الثورات العربية ترفع من شأن 'صحافة الموطن'
- صحيفة 'السفير'
محمد موسى
لا يبدو موقع &laqascii117o;باميبوزير" (www.bambascii117ser.com) مختلفاً كثيراً عن موقع الفيديو الأشهر في العالم &laqascii117o;يوتيوب". فالأول يقدم ايضاً مقاطع فيديو قام بتصويرها هواة حول العالم. لكن بالتعمق في أقسام وخصائص &laqascii117o;باميبوزير"، تتكشف الفروق التي تجعل الموقع السويدي الأصل، ينتمي الى مواقع الصحافة والتحقيقات أكثر منه الى مواقع الترفيه أو الفيديو، وهو السبب الذي جعل حكومات عربية في مصر، سوريا، البحرين، تقوم بحجب هذا الموقع، بعد أيام من انطلاق الثورات هناك.
أما الموقع الاسكندنافي &laqascii117o;يوتيوب" (تتوزع مكاتبه الرئيسية بين السويد وفلندا) والذي انطلق في العام 2007، فيوفر وبتقنيات مسبطة، إمكانيات لنقل بث حي من مواقع الأحداث، عن طريق الهواتف المحمولة وكاميرات الكمبيوتر (webcam)، لتنشر على صفحات الموقع. كما يمكن نشر الأفلام نفسها على الصفحات الخاصة في مواقع التواصل الاجتماعي، مثل &laqascii117o;فايسبوك"، و&laqascii117o;تويتر". كما أن الموقع يبقي هذه الأفلام بعد انتهاء زمن بثها، لتتحوّل الى أفلام فيديو يمكن مشاهدتها في أوقات لاحقة.
وليس من المعروف كيف بدأت قصة موقع &laqascii117o;باميبوزير" مع الثورات العربية، من سبق الآخر. هي أحجية تشبه قليلا &laqascii117o;قصة البيضة والدجاجة". فهل اهتمام العرب بتحميل أفلامهم التي صوروها من مدنهم الملتهبة على الموقع، جعل إدارته تولي اهتماماً مضاعفاً بما يجري في الشرق الأوسط، الى الحد الذي دفعها لتخصيص قسم خاص للمنطقة؟ أم أن الشباب الإسكندنافي الذي يدير الموقع، &laqascii117o;استشرف" المستقبل وآمن بتلك الثورات، وسهل عمل المدونين هناك؟
لا تهم الإجابة كثيراً، فالموقع السويدي استفاد كثيراً من شعبية الأفلام الشرق أوسطية التي نشرت على صفحاته، الى الحد الذي جذب وكالات أنباء عريقة مثل &laqascii117o;أسوشيتد برس" لتعقد اتفاقيات معه، آخرها كان قبل أيام. وتنص على حرية الوكالة العالمية بأخذ أي فيديو ينشر هناك، لتقوم بتوزيعه على صحف ووسائل إعلام أخرى.
ومن المتوقع أن يدعم الاتفاق الإعلامي الأخير صحافة المواطن، خاصة أن الوكالة تملك آليات خاصة للتدقيق في صحة الأفلام التي تنشر، وهي المشكلة الأكبر التي تواجهها صحافة المواطن حول العالم. حيث ستقوم الوكالة وبالتنسيق مع إدارة الموقع، بالتأكد من زمن المواقع والأمكنة التي صوّرت بها الأفلام. كما ستخضع الأفلام التي يقع عليها الاختيار الى دراسة معمقة، تتضمن طرح أسئلة عديدة ومفصلة على الذين قاموا بتصوير تلك الأفلام.
من جانبها قررت إدارة موقع &laqascii117o;باميبوزير" منح &laqascii117o;صحافة المواطن" المقبلة من الشرق الأوسط حسابات مجانية على الموقع للمستخدمين الدائمين لخدمات الموقع، وهي الحسابات التي تكلف عادة مبالغ شهرية ومخصصة للشركات التجارية للإعلان عن نشاطاتها ومنتجاتها. حيث يمكن الآن تحميل عدد غير محدود من الأفلام، كما أن هذه الأفلام لن تقطعها الإعلانات، كما يحدث مع الحسابات المجانية على الموقع.
وليس &laqascii117o;باميبوزير" وحده الذي يتخصص في تقديم صحافة المواطن للعالم. فهناك أيضاً مواقع مثل &laqascii117o;Demotix" و &laqascii117o;Citizenside"، والتي تتميز باحترافها الكبير. إذ تقوم المواقع الأخيرة بتوفير مواد إخبارية (صور وفيديو) للراغبين من وسائل الإعلام المختلفة، مقابل الحصول على مبالغ يعود بعضها للصحافيين الهواة الذين قدموا تلك المواد.