المقتطف الصحفي » محمد خاتمي... صحافياً؟

1333292151122498900_227- صحيفة 'الحياة'
طهران ـ محمد صالح صدقيان
 
في مبادرة لافتة على الصعيد الصحافي الإيراني، صدر في طهران العدد الاول من مجلة &laqascii117o;آيين كفتكو" (آداب الحوار) التي تعنی بالحوار الثقافي والسياسي والاجتماعي، فضلاً عن نشر مفاهيم وثقافة الحوار داخل المجتمع.
 
وليس غريباً ان يكون الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي هو صاحب الامتياز والمدير المسؤول للمجلة الوليدة، إذ يرجع له الفضل في تسمية عام 2001 بعام &laqascii117o;حوار الحضارات" بعد الاقتراح الذي تقدم به لمنظمة الأمم المتحدة في الخطاب الذي ألقاه من علی منصة المنظمة الدولية في 25 آب (أغسطس) عام 1998.
 
وتأخر ولادة المجلة، التي تصدر مرة كل شهرين، ست سنوات قبل ان يقدم الرئيس خاتمي علی إصدارها عشية الانتخابات البرلمانية التي تجرى في الثاني من آذار (مارس) المقبل، إذ أقحمت بعض الأوساط المحافظة نظريتها، متهمة المجلة بأنها العنوان الانتخابي للرئيس خاتمي الذي يريد ان يقود التيار الإصلاحي في الانتخابات المقبلة. ومن هوية المجلة يبدو أنها تعنی بالمجالات الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية. وإذا أخذنا ترتيب الهوية في الاعتبار، فإنها تركز علی الجانب الثقافي أولاً، ليأتي الجانب السياسي في المرتبة الثالثة. ويأمل رئيس التحرير هادي خانيكی بأن لا تنغمس المجلة في الأجواء والاحداث اليومية السياسية، علی رغم اعترافه بـ &laqascii117o;تأثر الأجواء الإيرانية بعالم السياسة والتي تنتهي بهذا العالم".
 
ويفخر القائمون علی المجلة بأنها كانت محط ترحيب النخب السياسية والثقافية والأكاديمية، من دون التطرق الی حجم المطبوع من أعداد المجلة، والذي يعتبرونه &laqascii117o;من الأسرار" التي يجب الحفاظ عليها. وتضم المجلة مواضيع متعددة تتمحور حول ثقافة الحوار والحوار الديني وعصرنة الحوار والمتنورين والحوار، لكن الأهم في مواضيع العدد الأول كانت المقابلة التي أجراها رئيس التحرير مع خاتمي، التي جاءت بعنوان &laqascii117o;ضوء الحوار في ليلة الحرب والعنف"، من دون ان تنسی المجلة التطرق الی الأحداث والتطورات التي تمر بها منطقة الشرق الاوسط، إذ تناولت &laqascii117o;التحليل الهيكلي لتعزيز الديموقراطية في الشرق الاوسط" و &laqascii117o;شواهد التحول في ثقافة التغيير لدی الحركات الاجتماعية في الشرق الاوسط" و &laqascii117o;الربيع العربي... التحديات المستقبلية ضريبة الديموقراطية".
 
واحتوت المجلة علی مكتبة العدد، التي تناولت عدداً من الكتب الصادرة باللغة الفارسية المهتمة بالدراسات الاجتماعية والحوار بين الشرق والغرب وتاريخ الحضارة الاسلامية، فضلاً عن الرسائل الجامعية التي تناولت الحوار بأشكالة المختلفة.
 
ويقول خانيكي (رئيس التحرير) الذي يدّرس مادة &laqascii117o;وسائل الاتصال" في جامعة العلامة طباطبائي في طهران، ان &laqascii117o;عقولنا وألسنتنا لم تتعايش بعد مع آفاق الحوار كما ينبغي، بسبب ندرة الأطر والجمعيات المعنية بالحوار، ليس في مجال الحياة الاجتماعية والسياسية فحسب، وإنما في مجال الفكر والعلم والثقافة أيضاً.
 
ورأى ان &laqascii117o;المجلة تريد من خلال إمكاناتها الإجابة عن حاجة المجتمع الإيراني لثقافة الحوار في المجال الثقافي والحضاري، باعتبارها حاجة استراتيجية للحوار مع الآخر، سواء في إيران أو خارجها".
 
أما خاتمي فلا يزال يحلم بـ &laqascii117o;حوار الحضارات" التي يری فيها انها &laqascii117o;ليست نظرية سياسية أو فلسفية بمعناها الخاص، وإنما يراها نموذجاً محتملاً للاقتداء". ويعتقد خاتمي بأن القراءة الخاطئة للأديان التي يقوم بها الإنسان، والتي تؤطر بالقدسية قبل ان تفرض علی المجتمع، تعد المانع الأساس الذي يقف أمام الفكر والتقدم.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد