمواطنين السوريين، والإفراج عن المعتقلين بسبب الأحداث الراهنة، وإخلاء المدن والأحياء السكنية من جميع المظاهر المسلحة، وفتح المجال أمام منظمات جامعة الدول العربية المعنية ووسائل الإعلام العربية والدولية للتنقل بحرية في جميع أنحاء سوريا للإطلاع على حقيقة الأوضاع ورصد ما يدور فيها من أحداث. مع إحراز تقدم ملموس في تنفيذ الحكومة السورية لتعهداتها الواردة في البند السابق تباشر اللجنة الوزارية العربية القيام بإجراء الاتصالات والمشاورات اللازمة مع الحكومة ومختلف أطراف المعارضة السورية من اجل الإعداد لانعقاد مؤتمر حوار وطني خلال فترة أسبوعين من تاريخه.
- صحيفة 'النهار': خليل فليحان
آلية تنفيذ الموافقة على المحك.. هل تقنع اللجنة المعارضة السورية؟
تجاوبت سوريا مع خطة اللجنة الوزارية العربية المكلفة معالجة الازمة التي تضرب في حمص وحماه ودرعا، ولكن ما هي آلية التنفيذ التي ستتبع؟ المعارضة اعتبرت ان الموافقة انكسار للنظام واول انتصار لها عليه، فيما الناجح الحقيقي هو اللجنة، وهذا اول انتصار للجامعة في معالجة مشكلة داخلية تطورت من مطالب اصلاحية الى اشتباكات دامية. ومن اجل ترجمة القرار عمليا، سارع رئيس اللجنة رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى دعوة النظام السوري لسحب المظاهر المسلحة فورا، موضحا ان هذا الطلب 'ليس أمرا' بل لوقف العنف؟ ووصفت مصادر وزارية عربية ان الموافقة السورية على تلك الخطة بأنها 'قرار ذكي، اذ سترمي الكرة في ملعب المعارضة، لان دمشق تتوقع الا تتمكن اللجنة من ضبط جميع فئات المعارضة، بدليل رفض اعضاء في 'المجلس الوطني السوري' القبول فقط بوقف اعمال العنف من القوات المسلحة النظامية، بل طالبوا بتأمين الانتقال الديموقراطي للسلطة ورحيل الرئيس بشار الاسد. وتعجز اللجنة عن تنفيذ هذين المطلبين، وخصوصا الثاني. وفي هذه الحال يضمن الاسد مراجعة الدول العربية لمواقفها الحادة ضده والتي كانت تنتقده بشدة على المواجهات الدامية مع المعارضين ومع المسلحين، واصابة العديد من المدنيين وقمع التظاهرات، فتتحول المشكلة نزاعا بين اللجنة والمعارضة وسط عجز الاخيرة عن ضبط المسلحين الذين قد يكونون فريقا لا ينتمي الى اي من فئات المعارضة. واللافت ان هناك تطابقا في الموقف بين الولايات المتحدة و'المجلس الوطني السوري'لجهة المطالبة بتنحية الاسد. والسؤال المطروح: هل تسمح السلطات الرسمية المختصة بتظاهرات ضخمة للمعارضة بعد سحب المظاهر المسلحة اذا ما تقرر القيام بها؟ وما هي نسبة نجاح وقف الصدامات بين القوات المسلحة والمسلحين؟ وأفادت مصادر لبنانية ان المسؤولين الكبار لم يفاجأوا بقرار الموافقة السورية، لانهم كانوا على علم مسبق بها بعد ان ابلغهم عنها وزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور اثر تلقيه اتصالا من نظيره السوري وليد المعلم.وأشارت الى ان المعلومات التي وردت من القاهرة ليلا في ختام الاجتماع الوزاري، هي ان الخطة لم يوافق سفير سوريا لدى مصر ومندوبها الدائم لدى الجامعة السفير يوسف احمد على جميع بنودها كما وضعتها اللجنة، فحذف منها بند ارسال مراقبين عرب الى سوريا لمراقبة مدى تنفيذ القرار الذي رفضته سوريا، واقترح مجيء مراقبين من روسيا والصين والبرازيل والهند وهو ما قوبل بالرفض. كذلك تحفظ احمد عن مكان اجراء الحوار في مقر الجامعة في القاهرة، بل طلبه في دمشق مع ضمانات للمعارضين الموجودين خارج البلاد.ولفتت مصادر وزارية عربية شاركت في الاجتماع الى ان المجلس وافق على التعديل السوري، لأن همه الاول وقف الاقتتال، وهذا ما وافق عليه النظام في سوريا وُحددت مدة اسبوعين لاستكمال المشاورات التي سيجريها رئيس اللجنة الشيخ حمد والامين العام للجامعة نبيل العربي وسيستقبل الاخير في مكتبه اليوم الخميس وفدا من 'المجلس الوطني السوري' ليطلب منه التعاون لانجاح القرار الذي اتخذه المجلس الوزاري العربي وحدد اكثر من عضو فيه في اعقاب اعلان القرار بتمسكه بذهاب السلطة السياسية التي تحكم البلاد ورحيل الاسد.
- 'السفير': النظام يسعى لكسب الوقت ويتصور أن الأزمة خارجية
أمين سر 'هيئة التنسيق' في المعارضة السورية لـ'السفير': ندعم المبادرة العربية ونعارض التدخل وعسكرة الثورة
في هذه المرحلة الحساسة من تحولات الأزمة السورية، مع دخول المبادرة العربية مرحلة جديدة، وتصاعد وتيرة الحديث عن &laqascii117o;التدخل الخارجي"، ينقل أمين سر &laqascii117o;هيئة التنسيق الوطنية لقوى التغيير الوطني الديموقراطي في سوريا" رجاء الناصر، رؤية أكبر الكتل السورية المعارضة في الداخل، في حوار مقتضب مع &laqascii117o;السفير"، أكّد خلاله دعم المعارضة لمبادرة الجامعة العربية كمخرج للأزمة ومانع للتدخل الأجنبي، محذراً في الوقت نفسه من اتباع النظام السوري لسياسة &laqascii117o;كسب الوقت وإنهاك الخصوم" باعتماده على &laqascii117o;التوازنات الخارجية".
^ كيف تنظرون إلى المبادرة العربية؟
{ نحن في قوى التغيير رحبنا بمساعي الجامعة العربية من أجل ايجاد مخارج للأزمة واعتبرنا هذه المساعي مدخلاً لمنع التدخل الخارجي، ومنع الأطراف من التوجه إلى حرب أهلية. خصوصاً أن ما طرح في مبادرات الجامعة العربية تضمن جزءاً مهماً من المطالب الأساسية للحركة الشعبية وهيئة التنسيق، بإيجاد مناخات تسمح بالعمل السياسي، والحل السياسي على حساب الحل الأمني الذي ينتهجه النظام.
وبالتحديد لأن الجهود تركزت على طلب وقف العنف والافراج عن المعتقلين والسماح بالتظاهر السلمي وسحب الجيش. هذه المطالب هي كما قلنا ركيزة الحلول السياسية، ولكننا نتوقع ونأمل أن تتفق جميع الأطراف على هذه المساعي بشفافية وأن تتفاعل معها بوضوح وبسرعة، للانتقال في ما بعد إلى المرحلة الثانية، وهي مرحلة التفاوض على رسم صورة مستقبل سوريا، وكيف سيتم الانتقال إلى نظام ديموقراطي تعددي والتخلص من النظام الشمولي الراهن.
هذه المبادرة جاءت متأخرة، وكنا نفضل أن تأتي عبر موقف واع من القيادة السياسية للأحداث، وعبر فهمها بأنه لا مكان للحل الأمني العسكري وأنه مهما بلغت قوة السلطة وأداة قمعها إلا أن الحركة الشعبية باتت أقوى من السيطرة عليها أمنياً.
^ ما هي توقعاتكم لتجاوب النظام مع المبادرة؟
{ إننا في هيئة التنسيق نؤكد على ضرورة أن يتم التجاوب الجدي مع المبادرة وعدم وضع عراقيل أمامها، انطلاقاً من الاعتراف الحقيقي بضرورة خلق مناخات حوار سياسي والتعامل الجدي مع المعارضة، وعدم اعتماد أسلوب المناورة في التعاطي مع هذه المسألة.لا يزال النظام حتى هذه اللحظة يتعامل مع المبادرة بطريقة كسب الوقت، فعلى سبيل المثال كان المفترض أن يتم إيقاف فوري لعمليات القمع وقتل المتظاهرين السلميين وملاحقة النشطاء السياسيين. بل حتى هذه اللحظة تستمر آلة القمع مما يضعف الثقة بوجود رغبة لدى النظام بحل أزمته الداخلية. وهو يتصور أن الأزمة خارجية بإمكانه أن يحلها عبر توازنات دولية وليست عبر تحقيق إصلاح جدي حقيقي في الداخل يسمح بالانتقال السلمي إلى نظام جديد. وهو رغم ما يدّعيه من اعترافه بوجود معارضة وطنية في سوريا، يقوم في الوقت ذاته بحملة تشهير ضد رموز المعارضة ويعتقل عدداً كبيراً من كوادرها، ومنهم أعضاء في المكتب التنفيذي لهيئة التنسيق. وانطباعنا انه يتعامل مع الأمور ليس وفق نظرة سياسية بل وفق آلية كسب الوقت وإنهاك الخصوم على حسب الحل الوطني.ونعتقد أن هذه السياسة واستمرارها سيعمق الازمة الداخلية، وخصوصاً لجهة عسكرة الثورة واستخدام العنف المضاد الذي تتسع رقعته كل يوم كرد فعل مباشر على ممارسات النظام، وهي حالة تنذر ليس فقط باستمرار الازمة بل أيضاً بخلق واقع مدمر لا تمكن السيطرة عليه. كما أن ذلك يفتح المجال أمام تدخل خارجي مستقبلي على طريقة الحماية الدولية أو الحظر الجوي، ويضع سوريا تماماً في الصورة الليبية رغم اختلاف بعض التفاصيل الجزئية.ومن هنا نرى أن على النظام أن يبادر فوراً ومن دون تلكؤ إلى تنفيذ المطالب الشعبية، وهي بمعظمها نفس مطالب الجامعة العربية، واعتماد الحل العربي لأنه يشكل ضماناً مقبولاً نسبياً من كل الأطراف الوطنية، على عكس التدويل والتدخل الخارجي الذي نشعر في هيئة التنسيق أنه قرار خطير لأنه يؤدي إلى تدمير المجتمع السوري وليس النظام فحسب...
جهات أمنية أوروبية تتوقع اغتيال عبد الكريم و ابادي و اختطاف عناصر من حزب الله
ـ صحيفة 'الديار': جهات أمنية أوروبية تتوقع اغتيال عبد الكريم و ابادي و اختطاف عناصر من حزب الله
لا تستبعد جهات أمنية واستخبارية خارجية أوروبية في بروكسل ان تقدم جماعات حزبية مسيحية وإسلامية سنية في لبنان 'قريباً جداً' على 'معاملة حزب الله بنفس بضاعته', فتلجأ الى اختطاف بعض عناصره في بيروت أو مناطق لبنانية أخرى لمبادلتهم بالأشقاء السوريين المعارضين الثلاثة من آل جاسم والقيادي البعثي شبلي العيسمي والموظف في مطار بيروت جوزف صادر, وعدد آخر من السوريين اللاجئين الى شمال لبنان وبقاعه والى بيروت خلال الأشهر الخمسة الماضية هرباً من قمع نظام الأسد, كما تشمل الجماعات الحزبية في عمليات اختطافها أيضاً ضباط وافراداً في قوى الأمن الداخلي والاستخبارات اللبنانية شاركت في اختطاف السوريين ومازالت تلاحق الهاربين الى لبنان فتعتقلهم وتعذبهم وتعيد بعضهم الى 'المسالخ السورية' التابعة للنظام
وذكرت جهات استخبارية ألمانية, في تقارير رفعتها خلال الايام العشرة الماضية الى الجهاز الامني الموحد للاتحاد الأوروبي, أن عناصر لبنانية معنية في بيروت وشمال لبنان وبقاعه الأوسط حيث تتجمع التيارات السلفية السنية التي طالما زودت سورية والعراق بانتحاريين ومتطرفين عملوا ضد القوات الأميركية والغربية هناك بالتعاون مع الاستخبارات السورية التي كانت تنظم عمليات انتقالهم الى المحافظات العراقية, وكذلك عناصر مسيحية حزبية كان جرى استدعاؤها من أماكن إقاماتها في أوروبا وكندا واستراليا والبرازيل والولايات المتحدة حيث تعيش منذ مطلع التسعينات, أعادت تنظيم صفوفها لاستئناف نشاطها العسكري المسلح, في محاولة لوقف اعتداءات 'حزب الله' وبعض التيارات التابعة للاستخبارات السورية, مثل الاختطاف والاعتقال والتعذيب والاخفاء بالتعاون مع نظام الاسد, وبدعم ومباركة من 'الحرس الثوري' والنظام الايراني والسفارتين السورية والإيرانية في بيروت
ووفقاً لمعلومات أجهزة أمنية فرنسية خارجية تنسق عملياتها في لبنان واسرائيل وسورية والأردن مع استخبارات القوات الدولية في جنوب لبنان 'يونيفيل', فإن 'العشرات من العمال والهاربين السوريين الى لبنان وبعض المخطوفين اللبنانيين يعتقد أنهم في سجون سورية, موجودون في معتقلات أنشأها 'حزب الله' منذ انسحاب الاسرائيليين من الحزام الامني اللبناني في الجنوب, وضاعف عددها مرات عدة بعد حرب 2006 وخصوصاً في البقاع والقرى الملاصقة للحدود اللبنانية - السورية, وان بعض أجنحة سلطات الأمن اللبنانية التي يديرها الآن من خلف الستار كل من الضابطين السابقين المدير العام السابق للأمن العام جميل السيد والمدير العام لقوى الأمن الداخلي السابق علي الحاج, تغطي وجود تلك المعتقلات رغم معرفة عدد كبير من القيادات العسكرية والأمنية بهذا الوجود .
ونقل ديبلوماسي لبناني في بايرس, عن الاجهزة الامنية الفرنسية تأكيدها أن 'موازنة مالية شهرية خصصتها الاستخبارات الايرانية في سفارتها في بيروت لتغطية رواتب عناصر 'حزب الله' والأجهزة الامنية والعسكرية اللبنانية التابعة له, و'شبيحة' السفارة السورية في بيروت المشرفة على كل هذه العمليات الارهابية, تبلغ مليون دولار شهرياً'
وألمحت الاجهزة الفرنسية الى 'إمكانية قوية لقيام ردة فعل داخل لبنان وريما خارجه على ارتكابات 'حزب الله' والسفارتين الايرانية والسورية, تستهدف قادة أمنيين وديبلوماسيين فيهما ينظمون عمليات الاختطاف والقتل والاعتقال والتعذيب واعادة المعارضين السوريين اللاجئين الى لبنان الى بلدهم', كاشفة عن 'مغادرة مئات الحزبيين اللبنانيين السنة والمسيحيين اللاجئين الى فرنسا منذ مطلع التسعينات عائدين الى لبنان بطلبات من احزابهم وتياراتهم, علماً أنهم معروفون لدى أجهزة الامن الفرنسية بجدارتهم الامنية السابقة وبينهم عدد كبير من المدربين على العمليات الاستخبارية والسلاح والمراقبة والتعقب وحتى تصفية الارهابيين'.
واعربت الأجهزة الفرنسية عن قلقها من 'امكانية استهداف السفيرين السوري علي عبد الكريم علي والإيراني غضنفر ركن أبادي على ايدى رجال امن سوريين منشقين وملتحقين ب¯'الجيش السوري الحر' الذي تقيم قيادته راهناً داخل الحدود التركية, بعدما دخلوا لبنان في مهمة لحماية اللاجئين إليه, وخصوصاً قيادات المنسقيات السورية التي تقود الثورة في الداخل والخارج.
حول المحكمة الدولية الخاصة بلبنان
- صحيفة 'الأخبار':عمر نشابة
امتحان العدالة الدولية.. مذكرة رسميّة إلى المحكمة: إسرائيل متورطة باغتيال الحريري
قدّم مسؤول سابق في مكتب المدعي العام التابع للمحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة إلى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان معلومات عن احتمال ضلوع إسرائيل في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري، هي بمثابة أدلّة ظرفية تتيح الاشتباه في أرييل شارون ومئير داغان. هل تجرؤ المحكمة الخاصة بلبنان على التحقيق في هذا الاحتمال، أم تنكشف كآلية دولية للاعتداء على المقاومة عبر سعيها إلى تجريم مناصرين لحزب الله؟
تقدم المحامي مروان دلال، الذي عمل سابقاً في مكتب المدعي العام للمحكمة الدولية ليوغوسلافيا السابقة، بمذكرة إلى قاضي الإجراءات التمهيدية في المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، دانيال فرانسين، أورد فيها معلومات موثقة عن احتمال ضلوع جهاز الاستخبارات الإسرائيلي (الموساد) ورئيسه مئير داغان في جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 14 شباط 2005. صنّف دلال، الضليع في الإجراءات القضائية الدولية، المذكرة بـ&laqascii117o;رأي صديق للمحكمة" (AMICascii85S Cascii85RIAE) وأرفق المذكرة بطلب إيداعها، تضمن تفنيداً للأسباب الموجبة.
في المقابل، أكد المتحدث باسم المحكمة الدولية الخاصة بلبنان مارتن يوسف، أمس، لـ&laqascii117o;الأخبار" في رسالة خطية، وعبر الهاتف من لاهاي، تسلم القاضي فرانسين للمذكرة،