لا 'أورو' في صندوق المحكمة!
قال مصدر لـ'النهار' الى ان جدول المحادثات بين الرئيس نجيب ميقاتي والبابا بينديكتوس السادس عشر سيتناول تمويل المحكمة الخاصة لبنان المكلفة محاكمة المتورطين في اغتيال الرئيس رفيق الحريري ومنفذي الجريمة. وسيؤكد ميقاتي الالتزام الذي قطعه. والجدير ذكره ان مرجعا ديبلوماسيا يؤكد انه في شهر كانون الأول المقبل لن يكون هناك اي أورو في صندوق المحكمة، وان الطاقم المؤلف من قضاة ومحققين وامنيين لن يتقاضى أي راتب اذا لم يسدد لبنان المبلغ المتوجب عليه، وهو اكثر من 31 مليون دولار. وفي هذه الحال، سيطرح الموضوع على مجلس الامن لاجراء المقتضى. ويشار الى ان المصروف الشهري للمحكمة يبلغ 5 ملايين أورو.
القوات الدولية في لبنان
- صحيفة 'الأنباء':مصادر غربية لـ'الأنباء': اليونيفيل تنجز خطة إنسحاب في حال إستهدافها
ذكرت صحيفة 'الانباء' الكويتية أن مصادر ديبلوماسية غربية في بيروت تخوفت من تفلت الوضع الأمني في لبنان، الا انها تعتقد ان الأمور لن تصل الى حرب أهلية او فتنة، لافتة الى ان انفجاري صور جاءا في سياق رسائل أمنية متدحرجة من الحدود الشمالية الى الحدود الجنوبية. واشارت المصادر الى ان 'قوات اليونيفيل تعتزم إعادة انتشارها لجهة السماح للجيش اللبناني بتولي مهمات أكبر جنوبا، حيث يحل بدلا منها في العمليات اللوجستية كالدوريات غير الحدودية وفي المهمات الثانوية، وعلى ان تتجمع قوات اليونيفيل في نقاط مركزية'. وتحدثت المصادر عن ان 'قيادة هذه القوات، لاسيما الفرنسية والإسبانية والإيطالية أبلغت الحكومة اللبنانية وأعلمت حزب الله انها أعدت خطط انسحابها من لبنان وستنفذها في حال لمست انها مستهدفة باعتداءات أمنية او عسكرية في ظل عجز لبنان عن كشفها او إيقافها. وأضافت المصادر ان 'قوات هذه الدول ليست مستعدة لتقبل استهدافها من دون كشف الجناة، كما هي حال التفجيرات التي حصلت على مدخلي صيدا الشمالي والجنوبي في فترات سابقة'. وأبدت المصادر الخشية ايضا من حصول اعتداءات تستهدف بعض السفارات في لبنان،لافتة الى ان سفارات أجنبية باشرت سلسلة تدابير أمنية مشددة وصلت الى حد استقدام فرق حماية من الوحدات الخاصة من الدول التي تنتمي اليها لتتمركز داخل حرم السفارات. وأكدت المصادر انه 'كلما تعاظم الضغط على النظام السوري، ستظهر آثاره الأمنية الكبرى والخطيرة على الساحة اللبنانية. ويذكر ان وزير الداخلية مروان شربل شكا من عدم التجاوب مع مطالبته بزيادة عديد قوى الأمن الداخلي بعشرة آلاف عنصر'. وأشار الى انه 'يشعر بالاستفزاز حيال توزيع العديد من العناصر الأمنية على الوزراء والنواب والقضاء لتلبية حاجاتهم العائلية بدل توزيعهم على المراكز والمناطق'.
السفير السعودي في الأمم المتحدة:
تفاؤل بالنجاح ضد تكتيكات اعتمدتها إيران- صحيفة 'الحياة':حاولت إيران إحباط مشروع قرار سعودي في الجمعية العامة للأمم المتحدة، في شأن محاولة اغتيال السفير عادل الجبير في واشنطن، عبر تقديم تعديلات عليه، لكن الديبلوماسية السعودية عملت على ضمان تبني المشروع وحشدت أكبر قدر من الدعم في مواجهة المحاولات الإيرانية التكتيكية والجوهرية. وقال المندوب السعودي لدى الأمم المتحدة السفير عبدالله المعلمي لـ &laqascii117o;الحياة" إن الخطوات الإيرانية &laqascii117o;تكتيكية وتوقعنا اللجوء إليها، وبطبيعة الحال استمرينا في عملنا لحشد الدعم والتأييد لمشروع قرارنا". وصوتت الجمعية العامة، في ساعة متأخرة من مساء أمس الجمعة، على مشروع القرار السعودي الذي دعا إيران إلى &laqascii117o;تقديم المتورطين بمحاولة اغتيال السفير الجبير إلى العدالة". وشجب محاولة الاغتيال وأعمال العنف ضد البعثات الديبلوماسية وضد ممثلي المنظمات الدولية وموظفيها، وشدد على أن &laqascii117o;مثل هذه الأعمال لا يمكن أن تبرر". وحض إيران &laqascii117o;على التقيد بواجباتها الدولية والتعاون مع الدول التي تسعى إلى تقديم الضالعين بمحاولة الاغتيال" إلى العدالة. ودان مشروع القرار بقوة &laqascii117o;الإرهاب بكل أشكاله، أياً كان مرتكبه وأينما كان وفي كل وقت ومهما كانت أسبابه، إذ أنه يشكل أحد أكثر التهديدات جدية للسلام والأمن الدوليين". وحاولت إيران إدخال تعديلات على مشروع القرار السعودي خصوصاً في الفقرات التي تطاولها مباشرة وبالاسم لكن مصادر ديبلوماسية استبعدت تمكن إيران من ذلك. وقال السفير المعلمي إن التعديلات الإيرانية &laqascii117o;إما تُقبل فتطرح على التصويت أو لا تقبل إجرائياً". وأضاف أن &laqascii117o;المتوقع والطبيعي لإيران أن تلجأ إلى هذا التصرف". وتابع: &laqascii117o;لا أستبعد أن تطرح إيران اقتراح عدم اتخاذ إجراء" على مشروع القرار السعودي، وإذا أيدته دولتان، يُطرح الاقتراح على التصويت، وهنا &laqascii117o;تصوت الدول إما لترفضه أو لتوافق عليه" شأنه شأن التعديلات، إذا لجأت إيران إلى طلب التصويت على التعديلات فقرة بفقرة. وأكد المعلمي &laqascii117o;أننا نشعر بقدر كبير من التفاؤل بأن نحقق النجاح المطلوب" إنما &laqascii117o;لن نخفف من جهودنا مع الوفود للحصول على الدعم وسنبذل المزيد من الجهود حتى آخر لحظة". وأكد السفير أن عدد متبني مشروع القرار &laqascii117o;تجاوز الخمسين دولة". وقال &laqascii117o;نحن متفائلون بأن سيحصل على الأصوات اللازمة لإقراره". وعلمت &laqascii117o;الحياة" أن إيران اقترحت أربعة تعديلات على المشروع، ثلاثة منها تحذف كل فقرة تشير الى محاولة اغتيال السفير السعودي في واشنطن، واقتراح التعديل الرابع هو حذف الفقرة التي تدعو إيران الى التعاون مع الدول لتسليم المتورطين في محاولة الاغتيال الى العدالة. وتوقعت أوساط الجمعية العامة معركة إجرائية بين المملكة العربية السعودية والجمهورية الإسلامية الإيرانية لا سيما أن هدف إيران هو إحراج الدول المترددة في دعم مشروع القرار السعودي لأسباب ذات علاقة باعتبار مسألة محاولة اغتيال الجبير من صلاحية المحاكم والعدالة قبل الجمعية العامة. كما حاولت إيران البناء على مواقف مبدئية للدول تميز بين دعمها مكافحة الإرهاب وبين توجيه دولة إلى أخرى تهمة الضلوع في عمليات اغتيال وعمليات إرهابية. وأدت محاولة إيران إدخال تعديلات على مشروع القرار واعتزامها شن انقلاب إجرائي عليه إلى اضطرار الوفود المشاركة في جلسة الاقتراع إلى غياب عدد كبير من الدول عن حضور جلسة الاقتراع تجنباً للإحراج لأن المسألة أخذت بعداً جديداً ومهماً.
الانتخابات النيابية
- 'السفير': قيادي بـ'14 آذار' لـ'السفير': القوات منشغلة بالتحضير للانتخابات النيابية
شكا أحد مسيحيي '14 آذار' من 'انشغال 'القوات' منذ الآن بالتحضير للانتخابات النيابية'، مضيفا انها 'تدرس الأرض وتجري إحصاءات وتجسّ نبض المرشحين وتقوم باتصالات هنا وهناك وكأن الانتخابات النيابية واقعة غداً. صحيح انها تفعل ذلك بصمت وهدوء، الا ان المتابعين يعرفون انها تجند جزءاً من طاقاتها لهذا الموضوع وفي حين ان البلد مشغول بغده واستقراره وتطورات الاوضاع من حولنا نرى أن 'القوات' تتابع الشؤون الانتخابية وتتشاور مع حلفائها حول هذا الموضوع وتفاوضهم'.
ولفت لـ'السفير' الى أن القوات' تتعاطى وكأنها الممثل الوحيد وصاحبة الصلاحية المطلقة في التفاوض حول المقاعد المسيحية تريد تسمية المرشحين المسيحيين في كل المناطق وتصّر على ان يكونوا واضحين في ميولهم السياسية'، لافتا الى انهم ' إن لم يكونوا محازبين، فأقله كونهم مناصرين لـ'القوات' وهذا ما يتناقض مع فكرة '14 آذار' في اساس تركيبتها ويبدو ان 'المستقبل' يميل الى تدليل حليفه القوي على حساب صداقاته وتحالفاته الأساسية خصوصاً مع المستقلين'.
الحوار
- 'النهار': أمين الجميل: نقرر موقفنا من الحوار على ضوء إقتناعنا بالورقة المقدمة له
إعتبر رئيس حزب 'الكتائب اللبنانية' أمين الجميل أنه 'إذا كان الحوار حوار طرشان بما يعني أن كل إنسان يأتي لكي يدلي بدلوه بأفكار مسبقة وعقائدية غير قابلة للنقاش، فلم يعد هذا بحوار'. ورأى الجميل في حديث الى 'النهار' أن 'المشكلة اليوم أن هناك مجموعة أمور إتفق عليها ولم تنفذ حتى الآن، وأن فريقاً يأتي الى الحوار بطروحات عقائدية جامدة، وهو يعلن مسبقاً أنها منزلة ومقدسة وغير قابلة للنقاش، بينما يعتبر الآخرون أن هذه الأمور بالذات هي التي يقتضي أن تناقش وأن يتم التوافق حولها، أي سلاح حزب الله'. واوضح الجميّل أن ما طرحه مع رئيس الجمهورية لجهة ' أن يستخلص رئيس الجمهورية داعي وراعي هذا الحوار، والذي بحوزته كل المحاضر، خلاصة كل المناقشات وأن يضع ورقة رئاسية تحدّد المشكلة وتقترح لها الخيارات والحلول المتاحة، فيختصر النقاش بها. أما ما عدا ذلك، فسيعود بنا الى منطق 'المونولوغ وليس الى ' الديالوغ'. وفي أي حال، نحن نقرّر موقفنا على ضوء اقتناعنا بأن الورقة المقدمة قادرة على انتاج النتائج المرجوّة'.
- 'النهار':أوساط السنيورة لـ'النهار': لا معنى للحوار إذا كانت قرارته نظرية
أوضحت أوساط مقرّبة من رئيس الحكومة السابق النائب فؤاد السنيورة أسباب عدم التجاوب مع الدعوة الى الحوار، بالقول:' ان الحوار كان في وقت ما محط اعتزاز بأنه توصّل الى اتفاق على قرارات مهمة في قضايا محددة، من أبرزها المحكمة الدولية والسلاح الفلسطيني وترسيم الحدود، وهي لم تنفّذ من جانب السلطة حتى الآن، ولا حتى مع هذه الحكومة الخالية من التجاذب بين فريقين. حتى اننا نرى خروجاً عن القرار بشأن المحكمة من قبل بعض الأطراف'. وسألت في حديث لصحيفة ' النهار' لماذا الحوار اذاً؟ لا معنى له اذا كانت قراراته نظرية. الكل يعرف من أوقف الحوار السابق. وأطراف أساسيون في الموالاة يقولون ان سلاح حزب الله، ليس موضوع حوار، علماً أن الحوار تقرّر من أجله في الأساس، وهو سلاح لحزب منفصل عن الدولة، ويمتلك قدرة عسكرية وذاتية. وهو لم يستكمل ولم يتمّ الاتفاق عليه. كيف يفسّر هذا الكلام بغير عدم رغبة هذا الفريق في الحوار حول البند الأساسي؟ أوليست الدعوة الى الحوار اليوم طريقة للتغطية على الوضع الشاذ، ولاظهار أن اللبنانيين اتفقوا على قيام هذا الوضع الشاذ كما هو، وكأننا جميعاً يداً بيد قبلنا بسلطة أمر واقع، ولا اعتراض لنا عليه؟'.
وختمت: 'القبول بحوار للحوار، أو لمنع كلام جدي لمعالجة السلاح، يعني أننا ندخل في ضحك على اللبنانيين الذين لا يضحك عليهم بهذه السهولة'.
- 'النهار': مكاري: لا ثقة بالفريق الآخر وإستمرار الحوار بهذه الطريقة مضيعة للوقت
لفت نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري في حديث الى 'النهار' الى أن الحوار مر بمرحلتين: في الأولى عندما عقد بدعوة من رئيس المجلس نبيه بري في مجلس النواب وتم الاتفاق على بنود عدة لكنّ قسما كبيرا منها لم ينفذ، في حين تم التراجع عن قسم آخر، وفي الثانية عندما عقدت هيئة الحوار الوطني بمبادرة من رئيس الجمهورية، وكان متفقاً على أن يكون موضوعها الوحيد سلاح حزب الله والاستراتيجية الدفاعية، فقد أبدى فريق 14 آذار تعاوناً الى أبعد الحدود، وقدم اوراقاً وطرح أفكاراً، غير ان الفريق الآخر كان متشنجاً ومتصلباً وتصرف من منطلق أنه اتخذ قراره وليس مستعداً للتحاور في شأنه، ووصل الأمر بمعظم فريق 8 آذار الى أن قاطع آخر جلسة بسبب موضوع ما يسمى شهود الزور، الذي وضعوه شرطا لمواصلة الحوار'. وأضاف مكاري أنه 'الآن يحكى عن الحوار، ونحن نرى أن الحوار ضروري ومهم، في المطلق، وهو الطريق الأمثل لحل المشاكل، ولكن انطلاقاً من التجربة السابقة، باتت ثقتنا بالطرف الآخر معدومة، ونعتقد ان استمرار الحوار بهذه الطريقة مضيعة لوقت الجميع، لا بل هو يصب في خانة مصلحة الفريق الآخر في المماطلة وكسب الوقت'. وقال مكاري: 'أي دعوة للحوار اليوم، يجب أن يسبقها تنفيذ كل ما اتفق عليه في المرحلة الأولى من الحوار، والاشارة الأولى والأهم في هذا السياق هي الالتزام بتمويل المحكمة الدولية. وفي حال تم تنفيذ البنود التي اتفق عليها، يمكن أن ننتقل الى الحوار، تحت عنوان تسليم حزب الله سلاحه الى الدولة، واذا تم التوصل الى نتيجة في هذا الموضوع، نبحث بعد ذلك في الاستراتيجية الدفاعية، وبعد الاتفاق في شأنها، يمكن عندئذ، وعندئذ فقط، أن ننتقل الى مواضيع أخرى'.
الوضع في سوريا وانعكاساته على لبنان والمنطقة
- صحيفة 'الجمهورية': قطب أكثري: التواصل بين جنبلاط ودمشق مقطوع.. ولا توجه لتغيير الحكومة
نقلت صحيفة 'الجمهورية' عن قطب أكثري قوله إن رئيس 'جبهة النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط 'ما زال على خياراته في البقاء ضمن صفوف الأكثرية خلافا لكل ما يشاع ولكل التفسيرات والتأويلات التي تعطى للمواقف التي تصدر عنه'، مشيرًا إلى أن 'المواقف التي يعبّر عنها بعض نواب 'جبهة النضال' ووزرائها لا تعكس بالضرورة موقف جنبلاط الذي يتابع مجريات التطورات المحلية والإقليمية والدولية الجارية كغيره من القيادات السياسية'. وإذ أشار القطب إلى أن 'التواصل مقطوع بين جنبلاط ودمشق في هذه المرحلة'، أكد في المقابل أن 'التواصل بينه وبين قيادات الاكثرية متواصل ويركز على تقويم التطورات الجارية وتحصين الساحة الداخلية من اي انعكاسات خارجية'. وعلى صعيد العمل الحكومي، أكد القطب أن 'ملف تمويل المحكمة ما زال نقطة عالقة لأن بعض أركان الأكثرية يعتبرون أنه ليس هناك من نصوص تفرض على لبنان أن يساهم في هذا التمويل'، مشيرًا إلى أن 'الحكومة قائمة وليس هناك أي توجه الى تغييرها وأن الاكثرية ماضية في دعم (رئيس الحكومة نجيب) ميقاتي من أجل أن تحقق هذه الحكومة ما أمكنها من انجازات على الرغم من العراقيل التي تواجهها والحملات التي تشنها المعارضة عليها'.
- 'الجمهورية':أوساط: جنبلاط يؤيد بقاء ميقاتي برئاسة الحكومة.. ويتخوّف من تداعيات أزمة سوريا
نقلت صحيفة 'الجمهورية' عن أوساط مطلعة على موقف رئيس 'جبهة النضال الوطني' النائب وليد جنبلاط أنه 'لا ينظر بارتياح للأزمة الناشبة بين رئيس الحكومة نجيب ميقاتي ووزير الأشغال العامة غازي العريضي (لجهة مقاطعة العريضي أكثر من جلسة لمجلس الوزراء)، وهو يريد تغليب أولوية العلاقة برئيس الحكومة، رافضًا إعطاء الموضوع أي أبعاد سياسية، كما يسعى جاهدا لإيجاد حل بينهما'. ورأت هذه الأوساط أن 'موقف جنبلاط يؤشر إلى أنه مع بقاء ميقاتي في رئاسة الحكومة وتوفير الظروف الملائمة لاستمراره في موقعه في ظل غياب البدائل في اللحظة السياسية الراهنة'، مشيرة الى أن 'لدى جنبلاط مخاوف أمنية كثيرة من تداعيات الأزمة السورية على الوضع في لبنان، خصوصا أن هذه الأزمة قد تطول في رأيه، وهو متخوف من اندلاع مشاكل طائفية في سوريا ربما تكون لها انعكاساتها في لبنان، ولذلك فإن هاجسه الأساس يكمن في ترسيخ مناخات التهدئة السياسية وتخفيض منسوب التوتر السياسي في محاولة لتمرير العاصفة والنأي بلبنان عن الأحداث السورية'. وأشارت إلى أن جنبلاط غير متحمس لما يسمى 'المنطقة العازلة' والتدخل الخارجي في سوريا، وهو ليس مع تطور الأمور في هذا الاتجاه، خصوصا أن 'المنطقة العازلة' ستكون قريبة من الحدود الشمالية اللبنانية، وهو يخشى من انعكاسات هذه الخطوة على لبنان'. أما لجهة موقف جنبلاط من 'الربيع العربي'، فقالت الأوساط المطلعة إنه 'محسوم، خصوصا أنه أول من أعلن انتسابه إلى هذا الربيع لجهة موقفه من قانون الانتخابات المطروح، واضافت أنه غير موافق على هذا القانون، وبناء على موقفه سيطول النقاش سواء في مجلس الوزراء أو مجلس النواب، وسيعمل على تمحيصه وتفنيده، خلافا للفريق الآخر الذي يبدو على عجلة من أمره ويريد إقرار المشروع في أقرب فرصة ممكنة'.
- 'السفير':قيادي في '8 آذار' لـ'السفير': ايران ليست بوارد تغيير مواقفها رغم كل الضغوط
أكد قيادي لبناني بارز في فريق الثامن من آذار لـ'السفير' تأسيساً على كلام الامين العام لـ'حزب الله' السيد حسن نصرالله إن 'المحاولات الأميركية لفتح قناة تواصل مباشر مع إيران لم تتوقف، عبر رسائل ينقلها موفدون أجانب ومن جهات إقليمية وعربية، غير أن ما كان يعود به هؤلاء بعد لقاء المسؤولين الإيرانيين هو الإجابات نفسها التي تظهر بشكل قطعي ان إيران ليست في وارد تغيير موقفها حتى لو تدرجت عمليات الضغط من الاتهام الهوليوودي بمحاولة اغتيال سفير او بإعادة تزخيم الضغط عبر الملف النووي الإيراني وما بينهما من استهداف للنظام السوري كحليف استراتيجي لإيران في المنطقة'، مضيفا أن 'ما يثير التساؤلات الكبرى لدى الغرب وحلفائه في المنطقة هو الرفض المطلق من قبل إيران للدخول في اي مساومة على الملفات الأساسية الإقليمية مع الولايات المتحدة الاميركية، لا سيما ما يتصل بالاستحقاق الداهم المتمثل بالانسحاب العسكري الاميركي المرتقب من العراق، اذ أنه وبرغم كل العروض، يصّر الايرانيون على ان يكون هذا الانسحاب عنواناً ساطعاً لهزيمة المشروع الاميركي في الشرق الاوسط، من دون الدخول في اي عملية تجميلية لهذه الهزيمة حتى لو كلف ذلك المزيد من الضغط على ايران وسوريا معاً'. وأوضح القيادي أن 'القيادة الايرانية لو استجابت للطلب الاميركي ودخلت في مفاوضات ثنائية مباشرة حول مستقبل الوضع في العراق وحماية المصالح الاميركية، لأمكن تغيير صورة الكثير من الاحداث التي نشهدها حالياً، لا سيما على المستوى السوري، ولكان من يتصدرون المشهد من المسؤولين العرب راهناً يقفون خلف الأبواب الموصدة ينتظرون معرفة موقعهم في المعادلة وربما مصيرهم في التسوية الكبرى التي مهما اشتدت الضغوط لن يكونوا في موقع الطرف الفاعل والمؤثر فيها'. وكشف القيادي أنه 'برغم كل الإغراءات ولاحقاً الضغوط، فان ايران رفضت ان تسلّف الاميركيين اياً من الاوراق المهمة على صعيد المنطقة لا سيما في العراق'، علماً ان 'اي تنازل ايراني كان سينعكس مباشرة بصورة ايجابية على مستقبل النظام السوري، والسبب الاساسي يعود الى قناعة ايرانية ـ سورية مفادها ان لا حاجة لتقديم اي تنازل وان الصمود الى نهاية العام الجاري وهو موعد الانسحاب الاميركي من العراق أفضل من الدخول في اي تسوية تعطي الاميركي ما عجز عن فرضه وهو في أوج سيطرته، وعلى قاعدة ان النصر صبر ساعة ولماذا نعطي الأميركي ما عجز عن تحقيقه على مدى سنوات احتلاله قبل أن يرحل عن المنطقة نهائياً بعد أسابيع معدودة'. وعدد القيادي 'عناصر القوة التي يمتلكها النظام السوري'، لافتا الى إن 'الرئيس السوري بشار الأسد يحظى بدعم روسي صيني، وهذا الدعم، وتحديداً الروسي، مبني على حسابات ومصالح استراتيجية وليس ظرفياً، كما يحظى بدعم ايراني، ومعه بنية عسكرية وأمنية صلبة ومتماسكة ركيزتها جيش موحّد لم تفلح كل المحاولات لإحداث شرخ نوعي في صفوفه، وهناك جسم دبلوماسي سوري في المنطقة والعالم لم يهتز نهائياً، من دون إغفال حقيقة أن جزءاً لا يستهان به من الشعب السوري ينزل الى الشارع بصورة عفوية وليس منظمة تأييداً للنظام، وكل ذلك من عناصر وركائز النظام الاساسية'، مضيفا أن 'هناك أربعة مشاهد حول مستقبل الوضع السوري يمكن اختصارها على الشكل الآتي:
ـ المشهد الاول، إن الجانب الروسي يدفع باتجاه الحل السلمي كخيار اوحد على قاعدة ان يشكل الاسد حكومة انقاذ وطني ويستمر في الحكم.
ـ المشهد الثاني، أن الجانب الأميركي الذي يلتقي مع الروسي بتشكيل حكومة الإنقاذ الوطني على قاعدة أن يشرف الاسد على رحيله، اي ينقل السلطة ويتنحّى.
ـ المشهد الثالث، لم يعد في حسبان الجانب الأوروبي بقاء النظام السوري الحالي، وهو يرفض ذلك بالمطلق، أي لا حل الا برحيل النظام.
ـ المشهد الرابع، استمرار النظام وعدم تقديم أية تنازلات.
وأشار القيادي الى أن 'القبضة الدولية لم تعد فولاذية لاعتبارات وموازين قوى مستجدة، اقتصادية وعسكرية واستراتيجية، لا بل أصبحت هذه القبضة رخوة، خاصة أن الاوروبيين يعتقدون بأن الضغط الاقتصادي قادر على اسقاط النظام، سيشهد برأي خبراء من صلب بنية النظام وهم يعملون في دوائر دولية، اذ أنهم يعتبرون أن هذا الاعتقاد الأوروبي ليس دقيقاً، وأن النظام بمقدوره، خاصة بعد الانسحاب الأميركي من العراق، أن يصمد سنتين وربما ثلاث سنوات اقتصادياً برغم كل الحصار العربي والدولي الحالي أو المرتقب مستقبلاً'، مؤكدا ان 'الاتراك لا يمتلكون مقدرة على لعب دور حاسم في سوريا، ويبدو ان من شروط الروس للتجاوب مع مسعى حكومة الوحدة الوطنية في سوريا أن لا يكون هناك أي نفوذ للأتراك في سوريا، لأن روسيا ترفض امرين: وصول الاسلاميين للحكم، وتعاظم نفوذ تركيا'.
- 'السفير':اوساط ميقاتي لـ'السفير': تأزم الوضع بسوريا لن يشكل خطرا على الحكومة
رأت أوساط ميقاتي أن 'القضية الكبرى لتيار 'المستقبل' وقوى 14 آذار هي السلطة التي آلت الى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي وتيار الوسطية والاعتدال، لذلك فهم يستخدمون كل الوسائل الداخلية والخارجية للعودة إليها بغض النظر عن المصلحة الوطنية العليا، ويستخدمون شعارات وافتراءات غير واقعية وغير موجودة لتحقيق مكاسب سياسية، ويستغلون طرابلس والشمال مجدداً لتحقيق مكاسب خاصة'، مؤكدة أن 'ميقاتي واثق من أدائه، وأن ما يقوم به اليوم يصب في مصلحة اللبنانيين عموماً والطرابلسيين والشماليين بشكل خاص، وهو لن ينجر لاتخاذ أي موقف يتعارض مع توجهاته الهادفة للحفاظ على العيش المشترك والاستقرار والسلم الأهلي'. وذكرت مصادر ميقاتي لـ'السفير' أنه 'جاء في لحظة حاسمة كان فيها لبنان على شفير الحرب الأهلية، ليسحب فتيل انفجار كان سيقع بين فريقي 8 و14 آذار، لذلك فإن تفاقم الأزمة بين الموالاة والمعارضة على خلفية ما يجري في سوريا سيجعل ميقاتي أكثر ضرورة لتحييد لبنان عن نزاع ليس له مصلحة فيه لا من قريب ولا من بعيد، خصوصاً وبحسب هذه المصادر أن لبنان ليس قادراً على أن يزجه أي طرف في صراعات الآخرين، وما يعمل عليه ميقاتي هو تحييده، وقطع الطريق على الأطراف الساعية لاستغلال القضايا الخارجية وجعلها أساسية في الشارع المحلي لتسجيل النقاط على خصومها وتحقيق مكاسب على حسابهم'. واعتبرت أنه 'إذا تأزم الوضع في سوريا فإن ذلك لن يشكل خطراً على الحكومة، بل ستكون الحاجة أكبر الى وسطية نجيب ميقاتي ونهجه في عدم نصره فريق على آخر، ناصحة تيار المستقبل إذا كان يريد تحقيق مكاسب سياسية أن يبادر الى مراجعة حساباته، والتخلي عن اللعب على وتر العصبيات وتأجيج الغرائز، وإشراك طرابلس بالغنم، وليس إشراكها فقط بالغرم، وتوتير أجوائها وتعطيل مصالحها خدمة لمصالحه، والحذو حذو الرئيس ميقاتي الذي يضع مشروعه السياسي في خدمة طرابلس وليس العكس'.
- صحيفة 'الشرق الأوسط':السنيورة لـ 'الشرق الأوسط': لو كنت مكان ميقاتي لامتنعت عن التصويت
نفى رئيس الوزراء اللبناني الأسبق، فؤاد السنيورة في حديث لـ'الشرق الاوسط'، أن تكون بلاده مغيبة عما تشهده سوريا من أحداث وتطورات. وعلى الرغم من أن لبنان كان ضد التصويت على تعليق عضوية سوريا بالجامعة العربية لإدانة نظام الرئيس السوري بشار الأسد،واعلن 'لو كنت مكان رئيس الوزراء نجيب ميقاتي، كنت سأمتنع عن التصويت ولم أكن لأقف في وجه الأكثرية العربية'. وعبَّر السنيورة عن اعتقاده أن هناك قوة مضادة للربيع العربي تعتمد أساسا على إيجاد مساحات شاسعة من الفرقة بين شتى مكونات المجتمعات العربية، مشيرا إلى وجود تحالفات ضد التغيير في العالم العربي. وأوضح السنيورة ردا على ما يقال عن وجود مخططات لاغتيالات سياسية في لبنان، أن هناك الكثير ممن يحاولون أن يروجوا لهذا الأمر، لكنه قال 'لا يستطيع أحد أن يتنبأ بما يمكن أن يقوم به القتلة'.
* كيف ترى المشهد السياسي في العالم العربي الآن؟
وردا على سؤال حول رؤيته للمشهد السياسي في العالم العربي،اعتبر السنيورة ان' هذه الانتفاضات التي يقوم بها الكثير من العرب في مختلف البلدان العربية التي عانت طويلا من فترات امتهان كرامتها وحرياتها تعبر عن سعي عربي حثيث لأن يكون هناك التزام بالمعايير الديمقراطية واحترام تداول السلطة، وأن يكون هذا التداول سلميا. فالذي جرى في تونس أشعل هذه الرغبة الواضحة في شتى الدول العربية من أجل أن تستطيع أن تعبر عن ذاتها وبالتالي تتمكن من المشاركة في رسم مستقبلها'. واضاف 'حقيقة تبين أن حراك الشعوب العربية، التي بدت ساكنة عبر سنوات كثيرة، كان ينتظر فقط الشرارة التي انطلقت من تونس على يد محمد البوعزيزي لتمتد إلى أكثر من دولة عربية، ولا سيما في ما أسميه 'الجمهوريات الملكية' في العالم العربي'. واشار الى ان 'تلك الحركات خرجت من أجل أن تقود للتغيير لصالح مزيد من الحريات والديمقراطية وتحسين مستوى المعيشة واسترجاع الأرض واحترام التداول السلمي للسلطة، ضد الأنظمة العربية التي سعت من أجل البقاء في السلطة لسنوات طويلة من خلال عملية التركيز على الوراثة في الأنظمة رغم أنها جاءت أصلا لتغير أنظمة الوراثة، وبالتالي هناك من يسعى إلى ما يقال عنه 'حلف الأقليات'. واعتبر انه 'لا شك أن مساعي الشعوب نحو الديمقراطية تواجه كما نرى بالكثير من المساعي التي يقوم بها بعض الأشخاص وبعض الأنظمة لإفشال هذا التحول الديمقراطي الذي يرغب فيه الكثيرون. كما نشهد أيضا في هذه المرحلة مساعي لبث الفرقة بين المواطنين العرب'. واكد السنيورة 'أن هناك من يسعى من أجل إيقاظ الخلافات بين مكونات المجتمعات العربية سواء كانت هذه المكونات دينية أو مذهبية أو عرقية، وبالتالي فبدلا من أن تكون هذه التباينات في مجتمعاتنا العربية مصدر غنى ومصدر ثروة ونحاول أن نبني عليها بما يعزز هذا التنافس الإيجابي بين مكونات هذه المجتمعات العربية، نجد من ينادي بنوع من الاتحاد بين الأقليات في العالم العربي، وفي هذا المجال بالذات شاهدنا من يحاول الإثارة في العالم العربي من خلال التركيز على هذه التباينات من أجل أن تقف هذه المجموعات ضد حركة التغيير في العالم العربي، وهذه الحركة هي حركة طبيعية لأنها فعليا بعد فترة طويلة من السكون وحالة من الركود في العالم العربي أو عدم الحراك، وبالتالي ظن المجتمع الدولي أن العالم العربي هو استثناء لما يجري من حولنا في العالم'. واضاف 'نسمع الكثير من التشكيك في حركة التغيير العربية وفي ما يسمى بـ'الربيع العربي' ومحاولة إيجاد مخاوف تتعلق بالفروقات بين مكونات الشعوب العربية، لكن من الطبيعي أن نبحث عن أسبابها ونحاول أن نعالجها لا من خلال مزيد من إيجاد التشكيك في حركة التغيير العربية وحركة 'الربيع العربي'. ففي كل المجتمعات العربية هناك فروقات في مكونات المجتمع، وكان ينبغي أن تتجه إلى الاستغناء عن هذه الفروقات والانطلاق بالاستناد إلى احترام هذه الفروقات الخاصة بكل مكون والعمل على الاستفادة من هذه الفروقات لصالح الجميع، بدلا من أن تكون عاملا للاختلاف وعاملا للفرقة في مكونات هذا المجتمع'. وعن الهدف من زيارته للفاتيكان وللازهر الشريف اشار السنيورة الى ان 'الذي دعاني إلى الذهاب إلى الفاتيكان والتواصل معه هو ما يمثله من قوه معنوية في العالم وأيضا دوره في مجتمعاتنا العربية وللتباحث مع الفاتيكان وللتداول بهذا الشأن، ولتسليط الضوء على حقيقة ما يجري من حركة في العالم العربي والجدوى المهمة من وصول أفضل فهم للفاتيكان بخصوص هذه الحركة وإدراك ماذا ترمي إليه، وأهمية التعاون مع هذا الحراك العربي بما يؤدي إلى تغيير حقيقي نحو الأفضل'. واضاف 'ثم قررت زيارة الأزهر الشريف بما يمثله في عالمنا العربي والإسلامي، خاصة في ضوء هذا الحراك الكبير الذي انطلق به الأزهر، ولا سيما من خلال شيخ الجامع الأزهر الدكتور أحمد الطيب، في ما يتعلق بالورقتين اللتين أطلقهما مؤخرا، وهو ما يؤكد على مفهوم الأزهر لحركة التغيير العربية والدعوة إلى المزيد من الديمقراطية والانفتاح وتفهم الدور الذي يمكن للأزهر أن يلعبه، وما يمكن للمجتمعات العربية أن تنطلق منه نحو التأكيد على الحريات وعلى التداول السلمي للسلطة، وأيضا على الإدارة السليمة للشأن العام العربي، وبالتالي فإننا نعتقد أن الأزهر بما يمثله وبما يطلقه من أفكار قادر على أن يعطي نموذجا مهما نحو فهم الإسلام لحركة التغيير العربية، وأيضا لما يمكن أن تمثله مجتمعاتنا العربية، ونحن في لبنان، بما درجنا عليه خلال هذه السنوات الطويلة من دور أساسي في موضوع التنوع الذي نتميز به في لبنان، وبالتالي الدور الذي لعبه لبنان على مدى عدة عقود من الانفتاح ونظام ديمقراطي مبني على التداول السلمي للسلطة، وأيضا مبني على تجربتنا الطويلة بإخفاقاتها ونجاحاتها - أصبحنا نمثل نموذجا في الانفتاح ونموذجا في العيش المشترك بالمنطقة العربية
* الحديث عن الأزهر الشريف يقودنا إلى الاستفسار عن أحوال الطائفة السنية في لبنان.. هل فعلا أصبحت الطائفة السنية طائفة مستضعفة منذ اغتيال رجل السنة القوي ورئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري؟
- السنة في لبنان جزء من مكونات الشعب اللبناني، وهم من المؤمنين بلبنان وباستقلاله وبحريته وبسيادته، وأيضا من المؤمنين بلبنان ضمن إطاره العربي بحيث يكون جزءا من هذا المحيط الواسع والذي نتقاسم معه تاريخا وحاضرا وآمالا مستقبليه، وبالتالي فالواقع أنه ليست الطائفة السنية أو ما يسمى بـ&laqascii117o;السنة" في لبنان هم فقط الذين خسروا رفيق الحريري، ولكن الواقع أن لبنان والعرب خسروا &laqascii117o;رفيق الحريري"، اللبنانيون خسروا رفيق الحريري كقائد وطني كبير سعى لإعادة بناء بلده وتعزيز الديمقراطية والحريات والسيادة، وعروبة لبنان، والتأكيد على ديمقراطيته وعلى تنوعه وأيضا التأكيد على اتفاق الطائف الذي كان شريكا في صنعه في نهاية الثمانينات، وبالتالي أيضا خسره العرب لأنه كان يمثل وجها متنورا تقدميا عاملا من أجل تعزيز الانصهار الاقتصادي والانفتاح على العالم والعمل من أجل أن تعطى صورة حية نابضة في العالم، سواء كان للعرب أو للمسلمين، والدور الذي كان يلعبه بين لبنان وأشقائه العرب، أكان ذلك مع جمهورية مصر العربية أو مع المملكة العربية السعودية، أو مع &laqascii117o;الشقيقة" سوريا، عندما خسر لبنان رفيق الحريري خسره العرب جميعا، وكان ذلك أمرا شديد الصعوبة على لبنان.
* البعض يقول إن الانتقام يتحكم في الكثير من خبايا المحاكمة؟
- نسعى بقوة لمحاكمة قتلة الحريري، ولكن لم يكن مسعانا من أجل الانتقام، نحن سعينا من أجل أن تكون هناك محكمة دولية لمحاكمة قتلة الرئيس الشهيد رفيق الحريري، من أجل أن نضع حدا نهائيا لمسألة الفرار من وجه العدالة، لبنان خسر على مدى عدة عقود اثنين من رؤساء الجمهورية وثلاثة من رؤساء الوزارة وعددا من الوزراء والنواب ورجال الفكر ورجال الصحافة وعددا من رجال الدين، وكل هؤلاء الذين تعرضوا للاغتيال الإرهابي على مدى تلك السنوات لم يستطع لبنان أن يضع يده على المجرمين الذين نفذوا هذه الاغتيالات وبقي المجرمون طلقاء.
* لكن في لبنان حتى الآن لم تبارح أزمة تمويل المحكمة مكانها، وأحد أقطاب الحكومة قال &laqascii117o;من يرد تمويلها فليدفع من جيبه".. فكيف ستسير الأمور؟
- تمويل المحكمة هو أحد متفرعات ما يسمى بالتعاون مع المحكمة، فالتمويل هو أحد المتفرعات وليس هو الهدف الأساسي، ولكن الهدف الأساسي هو التعاون. طبيعي عندما يتعاون لبنان، عليه أن يلتزم وينفذ ما بادر إلى الالتزام به من حيث المبدأ، وبالتالي أن يدفع لبنان ما يتوجب عليه، هذا جزء من الالتزام الشامل في موضوع التعاون مع المحكمة، لا سيما أن هذا الموضوع هو عملية نابعة من قرار أصبح جزءا من القانون الدولي، ولم يعد بإمكان لبنان ولا أحد في لبنان أن يتهرب من هذا الموضوع، لأنه أصبح جزءا من القانون الدولي، وهناك أمثلة شاسعة في هذا الشأن، حيث اتخذ مجلس الأمن قرارا مؤخرا تحت البند السابع وكان يتعلق بتطبيق العقوبات على إيران، وعارض القرار البرازيل وتركيا وقتها، لكن بعد أن أقر، عبرت البرازيل وتركيا عن التزامهما بالقرار.. وأيضا روسيا عمليا لم تصوت لصالح قرار المحكمة الدولية، ولكن عندما صدر القرار تحت البند السابع من ميثاق الأمم المتحدة وأصبح جزءا من القانون الدولي، بادرت روسيا بالالتزام به، فأصبح موضوع القرار رقم &laqascii117o;1757"، جزءا من القانون الدولي وتحت البند السابع، وبالتالي أصبح ملزما للبنان، من أجل سمعته وعلاقاته مع المجتمع الدولي، ولأن ذلك هو الباب الذي يؤكد على تصميم لبنان واللبنانيين على أن لبنان لن يستمر بلدا ترتكب فيه الجرائم الإرهابية، ويبقى في معزل عن الالتزام، وبالتالي يصبح مرتكبو الجرائم طلقاء.
* لكم مقولة شهيرة بأن لبنان &laqascii117o;المختبر السياسي" للمنطقة.. كيف تنعكس التحولات التي تشهدها المنطقة في &laqascii117o;الربيع العربي" على بيروت؟
- لا شك أن لبنان عانى الكثير، واستفاد الكثير أيضا من كونه ذلك المختبر والمكان الذي تشكل فيه الحريات جزءا أساسيا من حياة اللبنانيين، ويشكل لبنان عمليا رئة تتنفس منها كثير من الدول العربية على مدى عقود طويلة.. وبالتالي فهذا الحراك العربي الذي يؤدي إلى تعزيز الديمقراطية، هو إثبات لنجاح النظام الديمقراطي في لبنان، وإنه كلما توسعت الديمقراطية في العالم العربي، فإن ذلك تأكيد على سلامة توجهات لبنان، وذلك لاعتماده على نظامه الديمقراطي وعلى التداول السلمي للسلطة، وكذا احترامه للحريات. فنحن سعداء بهذا التحول الديمقراطي في العالم العربي، لكن أيضا يجب أن نقر بأن النظام الديمقراطي مهما قلنا عن بعض مساوئه، فإنه مما لا شك فيه، هو أفضل نظام يمكن أن يضمن للإنسان حرياته ويحترم القانون والمؤسسات وحقوق الإنسان، خاصة في ظل التنوع الموجود في الدول العربية، ولذلك كلما تحولت هذه الدول العربية نحو مزيد من الديمقراطية، كان ذلك حماية حقيقية واستقرارا في تلك المجتمعات بشكل صحيح يضمن استمرارها.
* إذن، كيف ينعكس ما يدور الآن في سوريا على مجريات الأمور في لبنان؟
- سوريا دولة شقيقة، ونحن في لبنان لدينا جار وحيد هو سوريا، حيث يحدنا من الغرب البحر المتوسط ومن الشمال والشرق سوريا ومن الجنوب هناك حالة حرب بيننا وبين إسرائيل، وكنا دائما من المنادين بأن لبنان بلد حريص على استقلاله وعلى سيادته وعلى عدم تدخل الآخرين في أوضاعه الداخلية، وبالتالي نحن عندما نطالب بألا يكون هناك أي تدخل في أوضاع لبنان الداخلية، فمن الأولى بنا أن نطبق هذا الأمر على أنفسنا، بألا نتدخل في الشأن الداخلي لسوريا، لأننا لا نؤمن بهذا الأسلوب وليس لنا مصلحة، كما أننا غير قادرين على التدخل في الشأن السوري.
* وهل يعني ذلك أنكم غير معنيين بما يجري في سوريا؟
- بالطبع لا، فعدم تدخلنا لا يعني أننا غير معنيين بما يجري في سوريا. فنحن لا نستطيع أن نكون غير مهتمين بما يجري في سوريا، ولبنان مع &laqascii117o;الربيع العربي"، وعبرنا عن وجهة نظرنا بصراحة على مدى الأشهر الماضية، وكنا من أول الذين عبروا عن هذا الموقف، بشكل واضح وصريح.. نحن ضد استعمال العنف في ما يسمى بـ&laqascii117o;التعامل مع المدنيين"، ونحن مع الاستماع والحوار بين الأنظمة والمواطنين، لكن على أساس احترام رغبة الشعوب العربية في الحرية والتداول السلمي للسلطة واحترام القانون والحريات الأساسية، فهذا هو موقفنا. وتمنينا لو أن النظام في سوريا بادر منذ وقت طويل للاستماع لرغبة الشعب السوري في الحرية، ولكن هذا الأمر بين الحكم السوري وشعبه.. وما نتمناه هو ما يتمناه الشعب السوري لنفسه.
* لكن العلاقة بين سوريا ولبنان ليست بهذه السلاسة، وذات يوم وصف الرئيس الحريري &laqascii117o;الأسد" بأنه رأس العلة في بيروت.. وكثير من التحليلات أكدت أن هذه التدخلات كانت وراء خسارتكم للأغلبية النيابية مطلع هذا العام.. من وجهة نظركم كيف سينعكس هذا الترنح لنظام الأسد على التوازنات السياسية في لبنان؟
- أولا في ما يتعلق بخسارتنا للأكثرية النيابية، أقول إننا خسرناها بطريقة تعتبر نوعا من الانقلاب، حيث قام البعض بالتأثير على بعض النواب الذين تحولوا من مكان إلى آخر، وذلك خلافا للمواقف التي انتخبوا على أساسها، والانتماءات التي أعلنوها، وعلى أساسها حصلوا على أصوات الناخبين، وبعدها قام البعض بتغيير مواقعه بناء على ما جرى من ضغوط ومن تهويل ومن محاولة اجتذاب وإغراء.
* هل تعني بكلامك السياسي البارز وليد جنبلاط؟
- أعني كل الذين انتقلوا من مكان إلى آخر، وأعتقد أنني أعني هنا الرئيس ميقاتي وغيره من الأشخاص الذين ترشحوا، استنادا إلى تلك المواقف التي عبروا عنها وصرحوا بها أمام ناخبيهم.. والآن نرى أن هناك متغيرات في المنطقة، وما زلنا معتمدين على قاعدة يختصرها بيت للشاعر المتنبي قال فيه: &laqascii117o;وحالات الزمان عليك شتى.. وحالك واحد في كل حال".. نحن موقفنا لم يتغير.. ونحن ثابتون على مواقفنا ومواقعنا بالقيم التي نسعى إليها.
* هل تراهنون على المتغيرات في سوريا؟
- نحن لا نراهن على هذه المتغيرات، ولكن نحن نتعامل مع هذه المتغيرات كيفما يجري، وأعتقد أن الذي سيجري هو ما سيكون في مصلحة المواطنين السوريين.. ونحن الآن نشهد تحولات كبيرة في المنطقة ومواقف في الجامعة العربية.
* لو كنت مكان الرئيس ميقاتي وما زلت في موقعك كرئيس لوزراء لبنان.. ماذا كنت ستفعل في عملية التصويت على القرار الخاص بتعليق عضوية سوريا في الجامعة العربية؟
- أعتقد أنني لو كنت مكان الرئيس ميقاتي، لكان موقفي واضحا في جهة التزامه بمسألة &laqascii117o;الربيع العربي"، مقدرا الظروف التي نمر بها في لبنان بحكم أننا مجاورون للشقيقة سوريا.. وبالتالي كان موقفي سيكون &laqascii117o;الامتناع عن التصويت".. وليس الوقوف في وجه هذه الأكثرية العربية، وأن يكون موقعنا كما كنا دائما، أمناء على المبادئ والقيم التي كان عليها لبنان.. والحقيقة، في هذا الخصوص، أنه على الشخص دائما في هذه المواقف أن يتذكر ماذا يقول وفي أي مناسبة ولمن يقول.. أما أن تتقلب المواقف هنا.. بمعنى أننا نقول شيئا ثم نعود ونفعل شيئا عكسه تماما، فليس ذلك في مصلحة لبنان، وليس هذا أمرا مفيدا حتى لسوريا.
* وهل تخشى من حدوث موجة اغتيالات جديدة في لبنان استنادا إلى ما يتم تناوله إعلاميا؟
- هناك الكثير ممن يحاولون أن يروجوا لهذا الأمر.. ولا يستطيع أحد أن يتنبأ بما يمكن أن يقوم به &laqascii117o;القتلة"، لكن لا أعتقد أن هذا الأمر سيصب في مصلحتهم في النهاية.. نحن نعيش فترة متغيرة في العالم العربي، وهذا التيار الجارف ا