- صحيفة 'السفير'
جنان جمعاوي
23 شباط 2013.. إنه 'اليوم الأخير' بالنسبة لوجود إسرائيل. هو اليوم الذي ستضرب فيه إيران الدولة العبرية بقنبلة نووية.
إنه ليس كلام أحد المسؤولين ولا تنبؤات أحد المنجمين، وإنما تخيلات المخرج الإسرائيلي رونين باراني، الذي أنتج فيلماً قصيراً مدّته خمس دقائق، يصوّر فيه وقائع 'اليوم الأخير'.
يبدو الفيلم الذي بث على موقع 'يوتيوب' كأنه ملف مصوّر صادر عن الأمم المتحدة. وتجري وقائعه في 23 شباط 2013. ومثّل فيه متطوّعون.
يبدأ 'اليوم الأخير' بمشهد صواريخ تشقّ طريقها في السماء الزرقاء. في الخلفية صوت جرس إنذار لا ينفكّ يعلو. في سيارة صغيرة، ثنائي مذعور يحاول طرفاه الهرب من منطقة القدس التي تتعرّض للقصف، إلى منزل أهل السيدة.
تغادر الكاميرا السيارة من وقت لآخر لتصوّر مشهد الدخان الأسود في الأفق، فيما تبث الإذاعة الأخبار والمستجدات. فجأة، تسود الشاشة ومضة بيضاء تنذر بأن الإيرانيين قصفوا منطقة نائية من المدينة بقنبلة نووية.
ثمة أناس في وسط الطريق. يغادر الثنائي السيارة لتقديم المساعدة. سيدة تجثو على ركبتيها تمسك ابنها الذي لم يغمض جفناه لحظة الوميض، لم يعد بإمكانه أن يرى بوضوح. ثم تصل سيارة ثانية إلى المشهد، فيها رجل مصاب. صوت أناس يصرخون، يقطعه جرس الإنذار، قبل أن تشق مقاتلات السماء وتُقصف المدينة، قريباً هذه المرة، بقنبلة نووية ثانية. يُسمع صوت أحدهم ينتحب 'أين الجيش؟!
في المشهد الأخير من 'اليوم الأخير'، يحاول الثنائي الهرب قبل أن تضطّرب الصورة بفعل القذائف.
ونقل المسؤول في مركز 'عدالة' للدفاع عن حقوق فلسطينيي الـ48 فادي خوري عن باراني قوله في حديث للقناة الإسرائيلية الثانية ان 'البعض يظنّ أنني اخترت الجناح اليميني الذي يروّج لهجوم على إيران، وقال آخرون ان الفيلم يندرج في إطار الدعاية اليسارية التي تهدف إلى إخافة الرأي العام. لكن الحقيقة هي أنني أب لطفلين وحفيد لأحد الناجين من المحرقة، وأسمع مرتين في الأسبوع كيف أن قادة العالم يريدون محونا عن الخريطة. لهذا قررت أن أنقل هذا الشعور بالخوف الوجودي الذي نتشاطره جميعاً'.
وتساءل خوري منتقداً 'عن اليوم الذي ستبدأ فيه إسرائيلاستخدام هذا الفيلم في حملتها الدولية لشرح وجهة نظرها'، فيما وصف المدّون الإسرائيلي ريتشارد سيلفرشتاين الفيلم بأنه 'تضليل' يندرج في إطار الدعاية المناهضة لإيران.
وأوضح سيلفشتاين أن الوكالة التي تروّج لـ'اليوم الأخير' هي وكالة رون توروسيان، التي تروّج أيضاً لأفلام 'صندوق كلاريون' المناهض للإسلام، و'هذا يقول الكثير عن مضمون الفيلم وهدفه'.