سوريا ولبنان
- صحيفة 'الشرق الأوسط': المعارضة السورية تعتبر دعم إيران لنظام الأسد تشريعا للمذابح في حمص
الأسعد لـ'الشرق الأوسط': نحتجز 5 خبراء إيرانيين في مكان آمن.. وتقرير بريطاني يتحدث عن عناصر من الحرس الثوري في سوريا
أكد الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد، دعم إيران المطلق لنظام الرئيس بشار الأسد، ووقوفها حكومة وشعبا مع سوريا في كل مواقف دمشق التي تبني بها سوريا المتجددة.وقال نجاد لمفتي سوريا الشيخ أحمد بدر الدين حسون الذي يزور طهران للمشاركة في مؤتمر دولي حول الوحدة الإسلامية، كما ورد على موقع الرئاسة الإيرانية الإلكتروني &laqascii117o;إن الولايات المتحدة وحلفاءها يسعون إلى إثارة حرب جديدة في المنطقة لكسر خط المقاومة الإسلامية في وجه إسرائيل الذي تقوده إيران وسوريا، وإنقاذ النظام الصهيوني، لكننا نعتقد أننا نستطيع مقاومتهم بالوحدة والحكمة". ونقل حسون للرئيس الإيراني شكر الرئيس بشار الأسد على موقف إيران من سوريا.وفيما بقيت قضية اختطاف عدد من الإيرانيين في سوريا تتفاعل، لعدم معرفة أي شيء عن مصيرهم، أكد قائد &laqascii117o;الجيش السوري الحر" العقيد رياض الأسعد، أن &laqascii117o;عددا من العناصر الإيرانيين موجودون لدى الجيش الحر ويجري التحقيق معهم". وأكد الأسعد لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، أنه &laqascii117o;جرى إطلاق سراح عدد من الإيرانيين قبل أيام لأسباب إنسانية، لكن لا يزال لدينا خمسة خبراء عسكريين وأمنيين كانوا يقودون العمل العسكري في سوريا وأحدهم ضابط". وإذ نفى أن يكون هؤلاء المعتقلون الإيرانيون نقلوا إلى شمال لبنان كما أعلن مسؤولون إيرانيون قبل أيام، أكد أنهم &laqascii117o;موجودون في مكان آمن داخل سوريا". وقال &laqascii117o;لدينا معلومات أكيدة أن هناك ضباطا وعناصر إيرانيين وآخرين من حزب الله يقودون العمليات على الأرض ويدربون القناصة، وكل الشعب السوري يعرف ذلك". وحمل قائد الجيش الحر بعنف على الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد ومواقفه الداعمة للرئيس السوري بشار الأسد، متهما إياه بتوفير الغطاء لعمليات قتل الشعب السوري الأعزل، وسأل &laqascii117o;أين المقاومة والممانعة التي يدعيها النظام السوري، وجبهة الجولان تعيش الهدوء والرخاء منذ نحو الأربعين عاما؟". وقال &laqascii117o;هؤلاء متآمرون على شعوبهم وعملاء لإسرائيل، فالفاسد والمجرم يحمي ويدعم الفاسد والمجرم، وعلى النظام الإيراني أن يهتم بشعبه المضطهد في الأحواز وغير الأحواز بدل أن يضع كل إمكاناته لحماية بشار الأسد ونظامه، ولو كان نجاد يحترم نفسه لما جاهر بدعمه للأسد وبارك له قتل الشعب السوري، هؤلاء من طينة بشار الأسد ومجرمون مثله".واستدعى الدعم الإيراني المطلق للنظام السوري، مواقف شاجبة من المعارضة السورية، فاستغرب عضو المكتب التنفيذي في &laqascii117o;المجلس الوطني الحر" سمير نشار قول الرئيس الإيراني بأنه يدعم بشار الأسد ومواقفه لبناء سوريا المتجددة، وقال نشار لـ&laqascii117o;الشرق الأوسط"، &laqascii117o;أعتقد أن نجاد يتكلم عن سوريا بشار الأسد، أي سوريا العتيقة والمنهارة والمتساقطة، للأسف نحن لم نكن نتمنى أن تقف دولة إيران هذا الموقف المعادي للشعب السوري، خصوصا أن إيران قامت على ثورة شعبية حقيقية، فإذا كانت تحترم ثورتها عليها أن تحترم ثورة الشعب السوري الذي ترتكب بحقه أبشع المجازر". أضاف &laqascii117o;لو كان أحمدي نجاد يقف مع بشار الأسد ضد إسرائيل لكنا معه، لكن أن يجاهر بوقوفه ضد سوريا الشعب.. لا، لأن دماء الشعب السوري ومطالبه هي الحق ونحن نرى أن إيران تأخذ الخيار الخاطئ في الوقوف مع نظام بشار الأسد، وهي بذلك تشرع إراقة الدماء وآخرها المذابح التي ترتكب في حمص، لقد صمتت طهران طويلا، وموقفها الجديد واضح أنه جاء بعد الفيتو الروسي والصيني، وأرادت أن تلتحق بهذا الفيتو وتثبت أنها حليفة لبشار الأسد". وأكد نشار أن &laqascii117o;الفيتو الروسي هو البوصلة التي وجهت النظام السوري وأعطته الرخصة للاستشراس بالقتل، لكنهم مخطئون، لأن الشعب السوري سينتصر وسينال حريته وسيزاح هذا الكابوس الجاسم على صدره منذ 40 عاما".ونشرت صحيفة &laqascii117o;الغارديان" البريطانية في عددها الصادر أول من أمس عن معارضين سوريين أن الجنرال قاسم سليماني المنتمي لفيلق القدس وهو جزء من الحرس الثوري الإيراني يقوم بزيارات متتالية لسوريا منذ بداية الثورة فيها، ونقلت &laqascii117o;الغارديان" عن صحيفة &laqascii117o;هآرتس" الإسرائيلية عن مصادر سورية أن سليماني كان يقوم بدور مستشار واستراتيجي خلال زياراته الأخيرة، في الأسبوعين الماضيين. وقالت المصادر إن سليماني &laqascii117o;اجتذب الأضواء في غرفة العمليات الحربية، والتي عادة ما يوجد فيها الأسد شخصيا وشقيقه ماهر، وصهره آصف شوكت وقريبه رامي مخلوف". وقال كاتب &laqascii117o;الغارديان" سايمن تيسدال، إن حركة الحرس الثوري الإيرانية يقال إنها موجودة في سوريا عبر أعداد تقدر بالمئات، ولم يتم التمكن من تحديد دقيق لأعدادهم. وهم يقومون بدور المدربين والمستشارين، والاستخبارات الإيرانية تعمل مع النظام بنفس الطريقة التي تعاونت بها مع الشيعة المتطرفين وجماعات سنة في مواجهاتهم مع القوات الأميركية خلال احتلال العراق. وقال الصحافي إنه بالنسبة للأسد تعتبر إيران &laqascii117o;حماية، وأمن وتمويل". كما اعتبر الصحافي أن فلاديمير بوتين أصبح &laqascii117o;الغبي المفيد لطهران" ويقوم بأعمال قذرة في مجلس الأمن.واعتبر الكاتب أن إيران تقوم بلعبة طويلة المدى، &laqascii117o;ورغم محاولاتها دعم وتحقيق الإصلاحات السياسية في سوريا، فإنها إذا لم تتمكن من إنقاذ الأسد ستسعى لضمان الحفاظ على تحالفها مع سوريا وألا تنشق لتنضم للمخيم الغربي، ولكن إسرائيل وأميركا تتمنيان العكس تماما".
- 'الشرق الأوسط': نواب 14 آذار يتحدثون عن استعدادات عسكرية سورية للدخول إلى مناطق لبنانية
فتفت: الشعب اللبناني سيقوم بما يفرض عليه للتصدي لكتائب الأسد وشبيحته عند الضرورة
أفادت مصادر ميدانية عن &laqascii117o;انتشار عسكري سوري لافت على الحدود اللبنانية السورية مقابل منطقة وادي خالد في الشمال"، متحدثة عن أن &laqascii117o;المعلومات الأولية تشير إلى انتشار عشرين دبابة سورية مقابل وادي خالد، بالإضافة إلى حركة للجرافات السورية وإنشاء سواتر ترابية وزرع ألغام".وقالت المصادر إن &laqascii117o;حالة من القلق والترقب تسود أهالي وادي خالد اللبنانية بعد ما ورد في وسائل الإعلام عن نية للجيش السوري باقتحام منطقة وادي خالد، محملين أطرافا داخلية مسؤولية ما يحكى عن انتشار (الجيش السوري الحر) في منطقتهم، مؤكدين أن هذه الأخبار هي شائعات".وأفيد مساء أمس عن إصابة السوري محمد أحمد شحاذي بطلق ناري في رأسه في منطقة مشاريع القاع من الجهة السورية المقابلة لبلدة القاع اللبنانية، وقد أُدخل إلى الأراضي اللبنانية، ونقل إلى مستشفى شتورة في البقاع الأوسط حيث قيل إن حالته الصحية حرجة جدا.وكان لغم أرضي انفجر عند معبر البني غير الشرعي على مجرى النهر الكبير على الجانب السوري من الحدود بين بلدة المقيبلة اللبنانية وبلدة المشيرفة السورية، من ضمن الألغام الأرضية التي كانت وحدات الجيش السوري قد زرعتها عند الجانب السوري من الحدود اللبنانية السورية الشمالية والشمالية الشرقية، مما أدى إلى إصابة أحمد مصطفى خضر (من بلدة المشيرفة السورية) إصابة بليغة في ساقيه.وفي المواقف السياسية، حذّر عضو كتلة &laqascii117o;المستقبل" النائب أحمد فتفت من معلومات متقاطعة عن استعدادات عسكريّة للجيش السوري لتجاوز الحدود الشماليّة ودخول وادي خالد تحت عنوان &laqascii117o;ضرب منشقين سوريين" غير موجودين، منبها من &laqascii117o;الأخطار الكبيرة التي تنجم عن اعتداء مماثل على سيادة الدولة اللبنانيّة وعلى المواطنين اللبنانيين الآمنين وعلى اللاجئين السوريين المدنييّن"، لافتا إلى أن &laqascii117o;عملا كهذا يمثّل إعلان حالة حرب على لبنان ويجب أن يجابه بالدرجة الأولى بموقف صارم وواضح من الحكومة اللبنانيّة ومن الجيش اللبناني".وأشار فتفت إلى &laqascii117o;أنّ الشعب اللبناني بكلّ مكوناته لا يمكن أن يسكت عن شيء مماثل، وسيقوم بما يفرض عليه للدفاع عن أرضه ودمائه في وجه كتائب الأسد وشبيحته عند الضرورة".
- صحيفة 'الحياة': ميقاتي: لا عودة لمجلس الوزراء إلا بوقف التجاوز ولا يمكن الضغط على المصارف لخرق العقوبات
أعلن رئيس الحكومة اللبناني نجيب ميقاتي أن حلفاء سورية في الحكومة اللبنانية &laqascii117o;لا يمكنهم إجبار القطاع المصرفي اللبناني على قبول خرق العقوبات عليها لأن مصلحة هذا القطاع في عدم خرقها".وكان ميقاتي يجيب عن أسئلة &laqascii117o;الحياة" في الطائرة الخاصة التي أقلته الى باريس حيث يبدأ اليوم زيارة رسمية يقابل خلالها الرئيس نيكولا ساركوزي. وقال ميقاتي ان مسؤولياته &laqascii117o;الحفاظ على الاستقرار داخلياً وعلى علاقات لبنان مع كل الدول باستثناء إسرائيل، ولست راغباً في خصومة مع أحد".وأوضح ميقاتي أن الرئيس الفرنسي والحكومة الفرنسية يعرفان تماماً الظروف اللبنانية الجغرافية السياسية وأنه لا يمكن أن يستعمل لبنان ممراً للتآمر أو لخصومة مع أي دولة عربية. وعن المخطوفين السوريين على الأراضي اللبنانية، قال: &laqascii117o;قبل تشكيل الحكومة كان هناك خطف معين، أما في الفترة الأخيرة فلم يجر التعرض لأي شخصية سورية في لبنان. فليعطوني اسماً ويقولوا لي أين".ونفى ميقاتي، رداً على سؤال حول الخلاف داخل الحكومة، أن يكون معتكفاً. وقال: &laqascii117o;سأتريث في أي دعوة الى حين وضع أسس ولأداء وإنتاجية مجلس الوزراء. وأهم الأمور أن مجلس الوزراء أخذ قراراً بأكثرية 19 وزيراً يطلب من وزير العمل (شربل نحاس) توقيع مرسوم بدل النقل (للعمال) وحتى الآن لم يوقع ومضى 128 يوماً... ولا عودة الى مجلس الوزراء إلا بأن نضع حداً لهذا التجاوز... ان تنفيذ قرارات مجلس الوزراء قاعدة أساسية ومن لا يعجبه فليستقل".وإذ أشار الى أنه سيزور رئيس الحكومة السابق سعد الحريري في باريس ليتمنى له الشفاء العاجل (بعد تعرضه لحادث تزلج)، معتبراً أنها &laqascii117o;زيارة واجب"، قال إن"الأسباب التي دعتني الى قبول المهمة (رئاسة الحكومة) بالحفاظ على الاستقرار ما زالت قائمة".وفي بيروت، انعكست الأزمة الحكومية التي تشمل خلاف زعيم &laqascii117o;تكتل التغيير والإصلاح" النيابي النائب ميشال عون مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على التعيينات الإدارية، على الاحتفال بعيد مار مارون الذي ترأس القداس خلاله البطريرك الماروني بشارة الراعي في وسط بيروت أمس. وحصل إشكال بروتوكولي أثناء المناسبة إذ انه فيما يقضي البروتوكول بأن يكون رئيس الجمهورية آخر من يدخل الى الكنيسة بعد دخول سائر الرسميين والحضور، أخّر العماد عون دخوله إليها الى ما بعد دخول سليمان. وفيما كان بعض الحضور صفق لسليمان، فإن دخول عون الذي كان أنصاره متواجدين بكثرة في الكنيسة، أثار عاصفة من التصفيق فحياهم عون.وبدا الامتعاض على وجوه بعض الرسميين.وفي غداء أقيم لاحقاً للمناسبة قال البطريرك للرئيس سليمان: &laqascii117o;قلبك كبير وفخامتك كونك رئيساً تستوعب الجميع، وكل مرة تصل إساءة الى شخصك هي بمثابة إساءة لكل اللبنانيين". فرد سليمان قائلاً: &laqascii117o;إنما الأمم الأخلاق ما بقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا".على صعيد آخر، تواصل السجال اللبناني الداخلي حول تداعيات الأزمة السورية، وحذر نواب من كتلة &laqascii117o;المستقبل" (أحمد فتفت ومعين المرعبي وخالد زهرمان) من معلومات عن أن الجيش السوري &laqascii117o;يتهيأ لدخول الأراضي اللبنانية" في منطقة وادي خالد الشمالية بحجة مطاردة منشقين عن الجيش. واعتبر هؤلاء أن هذا الأمر إذا حصل &laqascii117o;اعتداء على السيادة اللبنانية".
- 'الحياة': روسيا تشكك في شرعية 'أصدقاء سورية' وتتهم قطر وبريطانيا بإرسال &laqascii117o;قوات خاصة" إلى حمص
شككت روسيا في اقتراح غربي -تركي يتمثل في إنشاء &laqascii117o;مجموعة أصدقاء سورية" لدعم المعارضة السورية، معتبرة أن مثل هذه الهيئات &laqascii117o;غير شرعية" وفق ما أعلن الناطق باسم الخارجية الروسية ألكسندر لوكاشيفتش.وقال لوكاشيفتش في مؤتمر صحافي أمس إن &laqascii117o;موقفنا حذر حيال هيئات نعتبرها غير شرعية من وجهة نظر القانون الدولي". وأضاف: &laqascii117o;هناك تجارب سيئة جداً في إنشاء مثل تلك الهيئات وخصوصاً في ليبيا".وغداة استعمال روسيا الفيتو في مجلس الأمن ضد قرار يدين القمع في سورية، دعت دول غربية من بينها أميركا وفرنسا وبريطانيا إضافة إلى تركيا إلى إنشاء مجموعة اتصال لـ &laqascii117o;أصدقاء سورية" للالتفاف على الجمود في مجلس الأمن وزيادة الضغوط على النظام السوري.من جهة اخرى، قال لوكاشيفيتش إن موسكو قلقة من الأنباء التي تحدثت عن إرسال قطر وبريطانيا وحدات من قواتهما الخاصة إلى سورية لتقديم الدعم للمسلحين الذين يحاربون الحكومة السورية. فيما قالت وزارة الدفاع الروسية في بيان أمس نقله موقع &laqascii117o;روسيا اليوم" إن &laqascii117o;القيادة العسكرية الروسية تتابع باهتمام الوضع المتعلق بسورية وتعتبر التدخل العسكري في شؤونها أمراً مرفوضاً". وقال لوكاشيفيتش في تصريحات نقلتها وكالة &laqascii117o;نوفوستي" الروسية أمس إن موسكو ستدقق في المعلومات حول إرسال قوات خاصة بريطانية وقطرية إلى حمص. وتابع لوكاشيفيتش قائلاً: &laqascii117o;إني لم أقرأ هذه الأنباء، لكننا طبعاً سندقق في مصداقية القنوات الإعلامية التي تتناقلها، لكن هذه إشارة مثيرة للقلق العميق".وكان موقع &laqascii117o;دبكا فيل" الاستخباراتي الإسرائيلي أفاد في وقت سابق أمس بأن قوات خاصة قطرية وبريطانية تعمل بصورة خفية في مدينة حمص السورية. ونقل الموقع عن مصادر عسكرية واستخباراتية أن تلك القوات لا تشارك في عمليات القتال المباشرة ضد الجيش السوري، لكنها تقدم معلومات تكتيكية للمعارضين وتقوم بتشغيل قنوات الاتصال مع الخارج وتنقل طلباتهم الخاصة بإمدادات السلاح والمقاتلين والدعم اللوجيستي إلى خارج سورية، بخاصة إلى تركيا. وذكر الموقع أن عناصر تلك القوات تعمل في 4 أحياء في حمص وهي الخالدية وباب عمرو وباب الدريب والرستن.واعتبر الموقع أن تواجد تلك القوات القطرية والبريطانية في حمص هو جزء من الخطة التركية الجديدة في شأن سورية التي أعلن عنها رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان أمام البرلمان يوم الثلثاء الماضي.وتابع قائلاً: إن خطة أردوغان تتضمن إرسال قوات تركية وعربية إضافية إلى سورية عبر الباب نفسه الذي دخلت به القوات المتواجدة بحمص وبالاعتماد على دعم هذه القوات، وهذا بهدف إثارة اضطرابات في مدن سورية أخرى.وأضاف أن موضوع تواجد القوات القطرية والبريطانية في حمص كان في صميم المحادثات التي دارت الثلثاء بين الرئيس السوري بشار الأسد ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومدير جهاز الاستخبارات الخارجية الروسي ميخائيل فرادكوف اللذين زارا دمشق، حيث عرض ضباط الاستخبارات السورية أمام الوفد الروسي التقديرات حول الوضع الميداني، بينما وضع مدير الاستخبارات الروسية الخارجية والطاقم المرافق له معلوماتهم وملاحظاتهم في هذا الشأن. ونقل الموقع عن مسؤولين استخباراتيين غربيين أن الأجواء التي سادت لقاء لافروف والأسد كانت متوترة. ونفى المسؤولون ما قاله لافروف عن التزام الأسد بوقف العنف، حيث كانت خطط الحكومة السورية لشن هجوم جديد على المنشقين ورد فعلها على الوجود الخفي لعسكريين غربيين وعرب وأتراك في الأراضي السورية في صلب محادثات الجانبين، وذلك وفقاً لما ذكره موقع أنباء &laqascii117o;روسيا اليوم" ووكالة &laqascii117o;نوفوستي". إلى ذلك، قال لوكاشيفيتش إن روسيا لا تخرق القانون الدولي، بتوريدها السلاح إلى سورية، لأنه لا توجد عقوبات ضد دمشق في هذا الشأن. وقال الديبلوماسي الروسي: &laqascii117o;إننا ننفذ الصفقات مع سورية والبلدان الأخرى في إطار الاتفاقات الدولية، من دون خرق أي التزامات وقوانين دولية. وسورية لا تخضع لنظام عقوبات دولي". وأضاف: &laqascii117o;لذلك فان كافة الالتزامات، التي تقطعها روسيا على نفسها في إطار هذه الصفقة أو تلك، تنفذها بالكامل".وحذر لوكاشيفيتش من أن النزاع الداخلي في سورية &laqascii117o;قد يتحول إلى حرب أهلية". وقال للصحافيين: &laqascii117o;يجري في سورية نزاع داخلي معقد، قد يتحول إلى حرب أهلية. وروسيا لا تود حدوث هذا السيناريو. ولذلك فان كافة جهود السلام التي نبذلها على هذا الاتجاه تستهدف غاية واحدة، مفهومة وميسورة، وهي وقف إراقة الدماء بأسرع وقت، وحل السوريين أنفسهم مشاكلهم الداخلية". وأضاف الديبلوماسي أنه يجري في سورية نزاع داخلي ولا وجود &laqascii117o;لمصطلح الثورة". وتابع: &laqascii117o;هذا ليس حدثاً ثورياً على الإطلاق. ويجب أن يحل هذا النزاع الداخلي السوريون أنفسهم وراء طاولة المفاوضات، كما جرى، على سبيل المثال، في اليمن في ظل دعم المجتمع الدولي". وأكد لوكاشيفيتش أن القيادة السورية جاهزة لهذا السيناريو، &laqascii117o;كما أكدت مرة أخرى على تسريع الإصلاحات، من ناحية المصادقة على الدستور السوري، واعتماد نظام التعددية الحزبية". وأضاف إن &laqascii117o;الإصلاحات تأخرت بالطبع، ولربما كان من المفروض البدء بها في وقت سابق".كما أعلن لوكاشيفتش أن روسيا &laqascii117o;كانت وستواصل الدعوة إلى بدء حوار شامل بين كافة الأطراف السورية". وأكد أهمية الإسراع في بدء هذا الحوار" من دون شروط مسبقة، ومن دون استباق الزمن".وتابع: &laqascii117o;أجرينا، ولا نزال نحافظ، على قنوات الاتصال سواء مع المعارضة (السورية) الداخلية، أو الخارجية". وذكر بأن روسيا عرضت إجراء هذا الحوار لديها. وأكد أن &laqascii117o;كل شيء يتوقف الآن على رغبة الأطراف وإرادتها السياسية"...
- 'الحياة': معلومات سورية عن اعتقال 'مسلحين' بحوزتهم أسلحة إسرائيلية
ذكرت صحيفة &laqascii117o;الوطن" السورية ان السلطات قتلت وألقت القبض على عدد من &laqascii117o;المسلحين" من جنسيات مختلفة يرتبطون بتنظيم &laqascii117o;القاعدة" وبحوزتهم أسلحة إسرائيلية.وقالت &laqascii117o;الوطن" المقربة من السلطة إن &laqascii117o;الاجهزة المختصة تمكنت بعد اشتباكات عنيفة مع مسلحين في بابا عمرو (في حمص) من قتل عدد منهم وإصابة آخرين وإلقاء القبض على بعضهم، وتبين ان بينهم من يحمل جنسيات لبنانية وليبية وأفغانية". وأضافت الصحيفة ان &laqascii117o;المعلومات تشير الى ارتباطهم بتنظيم القاعدة".وأشارت الصحيفة إلى أنه &laqascii117o;أثناء ملاحقة الإرهابيين في حي بابا عمرو (في حمص) ضبطت الأجهزة المختصة صواريخ نوع لاو إسرائيلية الصنع وقناصات إسرائيلية وأميركية عالية الدقة والسرعة لم تر من قبل" بالإضافة الى اسلحة وقذائف من انواع مختلفة.كما تحدثت صحيفة &laqascii117o;البعث" الناطقة باسم الحزب الحاكم الى ضبط أسلحة إسرائيلية الصنع.وأضافت الصحيفة ان الجهات المختصة &laqascii117o;فككت عبوة ناسفة تزن 1.5 كلغ زرعتها مجموعة إرهابية تحت سيارة مديرة مدرسة في اللاذقية (غرب) وبعد تفكيك العبوة تبين أنها محشوة بمادة السيفور شديدة الانفجار".وأشارت إلى أن &laqascii117o;هذه المادة تصنع في الخارج ولا تنتجها سورية ويعد كيان الاحتلال الاسرائيلي اكبر منتج لها في المنطقة".وتنسب السلطات السورية الإضرابات التي تعيشها البلاد الى &laqascii117o;مجموعات إرهابية مسلحة" تتهمها بالسعي لزرع الفوضى في البلاد في اطار &laqascii117o;مؤامرة" يدعمها الخارج.وفي هذا السياق، رأت صحيفة &laqascii117o;تشرين" الحكومية أن قرار مجلس التعاون الخليجي بسحب سفرائه من دمشق وطرد السفراء السوريين المعتمدين لديه يتسم بـ &laqascii117o;الكيدية وانعدام اللباقة الدبلوماسية وانعدام الحس بالمسؤولية".وأشارت الصحيفة الى ان هذا القرار &laqascii117o;لا تفسير له سوى محاولة الانتقام من سورية التي رفضت الخضوع للغرب وتمسكت بقرارها الوطني المستقل"، معتبرة ان هذه الدول نفذت &laqascii117o;مطالب غربية في هذا الشأن".
- 'الحياة': منشقون سوريون: تنقصنا الأسلحة وليس مقاتلين
أعلن منشقون سوريون أنهم بحاجة لمزيد من الأسلحة وليس إلى قوات أجنبية لتسليح عشرات آلاف المقاتلين وبينهم منشقون عن الجيش السوري من أجل الإطاحة بـ &laqascii117o;آلة الموت" التابعة للنظام. يأتي ذلك فيما قالت مصادر سورية مطلعة إن تحركات بدأت داخل قوى المعارضة من أجل السيطرة على الخلافات بين المسؤولين العسكريين المنشقين في سورية. وفي بث مباشر نادر عبر الإنترنت إلى واشنطن من موقع غير محدد في محيط دمشق، أعلن ضباط في &laqascii117o;الجيش السوري الحر" أن الولايات المتحدة خصوصاً يجب أن تشدد سياستها إزاء النظام السوري وأن تجد سبلاً لإرسال بنادق وقاذفات صواريخ وغيرها من الأسلحة الثقيلة إلى المنشقين.وقال ضابط في &laqascii117o;الجيش السوري الحر" أشار إلى أن اسمه محمد أمام نحو 50 شخصاً من بينهم مراسلون وخبراء في شؤون الشرق الأوسط شاركوا في اجتماع في العاصمة الأميركية &laqascii117o;النقطة الأساسية هي الدعم اللوجستي المادي. يمكننا أن نقوم بذلك بمفردنا، نحن لا نطلب أي قوات". وأضاف: &laqascii117o;نريد دعماً عسكرياً وذخيرة. العديد متوافر لدينا ولكن ينقصنا بالتحديد السلاح".وتابع الضابط المنشق السوري أن أهالي مدينة حمص التي تحاصرها القوات السورية منذ عدة أيام يواجهون أزمة إنسانية &laqascii117o;كارثية" يمكن أن تتدهور في الأيام المقبلة إذا لم يخفف الجيش طوقه على الطرقات ويسمح بدخول غذاء وغيره من المساعدات إلى المدينة.وتابع الضابط محمد من مقره في شرق دمشق: &laqascii117o;لقد سقط مئات الشهداء" جراء القصف على حمص، وأضاف: &laqascii117o;لقد رأينا أكثر من ألفي شهيد"، منذ التصويت على مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي اعترضه فيتو روسي وصيني.وتحول القيود على تحركات الصحافيين دون التحقق في شكل مستقل من هذه الحصيلة.وقال محمد أيضاً: &laqascii117o;نحن نواجه إحدى أسوأ آلات الموت في العالم"، موضحاً أن المنشقين الذين ليس عندهم ما يكفي من السلاح يستعملون &laqascii117o;أسلحة خفيفة لمهاجمة الدبابات". وأضاف إن المنشقين باتوا يسيطرون على بعض المناطق خصوصاً عندما تقتحم القوات السورية منطقة وتترك أخرى أكثر ضعفاً. وقال: &laqascii117o;يمكن أن يصمدوا أسبوعاً أو عشرة أيام لكنهم لا يبقون لفترة طويلة وينسحبون بعدها".وفي إشارة إلى الصعوبات في الاتصال في المناطق المحاصرة في سورية، تخلل البث مشاكل عدة، وتعذر على ضباط آخرين ومسؤولين من المعارضة في حمص المشاركة في الاتصال. وأضاف إن &laqascii117o;حزب الله ومقاتلين إيرانيين يدربون السوريين على القمع"، وإن &laqascii117o;هناك مخيم للتدريب يديره حزب الله بالقرب من دمشق".ويقول &laqascii117o;الجيش السوري الحر" إن عدده يصل إلى 40 ألف مقاتل ومنشق من الجيش النظامي، وإن في منطقة الغوطة ودرعا (جنوب دمشق) هناك &laqascii117o;قرابة 20 ألف شخص يريدون حمل السلاح". إلا أن عدد المنشقين المسلحين لا يتجاوز المئات بسبب النقص في المعدات العسكرية.. إلى ذلك، تحدثت صحيفة &laqascii117o;فاينانشنال تايمز" البريطانية أمس عن تحرك من أجل السيطرة على الخلافات بين القادة العسكريين المنشقين في سورية، وعن محاولات زعماء المعارضة السورية تهدئة مخاوف تلك الخلافات من خلال إيجاد تسوية بين القادة العسكريين. وقالت الصحيفة إن زعامة العقيد رياض الأسعد لـ &laqascii117o;الجيش السوري الحر"، وجدت تحدياً لها متمثلاً بشخصية أعلى رتبة عسكرية هو العميد الركن مصطفى الشيخ. وأضافت الصحيفة إن &laqascii117o;المجلس الوطني السوري" يحاول إيجاد تسوية تبقي الأسعد رئيساً لهذه الجماعة، مقابل تشكيل مجلس عسكري أعلى يكون الشيخ رئيساً له. إلا أن الصحيفة تقول إن العقيد الأسعد رفض تلك الجهود، واعتبر المجلس الوطني &laqascii117o;خائناً"، بحسب تصريحات أدلى بها إلى تلفزيون القسم العربي في &laqascii117o;بي بي سي" عقب الإعلان عن إنشاء &laqascii117o;المجلس العسكري الأعلى" برئاسة العميد الركن الشيخ.
- 'الحياة': باتريك سيل
الأزمة السورية والحرب الباردة الجديدة
لم تعد الأزمة السورية مسألة سورية بحتة، فقد أخذت أبعادها الأوسع في 4 شباط (فبراير) حين استخدمت روسيا والصين حقّ النقض (الفيتو) في مجلس الأمن في الأمم المتحدة بهدف إحباط تمرير قرار عربي يحظى بدعم غربي يدعو الرئيس بشار الأسد إلى التنحي. فجأة، لم يعد النقاش يدور حول الصراع الداخلي على السلطة في سورية، بل بدلاً من ذلك، أشارت كلّ من موسكو وبكين من خلال استخدام حقّ الفيتو، أنهما تملكان أيضاً مصالح في الشرق الأوسط، وأنهما عازمتان على حمايتها. لم تعد المنطقة بعد الآن محمية غربية حصرية تقع تحت هيمنة الولايات المتحدة وحلفائها.تملك روسيا مصالح منذ عقود طويلة في الشرق الأوسط، وفي سورية بالتحديد، ولا توافق الصين التي تعَدّ مستورداً أساسياً للنفط الإيراني، على العقوبات الغربية التي فُرضت على طهران، كما أنها غير راضية عن محاولات الولايات المتحدة الحفاظ على نفوذها في منطقة آسيا والمحيط الهادي. ويلوح في الأفق إمكان إعادة إحياء حرب باردة.كانت الأزمة السورية منذ البداية شأناً داخلياً ودولياً على حدّ سواء. فعلى المستوى الداخلي، هدفت الانتفاضة إلى الإطاحة بالنظام، تماماً كما حصل في تونس ومصر وليبيا واليمن. وارتكب الطرفان، أي الحكومة والمعارضة في إطار هذا النضال المرير، أخطاءً فادحة. يكمن خطأ الحكومة في استخدام الرصاص الحي ضد المتظاهرين في الشارع حيث يتظاهرون، أقلّه في البداية، بشكل سلمي. وكان من الممكن تنفيس الأزمة عبر تطبيق إصلاحات فورية. وبدلاً من ذلك، أدى ارتفاع عدد الضحايا إلى بروز خيبة أمل كبيرة وسط الشعب، ما قلّص فرص التوصل إلى حل يتم التفاوض عليه.
يكمن خطأ المعارضة في اللجوء إلى السلاح حتى تتحوّل إلى تنظيم عسكري، على شكل &laqascii117o;الجيش السوري الحر" المؤلّف من منشقين عن قوات الأمن فضلاً عن مقاتلين أحرار وإسلاميين متشدّدين. كما أنها شنّت هجمات كرّ وفرّ على أهداف وأشخاص تابعين للنظام. وتتألف قيادة المعارضة المنفية من عدد من المجموعات المشتتة والمتخاصمة أحياناً، أهمّها &laqascii117o;المجلس الوطني" السوري. وداخل هذا المجلس، تعتبر جماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" العنصرالأكثر تنظيماً وتمويلاً في المعارضة. وتبدو هذه الجماعة متعطشة الى الثأر بعد ان اعتُبرت خارجة عن القانون منذ الحملة الإرهابية التي شنتها بين عامي 1977 و1982 للإطاحة بنظام حافظ الأسد، وهي المحاولة التي قُمعت بشكل دامٍ في مدينة حماة.ولا يسع أيَّ نظام مهما كان انتماؤه السياسي، السماح بحصول انتفاضة مسلحة من دون الردّ باستخدام القوة الكاملة. فضلاً عن ذلك، وفّر بروز معارضة مسلحة التبرير الذي يحتاج إليه النظام السوري من أجل قمعها قمعاً دامياً.
كان عدد الضحايا الذين سقطوا خلال الأشهر الأحد عشر الماضية هائلاً، ويقدّر بين 5 إلى 6 آلاف عضو من المعارضة، بينهم عناصر مسلحة وغير مسلحة وحوالى 1500 عضو من الجيش وقوات الأمن. وثمة عنصرغامض في هذه الأرقام، فعلى غرار ما يحصل في الحروب كافة، بدا التلاعب بالمعلومات واضحاً.يزداد العنف داخل سورية من الطرفين إلى جانب وجود اصطفاف مذهبي وأزمة خطيرة تهدّد بالانزلاق في كلّ يوم إلى حرب أهلية طائفية واسعة النطاق.
أما المستوى الثاني من التنافس، فيجري على الساحة الدولية، حيث تتحدى روسيا والصين بدعم من القوى الناشئة الأخرى مثل الهند والبرازيل هيمنة أميركا في الشرق الأوسط. وبدا غضب واشنطن من هذا التحدي واضحاً حين وصفت وزيرة الخارحية الأميركية هيلاري كلينتون الفيتو الروسي والصيني بـ &laqascii117o;المهزلة". وصعّدت الأزمة من خلال الدعوة إلى تشكيل ائتلاف دولي بغية دعم المعارضة السورية ضد ما وصفته بـ &laqascii117o;النظام الوحشي" في دمشق. كما شجّعت على تشكيل مجموعة &laqascii117o;أصدقاء سورية" بهدف نقل الأموال والأسلحة إلى خصوم بشّار الأسد.وفي قلب هذا النضال الدولي، هناك محاولة جدية من الولايات المتحدة وحلفائها للإطاحة بالنظامين الحاكمين في كلّ من إيران وسورية. إذ تكمن &laqascii117o;جريمة" إيران في رفض الخضوع للهيمنة الأميركية في منطقة الخليج الغنية بالنفط وفي التحدي الذي يبدو أنها تفرضه من خلال برنامجها النووي على احتكار إسرائيل للأسلحة النووية في المنطقة. في الوقت نفسه، نجح كلّ من إيران وسورية و&laqascii117o;حزب الله"، وهم شركاء على مرّ العقود الثلاثة الماضية، في تقويض هيمنة إسرائيل العسكرية. فشكّلوا في السنوات الأخيرة العقبة الأكبر في وجه الهيمنة الإقليمية الأميركية-الإسرائيلية.
واعتبرت إسرائيل على مدى سنوات، أنّ برنامج إيران النووي يشكّل خطراً &laqascii117o;وجودياً" عليها وخطراً على العالم برمته، مهدّدة مراراً بمهاجمتها. وأدّت تصريحاتها النارية إلى ممارسة الضغوط، أو على حدّ تعبير البعض إلى ابتزاز الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودفعهما إلى فرض عقوبات ادت الى شلل صادرات إيران النفطية وأثرت على ودائع بنكها المركزي.غير أنّ المسألة الحقيقية تتعلّق بالهيمنة الإقليمية. ولا يشكل برنامج إيران النووي خطراً على إسرائيل، إذ تملك إسرائيل بفضل ترسانتها النووية الكبيرة وسائل كثيرة تخوّلها ردع أي هجوم محتمل. ولا ترغب إيران في المخاطرة بالدخول في نزاع نووي، مع مخاطره التدميرية عليها، إلا أنّ حصولها على القدرة النووية، حتى لو لم تتوصل الى صنع قنبلة، سوف يحدّ من حرية إسرائيل في التصرف، لا سيما حريتها في ضرب الدول المجاورة عندما يحلو لها.وتسعى إسرائيل إلى استعادة هيمنتها الإقليمية التي تقوّضت أخيراً. فقد أخفقت في القضاء على &laqascii117o;حزب الله" حين شنّت هجوماً على لبنان عام 2006، كما أخفقت في تدمير حركة &laqascii117o;حماس" حين شنّت هجوماً على قطاع غزة في نهاية عام 2008 وبداية عام 2009. والأسوأ من وجهة نظر إسرائيل أنّ هذه الحرب واجهت معارضة دولية وأضرت بعلاقات إسرائيل بتركيا. وهدّد بروز جماعة &laqascii117o;الإخوان المسلمين" في مصر معاهدة السلام التي أبرمت بين إسرائيل ومصر عام 1979 والتي كرّست الهيمنة الإسرائيلية على مدى 30 عاماً من خلال إبعاد أقوى بلد عن الصف العربي.
وتقوم إستراتيجية إسرائيل الحالية على حمل الولايات المتحدّة على شلّ إيران بالنيابة عنها، تماماً كما دفع المحافظون الجدد الولايات المتحدة إلى شنّ حرب على العراق وهو البلد الذي اعتبرت إسرائيل أنه يمثل خطراً عليها.كما واجهت الولايات المتحدة تبعات خطيرة في المنطقة مثل الحرب الكارثية التي شنتها في العراق ونزاعها المفتوح في أفغانستان والعداء العنيف الذي تواجهه في العالم الإسلامي، لا سيما في باكستان واليمن والقرن الأفريقي. كما أنها تسعى إلى الحفاظ على نفوذها في منطقة الخليج الغنية بالنفط. ويظنّ بعض الصقور في واشنطن أنّ الإطاحة بنظام الملالي في طهران سيضع الولايات المتحدة وحليفتها اسرائيل في المقدمة.
وسمحت دول الخليج العربي لنفسها بالانجرار إلى هذا النزاع بسبب قلقها من إيران. ويبدو أنها تخشى أن تهدّد إيران النظام السياسي القائم من خلال تحريك الاقلية الشيعية، فقد حذت دول الخليج حذو الولايات المتحدة وإسرائيل في هجومها على دمشق وطهران. لكن، بعد أن أدركت متأخرة أنّ اندلاع حرب إقليمية سيشكّل كارثة عليها، برزت إشارات على أنها تعيد التفكير في الموضوع.وفي نهاية عطلة الأسبوع الماضي، أعلن وزير الدولة القطري للشؤون الخارجية خالد العطية في مؤتمر حول الأمن في مدينة ميونيخ، أنّ شن هجوم على إيران &laqascii117o;ليس حلاًّ، وأنّ تشديد الحظر سيزيد السيناريو سوءاً. أظن أنه يجب اللجوء إلى الحوار". ويعد ذلك صوت العقل.
- 'الحياة': راغدة درغام
بوتين يسعى إلى استعادة النفوذ السوفياتي
ازدحام المبادرات لمعالجة الوضع في سورية لا يعني ازدياد حظوظ ردع الحرب الأهلية وإنما يعكس عمق الفجوات بين معسكري الغرب والشرق وانحسار القيادة العربية في مصير هذا البلد المهم. أول ضحايا عودة الحرب الباردة بين روسيا والولايات المتحدة هو الشعب السوري بالدرجة الأولى. المنطقة العربية ليست غالية على قلب رئيس الوزراء العائد إلى رئاسة روسيا، فلاديمير بوتين، وهو لا يعتبرها سوى ساحة للمقايضة مع الولايات المتحدة وأوروبا. إيران شيء آخر في الحسابات الروسية - البوتينية، ومن هنا يمكن البدء بتفسير استعداد موسكو للانقلاب على جامعة الدول العربية واستعداء دول مجلس التعاون الخليجي الست. إيران ثمينة في حسابات الحلف الروسي - الصيني الاستراتيجي بالذات في مواجهته لحلف شمال الأطلسي، عقائدياً، وجيوسياسياً، وفي لغة المصالح النفطية، وفي إطار النظام العالمي، القديم منه والجديد. فإذا كانت عقيدة الرئيس الأميركي باراك أوباما قامت على مبدأ الاستيعاب عبر الترغيب والإقناع، فعقيدة فلاديمير بوتين هي إعادة خلط الأوراق إحياء للجبروت السوفياتي في منطقة الشرق الأوسط، المحطة الأخيرة لممارسة الكبرياء الروسية. إنها الجولة الأولى في مبارزة تريدها موسكو بوتين مع واشنطن أوباما ومع أوروبا الصاعدة في بناء النظام الدولي الجديد. فروسيا والصين ليستا على استعداد للقبول باهتزاز ركن النظام الدولي القديم القائم على صيانة سيادة الأنظمة الحاكمة وليس سيادة الشعوب. ولذلك، إن الجولة الأولى تقع في المنطقة العربية حيث ساد شعار &laqascii117o;الشعب يريد" لإسقاط سيادة الأنظمة.
النظام الدولي المتفق عليه لعقود قام على أساس عدم المساس بالسيادة. في الأساس، كان المبدأ أن لا مساس بسيادة الدول. إنما، عملياً، بات التقليد عدم المساس بسيادة الأنظمة الحاكمة حتى عندما كانت تلك الأنظمة ترتهن الدول وتصادر سيادتها من أجل بقاء الأنظمة في السلطة.
اختل هذا النظام الدولي بصورة جدية عبر الثورات العربية التي اندلعت السنة الماضية وأسفرت عن سقوط الأنظمة في تونس ومصر وليبيا واليمن تحت شعار &laqascii117o;الشعب يريد إسقاط النظام". هذا الشعار يرفعه اليوم الشعب السوري، لكن روسيا ومعها الصين، قررت أن في دمشق، يجب أن تتوقف مسيرة &laqascii117o;الشعب يريد". والأسباب عدة.
بعض الأسباب يعود إلى خوف موسكو وبكين من وصول مبدأ وشعار &laqascii117o;الشعب يريد" إلى عقر داريهما. فاليوم يُرفع نوع من هذا الشعار في روسيا، وبالأمس رُفِع هذا الشعار في الصين قبل إخماده. فما يشجع الشعوب على تحدي السلطة الحاكمة يخيف الشيوعية الحاكمة في الصين - باسم الشعوب - ويخيف الشيوعية الراحلة في روسيا والتي ما زال الحنين إليها في أعماق حكامها اليوم ومعظمهم من العهد السوفياتي.
سبب آخر يتعلق بالاعتبارات الداخلية هو صعود الإسلاميين إلى السلطة في المنطقة العربية خلفاً للثورات. فلدى روسيا والصين أيضاً شكوك في غايات إدارة أوباما والحكومات الأوروبية وراء إقبالها على احتضان &laqascii117o;الإخوان" الإسلاميين بحجة أنهم باتوا يمثلون الاعتدال، مقارنة بالسلفيين. حصيلة الأمر أن هناك غرابة في تحالف ما بين الإسلاميين والغرب في صوغ النظام &laqascii117o;الإقليمي الجديد في الشرق الأوسط". إن مجرد إعادة رسم النظام الإقليمي الجديد باستبعاد روسيا والصين وبشراكة بين الغرب والإسلاميين، أثار حفيظة روسيا وغضبها. ثم إن صعود الإسلاميين في الشرق الأوسط قد يمتد إلى جنوب شرقي آسيا، وعندئذ ليس مستبعداً صعودهم إلى السلطة في الجمهوريات الإسلامية في الحديقة الخلفية لروسيا، وبالتالي تطويقها. ومن ثم، ليس مستبعداً أن يؤدي ذلك إلى انتفاضة إسلامية داخل الصين وداخل روسيا حيث أعداد المسلمين لا يُستهان بها.
روسيا، منذ البداية، نظرت إلى سورية من منظار استقواء &laqascii117o;الإخوان المسلمين" والسلفيين والتطرف الإسلامي هناك. ديبلوماسيتها أوضحت هذا القلق داخل وخارج مجلس الأمن، لكنها قوبلت من سفراء الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا بالقول: &laqascii117o;ماذا لديكم من إثبات؟". وهذا من أبرز أسباب الاختلاف بين المواقف الروسية - الصينية والمواقف الغربية. فالغرب أراد التظاهر بأن المسألة السورية خالية من عنصر الإسلاميين كما تراه روسيا، بينما الشرق ازداد غضباً من استهتار الغرب بقلقه من الإسلاميين.بالطبع، هناك خلفية العقدة الليبية. روسيا والصين شعرتا أنهما ضحية خدعة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الذي فسَّر قرار مجلس الأمن بأنه يمده بصلاحية العمليات العسكرية. بعد ذلك قررت موسكو وبكين بأنهما لن يُستهان بهما، ولن يُهانا بعد ذلك.
حس الكبرياء هذا تزامن مع مخاوف روسيا والصين من هيمنة غربية بقيادة أميركية وربما بشراكة عربية. الحرب الباردة عادت إلى الأجواء بداية في مسألة ليبيا، ثم استعرت في المسألة السورية. فلاديمير بوتين أحيا زمن التسعينات بذهنية متخندقة ومتخشبة وبخطاب سياسي ستاليني. قرر أن مصلحته تتطلب منه التصدي للولايات المتحدة كي يقول للشعب السوري: أنا عنوان الكبرياء. ثم إن المرحلة الانتخابية في الولايات المتحدة وفّرت لبوتين فرصة تحدي أوباما وهو على يقين أن الرئيس الأميركي لا يريد أن يحارب. هي ذي الورقة الأهم في يد بوتين أن أوباما لن يحارب في سورية ولن يحارب في إيران وهو ليس في وارد التصعيد مع روسيا أو مع الصين. إنه الناشط السياسي المسالم.
وجد بوتين في الملف السوري نافذة للتحدي ولإعادة إثبات الوجود في الشرق الأوسط. وجد أن الاستجابة للضغوط الغربية مكلف لروسيا، ذلك أنه ليس ممكناً لموسكو أن تفقد هيبتها وصورتها لدى إيران وسورية وهما الدولتان اللتان تقاومان النفوذ الأميركي وتشكلان ورقتين مهمتين في مكانة روسيا في الشرق الأوسط. وعليه، قرر أنه لن يرضى بشراكة في إدارة الملف السوري في إطار عملية سياسية انتقالية تكون حصة موسكو فيها نسبية. قرر أنه يريد أن يمتلك أية عملية سياسية في سورية، وأن يقوم هو بإملاء المعايير والشروط. أخذ بوتين هذا القرار إلى منعطف جديد حين قرر أن ملكية مصير سورية ملكية روسية وليست عربية أو أميركية أو أوروبية. ولذلك صفع جامعة الدول العربية ودول مجلس التعاون الخليجي بفيتو على مشروع قرار في مجلس الأمن كان قوامه إعطاء جامعة الدول العربية وقطر مفاتيح العملية السياسية الانتقالية في سورية. وجاءت الصفعة على الخدين عندما ضمن معه الفيتو الصيني. بذلك بعث رسالة صارمة ومهمة فحواها أن الصين ترى أن مصلحتها الاستراتيجية هي مع روسيا وليس مع الغرب أو مع العرب.
وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف وهو بدوره سوفياتي سابق متجدد، توجه إلى دمشق صديقاً للنظام وفي ذهنه قيادة العملية السياسية الانتقالية في سورية. الفيتو الروسي - الصيني المزدوج أعطى زخماً للحل الأمني الذي أعلنته الحكومة السورية على لسان وزير خارجيتها وليد المعلم. واقعياً، بعث الفيتو المزدوج رسالة حازمة إلى المعارضة السورية بشقيها المدني والعسكري: لا مجال للمعارضة للانتصار عسكرياً، ولا وسيلة أمامها لإزالة النظام عسكرياً، ولا حل أمامها سوى حل وسط تقوده روسيا عنوانه الرئيس أن النظام باقٍ.
مبادرة لافروف هدفت وراء إقناع المعارضة ومن يدعمها - أو يملي عليها - بأن لا مجال لتغيير النظام، ولا خيار أمامها سوى وساطة روسية عبر القضاء على الخيارات الميدانية. وفي الساحة الدولية، قررت الاستراتيجية الروسية أن تملي على كل من يعنيه الأمر أن الحل الوسط الوحيد هو في عملية تقودها روسيا.
لم تأبه موسكو بالتهم بأنها باستخدامها الفيتو وبمبادرتها العنيفة استعجلت الحرب الأهلية في سورية. قلقت قليلاً من عنف صفعتها للعرب وبالذات لرئيس وزراء قطر حمد بن جاسم رئيس اللجنة الوزارية العربية المعنية بالشأن السوري. لذلك حرص سفيرها لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين على عقد مؤتمر صحافي لنفي ما تردد بأنه هدد بن جاسم &laqascii117o;بمحو قطر من الخريطة". إلا أن ذلك لم يمحُ ما تركته الديبلوماسية الروسية من انطباع واضح بأنها لا تأخذ الديبلوماسية القطرية على محمل الجد، لا سيما في أجواء استعادة الحرب الباردة بين الدول الكبرى، وأن المسألة السورية ليست منفصلة في ذهن روسيا وإنما هي إيرانية بامتياز.
المواجهة الروسية مع دول مجلس التعاون الخليجي وجامعة الدول العربية والدول الغربية ليست خالية من المغامرة. كذلك الصين، التي حجبت العُزلة عن روسيا في مجلس الأمن، تغامر. فالمسألة السورية لدى دول مجلس التعاون هي أيضاً إيرانية بامتياز. وبالتالي، إن انحياز روسيا والصين بهذا القدر من الوضوح والعلنية أعاد دول مجلس التعاون إلى الطاولة الاستراتيجية لتقرر ماذا أمامها من تحديات ومن خيارات. فهذه الدول اليوم ليست دول الأمس التي ارتمت على هامش أو في أحضان أحد القطبين أيام الحرب الباردة حين كانت روسيا اتحاداً سوفياتياً يُؤخَذ به في الحساب. فروسيا اليوم تحاول استرداد بعض بقايا العظمة من خلال حرب باردة تشنها في منطقة الشرق الأوسط. ثم هناك تركيا التي طرحت مبادرتها بدورها على أساس عقد مؤتمر دولي لا يترك لروسيا وحدها - والصين وراءها - صلاحية الإملاء على المنطقة. وليس واضحاً إن كانت تركيا ستضع يدها في يد دول حلف شمال الأطلسي لدعم عسكري غير كاف لمعارضة قد تعسكرت. وهنا تزداد خطورة الأوضاع في سورية، لا سيما إذا استمرت خلافات المعارضة السورية وتبين أن عسكرة المعارضة هي لمصلحة مجموعات تريد السلطة وليس الإصلاح. ولذلك، إن إيضاح هوية المعارضة السورية بات أمراً ملحاً.
المعركة على النظام الإقليمي الجديد والنظام الدولي الجديد جديدة من نوعها نظراً للمكان والزمان إلا أن المسألة الفلسطينية ستعود إلى المعركة إذ بدأت روسيا في محاولة التعويض عن سقوط هيبتها ومكانتها لدى الشعوب العربية، بالمزايدة في شأن القضية الفلسطينية. بدأت بالقول إن حل الدولتين بات مستحيلاً وإن دول مجلس التعاون في لهو بإيران وليس بفلسطين وقد تقرر تدمير &laqascii117o;اللجنة الرباعية" إذا استعرت الحرب الباردة.