أخبار ومواقف
- صحيفة 'السياسة الكويتية':
فريد حبيب: النظام السوري خطط لإغتيال سمير جعجع وحزب الله نفذ
إعتبر عضو كتلة 'القوات اللبنانية' النائب فريد حبيب في حديث الى صحيفة 'السياسة' الكويتية أن هدف محاولة إغتيال رئيس الحزب سمير جعجع التخلص من الشخصيات الكبيرة والمؤثرة على الساحة اللبنانية والتي تقف في مواجهة مخططاتهم ومؤامراتهم, من خلال تنفيذ هذه المحاولة الدقيقة والتي اثبتت التحقيقات انه كان محضرا لها باتقان ومنذ وقت طويل. وأوضح حبيب أن 'العناية الالهية وحدها التي انقذت جعجع من الموت'،متهما النظام السوري بالوقوف وراء محاولة الاغتيال بمساعدة من بعض حلفائه في لبنان الذين لهم تاريخ في عدد من الاغتيالات التي حصلت في لبنان. واضاف ان 'الامور واضحة بحيث ان التقنيات التي استعملت في محاولة الاغتيال موجودة عند فريق واحد من اللبنانيين ولا حاجة للبحث عن المزيد من الادلة لادانة المتهم'، في إشارة إلى 'حزب الله'.
- 'السياسة':
شمعون: محاولة تصفية جعجع هدفها إضعاف المسيحيين وهذا ما يريده عون
توقع رئيس حزب 'الوطنيين الأحرار' النائب دوري شمعون في حديث الى صحيفة 'السياسة' الكويتية مزيداً من الإضطراب على الساحة اللبنانية في ظل الغياب الدولي عن لجم هكذا مؤمرات، وبوجود جار عنيد وشرس يتمثل بنظام بشار الأسد الذي يعيش على الدماء. ولفت شمعون الى أنه 'من الواضح ألا مجال للراحة في لبنان طالما قياداته السياسية غير متفقة بالحد الأدنى في ما بينهما على الأقل بالمحافظة على وطنها، وهذا أخطر ما يمكن ان تواجهه الدول عندما تصل الخلافات بين قادتها للاستقواء بالجار على الأخ'. وفي ردّه على رئيس تكتل 'التغيير والاصلاح' النائب ميشال عون الذي سخّر من محاولة اغتيال رئيس حزب 'القوات اللبنانية' سمير جعجع ووصفها بالمفبركة، قال شمعون: 'فليفعل عون ما يشاء بعد ان رهن مستقبله السياسي ومستقبل بلده في يد 'حزب الله' وسلاحه، وان 'حزب الله' يعرفه جيدا وأكبر دليل تورط العميد المتقاعد فايز كرم بالتعامل مع اسرائيل'، متسائلاً 'كيف يمكن للبنان ان يرتاح ووزير خارجيته مستمرّ بالدفاع عن النظام السوري والاجرام الذي يرتكبه بحق شعبه'. وعن تخوفه من عودة مسلسل الاغتيالات، أكد شمعون أن 'كل شيء ممكن'، مشيراً إلى أن محاولة اغتيال جعجع كان مخططا لها منذ فترة 'بهدف إضعاف المسيحيين واخافتهم، وهذا ما يريده ميشال عون حتى تخلو له الساحة فيصبح الزعيم الماروني الأوحد'.
- صحيفة 'الرأي':
موقف المفتي قباني من سوريا محاولة لترميم علاقته بالشارع السني
ذكرت صحيفة 'الراي' الكويتية أن الدوائر السياسية في بيروت إستوقفها موقف 'النبرة العالية' الأول من نوعه الذي أطلقه المجلس الشرعي الأعلى برئاسة مفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني حين أعلن أن 'ما يجري في سوريا من مجازر بحق الشعب السوري الشقيق يمثل جريمة ضد الانسانية'، معرباً 'عن استيائه للموقف الدولي المتخاذل أمام كل المذابح على مرأى الجميع'. واعتُبر هذا الموقف بمثابة محاولة من مفتي الجمهورية لـ'ترميم' العلاقة بينه وبين الشارع السني والتي كانت اصيبت بتصدُّع كبير نتيجة مواقفه من الازمة السورية واستقبالاته التي اعتُبرت مثيرة للجدل في توقيتها للسفير السوري في بيروت علي عبد الكريم علي في لحظتيْ اقتحام حماة قبل اشهر ثم حمص قبل اسابيع، وهو ما قوبل بتظاهرة غير مسبوقة ضد قباني استنكرت 'تخاذُله' ازاء المجازر في سوريا، وبوصْفه من بعض النواب في كتلة الرئيس 'المستقبل' بانه 'مغتصب مركز ومنتحل صفة' داعين الى مقاطعة اي صلاة يؤمها.
- صحيفة 'الحياة':
دمشق تشترط ضمانات 'خطية' من مجموعات ودول
في تطور يكشف التعقيدات التي تواجه تنفيذ خطة المبعوث الأممي - العربي كوفي انان للحل في سورية، وقبل 48 ساعة من بدء تطبيق خطة النقاط الست، ربطت سورية بين تنفيذ إلتزاماتها وفق الخطة بـ"ضمانات خطية" من &laqascii117o;المجموعات الإرهابية المسلحة" وثلاث دول هى تركيا وقطر والسعودية بوقف دعم وتمويل المعارضين. وجاء التطور وسط تصعيد للعنف على المناطق الحدودية مع تركيا وفي حمص وحلب وريف دمشق. وقال ناشطون معارضون إن ما لا يقل عن 40 شخصا على الأقل قتلوا أمس، وان نحو الف شخص قتلوا خلال الاسبوع الماضي.
وقال الناطق باسم الخارجية السورية جهاد مقدسي في بيان أمس: &laqascii117o;لقد فسرت مداخلات السيد انان أمام مجلس الأمن والتي صدر على أساسها البيان الرئاسي الأخير وكأن سورية اكدت بأنها سوف تسحب قواتها من المدن ومحيطها بتاريخ 10 نيسان (ابريل). مثل هذا التفسير خاطئ سيما وأن السيد انان لم يقدم للحكومة السورية حتى الآن ضمانات مكتوبة حول قبول الجماعات الإرهابية المسلحة لوقف العنف بكل أشكاله واستعدادها لتسليم أسلحتها لبسط سلطة الدولة على كل أراضيها وكذلك ضمانات بالتزام حكومات كل من قطر والسعودية وتركيا بوقف تمويل وتسليح المجموعات الإرهابية". وأضاف مقدسي ان سورية &laqascii117o;جاهزة لمواصلة التعاون مع انان وستواصل إعلامه بالخطوات المتخذة لتنفيذ خطته على أمل الحصول على الضمانات الموثقة كما ذكرنا آنفا وأي خلل أو سوء تفسير لموقف سورية لن يساهم في إنجاح مهمة انان". وشدد المسؤول السوري على ان بلاده &laqascii117o;لن تكرر ما حدث خلال وجود بعثة المراقبين العرب عندما التزمت بخروج قواتها المسلحة من المدن ومحيطها الأمر الذي استغلته المجموعات الإرهابية المسلحة لإعادة تنظيم وتسليح عناصرها وبسط سيطرتها على أحياء بأكملها وقامت خلالها بكل أشكال الإرهاب من قتل وخطف وتهجير للمواطنين". وفي أول رد من المعارضة على الشروط السورية الجديدة، قال قائد &laqascii117o;الجيش السوري الحر" العقيد رياض الاسعد إنه لم يطلب منه ضمانات مكتوبة لانهاء العنف في سورية وان خطة انان &laqascii117o;ستفشل لان الحكومة السورية لن تنفذها". ونقلت وكالة &laqascii117o;رويترز" عن الاسعد: &laqascii117o;لم نعط الوفد شيئا ولم يطلب منا ضمانات مكتوبة. لا يوجد شيء اسمه تسليم سلاح. لن نسلم سلاحنا. يجب ان يسحب (النظام) القوات من المدن. لم نتطرق الى ذلك ابدا. طالما النظام في السلطة لن نسلم سلاحنا والنظام لم ينفذ هذه الخطة". كما قال الأسعد في تصريحات لوكالة &laqascii117o;اسوشييتد برس" إن قواته &laqascii117o;مستعدة لتنفيذ خطة انان"، مطالبا في الوقت نفسه الجيش السوري بالعودة الى ثكناته وإزالة الحواجز الامنية من الشوارع. وقال: &laqascii117o;الجيش الحر لا يعترف بالنظام السوري... ولهذا السبب لن نعطي ضمانات". من ناحيته، قال العقيد قاسم سعد الدين الناطق باسم &laqascii117o;الجيش الحر" ان الاخير سيحترم موعد العاشر من نيسان كمهلة لوقف العنف حتى لو لم تسحب الحكومة قواتها من المدن. وقال سعد الدين: &laqascii117o;نحن سنوقف القتال يوم 10 هذا الشهر وملتزمون بخطة انان ونحن ملتزمون من غير ان يسحب النظام أي آلية". وأضاف: &laqascii117o;سنوقف إطلاق النار ولكن بعدها إذا ما انسحبت (القوات السورية) ثم هاجمتنا... سنهاجمها". وكشف ان نحو ألف شخص على الاقل، معظمهم مدنيون، قتلوا خلال أعمال العنف التي شهدتها البلاد في الاسبوع الاخير. وفيما رفض أحمد فوزي الناطق باسم انان التعليق على الشروط السورية الجديدة، أعرب الموفد الدولي - العربي عن &laqascii117o;صدمته من التقاريرالاخيرة التي تفيد بتصعيد في العنف والفظاعات في العديد من المدن والقرى السورية"، ودعا الحكومة السورية والمعارضة إلى وقف كل أعمال القتال الخميس المقبل الساعة 6 مساء بتوقيت دمشق. وفي عمان، كرر العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني دعوته للتوصل الى حل سياسي للازمة في سورية من اجل الحؤول دون اراقة المزيد من الدماء. وقال، خلال استقباله وفدا من الكونغرس الاميركي، ان &laqascii117o;الاردن يؤمن بضرورة ايجاد مخرج للازمة السورية في اطار الاجماع العربي، ويدعم مهمة المبعوث الخاص للامم المتحدة والجامعة العربية كوفي انان في هذا الصدد، وبما يساعد على تجنيب الشعب السوري المزيد من العنف واراقة الدماء". ميدانيا، نفذت القوات السورية النظامية عمليات عسكرية صباح أمس واشتبكت مع منشقين في مناطق سورية عدة. واسفرت هذه العمليات عن مقتل ما لا يقل عن 40 شخصا، بينهم نحو 6 أطفال. وقال نشطاء معارضون إن قوات الجيش قصفت منطقة في محافظة إدلب قرب الحدود مع تركيا، ما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات. وذكر نشطاء داخل سورية، وعلى الحدود مع تركيا، أن حوالى 90 دبابة ومركبة مدرعة قصفت بدعم من طائرات الهليكوبتر سهل الروج جنوب غربي مدينة إدلب. وأضاف نشطاء أن مقاتلين من &laqascii117o;الجيش السوري الحر" المعارض حوصروا في البشيرية، وهي واحدة من نحو 40 قرية في المنطقة. وفي ريف حماة &laqascii117o;اقتحمت القوات النظامية قرابة الساعة السابعة والنصف (5.30 تغ) قرية لطمين وسط إطلاق نار عشوائي، وشنت حملة دهم وأحرقت ثلاثة منازل"، وفق ما أفاد عضو المكتب الإعلامي لـ &laqascii117o;مجلس قيادة الثورة في حماة" أبو غازي الحموي. وفي محافظة حمص سقط قتيلان مدنيان، وتعرضت الأحياء القديمة للمدينة لقصف متقطع طاول خصوصاً حيي باب هود والحميدية، وفق ما أفاد الناشط كرم أبو ربيع في اتصال عبر سكايب مع وكالة &laqascii117o;فرانس برس". وقال أبو ربيع إن اشتباكات تدور بين عناصر &laqascii117o;الجيش الحر" والقوات النظامية التي تتقدم في جنوب دير بعلبة الذي يسميه الناشطون المعارضون &laqascii117o;حي الربيع العربي". وفي ريف دمشق، قتل خمسة مقاتلين من المنشقين إثر اشتباكات مع الجيش النظامي السوري في قرية بيت جن على سفوح جبل الشيخ، كما اقتحمت القوات النظامية حي عبدالرؤوف في مدينة دوما. وأفاد عضو تنسيقية الزبداني عبدالله عبدالرحمن بأن اشتباكات عنيفة تدور في الجبل الشرقي قرب مضايا، مشيراً إلى أن &laqascii117o;القوات النظامية تبحث عن عدد من الجنود الذين انشقوا عنها". وفي دمشق، دارت اشتباكات ليلية في حي برزة بين القوات النظامية ومنشقين، وفقاً للمرصد. وقال عضو مجلس الثورة في دمشق ديب الدمشقي إن قوات الأمن اقتحمت حي برزة ليلاً وسط إطلاق نار، مشيراً إلى &laqascii117o;تنفيذ حملة مداهمة لعدد من الأبنية واعتقال عدد من الأشخاص".
- صحيفة 'الوطن' الكويتية:
عبد الإله الملحم: خلايا النظام السوري يجهز عمليات اغتيال لمعارضي الخارج
كشف عضو المجلس الوطني السوري عبدالإله الملحم في حديث لـ 'الوطن' أن النظام جهز خلايا وأفرادا ونشرهم في بعض الدول لتنفيذ عمليات اغتيال وخطف وتفجير تستهدف بعض القيادات العسكرية في تركيا، وبعض أقطاب المعارضة في مختلف دول العالم. وأشار الملحم الى أنه تم اكتشاف كميات من المواد المتفجرة مجهزة للتفجير مع مجموعة حاولت اختراق معسكر الضباط في أنطاكيا، إضافة إلى إلقاء أجهزة الأمن في دولة خليجية القبض على خلية كانت مكلفة باغتيال أحد المعارضين البارزين لنظام الرئيس السوري بشار الأسد
- 'الرأي':
صبرا: النظام السوري لا يلتزم بخطة أنان وهو من صنع الجماعات المسلحة
أكد عضو المكتب التنفيذي في المجلس الوطني السوري جورج صبرا في حديث الى صحيفة 'الراي' الكويتية أن النظام السوري لا يلتزم بخطة المبعوث الأممي- العربي كوفي أنان حتى 'وإن وافق عليها كلامياً'، مطالباً بسحب كافة المظاهر العسكرية من المدن السورية والسماح بحرية التظاهر وعندها سيرى ماذا سيفعل الشعب السوري.
ورداً على ما اعلنه السفير السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري من أن بلاده تريد التزاماً خطياً من المعارضة بهدف عدم استغلال انسحاب قوات النظام للسيطرة على المناطق التي يتراجع منها، قال صبرا: 'لا يحق لهذا النظام الاستبدادي أن يملي علينا شروطه والجماعات المسلحة التي يتحدث عنها هو الذي صنعها'.
- صحيفة 'الشرق الاوسط':
الجيش السوري الحر ينفذ عملية في مطار بريف حلب
أعلنت مصادر قيادية في الجيش السوري الحر أن عناصره الموجودة في ريف حلب نفذت ليل الجمعة - السبت عملية عسكرية متطورة في مطار 'منغ' العسكري الواقع في ريف حلب شمال البلاد، وذلك ردا على إقتحام الجيش السوري مدناً سورية شمالي مدينة حلب وإقترافه جرائم بحق أهاليها. وأوضحت المصادر القيادية لـ'الشرق الأوسط' أنه 'تم خلال العملية استهداف عدد من الطائرات المروحية التي كانت موجودة على أرض المطار، كما تم قتل أكثر من 10 جنود'، وأضافت: 'وقد ترافقت العملية مع انشقاق عدد من العناصر'.
- 'الشرق الاوسط':
الكردي: المعطيات تؤكد أن نظام الأسد غير مستعد للإلتزام بمبادرة أنان
وضع نائب قائد الجيش السوري الحر العقيد مالك الكردي في حديث الى 'الشرق الأوسط' موقف النظام السوري قبل ساعات من موعد إنتهاء المهلة الممنوحة للنظام السوري لوقف إطلاق النار وسحب القوات العسكرية خارج المدن في الساعة الـ6 من يوم 10 نيسان الحالي، والمطالب بضمانات خطية، في إطار 'مراوغته المستمرة لرفضه وقف إطلاق النار. وقال الكردي:'نقدم ضمانات من هذا النوع مقابل شرط واحد فقط، أن تكون هناك ضمانة دولية بأنه في حال التزم النظام بالمبادرة، يُسمح بالعمل السلمي على الأرض، أي بخروج المظاهرات، خصوصاً في العاصمة دمشق، وفي حال لم يلتزم النظام بالمبادرة، يكون هناك تحرّك عسكري دولي فوري باتجاه سوريا'. واعتبر الكردي أن 'كل المعطيات على أرض الواقع تؤكد أن النظام غير مستعد للالتزام بالمبادرة لأنه ومنذ وقع عليها عزز وجوده العسكري، وزاد من عمليات القتل وكثف استخدام الطيران الحربي لقصف المدن السورية'، وأضاف: 'أثناء المبادرة العربية أعلنا وقفا لإطلاق النار، لكن النظام لم يلتزم، وبالتالي، ما لم يلتزم به بالأمس لا نتوقع أن يلتزم به اليوم'.
- 'الشرق الاوسط':
عضو بالمنبر الديمقراطي السوري: النظام سيفرغ مبادرة أنان من مضمونها
أعلن المنبر الديمقراطي السوري عن إنعقاد جمعيته العمومية في القاهرة في الفترة ما بين 13 و 15 نيسان، وذلك للتداول بوضع الثورة السورية وما يسهم في تعزيز الحراك الداخلي والوصول بهذه الثورة الى تحقيق أهدافها في الحرية والكرامة والعدالة الاجتماعية. وقد أوضح عضو المنبر خلف علي الخلف لـ'الشرق الأوسط'، أنه تم توجيه دعوات لـ350 معارضا سوريا في الداخل والخارج، متوقعا مشاركة ما بين 200 و230 بسبب الظروف الأمنية والسياسية القائمة. وشدّد الخلف على أن 'المنبر - كما كل قوى المعارضة - يقبل بمبادرة المبعوث الدولي كوفي أنان وبأي مبادرة أخرى تضع حدا لنزيف الدم الحاصل في سوريا'. وأضاف: 'لكننا بالمقابل نعي تماما أن النظام سيفرغ المبادرة من مضمونها ولن يلتزم بها، مما سيدفع المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف صارم وخطوات أساسية كرد فعل على فشل هذه المبادرة'.
- صحيفة 'عكاظ' السعوديّة:
'عكاظ' تكشف خطة الأسد لإجهاض مساعي آنان: تصعيد عسكري مع مرونة سياسية
كشفت مصادر سياسية سورية لـ 'عكاظ' عن خطة النظام السوري لإجهاض مساعي المبعوث الأممي كوفي آنان. وأفصحت المصادر أن الخطة وضعها القصر الجمهوري في سوريا وترتكز على أن تظهر وزارة الخارجية السورية مرونة وقبولا لكل المبادرات الدولية. وأضافت أنه في هذا السياق، جاء ترحيب مندوب سوريا لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري بالقرار الرئاسي لمجلس الأمن الخميس الماضي والداعي لوقف العنف في 12 نيسان. وأكدت المصادر أن النظام منذ اللحظة التي وافق فيها على خطة آنان، عمد إلى اتباع الازدواجية المتناقضة بين الأسلوب الدبلوماسي المرن والتصعيد العسكري العنيف، مبينة أن القيادة السورية فضلت التجاوب اللفظي والسياسي مع خطة عنان في الوقت الذي تصعد فيه العمليات العسكرية على الأرض. وأوضحت أن زيارة وزير الخارجية السوري وليد المعلم الثلاثاء إلى موسكو تجيء من أجل وضعها بصورة العراقيل التي سيجري استثمارها وطلب التأييد الروسي لها، إضافة للعمل بأي طريقة ممكنة على كسر هيبة اللجنة الأممية أمام الشعب السوري سواء بتمديد مهلة العاشر من نيسان او التلاعب بها في موقف ما. وفي التفاصيل، تشير المصادر أنه في موازاة ذلك ثمة إشراف على خطة اعلامية تقضي بالإعلان عن التعاون لإنجاح المهمة وتحضير الشعب السوري للحذر منها، لذلك سيجري الطلب من عنان باختيار المراقبين من دول محددة ودراسة الأسماء لاحقا لفضح بعضها والإساءة لسمعة المراقبين تمهيدا للمواطنين السوريين بأن اللجنة فاسدة ومأجورة.
مقالات
- 'الحياة'
جميل الذيابي:
'حزب الله' وسورية!
في افتتاح مجمع السيدة زينب في الضاحية الجنوبية لبيروت أخيراً، أعلن الأمين العام لـ&laqascii117o;حزب الله" السيد حسن نصرالله، أن حديث التدخل العسكري في سورية هو احتمال انتهى، والأميركيون أعجز من أن يحاولوا، وأن &laqascii117o;حكاية إرسال قوات عربية إلى سورية انتهت، وأن خيار تسليح المعارضة السورية انتهى على المستوى الدولي وفي القمة العربية". وأن &laqascii117o;إسقاط النظام بالخيار العسكري (من الداخل) أيضاً انتهى، والمطلوب حلٌ سياسي". بل إن السيد نصرالله اعتبر رهانات البعض في لبنان وخارجه على سقوط النظام السوري خاسرة، وتحتاج إلى إعادة تقويم، لأن الوقائع تترك أثراً في المقاربة السياسية للملفات.
في لبنان يفقد حسن نصرالله الكثير من مؤيديه الذين ضاقوا ذرعاً به وبتناقض سياساته خصوصاً في ظل تأييده للقتل الممنهج والفظيع الذي يمارسه نظام الأسد. وفي سورية ترفع الشعارات ضده وضد حزبه، وتدعو إلى مواجهته مثلما يواجه نظام بشار الأسد الذي يقتل الشعب، بل إن &laqascii117o;حزب الله" اتُّهم بالمشاركة في قتل السوريين إلى جانب شبيحة النظام.
لن يستغرب أي مراقب سياسي استماتة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الوقوف إلى جانب نظام بشار الأسد ضد أية محاولات لإسقاطه ولو بحياكة تحليلات فاقدة للصدقية، وحبْك روايات لا تمتُّ إلى الحقيقة بصلة. إصرار نصرالله على مساندة نظام بشار الأسد تنبع من كونه يعرف سلفاً أن سقوط الأسد سيعري سياسات الحزب داخل لبنان وخططه خارجها، وسيضعف قوته ومواقفه وتأثيره، وسيرغمه على إعادة التموضع السياسي، ويجبره على التواضع في الحوار والمطالب أمام منافسيه.
ينظر &laqascii117o;حزب الله" إلى نظام الأسد الحليف لحزبه، ولإيران بأنه مستودع الشحنات الموجبة له في لبنان وسورية والمنطقة، وسقوطه سيجعله في مواجهه علنية قريبة مع السوريين، وسينهي أيضاً سنوات من العسل والمغازلة بينه وبين الحركات الإسلامية في فلسطين، لأن أية ديموقراطية سورية مقبلة بعد سقوط نظام الأسد ستجلب حكومة لها خيارات وتطلعات مختلفة تختلف عن السياسات الراهنة لحزب البعث، وهو ما سيجبر &laqascii117o;حزب الله" على البحث عن مخارج وتحالفات جديدة تنقذه ولو موقتاً. لا شك في أن سقوط نظام الأسد سيجعل في وصول السلاح إلى &laqascii117o;الحزب" مشقة ومغامرة، وستفقد حليفته إيران الكثير من تأثيرها في المنطقة، والذي كانت تدشّنه عبر بوابة دمشق، وهو ما جعل طهران على مدار سنوات تنجح في استخدام دمشق كورقة ضغط إقليمية وممراً سهلاً لوصول المال والسلاح إلى حركات &laqascii117o;ميلشاوية" حتى تمكنت من تمرير بعض مشاريعها للتوسع في المنطقة العربية.
يسقط السيد حسن نصرالله في فخ الأسئلة الراهنة التي تستدعي إجابات مباشرة بشأن الثورة السورية، إذ يحاول أن يحولها إلى إجابات باهتة بلا قيمة، وهو ما يضع صدقيته على المحك إن كان تبقى له منها شيء. يقول المقربون من &laqascii117o;حزب الله" إن نصرالله يعتقد بأن ليس من حل أمامه سوى &laqascii117o;الفزعة" لنظام الأسد ومساندته حتى اللحظة الأخيرة، ولو بالمشاركة في بث الإشاعات؛ بغية إحباط قوى المعارضة، بالتزامن مع الجهد نحو تغيير قناعات الشعبين السوري واللبناني عبر إعلامه وحلفائه ومؤيديه بالتشكيك في الثورة السورية، وتكريس التساؤلات &laqascii117o;المكذوبة" في محاولة لوضع علامات استفهام حول أهداف الثورة، وصبغها بمواجهة النظام مع عناصر إرهابية، وهو ما دعا حلفاءه من وزراء كتلة ميشال عون في مجلس الوزراء اللبناني الأسبوع الماضي إلى تسويق الأكاذيب، ووصف النازحين السوريين الفارين من جحيم النار بالإرهابيين.
كان بإمكان حسن نصرالله خطف الأنظار وبلوغ الصدقية في الشارع العربي بالوقوف إلى جانب الثورة السورية ضد القتل والاستبداد والانتصار للحق، كما وقف في وجه الطغيان الإسرائيلي، أو على الأقل الانتظار أو السكون والتزام الصمت، إلا أنه فضّل السباحة في أكاذيب نظام الأسد وفخ الطائفية بالمنافحة عن نظام مجرم يبيد شعبه، وهو ما يتنافي مع ادعاءاته وخطاباته الداعية إلى المقاومة ضد الأنظمة المستبدة.
الأكيد أن السيد نصر الله من أكبر الخاسرين من"الربيع العربي"، بل إن الثورات الشعبية العربية فضحت زيف بعض الأحزاب الطائفية المسيّسة، وكذب الشعارات التي ترفعها لمصالحها ومصالح إقليمية لا علاقة لها بطموحات الشعوب وتطلعاتها الصادقة للحرية والكرامة.
وبمواقف نصرالله &laqascii117o;المخزية" من الثورة السورية، ووقوفه إلى جانب نظام مجرم يسفك دماء الأبرياء ويهدم المنازل على رؤوس أهلها، يكون قد فقد السيد وحزبه، الكثير من القوة والتأثير والصدقية، ولن يسجل التاريخ سقوطاً مذلاً لنظام بشار الأسد وحده، بل سيرافقه في &laqascii117o;حفلة" السقوط الكبيرة حسن نصرالله وحزبه وأبواق أخرى في لبنان.
- 'الشرق الاوسط'
إياد أبو شقرا:
خيار الأقليات في المشرق العربي.. إما الريادة أو 'التصهين'
'لطالما شهدت تعصبا ذميما يُروَّج للدفاع عن التسامح' (صامويل كولريدج)
واقع الدماء التي تراق يوميا منذ أكثر من سنة على تراب سوريا، ودعم - بل تحريض - بعض القوى الإقليمية والدولية نظام الرئيس بشار الأسد على الإمعان في قتل السوريين، لا يسمحان للمحلل السياسي الجاد أن يضيع وقته في الغوص بمشهد صغير نسبيا كالمشهد اللبناني.
صحيح أن بعض اللبنانيين ما زالوا يتصوّرون أن لبنان قطب الكون وعلة الوجود. ومنهم، ولا سيما من المسيحيين، مَن يتوهمون أن لبنان قادر بقواه الذاتية على إرباك كل المعادلات الدولية بفضل &laqascii117o;العلاقات الخاصة" التي تربط قادته الروحيين والزمنيين بمرجعيات العالم الدينية والسياسية. كل هذا صحيح. غير أن من المفيد أيضا أن يعي اللبنانيون - كل اللبنانيين - أنهم باتوا الآن بيادق شطرنج صغيرة في لعبة أكبر منهم بكثير، وأن أولئك الذين تستهويهم روح المغامرة فيغدون &laqascii117o;ملكيين أكثر من الملك" يدفعون لبنان أولا، والمنطقة ثانيا، إلى نكبة أسوأ حتى من النكبة التي تئن منها راهنا.
ولئن كانت العودة إلى تحليل &laqascii117o;فكر" البطريرك الماروني بشارة الراعي غير ذات جدوى، وكذلك التوقف طويلا عند المواقف السلبية المعلنة لبعض القادة المسيحيين الأرثوذكس والكاثوليك &laqascii117o;الشوام" من تداعيات &laqascii117o;الربيع العربي" المضطرب، يجوز القول إن متابعة ما يقوله النائب الماروني اللبناني ميشال عون - وما يفعله على الساحة اللبنانية الصغيرة - قد يشكل البداية الأسهل لفهم خلفيات المنطلقات الخاطئة عند قطاع من مسيحيي سوريا ولبنان، وإلى حد ما العراق، في التعامل مع &laqascii117o;الحالة الإسلامية". وهنا عن عمد أستثني الوضع في مصر، لأن التركيبة الاجتماعية – السياسية لمصر &laqascii117o;الدولة الأمة".. تختلف اختلافا جوهريا عن التركيبة الاجتماعية – السياسية لبلاد الشام التي عاشت لقرون، لا لعقود فقط، صورا متعددة من التنوع والتجزئة.
ميشال عون، من حيث الحجم السياسي، لاعب صغير جدا حتى في الحسابات اللبنانية الضيقة. وهو نفسه أدرك هذه الحقيقة من دون أن يعترف بها، بدليل تحالفه سياسيا مع حزب الله، التنظيم الديني المسلح المدعوم بالمال والسلاح والسياسة من إيران. وهذا، بعدما كان حتى خريف عام 2003، يعاديه ويحرض عليه من قلب العاصمة الأميركية واشنطن، بدعم نشط من رموز &laqascii117o;اللوبي" الإسرائيلي هناك (النائبة إلينا روز ليتينن والنائب إليوت إينغل والباحثة الإسرائيلية ميراف وورمزر).
عون، أيضا حتى الأمس القريب، كان يعتبر نفسه &laqascii117o;الأب الروحي" لقانون محاسبة سوريا في الكونغرس الأميركي، و&laqascii117o;عرّاب" القرار الدولي 1559 الذي طالب دمشق بسحب قواتها من لبنان. وقبلها، كان &laqascii117o;بطل" الحروب العبثية المدمرة للبنان، بدءا من المنطقة المسيحية ذاتها، ثم ضد أطراف لبنانية من باقي الطوائف، ثم كانت &laqascii117o;الوقفة الأخيرة" في القصر الجمهوري ووزارة الدفاع قبالة الجيش السوري.. التي انتهت بهروبه لاجئا إلى السفارة الفرنسية، ومنها إلى المنفى في باريس.
وأخيرا، لا آخرا، عندما كان السيد حسن نصر الله، أمين عام حزب الله، يتكلم في إحدى المناسبات - قبل بضع سنوات - عن &laqascii117o;بيئة حاضنة" للعمالة لإسرائيل، مطالبا بإعدام كل عميل و&laqascii117o;البدء بالعملاء من الشيعة"، فإنه ما كان ناسيا البتة التاريخ السياسي لميشال عون ولا ارتباطاته السياسية.
هذا كله في الماضي.
اليوم ميشال عون يتكلم في &laqascii117o;الأحجام السياسية الحقيقية". وفي الوقت ذاته، يصمت السيد نصر الله فلا يعلق على الاستقبال البطولي الذي أعده مناصرو عون للعميد فايز كرم، أحد أركان &laqascii117o;التيار العوني"، بعد خروجه من السجن، حيث أمضى فترة مسجونية مختصرة، بسخاء، بعد إدانته بالاتصال بـ&laqascii117o;العدو الإسرائيلي".
نعم. كرم حوكم وأدانه القضاء بـ&laqascii117o;الاتصال بالعدو الإسرائيلي" في بلد يسيطر عليه أمنيا وسياسيا حزب الله. فلماذا يصمت السيد نصر الله؟ وكيف يقرر عون أحجام أهل السياسة يا ترى؟
قد يكون السبب أن &laqascii117o;العمالة للعدو الإسرائيلي" في حسابات &laqascii117o;قوة الممانعة والمقاومة" الرئيسة في لبنان مسألة استنسابية، يعتمد تسديد تهمها تبعا للتحالفات الظرفية مع هذا الفريق أو ذاك.
وقد يكون أن حزب الله ارتأى أن العميد كرم، وهو العسكري المحترف والمنضبط والمرؤوس، ما كان له أن يتصل بـ&laqascii117o;العدو" من دون تكليف مباشر من رئيسه. وبالتالي، سيكون من الظلم اتهام عسكري بـ&laqascii117o;العمالة" إذا كان فقط ينفذ أوامر رئيسه.
وطبعا، ربما هناك سبب آخر، وجيه جدا، هو أن العداء الفعلي والميداني لإسرائيل ليس مسألة أساسية في شروط تحالفات حزب الله. وهذا ما يعبر عنه خير تعبير موقف نظام &laqascii117o;الممانعة" السورية.. &laqascii117o;الممتنع" لعقود عن تحرير الجولان، وموقف حكومة بنيامين نتنياهو &laqascii117o;الممانعة" لإسقاط نظام بشار الأسد بقدر &laqascii117o;ممانعتها" تحرر الشعب الفلسطيني، واستطرادا، موقف نوري المالكي الذي &laqascii117o;يمانع" في تدخل دولي ينقذ الشعب السوري من التقتيل.. مع أن الذي جاء به إلى الحكم قوات احتلال أميركي غزت العراق بتخطيط نشط من &laqascii117o;اللوبي الإسرائيلي" ومباركة إيرانية ضمنية!
ميشال عون الذي يتكلم اليوم عن &laqascii117o;أحجام" الساسة في لبنان يفترض بمن تبقى في &laqascii117o;تياره" من عقلاء أن يخبروه بأصوات مَن ربح نوابه مقاعدهم في دوائر المتن الشمالي وبعبدا وجبيل وبعلبك.. بل حتى في كسروان وجزّين. وهو في حربه الإلغائية الداخلية ضد التعايش والاعتدال، بالذات، ضد غالبيتي السنة والدروز - ولا سيما في ضوء مواقف غالبيتي السنة والدروز المؤيدتين للشعب السوري ضد قاتليه - ليس إلا واجهة هشة ومتواضعة جدا لأصحاب المشروع الانتحاري الحقيقيين داخل لبنان وخارجه.
المسألة مع عون.. ومن قبله البطريرك الراعي، وطبعا، مع السيد حسن نصر الله ونوري المالكي وبشار الأسد، واضحة ومفهومة. وسواء اعترفوا أو كابروا فنفوا.. إنها قضية &laqascii117o;تحالف الأقليات" ضد عدو مشترك يكرهونه ويخشونه أكثر من كرههم وخشيتهم أي فريق آخر.
الجيش الذي دمر ولا يزال يدمر، بشراسة فظيعة، حمص وجسر الشغور وتفتناز وإدلب وبلدات حوران، بعدما كان قد دمر حماه عام 1982، لا يقاتل اليوم عدوا خارجيا.. بل يقتل أهله.
وهذا التحالف، الذي ترفضه اليوم قيادات بارزة في &laqascii117o;الأقليات" المسلمة والمسيحية في بلاد الشام، قد يفيد المنخرطين ميدانيا على المدى القصير. فقد تكسب الأقليات المتحالفة بضع جولات في هذه &laqascii117o;الحرب غير المقدسة" بفعل الدعم الخارجي.. لكنها محكومة حتما بخسارة الحرب. وبعدها، قد تخسر الأقليات الأصغر وجودها ذاته.
لقد عايشت منطقة الشرق الأوسط منذ 1948 أمثولة صارخة، هي تأسيس الصهيونية العالمية دولة إسرائيل. وكما نعرف، كانت النتيجة تهجير يهود دول المنطقة ونسف علاقاتهم بجيرانهم، وخلق حالة من العداء بين المسلمين واليهود لم يعشها الجانبان منذ ما بعد غزوة الأحزاب.
والخيار المطروح أمام الأقليات هو إما الريادة الفكرية والثقافية، كما فعلت عبر مئات السنين فأسهمت في تعزيز تيار التنوير والتسامح الإسلامي، أو &laqascii117o;التصهين" الذي لا يمكن إلا أن يولّد الشك والتزمّت وصولا إلى التكفير والاضطهاد.
القرار طبعا، في مكان أعلى بكثير من مستوى ميشال عون.
- 'الحياة'
يوسف الشريف:
رسائل تركية إلى طهران وتل أبيب خلال اجتماع أصدقاء سورية وبعده
كان من الملفت ألاّ تسعى أنقرة الى تكذيب أو تبرير أو حتى مواربة ما تسرب – أو سُرّب – عن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من أن تركيا لن تدعم أي جهد لحل الأزمة السورية يبقي على الرئيس بشار الأسد في مقعد الحكم. تم تسريب هذا التصريح خلال الاجتماع المغلق لاجتماع أصدقاء سورية في اسطنبول بحضور 83 دولة، والذي قرر تقديم مختلف أنواع الدعم للمعارضة السورية عدا السلاح. عودتنا الديبلوماسية التركية على تلافي أي خطأ غير مقصود أو تأويل، لكن أنقرة تركت هذا التسريب ينتشر كالنار في الهشيم، على الرغم من أنه يشير الى تناقض فاضح في المواقف وتصعيد غير مسبوق، فعدا عن أن هذا التصريح يمكن اعتباره تدخلاً صارخاً وغير مقبول في الشأن الداخلي السوري ويتعارض مع الإجماع الدولي في مجلس الأمن والجامعة العربية والقائم على ضرورة أن يختار السوريون وحدهم من دون تدخل خارجي النظام الذي يحكمهم، فإن هذا التصريح يتعارض أيضاً مع موقف تركيا – في العلن – الداعم لخطة المبعوث الدولي والعربي إلى سورية كوفي أنان والتي تدعو الى حوار في سورية يفضي الى حل سياسي سلمي للأزمة هناك. لكن الأهم من هذا كله هو أن التصريح والتسريب يشيران إلى أن تركيا باتت خصماً للرئيس بشار الأسد ونظامه، وربما لمن يدعمه أيضاً، وهي رسالة قرأتها دمشق بشكل واضح وصحيح، ما دفع بسفيرها لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الى القول إن تركيا أعلنت الحرب على سورية، متجاوزاً بذلك الخط الذي سعت دمشق للحفاظ عليه منذ بداية الأزمة أو الثورة، وهو عدم التعرض لتركيا أو الرد على انتقادات مسؤوليها التي وصلت أحياناً إلى حد توجيه الإهانة الشخصية لرموز النظام. الرسالة التركية ذاتها كانت أيضاً موجهة الى واشنطن وتل أبيب، بعد أن ترسخت قناعة لدى أنقرة بأن التردد الأميركي في حسم الملف السوري يقف وراءه عوامل عدة أهمها المصلحة الإسرائيلية التي يهمها بقاء الوضع السوري على هذه الحال لأطول فترة ممكنة، قبل أن تحصل على ضمانات من المعارضة ببقاء الحال مع الجار الإسرائيلي على ما كان عليه في عهد الأسد، وألا يؤدي تغيير النظام الى توتر العلاقات على الحدود وفي الجولان. والحديث المتداول حالياً عن أن واشنطن قلقة من وصول الإسلاميين الى الحكم في سورية أو وقوع حرب أهلية طائفية هناك لا يقنع أنقرة، لأن التعاون الأميركي مع الإخوان المسلمين في مصر مفضوح على رغم محاولة بعض الأطراف انكاره، كما أن المجلس الوطني يقيم في أحضان تركيا ولا يخرج عن قولها أو طوعها، وكذلك العلاقة قوية جداً بتنظيم الإخوان المسلين أقوى التنظيمات على الأرض السورية، والجيش التركي منتشر على الحدود، وفي كل ذلك ضمانات معقولة لضمان الا تقوم المعارضة بهجمات انتقامية أو حملة تطهير عرقي ضد طوائف بعينها في حال سقوط النظام. الحديث عن الخوف من الإسلاميين في سورية قد يقلق دولة مثل روسيا التي ما زال جرحها الشيشاني رطباً، لكن واشنطن وتل أبيب يقلقهما سوء العلاقات حالياً بين أنقرة وتل أبيب واحتمال استخدام تركيا الملف السوري ضد تل أبيب في حال تسلّم المجلس الوطني و الإخوان المسلمون – وكلاهما موال لأنقرة – الحكم في دمشق. بالطبع لا يفكر أحد في أن العداء الديبلوماسي بين أنقرة وتل أبيب قد يفضي الى دفع أنقرة الى توتير الأجواء في المنطقة عسكرياً، فتركيا ملتزمة أمن اسرائيل وأردوغان يكرر مراراً أن خلافه مع الحكومة الإسرائيلية وليس الشعب الإسرائيلي. لكن، لتوضيح هذه النقطة بشكل أفضل، فلنفترض أن كل ما حدث ويحدث في سورية جرى في ظل استمرار ربيع العلاقات التركية - الإسرائيلية، وأن مشكلة سفن مرمرة لم تقع، لكان حينها من الأسهل الحصول على ضوء أخضر من تل أبيب وواشنطن بإسقاط النظام السوري لاعتمادهما على الصديق التركي في التأثير بل ربما لجم طموح – أو أحلام - المعارضة السورية وتوجيهها بعد اسقاط النظام. لكن التوتر الذي طغى على العلاقات التركية - الإسرائيلية خلال العامين الماضيين، واتهم بعض المسؤولين الأتراك إسرائيل بطريقة غير مباشرة بدعم هجمات حزب العمال الكردستاني على الجيش التركي وعرقلة مشاريع التصنيع العسكرية التركية، ناهيك عن الخلاف الكبير على تقاسم ثروة النفط والغاز التي ظهرت في شرق المتوسط بالقرب من جزيرة قبرص، كل هذا يجعل الحكومة الإسرائيلية قلقة من أن تكسب أنقرة حليفاً إسلامياً في دمشق، لأن ذلك يعني أن انتقادات أردوغان وتهديداته لأسرائيل قد تسمع بعد ذلك من درعا ودمشق وليس من أنقرة.
نحو جبهة تركية – إيرانية
هذا من جانب، ومن جانب آخر، في تصريح أردوغان هذا وتسريبه رسالة أخرى الى طرف آخر هو إيران، فبعد الطلاق البائن الذي وقع بين أنقرة ودمشق، يبدو أن شعرة معاوية بين أنقرة وطهران باتت مهددة بشكل أقوى مما سبق، إذ ان زيارة أردوغان لطهران أثناء عودته من القمة النووية في كوريا الجنوبية حملت في طياتها الكثير من التحدي والخلاف، مما بات يصعب اصلاحه أو اخفاؤه وراء تصريحات ديبلوماسية منمقة، اذ ما عاد ممكناً الفصل بين موقف تركيا من النظام السوري وعلاقة أنقرة بطهران، وقد حاولت تركيا الفصل بين الأمرين كثيراً تجنباً للتوتر مع ايران، لكن دفاع طهران عن حليفها السوري بات أهم – ربما – من الحفاظ على ما تم بناؤه من ترميم للعلاقات مع تركيا خلال حكم حزب العدالة والتنمية، فأردوغان لم يلق الترحيب المناسب في طهران، وأثار تأجيل أحمدي نجاد لقاءه أردوغان بحجة المرض الكثير من التساؤلات والتكهنات، خصوصاً أن الذي ادعى المرض كان قد استقبل في اليوم نفسه نائب وزير الخارجية السوري فيصل مقداد. كما أن دفع أردوغان للسفر الى مدينة مشهد لمقابلة المرشد الأعلى كان تجاوزاً للأعراف الديبلوماسية وانتقاصاً من قدر الضيف التركي، ومحاولة ديبلوماسية لعرقلة هذا اللقاء بحجة وجود المرشد خارج طهران، ولم يكتف المرشد بذلك وإنما سارع بالإعلان أن طهران ستدعم الأسد ونظامه، وذلك بعد ساعتين فقط من مغادرة أردوغان، في تحد واضح وردّ قوي على زيارته و الرسالة التي جاء يحملها. وفتح المرشد بعد ذلك الباب لأركان نظامه بدءاً من علي لاريجاني رئيس البرلمان الى العسكريين، لشن حرب تصريحات قوية ومباشرة على تركيا واجتماع اصدقاء سورية الذي استضافته واصفينه باجتماع اعداء سورية، والتهديد بقصف ما قالوا انها قواعد عسكرية أميركية سرية داخل قواعد الجيش التركي في حال تدخل الجيش التركي في سورية. ولملاحظة ما حصل من تطور سلبي على العلاقة التركية - الإيرانية يمكن أن نتذكر كيف أن وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو سارع الى الاتصال قبل ثلاثة أشهر تقريباً بنظيره الإيراني علي أكبر صالحي لمطالبته بتصحيح تصريحات مسؤول عسكري ايراني هدد بضرب رادارات الناتو الموجودة في تركيا في حال تهديدها أمن ايران أو في حال تعرض ايران لهجوم اسرائيلي، وكان لداود أوغلو ما أراد، أما اليوم فإن هذه الآلية من &laqascii117o;التواصل الاجتماعي" بين الوزيرين ما عادت قادرة على تجاوز هذا القدر من الخلاف، فاتجهت أنقرة الى استدعاء السفير الإيراني والاحتجاج على التصريحات الإيرانية، اذ ما عاد للودّ قدرة على اذابة الخلاف الذي يتعاظم ككرة الثلج، وهذا ما دفع ربما الرئيس عبدالله غل الى أن يطلب من جيشه في كلمة ألقاها في الأكاديمية الحربية أن يكون مستعداً لحرب قد تندلع في المنطقة يكون مركزها طهران، في إشارة إلى استعداد أنقرة الى تفعيل مؤسستها العسكرية ضمن خططها السياسية الإقليمية من أجل &laqascii117o;اعطاء تركيا الوزن الذي تستحقه في موازين المنطقة" كما قال غل الذي تحدث محذراً وليس محفزاً، كما بدا أردوغان في منتهى الانزعاج من طرح طهران بغداد أو دمشق عنواناً مقترحاً لعقد اجتماعاتها مع الدول الخمسة زائد واحد في شأن ملفها النووي وإقصاء تركيا عنها، حيث قال أردوغان إن حديث طهران بهذه اللغة &laqascii117o;يعني الخروج عن أصول الديبلوماسية وهو أمر لا يليق"، وكل ذلك بعد قرار أنقرة – ربما رداً على اسلوب الضيافة الإيرانية في زيارة أردوغان الأخيرة – تخفيض وارداتها من النفط الإيراني بنسبة 20 في المئة.
حقيقة الموقف التركي
لكن، لماذا تبدو أنقرة مصرة الى هذه الدرجة على اسقاط الأسد؟ الجواب يكمن في حسابات اقليمية معقدة يطول شرحها، لكن الأهم هو اقتناع أنقرة بأن نظام الرئيس الأسد غير قابل للإصلاح بدليل محاولات عقد ما سمي بالحوار الوطني التي بدت هزلية في حضورها و نتائجها، والقوانين الإصلاحية التي لم تنفذ على الأرض، وأخيراً الدستور الذي وضعه الأسد والذي تؤكد مواده رفض النظام مشاركة أي جهة معارضة الحكم، والمهم أيضاً أن أنقرة اقتنعت بأن الأسد الذي كان يحافظ على توازن في علاقاته بين أنقرة وطهران، اختار السير في الطريق الإيراني في هذه الأزمة الخطيرة معلناً أن علاقته مع تركيا كانت تكتيكاً بينما علاقته مع ايران هي الاستراتيجية الباقية.
أما على صعيد العلاقة بين أنقرة والمعارضة السورية، فإن على الطرفين أن يفكرا جيداً ما اذا كانت هذه العلاقة قد تجاوزت ما يمكن أن تحمله، حتى لا يتحول المجلس الى &laqascii117o;حماس" جديدة تبحث عن تمويل ومقر، وتتحرك في ظل من يمنحها هذين العنصرين. ليس من مصلحة المجلس الوطني أن يظهر في صورة المجلس المسلوب الإرادة لمصلحة دول تدعمه أو تموله، اذ تسبق تصريحات هذه الدول – احياناً – تصريحات مسؤولي المجلس لتحديد موقفه من أي موضوع أو اقتراح، وعلى المجلس أن يؤكد – بالفعل لا بالقول – استقلالية قراره، وأن يرسم لنفسه خطاً واضحاً.
من الضروري الإشارة الى هذا الأمر بعد ما حدث ليلة انعقاد اجتماع المعارضة في اسطنبول لتوحيد موقفها وصياغة وثيقة العهد، وهو الاجتماع الذي شابته الانسحابات والاحتجاجات، لينتهي &laqascii117o;بوساطة تركية &laqascii117o; في اللحظة الاخيرة، ضغطت على المجلس لقبول مطالب المنسحبين بإعادة هيكلة المجلس من أجل انقاذ مؤتمر اصدقاء سورية الذي كان ينتظر خروج وثيقة العهد تلك، كي تقدم أنقرة المعارضة السورية أمام العالم موحدة ومسيطرة – أو هكذا يراد لها أن تصور – على الجيش الحر والمنشقين على الأرض. وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو يقول إن سياسة تركيا تجاه سورية يحركها الضمير الذي بات عنصراً من سياسة تركيا الخارجية في العقد الأخير، وهو أمر يمكن أن نلمسه في أكثر من مشهد وأكثر من حادثة، لكن هذه العلاقة الملتبسة بين أنقرة والمعارضة السورية تشجع خصوم تركيا على ترويج فكرة أن كوفي أنان بدأ بوضع أسس حل سياسي للقضية السورية يقوم على انشاء اتفاقية &laqascii117o;طائف" جديدة تتقاسم فيها الطوائف السورية الحكم ( كما في العراق ولبنان)، وأن تركيا من خلال تصعيدها الحالي انما تسعى الى حجز كرسي لها في تلك المفاوضات المفترضة باسم المعارضة السورية السنية أو كضامن لها، حتى يكون لتركيا ثقل وحصة في مشروع &laqascii117o;سورية الجديدة". قد يبدو هذا السيناريو بعيد الاحتمال أو موغلاً في الافتراض، لكن، في حال دفعت التطورات المنطقة الى التحرك بهذا الاتجاه، فسيكون من المناسب حينها تذكير أنقرة مجدداً بتصريح أردوغان المسرب عن رفض بـلاده دعم أي حل يبقي الأسد رئيساً للبلاد.
- 'الحياة'
غسان شربل:
أقوياء وضعفاء
في المثلث الذي يضم كوفي أنان والنظام السوري والمعارضة السورية تبدو الصورة بالغة التعقيد وغير ناضجة. كل طرف يطالب طرفاً آخر بما لا يستطيع تقديمه أو يرفض تقديمه. كأننا أمام وضع لم يوفر بعد شروط الانطلاق في وساطة. هذا الوضع يثير المخاوف من أن نكون أمام المزيد من مشاهد القتل والكوارث. كل طرف يبدو قوياً وضعيفاً في آن. يمكن القول إن أنان قوي لأنه يحمل تكليفاً من الشرعية الدولية. ولأن غالبية الدول في العالم العربي والعالم ترفض استمرار المشاهد المروعة في سورية وتدين ما يرتكبه جيش النظام. وأنان قوي لأنه ينطلق من بيان لمجلس الأمن عكس رغبة دوله في التحدث بصوت واحد. لكن هذه الرغبة لا ترتقي إلى مستوى الإرادة الحازمة ولا تستند إلى تصور موحد لطريقة إنهاء الأزمة في سورية. سيسعى أنان إلى توظيف هذه الرغبة الدولية لكنه يعرف أن استمرار قدرته على التلويح بها تحتم عليه صيانتها وتعميقها ونزع ألغام الالتباسات الكامنة فيها. لا يحتاج إلى من يذكره أنه يستند إلى بيان بعدما تعذر أكثر من مرة إصدار قرار. ومن واجبه أن يتذكر أن روسيا والصين شهرتا سيف الفيتو لمنع الدول العربية والغربية من الحصول على تفويض قاطع من مجلس الأمن. وهكذا يبدو أنان قوياً وضعيفاً في آن خصوصاً أن المعطيات القائمة على الأرض ليست نهائية وليست حاسمة. النظام السوري يبدو قوياً وضعيفاً في الوقت نفسه. قوي لأن سنة من عمر الأزمة أظهرت على نحو قاطع عدم وجود أي رغبة فعلية في تدخل عسكري خارجي لإسقاط النظام. باراك أوباما ليس راغباً على الإطلاق في التورط في حرب جديدة. الأطلسي سارع إلى الإفصاح أنه ليس في وارد تكرار السيناريو الليبي. تركيا المجاورة تطلق التحذيرات لكنها في الواقع غير مستعدة للمجازفة في غياب قرار دولي شديد الوضوح. والقرار الدولي هذا متعذر بسبب موقفي موسكو وبكين. النظام قوي لأن آلته العسكرية والأمنية لم تصب بتصدعات قاتلة. لكن النظام ضعيف أيضاً لأنه استخدم على مدى عام آلته الحربية من دون أن يستطيع إخماد الاحتجاجات. هذا من دون أن ننسى حجم الأضرار التي لحقت بصورة النظام وجيشه وترسانته الأمنية. المعارضة السورية تبدو ضعيفة وقوية. ضعيفة لأنها لم تستطع التسبب في انشقاقات جوهرية في آل