- صحيفة 'السفير'
محمد كمال

رغم الأوضاع الصعبة التي يعانيها الفلسطينيون في قطاع غزّة، وأزمة انقطاع التيار الكهربائي، إلا أن مجموعة من المتدرّبين على إنتاج الرسوم المتحركة، أصرّوا على إنتاج فيلم كرتوني بعنوان &laqascii117o;خيال الحقل"، الذي يعد الأوّل من نوعه على مستوى فلسطين. سيتمّ إنجاز الفيلم في عيد الأضحى، ويتناول معنى فقدان شيء يتعلق فيه الإنسان لدرجة كبيرة. ويجسّد الفيلم الكرتوني، قصّة طفلة فلسطينية اسمها ريما، توفي والداها في حادث سير، وتركا لها الفزّاعة، أو ما يسمى بـ&laqascii117o;خيال الحقل" الرابض في حقل الذرة مقابل بيت جدتها. تتعلّق ريما بـ&laqascii117o;خيال الحقل"، إذ باتت تعتبره الحامي والمدافع عن الحقل ومن أثر والديها، إلا أن الجنود الإسرائيليين يخطفونه منها، وينصبونه على حدود موقع عسكري بهدف التمويه واستخدامه في أعمال عسكرية.
وتقول نور الخضري مديرة الإنتاج في وحدة &laqascii117o;زيتون" للرسوم المتحركة في غزة، إنّ العمل على الفيلم بدأ من خلال مشروع تطوير بإدارة مركز تمويل المؤسسات الأهلية وتمويل من البنك الدولي. إذ تمّ الإعلان عن دورة تدريبية في إنتاج الرسوم المتحركة لتدريب الخريجين والخريجات الفلسطينيات من كافة التخصصات، وبعد نهاية التدريب تمّ اختيار أفضل المتدربين وتوظيفهم في الوحدة لإنتاج الفيلم. وأشارت الخضري في حديثها مع &laqascii117o;السفير" إلى أن الهدف الرئيسي من الفيلم، هو التأسيس لصناعة وإحياء السينما الفلسطينية، وفتح باب دعم الاقتصاد الفلسطيني بشكل ذاتي، مشيرة إلى أن الكثير من الدول أصبح اقتصادها قائم على السينما.
وبينت الخضري مراحل إنتاج الفيلم التي تمت في ظروف صعبة، مشيرة إلى أنها تمثلت في الفكرة والسيناريو والـStory Board، وتسجيل الأصوات ونمذجة البيئات والشخصيات ومرحلة الإكساء وتحريك المشاهد، وعملية الـRender والمونتاج النهائي والموسيقى التصويرية. ولفتت مديرة الإنتاج إلى أن من أبرز الصعوبات التي يواجهونها هي عدم اقتناع الممولين بأن يضعوا مبالغ تستحقها هذه المشاريع. موضحة أن التمويل الذي أتى للوحدة، كان كافياً لإنتاج فيلم لمدة خمسة دقائق فقط.
وفي سياق متصل أشار محمود العف مدرب الطاقم والمشرف العام عليه، أن الفريق تمكّن خلال فترة التدريب من إنتاج ما لا يقل عن عشرة أفلام تجريبية، وهذا يعتبر إنجازاً. في المقابل قال خليل المزّين كاتب السيناريو والمخرج، إنّ الفيلم ثلاثي الأبعاد، على الرغم من الظروف الصعبة التي يعيشها قطاع غزة وقلة الإمكانيات. لافتاً إلى أنّ عملاً مثل &laqascii117o;خيال الحقل" لا يمكن أن يتمّ إنجازه في فترة ستة أشهر، معتبراً أنّه سيكون خطوةً مهمّة لصناعة أفلام التحريك داخل القطاع في المستقبل. ويقول المزّين في حديثه لـ&laqascii117o;السفير" أن فكرة الفيلم تلاحقه منذ كان في الصفوف الابتدائية، حين قرأ نصاً عن &laqascii117o;خيال الحقل" في كتابه المدرسي. ويرى المزيّن أن فكرة الفيلم تعزَّزت لديه عندما شنّت إسرائيل الحرب الأخيرة على قطاع غزة، واستخدمت مجسّمات تشبه &laqascii117o;خيال الحقل"... مشيراً إلى أن العمل أيضاً محاولة لترسيخ الهوية الفلسطينية، من خلال إظهار اللباس التراثي ولهجة الفلاح الفلسطيني.