المقتطف الصحفي » أخبار ومستجدات من الصحف اللبنانية الصادرة الإثنين 14/5/2012

أبرز المستجدات

- أسرار صحيفة 'الجمهورية':
ترددت معلومات عن قيام جهاز الأمن في حزب الله باعتقال مجموعة من خمسة أشخاص من كوادره في البقاع الغربي، بتهمة التعامل مع إسرائيل.


- أسرار 'الجمهورية':
لوحظ أن مجموعة من الخبراء والمحللين الستراتيجيين والعسكريين في دولة غربية كبرى، وصلوا مؤخراً، وعلى عجل إلى لبنان ، والتقوا بشخصيات سياسية ، ومسؤولين أمنيين في سفارات أجنبية.


- 'الجمهورية':
وكيل وزارة الخزانة الأميركية لمكافحة الإرهاب والمخابرات المالية ديفيد كوهين للمصارف: حاصروا النظام السوري...


- 'الجمهورية':
صبحي منذر ياغي
هذا ما يجري... في 'خلوات' حزب الله التنظيمية!!
لم تخفِ أوساطٌ مقرّبة من &laqascii117o;حزب الله"، وخلال دردشة مع &laqascii117o;الجمهورية"، اعترافها بأنّ قيادة الحزب بدأت منذ مدة، ما يشبه الخلوات التنظيمية، لمناقشة عدة ملفات وقضايا تتعلق بشؤون الحزب الداخلية، وبتطلعاته الجديدة حيال التطورات والمتغيرات التي تشهدها المنطقة. وتؤكد الأوساط، أن حساسية المرحلة الحالية دفعت بالحزب لإعادة النظر في كثير من المواقف، وانطلق في مناقشة هذه القضايا بشكل عملي. لذا، فإنّ قياديين ومسؤولين حزبين، ومفكرين، وخبراء في علم السياسة والاجتماع، فضلاً عن مسؤولي المناطق في الحزب، يشاركون في الخلوات التنظيمية، ويقدمون تطلعاتهم نتيجة خبرتهم ومعرفتهم بطبيعة الأرض. واعترفت الأوساط، بأنّ قيادات الحزب التي انخرطت في العمل السياسي اللبناني، ودخلت في أتون صراعاته وزواريبه الداخلية، تعرضت في كثير من الأحيان لإخفاقات وعثرات، ربما لقلّة الخبرة السياسية، وهذه من الامور الطبيعية والمتوقعة لقيادات قضَت سنوات وسنوات، في مسار العمل العسكري المقاوم، وكانت تعتبر أن المقاومة وتحرير الوطن من أولوياتها.
أكاديمية سياسية
ولتدارك هذه الثغرة، فإنّ القلة القليلة تعلم أن الحزب انشأ منذ سنة اكاديمية سياسية لنوابه ومسؤوليه بإشراف أساتذة جامعيين في العلوم السياسية، على غرار الأكاديميات الحزبية التثقيفية التي كانت زمن الاتحاد السوفياتي، ومدة الدراسة فيها ثلاث سنوات، تتناول القوانين الدستورية، والأنظمة البرلمانية في لبنان والعالم العربي، فضلاً عن مواد في التاريخ والفكر السياسي... وحدّدت الأوساط ابرز الملفات التي تقوم قيادة الحزب بمعالجتها في ورشها التنظيمية المفتوحة، ومنها الملف السوري، إذ إن الحزب اتخذ سياسة متدرجة حيال هذا الملف، وكانت هذه السياسة تتغير مع تغيرات وتطورات الأوضاع السورية. فصحيح أن الحزب يؤيد النظام السوري ويعتبر أن ما يجري في سوريا مؤامرة على المقاومة والخط الممانع، الّا أنه من جهة أخرى دعا، من خلال المواقف والخطابات التي ألقاها أمينه العام السيد حسن نصرالله، الى تطبيق الإصلاحات الداخلية، وبالتالي بات لقيادة الحزب خطوط اتصالات مع المعارضة السورية الواعية والعقلانية، والتي ليس لديها ارتباطات خارجية مشبوهة.
حلول للأزمة السورية
وكشفت الاوساط ان قيادات في الحزب سبق وان زارت سوريا وعرضت على الرئيس الاسد مشاريع حلول لإنهاء الازمة السورية، وقد تم الأخذ بعدد من الاقتراحات، كما انّ الحزب يتواصل في هذا الإطار مع عدد من أصدقائه المقربين من بعض الشخصيات المعارضة السورية المعروفة بهدوئها وعقلانيتها. لذا، فإنّ ورش الحزب التنظيمية خرجت بتوصيات في مجال &laqascii117o;الملف السوري" بأن يزيد &laqascii117o;حزب الله" من مساعيه لإنهاء الصراع في سوريا بأقلّ ضرر لطرفين.
الفساد الحزبي
اما على الصعيد التنظيمي الداخلي في الحزب، فإنّ الورش التنظيمية تشهد نقاشات صريحة وعلنية حول تورّط بعض المسؤولين الحزبيين في المناطق في &laqascii117o;الفساد المالي الحزبي"، والتحقيق في حالة الثراء التي أصابت العديد منهم، وعن تورّط أنجال بعض المسؤولين في صفقات بيع سلاح لتجار أسلحة سوريين ولبنانيين، وفي الإتجار بالمواد الممنوعة، حتى انه تتم فتح ملفات اختلاسات مالية تورّط فيها ناشطون وحزبيون تعود لفترة ما بعد حرب تموز 2006، خلال تقديم المساعدات للمتضررين من نتائج الحرب الاسرائيلية. ومن المتوقع أن يخضع الكثيرون للمحاكمة الحزبية وللفصل والطرد والتجريد من مسؤولياتهم، وقد حصل ذلك مؤخراً وبعيداً عن الضجيج الإعلامي".
الحالة السلفية الأصولية
وأكدت الاوساط انّ الشأن الداخلي اللبناني يستحوذ على اهتمام المشاركين في الخلوات التنظيمية، فقيادة الحزب ترصد بدقة تنامي الحالة السلفية والأصولية في لبنان، وتعتبرها ظاهرة غريبة تحمل في طياتها سموم الفتنة والمؤامرة. لذا، فإنه ومنذ البداية كانت التعليمات للقواعد الحزبية واضحة وصريحة: &laqascii117o;لا تنجرّوا الى الفتنة، ولا تتورطوا في السجالات الطائفية والمذهبية...". لذا، فلم تلق تصريحات المشايخ السلفيين، وخصوصاً الشيخ احمد الاسير، رداً من أي مسؤول او قيادي في &laqascii117o;حزب الله"، على رغم خطورة بعض ما جاء في خطابات الاسير من اتهام لـ"حزب الله" بالمشاركة في احداث سوريا".
نصرالله: الصراع الفكري
وكان كلام السيد حسن نصرالله خلال حواره الاخير عبر الشاشة مع أعداد كبيرة مع الطلاب الجامعيين في قاعة &laqascii117o;مجمع سيد الشهداء" في الضاحية الجنوبية واضحاً في هذا الإطار، عندما عرض أفكاراً حول دورهم في المرحلة المقبلة، وحَثّهم على تركيز اهتمامهم على الصراع الفكري ومواجهة التحديات العلمية والإيمانية وتقديم الجوانب الأخلاقية على الجوانب الأخرى، مُحاذراً الخوض في العناوين السياسية". الّا أن الحزب يعترف بجزء من المسؤولية في تنامي الحالة المناهضة له، وخصوصاً في الأوساط السنية. لذا فإنه بدأ يتدارك استفحال هذه الحالة التي تقابلها نواة حالة &laqascii117o;سلفية شيعية" متشددة كردّة فِعل على تنامي الحالة &laqascii117o;السلفية السنية".
مساحة تفاعل ثقافي
وتشير مصادر الى أن &laqascii117o;حزب الله" قام في هذا المجال بالتضييق على المجموعات السلفية الشيعية الصغيرة المنتشرة في لبنان، والعمل على منع بروز أية حالة جديدة. كما أعاد الحزب ضبط كل المناهج الثقافية التي يتم تدريسها في الحلقات الداخلية والحوزات، منعاً لوجود أيّ إشارات تخدم البيئة السلفية، فضلاً عن فتح وسائل إعلام الحزب أمام كل الشخصيات الاسلامية، وصولا الى جعلها مساحة تفاعل ثقافي وفكري وسياسي".
الانتخابات النيابية
ومن دون شك فإنّ الأوساط تعتبر ان الخلوات التنظيمية تدرس المستقبل السياسي لـ"حزب الله" في لبنان، وهي تجد في الانتخابات النيابية المقبلة الفرصة المتاحة لتكريس تواجد الحزب الفاعل وحضوره على الساحة السياسية، ومن المقرر أن يقوم الحزب في الفترة القريبة، بتنظيم ورشة عمل كبيرة يكون شعارها &laqascii117o;الانتخابات اولاً"، بحيث ستتناول هذه الورشة خطة العمل الانتخابية من التحالفات الى تحديد المرشحين الحزبيين، والاصدقاء، ودراسة الواقع الانتخابي في كل لبنان، ونقاط القوة والضعف. وهذا يتطلب ايضاً فتح حوار مع الداخل ومع الخصوم السياسيين. لذا، كانت الدعوة للحوار أبرز ما جاء في كلمة النائب نواف الموسوي خلال الجلسة العامة في مجلس النواب قبلَ اسابيع، ثم كانت دعوة نائب الأمين العام لـ"حزب الله" الشيخ نعيم قاسم قوى 14 آذار من أجل &laqascii117o;حوار من دون شروط مسبقة"، وهناك توجهات لعقد لقاءات اخرى مع الرئيس فؤاد السنيورة وبعض صقور 14 آذار، من أجل تهدئة الساحة اللبنانية، وإيجاد مناخ سياسي هادىء، لأنّ الحزب يدرك أن مناعته وقوته تكمن في بيئة متصالحة خالية من التشنجات، وهو يدرك أيضاً مخاطر ما يخطط لتفجير الوضع الداخلي في لبنان، بقصد إلهاء الحزب في معارك جانبية، ومحاولة توريطه في أتون حرب مذهبية يعتبرها أخطر بكثير من الحرب مع العدو الاسرائيلي". خلوات &laqascii117o;حزب الله" التنظيمية مستمرة، وسط ضجيج الصراعات والتصريحات والمواقف السياسية في لبنان، فهل ينجح الحزب في فتح أبواب الحوار، وهو الذي يدرك انه من أبرز الذين سيتأثرون بمسار التغيير المتوقع في سوريا؟


- 'الأخبار':
محمد فضل الله(صحافي لبناني)
هل يُعيد حزب الله صياغة رؤية الإسرائيلي لنفسه؟
هناك مقاربتان للعلاقة بين الحرب واللغة. الأولى هي تقصّي اللغة المستخدَمة في الحروب وموقعها. هنا يمكن التساؤل مثلاً ما إذا كانت الحرب هي امتداد للسياسة بوسائل أخرى (كلاوزفيتز) أو السياسة هي امتداد للحرب بوسائل أخرى (فوكو)؛ وما إذا كان ممكناً استبدال مجموعة من الكلمات بمجموعة من البنادق؛ أو تتبُّع تطوُّر الأدبيات المرافقة لكل مرحلة من مراحل الحرب... لكن المقاربة الثانية أكثر إثارة: تبادل الطلقات والنيران باعتباره نظاماً رمزياً يمكن تحليله كما اللغة. كان كلود ليفي ــ ستروس يَعتبر أنّ تبادل النساء والهدايا ومجمَل الممارسات الاجتماعية هي نظام تواصل وتداول يمكن تحليله كما لو أنّه تبادل لغوي. بهذا المعنى فإنّ الأسلحة المتطورة هي تراكيب دلالية معقّدة، والحصول على أسلحة أكثر تطوراً هو امتلاكٌ لموقع تواصلي أقوى، في نظام التبادلات الرمزية. هناك مساحة ثالثة، وهي الخطاب حول السلاح. هنا تَلتقي المقاربتان.لا يتعلّق الأمر هنا بالمرافعات التي يُلقيها أطراف المعركة لتبرير دوافعهم. الأمر يتعلق بجهاز تبادل خطابي مادته هي السلاح بالضبط، بحيث يصبح ذِكر أُسُس الصراع هامشياً. حديث السلاح يتضخّم إلى حدّ يَستبطن داخله مجمَل نظام الإشارات الحضارية والإشكالات والرهانات التاريخية المؤسِّسة للصراع.الحديث عن سلاح حزب الله بات نظاماً تواصلياً متضخّماً. هناك النصوص التي ترحّب وتندّد بهذا السلاح، نصوص تتنبّأ بحجم هذا السلاح وتطوره وتموضعه وشروط استخدامه الإقليمية والدولية ومدة صموده ومستوى الجهاز البشري المشغِّل... إضافة إلى مناورات خطابية معقّدة من قِبَل الحزب تَكشف وتَكتم المعلومات حوله.السلاح لم يعد للتهديد فقط. تطوُّر السلاح أصبح شأناً حضارياً. امتلاك سلاح متطوِّر هو إشارة إلى تقدُّم حضاري، وإلى قدرة أي مجموعة على تحقيق تنظيم كانت متهمة سابقاً بالعجز بنيوياً وفكرياً عن تحقيقه. عبارة &laqascii117o;حرب الأدمغة" أهم لدى حزب الله من الأسلحة نفسها: إنّها استعادة للثقة الحضارية بالنفس (عبارة &laqascii117o;استعادة" إشكالية بالطبع).لكن ماذا عن تفكيك منطق الخصم؟ لا إسرائيل ولا حزب الله يقومان بذلك. فخطاب السلاح يَشغل فعاليات التداول كلها.اليوم يَستمع أصحاب القرار في تل أبيب، والجمهور الإسرائيلي عموماً لخطابات السيد حسن نصر الله. هذا الرجل قادرٌ على تنفيذ ما يعد به؛ إنّه العربي الوحيد الذي تُصغي إليه إسرائيل. اهتمامنا بالاستماع إلى طرفٍ ما يتزايد مع تزايد قدرته على تهديد وجودنا الفيزيائي. مع تغيُّر علاقات القوة، فإنّ قناة الاستماع باتت مفتوحة بعكس العقود الماضية، حين كان الإسرائيلي غير مستعدّ لإضاعة الوقت في الاستماع لعربي. السؤال التالي هو: ماذا يمكن أن نَملأ هذه القناة؟ يمكن الخطاب التهديدي المقرون بالصدقية أن يؤتي ثماراً. هذه بروباغندا تقليدية. لكن هناك مستوى أكثر تطوراً من الخطاب: أن نُعيد صياغة رؤية الطرف الآخر لنفسه. هناك خطاب يَدفع المدروسَ إلى تغيير رؤيته لذاته. فقط الخطاب المقرون بالقوة الحقيقية يمكنه تحقيق ذلك. ليس من داعٍ هنا لكتابة ادوارد سعيد مجدداً.هل يمكن حزب الله أن يُعيد صياغة رؤية الإسرائيلي لنفسه؟ اليوم، وليس بالأمس، هذا ممكن. طبعاً، يتوقّف ذلك على مدى الجهد الإبداعي الذي سيُصرَف على ذلك.رغم كل ما تسعى إسرائيل إلى بثّه حول تفوّقها النوعي، فإنّ تجربتها حتى الآن تُشير إلى إخفاقات كبيرة في التفكير الإبداعي والاستراتيجي. خلال ثمانية عشر عاماً من احتلالها لجنوب لبنان، كان يمكن لإسرائيل أن تَستجلب إلى جامعاتها ثلاثة أجيال من الشباب اللبنانيين المتفوقين في الشريط الحدودي المحتلّ. وبما أنّ الجامعات الإسرائيلية متقدمة، بفضل علاقاتها الأميركية والأوروبية، فإنّ ذلك كان سيَجعل أفضل الأطباء والمهندسين والاقتصاديين اللبنانيين هم أولئك الذين دَرسوا في إسرائيل. هل يمكن تقدير حجم الضرر الوطني اللبناني لو كانت إسرائيل قد فَعلت ذلك؟من جهة أخرى، ليست هناك قناة إسرائيلية باللغة العربية تَجذب الجمهور العربي، لا سياسية ولا ترفيهية ولا رياضية. لقد رأينا الإعلام الإسرائيلي خلال حرب تموز 2006 في أسوأ حالاته. لم تتمكّن إسرائيل من زعزعة خيارات ولو شريحة من جمهور المقاومة، وكانت الرسومات الورقية التي رمتها طائراتها دلالةً على قحط في الإبداع السياسي الإسرائيلي.كنا قد طَرحنا قبلاً إشكالية عدم مساهمة حزب الله في اقتصاد الأفكار والمصطلحات في المستوى العربي. إسرائيل أيضاً ليست مساهماً؛ إذ يبدو أنّ العقل الأمني هو ذاته في كلٍّ من إسرائيل وحزب الله. كثيراً ما يصبح الأعداء متشابهين بعد طول الصراع.لكن اليوم هناك فرصة لحزب الله للمساهمة في اقتصاد الأفكار والمصطلحات الإسرائيلية وأن يُدير الكلام عن إسرائيل والصهيونية، بحيث يَرجع الإسرائيلي إليه حين يَتفكَّر ذاتَه.دراسات حزب الله عن إسرائيل هي بمجملها دراسة أساطيرها الدينية والشخصية اليهودية وبُنية إسرائيل الاجتماعية والسياسية... وهي ذات طابع أمني استعلامي في الأغلب. ولكن ليس هناك بعد &laqascii117o;صهيونولوجيا" &laqascii117o;Zionology". حين تَبتكر حقلاً، تَمتلك السلطة عليه وعلى حيوات أفراده حتى، فتُعيد تشكيلهم وفق تصوراتك. ليس هناك نصر يتفوّق على نجاحك في صياغة الفرد لرؤيته لنفسه.إحدى مزايا &laqascii117o;الصهيونولوجيا" هي أنها ذات روابط عالمية تمتدّ حيث يوجد نفوذ يهودي. كذلك لا يزال مجال الدراسات اليهودية &laqascii117o;Jewish stascii117dies" خالياً من &laqascii117o;الأسماء الكبيرة"، وهذه فرصة لفرْض نظام ما في هذا الحقل.بعيداً عن الشيطنة (كما فعل السوفيات)، على &laqascii117o;الصهيونولوجيا" أن تكون حقلاً ما بعد حداثي، يُبدِع لوجستياً في تَفكُّر الآخَر. حقلاً بدون الأوهام العلموية للقرن التاسع عشر. سيؤرَّخ للـ&laqascii117o;صهيونولوجيا" باعتبارها أول ذات تُولَد في المجال الإعلامي.هناك الكثير ليُقال في &laqascii117o;الصهيونولوجيا". ولادة قسمة يهودية جديدة، مثلاً. ليست قسمة أشكيناز/سفرديم التقليدية، بل قسمة اليهود الإسرائيليين/اليهود غير الإسرائيليين؛ بالذات يهود إسرائيل مقابل يهود الولايات المتحدة.فيهود إسرائيل هم مجتمع شديد العسكرة والاعتماد على مخططات الدولة، مجتمع تَرتفع فيه نسبة التديُّن ويَنخفض فيه الإنتاج الفكري، كما تَنخفض &laqascii117o;الروح" التجارية التي اتسم بها اليهود تاريخياً. ولهذا الأمر تداعياته. منذ تأسيس دولة إسرائيل، التي تَحوي أربعين في المئة من يهود العالم، حصل 131 يهودياً على جوائز نوبل، بينهم ثمانية فقط إسرائيليون، ثلاثة منهم حازوا نوبل للسلام. ودولة إسرائيل هي من أكثر الدول &laqascii117o;الغربية" فساداً. وفي حربه الأمنية مع إسرائيل، اكتَشف حزب الله حقائق تتعلّق بالاحترام الإعلامي دون الواقعي للمواطن في إسرائيل.علينا بالدرجة الأولى التفكير ليس في الأساطير المؤسِّسة لإسرائيل، بل بالمخاوِف المؤسِّسة لإسرائيل. قد يتطلّب ذلك حتى التفكير بمخرج لمآزق الذات الإسرائيلية الكثيرة. براغماتياً، سيمكّن ذلك من حكم الفرد الإسرائيلي في تصوُّره لذاته. إسرائيل هي مشروع استعماري، ولكن ليس لهذا السبب يُقاتِل جنودُها.حين تُفتَح قناة إعلامية عبرية، سنَكتشف أنّ الفكرة الصهيونية أكثر هشاشةً مما يُعتقَد. ومع رجل قوي لا تعوزه الخطابة، كالسيد نصر الله، ستكون النتائج مميّزة ولا شك. طبعاً، على القناة أن تكون قريبةً من حزب الله وليست جزءاً منه. أن تكون قادرةً على توجيه النقد لحزب الله، وفي الآن نفسه تفكيك الذات الإسرائيلية.بمناسبة اثني عشر عاماً على تحرير جنوب لبنان، بات ضرورياً إطلاق قناة عبرية، مقدمة لـ&laqascii117o;صهيونولوجيا"، أول ذات ما بعد حداثية تولَد في الإعلام، تُعيد خلط التصورات.


حول الوضع الأمني المتفجر في طرابلس

- 'السفير':
توقيف &laqascii117o;سلفي" يثير غضب الإسلاميين ويُشعل اشتباكات أوقعت عشرات الإصابات.. طرابلس ـ الضحية: الإهمال والتداعيات السورية يفجّران الشارع 
لعل انفجار الوضع في طرابلس لم يكن مفاجئا للكثيرين، ذلك أن المدينة تقيم منذ فترة طويلة فوق صفيح ساخن، والمؤشرات المتراكمة كانت توحي بأن &laqascii117o;فالقها الأمني" يتحرك على وقع مظاهر التسلح، والاحتقان السياسي والمذهبي، والتفاعل المحموم مع الأزمة السورية، بحيث يكفي لأي احتكاك في أي لحظة ان يتسبب بهزة قوية على مقياس &laqascii117o;ريختر اللبناني". وهكذا، ما كاد &laqascii117o;الأمن العام" يوقف شخصا ينتمي الى التيار السلفي للاشتباه بعلاقته مع تنظيم إرهابي، حتى اختلط الحابل بالنابل، في مدينة مشرّعة على الرياح من الجهات الأربع، واعتادت أن تأكل من لحمها الحي، فأُقفلت أولا الطرقات والساحات بالاعتصامات الاحتجاجية والإطارات المشتعلة، ثم كبرت كرة الثلج مع تدحرجها في الشوارع والأزقّة الفقيرة، لتأخذ في طريقها مرة أخرى منطقتي جبل محسن وباب التبانة اللتين تم استدراجهما الى مواجهة متجددة ذهب ضحيتها عشرات المواطنين، في محاولة على ما يبدو لتكبير عنوان الأحداث وإعطائها الطابع المذهبي الذي يستثير العواطف، ويستجر طاقته هذه الايام من خطوط التوتر العالي الإقليمي. وأمام تداخل عوامل التأجيج، وجدت طرابلس نفسها تدفع، مرة أخرى، ثمن وقوفها على خط التماس الإقليمي، وتحت خط الفقر، بعدما تم فرزها منذ زمن الى محميات طائفية وسياسية، مسكونة بالهواجس والأشباح، وسط غياب هيبة الدولة ومؤسساتها، على الرغم من أن المدينة ممثلة في الحكومة برئيسها ووزرائها الخمسة الذين لم يصنعوا حتى الآن الفارق المنتظر منهم، فيما المعارضة التي يقودها &laqascii117o;تيار المستقبل" لا تبدو أفضل حالا بعدما اقتصر دورها على اقتناص الفرص والمناسبات للتصويب على الرئيس نجيب ميقاتي، من دون إطلاق أي مبادرة حقيقية للمساهمة في النهوض بالمدينة وحمايتها. وبالتأكيد، فان استعصاء الأزمة في سوريا ساهم بشكل أساسي في إنتاج بيئة ملائمة للتوتر المتفاقم في طرابلس، وربما يصح القول إن ما حصل خلال اليومين الماضيين هو التعبير الميداني الأكثر صراحة عن تأثر الداخل اللبناني بتداعيات الواقع السوري، بحيث كان يكفي لـ&laqascii117o;ثقاب" اعتقال شادي المولوي المعروف بدعمه للمعارضين السوريين أن يُشعل حريقا واسعا، من دون ان تنجح هذه المرة إسفنجة &laqascii117o;النأي بالنفس" في امتصاص موجة التوتر، التي سبقتها مؤخرا محاولات تهريب لكميات كبيرة من الأسلحة، عبر البحر، تمكن الجيش من ضبطها، قبل أن تستكمل طريقها الى أمكنة التسليم والتسلم. ووسط هذا المناخ الملتهب، يسعى الجيش الى فرض الأمن بما تيسر له من الإمكانات والغطاء السياسي، محاولا التوفيق بين متطلبات مهمته وبين خصوصيات المدينة، لاسيما أن هناك من يعمل جاهدا على تعطيل فعاليته وتكبيل يديه، عبر اتهامه باستهداف فئة محددة، وهو الاتهام الذي طال أيضا جهاز الأمن العام في أعقاب إلقاء القبض على المولوي بعد استدراجه الى مكتب تابع للوزير محمد الصفدي، ما أثار غضب الإسلاميين الذين اعتبروا ان هناك إهانة وُجّهت الى أهالي طرابلس بسبب قرار التوقيف وطريقته.
ميقاتي: الجيش ليس ضد الاسلاميين
وفي هذا السياق، قال الرئيس ميقاتي لـ&laqascii117o;السفير" إن البعض يحاول تصوير الجيش على أنه طرف ضد القوى الاسلامية في المدينة، بينما الواقع خلاف ذلك، والدليل انه لم يتدخل لفض الاعتصام الذي بدأ يوم السبت، لكن عندما توسعت الاشتباكات ودخلت على خطها قوى اخرى وعناصر مندسّة، اضطر الجيش الى التدخل على نحو واسع لضبط الامن في المدينة. ولئن كانت الاتصالات المكثّفة قد نجحت مساء في إقناع الإسلاميين بتعليق إعتصامهم في ساحة عبد الحميد كرامي، احتجاجا على اعتقال المولوي، إلا ان التوتر بقي سائدا على جبهة جبل محسن ـ باب التبانة ومحيطهما، حيث تواصلت الاشتباكات المتقطعة طيلة الليل، متسببة في سقوط المزيد من الضحايا.
مصادر أمنية: لا للاستثمار السياسي
وأبلغت مصادر امنية &laqascii117o;السفير" أن الوضع اخطر مما يتصوره البعض، ولا يجوز الاستثمار السياسي في قضية خطيرة كالتي يتعاطى معها &laqascii117o;الأمن العام"، ليس في موضوع الموقوف شادي المولوي فحسب، بل في كل ما يجري شمالا، &laqascii117o;والتحقيقات ستظهر لاحقا حقيقة ما كان يحضّر لطرابلس والشمال، والقوى الامنية لن تتوقف عند المزايدات السياسية، بل ستكمل عملها حتى جلاء الحقائق وليتحمل الجميع مسؤولياتهم ".
مجلس الدفاع
في هذه الأثناء، انعقد المجلس الأعلى للدفاع، أمس، برئاسة الرئيس ميشال سليمان في قصر بعبدا، حيث عُلم أن قادة الاجهزة الأمنية عرضوا معطياتهم ومعلوماتهم حول ما جرى، والمح بعض الوزراء المعنيين الى وجود شبكة ارهابية، سبق ان تم توقيف بعض اعضائها قبيل الاحداث التي اندلعت، مشيرين الى أن هناك متابعة امنية وقضائية حثيثة للموقوفين، في موازاة قرار بالتشدد في ملاحقة كل المخلّين بالأمن، على أن يُحال الموقوف شادي المــــولوي صباح اليوم الى القضاء المختص لمتابعة التحقيق معه واتخاذ القرار اللازم بحقه. وعلمت &laqascii117o;السفير" أن مداولات المجلس الأعلى للدفاع تناولت الجهد الأمني المبذول لمنع تحويل لبنان الى ساحة متلقية للأحداث في سوريا، وللحؤول دون استغلال الانشغال العسكري والامني بتطبيق سياسة الحكومة بالنأي بالنفس عن الاحداث في سوريا، للعبث بأمن الوطن والمواطن في الداخل. ووفق المعلومات، &laqascii117o;كانت التوجيهات الرئاسية واضحة وصارمة بعدم التهاون مع اي كان، ورفض الخضوع للضغوط مهما كانت تجلياتها، كما جرى التشديد على وجود قرار وغطاء سياسيين كاملين للاجهزة العسكرية والأمنية للقيام بمهامها الوطنية من أجل قطع دابر الفتنة ومنع استباحة الامن الوطني". واكد مصدر رسمي لـ&laqascii117o;السفير" انه بالنسبة الى أحداث طرابلس فان القرار حازم ببسط سلطة الدولة، والتعليمات صريحة بإلقاء القبض على المسلّحين المتورطين في الاحداث وسوقهم الى القضاء المختص، ولا خيمة فوق رأس احد، خصوصا ان هناك صورا فوتوغرافية وتلفزيونية للمسلحين، اما التذرع بمسؤولية الامن العام عــــما جرى، فهذا كلام مردود على مطلقــــيه ذلك أن هذا الجهاز كان يقوم بواجباته".
شربل... والحسم
من ناحيته، قال وزير الداخلية مروان شربل لـ&laqascii117o;السفير" بعد انتهاء اجتماع المجلس الاعلى للدفاع إن &laqascii117o; القرارات حاسمة وسيتم التعامل بجدية مع الوضع، لكن من دون إراقة دم اذا امكن، وسنصل الى نتيجة ان شاء الله، والمهم أن اسماء المتسببين بالاحداث معروفة وموجودة لدى الاجهزة الامنية، ويفترض ان يتحرك القضاء من اجل متابعة الامور ".
الصفدي... و&laqascii117o;الامن العام"
واعتبر الوزير محمد الصفدي &laqascii117o;انه جرى استغلال صيتنا في مساعدة الناس ما ادى الى حصول المشكلة (توقيف المولوي)، وانا رفعت دعوى على الامن العام"، مؤكدا انه &laqascii117o;سيكون هناك عقاب لكل من اخطأ".
اجتماع طرابلس
على خط مواز، عقد ميقاتي اجتماعا مع نواب طرابلس وفعالياتها، أسفر عن اتفاق على 4 نقاط هي:
ـ استنكار طريقة توقيف شادي المولوي، من خلال استدراجه الى مكتب تابـع للوزير محمد الصفدي.
ـ الاسراع بتحويل المولوي الى القضاء المختص لمتابعة التحقيق واجراء المقتضى.
ـ البت سريعا بلمف الموقوفين الاسلاميين لانه بمثابة قنبلة موقــوتة مرشــحة للانفجار دوما.
ـ الطلب من الجيش اتخاذ الاجراءات اللازمة والصارمة لضبط الامن ووقف التعديات، ورفع الغطاء السياسي عن كل المشاركين في الاشتباكات، ومنهم اشخاص ادعوا انهم يتبعون للرئيس ميقاتي الذين حصل على اسمائهم النائب محمد كبارة، فطلب ميقاتي فورا من مساعديه ابلاغ كل من يدعي انه محسوب عليه برفع الغطاء عنه وليتحمل مسؤولية اعماله. وإثر الاجتماع أكد ميقاتي أن &laqascii117o;لعبة الشارع خطرة وذات حدين ويمكن ان تنقلب على الاخرين وعلى أمن البلد". وأكد انه ما من غطاء سياسي لأي مخل بالامن، واعتبر ان طريقة توقيف المولوي &laqascii117o;مرفوضة ومستنكرة، أما في موضوع التهم الموجهة اليه، فنحن نريد من القضاء ان يكون الحكم ولا نريد ان نتدخل بعمله". واكدت اوساط المجتمعين ان كل الاطراف كانت متجاوبة مع ضرورة وقف التوتر، وخصوصا نائبي &laqascii117o;المستقبل" سمير الجسر ومحمد كبارة، لانهما يريدان الا تخرج الامور عن السيطرة بوجود مسلحين غير معروفي الانتماء.


- 'النهار':
لوائح سورية لمطلوبين سُلّمت إلى الأمن العام؟
ميقاتي 'يستغرب' و'الرواية الحقيقية' لم تُعلن ..
'الهوا الشمالي' هب عاصفة صحراوية اشبعت مدينة طرابلس بغبار القذائف والحرائق ودخانها في عطلة نهاية الاسبوع، واذا كان هدوء حذر مشوب برصاص وقذائف متقطعة ساد ليلا شوارع المدينة، رافق التوافق على امساك الجيش (الذي دفع شهيدا) بالوضع الامني، خوفا من تفلت يتجاوز امكان الضبط، فان المعطيات لا توحي بحصر المشكلة اليوم. وقد بدت واضحة الرسائل التي تثبت مخاطر امتداد الازمة السورية، وقابلية لبنان للتأثر بها بما لا يخدمه، وتأكيد استمرار النظام السوري في تحريك اوراق خارج حدوده ولا سيما في لبنان.وفيما بث تلفزيون 'الجديد' ان الموقوف لدى الامن العام شادي مولوي عاد قبل ثلاثة ايام من 'الجهاد' في سوريا، نفت عائلته الامر ودافع عنه عدد من نواب المدينة وفاعلياتها باعتباره مناصرا للثورة السورية لا منضويا في صفوفها. وفي معلومات لـ'النهار' ان مولوي كان موقوفا قبل سنتين بتهمة الانتماء الى تنظيم اصولي، لكن التحقيقات لم تؤكد الامر مما ادى الى الافراج عنه، كما صرح المدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء اشرف ريفي ومدير المخابرات في الشمال العميد عامر الحسن في اجتماع المجلس الاعلى للدفاع وفي الاجتماع الطرابلسي الذي انعقد في منزل الرئيس نجيب ميقاتي بعيد الظهر.وعلمت 'النهار' ايضا ان ميقاتي استغرب امام قيادات طرابلسية تصرف الامن العام وقال 'ان الامن العام يوقف الاشخاص عادة في المطار وعند الحدود وليس في الداخل'. وقد ابلغته قيادات طرابلسية ان النظام السوري وضع لائحة باسماء مناصرين للثورة السورية ومسهلين لعمل مقاتليها من لبنان، وطلب من الامن العام اللبناني القبض عليهم، كما يطالب الحكومة اللبنانية بتسليم معارضين سوريين ومقاتلين فروا الى لبنان.وتأتي هذه الطلبات في اطار اربعة شروط سورية بدأت تضيق الخناق على الحكومة الميقاتية الممنوعة من الاستقالة والاعتكاف والتعطيل. وفي معلومات لـ'النهار' ان دمشق ابلغت الرئيس ميقاتي هذه الشروط عبر وسيط قريب منه وفيها:
- التراجع عن سياسة النأي بالنفس حيال الملف السوري وضرورة حسم الحكومة اللبنانية خياراتها والتزاماتها.
- دعم النائب ميشال عون في مطالبه.
- تسليم المطلوبين السوريين اللاجئين الى لبنان.
- السير بقانون انتخاب على قاعدة النظام النسبي.
الأمن العام
وفيما أبلغ وزير المال محمد الصفدي المجلس الاعلى للدفاع انه سيقدم دعوى على الامن العام بسبب استدراج شادي المولوي الى مكتبه لاعتقاله، رفض مصدر مسؤول في الامن العام في اتصال مع 'النهار' الخوض في سجال في هذا الموضوع قائلا: 'روايتنا للحادث لم نعلنها بعد. وننتظر الوقت المناسب للرواية الحقيقية لتوقيف مولوي'.ولفت المصدر الى ان جهاز الامن العام هو ضابطة عدلية تقوم بدورها وتؤدي مهماتها في اشراف القضاء المختص مثل كل الاجهزة المعنية من جيش وقوى أمن داخلي وأمن دولة وغيرها من الضابطات العدلية، وتاليا فان حركة التوقيفات والتحقيقات في لبنان محورها النيابات العامة ونحن نقوم بدورنا في هذا السياق ونوقف يوميا أشخاصا ومطلوبين سواء في المطار او على الحدود البرية والبحرية او في الداخل، وما نقوم به يخضع للقوانين المرعية وفي اشراف مباشر من القضاء المختص، وبالتنسيق معه.ورفض التعليق على دعوى الصفدي، لكنه أشار الى ان الاهم هو أن نحتكم جميعنا الى القضاء.
المجلس الاعلى للدفاع
الى ذلك أعلن المجلس الاعلى للدفاع عقب اجتماعه الاستثنائي في قصر بعبدا برئاسة الرئيس ميشال سليمان انه أثنى على دور الاجهزة الامنية في ضبط الامن وضبط تهريب الاسلحة، مؤكدا حرصه على صون السلم الاهلي.كما أعلن توزيعه المهمات على الوزارات والادارات المعنية، مشددا على تأمين الحاجات الملحة للجيش والقوى الامنية لتمكينها من تنفيذ مهماتها. وأبقى المجلس مقرراته سرية التزاما بنظامه الداخلي.وأكد وزير الداخلية مروان شربل اثر الاجتماع انه 'تم اعتقال عدد من مطلقي النار وقت لا تزال عملية تعقب المتورطين الآخرين في الاشتباكات مستمرة'.كما أكد شربل تعليقا على الدعوات لاطلاق المولوي  ان 'هذا الامر لن يحصل'. وعلم ان ميقاتي وعد في الاجتماع الشمالي بالتعجيل في مثول المولوي امام القضاء المختص في اليومين المقبلين، كما بالاسراع في محاكمة الموقوفين الاسلاميين.
الأمن ليلاً
وفي آخر المعلومات الامنية ليلا افاد مراسل 'النهار' ان التوتر ظل يسود أحياء جبل محسن وباب التبانة، والبقلا في القبة، وطلعة العمري، والجامع الناصري وسوق اهمج وسوق الخضار وحارة البرانية، وأن أصوات القذائف ظلت تسمع الى ساعة متقدمة ليلا. وأشار الى سقوط جريحين من الجيش الى عشرات المدنيين عمل الصليب الاحمر اللبناني على نقلهم.


- 'السفير':
غسان ريفي
الرواية السياسية والميدانية لحادثة توقيف المولوي: 3 شهداء و19 جريحاً
طرابلس تصرخ طلباً للأمن.. ولا من مجيب
دفعت طرابلس في الساعات الثماني والأربعين الماضية، أثمان جولة جديدة من العنف الذي يصيبها، &laqascii117o;دورياً"، وتحديداً منذ العام 2005، كأنها صارت ساحة تصفية حسابات و&laqascii117o;فواتير" سياسية، محلية وإقليمية، وفي كل مرة يخرج السياسيون والأمنيون بخطابات لا يمكن صرفها في رصيد مدينة تدفع كبير الأثمان في مجتمعها وناسها ونسيجها، على قارعة فلتان أمني أصبح خارج قدرة أحد على ضبطه. ما حصل في طرابلس، ليس مجرد تعبير احتجاجي على توقيف شاب من &laqascii117o;التيار السلفي"، وليس نتاج اعتصامات متتالية للمطالبة بالإفراج عن الإسلاميين الموقوفين منذ خمس سنوات، بالرغم من أن هذين الأمرين ساهما في تقديم صورة متوترة عن المدينة خلال الأسابيع الماضية. ما حصل يؤشر الى أن الأزمة أعمق وأن الاحتقان أكبر مما يتصوره كثيرون، وأن الرصاص الذي استقر في أجساد الأبرياء، والقذائف التي أصابت مجدداً أملاك الناس وأضافت خراباً فوق خراب، كان الهدف منه إصابة استقرار المدينة. وإذا كانت الدولة قد حاولت أمس، كعادتها في مرات سابقة، استلحاق بعض هيبتها، فإن الخشية أن تكون اشتباكات طرابلس، مؤشراً لشيء أكبر، من حدود المدينة، إلا إذا أقنعت الدولة ناسها أنها قادرة على استرداد حضورها وأمنهم انطلاقا من طرابلس. الأسئلة كثيرة: هل توقيف &laqascii117o;الأمن العام" أحد المواطنين، يتطلب كل هذا الكم من الحديد والنار وإزهاق أرواح الأبرياء؟ وهل توقيف شادي مولوي أو التضامن مع الشيخ طارق مرعي يستدعي كل هذا التحرك الهستيري من قطع طرقات وحبس مواطنين في سياراتهم لساعات طويلة؟ وهل ما يجري في طرابلس اليوم هو صراع أجهزة يستخدم الإسلاميون مجدداً وقوداً له؟ هل ما حصل هو تنفيس للتراكم الأمني والتوترات التي صبغت المدينة خلال السنوات الماضية، وإذا كان كذلك، هل تذهب طرابلس الى ما هو أبعد من ذلك؟ وهل من يسعى الى ضرب أبناء طرابلس بالمؤسسات العسكرية والأمنية؟ وهل يحضر مخيم نهر بارد ثان للمدينة؟ وهل المطلوب أن تتحول طرابلس الى منطقة عسكرية؟ لماذا الإصرار على تحويل طرابلس الى ساحة مفتوحة للتوترات الأمنية؟ ولماذا الإصرار على جعل العاصمة الثانية مسرحاً لتسديد الفواتير؟ ولماذا كلما أرادت جهة سياسية أن تصفي حساباتها مع جهة أخرى، لا تجد إلا مسرح طرابلس مفتوحاً لها؟ وهل ستبقى الرسائل السياسية مصبوغة بدماء الفقراء والأبرياء؟ لم تأت أحداث طرابلس من فراغ، ومن راقب أجواء المدينة في الأيام الأخيرة وما كان يجري في بعض الشوارع ليلاً ونهاراً، كان يدرك أن ثمة ما يحضر للمدنية. ولعل تكبير الحجم السياسي والأمني للحركات الإسلامية والسلفية تحديداً في المدينة في الآونة الأخيرة وإفساح المجال أمامها لأوسع تحركات في الشارع، لم يكن إلا عبارة عن رسم خارطة طريق لما هو أدهى من هذه الحركات والتحركات. ما جرى خلال اليومين الماضيين أعطى مؤشرات واضحة أن القيادات الإسلامية لم تعد تملك الأرض بشكل كامل، وأن بقاء الشارع على ما هو عليه يعني أنه بات خارج سيطرتها، وهذا ما ترجمه فشل الكثير من الاجتماعات التي عقدت والتي تعهد خلالها عدد من المشايخ بضبط الفلتان الحاصل في الشارع، فإذا بالأمور تتعقد أكثر فأكثر، بل وتتحول أحياناً إشكالات داخلية ضمن الاعتصام الواحد كما حصل في ساحة عبد الحميد كرامي أكثر من مرة. ثمة من يقول: إذا كان المشهد الذي خرج من طرابلس على مدار اليومين الماضيين يحرج نجيب ميقاتي كرئيس للحكومة أولاً وكابن طرابلس ثانياً، فإنه حتماً لا يربح خصومه، لأن السواد الأعظم من أبناء المدينة بات في حالة قرف شديد مما يجري ضمن ساحاته وأحيائه، كما أن الدفع المستمر في التحريض والشحن السياسي والمذهبي، سيؤدي خلال فترة وجيزة الى خروج الشارع حتى من أيدي السياسيين، فتصبح القيادة السياسة للمدينة مستقبلاً لأئمة المساجد، خاصة أن معظم السياسيين المحذرين من شيطان الفتنة، ما برحوا يطلقون المواقف التي تؤجج الشارع وتدفعه دفعاً الى آتون الفتنة! تقول المعلومات إن اتصالا ورد الى المدعو شادي المولوي وهو ينتمي الى &laqascii117o;التيار السلفي" ومقرب من الشيخ سالم الرافعي، أبلغه فيه المتصل أنه يتحدث من مكتب الخدمات الاجتماعية التابع لمكتب الوزير محمد الصفدي وطلب منه الحضور الى المكتب لاستلام مساعدة مالية قدرها 750 ألف ليرة. وعلى الفور، سارع المولوي الى المكتب الكائن في ساحة عبد الحميد كرامي حيث يقام الاعتصام المفتوح لأهالي الموقوفين الإسلاميين، ولدى مراجعته مسؤول الصندوق أبلغه الأخير بأن لا، إسمه ليس موجوداً لديه، واستمهله للتحقق من الموضوع. عندها ورد اتصال ثان الى المولوي أبلغه أن الشيك بالمبلغ موجود مع شخص في مدخل المبنى، ولدى خروج المولوي من المكتب، فوجئ بعدد من عناصر الأمن العام الذين سارعوا الى إلقاء القبض عليه، ونقله بداية الى سرايا طرابلس ومنها مباشرة الى بيروت. سريعاً، نفى مكتب الصفدي، في بيان، علاقته بتوقيف المولوي، مستهجناً الطريقة التي اعتمدت في توقيفه، واستخدام اسم مكتب الخدمات الاجتماعية لاستدراجه. وطالب الصفدي بالإفراج فوراً عن المولوي، معتبراً أن &laqascii117o;هذه التصرفات مرفوضة رفضاً تاماً وهي تشكل خرقاً للقوانين وللأعراف وللحرمات". وفور وصول خبر توقيف المولوي الى المعتصمين في ساحة كرامي، سارع المعتصمون في الساحة الذين كانوا يأخذون جانباً منها الى قطع كل الطرقات المؤدية إليها، وذلك الساعة الثانية والنصف ظهراً، لتتمدد أعمال القطع الى مستديرة نهر أبو علي والملولة والتبانة عند المدخل الشمالي لطرابلس، ومن هناك الى الزاهرية، وكورنيش النهر، صعوداً نحو القبة التي تقطعت أوصالها وصولا الى مجدليا ومنها نزولاً باتجاه أبي سمراء، حيث عمد الغاضبون الى وضع العوائق والحجارة وأشعلوا الإطارات في كل مكان، لتجتاح سماء المدينة سحابة سوداء. وتسبب ذلك بزحمة سير خانقة في المدينة وأمضى المواطنون ساعات في سياراتهم، وحاولوا سلوك طرق فرعية لكن من دون جدوى، وذلك حتى المساء حيث خلت شوارع المدينة للمحتجين الذين استمروا في حرق الإطارات. في حين رصدت بعض المظاهر المسلحة في ساحة عبد الحميد كرامي حيث حصل إشكال أمني بين عنصر من مخابرات الجيش وعدد من المعتصمين تخلله إطلاق نار، وتكسير أحد الأكشاك الذي تركز عليه كاميرات، كما أطلق محتجون النار على عامل سوري كان يحاول فتح الطريق في الزاهرية وأصابوه في قدمه. وتسارعت الاتصالات بين القيادات السياسية والأمنية والإسلامية لاحتواء الموقف والحؤول دون تطور الأمور الى ما لا تحمد عقباه، خصوصاً أن المحتجين كانوا في حالة هستيرية، وعملوا على مواجهة بعض دوريات الجيش اللبناني لا سيما عند مداخل التبانة، فيما أطلق مجهولون عيارات نارية باتجاه جبل محسن. وقد دعا مفتي طرابلس والشمال الشيخ الدكتور مالك الشعار الى اجتماع في دار الفتوى حضره عدد من المشايخ وخلص الى استنكار الطريقة التي تم فيها توقيف المولوي، ودعوة الدولة اللبنانية لاتخاذ قرار نهائي ينصف الموقوفين الإسلاميين، ومطالبة المعتصمين بالتروي وعدم الانجرار وراء أية فتنة. لكن هذا الاجتماع لم يفض الى نتيجة إيجابية، فعقد اجتماع ثان في منزل النائب محمد كبارة ضم النائبين خالد ضاهر ومعين المرعبي، والمشايخ داعي الإسلام الشهال، كنعان ناجي، زكريا المصري، سالم الرافعي، بلال بارودي وأحمد المرعي. وانتقد المجتمعون &laqascii117o;طريقة التوقيف، لا سيما أنها تمت في مكتب الصفدي". وأشاروا إلى &laqascii117o;أن أهالي الموقوفين نفد صبرهم، ونفد صبرنا معهم"، وطالبوا بإطلاق سراح المولوي، واتهموا بعض الأجهزة الأمنية بأنها &laqascii117o;تعمل لمصلحة النظام السوري". ولوحظ أن بعض المشاركين في الاجتماع زاروا المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي، وأطلقوا خطابات حماسية سرعان ما أعادت الأمور إلى نقطة الصفر.
المواجهات المسلحة
وبعيد منتصف ليل السبت ـ الأحد، بدأت محاور مناطق التبانة وجبل محسن والقبة، تشهد ظهوراً مسلحاً كثيفاً في وقت كانت فيه الشتائم التي يطلقها الطرفان عبر الأجهزة اللاسلكية تشعل النفوس، وتترجم مناوشات خفيفة بالأسلحة الرشاشة. وعند الواحدة فجراً، حصل أول اشتباك بالرصاص بين أشخاص من محلة البقار وآخرين من جبل محسن، أدى إلى مقتل المواطن عيسى العلي بعدما أصيب في أذنه، الأمر الذي أثار حالة غضب عارمة في صفوف أبناء المنطقة. في المقابل، أكد مسؤول العلاقات السياسية في &laqascii117o;الحزب العربي الديموقراطي" رفعت عيد أن العلي لم يقتل برصاص أبناء جبل محسن بل تعرض لنيران إثنين من أصدقائه عن طريق الخطأ، لتبدأ الاشتباكات تتوسع شيئاً فشيئاً حتى بلغت ذورتها الرابعة فجراً حيث شهدت محاور البقار، الريفا، الأميركان، الشعراني، حارة السيدة، الحارة البرانية، سوق القمح، وصولاً الى التبانة مواجهات عنيفة استخدمت فيها مختلف الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية (إنيرغا، ب7، ب10، وأربي جي). وتخلل ذلك أعمال قنص طالت الطريق المؤدية الى الملولة. وقد استمرت الاشتباكات حتى الساعة الثامنة صباحاً وكانت الحصيلة سقوط قتيلين هما: فيصل حسين من الجيش اللبناني، وكان عائداً من خدمته العسكرية، والمواطن محمد الدهيبي الذي أصيب خلال دخوله الى سوق الخضار قادماً من المنية، فضلاً عن إصابة عشرة أشخاص. وقد عمل الجيش قدر الإمكان للرد على مصادر النيران، لكن دائرة الاشتباكات كانت أوسع من قدرته على الاحتواء. واستمرت الاشتباكات متقطعة طيلة نهار أمس، حيث كانت تعنف تارة وتخفت تارة أخرى، وقد قام الجيش اللبناني بعدة محاولات للدخول الى المناطق الساخنة، وتعرض لإطلاق نار وبادر الى الرد على مصادر النيران، وأصيب إثنان من العسكريين. وعند الثانية عشرة ظهراً، عقد اجتماع في منزل النائب كبارة ضم عدداً من الشخصيات النيابية والعسكرية والدينية وكوادر التبانة، حيث دعا الشيخ مازن المحمد الى &laqascii117o;ضرورة حماية الآمنين في المناطق التي تشهد اشتباكات"، مشدداً على دخول الجيش اللبناني بأسرع وقت، مؤكداً أن أهالي التبانة &laqascii117o;على عهدهم في الرضوخ للقانون وفي مساعدة الجيش اللبناني على القيام بواجباته". كما طالب كبارة &laqascii117o;الجيش بالتحرك السريع لوقف الفلتان الأمني الحاصل"، لافتاً إلى أن ثمة فتنة تحضر لطرابلس وعلينا أن نكون واعين وأن لا ننجر الى فتنة تقضي على البقية الباقية من العاصمة الثانية". بالتزامن، عقدت مؤسسات المجتمع الأهلي والمدني اجتماعاً في مقر اللجان الأهلية في أبي سمراء ورأت &laqascii117o;أن أوضاع طرابلس الأمنية تعيق أي حراك تنموي وتلحق أفدح الأضرار بأهلها وواقعهم الاقتصادي والاجتماعي الصعب، واعتبر المجتمعون أن ملف الموقوفين يجب أن يوضع على سكة المعالجة، وناشدوا المعتصمين إخلاء الشوارع".
ميقاتي: طريقة مرفوضة
عند الواحدة ظهراً، وصل الرئيس ميقاتي الى طرابلس وعقد اجتماعا في منزله ضم الوزيرين أحمد كرامي وفيصل كرامي، أحمد الصفدي ممثلاً الوزير محمد الصفدي، المفتي مالك الشعار، رئيس فرع مخابرات الجيش اللبناني في الشمال العميد عامر الحسن، ثم انضم الى الاجتماع مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي، وعدد من المشايخ، حيث جرى التأكيد على أن الأمن خط أحمر، وضرورة معالجة كل التحركات التي تجري في المدينة. إثر الاجتماع أكد ميقاتي أن &laqascii117o;لعبة الشارع خطرة وذات حدين ويمكن ان تنقلب على الآخرين وعلى أمن البلد بكل معنى الكلمة". أضاف: &laqascii117o;سندعم القوى الأمنية والعسكرية في كل الإجراءات التي ستتخذها، وأؤكد أن لا غطاء سياسياً لأي مخل بالأمن، وهذا ما اتفقنا عليه مع كل القوى السياسية، وستتخذ إجراءات مهمة في الساعات المقبلة. كما سألتقي وزير العدل لأن لدينا نقاطاً كثيرة متعلقة بالقضاء، ونحن كسلطة سياسية نتحاشى الدخول في عمل القضاء والضغط عليه، ولكن نريد ان نفهم اين اصبحت بعض الملفات، وهل توجد تهم حقيقية، وأين اصبح التحقيق في قضية الموقوفين الإسلاميين". ورداً على سؤال قال ميقاتي: &laqascii117o;الطريقة التي تم فيها توقيف المولوي مرفوضة ومستنكرة، اما في موضوع التهم الموجهة اليه، فنحن نريد من القضاء ان يكون الحكم ولا نريد ان نتدخل في عمله". ثم أعطى ميقاتي الكلام الى المفتي الشعار فقال: &laqascii117o;إن الاعتصام سيرفع اليوم (أمس)" لافتاً الانتباه الى ان &laqascii117o;الانفجار الأمني الذي حصل في المدينة هو ناتج عن احتقان مزمن مرتبط بملف الموقوفين الإسلاميين". وقال: &laqascii117o;اذا احيل هؤلاء الى القضاء ستعود الأمور الى الهدوء والأمن والاستقرار"، مشدداً على انه &laqascii117o;لا يمكن ان يتحقق الأمن الا اذا تحقق العدل"، واستنكر طريقة توقيف المولوي من قبل الأمن العام &laqascii117o;لأنها شكلت إهانة لكرامة المواطنين ولكرامة الوزير الصفدي، وهذه الطرق من قبل بعض عناصر الأجهزة الأمنية لا يمكن السكوت عنها". غير أن الحديث بهذه الإيجابية عن فك الاعتصام كان مبالغاً فيه، وبدا واضحاً أن القيادات الاسلامية التي حضرت الاجتماع لم تكن قادرة على السيطرة على المعتصمين الذين رفضوا إخلاء الساحة، وحصل هرج ومرج وإطلاق نار خصوصاً عندما اشتبه عدد من المعتصمين بشخصين واعتدوا عليهما بالضرب، ولم تثمر المساعي إلا عند الساعة التاسعة من ليل أمس، حيث أعيد فتح الطرقات في الساحة. أما على محاور التبانة، القبة وجبل محسن فاستمرت الاشتباكات المتقطعة، واشتدت الساعة السابعة لنحو نصف ساعة على محور البرانية والبقار، في وقت حاول فيه الجيش اللبناني، بعد الاجتماع

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد