عسكر ونواب وشخصيات انحنوا أمامه وقبلوا يده
- صحيفة 'السفير'
زينة برجاوي
&laqascii117o;صاحب السمو الملكي ولي العهد الأمير مولاي الحسن، وهو يدشّن سموّه الحديقة الوطنية للحيوانات في الرباط...". يَستهلّ المراسل تقريره الإخباري بهذه الجملة، فيما الكاميرا تلاحق شخصيات مغربية تدخل حديقة الحيوانات. لكن أين هو سمو الأمير؟ قد يظنّ المشاهد أنه من السهل التعرّف إليه. ربما من مشيته أو من لباسه المغربي التقليدي، باعتباره الأمير الحاكم للبلاد. لكن سمو الأمير في ذاك الخبر ليس فارع الطول ولا يرتدي زياً تقليدياً، ولو أن وجوده ذاك اليوم ممثلاً والده ملك المغرب محمد السادس بن الحسن لا يمكن أن يدرج إلا في إطار &laqascii117o;التقليد". وهو المبرر الوحيد، ولو كان غير مقبول، الذي يمكن أن يجعل الحسن وهو ولي العهد وابن الثماني سنوات، يترجّل من سيارة فخمة، هي واحدة من موكب كبير، ويمرّ على السجاد الأحمر، بينما تنحني أمامه الشخصيات المتقدمة في السن مقبلة يده الصغيرة. وقد تعلّم بحسب الأصول الملكية كيف ومتى يسحبها من بين أيديها. فيما فرقة الموسيقى تعزف أناشيدها.
لم يمرّ التقرير الإخباري مرور الكرام أمام متصفحي موقع &laqascii117o;يوتيوب" وغيره من مواقع التواصل الاجتماعي. فكانت تعليقات أقل ما يقال فيها إنها ساخرة وغاضبة. خصوصاً أن التقرير يجول مع مسؤول الحديقة وهو يتولىّ الشرح لولي العهد، الذي كان رسمياً في التعاطي. ولم تظهر أي علامات تجاوب على وجهه الطفولي، إلا حين قّدمت مجموعة من أترابه عرضاً فنياً خلال الجولة، ترحيباً به، فضحك لهم.
وكانت القناة الأولى المغربية، وهي المواكبة لنشاطات الملك والعائلة المالكة في المغرب، قد عرضت هذا التقرير، ليرفعه بعدها عدد من النشطاء على مواقع الانترنت، حيث صبّ المعلقون عليه جام غضبهم.
وشهد موقع &laqascii117o;يوتيوب" تحميل نسخ عديدة للتقرير. أعطي لبعضها عناوين ساخرة مثل &laqascii117o;متى ستتحرر الشعوب؟" و&laqascii117o;صناعة الطواغيت العرب" و&laqascii117o;تصفية عقول الشعوب" و&laqascii117o;مولاي الحسن أمرك سيدي"، و&laqascii117o;هكذا تصنع الطواغيت في بلادنا العربية...".
في حين انتشر التقرير بسرعة البرق بين رواد المواقع، ونال أكبر نسبة مشاهدة، مستقطباً العديد من التعليقات. &laqascii117o;أتحدى أي شخص أن يتمالك نفسه حين يشاهد هذا التقرير"، جملة تكررت ضمن التعليقات، لتكرّ السبحة بعدها على طريقة &laqascii117o;بس شو بدكن بالحكي معبي مركزو الصبي"، و&laqascii117o;أمير المؤمنين جونيور". أما الأشقاء المصريون فعلقوا بطريقة المنتصر الذي تخلّص من أمثال الأنظمة التي ترى بأبناء الملوك أفضل من يمثل الملك والمملكة. ومن تعليقاتهم &laqascii117o;بدلوا البراءة بالمسؤولية، بدلوا الطفولة بالكهولة"، و&laqascii117o;يا عيني على دا الولد مالوا ذكريات طفولة لما يكبر يفتكرها ويترحم عليها" و&laqascii117o;يا عم العيّل مالوش دعوة ده مش فاهم حاجة من اللي بيجرى حواليه، شوفه وهو بيتفرج على عرض الأطفال إللي في عمره بيضحك إزاي".