- صحيفة 'السفير'
علي محروس
أثناء مشاوراته لتشكيل الحكومة، التقى رئيس الوزراء المصري كمال الجنزروي ضابطي شرطة كبيرين سابقين، هما اللواء محمد إبراهيم واللواء الدكتور أحمد أنيس، في نهاية المشاورات حصل الأول على حقيبة الداخلية، بينما حصل الثاني على حقيبة الإعلام!
الواقع أن تاريخ أحمد أنيس طويل مع الإعلام الرسمي المصري، حتى كاد البعض ينسى أنه &laqascii117o;اللواء" أنيس قبل أن يكون &laqascii117o;الدكتور" أنيس. لكنها تبقى مفارقة، إذ بينما يُحتمل أن يكون الرجل آخر وزير إعلام في المرحلة الانتقالية، وربما آخر وزير إعلام مصري على الإطلاق تمهيداً لإلغاء الوزارة بعد هيكلتها، لا يمكن تجاهل أن وزارة الإعلام التي طالما أدت أدوارا في صميم عمل الجهات الأمنية، تنهي تاريخها الحافل برئاسة رجل أمن سابق، برتبة لواء.
على كل حال، يعد أنيس صاحب أطول خبرة بين الحرس القديم في الإعلام المصري، منذ تقلد منصب وكيل وزارة الإعلام قبل عشر سنوات، ثم تبوأ منصب رئيس &laqascii117o;اتحاد الإذاعة والتلفزيون" في العام 2005، ثم رئيس الشركة المصرية للأٌقمار الصناعية منذ العام 2009 وحتى الآن، لم يهتز أنيس ولم يتغير بتغير النظام، معظم من عمل معهم وأولهم أنس الفقي وزير الإعلام السابق يقبعون الآن في السجن، أما أنيس فها هو ينهي مشواره الوظيفي بأعلى منصب ممكن كوزير إعلام.
يقول أنيس إنه لا ينوي البقاء أكثر من ستة أشهر، &laqascii117o;وهو ما يفترض أن تنتهي معه الفترة الانتقالية على كل حال"، ويتمنى تكرار تجربة &laqascii117o;المجلس الوطني للإعلام" في فرنسا، ويتمنى كذلك ضم بعض شباب الثورة إلى مجلس أمناء الإذاعة والتلفزيون. لكن &laqascii117o;تمنيات" أنيس لا تتوافق كثيرا مع أداء &laqascii117o;ماسبيرو" في المرحلة السابقة التي شهدت استقالة عدد من أمناء التلفزيون احتجاجاً على تغطية &laqascii117o;أحداث ماسبيرو" المأساوية قبل شهرين، عندما انتهت تظاهرة قبطية بمقتل 27 متظاهرا أمام مبنى التلفزيون، إثر صدامات مع الشرطة العسكرية التي قتل واحد من أفرادها على الأقل.
تغطية التلفزيون التي وصفت وقتها بالتحريضية ضد المتظاهرين طبعاً - كانت سبباً في إدانة وزير الإعلام المستقيل أسامة هيكل، وخروجه من وزارته مكللا بالغضب، حتى وصف نفسه بأنه &laqascii117o;الضحية رقم 28 لأحداث ماسبيرو".
تولى أحمد أنيس إذاً وزارة الإعلام بدلا من هيكل، أداؤه في الأيام المقبلة سيثبت عليه واحدا من لقبيه: الدكتور أو اللواء!