أبرز المستجدات
تداعيات مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه
- صحيفة 'السفير':
اشتباكات في الطريق الجديدة وقطع طرق في المناطق بعد مقتل الشيخ عبد الواحد
عكار مع الجيش في مواجهة الفتنة .. بالحقيقة
مرت منطقة عكار، أمس ، في اختبار صعب ودقيق، وضع لبنان امام خطر الانزلاق الى فتنة عبثية، ظهرت أشباحها في أماكن عدة خلال ساعات النهار والليل، ما أعاد الى الأذهان تجارب مريرة سابقة، كلفت اللبنانيين أثماناً باهظة، فيما يظل الرهان معلقاً على وعي القيادات المعنية لمخاطر هذا الواقع وضرورة محاصرتها، منعاً للفتنة التي تحاول ان تطل برأسها، كلما وجدت الفرصة سانحة. ولعل أخطر ما في الأمر هذه المرة ان الجيش اللبناني الذي يشكل الضامن ، شبه الوحيد، للاستقرار في البلد، بدا مهدداً بأن يكون أحد أبرز ضحايا الوضع المضطرب الذي انطلقت شرارته من طرابلس قبل أكثر من اسبوع، ثم انتقلت عدواه أمس الى عكار، حيث قتل إمام مسجد البيرة الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد حسين مرعب على حاجز للجيش اللبناني، في ظروف ملتبسة، يُنتظر من التحقيق الذي باشره القضاء العسكري ان يوضحها. والأكيد، ان المناخ المحتقن الذي يسود البلد، تحت وطأة أحداث طرابلس والسجالات الداخلية المحتدمة، جعل حادثة مقتل عبد الواحد تتخذ على الفور أبعاداً أمنية وسياسية معقدة، فيما اندفع البعض الى استباق نتائج التحقيق، وإطلاق احكام مسبقة كانت اسرع من كلمة القضاء، لا سيما أن الخطاب السياسي لبعض الاطراف وضع المؤسسة العسكرية منذ فترة في &laqascii117o;قفص الاتهام"، ما أوجد بيئة ملائمة لتفاعل الاحداث، بشكل دراماتيكي، بمجرد شيوع نبأ إطلاق النار على الشيخ عبد الواحد ومرافقه، وهو الامر الذي تجلى بقطع الطرق من الشمال الى أوتوستراد الجنوب مروراً بالعديد من مناطق البقاع، وصولا الى بعض شوارع العاصمة، بينما شهدت الطريق الجديدة ليلا توترا بفعل اشتباكات مسلحة بين مناصرين لـ&laqascii117o;تيار المستقبل" وعناصر من &laqascii117o;التيار العربي" (يرأسه شاكر البرجاوي)، أدت الى وقوع عدد من الجرحى. وبانتظار اتضاح نتائج التحقيق الذي ينبغي إتمامه بأسرع وقت ممكن، فإن الملح الآن هو تحقيق العدالة والحفاظ على آخر مظاهر السلم الأهلي في آن واحد، مع التشديد على وجوب صون المؤسسة العسكرية، بما تمثله من خط دفاع أخير عن الاستقرار الداخلي والانتظام العام في مواجهة خطر الفوضى والتفتيت، على ان يُترك للقضاء ان يأخذ دوره في تحديد المسؤوليات ومعاقبة المخطئين، استناداً الى مبدأ تحميل التبعات للشخص المرتكب حصراً، وليس لمؤسسته، لا سيما أن قائد الجيش سارع الى اتخاذ التدابير المناسبة والفورية لمعرفة حقيقة ما جرى. وحتى تبيان الحقيقة، فإن تلاحق الاحداث مؤخراً، من اشتباكات طرابلس الى حادثة عكار، وما بينهما من حوادث متفرقة، يدفع الى التساؤل عما إذا كان تنقل مشاريع الفتنة من منطقة الى أخرى في اوقات متقاربة هو مجرد مصادفة، أم يندرج في إطار مسار مدروس يهدف الى إغراق الساحة الداخلية في الفوضى بعد تعطيل دور الجيش، علماً بأن قرار دول قطر والامارات والبحرين بدعوة رعاياها الى مغادرة لبنان اشاع مخاوف لدى مراجع عليا من احتمال وجود معلومات لدى هذه الدول حول إمكانية تصاعد التوتر في لبنان. والمفارقة، ان هناك من يريد ان يضع الشمال عموما وعكار خصوصا في مواجهة الجيش، في حين ان هذه المنطقة معروفة بأنها رافد اساسي له بالعنصر البشري، وكأن المطلوب منها ان تتنكر لأبنائها، او ان يتنكروا هم لمؤسستهم العسكرية، بما يتعارض مع منطق التاريخ والجغرافيا. وقد استدعى الوضع الحساس، الذي استجد بعد مقتل عبد الواحد ومرافقه، استنفاراً شاملا، على مستوى الدولة والقوى السياسية، فيما كاد الشارع يخرج عن السيطرة مع انتشار مجموعات من الاشخاص في مناطق كثيرة، راحت تقطع الطرق بالإطارت المشتعلة والعوائق الحديدية، حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، مع الاشارة الى ان مناشدة قيادات تيار المستقبل والمراجع الدينية للجمهور الغاضب الالتزام بضبط النفس ساهمت في عدم تفاقم التوتر أكثر.
روايتان.. بانتظار التحقيق
والى حين انتهاء القاضي صقر صقر من تحقيقاته لجلاء ملابسات الحادثة، فإن مناصري الشيخ عبد الواحد تمسكوا برواية مستقاة من أحد مرافقيه، وفحواها أن الضابط المسؤول عن حاجز العويكات طلب من الشيخ النزول من السيارة، الا أنه رفض ذلك، فقام السائق بالترجل للتكلم مع الضابط، في حين عمد عبد الواحد الى إبلاغ الضابط أنه قرر العدول عن المشاركة في اعتصام حلبا، وسيعود أدراجه الى بلدته البيرة، ولدى محاولته قيادة السيارة والاستدارة للعودة، بادر عناصر الجيش الى إطلاق النار بغزارة في اتجاهها، فقتل عبد الواحد مع مرافقه محمد مرعب فوراً. في المقابل، أبلغت مصادر عسكرية &laqascii117o;السفير" انه من غير المعقول ان يُطلق عناصر الجيش النار على أحد من دون سبب، لافتة الانتباه الى ان أحد الجنود أصيب وتضررت بعض الآليات نتيجة الحادثة، ما يعني ان تبادلا لإطلاق النار قد جرى وأن الموكب كان يضم عناصر مسلحة. ولفتت المصادر الانتباه الى ان حواجز الجيش تنتشر في مختلف الأراضي اللبنانية، ولم يشهد أي منها إشكالا مشابها، الامر الذي يعني ان شيئا ما قد بدر عن الموكب وأدى الى حدوث إطلاق النار، مشيرة الى انه يجب عدم فصل حادثة الامس عن التحريض المنظم الذي يُمارس ضد المؤسسة العسكرية منذ مدة، في مسعى لتكبيل دورها الميداني. وعلمت &laqascii117o;السفير" ان قائد الجيش العماد جان قهوجي ابلغ مراجع عليا ان قيادة الجيش حاولت إقناع تيار المستقبل والحزب السوري القومي الاجتماهي بإلغاء المهرجانين اللذين كانا مقررين في حلبا، منعاً لأي إشكال، ولكن الطرفين اصرا على موقفيهما بإقامة الاحتفالين.
اجتماع السرايا
وفي سياق متصل، ترأس الرئيس نجيب ميقاتي في السرايا الحكومية اجتماعا شارك فيه وزير الدفاع فايز غصن، وزير الداخلية مروان شربل، وزير العدل شكيب قرطباوي، قائد الجيش العماد جان قهوجي، المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، مدير المخابرات في الجيش اللبناني العميد إدمون فاضل ورئيس فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي العميد وسام الحسن. وبينما شدد ميقاتي على أنه &laqascii117o;لا حصانة لأحد وأن القانون يبقى دائماً فوق الجميع"، علمت &laqascii117o;السفير" انه جرى خلال الاجتماع عرض الوقائع التي ادت الى مقتل الشيخ عبد الواحد، وذكرت مصادر شاركت في الاجتماع ان الموكب تجاوز حاجز الجيش ولم يتوقف، فأطلق عناصر الحاجز طلقتين في الهواء، وردت عناصر المواكبة بإطلاق نار على الحاجز، ما ادى الى اصابة جندي بجروح وإصابة سيارة &laqascii117o;هامفي" بأربع طلقات، وعندها اطلق عناصر الحاجز النار على السيارة ما ادى الى مقتل الشيخ ومرافقه. وأشارت المصادر الى ان سيارة عبد الواحد كانت تنقل اسلحة مرخصة، الا ان السيارات المرافقة كانت تنقل سلاحا غير مرخص، ما دفع عناصر الحاجز الى الاصرار على تفتيشها. وأكد قائد الجيش العماد جان قهوجي ان الجيش يخضع لما يقرره قاضي التحقيق، &laqascii117o;وما يقوله نوافق عليه"، مؤكدا ان الجيش متماسك ولا ينجر الى الخطاب المذهبي. وتكلم بعض الحضور من وزراء وعسكريين عن مسؤولية السياسيين لا سيما نواب عكار في تهدئة الخطاب المتشنج الذي ينعكس تحريضاً في الشارع، وضرورة وقف المزايدات الانتخابية &laqascii117o;حتى لا يضيع الوطن وتطير الانتخابات". الى ذلك، نوه رئيس الجمهورية ميشال سليمان بالدور الوطني الذي يقوم به الجيش، مبديا ارتياحه لتأليف قيادة الجيش لجنة تحقيق لكشف كل ملابسات وتفاصيل الحادثة واتخاذ الإجراءات المناسبة بأسرع وقت ممكن. واتصل الرئيس نبيه بري بمفتي الجمهورية الشيخ محمد رشيد قباني ومفتي طرابلس الشيخ مالك الشعار، داعيا الى التهدئة وترك التحقيق يأخذ مداه، مشدداً على وجوب عدم التعرض للمؤسسة العسكرية التي باتت تشكل الضمانة الوحيدة للاستقرار. ومن ناحيته، أعلن &laqascii117o;تيار المستقبل" عن المشاركة في الاضراب العام الذي دعت اليه دور الفتوى اليوم، طالبا من انصاره الالتزام بالطابع السلمي للإضراب، واستنكر التيار اعمال الشغب وقطع الطرق التي شهدتها مدينة بيروت واعتبرها اعمالاً مشبوهة &laqascii117o; تقف خلفها زمر معروفة ترتزق عند النظام السوري وأدواته في لبنان".
- صحيفة 'المستقبل':
توقيف 3 ضبّاط و19 عسكرياً
علمت 'المستقبل' انه بنتيجة التحقيقات التي أُجريت طوال يوم أمس في جريمة عكار، أمرت النيابة العامة العسكرية ليلا بتوقيف نقيبين وملازم أول و19 عسكرياً كانوا على حاجز الكويخات عند وقوع الحادثة وأحالتهم على المدعّي العام العسكري.
- أسرار 'السفير':
بكّر عدد من نواب الجنوب بالعودة إلى بيروت، أمس، 'تخوفاً من تطورات في صيدا قد تؤدي إلى قطع الطريق'.
- صحيفة 'النهار':
عكار بعد طرابلس والانفجار يتمدد بعد مقتل عبد الواحد
التحقيق العسكري يُسابق الاحتقان والحملة على الجيش
هل تقف المضاعفات الواسعة والبالغة الخطورة لمقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد حسين مرعب أمس عند حاجز عسكري في الكويخات عند حدود 'الانتفاضة' العارمة التي شهدتها مناطق عدة حتى ليل أمس؟ وهل تنجح السلطات السياسية والعسكرية والقضائية ومعها القيادات السياسية من مختلف الاتجاهات في منع انزلاق لبنان الى مرحلة ترتسم معها ملامح خطورة استثنائية استعادت بعضا من أجواء الحقب السود ومنها مقتل معروف سعد في صيدا مطلع الحرب او حادث الصدام بين الجيش ومحتجين في مار مخايل قبل سنوات؟هذه المخاوف بدت ماثلة بقوة مساء أمس بعد اليوم العكاري المشحون والذي كاد يفجر احتقانات اكتسبت خلفيات خطيرة عقب حادث اطلاق حاجز للفوج المجوقل في الكويخات النار على موكب الشيخ عبد الواحد، المعروف بمناهضته الشديدة لقوى 8 آذار ومناصرته القوية للثورة السورية، مما أدى الى مقتله مع رفيقه.ومع ان ظروف الحادث وملابساته لا تزال في انتظار التحقيق السريع الذي أوعزت بفتحه قيادة الجيش بمشاركة النيابة العامة العسكرية، اكتسبت الاجواء المحتقنة الناجمة عن الحادث بعداً شديد الخطورة في ظل حملات غير مسبوقة تعرض لها الجيش في الساعات الاولى التي تلت الحادث وبلغت حد المطالبة بانسحابه من مناطق عكار. غير أن تدخل القيادات السياسية البارزة والمشاورات العاجلة التي أجريت بعد تصعيد الحملات أعادت سقف المواقف الى حدود التهدئة من غير ان تحجب خطورة السباق بين احتواء ردود الفعل وتفجر الاحتقانات. وتمثل هذا الاحتقان خصوصا في اتساع ظاهرة قطع الطرق في معظم مناطق الشمال وخصوصا في عكار وطرابلس وامتدادها مساء الى اوتوستراد الناعمة – الجنوب، ومن ثم الى البقاع الغربي والبقاع الاوسط، وصولا الى مناطق كورنيش المزرعة وقصقص وفردان والمدينة الرياضية في بيروت.وكشفت مصادر رسمية معنية بالمعالجات الجارية لـ'النهار'، ان التقارير التي تلقتها المراجع السياسية والأمنية عقب الحادث اتسمت بخطورة كبيرة من حيث التحذير من حال الاحتقان التي عمت مناطق عدة، خصوصا ان انتقال الاضطراب الامني من طرابلس الى عكار أثار مخاوف من أمر مدبّر يراد عبره إغراق لبنان في وضع غير مستقر على نحو منهجي.وقالت هذه المصادر ان المعالجات الفورية سارت وفق خطوط متوازية، إذ تكثفت من جهة الاتصالات بين كبار الرسميين وقيادة الجيش من جهة والقيادات السياسية المعنية ولا سيما منها في 'تيار المستقبل' والقيادات الدينية وسواها من جهة أخرى. أما في الجانب الآخر، فقد دفع مسار التحقيق العسكري في الحادث بسرعة، وحضر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية صقر صقر الى مكان الحادث وأجرى كشفا على سيارة الشيخ عبد الواحد واستمع الى شهادة مرافقه ثم توجه الى احدى الثكن العسكرية في عكار وشرع في التحقيق مع عناصر الحاجز العسكري الذي أطلق النار على موكب الشيخ. وأشارت الى ان التحقيق سيتواصل في الساعات المقبلة الى حين اتخاذ الاجراء المناسب.
ماذا حصل؟
وكان مرافق الشيخ عبد الواحد أدلى بتصريحات اعلامية اتهم فيها الضابط المسؤول عن الحاجز بتوجيه اهانات الى الشيخ بعد تجاوز سيارته الحاجز وقال ان الشيخ همَّ عند ذاك بالعودة وعدم إكمال طريقه ونزل من مقعده الخلفي وجلس الى مقعد القيادة مكان مرافقه بقصد العودة، وعندها انهمر الرصاص عليه لدى محاولته العودة.وإذ رفضت كتلة نواب عكار حصر التحقيق بالتحقيق العسكري مطالبة بتحقيق قضائي محايد، قال مصدر في هذه الكتلة لـ'النهار' إن 'التشنج كبير في عكار وهو مبرر فليس أمرا عابرا ان يقتل رجل دين عند حاجز أمني والناس في حال غضب شديد ولم يوفروا أحدا في التعبير عن مشاعرهم، لكن الامور يجب ان تنضبط في نهاية الامر بعد أيام، وقيادة الجيش اتخذت اجراءات لاستيعاب التشنج ونبذل كل جهدنا للتهدئة'. لكن المصدر لم يستبعد 'وجود خلفيات غير معلنة للحادث' مضيفا 'أن الشيخ القتيل والضابط المسؤول عن الحاجز يعرف كل منهما الآخر جيدا'.وفي المقابل، برز تحفظ شديد لدى الجيش وقيادته عن الإدلاء بأي معلومات أو تعليق مسبق على الحادث. وعزت مصادر مطلعة ذلك الى انتظار انتهاء لجنة التحقيق العسكرية والقضائية من التحقيق 'نظراً الى الحساسية البالغة لهذا الموضوع ولأن الاحاطة الكاملة بظروف الحادث لم تكتمل بعد' كما قالت هذه المصادر لـ'النهار'.وأفادت معلومات في هذا السياق انه لدى مرور موكب الشيخ على الحاجز طلب عنصر من السيارة الأولى التوقف فظن سائقها أن الأمر يعني السيارة الثانية في الموكب، عندها صرخ الضابط في السائق فتوقف وطلب من الركاب الترجل فنزل السائق من دون الشيخ ورفيقه مرعب، فأصر الضابط على ترجل الجميع. عندها رد الشيخ انه يفضل العودة وحصل تلاسن بين الضابط والشيخ. ولدى تغيير اتجاه السيارة نحو الحاجز مجدداً حصل إطلاق النار عليها وكان الشيخ يقودها وهي من طراز 'رانج روفر'.وعلى اثر البيانات التي صدرت عن نواب عكار وقياداتها، متحدثة عن 'اغتيال الشيخ' صدر بيان عن الرئيس سعد الحريري حذر فيه 'أهلنا في عكار من الانجرار الى أي ردود فعل تستهدف نقل الفوضى الى منطقتهم'، كما حذر من 'مخطط للنيل من مناطق لبنانية بعينها واستجرار الأحداث والمشاكل اليها خدمة للنظام السوري وأدواته'. وأعلن 'أننا لا نضع عملية القتل في خانة الجيش اللبناني بالجملة وهو المؤسسة الوطنية العسكرية التي طالما وقف أهل عكار الى جانبها وكانوا خزاناً لها'، مضيفاً: 'ولكن من الواضح أن ثمة مندسين ومتورطين في هذه العملية يريدون تسخير المؤسسة ورمزيتها لاستيراد أزمة النظام السوري الى لبنان'.
اجتماع السرايا
وكشفت أوساط مطلعة مساء أمس أن مجمل الاتصالات أدت الى توافق عام على ترك التحقيق يأخذ مجراه وخصوصاً في ضوء تعهدات واضحة للتعجيل في التحقيق واتخاذ الاجراءات الحازمة على أساسه.وتشير هذه المعلومات الى أن الاجتماع الأمني الذي انعقد في السرايا مساء أمس تناول ملابسات الحادث والمضاعفات التي أثارها والسبل الممكنة لاحتواء ردود الفعل، علماً أن التقارير عن قطع الطرق بالاطارات المشتعلة في عدد كبير من المناطق كانت ترد تباعاً على المجتمعين.وأوضحت أن رئيس الوزراء نجيب ميقاتي شدد على التزام الاجراءات المسلكية والجزائية التي ستنجم عن التحقيق في شأن من يثبت تورطهم في الحادث. وأبرزت خطورة المناخ الذي أشاعه الحادث عن 'انحياز الجيش'.وتحدث قائد الجيش العماد جان قهوجي معرباً عن أسفه لأن الجيش يدفع ثمن محطات معينة، مشدداً على أن الجيش ليس منحازاً الى أي فئة، ومؤكداً انه لم يتدخل مع التحقيق وانه سيقبل بأي نتيجة يخرج بها القضاء. كما اثيرت في الاجتماع قضية مطالبة أحد المسؤولين الحزبيين (رفعت عيد) بدخول الجيش السوري لبنان. ونقل عن وزير العدل شكيب قرطباوي ضرورة عدم السكوت عن هذا الموضوع وكذلك عدم السكوت عن رفض أي لبناني دخول الجيش اللبناني أي منطقة. ولفتت الأوساط نفسها الى أن المجتمعين تشاوروا في موضوع الاتهامات التي وجهها المندوب السوري لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري الى جهات ومناطق لبنانية والتي وصفت بأنها غير صحيحة إطلاقاً.وسجل تطور أمني ليلاً باطلاق نار في محيط جامعة بيروت العربية خلف كلية الهندسة، تطور الى اشتباك بين تنظيمين محليين وتدخل الجيش وأعاد الهدوء الى المنطقة. وأفادت معلومات أن ستة أشخاص اصيبوا بجروح ونقلوا الى مستشفى المقاصد.وأعلن 'تيار المستقبل' مشاركته في الاضراب العام الذي دعت اليه دار الفتوى اليوم، فيما دعت 'القوى السياسية والاسلامية لمدينة طرابلس' بعد اجتماعها في منزل النائب محمد كبارة مجلس الوزراء الى احالة 'جريمة اغتيال' الشيخ عبد الواحد على المجلس العدلي 'والاسراع في محاسبة الأمنيين المرتكبين'.يشار في هذا السياق الى ان وزير التربية حسان دياب نفى مساء إصدار أي بيان يدعو الى اقفال المدارس والجامعات اليوم.
- صحيفة 'صدى البلد':
ميسم رزق
حلبا تُشعل الشمال مجدداً.. مصادر وزارية لـ'البلد': تفاقم الوضع سيطيح الحكومة...(للقراءة).
- 'السفير':
أحداث عكار تنعكس اشتباكاً في الطريق الجديدة: 8 جرحى من 'المستقبل' والبرجاوي محاصر في مكتبه
حتى ساعة متأخرة من ليل أمس، شهدت مختلف المناطق اللبنانية، وخاصة العاصمة بيروت، أعمال قطع للطرق بالإطارات المشتعلة والعوائق الحديدية والحجارة، احتجاجاً على مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه. وبرز تطور أمني لافت للنظر في العاصمة، تمثل باشتباك ليلي بين محازبين ينتمون الى رئيس &laqascii117o;حزب التيار العربي" شاكر برجاوي وآخرين ينتمون الى &laqascii117o;تيار المستقبل" استخدمت فيه الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، بالقرب من مركز البرجاوي في محلة الفاكهاني قرب كلية الهندسة التابعة للجامعة العربية في بيروت. وفيما نفى برجاوي أية علاقة بين الحادثة وقضية مقتل الشيخ عبد الواحد في عكار، اتهم &laqascii117o;تيار المستقبل" بالهجوم على مركزه واستهدافه، مناشداً من حاصروا مكتبه إفساح المجال أمام دخول القوى الأمنية والعسكرية لتسليمها المكتب وإفساح المجال أمامه وأمام باقي عناصره للمغادرة. ولوحظ أن الجيش وقوى الأمن كثفا حضورهما عند مداخل منطقة الاشتباك. وناشد القاطنون في المبنى نفسه الذي يقع فيه مكتب البرجاوي، القوى الأمنية أن تفرض هدنة لتأمين خروجهم الآمن من البناية نفسها. واتهم مسؤول محلي في &laqascii117o;تيار المستقبل" محازبي البرجاوي بإطلاق النار عشوائياً على عدد من الشبان الذين تجمهروا في المنطقة تضامناً مع أبناء عكار. وأفاد المسؤول نفسه أن ثمانية على الأقل من عناصر &laqascii117o;المستقبل" سقطوا جرحى وأن عنصراً عسكرياً نقل الى أحد مستشفيات العاصمة مصاباً بجروح في منطقة الطريق الجديدة. وأكد المسؤول في &laqascii117o;المستقبل" أن من يطلقون النار على مكتب البرجاوي هم عدد من أهالي المنطقة الغاضبين ولا ينتمون الى &laqascii117o;المستقبل". وحتى الساعة الواحدة فجراً كان الاشتباك ما يزال مستمراً في الطريق الجديدة في العاصمة في ظل إجراءات أمنية مشددة فرضها الجيش وقوى الأمن وخاصة في مداخل العاصمة وبعض &laqascii117o;النقاط الحساسة". وجاءت أول ردة فعل خارج عكار في مدينة طرابلس حيث تم قطع عدد من الطرق، في أحياء القبة والتبانة صعوداً الى مدخل الضنية بلدة كفرحبو، وكذلك بلدة سير. كما قطعت طريق الملولة بطرابلس، بالتزامن مع إقفال المعتصمين في ساحة عبد الحميد كرامي (النور) للطريق، في حين عمد شبان الى قطع طريق بيروت الدولية لجهة بلدة القلمون. كما أقفلت قرابة منتصف الليل طريق برالياس ـ المصنع الدولية بالإطارات المشتعلة على الخطين قبل أن يبادر الجيش الى فتحها في ساعة متأخرة ليلاً. وكانت قطعت مساء مختلف الطرق المؤدية الى البقاع الغربي، في المرج وقب الياس وطريق شتــورا ـ جديــتا الدولية. وقطع اوتوســتراد خلـــدة عند منطقة الناعمة وعملت عناصر الجيش وقوى الأمن الداخلي على فتـــح الطرق. وفي بيروت، واعتباراً من التاسعة من ليل أمس، قام عدد من المواطنين الغاضبين وبينهم ملثمون (في فردان) بقطع عدد من الطرق وأبرزها المدينة الرياضية، البربير ـ البسطة، كورنيش المزرعة، الطريق الجديدة، قصقص وفردان قرب سيار الدرك. وردد المحتجون في شوارع العاصمة شعارات التكبير وقاموا بحرق الإطارات، قبل أن تتدخل دوريات الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي وتعمل مع فوج الإطفاء في العاصمة على إخماد الحرائق وإزالة العوائق من الطرق وفتحها كلها قبيل منتصف الليل.
- 'السفير':
نجلة حمود
نواب عكار يطالبون بتحقيق برلماني وينتقدون تصرفات بعض الضباط
عكار: مقتل عبد الواحد ومرافقه يترجم غضبا في الشوارع
واجهت عكار، أمس امتحانا صعبا في محاولة ضبط الشارع وعدم الانجرار الى الفلتان الأمني والمواجهات على غرار ما حصل في مدينة طرابلس، وذلك على خلفية مقتل إمام مسجد البيرة الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه محمد مرعب عند حاجز للجيش اللبناني في بلدة الكويخات، أثناء توجهه الى ساحة حلبا للمشاركة في اعتصام 'لجنة ضحايا 7 أيار' التابعة للنائب في 'كتلة المستقبل' خالد الضاهر، بالتزامن مع احتفال للحزب 'القومي' بذكرى مجزرة حلبا.وأشارت رواية أحد مرافقي عبد الواحد، الى أن الضابط المسؤول عن الحاجز طلب من الشيخ النزول من السيارة، الا أنه رفض ذلك، فقام السائق بالنزول للحديث مع الضابط، في حين عمد الشيخ عبد الواحد الى الصعود في السيارة وأبلغ الضابط أنه لن يذهب الى الاعتصام وسيعود أدراجه الى بلدته البيرة، ولدى محاولته قيادة السيارة بادر عناصر الجيش الى إطلاق النار بغزارة باتجاه السيارة فقتل عبد الواحد مع مرافقه محمد مرعب فورا، كما أكد المرافق أن عناصر من الجيش اللبناني وهم من أبناء المنطقة قاموا بالدفاع عنه وحمايته من النيران. في المقابل، أصدرت قيادة الجيش ـ مديرية التوجيه بيانا أعربت فيه عن أسفها للحادث المؤسف الذي وقع بالقرب من حاجز تابع للجيش في بلدة الكويخات عكار، وأدى الى إصابة كل من الشيخ احمد عبد الواحد ومرافقه بطلقات نارية، ثم ما لبثا ان فارقا الحياة متأثرين بجراحهما. وتابع البيان إن قيادة الجيش، 'اذ تعبّر عن أسفها الشديد لسقوط الضحيتين، وتتوجه بأحر مشاعر التضامن والتعازي الى ذويهما، تشير الى انها بادرت على الفور الى تشكيل لجنة تحقيق من كبار ضباط الشرطة العسكرية، وبإشراف القضاء المختص.وبالفعل فقد شكّلت قيادة الجيش اللبناني لجنة تحقيق عسكرية، وسارع مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية القاضي صقر صقر الى زيارة مكان الحادث في الكويخات، وكشف على مكان الحادث، واطلع على الأدلة المتوافرة، كما باشر التحقيق مع ضباط وعناصر حاجز الجيش للوقوف على ظروف الحادث وملابساته وإجراء المقتضى القانوني'. كما عاين صقر مع عدد من الأطباء الشرعيين جثة عبد الواحد ومرعب في مستشفى رحال، فيما كشفت الأدلة الجنائية على السيارة ورفعت البصمات عنها. ومن ثم تابع تحقيقاته مع ضباط وعناصر الحاجز في قيادة منطقة الشمال، فيما عملت القوى الأمنية ليلا على رفع سيارة الشيخ عبد الواحد من مكان الحادث، لاستكمال كل عناصر التحقيق.ومع وصول خبر مقتل عبد الواحد ومرعب الى ساحة حلبا حيث مكان الاعتصام بدأت الأمور تأخذ منحى دراماتيكيا ـ تصعيديا تجلى بنزول عدد كبير من أبناء عكار الى الشارع وسط حالة من الغضب الشديد، وقطعوا كل الطرقات الرئيسية في وقت كان فيه احتفال 'القومي' قد انتهى وغادر القوميون ساحة حلبا على الفور تخوفا من تداعيات الحادثة.وسادت حالة هرج ومرج شعبية في كل بلدات وقرى عكار، وسارع النائبان خالد الضاهر ومعين المرعبي الى متابعة الحادثة وقاما مع نواب المنطقة بزيارة منزل الشيخ عبد الواحد في بلدة البيرة وقدموا واجب العزاء لعائلته وسط حالة من الغضب الشديد، ومطالبات بانسحاب الجيش اللبناني من عكار، ودخول قوى الأمن الداخلي بدلا عنه للحفاظ على الأمن، فضلا عن إطلاق الهتافات ضد الحكومة وضد النظام السوري والجيش اللبناني. هذا الاحتقان أدى الى خروج الأمور عن السيطرة، خصوصا بعد اتخاذ قيادة الجيش قرارا بسحب وحدات الجيش من حلبا والمناطق المجاورة لها وصولا الى البيرة، حيث عمد المواطنون الى قطع طريق عام حلبا عند مدخل المدينة، ومفترق الشيخ محمد وكوشا، والكويخات، كما سجل استنفار في بلدة البيرة وظهور بعض العناصر المسلحة.وامتد مسلسل قطع الطرقات ليشمل المنطقة الساحلية عند بلدة العبدة، والحاكور وعرقة، وصولا الى البلدات الحدودية المختلطة طائفيا حيث عمدت مجموعة من الشبان الى قطع طريق القليعات، العبودية والعريضة، الحيصة. الأمر الذي رفع من منسوب الخوف لدى العكاريين من حدوث اشتباكات بين الطرفين.وعند الساعة الثامنة من مساء أمس، بدأت الحركة تعود تدريجيا الى طبيعتها بعدما جرى فتح غالبية الطرقات جزئيا أمام السيارات، حيث جرى إزالة قسم من البراميل في ساحة حلبا وتم تسهيل مرور السيارات والمارة كما عاودت الفانات وسيارات التاكسي الى نقل الركاب.وتوالت الاجتماعات في مدينة حلبا حيث عقد نواب عكار اجتماعا في بلدية حلبا، ثم أعقبوه باجتماع آخر بحضور المفتي الشيخ أسامة الرفاعي، وفاعليات دينية واجتماعية، ومنسقي تيار 'المستقبل'.واستنكرت كتلة نواب عكار في بيان تلاه النائب خالد الضاهر بشدة جريمة استهداف الشيخين، واعتبرت ذلك عملا متعمدا بحق شيخين مشهود لهما بمواقفهما الوطنية واحترامهما لمؤسسات الدولة وعلى رأسها مؤسسة الجيش اللبناني، وطالبت الكتلة باتخاذ الاجراءات الفورية والصارمة بحق الضباط والعناصر الذين ارتكبوا هذه الجريمة النكراء، وصولا الى توقيفهم واحالتهم الى القضاء المختص، لانزال اشد العقوبات بهم، لأن المسؤولية لا تقع فقط على من قام بارتكاب هذه الجريمة بل على من اعطى الاوامر والتوجيهات، فضلا عن المسؤولية المعنوية التي تقع على عاتق الحكومة اللبنانية ورئيسها وعلى قائد الجيش اللبناني، لا سيما في ظل تصرفات بعض الضباط المنحازة لفريق ضد الاخر، بالرغم من المراجعات المتكررة من نواب عكار لقائد الجيش فيما خص تجاوزاتهم من دون الوصول الى اية نتيجة. وطالبت الكتلة بفتح تحقيق فوري بهذه الجريمة يتولاه قاض، لأن اي تحقيق يجريه عناصر الجيش اللبناني وضباطه مرفوض وغير موثوق به ومخالف لمبدأ الحياد، إذ لا يجوز لمن هو متهم بجريمة ما ان يحقق بها، كما قررت الكتلة ان تتقدم الى الهيئة العامة لمجلس النواب بانشاء لجنة تحقيق برلمانية، وناشدت الكتلة اهالي عكار إعادة فتح الطرقات لأننا متمسكون بتسهيل امور المواطنين.في حين حذّر المفتي الرفاعي أي كان في عكار من التعرض لعناصر الجيش اللبناني لأنهم أهلنا وإخوتنا'.كما عقد علماء ومشايخ عكار اجتماعا في دائرة الأوقاف الاسلامية في عكار وأصدروا بيانا استنكروا فيه استشهاد الشيخ محمد عبد الواحد ومحمد مرعب، اللذين استشهدا على يد من يفترض بهم أنهم يحافظون على أرواح المواطنين، مؤكدين 'أن هذه الجريمة تنذر بشؤم عظيم'.وحذر المجتمعون من وجود بعض ضباط وعناصر مرتهنة داخل المؤسسة العسكرية التي تسيء بتصرفاتها الى الجيش، وتحدث أعمالا مشينة تسبب شرخا بين أبناء البلد، كما دعوا الى اضراب عام يوم غد الاثنين على كافة الاراضي اللبنانية'.يذكر أن 'لجنة ضحايا 7 ايار' التابعة للنائب الضاهر نفّذت اعتصاما أمام المسجد الكبير في حلبا بمشاركة النائب معين المرعبي والأهالي، وخلال الاعتصام وصل نبأ مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد ومرافقه ما أدى الى توقف الاعتصام والانتقال الى الاحتجاج في الشارع مباشرة.
- 'الأخبار':
نادر فوز
خطّة 'الحسم': رمزٌ وثلاثة قادة
السلفيون والإسلاميون يُحكمون قبضتهم على أحياء طرابلس، والجيش يكتفي بالتفرّج. مطلع الأسبوع الماضي، كانت آليات للجيش تمرّ على جسر أبو سمرا، حيث أقام مسلّحون حاجزاً أمنياً. تمرّ بأفراد الحاجز وتكمل طريقها وكأنّ الحاجز تابع لجهاز في الدولة. يوقف الجيش مجموعة مسلّحين بلحى كثّة وعباءات طويلة وأسلحة رشاشة. بعد ساعتين يطلق سراح المجموعة.مشايخ سلفيون يؤكدون هذه الوقائع، ويشددون على أنّ الجيش وعناصره (والكلام كان قبل مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد أمس) &laqascii117o;ليسوا أعداءً". هذا هو واقع الأرض في طرابلس. واقع ينظر إليه السلفيون على أنه &laqascii117o;الحد الأدنى" المفترض أن تكون عليه الأمور. ما يصبون إليه، بحسب بعض المحيطين بمشايخ السلفيين، هو ضمان السيطرة على المدينة، &laqascii117o;للحد من مظلومية أهل السنّة"، لكن، أيضاً، لما تعنيه طرابلس جغرافياً لـ&laqascii117o;الثورة السورية": الحديقة الخلفية للحراك السوري، ولحمص تحديداً.المعادلة باتت واضحة: أمن طرابلس من أمن حمص والعكس صحيح. إنها المدينة الأهم بالنسبة إلى &laqascii117o;الثوار" في حمص، التي تمدّهم بالسلاح والعتاد وربما بالمقاتلين. هذا ما لا يقوله السلفيون والإسلاميون علناً، لكنه ما يمكن تلمّسه في مجالسهم ونقاشات العارفين بشؤونهم.مشروع &laqascii117o;الضاحية الشمالية" يخفي وراءه الكثير من الأفكار التي تعجّ بها مجالس السلفيين وغيرهم في المدينة: طرابلس منطقة عازلة لتحرّك &laqascii117o;الجيش السوري الحرّ".المشروع يتطلّب الكثير من العمل. أولاً ينبغي التفكير في كيفية إلغاء أيّ صوت معترض على مشروعهم. بمعنى آخر: تطهير المدينة من أي وجود معادٍ، حتى من أطراف مسلحة تأخذ موقف الحياد. أي إنّ التطهير لن يقتصر فقط على &laqascii117o;الأطراف السنية المتحالفة مع حزب الله، بل سيجرف معه أيضاً كل مجموعات الشوارع التي يقودها مشايخ الشباب".إنه شعار &laqascii117o;الحسم" الذي تحدث عنه أحد المشايخ السلفيين، قبل أيام، بالدعوة الى &laqascii117o;فقء الدمّلة"، بما يسهّل مشروع &laqascii117o;الضاحية الشمالية" ومن ثم &laqascii117o;المنطقة العازلة".القوى السلفية، التي لا تمثّل سوى 5 إلى 7 في المئة من المجتمع الطرابلسي، بحسب مسؤولي تيار المستقبل، تبحث عن الحسم. الخطوط العريضة لسيناريو التنفيذ باتت واضحة، وتتطلّب أولاً &laqascii117o;توحيد القرار السلفي".من يتابع المشهد السلفي في طرابلس يدرك أنّ هذه القوى تمهّد، منذ أسابيع، لحركة ما تنطلق منها لتنفيذ مشروعها. هذا التمهيد نص بالدرجة الأولى على تقديم شخصية قيادية حاضنة، قوية ومؤثرة، تمثّل رمزاً للقوى السلفية، ويمكنها استقطاب أهالي المدينة. من أفضل من الشيخ سالم الرافعي رمزاً الحركة السلفية؟ خطبه نهار الجمعة باتت تلقى تأييداً واسعاً وتطوّراً واضحاً، ويزداد عدد التابعين نتيجة إتقان الرجل فن المخاطبة، إضافة إلى تمتّعه بكاريزما تميّزه عن غيره من &laqascii117o;أصحاب الهمروجة" الذين لا تعلق عباراتهم في أذهان الحاضرين.الشيخ الرافعي، رمز التحرّك، مهمّته متابعة الأحداث والنقاشات وإدارتها مع المعنيين بالشأن السلفي. هو الواجهة السياسية التي لن يتمكّن أحد من اتّهامها بالتخريب، وهو بدأ &laqascii117o;يملأ هذا المكان، إذ يترأس اجتماعات المشايخ ولقاءاتهم".على الأرض، ثمة مجموعة أخرى من القياديين غير العلنيين والظاهرين في الاجتماعات وفي الإعلام. يمثل هؤلاء القيادة الميدانية التي &laqascii117o;ستعمل على تنفيذ المشروع". وهي، بحسب المعلومات المتوافرة، تضمّ ثلاثة رؤوس أمنية متمكّنة أمنياً، هم:
ــــ أولاً، القيادي العلني في تيار المستقبل، عميد حمود، الذي يتبرّأ في كل لحظة من أي عمل ميداني، فيما يشير العارفون إلى ضلوعه وضلوع أحد أقاربه في توزيع &laqascii117o;حاجيات القتال" على عدد من محاور باب التبانة.
ــــ ثانياً، ضابط كبير في &laqascii117o;الجيش السوري الحرّ"، يؤكد السلفيون ومعارضوهم، وجوده في طرابلس، مع العلم أنّ مجموعات من &laqascii117o;الجيش الحرّ" تنتشر على نحو شبه علني في أحياء في باب التبانة، وقد شاركت في إشعال الجبهة مع جبل محسن.
ــــ ثالثاً، الرجل الأهم أبو ياسر السوري، الرجل الأقدر على التنظيم بين السلفيين في مدينة طرابلس. وهو سوري الأصل ومجنّس يحمل الهوية اللبنانية. يقول عارفوه إنّ خبراته &laqascii117o;الكبيرة" تجعل منه &laqascii117o;أخطر منظمي المجموعات المسلحة في لبنان". شارك مع الإخوان المسلمين حربهم ضد النظام السوري في حماه عام 1981، ثم لجأ إلى طرابلس حيث وجد في حركة التوحيد ملاذاً يمكنه متابعة نشاطه من خلاله. بعد خسارة التوحيد طرابلس وتمدّد اليد السورية فيها، غادر المدينة الى مخيّم عين الحلوة ثم إلى خارج لبنان، ثم عاد إثر خروج الجيش السوري في نيسان 2005. وهو يعمل اليوم على تأمين المساعدات للنازحين السوريين، ويدير مكتباً للخدمات الاجتماعية، باسم &laqascii117o;جمعية البشائر".تحت قيادة هذا الثلاثي القوي المتمكّن من ضبط الميدان، تتردّد في المجالس السلفية أسماء عدة تتميّز أيضاً بقدرات أمنية قوية مثل حسام الصباغ، الذي تولى تنسيق المجموعات التي كان ينبغي أن تناصر &laqascii117o;فتح الإسلام".بعد إتقان الرمز والقيادة الثلاثية الميدانية لمهمّاتها، المشروع بحاجة إلى &laqascii117o;عوامله التجييشية"، بحسب ما يقول المتابعون. هذا التجييش سينجح بفعل استمرار الاعتصام وسط ساحة النور، الذي يتردّد إليه معظم المشايخ لحشد الشبان وتوجيههم، لكن يمكن التجييش أن يرتقي إلى أعلى مستوياته بفعل أحداث مستجدة مثل قتل الجيش الشيخ أحمد عبد الواحد.ويبقى العمل الميداني الأساسي الذي سبق أن أجريت بروفا له في طرابلس، وهو قطع أوصال المدينة. فالمجموعات المسلّحة، وخلال الاشتباكات الأخيرة، نجحت في تقسيم طرابلس إلى أربعة مربعات انطلاقاً من ساحة النور. ونجحت هذه البروفا خلال ساعة ونصف ساعة سيطر خلالها المسلحون على الأرض على نحو كامل، &laqascii117o;من دون أيّ تدخّل للجيش".يذهب متابعو تفاصيل الأوضاع الطرابلسية إلى القول إنّ &laqascii117o;المدينة مرتبطة بالثورة السورية"، يضيفون: &laqascii117o;مرتبطة بكل منفذ يمكن الثوار السوريين الاستفادة منه لاستكمال قتالهم النظام". ليست هذه الخلاصة وليدة الملاحظات الجغرافية التي سجّلها المتابعون فقط، أو نتيجة تتبّعهم الاتصالات القائمة بين المعارضين السوريين في البقاع والشمال اللبناني والداخل السوري.طرابلس نقطة محورية لدعم المقاتلين في سوريا عبر الحدود الشمالية والبقاعية، ويشير المتابعون إلى أنّ مؤشرات أمنية وقضائية تؤكد ترابط مجموعة من الأحداث: التحقيق مع المواطن الأردني الموقوف، عبد الملك عبد السلام، ومن ثم توقيف شادي المولوي، مع تسلّم لبنان من سوريا لبنانيين وسورياً ضالعين في خطف الأستونيين السبعة في 23 آذار 2011. يقول أصحاب هذه الرواية إنّ &laqascii117o;عملية خطف الأستونيين، استخدم مالها من قبل تنظيم جهادي، أو تنظيم القاعدة تحديداً، لتمهيد الأرضية لعدد من مجموعات الثورة في سوريا". يضيفون إنّ لهذه الأحداث الثلاثة مرجعاً قطرياً &laqascii117o;ينشط أيضاً على صعيد دعم المجموعات السلفية في طرابلس وعناصر الجيش السوري الحرّ الموجودين فيها".
- 'السفير':
غسان ريفي
طرابلس: توافق سياسي على أمنها.. وقلق من فلتان الشمال
سيطر القلق على أبناء طرابلس طيلة يوم أمس، خوفا من أن يؤدي الاحتقان في عكار إثر مقتل الشيخ أحمد عبد الواحد في الكويخات في عكار الى عودة اهتزاز الأمن في المدينة. وبدا واضحاً حتى ليل أمس، أن التوافق السياسي على فرض الأمن والتدابير التي يتخذها الجيش اللبناني وقوى الأمن الداخلي في المناطق الساخنة وضمن شوارع المدينة، لا يزال ساري المفعول بالرغم من الاحتجاجات التي شهدتها المدينة على مقتل عبد الواحد بقطع عدد من الطرقات أبرزها ساحة عبد الحميد كرامي. وشهدت طرابلس على مدى اليومين الماضيين تحركات إيجابية على أربعة محاور لجهة: الاتصالات السياسية التي تولاها الرئيس نجيب ميقاتي مع قيادات المدينة السياسية والعسكرية بهدف تثبيت التهدئة، التدابير الصارمة التي اتخذها الجيش اللبناني بين التبانة وجبل محسن وترجمت بإزالة الدشم والمتاريس، تحرك الجمعيات الأهلية وهيئات المجتمع المدني لإيجاد شبكة أمان إضافية للمدينة، إضافة الى إقامة &laqascii117o;نصف ماراتون طرابلس الدولي" الذي نجح لساعات قليلة في إعادة الحياة الى المدينة. وبالرغم من الهدوء الحذر، فإن الخوف لا يزال ملازما لأبناء المدينة الذين يشعرون ان ما حصل في عكار يهدف الى إشاعة أجواء من الفوضى على طول الخط الممـــتد من طرابلس الى عكار وصولا الى الحدود السورية. هذا الواقع رفع من منسوب الخوف لدى الطرابلسيين من حصول فلتان أمني عام في انحاء الشمال كافة، خصوصا في ظل خروج السيطرة السياسية عن الشارع كما ظهر خلال الأيام الماضية، ومحاولات إضعاف دور الجيش اللبناني من خلال ما جرى في عكار، ما سيجعل الشارع متفلتا من عقاله وخارج أي سيطرة سياسية أو أمنية. وكان الرئيس نجيب ميقاتي عقد اجتماعاً في دارته في طرابلس شارك فيه الوزراء: محمد الصفدي، احمد كرامي وفيصل كرامي، النائب محمد كبارة ورئيس فرع الشمال في مخابرات الجيش اللبناني العميد عامر الحسن وقائد سرية طرابلس في قوى الأمن الداخلي العميد بسام الايوبي. وتوافق المجتمعون على &laqascii117o;ضرورة التشدد في الاجراءات الأمنية في مناطق القبة والتبانة وجبل محسن، ومعالجة الثغرات لمنع حصول خروقات أمنية، وذلك من خلال استمرار العمل على منع الظهور المسلح وازالة كل مظاهر التوتر في كل المناطق من اجل عودة الحياة الى طبيعتها". وشدد المجتمعون &laqascii117o;على أن الجيش وقوى الامن الداخلي لديهما تعليمات واضحة لضبط الوضع الامني وتعزيز الانتشار من اجل توفير المناخ الذي يترك اثره ايجاباً في المدينة". من جهته، تابع وزير المالية محمد الصفدي اتصالاته بالقيادات السياسية والهيئات الشعبية في طرابلس، واستقبل عددا من المشايخ وأئمة المساجد، وقال &laqascii117o;إن طرابلس هي أكثر المناطق اللبنانية تمسكاً بالشرعية ومشروعها هو مشروع الدولة الواحدة التي لا تميز بين أبنائها لا في الأمن ولا في الاقتصاد ولا في العدالة". وقال: صحيح أن الامن لا يكون بالتراضي، ولكن بسط الأمن يحتاج إلى مناخ من التوافق بين السياسيين ليتمكن الجيش من تنفيذ مهماته. وندد بالتصريحات التي تصوّر طرابلس ممراً أو مقراً لتنظيم &laqascii117o;القاعدة"، ووصفها بأنها نوع من التحريض لإثارة البلبلة في المدينة، وأبدى تأييده لأي دعوة حوارٍ بين اللبنانيين على أن يجري الإعداد لجدول أعمالها بشكل جيد. وعقد تجمع &laqascii117o;أمان" للقوى المدنية والأهلية، وبلدية طرابلس والاتحاد العمالي وأصحاب العمل وجمعية التجار في طرابلس وفاعليات المدينة، اجتماعا في مركز رشيد كرامي الثقافي البلدي، وناشدوا القيادات السياسية والحزبية &laqascii117o;اتخاذ مواقف صريحة وجريئة لإنقاذ المدينة مما يجري من محاولة زرع الفتنة ونشر الفساد والفوضى والتفلت". وكان عقد ليلاً اجتماع في منزل النائب محمد كبارة بمشاركة قيادات سياسية وإسلامية وتم التداول في أوضاع طرابلس، وتقرر إعادة فتح الطرقات في المدينة التي عادت الحركة فيها طبيعية بعد الساعة العاشرة ليلا
- 'الأخبار':
توتر الشمال ينفجر عسكرياً في بيروت
بدت البلاد أمس في حالة حرب، أو هي أقرب إلى ما عاشته بصورة متكررة منذ عام 2005. قُتل الشيخان أحمد عبد الواحد وخالد مرعب على حاجز للجيش في عكار، فقطعت الطرقات في أرجاء لبنان، قبل أن ينفجر التوتر عسكرياً في قلب بيروت، وفي الطريق الجديدة تحديداً. فبعدما باشر أنصار تيار المستقبل قطع الطرقات في العاصمة (كورنيش المزرعة وفردان والمدينة الرياضية)، أطلق أحدهم النار نحو دورية للجيش قرب المدينة الرياضية، قبل أن يندلع اشتباك مسلح بين مناصري حزب التيار العربي، الذي يقوده شاكر البرجاوي، ومناصري المستقبل الذين حاولوا اقتحام مركز الحزب.واستمرت تلك الاشتباكات حتى ما بعد منتصف الليل، وسط حشد المستقبل لمناصريه بهدف إحكام السيطرة على المكتب. كذلك انتشر عدد من مناصري المستقبل على أسطح بعض الأبنية في كورنيش المزرعة، تحسباً لتوسع رقعة الاشتباكات. واستخدمت في المعارك الأسلحة الرشاشة والقذائف الصاروخية، ما أدى إلى سقوط نحو 10 جرحى، بينهم عسكري من الجيش.ميدانياً، بدت الدولة فاقدة لأي سلطة على الأراضي اللبنانية. وفي الحد الأدنى، مرتبكة، كما وزير التربية حسان دياب الذي جرى تداول بيان صادر عنه بإقفال المؤسسات التعليمية اليوم، قبل أن يصدر بيان ينفي البيان الأول.أما تيار المستقبل، فظهر بلا قدرة على ضبط جمهوره، فلجأ إلى تحميل &laqascii117o;مندسين" و&laqascii117o;الغوغاء" مسؤولية قطع الطرقات. وفيما أكد الرئيسان سعد الحريري وفؤاد السنيورة، اللذان أدانا قتل الشيخين، ضرورة الحفاظ على الجيش، خرجت دعوات من نائبيهما في الشمال، خالد ضاهر ومعين المرعبي، لطرد الجيش من عكار، قبل أن يخرج رجال دين شماليون مهددين بإنشاء &laqascii117o;الجيش اللبناني الحر"، أسوة بـ&laqascii117o;الجيش السوري الحر".بدأ التوتر أمس في عكار، وتحديداً في بلدة الكويخات، عندما أطلق عناصر الجيش المتمركزون عند حاجز البلدة النار نحو موكب متوجه للمشاركة في مهرجان دعا إليه النائب خالد ضاهر في حلبا، ما أدى إلى مقتل عبد الواحد ومرعب. الجيش برر الأمر بأن الموكب لم يمتثل لأوامر الحاجز بالتوقف، بعد ملاحظة وجود أسلحة فيه، وأن من كانوا في داخله بادروا إلى إطلاق النار على العسكريين، ما أدى إلى إصابة جندي بجروح. في المقابل، نفى أحد مرافقي الشيخين رواية الجيش، مؤكداً أن الضابط المسؤول عن الحاجز أراد إذلال الشيخ، وإجباره على الترجل من السيارة، فقرر الموكب أن يعود أدراجه وعدم إكمال الطريق نحو حلبا، فأطلق عليه عناصر الحاجز النار، وأردوا الشيخين.وما هي إلا دقائق حتى صارت الأخبار التي أعقبت الحادثة، بما تحمله من تأويلات، مجرد تفصيل بالنسبة إلى ما جرّته من تداعيات، بدأت بقطع الطريق في البيرة، بلدة القتيلين، وامتدت إلى قطع طرقات عكار كلها، وتجاوزتها لتشمل طرابلس والضنية، قبل أن تحط في البقاع وبيروت وطريق الجنوب.سياسياً، بلغ بعض التصريحات مداه الأبعد على لسان النائب خالد ضاهر الذي كان ينتظر وصول الشيخ عبد الواحد ليزخم الاعتصام. وفور تلقيه الخبر، أعلن خالد ضاهر أنه &laqascii117o;لا نريد أن نرى جيشاً أو مجوقلاً على حواجزنا" وأن الضابط الذي أعطى الأوامر &laqascii117o;محسوب على العونيين وعلى حزب الله"، داعياً &laqascii117o;أولادنا إلى أن يقعدوا في بيوتهم ولا داعي للدفاع عن نظام حزب الله".أما النائب هادي حبيش، الذي أدان بدوره تصرف الجيش، فصرح رداً على &laqascii117o;الدعوة إلى طرد الجيش من عكار" بقوله &laqascii117o;لم يدعُ أحد إلى طرد الجيش اللبناني من عكار" والكلام الذي قيل &laqascii117o;فورة دم كتير كبيرة".وعصراً، صدر بيان عقب اجتماع عقدته كتلة نواب عكار في بلدية حلبا، بحضور مفتي عكار السابق بالوكالة الشيخ أسامة الرفاعي والأمين العام للمجلس الشرعي الإسلامي الأعلى الشيخ خلدون عريمط، تكررت فيه الكثير من المواقف التي صدرت طوال النهار، مع ميل نحو دعوة الناس إلى ا