المقتطف الصحفي » على ساحة الإعلام... ملالا تفوز هذه المرّة

83602_430- صحيفة 'السفير'
حسن نصّور

يحفل سجلّ حركة &laqascii117o;طالبان" بمحاولات خنق الثقافة، وتجربتها غنيّة في التعدّي على حقوق الإنسان. بدأت هذه التعديات تلفت نظر الإعلام الغربي، منذ واقعة تدمير تماثيل بوذا الأثريّة في أفغانستان التي أفردت لها شاشات العالم ساعات من النقل المباشر، وصولاً إلى الاهتمام الإعلامي الكبير الذي عرفته قضيّة محاولة اغتيال الطفلة الباكستانية ملالا يوسفزاي، بإطلاق النار على حافلتها.
وخلال اليومين الماضيين، تحوّل خبر نجاة ملالا إلى حديث الإعلام الغربي، ومواقع التواصل الاجتماعي، وراحت المواقع تنشر صور نقلها إلى المستشفى، وتستعيد لقطات من حورات قديمة معها. وقد عرفت ملالا عالمياً منذ بدأت صحيفة &laqascii117o;الأندبندنت" البريطانية بنشر مقتطفات من مذكراتها. وكانت هذه اليوميات قد نشرت على موقع &laqascii117o;بي. بي. سي." في العام 2009، وظهرت لأوّل مرة على الإنترنت عبر موقع &laqascii117o;بي. بي. سي." باللغة الأردية، وتتناول تجربتها في تحدّي مرسوم طالباني يمنع الفتيات دون سنّ الـ11 عاماً من التعلّم. خيار ملالا بمتابعة دراستها، جعلها تتعرّض لتهديدات بالقتل، وقد سردت ذلك عبر كتابتها التي عكست الخوف من طالبان.
شبكة &laqascii117o;سي. إن. إن." خصَّصت مساحة كبيرة لتغطية قضيّة ملالا، وأعادت بثّ فيديوهات لمقابلات قديمة أجرتها مع يوسفزاي. بدورها، جعلت شبكة &laqascii117o;سي. بي. إس" الأميركية من متابعة حالة ملالا الصحية خبراً أول على موقعها الالكتروني. موقع صحيفة &laqascii117o;الغارديان" نشر فيديو نقل ملالا إلى المستشفى، واصفاً الطفلة بـ&laqascii117o;البطلة الصغيرة". من جهتها، نشرت صحيفة &laqascii117o;نيويروك تايمز" مقالة رأي بعنوان &laqascii117o;ملالا"، ربحت في وقت كانت ملكة البوب مادونا تهدي أغنية من حفلتها في لوس أنجليس لملالا، قائلةً أمام جمهور الحفلة، إنّ قصّة الشابة الباكستانية أبكتها. على &laqascii117o;تويتر"، تمّ تخصيص مفتاح تاغ بعنوان &laqascii117o;قفوا إلى جانب ملالا"، في حين زاد عدد متابعي صفحتها الرسمية على فايسبوك، وانتشرت صورها على الموقع بشكل مكثّف خلال اليومين الماضيين، إلى جانب صور لتظاهرات تضامنية معها.
نجت ملالا، هذه المرة. وأزال الأطباء الرصاصة من رأس الطفلة، رغم ما تردّد عن تلف لحق بدماغها. في نفس الوقت هددت حركة طالبان بإعادة استهدافها مرة أخرى! الطفلة الحائزة على &laqascii117o;الجائزة الوطنية الأولى للسلام" في باكستان، كانت ضمن المرشحين لجائزة السلام الدولية للأطفال التي تمنحها مؤسسة &laqascii117o;كيدس رايتس الهولندية".
ربما كانت ملالا مثالاً بسيطاً على ما يتعرض له الأطفال، ليس في باكستان وأفعانستان وحسب بل في بقاع شتى قريبة وبعيدة عن بلد ملالا، من ممارسات تندرج في سياق سعي الحركات الإسلامية المتطرفة بفهمها الغبي والمنغلق إلى إقفال المجتمعات على كل منفذ وبالعنف الجسدي تجاه حتى الأطفال. يرى الطالبانيون في ملالا امرأة واثقة ستكبر يوماً ما مع نساء أخريات من بلدها سيصرن حتما شاعرات أو محاميات أو ناشطات في كافة الحقول. سيقفن جميعاً بوجه هذا الظلام كله وسيهتفن بوجه &laqascii117o;طالبان": كفى.

تعليقات الزوار

الإسم
البريد الإلكتروني
عنوان التعليق
التعليق
رمز التأكيد